هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. خيط الرماد

غرق في النوم خلال بضع ثوان وهي بمثابة معجزة ليس لواقع السقوط السريع في حد ذاته لكن لأنه عانى من الأرق منذ مدة طويلة واقتنص ساعة متقطعة من النوم على الأكثر طوال الليل وحتى ظهور الخيط الرمادي ذلك الذي يفصل ما بين الليل ونور الصباح. لكن المعجزة لم تكمل جميلها فما أن سقط حتى قام. تفتحت عيناه عن آخرهما وكأنما دفعه حدث هام إلى ذلك لكنه لا يتذكره . لم تفت لحظات حتى أدرك ما أيقظه، لابد أنه ذلك الصوت....

 

طقطقة أصابع سمعها، كانت بعيدة، لكن ليست بذلك البعد، المصدر ليس في غرفة الجلوس حيث كان نائمًا، بالتأكيد لم يكن التلفاز الذي كان لا يزال مفتوحًا وصوته خفيض فقد كان مجسمًا، حقيقيًا لكن الطقطقة لم تطول وما لبث الصوت أن انقطع حتى ظن أنها كانت تهيؤات. لم يكن بالأمر الهام وحان وقت العودة إلى السقوط الجميل. أغلق ستائر الأعين في سلام لكن...

 

عادت الطقطقة! هذه المرة كانت أوضح، أوضح كثيرًا، بالتأكيد لم يُهيأ له. الطقطقة كانت حقيقة لكن ما مصدرها وأين تكون؟ جلس منتفضًا ، حملق في الفضاء يحاول تهدئة نفسه وترجمة ما يحدث، لابد أن هناك تفسيرًا منطقيًا، ربما غسالة الملابس أو غسالة الأطباق أو المواسير. قام مترنحًا ووصل إلى الحمام حيث كانت غسالة الملابس وتذكر حينما وصل أنه لم يشغلها ذلك اليوم. وهنا تكررت الطقطقة . وقف متجمدًا لحظات ثم أكمل سيره في إتجاه المطبخ. مشى حتى كانت غسالة الأطباق، لم تكن مُشغلة. حسنًا لم تكن غسالة الملابس أو الأطباق مصدر الطقطقة وبالتأكيد لم تكن المواسير فهو وإن عاند نفسه وحاول الإنكار أدرك من البداية أنها طقطقة أصابع ولم تكن لا غسالة ولا أنابيب ولا يحزنون!....

 

ثم بدا الصوت أوضح وهذه المرة بدأ يتحسس طريقه نحوها، كانت تلك الغرفة، تلك المغلقة التي لم يستخدمها إلا نادرًا منذ أن سكن الشقة. توجه ببطء نحوها حتى وصل إلى عتبتها. مد يده إلى مفتاح النور وفتحه. وقعت عيناه أولًا على الصورة التي توسطت الغرفة....

 

كانت الصورة لجدته، خالة أمه، وكان يعتبرها جدته المباشرة حيث توفت والدة والدته منذ كانت صغيرة وقامت الخالة بتربيتها فكانت بمثابة أمها . لا يعلم لم وقعت عيناه على الصورة أول شيء ثم أدرك.....

اعتادت جدته على طقطقة الأصابع فكلما دخل عليها وجدها تفعل ذلك وكان يسألها مازحًا

-انتي مبتتعبيش يا تيتا؟

 

ولم تفهم مقصده ابدًا وأنه كان يمزح معها فجاوبته ببراءه أنها لا تتعب. 

 

ثم.....

 

عادت الطقطقة وتلك المرة لم تكن فقط واضحة بل قريبة..جدًا. كان المصدر خلفه، وراء ظهره. التفت وقد تعرق جبينه وارتعشت أطرافه ليجدها أمامه!

 

كانت جدته لكنها لم تكن عجوز! كانت شابة، في أوائل العشرينيات من عمرها.

-مش بتعب!

 

قالتها وأطلقت ضحكة صغيرة شقية. أما هو فلم يستجيب ولم يتحرك ولم يحرك عيناه.....

-هتفضل واقف كده كتير؟

 

زادت اطرافه ارتعاشًا فاقتربت منه وأمسكت يده وكأنما...كأنما تحاول طمأنته!

-متخافش.

-ازاي؟

-ازاي شايفني وبتكلمني؟

-انتي ميتة؟

-وفيها ايه؟

-الأموات مش بيتكلموا!

-وبالنسبة لأني ظهرت أصلا ورجعت صغيرة تاني ده عادي؟؟

طريقتها في المزاح والتحدث بعفوية وعدم تكلف وكأنما كانت حية تتنفس هدأه بعض الشيء. لكنها كانت مختلفة، هو تعود عليها عجوز، ذات صوت رخيم وجلد مكرمش ونبرة هادئة . أما تلك الواقفة فكانت جميلة، صغيرة، شقية!

