آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. منبع الشر .. الجزء الاول

القصة مستوحاة من أحداث حقيقية

"+18"
 
=لو مكنتش عايش هنا، كنت هبقى حابب أعيش فين...ممممم...سؤال حلو، أظن في الصحرا...
-إشمعنى الصحرا؟
=صحرا مفيهاش غير مصادر نادرة للحياة، عقارب، جمل هنا أو حصان هناك، تجمع صغير للميه كل شوية مقداره بيقل والميه بتجف، والمصدر الوحيد ليها هي المطرة اللي بتنزل كام مرة في السنة، مفيش أي مباني تحجب الرؤية والكل يبقى مكشوف للكل، اللي عايز يستخبى يدفن نفسه تحت الرملة الصفرا اللي بتلمع زي الدهب وكل ما يلمسها بإيده المجردة تحرقه..
-إشمعنى الصحرا يا "عمار"؟
=أنتي مسمعتنيش ولا إيه؟ عشان كل اللي قلته..
-بس دي مش حياة.
 
=حضرتك مش المفروض دكتورة أو اخصائية نفسية؟ مش من أساسيات علم النفس إن مش كل نفسية زي التانية؟ ولا كل عقل زي التاني؟ أنا مثلًا بالنسبة لي الصحرا بكل الخصايص اللي قلتها حياة، أجمل حياة، بشوف الورود مخيفة والأشواك مريحة، الخضرة مزعجة والصحرا والجفاف ملاذ آمن، الصداقة نفاق وخدعة والصيد واقع ورغبة مدفونة جوانا كلنا ومتعة.
-طيب إحكيلي.
=يوم الحادثة؟
-لأ، من قبل كده، من الأول الخالص، من أول ما وعيت للدنيا.
=متكلمتش مع حد، كنت متأكد إن محدش هيستوعب، بس أنا كنت عارف، كنت عارف إن في حاجة مش مظبوطة، إني مش متناسق ومتسق مع اللي حواليا، وكل مدى كنت بتأكد أكتر.. مكنتش كملت ال6 سنين وكان عندي جارة صغيرة، تقريبًا في نفس السن، بالنسبة لي كانت مستفزة، مستفزة جدًا، شخصيتها الرقيقة وطريقة كلامها، وابتسامتها اللي علطول على وشها، وترحيبها بأي شخص تقابله، تعرفه أو متعرفوش، وتحمسها المبالغ فيه لأي حاجة، مثلًا لما بابا إدالها مصاصة من المصاصات اللي كان جايبهالي أنا وأختي، اتنططت وضحكت وراحت بايساه ف خده. ومبدئيًا كده الحاجة دي كانت بتاعتي أنا، مش من حقه يدي حاجة كان جايبهالي لحد تاني من غير ما يرجعلي الأول.
 
-ولو رجعلك كنت هتوافق؟
=لأ مكنتش هوافق، الناس في الدنيا كلها متقسمة شريحتين، جزء بيدي وجزء بياخد، أنا من اللي بياخد، اللي يستحق، وكده كده باخد اللي عايزه برضا اللي قدامي أو من غير رضاه.. المهم نرجع للبنت إياها، أكتر حاجة كانت بتستفزني فيها، أكتر من كل اللي قلته هو تعاطفها مع الكائنات الأضعف، الحيوانات...
-وده يستفزك ليه؟
=عشان الحيوانات مطوعة لينا، دورها خدمتنا وبس، واللي بيتعاطف معاها بيضعف، بيبقى شخص مهزوز، مش صاحب قرار ، شخص عالة على المجتمع والبشرية كلها..
-معلش يا "عمار" هو أنت كنت غضبان منها من غير ما تدرك السبب ولا كنت مستوعب للي بتقوله وأنت في السن الصغير ده؟
 
