هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • يوم غريب في حياتي
  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. قطار الزمن... لياسمين رحمي

بسم الله الرحمن الرحيم

"القصة قد تكون مستوحاة من أحداث قد تكون حقيقية"

(هناك خلاف على صحتها)

 

لما كنت بتكلم عن السفر وأنا صغيرة وإزاي هييجي يوم وأخرج بره مصر ويمكن كمان الف وأروح كذه دولة مكنتش مصدقة من جوايا أن ده ممكن يحصل فعلًا، زي كده ما بنقول هنبقى أغنيا أوي لما نكبر أو هنبقى مشخصاتية ونجوم سيما، الأمل ده هو مجرد حاجة بتخلينا مقبلين على الحياة، بنستنى بكره عشان بكره جواه إحتمال تحقيق للحلم أو الخطة أو الأمل. لكن ربنا قادر على كل شيء، قادر يحقق الأحلام اللي كنا شايفنها مستحيلة، مجرد أحلام. أختي سافرت إيطاليا من 5 سنين، كنا هنموت مالقلق عليها، ودعناها قبل ما تسافر كأنها آخر مرة هنشوفها وده مكنش مستبعد، العالم كله وبالذات دولة زي إيطاليا كان على صفيح ساخن، إيطاليا كان ليها دور كبير في الحرب العالمية وبتتعرض للقصف وأختي مكنش ليها إرادة أو رأي، جوزها كان لازم يسافر وهي لازم كانت تبقى معاه عشان ظروف أمه الصحية، أصل أمه كانت إيطالية ورجعت بلدها على كِبَر، كان لازم يبقى جنبها ويرعاها. راحوا ف عز المعمعة وكنا متوقعين نسمع خبر صادم عن أي حد منهم، لكن الحمد لله عدت على خير ومحدش حصل له حاجة وكمان الحرب خلصت ولقيت أختي بتبعتلي وبتقولي أروحلهم، أقضي شهور الصيف هناك.

 

مكنتش متخيلة أبدًا أن أبويا وأمي ممكن يوافقوا لكني اتفاجئت إنهم مش بس وافقوا لأ دول كمان رحبوا جدًا بالفكرة. صحيح العالم كله عانى من الحرب اللي منصفتش حد وسببت دمار وخراب ووجع قلب، اللي عاش كأنه مات، أحياء أموات بسبب اللي شافوه وعاشوه وعانوا منه حتى لو ظاهريًا من الفرقة المنتصرة، لكن معرفش، في إحساس طاغي بالهدوء والسلام وراحة البال بييجي بعد مأساة جماعية زي دي، مأساة مشتركة ما بين كل شعوب العالم تقريبًا، البشر بيبقوا منهكين من القتل والمجازر والمعارك، الشر بيتدفن في النفوس عشان محدش بيبقى قادر على المجهود ده، محدش قادر يكيد للتاني أو يعمل مصايد، الأذى خامد، الوحش جوانا كلنا نايم.....

حبي لبلد زي إيطاليا برغم إني مكنتش لسه شفتها مرتبط بحبي بإسكندرية والكورنيش بتاعها، إسكندرية حببتني في كل شعوب البحر المتوسط وبقيت متحيزة ليهم...

لما روحت لمست إنهاك الناس من الحرب فعلًا، الشوارع كانت فاضية طول الوقت تقريبًا، الحركة قليلة جدًا، المفروض كنا في سنة 1946 بس حسيت أن الوقت أقدم من كده بكتير، الحرب العالمية جردت الناس من كبريائهم وإحساسهم بالتقدم، كسرت رقابيهم المرفوعة المتكبرة ورجعتهم لعصور أقدم، عصور بسيطة قبل القنابل النووية والطيارات الحربية.

كنت اتفقت مع أختي وجوزها إني هقضي 3 أيام لوحدي قبل ما أشوفهم من غير طبعًا ما بابا وماما يعرفوا. فعلًا قعدت في نفس المدينة بتاعتهم "روما" لكن في أوتيل بسيط من غير ما أشوفهم، 3 أيام هستكشف فيهم المدينة الساحرة من غير قيود ويمكن هستكشف فيها نفسي برده....

أول يوم اتمشيت من غير هدف، هدفي كان التمشية في حد ذاتها، الحواري الضيقة الفاضية كانت بتديني إحساس بالأمان، غريبة الواحد يحس بأمان مع عدم وجود بشر، لكن متأكده أن محدش ممكن يأذيني أو يتعرض لي، حتى الحرامية منهكين من الحرب. 

أما تاني يوم فقررت أعمل فيه حاجة مختلفة، أركب القطر. روحت لمحطة السكة الحديد واستنيت أول قطر يعدي. مواجهتش أي مشكلة لحد ساعتها عشان أنا أصلًا متعلمة اللغة الإيطالية، بتكلم بيها بسلاسة.

محدش كان موجود في المحطة! كل أشكال الحياة واقفة، حتى القطورات بقت مهجورة، كأن إيطاليا إتحولت لبلد أشباح.

لكن في حد تاني ظهر....

واحدة ست. سابت كل الرصيف وجت وقفت جنبي. كان شكلها في الأربعينات أو الخمسينات..

في الأول متكلمتش، كانت واقفة متنحة في الفضا قدامها. حسيت من ملامحها والبصة بتاعتها وهيئتها إنها تايهة، حزينة، طبيعي، حالها حال كل الإيطالين والدول اللي حاربت وحصل لها قصف ودمار.

الوقفة طولت، مفيش أي قطر ظهر.... بعد سكوت دام لربع ساعة مثلًا الست بدأت تتكلم. قالت لي وهي لسه بتبص على نفس الإتجاه:

=تفتكري في حد بيتخطى أي تجربة بتعدي عليه؟

-نعم؟

=التجارب والمواقف اللي بنعدي بيها هل فعلًا بتفوت، ولا بتفضل معانا؟

-يعني أنا تقريبًا فاهمة بس برده مش فاهمة أوي، يعني مثلًا لو تجربة وحشة وكبيرة مش بنتخطاها بسهولة، صح كده؟

=قربتي، بس أنا بتكلم على كل التجارب، أي حاجة بنشوفها أو بنعيشها، وفكرة بقى إننا بنتخطاها بس صعوبة، دي برده بقيت شاكة فيها.

-يعني إيه؟ مش بنتخطى التجارب أبدًا؟

=بنبقى فاكرين أننا تخطيناها، أنها عدت وخلصت، حتى المشاعر السلبية خدت وقتها واختفت مع الوقت، لكن.... إحنا منعرفش حاجة عن نفسنا، جوانا طبقات على طبقات على طبقات، الذكريات والأثر بتاعها مدفونة تحت الطبقات دي، وشخصياتنا وردود أفعالنا بتبقى نتاج الذكريات اللي فاكرين إننا تخطيناها ويمكن الذكرى ترجع، المأساة والرعب يرجعوا يظهروا بشكل واضح، يخرجوا للسطح ويتجسدوا، يبقوا وحش، ليه كيان ووعي مختلف، ونكتشف إننا لسه هناك، لسه جوه التجربة، الزمن متحركش بينا....

 

أنا خفت! حقيقي خفت منها ومن الكلام الغريب اللي قالته، خصوصًا إن عنيها مكنتش بتطرف، لسه باصة ف نفس الإتجاه وفي طبقة من الدموع اتكونت على عنيها.. مفهمتش حاجة ومظنش إني كنت عايزه أفهم.. كل اللي عايزاه أن القطر يظهر بسرعة بقى. كان بقالي كتير مستنية وقررت لو مظهرش خلال 3 دقايق، لو مسمعتوش أو ملمحتوش من بعيد، هاخد بعضي وأمشي...

حركت رجلي، رجعت لورا كذه خطوة، بستعد أني أمشي من المحطة ، بس رجعت وقفت لما سمعت صوت قطر جي من مسافة.

القطر مش هو أبدًا اللي كنت متخيلاه، كان قديم أوي، أنتيكا! دي القطورات في مصر متطورة عن كده، معقول ده قطر إيطالي؟! هو مكنش وحش، بالعكس نضيف جدًا وشيك بس الستايل بتاعه عتيق.. يمكن، يمكن دي أذواق الإيطاليين وأنا معرفش، في الآخر مقدرش أنكر أن ذوقهم راقي، بس في حاجة تانية القطر كان سريع جدًا، مشفتش في حياتي قطر بسرعته كأنه طافي على القضبان، بينه وبينها مسافة، مش ماشي عليها، والسرعة العجيبة دي مش لايقة أبدُا على شكله القديم!

في نفس الوقت اللي كنت محبطة فيه لما شفت القطر، الست اللي واقفة معايا كان باين عليها التحمس بشكل مبالغ!

ملامحها اتحولت في أقل من دقيقة، بعد ما كان باين عليها البؤس وعنيها هتدمع، وشها اترخى ، ابتسمت ابتسامة واسعة وعنيها لمعت من الفرحة، غريبة!

قالت بصوت عالي وهي بتضحك وبتبصلي:

-ده القطر، القطر!

ما هو يأما القطر اللي شايفاه أنا قديم ده حاجة حلوة أوي بالنسبة لهم وأنا اللي مش فاهمة، يأما الست دي عندها مشكلة حقيقية ومش متزنة عشان تفرح بالمنظر ده لما القطر يظهر، وكنت ميالة للإحتمال التاني!

القطر وقف.. لاحظت كتابة عليه، كان مكتوب "زانيتتي"..

مسمعتش صوت حركة أو خطوات، محدش ظهر من القطر، محدش نزل المحطة دي...

وأنا مستغربة ليه؟ مهو زي ما المحطة دي مهجورة أكيد باقي المحطات مهجورة، الناس في إيطاليا حركتهم بشكل عام بقت راكدة.

محطتش الموضوع في دماغي زي ما برده محبتش أركز مع الست غريبة الأطوار ولا إنها هتركب معايا في نفس القطر. كان كل همي اتفسح ، إيطاليا تاخد العقل. كنت متأكده إني هشوف مناظر تحفة من الشباك.

طلعت أنا وهي . أول ما طلعنا القطر بدأ يتحرك.

إيه اللي يخلي السواق مستعجل بالشكل ده؟ خصوصًا أن وجود الناس في المحطة نادر، كان ممكن جدًا يقف حبه عبال ما يظهر عدد كويس، ولو 10 مثلًا، ليه أول ما احنا بس اللي ركبنا مشي بنفس السرعة المجنونة؟!

معرفش ليه بصيت ورايا قبل ما أدخل ، بصيت للأرض وهي بتتحرك بره القطر، ما حنا لما بنبقى جوه أوتومبيل أو قطر بنشوف الأرض هي اللي بتتحرك.... المهم إن قلبي إتقبض، زي ما يكون كان ممكن أخد قرار مختلف، كان ممكن أفضل بره القطر، أمشي مثلًا من المحطة وأكمل جولاتي في شوارع روما ، زي ما يكون فات الأوان!

 

القطر زيه زي المحطة هادي بشكل مبالغ فيه لدرجة كنت فاكره أن مفيش غيري أنا والست التانية اللي عرفتني على إسمها بالمناسبة، إسمها كان "كاترينا".

اتمشيت شوية، الكراسي كلها كانت فاضية، متهيألي كان ممكن اتنقل من مقصورة للتانية براحتي، مفيش حد هيعدل عليا، مفيش حتى حد زي "كومسري" عندنا في مصر، اللي بيعدي ياخد فلوس ويقطع تذاكر وحسب الفلوس اللي قادر تدفعها تقعد في المقصورة والدرجة اللي عايزها، مفيش الكلام ده! أفهم من كده إني ممكن أقعد ف أي حته وببلاش؟!

بس منين الصوت ده، صوت عياط! الصوت كان واطي أوي بس قدرت أسمعه ومعاه كان في صوت همهمات ووشوشة وصفارة وغُنى، كلها أصوات واطية. بصيت كويس حواليا، المقصورة كانت فاضية. معقول مثلًا الأصوات مصدرها بره القطر. لكن كنت شايفه مساحات فاضية من الشباك، ده غير أن مع سرعة القطر دي يستحيل نقدر نسمع أو نميز أي صوت...

اتنفضت لما حد لمسني، إيد إتحطت على كتفي، لفيت في ذعر لقيتها "كاترينا"...

قالتلي:

-متخافيش، متخافيش من أي حاجة، استمتعي بالرحلة..

المفروض أنها كانت بتحاول تطمني لكن قلقي ولسبب مجهول كان بيزيد... برغم أن مفيش حد شايفاه، لكن حاسه بوجود...

اخترت كرسي جنب الشباك وقعدت أخيرًا... الغريبة بقى أن "كاترينا" مكنتش قعدت لحد ساعتها، كانت ماشية ورايا كأنها ضلي، مستنياني أختار الكرسي اللي هقعد عليه. أول ما قعدت قعدت جنبي! دونًا عن كل الكراسي في القطر الفاضي ده اختارت الكرسي اللي جنبي!....

ما أكيد، أكيد كانت عايزه ونس، هي صحيح غريبة الأطوار، كلامها وتصرفاتها غريبة، لكن كلنا، حتى المنطويين والمنعزلين مننا، بنحتاج ونس، وجود حوالينا، وأنا وهي كنا المسافرين الوحيدين على القطر الموحش ده فطبيعي تقعد معايا....

بدأت تتكلم بعد سكوت دقايق. قالت لي:

-بقالي أكتر من سنة مستنية القطر، باجي كل يوم المحطة أستنى طول اليوم.

معقول؟ مفيش أي قطورات بتعدي في المحطة؟ سنة كاملة مفيش ولا قطر عدى؟ كلامها غريب كالعادة من وقت ما شفتها، بس في النهاية هي نفسها غريبة فعادي أي حاجة تقولها من هنا ورايح المفروض مكنش مستغرباها.

-حياتي وقفت من سنين كتير، أيام مراهقتي كل اللي كنت بحلم بيه هو إني ألاقي فتى الأحلام، أعمل أسرة وأكون ست بيت، بتراعي جوزها وبتسعد ولادها وبتخلي بيتها نضيف ومنظم واستثنائي، لكن كل ده إتغير من تجربة واحدة، تجربة سكنتني ، أنا بقيت وطنها، بدل ما أشيل جوايا طفل، شلتها هي من غير رغبة مني أو إختيار، مبقتش عايزه حاجة من الدنيا بحالها، لا عايزه أتجوز ولا قادرة أكون أسرة وبيت ، ولا أركز أصلًا في حاجة، مبقتش مسؤولة عن تصرفاتي ، فضلت سنين كتير أوي أهرب، بحاول أجري لأبعد مكان لكني إكتشفت إني كنت موهومة، مفيش مهرب، أنا منجتش، والحل هو العكس تمامًا، الحل إني أجي تاني ، أرجع للقطر، وبدأت بدل ما أهرب منه أدور عليه، أكتر من سنة بستناه، كل يوم بستناه لحد ما ظهر، ظهر!

برغم إقتناعي بإنها مش متزنة لكن جسمي كله إترعش، في حاجة ف كلامها مريبة واللي زود الطينة بلة الأصوات اللي عليت فجأة......

الهمهمات والعياط والحركة اللي سمعتهم أول ما طلعت بقوا حادين، واضحين جدًا.... بصيت حواليا لقيت ناس قاعده في الكراسي! الكراسي كلها مشغولة، مفيش كرسي فاضي، الناس دي جت إمتى؟! محدش كان موجود لما طلعت القطر، محدش كان موجود من لحظات!

"كاترينا" زيي، بصت حواليها في إندهاش، لكن ملامحها كانت بتقول إنها مبسوطة ومتحمسة للي شافته!

=إزاي؟

سألت وأنا بتلفت بذعر وبحرك رقبتي بهستيريا.

"كاترينا" ردت:

-ما هم طول الوقت هنا، إحنا بس اللي مكناش شايفنهم !

يمكن، يمكن مخدتش بالي، ساعات عقل الواحد بيبقى تايه والتركيز عنده ضايع، يمكن زي ما بتقول الركاب كانوا موجودين لما طلعنا وأنا ملاحظتش، بس أنا كده المفروض أقلق على نفسي، أنا كده مريضة، فيا حاجة... وللأسف هو ده التفسير المنطقي الوحيد، أني أنا اللي فيا مشكلة عشان البديل، أنهم يكونوا فعلًا ظهروا فجأة، دي حاجة تانية تمامًا....

كل واحد فيهم كان سارح في الملكوت، كل واحد باصص في اتجاه ومركز كأنه لوحة فنية ثابتة، حتى اللي بيتكلم منهم، كان بيهمس مع نفسه، مش بيوجه الكلام لحد ، واللي بيعيط، اللي هم كانوا أكتر من حد، برده كان بيعيط في مكانه من غير حركة ....أما بقى لبسهم فكان غريب جدًا! البرانيط اللي على راسهم وبدلهم وفساتينهم، كلها موضة قديمة عدت من سنين كتير أوي.

 

عدى واحد بطربيزة عليها أكل ومشروبات، كان زيه زي الركاب متخشب، حركته جامدة وباصص قدامه. محدش وقفه أو كلمه، محدش كان عايز ياكل أو يشرب. أما أنا فوقفته، قلت له إني عايزه نوع معين من الأكل المعروض. وقف من غير ما يرد أو يبصلي.

بعد ما أخدت الأكل سألته عن السعر مردش، حطيت إيدي في الشنطة عشان أطلع الفلوس لكن قبل ما أطلعها كان عدى، مشي، مكنش فارق معاه....للحظات بصيت في الأكل اللي ف إيدي وبعدين في حاجة خليتني أبص في الاتجاه اللي كان ماشي فيه، لكن ملقتوش، مكنش ليه أثر كأنه اتبخر في الهوا.. بعديها سمعت صوت عجلات صغيرة، بصيت قدامي لقيت نفس الراجل ، ماسك نفس الطرابيزة الصغيرة وماشي تاني في إتجاهي ومكمل! إزاي يبقى مكمل في الممر ما بين الكراسي ويظهر تاني في بداية الممر، في لفة أو مكان أنا مش شايفاه؟ والأكل، الأكل اللي على الطرابيزة كأنه منقصش، رجع تاني زي ما كان، السندويتش اللي أخدته، كأنه متاخدش، موجود زي ما هو.

"كاترينا" مالت عليا ، وقالت وهي بتبص بصة مريبة:

-أنصحك متاكليش من الساندويتش ده!

تلقائيًا ركزت فيه، لقيت عدد مهول من الدود على العيش وجواه! صرخت ورميته عالأرض.

معقول؟ معقول تكون "كاترينا" بأحوالها دي أكتر وحدة طبيعية في القطر؟!

للأسف هي الوحيدة اللي بقيت حاسه معاها نسبيًا بالأمان، ودي في حد ذاتها مصيبة.

قامت من جنبي وقعدت قدامي، في الكرسي المقابل ليا، وشها بقى ف وشي. لقيتها بتخرج ورق من شنطتها.

قالت لي:

-الخبر ده...المقال اتنشر سنة 1912 مش بس في الجرنان ده، ف جرايد كتير كمان، كان في نسخة في إيد كل مواطن إيطالي، المقال بيحكي عن قصة في مستشفى في المكسيك....

حلو! برغم أن الكلام ده ملوش أي لازمة وغالبًا القصة مش مسلية ومفيهاش أي مغزى، لكن كويس أهو أي حاجة نقضي بيها الوقت خلال السكة، أي كلام يحرك الأجواء الراكدة المريبة في القطر. بان عليا التحمس و"كاترينا" بتحكي....

كملت وقالت:

-القصة كانت عن 104 شخص دخلوا مستشفى في المكسيك ف يوم واحد، ظهروا فجأة.

=وباء ولا حادثة؟

-لا كده ولا كده، جروح، مظنش حد فيهم حالته كانت حرجة، يعني كدمات في راسهم ودراعاتهم ورجليهم ، شوية جروح سطحية، كلام من ده.

-والكدمات دي إيه سببها؟

=الحركة العنيفة المفاجئة المستمرة...

مردتش، عنيا كانت فيها أسئلة مش محتاجة كلام عشان أعبر عنها.

قالت:

-تخيلي تفضلي تتحركي طول اليوم كل يوم من غير أي هدنة أو راحة، حتى لما أخيرًا تقفي، تلاقي نفسك مجبرة تكملي حركتك ورحلتك، متلحقيش ترتاحي.

ضحكت عشان الطف الجو لأنها كان باين عليها التأثر أوي ، عنيها غيمت ولسبب ما كانت حزينة جدًا...

سألتها:

=اه كانوا مضيفين مثلًا، أكيد كانوا من رحلة طيران لرحلة طيران.

-لأ، مش رحلات من النوع ده.

بعدها سكتت، حركت راسها ناحية الشباك وفضلت باصة كتير، حوالي 3 دقايق كاملة.

أكيد نسيت، يمكن هي مش كبيرة أوي في السن لكن واضح عليها الخرف. قلت أفكرها. سألتها:

=القصة خلصت كده؟

انتبهت ليا، ابتسمت وردت:

-لأ، ال104 شخص كان شكلهم ولبسهم مختلف عن الزمن ده، اللي هو سنة 1840، كلهم كانوا بيقولوا نفس الكلام، إنهم من بلد مختلفة، مش مكسيكيين، واتنقلوا بطريقة مش معتادة، مش بس البلد اللي مختلفة كمان الزمن....

=معلش، أنتي قلتي أنهم قالوا زمن مختلف؟ سفر عبر الزمن يعني؟

-تخيلي؟

 

رجعت براسي وسندت على مسند الكرسي وأنا بضحك، أنا كنت غلطانة، القصة طلعت مثيرة وكوميدية كمان، الست دي مسلية جدًا ودمها خفيف.

مشيت معاها في اللعبة بتاعتها وسألتها:

=طب وإيه تحليل الناس في المستشفى ليهم؟ وإيه رد فعلهم لما سمعوا كده؟

-طبعًا مصدقوش، الدكاتره شخصوا حالتهم إنها نوع من الهيستريا أو الجنون الجماعي.... ده كان قبل ما الدكتور المشرف شاف كتاب في جيب جاكيت بدلة بتاع واحد من المرضى، الكتاب كان مكتوب عليه "طبعة أولى سنة 1907"!

ملامحي اتبدلت، مبقتش بضحك.. شديت الورقة اللي ف إيديها، كانت صفحة من جرنان عدد شهر فبراير سنة 1912 ، قريت بنفسي، كل التفاصيل اللي قالت عليها مظبوطة!

فضلت تتملى فيا وأنا بقرا، نظرتها وإبتسامتها كانت غريبة. شاورتلي براسها في إتجاه معين وهي بتقول:

-الكتاب يشبه بحد كبير الكتاب ده...

بصيت على الإتجاه اللي شاورت عليه، لقيت الراجل اللي قاعد جنبنا على الصف التاني من القطر مبرق قدامه وعلى حجره في كتاب. 

 

قمت، مهمنيش رأي الناس أو رد فعلهم أو رد فعله هو شخصيًا ، هما كلهم أصلًا مش هنا، عاملين زي التماثيل .. قربت من الكتاب وبصيت فيه كويس كان مكتوب عليه "طبعة أولى سنة 1907".....

"كاترينا" كملت كلامها بصوت عالي وأنا واقفة متخشبة جنب الراجل:

-ال104 شخص اختفوا من المستشفى برده في يوم واحد، كأنهم إتبخروا في الهوا، تعرفي مين ال104 دول؟ دول ركاب قطر "زانيتتي"!

بس "زانيتتي" ده القطر اللي أنا عليه، القطر ده!

الراجل صاحب الكتاب حرك راسه ببطء ورفعها ناحيتي، فضل باصص ليا من غير كلام وبعدين نطق أخيرًا:

-أنتي إيه اللي جابك هنا، أنتي لا تنتمي لزانيتتي ولا الركاب، ليه ركبتي؟

كل الرؤوس اترفعت ، كلهم بصوا ليا في نفس اللحظة، النور قطع... بس ده مكنش نور صناعي، ده ضوء النهار، الدنيا بقت عتمة وفي اللحظة اللي بعديها ضوء النهار رجع وبعد كده عتمة وبعدها النهار تاني! فضل الوضع كده شوية، ضلمة نور ضلمة نور ولسه كلهم باصين عليا...

وفي لحظة ما بين العتمة والنور لقيت في وشي شاب مراهق، كان مكمل زي ما يكون هيهاجمني... بدأت أجري وهو لسه ماشي بنفس الحركة العنيفة ورايا.. في النهاية وصل لي، مد إيده وزقني، فضل يزق لحد ما ما وصلت جنب شباك وبعدين زعق:

-لازم تمشي، نطي من الشباك، لازم تمشي، أنتي مش بتنتمي لزانيتتي.

"كاترينا" قامت، شاورتلي من مكانها وقالتلي:

-إسمعي كلامه، هنا مش مكانك، نطي...

لاااا دي مجنونة رسمي والشاب ده كمان وكلهم، كلهم مش طبيعيين...

أنا واقعة في إيد مجموعة مرضى نفسيين، مكنتش متخيلة أن الحرب ممكن تعمل كده، الناس مش بس مكتئبة وحزينة لفقدان اللي بيحبوهم أو اللي شافوه في الحرب إذا كانوا جنود ورجعوا، لأ دول اتجننوا رسمي.

صرخت في وش الشاب:

-سيبني في حالي، أنا ممكن أاذيك.

"أنتي من سنة كام؟"

واحدة من الركاب سألت. متحركتش، مبصتليش، سألت وهي لسه متنحة في الفراغ قدامها.

=يعني إيه أنا من سنة كام، إحنا في سنة 1946...

-جنسيتك؟

=مصرية.

-يا مساكين! السنة دي الفيضان كان عالي أوي، الأضرار كانت كبيرة عليكم وعلى السودان ، في أحياء كاملة في العاصمة هناك اتغرقت ، مجاش زي الفيضان ده من نص قرن...

إيه التخاريف دي؟ الفيضان مكنش لسه معاده جه، لكن.... الأيام الجايه فعلًا ده موسم الفيضان ، المفروض ييبقى خلال إسبوع بالكتير عشان كنا في بداية شهر أغسطس! يعني مش بس بتتكلم عن ظاهرة في بلد تانية، لأ دي ظاهرة لسه محصلتش كمان، حاجة في المستقبل!

"كاترينا" كانت لسه واقفة بتراقبني. قالت بعد ما خلصت كلامي مع الست:

-لو مش هتنطي، يبقى تيجي تقعدي جنبي متقفيش ومتتحركيش لوحدك.

كنت لسه هستجيب، لسه هتحرك فعلًا في اتجاهها لولا اللي حصل.....

واحد من الركاب اتحرك قام من كرسيه، مشي في الممرات بخطوات تقيلة، كان ماسك في إيده بندقية رفعها وهو بيزعق:

-لازم يخلص، اللي إحنا فيه لازم يخلص...

وبدأ يوجهها ناحية الركاب ويضرب نار...

صرخت، كنت بتحرك بطريقة هستيرية ، مش عارفه أروح فين. بصيت لوشوش الناس المذعورة، صريخهم وعياطهم كان بشع، زي ما كنت مرعوبة على نفسي كنت مرعوبة عليهم..

صرخت فيه:

=متأذيش حد، أرجوك!

"كاترينا" قالت وهي بتنزل تحت الكرسي بتاعها:

-متخافيش عليهم، خافي على نفسك، اتحركي بسرعة...

مفهمتش تقصد إيه. يعني أحاول أهرب أنا ومليش دعوة بحد؟

جريت على الكرسي اللي كنت قاعدة عليه في الأول، نزلت تحتيه زي ما "كاترينا" عملت، إحنا الاتنين متكورين عالأرض راسنا ف راس بعض....

 

الركاب بيموتوا واحد وره التاني والقاتل مش فارق معاه استنجادهم، ولا بيتهز من عياط الستات والأطفال، الكل بيتقتل، وأكيد دوري كان جي ..

"كاترينا" رفعت راسها وقالت:

-القطر كان أصلًا عليه 106 راكب..

ده وقته؟! ده وقت قصص؟ مصرة تكمل الحكاية حتى وإحنا في الموقف ده؟ حياتنا في الغالب هتنتهي كمان لحظات....

كملت:

-كان منهم 2، ال2 دول زيهم زي باقي الركاب شافوا حاجة قبل ما يدخلوا نفق لومباردي اللي إحنا داخلين عليه دلوقتي.

الغريب أن فضولي طغي على رعبي في اللحظة ، حسيت أن اللي هتقولوا مهم زيه زي الموقف اللي كنت فيه..

سألتها وأنا بترعش:

=شافوا إيه؟

-شفت...

قاطعتها:

=شفتي؟

-ما هو أنا واحدة من الاتنين دول.... كان عندي وقتها 17 سنة، شفت دخان إسود حالك سميك كان محاوط القطر من كل الإتجاهات وجوه النفق، في بدايته شفت دخان أبيض ناصع سميك، وبعدين شفت المقصورة بتاعة القيادة بتتفك وباقي القطر مستمر، لسه ماشي، أنا وهو بصينا لبعض، جتلنا نفس الفكرة، أنا والمسافر التاني اللي منعرفش ولا شوفنا بعض قبل كده اتفقنا من غير كلام على نفس الفكرة المجنونة، فتحنا الشباك ونطينا قبل ما ندخل النفق....

القاتل وقف ضرب نار، مبقتش سامعة أي حركة، كل الركاب ماتوا! وهو رجع مكانه بهدوء وقعد وبص في الفراغ قدامه .

"كاترينا" فردت دراعها وحطت إيدها عليا وقالت وهي بتطمني:

-متخافيش خلاص، هو مش هيأذينا، يلا نطلع ، وهما كان متخافيش عليهم.

مخافش عليهم إزاي؟ الناس ماتت! ماتوا مفزوعين ومتألمين... قمت معاها زي ما قالت. شفت منظر رهيب، مشهد فزعني أكتر من المشهد اللي قبله...الركاب، الركاب كلهم كانوا عايشين! محدش فيهم حتى كان مجروح أو بينزف، مفيش غير دخان خارج من أماكن متفرقة في أجسامهم ، كانوا قاعدين مكانهم ولا كأن، مستمرين في الهمهمة والعياط والبصات الحزينة في الفضا قدامهم وحواليهم....

-هما مش بينطبق عليهم نفس القوانين بتاعتنا، أنا وأنتي، أنا اللي نطيت ونجيت من الحادثة في الأول وأنتي اللي لسه مصابكيش اللي صابهم، إحنا اللي كنا هنتأذي من الرصاص، هما لأ!

=هما أشباح؟

 

تجاهلت سؤالي وقالت:

-أنا كنت فاكرة إني نجيت أنا والراكب التاني المجهول، بس الحقيقة إننا منجيناش، إتعرضنا لصدمة عصبية ماللي شوفناه واللي عرفناه، أصل القطر مخرجش من نفق لومباردي لحد النهارده! القطر تاه، إختفى... الناس اللي كانوا مستنيينه في المحطة اللي بعد كده فضلوا واقفين والقطر موصلش، السلطات دخلت النفق وملقوش أثر ليه وبعديها بسنة كل الصحف نشرت مقال عن ال104 راكب اللي ظهروا وفقًا لشهادة دكتور في القرن ال18 لكن المقال وبشكل ما إختفى، العدد بتاع الصحف اللي فيه الخبر إختفى عن الوجود وكل السجلات عن القصة دي ، بس في قصص جديدة ظهرت ده عن كذه حد شافهم السنين الأخيرة ، أهي دي بقى معرفوش يخفوها، من ضمنها عامل في السكة الحديد في سلوفاكيا ، لقى قطر مكتوب عليه زانيتتي ظهر في المحطة اللي واقف فيها، كان بيفرك عينه مش مصدق اللي شايفه، عشان مجالوش خبر ولا معاه سجل عن القطر ده ومواعيده، ده غير أنه كان طافي عن الأرض مش ماشي على القضبان.... أنا والراكب التاني مقولناش كل حاجة، في حاجة مكناش قادرين نحكيها أو نوصفها، حتة ناقصة، بس أنا دلوقتي مستعدة أقولها، لما نطيت وجسمي اتبهدل في الأرض، شفت حاجة، كان فيه مساحات خضرة خلابة على يمين وشمال القطر، لكن يمين المساحات الخضرة كان في قطر تاني، قطر زانيتتي! ويمينه كان في خضرة ويمينها قطر زانيتتي، ونسخ كتير متكررة على المدى، جواهم نفس المشهد كأنها مرايات كتير، والصريخ العالي البشع كان أضعاف أضعاف عشان عدد الناس كان برده أضعاف، متخيلة تسمعي كل الاستنجاد ده والأصوات المفزعة كأنها سفينة كبيرة عليها أعداد مهولة بتغرق... برغم أن الموضوع كله غريب، بس مقدرتش أحكي ده بالذات للدكاتره والمحققين ، برده أنا والراكب التاني اتفقنا على ده من غير كلام، اتفقنا نخفي الجزء ده، يمكن من بشاعته ورغبتنا أننا منصدقوش أو ننساه، بس أخدت وقت كتير أوي عشان أستوعب أني مهما هرب، فأنا مش هقدر، مش هقدر أهرب من المشهد والحادثة والمناظر اللي اتحفرت في ذهني، وأحسن طريقة عشان أخلص من عقدة الذنب اللي عندي ، عشان نجيت من كارثة اتأذى فيها كتير حتى لو مليش ذنب أو يد، أحسن طريقة هي إني أوجه مخاوفي، أعيش اللي عاشوه ، أنضم ليهم، ده كان المفروض أصلًا من الأول، أنا جزء من الطاقم، من الركاب، ومكاني معاهم، المفروض أرجعلهم، أنا جزء من زانيتتي... فضلت أروح لأكتر من سنة نفس المحطة اللي ركبت منها القطر زمان، كان عندي قناعة بقانون الجذب، بسبب الرغبة الرهيبة اللي عندي إني ألاقيه أكيد هو كمان هيلاقيني، القطر مسيره يلاقيني وأهو لاقاني، وظهر بعد كل السنين دي في محطته الأصلية.

 

عيني دمعت. قلتلها بنفس النبرة الحنينة اللي كلمتني بيها كأنها أم ليا:

=لأ يا كاترينا، إنتي ملكيش ذنب، إنتي نجيتي فعلًا، ووقت وقوع الكارثة الواحد تفكيره بيتلخبط، مش بيبقى مركز، أكيد مكنتيش عايزه تعيشي والباقي يموت أو يتأذي ومش مضطرة تعيشي اللي عاشوه أيًا كان، اللي أنا مش فاهماه وأنتي مش فاهماه لحد دلوقتي، إنتي نطيتي من السفينة وبقيتي جزء من البر، مش من الحطام...

-أنا مش جزءمن الحطام، أنا الحطام نفسه، عمري ما رجعت لنفسي، بقيت حاجة متفتتة ، مشوشة، لازم كنت أرجع ولازم أفضل معاهم..

بصيت جنبي لقيت دخان أسود كثيف محاوط القطر. ولقيت النفق! المفروض النفق ده كان اتدمر في الحرب العالمية التانية، اتعرض للقصف، بس مفيش أي حاجة منطقية أصلًا زي ظهور زانيتتي في حد ذاته...

بعدين ظهر دخان أبيض كثيف في بداية النفق، كنت براقب وأنا مشلولة مكاني... فجأة جسمي اتحرك، ايد اتمدت على الشباك قدامي وفتحته، بصيت ورايا لقيت "كاترينا"، رفعتني وزقتني ناحية الشباك ومن الشباك للأرض!

 

اتدحرجت مسافة كبيرة.. أول ما استقريت عالأرض، بصيت لفوق قبل ما القطر يدخل النفق مباشرة، لقيتها باصة من الشباك ، بتبتسملي وبتزعق :

-خليكي معايا، بصيلي أنا ومتبصيش وراكي، إوعي تبصي وراكي لحد ما القطر يدخل كله جوه النفق، خلي المشهد ده هو الأخير في ذاكرتك، متخافيش عليا ، الحطام رجع متماسك، اندمج تاني في السفينة وبقى جزء منها.

فضلت مراقبه القطر لحد ما كله دخل جوه النفق، كنت سامعة أصوات حركته على القضبان، نسخ كتير، كأنها قطورات كتير، دوشة رهيبة، بس متلفتش ومشوفتش حاجة، لحد ما الأصوات اختفت...

"كاترينا" حاولت تساعدني، ويمكن فعلًا ساعدتني، يمكن لو كنت شفت المنظر ورايا، كانت حالتي هتبقى أسوأ من كده بكتير، بس أنا من ساعتها اتحولت، بقيت بني آدمة تانية، سكوتي بقى أكتر من كلامي، مبقاش عندي تعليق على حاجات كتير، الكون بقيت شايقاه أوسع وأعمق مما نتخيله والإنسان كائن جاهل لأن علمه نقطة في محيطات ملهاش عدد، وكل فترة بلاقي نفسي وغصب عني ماسكة القلم وبكتب في كراسة أو على الحيطان حتى "زانيتتي – زانيتتي- زانيتتي"....

 

"القصة دي لاقيتها في كراسة "أمينة" أختي، اللي تصرفاتها بقت غريبة واتحولت لشخصية مختلفة تمامًا في اليومين اللي قضتهم لوحدها في إيطاليا قبل ما تيجي تقعد معايا أنا وجوزي، والشخصية الجديدة المنطوية بتاعتها فضلت مكملة معاها لحد الكبر ومتهيألي هتموت بيها ، مكنتش متخيلة أن ده تفسير تصرفاتها وحتى بعد ما قريت القصة على لسانها برده مش مصدقة مهو يستحيل، قطر إيه ومسافرين عبر الزمن إيه ونفق إيه ده اللي يبلع قطر جواه، متهيألي أنها تخيلت القصة دي كلها عشان تنكر حاجة حقيقية بشعة حصلت لها في اليوم ده، قبل ظهورها وزيارتها لينا ، يمكن إعتداء مثلًا من مجرم أو عصابة، لكن ملقتش تفسير للكتاب اللي لقيته جنب الكراسة اللي كان مكتوب عليه "الطبعة الأولى سنة 1907"

"تمت"

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334188
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190316
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181691
4الكاتبمدونة زينب حمدي169856
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131032
6الكاتبمدونة مني امين116823
7الكاتبمدونة سمير حماد 107938
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98050
9الكاتبمدونة مني العقدة95137
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91952

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1297 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع