القصة مستوحاة من أحداث حقيقية
"تم تغيير الأماكن وأسماء الشخصيات"
حياتنا هنا هادية، أيامنا بتمر بسلام، كل واحد فينا حر في اللي بيعمله واللي بيشتغله، كل اللي مطلوب مننا هو الالتزام بقاعدتين اتنين بس، في أماكن معينة مينفعش حد فينا يهوب منها وهو لوحده، لازم نكون جماعات، القاعدة التانية أول لما الشمس تغوص، والنور يتطفي تمامًا عن السما كلنا لازم نزحف على جحورنا، محدش يخرج منها، لو السما انطبقت عالأرض، مهما حصل، مهما سمعنا، اللي بره بيته ف ساعات الليل مسؤول عن نفسه، لازم يلاقي طريقه لوحده للبيت بتاعه أو المكان اللي مقيم فيه.
وعيت على الدنيا على الحياة دي، اتقالتلي القواعد، زي ما اتقالت للي قبليا وقلتها للي بعدي، وكلنا مشينا عليها من غير ما حد يتجرأ يسأل، وإيه لازمة السؤال، ما هي حاجة من اتنين، يأما السيرة هتتجاب ف جلسة من جلساتنا مع إخواتنا وقرايبنا والمعارف، يأما مش هيبقى في فضول أصلًا لأسئلة من النوع ده، لإن خلاص إحنا وعينا على كده، هي دي تقاليدنا وحياتنا، زي مثلًا أماكن بره مصر، مدن بتقفل مصالحها ومحلاتها من 8 بليل ولا حاجة وده النظام من سنين، فخلاص كله خد على كده، الكل يصحى من بدري يشوف شغله ومصالحه ويروح بدري وينام بدري، ولو حد جه ف باله يخرج مش هيلاقي حياة في المنطقة، ملهاش لازمة الشقاوة.
حتى اللي بيشتغل مع السياح أو بيتعامل معاهم وده أغلبنا، برضه بيخلص يومه عالمغرب، بنقول للسياح القواعد، إن النشاطات السياحية والبحرية آخرها المغرب وإننا بنحب نبدأ يومنا من بدري في "أبو زنيمة"، جنوب سينا، وبنقعد بقى نقول أي كلام عشان منقولش الحقيقة اللي هي كتير مننا ميعرفهاش لكن عارفين إن في خطر ما علينا لو خرجنا من بيوتنا بليل، من الكلام اللي بنقوله إننا بنحب نعيش نظام صحي في الأكل والنوم، ومؤمنين إن الشغل والنشاطات حتى لو ترفيهية بتبقى أحلى الصبح وفيها بركة، وكمان عشان نضمن إنهم ميخرجوش من أماكن إقامتهم بليل بنزود إنهم مش هيلاقوا أي مكان أكل مفتوح، أو محل لمعدات السباحة أو غيره ومش هيعرفوا يوصلوا لحد فلازم يعملوا زينا ويقفلوا ويناموا من بدري!
والدنيا مشيت على كده سنين، محدش خرج عن النظام ولا عمل دوشة لحد اللي جم وكسروا القاعدة...
اللي توقعته لقيته، فعلًا عرفت السبب، القصة ورا نظام الحياة ف أبو زنيمة ف قعدة من قعدات لمة الرجالة ، هو النظام ده عادي، يبان طبيعي، يمكن ف سينا كلها الناس بتصحى بدري وتنام بدري، الفكرة في التحذيرات وإننا مينفعش أبدًا نعمل غير كده، الموضوع مش اختياري وعرفت ليه مش اختياري..
وحش الجبل..
في مكان ما جوه الجبل، ما بين ممراته المخفية، في كائن، مش إنسان، مش حيوان، حاجة تانية، الكائن ده عايش هناك، وبيتجول حوالين الجبل، مش مسالم، مش بيحب البني آدمين، أو مش مسألة حب أو كره، مسألة إننا من ضمن نظامه الغذائي، أيوه، الكائن أو خلينا نقول الوحش، بياكل البشر، وموجود بقاله سنين كتير، ييجي من 60 سنة، من أيام جدي وهم بيحكوا عليه، اتحكالي عن ليستة الناس اللي اختفوا لما راحوا المنطقة دي لوحدهم أو بليل، والحالات اللي لقوا شوية منهم عليها، حالة جثثهم المتشوهة المتقطعة. هو أنا ممكن أصدق كل اللي اتحكالي، يجوز يكون في فعلًا وحش، لكن اللي مش منطقي أوي بالنسبة لي هو إنه بيهجم على الناس عشان ياكلهم وإلا مكنوش لقوا جثث كتير قرب الجبل متشوهة، ليه اكتفى بإنه ينهشهم، ليه مأكلهمش؟ ده لا ينفي كونه وحش قاتل وخطر، لكن ف ظني لو الحكاوي دي حقيقية، الوحش ليه غرض تاني غير إنه يتغذى عالناس، ممكن ببساطة يكون متوحش، زي حيوان مفترس، بيقتل لغرض القتل وبس، أو يكون شايف البشر أعداء محتملين..
الحاجة التانية اللي أخدت بالي منها إن محدش شاف الوحش ده بعنيه، بتكلم عن الرجالة اللي كانوا ف القعدة واللي شوية منهم حكوا قصته، لما سألت إذا كان حد شافه، الإجابة كانت لأ، وإيه معنى ده؟ هل يا ترى فعلًا في وحش ولا زيه زي أمنا الغولة والسلعوة، سيرة زي اللبانة ف بوق الناس من غير أدلة ملموسة أو شهادات ناس يُعتمد عليها؟
في كل الأحوال أنا مكنتش هجازف وأروح لوحدي الجبل أو أقرب منه غير مع جماعة وبعد ما الشمس تغرب مكنتش هخرج من بيتي ولا هسمح لأي حد من أسرتي يخرج، عشان لو في احتمال 1% بس إن الوحش موجود فعلًا، ده غير إني مش هنكر اختفاء أعداد خلال ال60 سنة اللي فاتوا، واحد ورا التاني، عشان راحوا ناحية الجبل أو خرجوا بليل، إن مكنش الوحش اللي ف خيالنا يبقى وحش تاني أيًا كانت طبيعته..
اللي كسروا القاعدة وهزوا أبو زنيمة هم أجانب، ناس مش من عندنا لكن مصريين مش من بلاد بره، من محافظة تانية، الموضوع بدأ لما لقيت الواد "حميدة"، واحد من المعارف، بيجري عليا وبيبلغني إن في جماعة أغراب شافوا السكن إياه وطلبوا إنهم ينزلوا فيه الكام ليلة اللي هيقعدوها هنا.
قصة السكن إنهم كام أوضة كده جنب بعض، ملكنا، أبويا ورثه من جدي، السكن ده اتهجر لسبب بسيط وهو إنه على مسافة قريبة أوي من الجبل!
هو صحيح ملكنا بس مكنتش عايز أي علاقة بيه، ولا فارقلي، ولا عايز أستفيد منه، فضل مهجور من حاجة وأربعين سنة، وتلقائيًا كده أنا وأبويا وباقي أسرتي اتفقنا إننا منهوبش ناحيته ولا نحاول نعمل له صيانة.
مستحيل طبعًا! يطلبوا ما يطلبوا، مش هينزلوا في الأوض، كده كده الأوض لا تصلح للإقامة أصلًا. قلت ل"حميدة" يرجعلهم ويمشيهم، يقولهم الأوض مش للإيجار، مش شغالة.
وقد كان..
"حميدة" راحلهم بسرعة لكن لقاهم بيتمشوا في الممرات ما بين الأوض وعمالين يحطوا إيديهم عالبيبان ويتجولوا في المكان، ولما قال لهم إن الأوض مش للإيجار مرضوش يمشوا، أصروا إنهم يتكلموا مع صاحب السكن، اللي هو أنا، وقالوا إنهم هيدفعوا اللي أطلبه ولما "حميدة" قال إن الموضوع مستحيل ردوا إنهم هيفضلوا مكانهم لحد ما أجي ويتفاوضوا معايا.
أمري لله، أنا أعرف الناس دي جنسهم إيه، إيه اللزوجة دي؟! روحت لحد عندهم..
شرحتلهم الموقف، إن الأوض مش معمول ليها صيانة ومقفولة من سنين كتير، لا الميه شغالة ولا الكهربا شغالة ولا تصلح للبيات، قالوا إنهم مش فارق معاهم وهيعتبروا إنهم ف رحلة تخييم، الفرق بس إنهم بدل ما هيباتوا ف خيم، هيباتوا ف مكان آدمي شوية، على مراتب ويتقفل عليهم أبواب.
سألت واحد فيهم عن سبب إصرارهم على المكان ده بالذات. رد وقال:
- المكان ده تقريبًا مشفتش زيه قبل كده، منظر الجبال رهيب، ومش مجرد هنعدي بعربية أو نقعد شوية ونمشي، شبابيكنا هتطل على المنظر ده، فيو ملوش حل، إحنا طبعًا شفنا عمارات صغيرة ف دهب وغيره بتطل على الجبال، بس مش سكن زي كده، أوض منفصلة، خصوصية وقرب بالطريقة دي من الجبل.
قال نفس الأسباب اللي بتخلينا منقربش هناك، الجبل!
=زي ما قلتلكوا، إحنا مفتحناش الأوض من سنين، أكيد في كمية حشرات وتراب وعفن رهيبة، أنا حتى مقدرش أفتحهم لوحدي، لازم جماعة معايا ينضفوا ولازم سراير وعفش جديد وبوتاجازات وتلاجات صغيرة وتليفزيونات وليلة.
-إحنا ميهمناش كل ده.
=الكلام خلص، ده اللي عندي، السكن ده مش هيتفتح، شوفولكم مكان تاني، الفنادق والأوض على قفا من يشيل.
الستة بصوا لبعض وبعدين اللي كان بيكلمني قال:
-طيب ترشحلنا أنهي فندق أو سكن نقعد فيه؟
الحمد لله، أخيرًا قدرت أتنفس، هم وانزاح من عليا. علطول اديتهم رقم واحد عنده سكن برضه، كام أوضة جنب بعض بس بُعاد عن هناك، مسافة تلت ساعة بالعربية، وكلمته بنفسي كمان قدامهم، قلتله يحضر 3 أوض وبعد كده إديتهم رقمي وأخدت رقم اللي كان بيتكلم معايا واتفقنا إني أبقى معاهم في الرحلات للشواطيء والسفاري والكلام ده.
وخدت بعضي أنا و"حميدة" ورجعنا، أنا على بيتي و"حميدة" على بيته وبعد شوية كل سكان " أبو زنيمة" دخلوا جوه جحورهم مع اختفاء آخر ضوء للشمس، ابتدا حظر التجول..
أنا ومراتي وعيالي التلاتة وأبويا قعدنا مع بعض كالعادة، العيال اتفرجوا عالتليفزيون ومراتي كانت كل شوية تقوم تجيبلنا أكل أو تعمل شاي أو مشاريب تانية وأنا وأبويا بنتكلم في مواضيع كتير زي إزاي نوسع نشاطنا مع السياح، إيه الأماكن الجديدة اللي ممكن أوديهم ليها والناس اللي اتفق معاها، من أصحاب كافيتيريات وكباين عالبحر وأصحاب محلات للهدوم البدوية واللي بيمروا يبيعوا حاجات على الشواطيء والذي منه، وف وسط الكلام موبايلي رن.
كان "أبو سالم" صاحب السكن اللي كلمته قبلها بكام ساعة، كان بيبلغني إن ال6 موصلوش للسكن!
موصلوش إزاي؟ أنا طلبتلهم عربية تنقلهم من ساعتها، إيه اللي حصل؟ العربية موصلتلهمش ولا هم اللي بعد ما ركبوا موصلوش؟
كلمت سواق العربية، قلبي كان بيدق جامد من قبل ما يرد عشان برغم الأسئلة اللي كانت ف بالي كان في إحساس مقبض متغطي تحت الأسئلة دي، حاجة بره إنهم موصلوش بسبب عطل في العربية أو إنهم غيروا رأيهم وراحوا سكن تاني، أتمنيت ميكونش الإحساس ده صح..
السواق قال لي إنهم مرضوش يركبوا معاه، إدوله قرشين وقالوله يرجع، إحساسي كان ف محله، الناس فضلت في السكن!
دماغي وقفت، الموبايل اتزحلق من إيدي، وقفت وفضلت أمشي ف دواير، أعمل إيه، أعمل إيه في المصيبة دي، أدعي إن مفيش حاجة هتحصل؟ مفيش وحش؟ وإن الليلة هتعدي بسلام والستة هشوفهم تاني يوم من غير ما يكون عليهم خدش واحد؟
مقدرش، مقدرش! مكنش ينفع أجازف، كان لازم أروح أخدهم بالعافية وأوديهم لسكن تاني، ده لو لحقتهم، لو متأذوش..
أبويا شافني وأنا خارج من البيت، وقفني وسألني:
-إيه ده أنت خارج؟
=اه يابا هجيب شوية حاجات.
-حاجات إيه؟ إحنا عمرنا بنخرج الساعة دي؟ مفيش حد فاتح أصلًا..أنت رايح فين؟؟
اضطريت أحكيله. في الأول حاول يمنعني، حتى أنه وقف قدام الباب عشان مخرجش، بس لما لقاني مُصر، عمل تصرف غريب جدًا، صمم إنه يروح معايا وبعدين دخل أوضته وخرج ببندقيتين، إداني واحدة ومسك التانية.
أول مرة أشوف أبويا في الحالة دي، وشه كان متغير، كل شوية كنت أسيب الطريق وأنا سايق وأبصله، هو كان مرعوب طبعًا، محدش من المنطقة بيخرج في الساعة دي، بس كان في حاجة تانية، كإنه متأكد من إننا ف خطر..
-أنت سمعت قصة الوحش..
=أيوه، وحش الجبل اللي لا منه إنسان ولا حيوان وبياكل الناس أو بينهش فيهم ويرمي جثثهم حوالين الجبل.
اتلفت وبصلي وقال:
-دي مش القصة كلها، أنا عندي القصة كاملة، من 60 سنة الأرض دي كانت لسه تحت الاحتلال، ومعظم الأنشطة العسكرية والأنشطة التانية المصريين مكنوش على علم بيها، مفيش غيرنا اللي عايشين عالأرض عارفينها ومش كلنا كمان، العالم كله يابني من زمان أوي، من يمكن الحرب العالمية الأولى أو قبلها كمان بدأ يتهوس بفكرة التطور العسكري، التفكير بره الصندوق، بره الأسلحة والدبابات المعتادة، التفكير ف حاجة تطور نفسها بنفسها، متحتجش لصيانة كل شوية ومصانع وآلات، عشان كده الألمان عملوا التجارب عالبشر في المعسكرات النازية زي تجربة تجلط الدم، وخلالها في عالم اخترع تركيبة من البنجر والتفاح وكان معتقد إن التركيبة دي هتساعد ف وقف النزيف أيًا كان شكل الجرح ومصدره وأدى شوية من المسجونين الأقراص دي وبعدين ضربهم بالرصاص ف الأماكن القاتلة من الجسم، ده غير إنه بتر أطرافهم بعد كده من غير تخدير، كل ده عشان يثبت فاعلية أقراصه، وبرضه اليابانيين اتهوسوا بالتجارب اللي من النوع ده، التجارب البيولوجية، ومعاهم الاتحاد السوفيتي وأمريكا والجماعة إياهم اللي كانوا واخدين الأرض دي أو على الأقل سمحوا لجنسيات مختلفة يعملوا التجارب ف أماكن خفية محدش يعرف عنها حاجة. وعايز أقولك حاجة، التجارب اللي حصلت هنا مقلتش وحشية عن تجارب النازية أو اليابانيين. الموضوع بدأ من وصول علماء من جنسيات مختلفة واختيارهم لموقع معين ، في جماعة تبعهم بقوا يلفوا على البدو يعلنوا عن فرص شغل، اللي يتطوع عشان التجارب "الطبية" هياخد مبلغ محترم، يكفيه ويكفي أسرة كاملة، فهمونا إن التجارب طبية بحتة، يعني زي تجربة أدوية بتاعة إنفلونزا وبرد وصداع مزمن والذي منه. أول حد اتطوع كانت شابة صغيرة يدوبك عندها 20 سنة وده عشان أهلها كانوا عايشين حالة من الفقر وصلت للجوع، في أيام عدت عليهم مكنوش بياكلوا غير وجبة واحدة بسيطة، لقمة بتتقسم على سبع أشخاص. أبوها في الأول رفض، يستحيل يعرض بنته لتجربة زي دي، حتى لو بسيطة وهتخدم البشرية وهتنقذهم من الفقر، لكن هي أصرت، وطمنته إنها كام إسبوع وهترجع البيت وهيكونوا كلهم كسبانين، صفقة كسبانة لصالحهم، ومع إصرارها وعجزه قدام جوع مراته وولاده وحفيده خضع ووافق، ووصلها بنفسه ليهم. من أول يوم عدى "حسنية" حست إن في حاجة مش مظبوطة، إن التجارب دي مكنتش بتاعة برد وصداع، عشان مدوهاش أقراص، وعشان الحاجات التانية اللي عملوها..
ثبتوها بحبال على كرسي، مفهمتش إيه لازمتها مهي كده كده مكنتش هتقاوم، مش هتقول لأ، لحد ما إدوها كذه حقنة ورا بعض، السائل اللي جوه الحقن جري في عروقها كإنه مية نار، حست بحرارة رهيبة بتجري ف جسمها، بقت تتنفض وتصرخ. عشان كده قيدوها..
سابوها على كده، مفكوش الأحبال، ولما جه الليل مقفلوش الأنوار البيضة القوية المزعجة، فضلت مفتوحة طول الليل وبسببها وبسبب الرعب اللي كانت فيه مانمتش ولا لحظة.
تاني يوم فكوا الحبال بعد ما جبولها وجبة. أكلت كل اللي كان في الطبق وطلبت تدخل الحمام، ولما رجعت قيدوها تاني لحد معاد وجبة بليل، أكلت ودخلت الحمام ورجعت واتقيدت، واتعمل فيها نفس اللي حصل الليلة اللي قبلها، الحقن المؤلمة، وصلت الصراخ والاستنجاد من غير ما حد يستجيب، الأنوار الزاعقة الشغالة طول الليل. أبو "حسنية" جالها اليوم التالت، لاحظ فورًا إن شكلها متغير، شعرها منعكش وفي كام شعراية بيضة ظهروا، مكنوش موجودين قبل كده!
قعد معاها ف أوضة، لا كانت متقيدة بحبال ولا محبوسة، بس اترعب من منظر شعرها والتجاعيد اللي ف جنب عنيها والهالات السودة تحتها، "حسنية" مكنتش بتبصله، عنيها كانت مكسورة، بتبص تحتها، وساكتة تمامًا. كانت كل ردودها براسها، من غير ما تتكلم، وكان واضح إنها بتكدب، مش معقول أبدًا تبقى كويسة زي ما بتقول. خرج بره الأوضة وهو غضبان ومتعصب، عينه كانت بتطق شرار، كام مُصر ياخد "حسنية" معاه، العاملين وعدد من العلما اتجمعوا حواليه وحاولوا يهدوه، قالوله إن حالتها دي طبيعية بالنظر إن التجربة لسه ف بدايتها، زي اللي جاله دور برد، طبيعي يبان عليا العيا بس بعد كام يوم هيبدأ يتحسن ويرجع لطبيعته. الراجل مكنش مقتنع، لكن المفاجأة إنه لقى "حُسنية" خرجت من الأوضة، كانت ماشية بطيء بتجر ف رجليها وأكدت على كلامهم وإنها هتبقى كويسة، وإن كل ده طبيعي. هي طبعًا كانت مدركة إنها مش تجارب ليها علاقة بفيروسات برد وإنفلونزا، بس كانت فاكرة إن برغم قسوة التجارب فعلًا هترجع لطبيعتها وتبقى كويسة، هيدوها مضاد مثلُا للفيروسات أو أيًا كان للي بيحقونها بيه وهتستحمل الألم للمدة دي عشان هي وأهلها يعيشوا معززين، من غير جوع أو مد إيدين لحد..
"يتبع"
#حظر_تجوال
#ياسمين_رحمي