-انتي فين؟

-فين؟! هنا

-لأ فين، روحتي فين بعد ما متي؟

-امممممم

نظرت اليه بخبث وكأنما استشفت ما رمى اليه.

-عايز تعرف بيحصل ايه.

-وليه لأ...ليه معرفش؟

-مش يمكن ممنوع.

-ممنوع ايه؟

-ممنوع أقولك، ممنوع أصحاب الأرواح المتحررة تقول لأصحاب الأرواح المتقيدة.

-الأرواح المتقيدة؟

-المتقيدة بجسمها وسجن المكان والحدود والزمن.

-وهو ممنوع؟

-مش بالظبط.

-يعني ايه؟

-يعني طول ما انت في حالتك مش ف حالتي مش هتقدر تستوعب.

-طيب في نفق ، نفق في نور، أو حتى من غيرنور، الواحد بيعدي منه للناحية التانية.

-في أنفاق، في بحور، في طيران، حسب.

-حسب؟

 

-لو بتتكلم عن التجربة قبل الموت، لو لسه في وعي، في حاجات كتير، مش كل الناس زي بعضها، في حتى اللي بيشوف شريط، شريط ذكريات ومشاهد كان ناسيها، مشاهد من وهو عنده سنة واتنين..بس ده ملوش علاقة بالموت وباللي بيحصل بعد كده، بيبقى حسب ثقافة الواحد وجنسيته والمكان اللي اتربى فيه، والأماكن اللي اتأثر بيها وحبها.

 

-يعني ايه؟ مش فاهم حاجة.

 

-وعي الواحد وهو لسه عايش بس بيموت، غير وعي الواحد وهو عايش، لأن مفيش حاجة تانية بتشغله، معندوش لا مسؤوليات ولا خوف من المستقبل ولا ناس يخاف عليهم ولا عيال عايز يجيبلهم هدوم ويعلمهم ويشغلهم ويجوزهم ولا كره لحد ولا غضب ولا اي حاجة ، فضا.... الدنيا لما بتبقى فاضية في حاجات بتوضح فيها مكنتش واضحة قبل كده، زي اللؤلؤ وسط السحب السوده والدخان، لما السما بتصفا اللؤلؤ يبان وينور بعد ما كان مستخبي.

 

-وبعد كده؟

طقطقت أصابعها ولم ترد.

-مش هفهم، مش كده؟

-في اسئلة مينفعش يتجاوب عليها غير وقت ما يبان ردها.

-ووقت الرد هحتاج الأسئلة ف ايه؟ ما الإجابة هتكون موجودة.

-مظبوط، يبقى ملهاش لازمة.

 

-طيب آخر سؤال. في حياة؟

-نعم؟

-في حياة بعد الموت؟

-ليه انت كنت مش مؤمن بده؟

-اكيد مؤمن...بس

-بس عايز تتأكد أكتر.

-انا هجاوبك على ده، بس مش دلوقتي ومش بلساني.

لمح على رأسها شريطًا أخضرًا لون الزمرد وقد ميزه، حيث احتفظ به منها حتى بعدما ماتت بمدة لكنه أضاعه منذ زمن.

 

أطال النظر اليه وهو يبتسم فمدت يدها إليه وجذبته ثم أعطته له.

 

كان هذا قبل أن يفتح عيناه! نظر إلى الغطاء عليه فوجده كما هو، ووجد نفسه ممددًا على الأريكة وأختفت الجدة والطقطقة وكل شيء وكل شيء بمكانه فأدرك أنه كان يحلم .لم يتحرك كل هذا المدة. يا الله! كان هذا حقيقيًا للغاية، شعر أنه حقيقي، "جدتي حبيبتي!" صوتها كان لازال يطن في أذنيه. رفع رأسه ونظر عبر النافذه فوجد خيط الرماد وأدرك أن الوقت تعدى الفجر بقليل. قام بهدوء، أمسك جهاز التحكم ورفع الصوت ثم لمح بجانب عينيه شيء، كان خيطًا جلس عليه وتدلي آخره على الأريكة، أمعن النظر فوجده شريطًا، شريطًا أخضرًا لون الزمرد..............

"تمت"

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350655
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205214
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190364
4الكاتبمدونة زينب حمدي176707
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138531
6الكاتبمدونة مني امين118853
7الكاتبمدونة سمير حماد 112740
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103921
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101312
10الكاتبمدونة مني العقدة98617

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

498 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع