"مستوحاة من ملفات مشاهدات الأطباق الطائرة والأجسام الغريبة في امريكا"
ده مش بيحصل كتير، الناس هنا رايقة ، لا شفت في البياضية ولا لقصر كلها حد بيسوق بالسرعة دي، أهي جت لحد عندي، كنت زهان من قلة الشغل، بدأت أنسى إني ظابط، أنا لوحدي، سايق عربيتي وبره ساعات الشغل، بس لازم الحقه وأوقفه....
وصلت لقرب البر الغربي، كنت مُصر أوقف المهبوش اللي سايق كأنه بيهرب من هجوم نيازك!
الساعة ما وصلتش 3 العصر بس فجأة الدنيا غيمت، كأننا داخلين على المغرب و.....رعد!
الرعد كان هيخرم ودني، صوته رهيب، الجو اتبدل في ثواني كأننا في عز الشتا واحنا لسه في نوفمبر! مسمعتش أن ده هيحصل، الأرصاد الجوية منبهتناش، المفروض الجو النهارده مشمس دافي ومايل كمان للحر....
هناك عند جبل البر الغربي، لهيب برتقاني ظهر مع البرق اللي بدأ ينور السما ، ده أكيد إنفجار أو حريق، مش معقول البرق يلحق يتسبب ف ده؟ ولا إيه؟
حاولت أكلم زمايلي والقسم بس الخط مكنش عايز يجمع ولقيتني رايح لهناك لوحدي!
معرفش حتى لو وصلت ممكن أعمل إيه بس مقدرتش أقاوم، كان عندي فضول رهيب أشوف اللي بيحصل...الغريب أن اللهيب مستمرش، الحريقة مزادتش، زي ما يكون إنفجار وراح لحاله، وهو في إنفجار يروح لحاله؟! يبدأ ويخلص لحظة ما ينفجر، من غير توابع أو دخان؟؟
أي سؤال في دماغي موقفنيش أني أكمل... وقفت عربيتي في أقرب مكان للجبل ومشيت لحد المكان اللي متأكد إني شفت فيه اللهيب....
فضلت أطلع لحد ما وصلت قدام معبد حتشبسوت.... عربية مقلوبة! إزاي؟! إزاي وصلت هنا؟ إلا لو.... مش عربية، دي مش عربية!! بس أشبه حاجة بيها، على قد الخبرة بتاعتي واللي شفته في حياتي، بس الحاجة دي أيًا كانت مكنتش لوحدها، ورا الهيكل الضخم بتاعها في ناس! اتنين واقفين..... أنا عيني اتأثرت بالبرق؟ حصل لي حاجة تخليني أشوف اللي شايفه؟؟
ناس، مشفتش ملامح شبههم قبل كده، وشوشوهم صفرا بشكل مبالغ فيه، عينيهم شبه الزواحف، معندهمش شعور، لا على راسهم ولا فوق عنيهم، لا رموش ولا حواجب، أجسامهم قليلة أوي وراسهم كبيرة، كانوا لابسين بدل رمادي موحدة....
واحد فيهم قرب لي، ماكانش بيمشي.... زي ما يكون بيطفو، مش لامس الأرض، مال براسه كأنه بيدرسني، مستغرب شكلي زي مانا مستغربه، إيده....إيده بدأت تتحرك، لأ، لأ أنت بتعمل إيه؟! كنت عايز أصرخ، أجري، استغيث، بس محصلش، لا صوتي خرج ولا رجلي إتحركت، مش عشان الرعب اللي كنت فيه، لأ، حاجة تانية، الكائنات دي، شلت حركتي، كنت كأني على طرابيزة في أوضة جراحة ومتخدر بالكامل، الحاجة الوحيدة اللي مش متخدرة هي وعيي، شايف ومدرك بس مش متحكم....
إيده وصلت لإيدي، لمسها.... في نفس اللحظة حصلت دوشة رهيبة، المصدر الهيكل المقلوب، إتعدل لوحده واترفع أشبار عن الأرض، ظهرت شعلة خرجت من الهيكل، تحديدًا من الجزء اللي تحت، لونها أزرق شبه شعلة اللحام وبعدين اتحول لونها للبرتقاني وبعدين للأصفر، عيني وسعت من الرعب، صرخت جامد جوايا من غير ما اقدر أطلع صوت، لسه مشلول، ولسه الكائن لامسني بأطراف صوابعه الغريبة والتاني على بعد خطوات بيبص علينا....
عيني رمشت أخيرًا كذه مرة بعد ما كان حتى ده مش قادر أعمله، شوية رياح بتراب هبت قدامي، اختفوا، كله إختفى، الهيكل والناس الغريبة ... لفيت وجريت لحد العربية، فتحتها بسرعة وقعدت جواها ، إتصلت بواحد من صحابي ، أخيرًا الخط جمع ورد، بصوت مهزوز قلتله ييجي مع عساكر وضباط ورتب أعلى وكل الشرطة اللي في لقصر لو كان ده ممكن!
وفضلت مستني....
عربيات شرطة كتير ظهرت ورا بعضها، قفلوا كل الطرق المؤدية للبر الغربي....
=في إيه؟؟؟
صاحبي سألني، كان في عينيه قلق غريب، ده غير.... كان صوته في التليفون برده قلقان أوي، من قبل ما أقوله ييجي يلحقني....
-مش هنا.
رديت عليه، بعديها شاورت بإيدي اللي بتترعش في اتجاه الجبل....
صاحبي اتسمر في مكانه، اتردد، كأنه مش واثق أنه عايز يطلع، أنا فاهم رعبي وأسبابه لكن إيه تفسير رعبه وتصرفاته؟! وتصرفات الباقي، كلهم بيبصولي قلقانين، وبيتقدموا ببطء ناحية الجبل!!!
حفرة كبيرة وعميقة جدًا بحجم الجسم اللي كان موجود!. لدقايق محدش نطق، اللي فضل واقف مكانه واللي تنى ركبته وقعد يتفرج على الحفرة من غير حركة. مش بس الحفرة اللي لقيناها، آثار اقدام كمان قرب الحفرة وشوية حروق في التربة ، أنا بقى عندي تفسير لكل ده ، الحفرة، آثار الأقدام، الحروق....
كنت متوقع أن هي دي الأسئلة اللي هتسألها لكن لقيت صاحبي بيبصلي بنفس النظرة اللي مش قادر أفسرها وبيقولي:
-أنت حصل لك إيه؟
=أنا جيت عشان شفت زي لهيب أو انفجار بعد البرق والرعد ....
قاطعني كأنه مش مهتم باللي بقوله وأمرني أروح البيت! مش فاهم إزاي مش عايز يسمع إجابات ، بيشوفوا حوادث زي دي يعني كل يوم؟؟ وبعدين "إيه حصل لك" دي؟ تصرفاتهم أغرب من اللي شفته واللي شايفه في الجبل!....
حاولت تاني، أنا عندي كلام كتير أقوله، لازم أشارك حد اللي شفته وسمعته، مش هقدر أتحمل ده لوحدي، بس هو وباقي زمايلي رفضوا يسمعوني وأصروا إني أروح علطول!!....
.................................................
فتحت باب البيت ودخلت وأنا موطي راسي، مش قادر أواجه مراتي ولا ابويا ولا ابني ولا جنس بني آدم، مش عارف أفسر اللي حصل لي من أول اليوم وكأن العالم بتاعي كله اتشقلب........
التلاتة اتنفضوا أول ما شافوني، جريوا عليا بلهفة، اللي منهم زعق واللي عيط، أصوات كانت ممزوجة ف بعض بالنسبة لي ، مش عارف أفرق بين مصادرها، مش مميز......
-حصل لك إيه؟
تاني؟! حصل لي إيه! السؤال ده بيتكرر ليه؟ ليه أبويا بيسألني نفس السؤال، بس المرة دي بقى مراتي كملت على السؤال بسؤال تاني: - كنت فين.....
كل ده عشان مجبتش الطلبات، اتأخرت شوية عالغدا فجاعوا مثلًا؟ بدأت أشرحلهم اللي حصل معايا، أني كنت خارج عادي بتمشى بالعربية وبعدين كنت ناوي أرجع عشان أجيب الطلبات وأجي على البيت بس لقيت واحد بيسوق بسرعة وجريت وراه عشان أوقفه وأشوف صرفة معاه و.....
-كل ده ياخد منك قد إيه؟
سألتني مراتي.... سؤال غريب وملوش مغزى، ومع ذلك جاوبت:
=ساعة ونص بالكتير..
-ساعة ونص؟ يا معاذ أنت غايب بقالك 3 ايام!
يا ساتر على النكد! هي كده لسانها طويل ومش بتفوت فرصة إلا وتجلد، بالنسبة لها الساعة ونص 3 ايام، هي دي طريقتها في العتاب، دبش!
الغريب إن ابويا معلقش، مقالش مثلًا بطلي مبالغة، زي ما يكون....موافقها!
=بقولك هي ساعة ونص!
وبحركة عفوية بصيت عالموبايل والساعة اللي في إيدي.... إزاي؟!
الساعة في الاتنين واقفة، نفس التوقيت اللي شفته قبل ما أطلع الجبل، 3 و9 دقايق، المفروض دلوقتي تبقى 5 إلا مثلًا.....
جريت على اللاب توب وفتحته لقيت التاريخ "10 نوفمبر 2015" يعني 3 ايام بعد ما روحت الجبل! قمت من مكاني، مسكت الجرايد اللي على السفرة لقيت نفس التاريخ "10 نوفمبر 2015"!!!
يعني إيه؟ إزاي النهارده امشي من البيت وأرجع ألاقي فات 3 ايام، إزاي إحساسي بالوقت كان مختلف؟! هل ده ليه علاقة بالللي شفته عالجبل؟ أكيد ليه علاقة، أكيد! . السؤال بقى، أنا فضلت واقف مكاني 3 ايام وأنا فاكرهم ساعة، ساعة ونص؟ كان فين وعيي، كنت فين؟؟؟؟
بهدوء دخلت أوضتي، قفلت الستاير وضلمت الدنيا، مسمحتش لحد يكلمني وفضلت ممدد من وقتها لتاني يوم....
=تالت درج في الكوميدينو....
أول ما فتحت عيني قلت لمراتي كده، اصلي سمعتها بتقول إنها مش لاقيه الشال بتاعها بقالها فترة والشال ده بالذات عزيز عليها....
اتنفضت من الخضة، بصيتلي بذهول....
=إيه، مالك؟!
-عرفت إزاي؟؟
=مش فاكر، أكيد حطيتيه في الدرج قدامي من فترة مثلًا....
-لأ! قصدي عرفت إزاي أني بدور عليه؟
=أنتي اللي لسه قايله
-أيوه، أنا قلت كده بس جوه نفسي! انا منطقتش!
هما مصرين يجننوني، كلهم بيتصرفوا بطريقة مريبة، يعني إيه ما قالتش، سمعت افكارها مثلًا؟!
مكنتش طايق اقعد في البيت واللي أنقذني مكالمة "زاهد" صاحبي، اللي طلب مني اقابله في "متحف التحنيط"، سألني إذا كنت مستعد أحكي اللي شفته وانا ما صدقت، أنا نفسي أحكي من وقت ما كنا عالجبل، الخطوة اللي بعدها أني هقول شهادتي في القسم لما أكون مستعد ، هو ده كان رأيه....
أنا بقيت متفهم قلقه عليا لدرجة أنه كان مبدي راحتي على أنهم يعرفوا اي حاجة عن الآثار العجيبة عالجبل، فهمت هو كان ليه مُصر اروح وارتاح، بالنسبة لهم أنا كنت شخص في عداد المفقودين، إنقطعت أخباره 72 ساعة، وبعدين رجع للحياة تاني ومن غير ما يكون فاكر حاجة، يمكن صدمة نفسية بشعة إتعرضتلها مثلًا، كان لازموا يتصرفوا بالشكل ده....
نزلت انا وهو تراث المتحف وقعدنا فيه...
-إحكيلي بقى...
=زي مانت عارف اليوم ده كان الجو غريب جدًا، فجأة الدنيا غيمت وبقى فيه رعد وبرق...
-رعد وبرق؟؟! لأ يا معاذ مكنش في رعد وبرق ولا الدنيا غيمت!
عيني زاغت، سكت، بدأت أجمع شوية حاجات، طبعًا! لا ده كان برق ولا ده كان رعد ، دي كانت أصوات الهيكل أو المركبة اللي هبطت من الله أعلم فين، والغيمة دي برده كانت بسببها في المنطقة بس اللي هبطت فيها، عشان كده محدش حس بالظواهر دي غيري أنا واي حد كان في المحيط.
=ده عشان البرق والرعد دول كان ليهم علاقة بالمركبة!
-مركبة؟!
=المركبة، الجسم، الهيكل، ايًا كان الإسم اللي هتختاره، أنا بقى هقول مركبة...
-إشمعنى؟
=عشان دي مركبة يا "زاهد"، دي مركبة مش من الأرض!
-خايف تقولها صريحة؟ خايف تقول مركبة فضائية!
هزيت راسي، مانا برده مش مصدق اللي بقوله وبفكر فيه، حكيتله بعدها عن الكائنات اللي فيهم شبه مننا بس مش زينا، مش ممكن يكونوا بني آدمين ، وحركتهم الغريبة ومشيتهم وشكل المركبة بالظبط وحركتها قبل ما تنطلق، وحكيتله عن.... الحالة الغريبة اللي عشتها ، إزاي مكنتش متحكم في جسمي ومش قادر أتحرك....
وبعدين مسمعتوش!...........
كان بيعلق ، بيقول كلام ليه علاقة بالموضوع، بس أنا دماغي راحت لمكان تاني، لا كنت سامعه ولا شايفه ولا يهمني وجوده، قمت وقربت من النيل، بتفرج عليه كأني بشوفه لأول مرة، بصيت ورايا وحواليا واستحضرت صور من المتحف، اللوح اللي بتبين الطقوس الدينية والجنائزية عند الفراعنة، البرديات، سرير التحنيط، تماثيل "نفتيس" و"إيزيس"، مفتاح الحياة...
=بديع!
-هو إيه ده اللي بديع؟!
رديت عليه:
=النيل، السما فوقيه ، والحاجة اللي جوه قاعة العرض، لما يتمزجوا، قمة في الجمال، قمة!
لفيت وشفت الدهشة والذعر في عينه، بس ده مفرقش معايا، كل اللي شاغلني الصور اللي بتتجمع في دماغي....
أول حاجة عملتها لما روحت، إني دخلت على أوضة إبني، أخدت كراسة الرسم بتاعته وألوان الميه، قعدت على الأرض وبدأت أرسم!..........
النيل في الخلفية فوقيه السما اللبني الفاتحة واللوح اللي شفتها في المتحف بالتفصيل، البرديات وغيرهم....
أنا مقدر موقف مراتي وهي ورايا بتتفرج على الرسمة بعد ما خلصت، مقدر إنها كانت متفاجئة عشان أنا عمري ما كنت بعرف أرسم!
بدأت وخلصت الرسمة ف دقايق، صوابعي كانت ثابتة والصور في دماغي واضحة كاني لسه هناك في المتحف، النيل قدامي وقاعة العرض ورايا...
أنا كمان كنت مخضوض بس...مبسوط، نشوة غريبة حاسس بيها ، كأني حققت إنجاز عظيم...
...................................
كنت مضطر أوافق، مكنش عندي اختيار، مع إني مش مقتنع أن الموضوع ده هينفع، "زاهد" اقترح عليا أروح لدكتورة نفسي عارفها وبيقول إن جلساتها وطرق علاجها استثنائية وحالتي أكيد استثنائية تستدعي علاجها....
الدكتورة بتستعمل التنويم المغناطيسي عشان تخرج الذكريات المكبوتة، الموجودة في اللاوعي...
طبعًا أنا مكنتش مقتنع بده، ده تخريف ونصب، مفيش حاجة إسمها تنويم مغناطيسي اصلًا ولو في، مش هيجيب التايهة!
الست شكلها مريح جدًا، طبعًا، ودي من العوامل اللي بتخليها تسيطر على المرضى بتوعها وتضحك عليهم.... شاورتلي على الشيزلونج، جو أفلام أوي، بس لازم أسايرها، أكمل التمثيلية معاها عشان أخلص من ده ونشوف اللي بعده....
طلبت مننا نقفل موبايلاتنا، وقفلت الشباك.....
في الأول اتكلمت معايا عن مواضيع عامة، دردشة ملهاش علاقة باللي حصل، وشوية شوية نبرتها إتغيرت، صوتها وطي جدًا وبقت تتكلم ببطء مبالغ فيه....
-عايزاك تريح جسمك ودماغك تمامًا، اعتبر الأوضة دي مكان منفصل عن الدنيا، بره العالم الحسي، مكان مش مكشوف ومحدش يقدر يوصل له....
الغريب أن كلامها مؤثر، لقيت نفسي بستجيب، مرتاح لفكرة أننا بره العالم وفي مكان مش ممكن حد يرصده أو يوصل له.... طليت مني بعدها اتنفس بشكل منتظم وأركز على اللمبة الصغيرة المتعلقة في السقف، المصدر الوحيد للنور في الأوضة....
-أنت دلوقتي حاسس أن جفونك تقيلة، متقاومش، سيبهم يقعوا، سيبهم يستسلموا، اسمح لنفسك تغيب عن هنا، عن أي حاجة ليها علاقة بالحاضر والعالم المادي.....
واستجبت......
-"معاذ" ركز دايمًا مع صوتي، متضيعوش!
الصوت ده! أنا عارفه، بس فين المصدر؟ مين بيتكلم ومنين؟؟
-أنت فين دلوقتي؟
=أنا طالع الجبل.
-ليه؟
=عشان أشوف مصدر الانفجار، محدش رد عليا من زمايلي، الخطوط مش مجمعة، فلازم أطلع لوحدي، أشوف حصل إيه.
-التاريخ؟
=النهارده 7 نوفمبر 2015.
فضلت أطلع لحد ما وصلت المكان المحدد، قدام معبد حتشبسوت....
-شايف إيه يا "معاذ"؟
=عربية مقلوبة، لأ دي مش عربية، حاجة كده زي هيكل غريب، مركبة...
-مركبة؟
=اه.
-وإيه تاني؟
=في حد معايا هنا، أنا مش لوحدي.
-مين معاك؟
=اتنين، ناس معرفهمش.
-شكلهم إيه؟
وقفت مكاني، لساني متلجم!
-شكلهم إيه يا "معاذ"؟
=وشوشهم.... لونها أصفر جدًا، عينيهم شبه عيون الزواحف، مفيش شعر ف وشهم ولا على راسهم الضخمة، وجسمهم قليل، لابسين زي يونيفورم رمادي.
-حصل إيه بعدها؟
=واحد فيهم بيقرب مني، حركته غريبة، بيمد إيده ويلمسني.... دوشة فظيعة، المركبة اتحركت، طفت على الأرض، خرجت منها شعلة، كانت هتنطلق، هتطير.....
-شفتهم بيمشوا والمركبة شفتها بتتحرك؟
=مشيوا، فعلًا، في باب اتفتح، حدوده مكنتش باينة قبل كده، كأنه جزء من جسم المركبة، فجأة الجزء ده اتحرك واتفتح وهما مشيوا في اتجاهه....
-والمركبة طارت قدامك؟
=لأ!........ مدخلوش المركبة لوحدهم، مكنوش لوحدهم، أنا، أنا دخلت معاهم!!.... كائن منهم لف وبصلي، بعديها مشيت من غير تحكم مني وراه، ودخلت المركبة، والباب اتقفل ورايا.
صوتها مبقاش موجود، صوت الست اللي مكنتش شايف مصدره وبقيت لوحدي تمامًا في المركبة، مش بالظبط يعني، المخلوقين كانوا معايا..... بصولي، سمعت أفكارهم من غير ما يتكلموا، ونفذت اللي أمروني بيه، قلعت هدومي وروحت للكرسي الأبيض اللي قالولي أروح ليه، مددت عليه..... أنا شايف، شايف كل حاجة، شايف الأدوات اللي معاهم، والآلة الغريبة اللي بيوجهوها لدماغي، بيعملوا إيه؟؟ مش عايز أكون هنا، خرجوني، خرجوني من هنا!!
اللي عرفته بعد كده أن الدكتوره كانت بتحاول تخرجني من حالة التنويم بس أنا مكنتش بستجيبب، كنت عمال أصرخ واتحرك بعصبية في مكاني، مكنتش معاهم خالص، انفصلت عنهم وعشت نفس الأحداث اللي حصلتلي وفقدت صوتها...."زاهد" فضل يزعق فيها وهي بتأكد له إنها بتعمل اقصى ما عندها عشان ترجعني وأن دي أول مرة تحصل معاها...
-يا " معاذ" فوق، فوق!
أخيرًا صوت الست رجع، الكرسي اللي تحتي اختفى، والكائنات اتحولت لذرات شوية شوية بدأت تطير وتختفي.... فتحت عيني.
معلقوش، لسانهم اتلجم وانا كمان مكنش عندي حاجة أقولها.....مكنتش في الجبل طول الوقت زي ما كنت معتقد ، انا رحت مع المخلوقات دي المركبة! في تجربة كاملة سقطت من الذاكرة بتاعتي وافتكرت جزء منها ومقدرتش أتحمل إني أفتكر الباقي، على الأقل في وقتها، كفاية أوي لحد كده....
الدكتورة "يُسر" قالت تعليق واحد بعد شوية:
-الموضوع مش بس الأحداث الغريبة اللي حكيتها ولا أنك مكنتش عارف ترجع للواقع بتاعنا وأن دي اول مرة تحصل لحالة عندي، في حاجة تانية يا "معاذ"..... "زاهد" كان مرعوب عليك لدرجة أنه مكانش مركز، أنا بقى أخدت بالي....لما كنت منفعل وجسمك كله بيتحرك وعلى وشك انك تنهار، المكتب اتهز واللمبة، زي ما يكون زلزال خفيف....
انا و"زاهد" بصينا ليها بذهول، أنا عارف أن في النقطة اللي وصلنالها دي المفروض نبطل نستغرب من اي حاجة تحصل، بس اللي بتقوله ده مستحيل!، على فرض أن حصل زلزال فعلًا، مش ممكن اللي حصل معايا يكون ليه علاقة بيه....
قررت ف ساعتها أني أتكلم أكتر مع الدكتورة "يسر"، على عكس "زاهد" اللي شك في قدراتها لأنها مقدرتش تفوقني بسرعة، أنا بقى وثقت فيها أكتر لأني اتأكدت انها مش نصابة، افتكرت حاجات مكنتش متخيل أنها حصلت أصلًا....
بس أي كلام هيتقال أكيد يتأجل، عشان أنا كنت منهك جدًا، عقلي وجسمي منهارين كأني سافرت ورجعت، كان لازم أروح وأرتاح.....
دوشة فظيعة، زي ما نكون مستقبلين قبيلة عندنا في البيت، هما عازمين ناس ومش قايلين لي ولا إيه؟ فتحت الباب بسرعة عشان اشوف إيه اللي بيحصل...
فعلًا كان في قبيلة بس مش زي اللي ف بالي.....
إبني كان قاعد عالأرض قدام التليفزيون بيلعب فيديو جيم، مركز مع اللعبة لدرجة أنه محسش بوجودي وحواليه.... كائنات كتير ، ألوانهم وأحجامهم وأشكالهم مختلفة، في اللي قاعد عالأرض واللي بيمشي على السقف، اللي بيبص على إبني وبيراقبه واللي سارح في الملكوت كأنه بيت أبوه.....للأسف فهمت بالظبط إيه دول من أول لحظة، لأ، المرة دي مش كائنات فضائية، دول جن! أشكال وأصناف منهم، وبرده اللي فهمته أنهم موجودين علطول، يعني ممكن كل ليلة بيعملوا التجمع اللطيف ده، اللي إتغير هو أنا! أنا اللي المرة دي قدرت اشوفهم واسمعهم، وده اللي مش طبيعي!
كذه واحد منهم فجأة انتبه ليا وبصلي، عشان ببساطة كنت ببصلهم، أدركوا أني شايفهم....ارتبكوا زي ما انا مرتبك، كده غلط، ده غلط! أنا مش المفروض أدركهم، عوالمنا المفروض تفضل منفصلة.....
مشيت بهدوء في اتجاه إبني، وهما بقوا يوسعولي لحد ما وصلتله....
=قو....قوم يا "بسام"...
الولد طبعًا مسمعش الكلام من الأول لحد ما زعقت فيه وأنا بحاول أتجنب أبص على الزحمة اللي حوالينا من كل جهة..
=بقولك قوم على اوضتك، حالًا!
ويا ترى بقى النظام الجديد هيبقى عامل إزاي؟ يعني أول ما همدد وأغمض عيني هعرف أنام مثلًا؟ بعد ما بقيت عارف باللي موجود حوالينا وقادر أشوفه واسمعه، دماغي هتعرف تتأقلم وهقدر أقوم وأرتاح وأنام زي مخاليق ربنا؟
دماغي....دماغي، إيه اللي حصل وبيحصل ف دماغي؟! عملوا فيا إيه!!!!
حسيت بحالة غضب غريبة! متغاظ، سامع اللي بيدور جوه مراتي اللي عاملة نفسها نايمة.....
-"يا عيني عليك يا "معاذ"، حصل لك إيه يا حبيبي، عملوا فيك إيه"....
مش قادر أستحمل الشفقة، إني أبقى ضحية، أنا مش ضحية ومسمحش لحد يعاملني على الاساس ده....
لكن برده...مش فاهم أنا ليه متعصب كده، إيه سبب الغضب ده كله، ده مش أنا، مش دي الاسباب اللي تخليني غضبان كده، الغليان اللي جوايا مبالغ فيه، بس مش قادر...مش قادر أتحكم....
فين وفين على ما قدرت أنام، بعد ما هي غرقت في النوم عشان طول الوقت سامع أفكارها بصوتها كأنها بتتكلم بصوت عالي، لما تعبت من كتر التفكير وراحت في النوم نمت، لكن المرة دي كانت مختلفة....
أول مرة يحصل لي اللي حصل وأنا نايم، ده لو اعتبرت نفسي نمت....
حسيت إني بقيت خفيف، خفيف أوي، لدرجة إني قادر أتحرك بطريقة مختلفة، طلعت فوق، فوق لحد سقف الأوضة، ضهري كان للسقف وكنت ببص....على نفسي وانا نايم! قادر أشوف الأوضة كلها من فوق، أنا كنت بره جسمي!....
بعدين خرجت من الشقة بنفس الحركة، كأني طاير....وشوش كتير ، بتنقل من مشهد لمشهد ومن مكان لمكان، ناس مختلفة، لبسها مختلف وطريقة كلامها زي ما يكونوا في أزمنة مختلفة، ناس أعرفها ماتت وناس لسه عايشة وناس معرفهاش، كلام كتير في دماغي، أصوات كتير .... أشكال بشوفها شبه الجن اللي شوفتهم قبل ما أنام بيوتهم تحت الأرض وفوق الميه، كله ورا بعضه في سرعة رهيبة، مش قادر، تفاصيل كتير وقصص وحوارات ، مش قادر، لحد ما أخيرًا فتحت عيني....
-"غلبان هيفوق إمتى بقى ماللي هو فيه؟!"
لااااا كده كفاية أوي، أنا مش غلبان ومش ضحية ومش حد تشفقي عليه!
بعد ما سمعت صوت أفكارها أول ما صحيت الدم غلي في عروقي، مبقتش مستحمل، مشيت لحد الصالة ، مسكت الفازه ودخلت على الأوضة ونزلت بيها على راسها!.....
أنا كان قصدي تنزل على راسها بس هي اتحركت بسرعة والضربة جت على كتفها.... أبويا جه مذعور، شاف الفازه ف إيدي وشافها مرمية عالأرض، جري عليها وقعد جنبها وبصلي كأني مجنون، كان خايف لأضربها تاني....أما أنا فسمعت حاجة تانية خلت كل ده تافه ومش مهم، عزف.....
ابتسمت ليهم كأن مفيش حاجة حصلت، كأني مكنتش هقتلها حالًا وقلت:
=سامعين؟
مش مهم اللي بيقولوه، أنا سامع أفكارهم وحتى لو مش سامعها باين من وشوشهم، بيقول عليا "مجنون"، يقولوا، المهم دلوقتي ألاقي مصدر العزف، لازم أوصل له.....
خبطت على باب جارنا، وأول ما فتح دخلت بيته من غير ما استأذنه، مشيت لحد الأوضة اللي منها طالع الصوت، فتحت الباب ودخلت....
أخدت العود من إيد اللي كان ماسكه، قعدت جنبه وبدأت أعزف عليه.....لحن أخلصه ووراه لحن وف ديله لحن، الحان قديمة وجديدة أنا اللي مألفها مع أني....عمري ما عزفت أي آلة موسيقية قبل كده!
بعد ما خلصت الفقرة الطويلة دي... قمت برده من غير مقدمات ولا تفسير منطقي أقدمه لجيراني المذعورين....
دخلت البيت ملقتش مراتي وإبني، سابوا البيت، مسألتش أبويا عنهم، دخلت من سكات أجيب مفاتيح العربية وخرجت من غير ما أغير هدومي!
روحت للدكتورة "يُسر"....تجاهلت زعيق الممرض اللي بيقول إني المفروض أخد معاد ودخلت على مكتبها من غير حتى ما اخبط....
=إحنا لازم نكمل!
هزت راسها موافقة على كلامي وشاورتلي أقعد على الشيزلونج....
-قبل ما أعمل التنويم، لازم نتكلم شوية....
=أيوه، أنا فعلًا عندي كلام كتير أقوله واسئلة أكتر، ابتدي بإيه؟
-باللي أنت عايزه.
= من وقت ما رجعت، حاجات كتير بتحصل، من كام يوم شفت النيل في متحف التحنيط، شفته بطريقة مختلفة، مكنتش قادر أتفرج عليه وبس ، كان لازم أعمل ليه نسخة، نسخة بتعبر عن الطريقة اللي شايفه وحاسه بيها، وفعلًا أول ما روحت رسمته ورسمت في نفس الورقة اللوح اللي شفتها في المتحف، المشكلة إني عمري ما كنت رسمت قبل كده! ده غير إني النهارده عزفت عالعود، وأنا بعزف كان في الحان في دماغي، زحمة الحان، مقطوعة ورا مقطوعة وأنا عمري ما عزفت ولا بعرف.... ده غير اللي بقيت أسمعه وأشوفه، مش عايز أخوفك بس تقدري تقولي كده بشوف الحاجات اللي مينفعش أشوفها، العوالم المحجوبة، زي دلوقتي كده!....
-دلوقتي؟!
بصيت جنبي، فضلت مركز مع الحاجة اللي شايفها... سألتني:
-شايف إيه؟
=شايف واحد شبهي بالظبط، اختلافات بسيطة، قاعد على نفس الشيزلونج، بنفس وضعيتي.... أقولك متهيألي ده إيه!
-لأ!
=لأ هقولك، ده قريني! المفروض مكنش شايفه، تلاقيه مش مبسوط بده، وهي دي حياتي دلوقتي ، شايف وسامع ومدرك اللي كان مستخبي عني زمان، بس في حاجة أخطر من كل ده، مع الحس الفني اللي ظهر لي فجأة بقيت حاسس بغضب غريب، أقل حاجة بتعصبني أوي، أنا النهارده كنت هقتل مراتي، دلوقتي مدرك بشاعة اللي عملته لكن ساعتها مكنتش حاسس بنفسي...
-تعرف، في كذه رواية عن ناس كانوا طبيعيين وتصرفاتهم عادية جدًا، حصلتلهم حادثة، راسهم اتخبطت ومن وقتها وهما بقوا عدائيين ومجرمين، وفي حالات تانية بعد الحادثة والاصابة في راسهم فجأة بقوا فنانين، اللي فيهم بقى رسام وتصرفاته بالعكس بقت أهدى بكتير بعد ما كان مجرم....
=تقصدي إني اتخبطت ف راسي؟
-حاجة زي كده، أنت قلت أن المخلوقات وجهت آلة غريبة لراسك...
=ايوه مظبوط.
-من هنا نقدر نكمل، مستعد؟
مبقتش خايف زي المرة الأولى، بقى كل همي أعرف إجابات، عايز تفسير للشباك اللي اتفتحلي على أكوان ودنيا تانية.... هي عملت نفس الخطوات اللي عملتها قبل كده ، جفوني تقلت وغبت.....
-خليك معايا يا "معاذ" إوعى تفقد صوتي...
=متقلقيش.
-أنت فين دلوقتي؟
=ممدد على الكرسي الأبيض، جنبي المخلوقين، كل واحد من جهة، واحد فيهم ماسك آلة، شبه القلم كده، جحمها مش كبير، لونها فضي...
-بيعملوا إيه بيها؟
=بيقربوها لدماغي.... طالع منها نور، زي ليزر، النور شق دماغي!
-عايز تخرج؟
=لأ، عايز أشوف!
زي ما حصل لي وأنا نايم الليلة اللي فاتت، برضه بقيت متشعلق في سقف الأوضة اللي كنت فيها، شايف نفسي وأنا ممدد وشايف المخلوقات و دماغي المفتوحة، آلات تانية بيدخلوها جوه راسي، أجزاء من مخي، 3 أيام بيعملوا في العمليات دي.... وبعدين رجعوا بالمركبة لنفس المنطقة اللي أخدوني منها، خرجوني من المركبة ووقفوني في نفس المكان الأولاني ودخلوا هما، والمركبة طارت في سرعة رهيبة واختفت....
فقت من قبل حتى ما "يسر" تأمرني أفوق، شفت وعرفت اللي كنت محتاجه....
=عين حورس!
-نعم؟
=جوه المخ في غدة معينة على شكل عين حورس..
-جبت الكلام ده منين؟
=هي دي المنطقة اللي كانوا بيعملوا عليها تجارب، شكلها شبه رسمة عين حورس.
-العين التالتة؟
=يعني إيه؟
-في نظرية بتقول أن جوه كل واحد فينا عين تالتة، زي عين المفروض تشوف العالم الأكبر، الحاجات المستخبية.
=وده حقيقي؟
-مش شرط طبعًا، ممكن تبقى أسطورة، بس الأكيد أن فعلًا في حاجات كتير ربنا حاجبها عننا، يعني محدش يعرف بيروح فين بالظبط وهو نايم ومحدش بيشوف الكائنات التانية زي الجن مع إنهم يقدروا يشوفونا، محدش يقدر يسمع أفكار غيره أو يتكلم مع الأموات أو يشوف ذكريات أجداده أو يخرج بره جسمه أو يعرف حدود الكون، والفراعنة ممكن يكونوا شرحوا المخ وربطوا الغدة اللي بتقول عليها بالمعرفة دي، نسميها الحاسة السادسة أو العين التالتة أو أيًا كان ولو زي ما بتقول المنطقة دي شبه عين حورس يبقى رسموها وقدسوها وافترضوا إنها مصدر النافذة على العالم الأكبر.....
=بس أنا مينفعش تتفتحلي النافذة دي مرة واحدة على آخرها، مينفعش.
-طبعًا مينفعش، محدش هيستحمل ده، خصوصًا لو مكنتش مفتوحة ولو شوية قبل كده، مش هتستحمل.
في حاجة تانية كانت بتدور في دماغي، حتى دكتور "يسر" مكنتش قادر أقولها عليها، اللي بدأوه لازم هيخلصوه! مش معقول يسيبوا حد عملوا عليها التجربة دي وبقى ليها نتايج ويمشوا ف سلام من غير ما يرجعوا ويتابعه حالته وفي الغالب هيكملوا تجربتهم لحد الآخر، آخر حاجة تهمهم هي الحالة نفسها، أنا! مش مهم هيحصل لي ايه ولا للي حواليا، مظنش أنهم مهتمين أن علاقتي بمراتي وابني اتدمرت أو إني أكيد خسرت شغلي أو أن عقلي هينهار مش مستحمل قدرات العين التالتة اللي فتحت فجأة....
مشيت من غير ما أقولها، كدبت عليها وأكدت لها إني هرجع تاني في المعاد اللي حددناه.... ركبت العربية وسوقت لحد هناك....
ركنت في أقرب حته ممكنة من الجبل وطلعت....
وصلت قدام معبد "حتشبسوت" فضلت قاعد هناك، ليلة كاملة عدت، بس الحقيقة مكنتش لوحدي، كان حواليا كائنات كتير بتسليني، مكنتش متخيل أني هلاقي الأمان في وجود عفاريت وجن وحاجات الله أعلم إسمها وتكوينها إيه، على الأقل كلنا كائنات أرضية!
كنت مـتأكد إنهم هيرجعوا، إمتى بقى مش عارف بالظبط، بس أكيد هيرجعوا، كده كده وجودي هنا بقى خطر عاللي حواليا، أنا مبقتش ضامن ممكن أعمل إيه، وإمتى وعيي هيغيب بالكامل ومش هيتبقى غير وحش ، فنان ورسام وعازف وبيحب يقتل الناس!
وفي الليلة التانية قمت على صوت دوشة رهيبة مش غريبة عني، نور أبيض قوي مكنتش عارف أفتح عيني بسببه وجسم بينزل على الأرض بهدوء، باب بيتفتح وكائنات بتخرج، جتلهم برجلي، هما محتاجين يكملوا التجربة بتاعتهم وأنا لازم أختفي عن العالم، لازم أساعدهم يكملوا التجربة....
"تمت"