=مش بالتعمق ده طبعًا بس الأساس كان موجود.. فضلت مستحملها يوم واتنين وتلاتة وشهور لحد ما قررت إني لازم أتصرف، أبقى إيجابي....كان لازم أساعدها، أخليها تنشف شوية، تتحول لشخصية قوية، وده مكنش هيحصل غير لما أزيح العنصر اللي مخليها ضعيفة، وف رأيي ده كان الكلب... كلب قذر كده إتصاحبت عليه، كلب شارع، شِبه اتبنته من ساعة ولادته، أمه تقريبًا اتخلت عنه أو حاجة زي كده، المهم إنه كان لوحده لما "حبيبة" لقته جنب مدخل العمارة ومن وقتها وهي بتنزل له الأكل والشرب، وشوية شوية رجليه خدت على العمارة، بقى يطلع من نفسه لعتبة بابها ويلاقي الأكل والشرب محطوطين ليه في أطباق جابتها مخصوص علشانه. فضلت أراقب بصمت المشهد، كل يوم ف نفس المعاد بفتح الباب فتحة صغيرة وبتفرج عليها وهي بتخرج الوجبة المعتادة بتاعة الصبح وبعدين تدخل بيتها تاني وتخرج وهي شايلة شنطتها وتستعد للنزول عشان تركب أتوبيس المدرسة. كنت بفضل أتابعها لحد ما تدخل الأسانسير وتنزل، كل ده وهي مش حاسه بيا، ولا حد من أهلي واخدين بالهم وبعدين بفضل واقف لحد ما أحس بحركة الكلب وأراقبه وهو طالع متحمس وبيهز ديله. وفضلت على كده حبه، لحد اليوم ده...
 
قمت من النوم في الوقت المعتاد، اتحركت بهدوء زي كل يوم عشان محدش ياخد باله مني أو يفوق، أصلي كنت بصحى ف معاد بدري عن اللي المفروض أصحى فيه، قبل ما المنبه يرن بحبة وقت، ولو حد كان صحى ف أي يوم من الأيام اللي قبل كده كان هيستغرب من سبب صحياني وحركتي لوحدي، وأكيد مكنتش هسيب حد يخرب عليا خطتي. اتحركت ناحية الباب زي كل يوم، فتحته بحذر وراقبت من روا نضارتي البنت وهي بتحط الأطباق، الأبيض والأزرق، طلع قبل ما تمشي وتروح المدرسة. هي راقبته وهو بياكل، كانت مبسوطة، مبتسمة ووشها رايق، كانت ف حالة سلام رهيبة، حطت إيدها على راسه وطبطبت عليه، مكنش مجرد تعاطف، ده بقى حب، شفت ده ف نظراتها ليه. الموضوع تعدى فعل الخير واتحول لتعلق بالمخلوق القذر ومشاعر عميقة، أنانية!
 
-أنانية؟
=اه، أنانية، هم مش بيقولوا في المثل "أعمل الخير وارميه البحر" ده تفسيره إيه ف رأيك؟
-يعني الواحد يعمل الخير من غير حسابات، من غير ما يستنى مقابل، من غير ما يشوف الخير ده رايح لمين، من غير ما يحقق، يعني بغض النظر الشخص اللي هيعمل معاه الخير يستحق أو ميستحقش، حتى لو ظروفه صعبة لكن مش طيب مثلًا أو يكون بيدعي الغُلب أو يكون ليه تاريخ مش ولا بد، يعني حاجات من دي.
=صح، متفق معاكي ف كل اللي قلتيه وهزود عليه، الخير الخالص اللي من غير مقابل صاحبه بيبقى عابر سبيل، بيعمل الخير ويلف ويدي ضهره للأرض اللي حط فيها خيره ويمشي يكمل طريقه، لا بيراقب الأرض ولا بيتابع أخبارها ولا بيشوف خيره وصل لفين وهل البذرة اللي زرعها كبرت ولا لأ. فاهماني؟
-تقريبًا، بس عايزه أسمع برضه منك.
 
="حبيبة" لو كانت بنت كيوت وكويسة بجد وبتحب الخير وكده، كانت فضلت تحط الأكل في الشارع، قدام العمارة أو بعيد عنها شوية من غير ما تستنى الكلب ييجي، أو لو شافته تمشي وتسيبه علطول لإنها المفروض أدت رسالتها وعملت الخير اللي عايزاه، لكنها شوية وغيرت مكان الأكل، وبدل ما كانت بتحطه في أكياس أو أطباق فلين، اشترت أطباق بلاستيك نضيفة وحلوة وحطت فيها الأكل والميه وبقت تستنى تشوف الكلب وأوقات تقعد معاه وتمد إيدها وتلمسه. بقى في مقابل للخير يا دكتور، بقى في انتظار لشكر، أي تعبير عن الامتنان، وده اتمثل في هزة ديل الكلب والحب ف عيونه ونظراته ليها، وبقى يديها شعور بالنشوة، حب للذات، نرجسية، ده غير بقى إنها ضحكت على الكلب المسكين، أقنعته إنها بتعمل كل ده من منطلق تعاطفها معاه، إن الأمر متعلق بيه هو، والحقيقة إنه متعلق بيها، لإنها انتظرت صداقة، علاقة طويلة الأمد، حب وعطاء من ناحيته، أنانية دي ولا مش أنانية؟
 
-وأنت عملت إيه مع الكلب؟
=المرة دي بالذات، قعدتها طولت أوي معاه، حاجة مستفزة بصراحة، كنت حاسس بدمي بيغلي ف عروقي، مش فاهم هي موراهاش مدرسة ومواعيد ولا إيه؟ لكن عرفت بعد كده إن كان عندها رحلة يوميها، حبكت! المهم إنها أخيرًا غارت والكلب بقى لوحده....في اللقطة الأخيرة قبل ما تمشي، إدت للأسانسير ضهرها وفضلت تبص على الكلب وهو يبصلها كإنهم اتنين حبيبة. لقطة مؤثرة جدًا الصراحة...
فتحت الباب عالآخر، جريت ناحية الكلب، شلت الأطباق من قدامه، من تحت بوقه. رفع راسه وبصلي باستغراب. مشيت ناحية السلم وأنا شايل طبق الأكل وهو مشي ورايا، عينه كانت متثبته على الطبق، كإنه مسلوب الإرادة، نزلنا دورين، حطيت الطبق على الأرض بعد ما اتأكدت إن مفيش حد في الممر أو حركة قرب أبواب الشقق. الكلب مخدش باله إننا بعدنا عن المكان المعتاد بتاعه، ولا فرق معاه، حط راسه جوه الطبق عشان يكمل اكل، كل اللي كان فارق معاه إنه يكمل أكل..
 
ودي كانت اللحظة اللي خرجت فيها من جيبي حبل غسيل كنت سرقته من البلكونة عندنا، لفيته حوالين رقبة الكلب...
"عيني طرفت، دي كانت أول حركة أعملها، أول حركة تفلت مني وتترجم الرعب اللي جوايا منه، من الشاب اللي يدوبك عنده 18 سنة، الرعب موجود من قبل ما يدخل المصحة عندنا، من وقت ما عرفت باللي عمله وبإنه جي يتشخص هنا وبإن الاختيار وقع عليا عشان أشخصه. المفروض إن عدى عليا كتير، لكن اللي عمله واللي بيحكيه حاجة تانية، دي مش مجرد أفعال وجرايم بشعة، ده نموذج للشر الخالص"
-إيه يا دكتور؟ أكمل ولا إيه؟
=كمل، إنت وقفت ليه أصلًا؟
"ضحك ضحكة خفيفة وهو مثبت عينه عليا، كإنه عايز يقول لي "قفشتك" عينك طرفت وسامع دقات قلبك من هنا"
 
=لفيت الحبل بهدوء، بهدوء جدًا حتى إن الكلب الصغير كان فاكر إني بلاعبه، فاكرني زي "حبيبة"، متخيل إن الصنف كله واحد، المخلوقات دي اللي عندها إيدين ورجلين وبتلبس قمصان وبناطيل وفساتين وبِدل مخلوقات طيبة ومتقفة كلها إنها تأكله وتهتم بيه.. صوت المسكين غفلق، عينيه جحظت وهو بيتخنق، كان مصدوم، أظن الألم كان نفسي أكتر منه جسدي، مش فاهم اللي بيحصل ومش فاهم بيحصل ليه، ليه أنا بعمل فيه كده؟ مقدرش يصرخ. يمكن لو كنت استخدمت القوة من البداية، لو كنت برقتله أو هشيته كان هيحس بالخطر أو إني عدوه ومش حابب وجوده، لكني وبرغم إن دي كانت تجربتي الأولى أدركت أن التسرع مش حلو وإني لازم أغير جلدي عشان الهدف ميقراش اللي جوايا، أنا اللي أقراه الأول وأقدر عايز يشوفني إزاي وأصدرله الصورة اللي هتريحه وبعدين أعمل حركتي. وبس... شوية وعينه بدأت تثبت في اتجاه معين، مش عارف هتصدقيني لو قلتلك إني حسيت بيها وهي بتتسحب؟
 
-هي إيه دي؟
=روحه. في حاجة زي هبة هوا، أو طاقة حسيت بيها جنبي، وبعدين اختفت. كانت لحظة عظيمة. لكن النشوة الحقيقية كانت في اللي حصل بعد كده، لما رجعت اتسللت تاني للبيت وأبويا وأمي معندهمش فكرة عن اللي عملته، نايمين، غايبين تمامًا، وبعدين.... الجو اتبدل في ثواني، صرخة هزت العمارة كلها.. في جارة لقت الكلب وشافت الحبل المربوط حوالين رقبته ووشه الأزرق زرقة البحر، صراخها، كان أجمل صوت سمعته ف حياتي والخضة اللي اتخضتها، تلاقيها كانت مفزوعة، مش بس من المنظر اللي شافته لكن أن في حد مريض مطلوق في العمارة، حد عنده ميول عنيفة وممكن يأذي أي حد، ممكن يأذيها هي شخصيًا، الخطر مش بعيد عن حد، وكنت مستني بفارغ الصبر لما "حبيبة" البت المستفزة الأمورة دلوعة العمارة تشوف أو تعرف عن اللي حصل لحيوانها الأليف. أبصلها ف عنيها وأقول لها "هاه، فين الكلب، الكلب نفعك ف حاجة دلوقتي؟"
 
"كنت بعمل أني بكمل كتابة، لكن الحقيقة إني كنت وقفت كتابة من فترة، كنت بس بشخبط في الكراسة اللي ماسكاها ف إيدي ودافنة راسي جواها عشان أستخبى منه ومن نظراته اللي عاملة زي السيوف"
-وبعدين؟ لما باباك ومامتك قاموا على صويت الجارة، إيه اللي حصل بعد كده؟
=محصلش.
-إيه مقاموش؟ إنت مش لسه قايل الصرخة هزت العمارة كلها، معقولة مصحيوش؟
=لأ، كل ده محصلش، هو حصل ف دماغي، كل السيناريو بتفاصيله دار ف خيالي أنا، لكن مش في الحقيقة.
"أكيد أخد باله من جسمي اللي هبط، كإني أخيرًا قدرت أخد نفسي وقبل كده كنت متشنجة ونفسي محبوس"
-يعني مقتلتش الكلب؟
=أهو إنتي عملتي نفس الحاجة.
-قصدك إيه؟
=سرحتي بخيالك، رسمتي صورة للكلب ف ذهنك، واتعودتي عليه واتعلقتي بيه، جسمتيه وحولتيه لحاجة مادية حقيقية، والدليل على كده إنك فرحتي لما طلع عايش وإني مقتلتوش، مظنش الفرحة دي متعلقة بيا أنا، مظنش إنك متعاطفة معايا أو فرحانة إني معملتش التصرف الوحش ده.
-كمل يا "عمار"، بطل تحلل فيا.
 
=مقدرتش أعملها، بعد المراقبة لوقت كبير وبعد التخطيط لكل تفصيلة والنية المبيتة، اتراجعت، خفت، طلعت ووقفت قدام الكلب بعد ما "حبيبة" مشيت، بصتله بصة باردة، وفجأة جسمي كله صابته رعشة كإن جتلي حمة، والكلب رفع راسه وبصل لي بريبة، فتح بوقه وسنانه بقت تجز ف بعضيها، بدأ يخرج أصوات، كإنه مش معجب بيا، قاريني وعارف بنيتي أو على الأقل إني مش صديق ليه، شوية وكان هيهاجمني لولا إني جريت على شقتنا وقفلت ورايا الباب. خفت! مش على الكلب، خفت على نفسي، لا يعمل فيا حاجة وكمان اتقفش والجيران يأذوني لما يعرفوا كنت ناوي على إيه. وبعد ما اتراجعت حسيت بغضب شديد، إني جبان وسلبي وضعيف، الغضب اللي كنت حاسس بيه قبل كده ولا حاجة بالنسبة للي حسيته لما ماقدرتش أموته. وعاهدت نفسي إن ده مش هيتكرر تاني، ممكن أاجل، أقعد سنين حتى قبل ما أعمل تصرف زي ده لكن يوم ما أنوي هنفذ...
 
"مردتش عليه، فضلت دافنة راسي جوه الكراسة... بعد صمت دام لحبة وقت قال:
=تعرفي لو كان ده حصل، لو كنت قتلت الكلب ورجعت البيت من غير ما حد يدرى وكل حاجة مشيت زي اللي تخيلته كان هيجرى إيه بعد كده؟
بعد شوية الباب كان هيخبط، في الغالب مش هكون لسه نزلت للمدرسة. أبويا وأمي كان هيجروا عليه الاتنين وده عشان هم أعصابهم متوترة من وقت ما سمعوا الصرخة بتاعة الجارة ومش فاهمين إيه اللي بيحصل بالظبط. والرعب اللي على وشهم هيزيد لما يلاقوا اللي بيخبط مش شخص واحد، دول تجمع، عدد كبير من الجيران واقفين متحفزين على عتبة الباب ومعاهم البواب كمان...
 
واحد فيهم، نقول مثلًا البواب كان هيمد إيده بالحبل اللي خنق الكلب.
وهيقول:
-الحبل من شقة من الشقق، ده تقديرنا، ممكن تتأكدوا إذا كان من عندكم!
بابا كان هيتصدم من السؤال والنظرة اللي في عيون الجيران. هو واضح إننا مش المقصودين يعني، مش إحنا بس اللي اتسألنا عن الحبل، واضح إنهم لفوا الشقق شقة شقة وبيحققوا مع الناس كلها، بس برضه، الفكرة نفسها، حتى لو الكل مشكوك فيه فمش ممكن حد مننا يكون سبب في أيًا كان اللي حصل، اللي الواضح إنه شنيع. أما أمي فمكنتش هتبقى مصدومة بنفس القدر، مش عشان لمحتني وأنا واقف براقب من الطرقة البعيدة ما بين الأوض ومغطي نفسي بالستاير، لكن عشان هي أكتر واحدة عارفاني ومدركة للبركان اللي جوايا، متعرفش طبعًا كل كل حاجة بالدقة، متعرفش المخططات اللي في دماغي واللي ناوي عليه، بس مدركة إني مختلف، ردود أفعالي وبصاتي وتصرفاتي، زي مثلًا إني برغم هدوئي الواضح للكل، لما بيتحطلي في طبق الأكل بتاعي كميات زيادة برغم إني قلت مش عايز بزيح الطبق بطريقة عنيفة، وزي لما حد يقع أو يتعور قدامي عيني بيبقى فيها لمعة ووشي بينور وببقى مبسوط، كل ده بيبان ليها حتى لو ملامحي فضلت جامدة ومتحركتش.
 
بعد ما هتحرك راسها من ناحيتي لناحية الجيران الواقفين كانت هتلتزم الصمت لحد ما بابا يأمرها بعصبية تروح للبلكونة وتشيك على حبال الغسيل المتعلقة أو اللي محطوطة في الكيس البلاستيك واللي لسه مستُخدمتش.
هتمسمع الكلام وهتروح للبلكونة، هتبص على الحبال المتعلقة ومش هتلاقيها طبعًا ناقصة، أصلي مكنتش هكلف خاطري واشب واقطع حبل منهم يعني. وبإيدين بيترعشوا هتفتح الكيس البلاستيك من غير ما تبص جواه، وهتعرف من غير ما تبص، من حركة إيديها جوه الكيس هتعرف. هتاخد بالها إن في حبل ناقص. هتنهار في اللحظة دي، مش هتبقى عارفة تقف عدل، لكن في ثواني هتسيطر على نفسها وتخرج بكل ثقة من البلكونة وتمشي بخُطى ثابتة لحد الباب عشان أبويا والجيران ميعرفوش اللي فيها وهتقول إن الحبال كاملة وإن ولادها "أنا وأختي" عيال زي الفل ومتربيين أحسن تربية ومش ممكن يؤذوا مخلوق وده لإنها سمعتهم بيحكوا لبابا عن الكلب المقتول وهي في طريقها للبلكونة. الجيران برغم ثباتها الانفعالي الفار هيلعب في عبهم وهيطلبوا إنهم يشوفونا أنا وأختي ويتكلموا معانا. بابا هيتعصب ويعلي صوته عليهم، اللي هو إنتوا إزاي تشككوا فينا وإزاي تعملوا مناقشة مريضة زي دي مع أطفال الكبير فيهم عنده 6 سنين؟ هتقولولهم في كلب اتقتل واتلف حوالين رقبته حبل؟ وكمان شاكين فيكوا؟
هيمشوا زي ما مشوا من كل الشقق من غير أي نتيجة أو دليل على الفاعل، والسر هيتدفن مع الكلب الجربان.
 
-ده مش بس اتخيلت سيناريو القتل بالتفصيل، ده أنت كمان تخيلت الأحداث اللي ف ديله، وإيه بقى اللي أكدلك إن ده هيكون رد فعل أبوك وأمك؟
=اللي حصل في السنين اللي بعد كده ولحد بدايات مراهقتي، مش نفس السيناريو بالظبط لكن مواقف كتير شبهه.  قلتلك إني مكنتش هسمح بفشل تاني، وفعلًا أي كائن استهدفته بعد كده قدرت عليه. صحيح فات سنتين كاملين قبل ما أنفذ، بس مش مشكلة، متأخر أحسن من مافيش. مش كلاب بس، ده كلاب وقطط وضفادع وفيران وعصافير مخبوطة عالأرض أو واقفة سرحانة بتتأمل في الملكوت، وحاجات شبهم كده، مخلوقات بريئة صغيرة في الحجم متتوقعش القدر اللي مفيش مفر منه، متتوقعنيش....
 
"يتبع"
#منبع_الشر
#ياسمين_رحمي
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334041
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189952
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181543
4الكاتبمدونة زينب حمدي169764
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130978
6الكاتبمدونة مني امين116790
7الكاتبمدونة سمير حماد 107860
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97922
9الكاتبمدونة مني العقدة95030
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91805

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

466 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع