آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. شششش هدوء - الجزء الثاني

بنزل من السلم للجنينة، هي المفروض الجنينة اللي تحت بيتنا، لكن لأ، مش هي، دي شبهها، شببهها لحد كبير لكن مش هي، أوسع بكتير، ومليانة خضرة وزرع عنها، منورة، لكن النور مش مصدره شمس، ده لون أبيض، كإنه كشاف كبير اتسلط عليها، فيه صوت عصافير وحشرات وشجر عالي، برفع راسي، بدور على مصدر النور، مش لاقيه، برجع وأبص قدامي، مفيش غيري في الجنينة، بمشي وسط الزرع، بفرد إيدي وبشم الهوا المنعش، الجو مظبوط، لا منه حر ولا منه برد، مثالي....

هناك بلمح صخرة كبيرة منحدرة، شبه الصخر اللي بيبقى على بحر إسكندرية، لكن الصخرة مش فاضية، دي عليها حد مديني ضهره، بقرب، ووقتها بعرفه من غير ما اشوف وشه، ده...حكيم....

بقعد بهدوء جنبه، وهو مش بيعمل رد فعل، لا بيتكلم ولا بيتحرك، بيفضل باصص قدامه، شكله مستكين أوي، لابس أبيض في أبيض، بعد شوية ببتدي الكلام:

= إزيك يا "حكيم"؟

-وصلت هنا من إمتى؟

= لسه واصل، أو معرفش، يمكن من وقت، حسابات الوقت هنا مدريش بيها.

-يالا نقوم نتمشى؟

= تمام.

بنقوم وبنتمشى ما بين الخضرة، كلامنا قليل، في إحساس رهيب بالسلام والهدوء، "حكيم" وشه منور ورايق....

بسأله:

= هو إحنا فين؟

-بره الدنيا.

= وهو أنا استحق أكون هنا؟

-لسه يا "جمال"؟

= لسه إيه؟

-لسه عايش في عذاب؟ لسه كل يوم بتتشوي بسببي؟

= لسه، ومش عارفله آخر.

-بص حواليك، شايف أنا فين، خلاص هنا مفيش ضغوط، مفيش إدمان، مفيش بوكر، مفيش فول هاوس، ولا ستريت فلاش، وتوتر ومجرمين عليا دين ليهم، أنا هنا في نعيم.

ببص حواليا بإنبهار وبرد:

= وأي نعيم؟

بقتح بوقي وبضحك و"حكيم" بيرفع إيده بسرعة وبيحط جوه بوقي حاجة وبيقفل شفايفي جامد عليها....

جمر! حتة جمرة من النار! مش قادر، ألم رهيب، بوقي وجوفي بيدوب من الحرارة....

بيقول وهو طابق على شفايفي:

-إيه رأيك في النعيم اللي أنا فيه، هو ده بالظبط طعمه، بس أنت هتدوق أضعافه، فاهم، هتدوق أضعافه...

الزرع حواليا بيموت مرة واحدة وبسرعة وبيسود وبيطلع منه دخان، الأرض بتتهز تحتينا وبتتشقق، وبيطلع منها حمم بتجري جوه الشقوق....

بعدها بصحى....

المرة دي مش بعمل حركة عنيفة، مش بتنفض ولا بمسك في مراتي ولا بصرخ وده عشان كنت حاسس إني منهك، مش قادر، جسمي مكسر، مش قادر حتى اصرخ....

كان في نور في السما، بصيت في الموبايل، الساعة قربت على 6 الصبح، خلاص كده مينفعش أنام، وإلا هتروح عليا نومة وهروح الشغل متأخر، فضلت صاحي، شربت قهوتي وكويت هدومي، لكن كل ده من غير طاقة، كإني منمتش ولا ثانية واحدة، مكنتش عارف هكمل اليوم إزاي، تيجي زي ما تيجي بقى....

كنت بحاول، بحاول على قد ما أقدر أعمل المهام اللي عليا في الشغل، لكن بمجهود فظيع، كنت حاسس إني بسبح عكس التيار، لحد ما أخيرًا اليوم خلص....

الحمد لله، اليوم ده كان قصير، الشغل خلص بدري غير العادي، ده الخبر الحلو، أما الخبر الوحش هو إني اكتشفت وأنا تحت العمارة إني نسيت مفاتيحي! وبكده هضطر أستنى غادة لما ترجع من حضانة نسرين عشان تفتحلي، طبعًا كان لازم أسقط حاجة بالحالة اللي كنت فيها....

ملقتش غيره قدامي "عم طارق" البواب....

كان باين عليا مرتبك، عمال أحوم في نفس المكان وهو لقطني، قربلي وسألني إذا كنت محتاج حاجة، اضطريت أقول له إني نسيت المفاتيح، عزمني أروح أقعد معاه على دكته قدام العمارة، في الأول رفضت، لكنه مسك فيا وكمان عزمني على شاي، وفعلًا روحت....

كان مبسوط أوي، وفسرت السبب لما حكالي عن وحدته....

-يا باشا ساعات بحس إني هطج، مفيش صريخ إبن يومين.

= بس الهدوء حلو.

-الهدوء، مش الجطعة دي، مبشوفش حد في الطريج، وعمارة زي دي طويلة عريضة مفياش غيركم والأستاذ "عز"، والأستاذ "عز" في حاله ومبيحبش يتحدت مع حد، بيتهيألي إني هسورج زي الأخين اللي كانوا هنا من وجت.

أخين؟؟ مين الأخين؟

بصتله وأنا مبلم وسألته:

= أخين مين؟

-اللي كانوا ساكنين جبليكم في الشجة اللي جصادكم عدل، الأخ الصغير مات والتاني حصله من الزعل.

= مات إزاي؟

-موتة ربنا.

= ما هي كلها موتة ربنا، إزاي يعني؟

-وهو نايم يا باشا، نام مجامش، جه أخوه يصحيه مش بيصحى، وكان باين عليه الكسرة والزعل لدرجة كان عاجز، مش بيعرف يتحرك، جعد إسبوع، مش بينزل من بيته، وأنا كنت بشجر عليه أشوف طلباته، كان بيرد بعد كتير، بيمشي وهو بيتسند على أي حاجة، يجولي طلبات بسيطة، أجيبهاله، وفي آخر الإسبوع اتكل هو روخر، الله يرحمه ويرحم أخوه...

افتكرت "عزت"، قال زينا زي اللي قبلينا، بنعمل دوشة وبنزعجه، حاجة كئيبة، إن المكان اللي تعيش فيه يكون فيه ماضي حزين بالشكل ده، ربنا يرحم الجميع....

وأخيرًا وصلت "غادة"، اتخضت لما شافتني، أصلي مرضتش أكلمها استعجلها وفهمتها إني نسيت المفتاح، وطلعنا البيت...

كل حاجة كانت ماشية بالراحة أوي اليوم ده، "غادة" كانت بتتحرك في المطبخ بالتصوير البطيء، وقفتها، قلتلها هنطلب أكل من بره وهي رحبت....

وبعد ما جه الأكل، إحنا ال3 أنتخنا على الكنبة جنب بعض، والشمس بدأت تغيب، فضلنا نراقبها في صمت ، مش بنعلق وشوية وشمينا ريحة حلوة أوي، الريحان....

مودي تلقائيًا اترفع، حسيت براحة عجيبة وأعصابي استرخت لدرجة ابتسمت وده كان حال "غادة" و"نسرين"، قمت وحدة وحدة لحد أوضة المكتب، فتحت اللاب توب وبدأت اكتب، أكمل عن تجربتي مع "حكيم"....

مكنتش عايز أعمل حاجة تانية، فضلت مكاني لحد ما الليل جه، ويادوبك نفس نظام الليلة اللي فاتت نعست بدري واستعديت أنام، لكن قبلها عديت على "نسرين"، كانت ممددة في سريرها، اتكلمت معاها كلمتين وقلتلها هروح أجيبلها كوباية لبن، قالت لأ، بس أنا أصريت، وروحت المطبخ، غبت دقيقتين بالظبط، ورجعت بالكوباية لقيتها نامت، مش بس نامت، دي غرقت في النوم!

إزاي بالسرعة دي؟؟؟

شكلها كان مرهق جدًا، كنت مشفق عليها ومستغرب...

وروحت بعدها على أوضتي لقيت "غادة" نفس النظام، رايحة تمامًا في النوم....

وأنا أول ما غمضت عيني غبت.....

حسيت إني عايز أدخل الحمام، لكن المشكلة إن جسمي كان مكسر، كإني مضروب، مش قادر، مش قادر حتى أفتح عيني، بالعافية قدرت على نفسي، فتحت وقمت وحدة وحدة وخرجت من الأوضة....

دخلت الحمام وخرجت، كنت خلاص خطوتين وأبقى في الأوضة، بس في حاجة وقفتني، كإنه ضل عدى بسرعة في المطبخ!

مشيت ناحيته، كنت بتخبط ما بين الطرقة دي ودي، بالعافية بسند نفسي لحد ما وصلت، فتحت النور وبصيت حواليا، مفيش حد، بعدها الأرض تحتي بدأت تتهز، اتشققت وبان ما بين الشقوق حمم حمرة!

لقيت حد مسك في دراعي، بصيت له وكان "حكيم".....

كنت هنهار لولا إنه قال:

-متقلقش، مش زي كل مرة!

يقصد إيه؟

كمل:

-خليك ثابت، هتتلم.

وشوية، الشقوق ضمت على بعضها والأرض رجعت زي ما كانت...

مدلي إيده بعود ريحان وقال لي:

-شم.

وشميته واسترخيت، ريحته كانت نفاذة وحلوة أوي.....

عيني فتحت على صوت بعيد، مألوف، منبه الموبايل.

الموبايل مكنش جنبي، وده لإني كنت نايم على أرضية المطبخ!

بحاول أفتكر، أفسر نومتي دي، مشيت وأنا بترنح لحد ما وصلت للأوضة وبصيت في الموبايل وقفلت المنبه، وخلال ما أنا بلبس افتكرت، إمبارح خرجت من الأوضة للحمام و....كان حلم، حلمت بحكيم ، الأرض اتشققت وخرج منها حمم وبعدين الحمم اختفت والأرض رجعت زي ما كانت وناولني ريحان، مش ده المفروض حلم؟ ولا أنهي جزء منه اللي حلم؟ أنا فعلًا خرجت من أوضتي ودخلت الحمام وبعدين غفلت في المطبخ وحلمت بالباقي؟

لكن...في حاجة تانية، إحساسي باللي شفته، كإنه مش حلم، مش شبه أحلامي التانية، غريبة....

مرضتش أصحي "غادة"، كان باين عليها لسه غرقانة في النوم، وزي ما بعمل أيام كتير أنا اللي حضرت لنفسي كل حاجة، قهوتي وهدومي وحتى الأكل اللي هروح بيه الشغل....

المفروض القهوة كانت تفوقني، لكن معملتش حاجة، حالي هو حالي، خملان، صداع رهيب في راسي وجسمي مكسر....

ركبت العربية، وفي نص الطريق غمضت عيني للحظة، غصب عني، جفوني وقعت ولما فتحت لقيت عربية في وشي، كلاكسات منها ومن عربيات تانية، وأنا على الآخر قدرت اتفاداها، وقفت ، وفضلت سرحان وأنا عيني مفتحة على الآخر قدامي، هو إيه اللي حصل؟ أنا غفلت للحظة فعلًا؟ ولا أكتر، أكيد أكتر، ده أنا كنت رايح خالص....

مكنتش عارف إزاي هقدر أكمل سواقة، أعصابي مبقتش مستحملة..........

.....................................

اليوم عدى بمعجزة ، زمايلي في الشغل لاحظوا التعب اللي كنت فيه، أدائي ابتدى يتأثر بحالتي، ومن هنا ورايح كنت متأكد إني لازم أفوق عشان مكنتش هتعدي على خير....

روحت على البيت، ولقيت "غادة" و"نسرين"، هو ده المفروض عادي، لكن حالتهم مكنتش عادية، "نسرين" كانت رايحة في النوم، و"غادة" باين عليها الإرهاق، بتتمشي وبتتكلم زي السكرانين، قالتلي إنها مودتش "نسرين" الحضانة عشان صحيوا الساعة 1 الضهر، بعدها بشوية "نسرين" رجعت نامت و"غادة" فضلت صاحية بس مكنتش قادرة تعمل حاجة، يدوبك بدأت تطبخ ربع ساعة قبل ما أجي...

سألتها:

= حاسة بإيه؟

-كإن حد جايب شكوش وبيكسر في دماغي، وجسمي كله واجعني.

= الأكل اللي أكلناه من بره، تفتكري اتسممنا.

-معرفش، أنا هقوم أشوف اللي عالنار.

وقامت....

أنا بقيت متأكد إننا فينا حاجة، ما هو ده مش طبيعي، وفي الغالب فعلًا اتعرضنا لتسمم، لازم......

قطع حبل أفكاري وجوده، "حكيم"! لمحته معدي في المطبخ....

قمت مفزوع من السرير ومشيت للمطبخ، أول ما دخلته لقيته واقف قصاد النار ومديني ضهره، لف وقال لي:

-خد بالك، أنت مش شامم؟

كان في ريحة شياط رهيبة، الأكل كان بيتحرق على النار...

قفلت بسرعة، الحلتين كانوا شايطين، و"حكيم" اختفى، هي "غادة" فين؟؟؟

دورت عليها ولقيتها نايمة على الكنبة في الصالة! بدل ما تروح المطبخ تبص على الأكل، حودت على الصالة والأكل اتحرق من غير ما تدرى....

شكلها وهي ممدد، كإنها موميا، مفيهاش حياة، تحت عنيا مجوف وإسود، وشها معضم، وأنفاسها بطيئة، بالعافية حد يقدر يلاحظها....

هزيتها، فضلت أهز فيها حبه لحد ما أخيرًا فاقت، قلت:

= إحنا فينا حاجة، لازم نتعالج.

هزت راسها وردت:

-هاتلنا حاجة من الصيدلية، مطهر معوي.

وده اللي عملته، طلبتلنا أشهر مطهر معوي، وبدأنا ناخده...

.............................

أخدت أجازة من الشغل، إسبوع كامل، لازم كنت اتأكد إن إحنا ال3 كويسين قبل ما أرجع تاني.

إحنا كنا حاسين بتحسن، لكن اللي كان شاغلني، اللي شفته وأنا صاحي، "حكيم"، إزاي اتنقل من النوم لأحلام اليقظة، وليه ده حصل في نفس وقت تعبنا؟

فات يوم واحد بس على الأجازة، اليوم اللي خلاله كان فيه علامات تحسن، وفي آخره ومع المغرب شمينا الريحة، ريحة الريحان اللي جايه من الجنينة، وحسينا باسترخاء رهيب، كنا كإننا في حلم جميل، الدنيا حواليا كانت غريبة، إحساسي بكل حاجة غريب، كإني طاير، شايف فراشات مالية البيت، فراشات من كل شكل ولون، هو إحنا طول الوقت كان عندنا الفراشات دي؟ و"غادة" كانت عمالة تضحك، و"نسرين" بتلف حوالين نفسها وبترقص زي الراجل بتاع التنورة....

ونمنا......

صحيت لقيت كل واحد فينا في مكان، لكن مش في مكانه، أنا على أرضية أوضة المكتب و"غادة" نايمة على طرابيزة المطبخ و"نسرين" في البانيو!

اللي خلاني أصحى هي القرصة اللي في بطني، ألم رهيب، روحت الحمام وجبت كل اللي في معدتي وبعدها حسيت بخنقة، فضلت أكح، ونزلت دم من بوقي!

صحيتهم في ذعر وقلتلهم:

= يالا هنروح للدكتور.

كشفنا إحنا ال3 ، طلبوا منا شوية تحاليل، الكشف المبدأي بيقول مفيش حاجة، إزاي يعني؟؟؟

التحاليل كانت هتاخد 24 ساعة وتظهر، مكنش في غير إننا نرجع على البيت...

بالغلط دوست على الدور ال2 بدل ال3، اكتشفنا ده لما باب الأسانسير فتح، في لحظتها جتلي فكرة، شاورتلهم يطلعوا وأنا هحصلهم...

الفكرة كانت إني هعدي على "عز"، اللي بعده بقى معرفش، ومعرفش ليه جالي الخاطر ده، إني أشوفه....

قربت من شقته، لقيت الباب مردود، بصيت من الفتحة، "عز" مكنش باين، مديت إيدي بحذر وفتحت الباب شوية كمان وقدرت أشوف بوضوح....

مبدئيًا كده أنا مشفتش في حياتي قذارة بالمنظر ده!

مناديل مرمية على الأرض، في كل حته، وعلى الكنب، اللي لونه غامق من قلة النضافة والتراب، أكياس الشيبسي والأكل مفتوحة ومرمية على الطرابيزة وعلى الأرض والكراسي والكنب، وأطباق فيها بواقي أكل متحجر، والحيطان عليها نقط متحجرة، مزيتة ومتكتلة، وفي وسط دول في أزايز تشبه اللي بتبقى في المعامل جواها محاليل، ما بين الأزرق والأخضر والبني والأصفر....

-في حاجة يا استاذ "جمال"؟

قلبي كان هيقف، طلعلي من اللا شيء، محستش بوجوده...

كمل:

-أقدر أخدمك بحاجة؟

= أبدًا، أناااا...كنت فاكر إن ده الدور بتاعي، واضح إني غلطت، وكنت هدخل على أساس إنها شقتي.

-لاااا، واضح عليك إنك تعبان شوية، باين من شكلك على فكرة.

ابتسمتله بخوف واستأذنته ومشيت....

معرفش في حاجة كده....حاجة مش عارف أوصفها، حاجة بتقول لي إن في خيوط مفقودة بتربط كل حاجة ببعض....

نزلت على البواب وسألته:

= هو "عز" بيشتغل إيه؟

-مدرس كيميا.

= مدرس؟؟ أومال طالع نازل يقول مش عايز إزعاج، وشغلي محتاج هدوء، وهو مدرس؟ وإحنا في عز الصيف؟ هو في تلامذة بيجيلوا يديهم دروس في بيته؟

-لع، مفيش.

=أومال إيه....

نبرة "عز" ونظرته ليا كانت مريبة، كان في ابتسامة مش مفهومة على شفايفه وفي عنيه وهو بيقول " لاااا، واضح عليك إنك تعبان شوية، باين من شكلك على فكرة"، زي ما يكون فرحان...

الموقف الصغير ده مع شوية المعلومات اللي أخدتها من البواب خلتني أكلم واحد صاحبي بيشتغل في النيابة، طلبت منه يجيبلي كل المعلومات اللي يقدر يجيبها عن "عز"...

والأيام اللي بعدها الوضع بقى اسوء...

.............................

حالتنا كانت كل مدى بتبقى أوحش، إحنا التلاتة بنكح دم، ومش قادرين نتحرك، كل حته في أجسامنا بتوجعنا، حاسين بخنقة، أوقات كان بيبقى صعب نتنفس، وفي أوقات تانية بنحس براحة رهيبة برغم الحالة الجسدية، بنبقى مسترخين ومزاجنا حلو، وده عادة بيبقى وقت الغروب...

بقيت أشوف "حكيم" وأنا صاحي أكتر من وأنا نايم، بيبقى مجسم، مش بيلومني ولا بيحاول يأذيني، بالعكس بيضحك ويتكلم معايا، بيشاركني الأوقات كإنه جزء من البيت...

وجت نتيجة التحاليل ومكنش فيها حاجة، على الورق إحنا زي الفل، أمال إيه؟ ده العقاب؟ نمرض بمرض خبيث، مش أنا بس، أنا ومراتي وبنتي ومنقدرش حتى نتشخص، أقف قدامهم عاجز، مش قادر أعمل حاجة، أشوفهم بيموتوا بالبطيء؟

ده عقابي على اللي عملته في حكيم؟ العقاب اللي كنت مستنيه؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350330
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205034
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190046
4الكاتبمدونة زينب حمدي176660
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138322
6الكاتبمدونة مني امين118808
7الكاتبمدونة سمير حماد 112566
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103779
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101109
10الكاتبمدونة مني العقدة98512

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

781 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع