آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. خدام المقبرة - الجزء الاول
"القصة مستوحاة من أحداث حقيقية"
إحنا فاكرين أن أقسى قدر بيتلخص في المقولة دي "ليس كل ما يتمناه المرء يلقاه" وبيجيلنا إحباط، يمكن حتى دنيتنا كلها تقف لما منحققش حاجة من اللي عايزنها. قد إيه البشر جاهل!
معندناش فكرة أن المصيبة بتبقى أوقات لما نطول اللي بنحلم بيه وبنحقق اللي عايزينه عشان إحنا مش بنبقى عارفين اللي يناسبنا واللي محتاجينه، مش شايفين غير رغباتنا وبس.
أنا منهم، من حزب الأغلبية، اللي عندهم أهداف بيسعوا ليها طول حياتهم من غير تفكير أو استخارة أو توكل على الله. من وأنا صغير حاطط دايمًا أجندة ومش بهدى غير لما أحقق هدف وره هدف وأوصل بالظبط للي عايزه.. كنت عايز أتفوق في دراستي وتفوقت، كنت عايز أدخل طب ودخلت، كنت شايف نفسي دكتور تجميل بيلجأ ليه كل المشاهير والفنانين وبعدين يطلعوا من العيادة على حلقة في برنامج تليفزيوني ينكروا انهم عملوا اي عملية تجميل وبقيت الدكتور ده… الصورة اللي رسمتها ف خيالي عن شكل عيادتي والرقم اللي موجود في الحساب البنكي اتجسدوا وبقوا واقع. وامتدادًا للنجاح والشهرة والفلوس كان لازم أغير مكاني، أروح مكان يليق بالشخص اللي بقيت عليه. أنا مكنتش عايش في مكان وحش، بالعكس، أنا وأهلي من سكان المهندسين القدام، بس خلاص الأماكن دي راحت عليها، الكل دلوقتي متوجه للمدن الجديدة الواسعة، وأنا اخترت أني أنقل التجمع. سبت البيت اللي فيه إخواتي والعمارة اللي فيها كتير من قرايبي وروحت أعيش لوحدي، حجتي كانت موقع العيادة في التجمع، لكن الكل كان فاهم اللي فيها ومتوقعين الخطوة دي من زمان.
حاربت عشان احجز فيلا معينة في منطقة جديدة، مش مأهولة لسه، منطقة فيلل، سكانها يتعدوا على الصوابع وقدامهم مساحات شاسعة فاضية، طلبت من واحد من الزباين بتوعي اللي شغال في جهاز المدينة أنه يحجزلي فيلا في الصف الأول عشان تبقى جنبها فيلا واحدة والباقي فضا وبتقسيط نسبيًا مريح، مع إنها مكنتش مستهلة، مكنش لازم يعني ابقى محنتف كده، كده كده المنطقة فاضية جدًا، هوو، لكن أهو عملت حساب المستقبل لما الشوارع تتزحم.
واتنقلت…..
عمري ما دقت المتعة دي، إني أختار بيتي وكل حاجة فيه، ذوقي أنا بس، اللي يناسبني ويبسطني في العفش والأجهزة وأهم حاجة الهدوء الرهيب والروقان، أنا أصلًا جوه راسي أفكار وزحمة يعني مش محتاج نفس معايا في البيت. أغلب الأيام كنت برجع مهدود من الشغل، يدوبك أكل وأنا بتفرج عالتليفزيون وأنام وأصحى للشقا اليوم التاني وف ايام الأجازات القليلة كنت بقعد في الجنينة بتاعة البيت ، معايا قهوتي وكتابي وأفصل عن الوجود كله. بصراحة لقيت سعادة رهيبة في عدم وجود بشر، كل فين وفين كنت بشوف حد معدي في الشارع، تقريبًا مفيش جيران، شوية غُفرا وبس.
الوضع استمر على كده كام شهر، الفرحة بالمكان مش بتطفي أو بتقل ...لحد اليوم ده....
اللي حصل مقدرش اوصفه، مفيش حدث معين، كل الحكاية إني فجأة وأنا بمشي في البيت حسيت إني مش مرتاح، نبضات قلبي سريعة وحاسس بخنقة. فسرت الموضوع على إنه ضغط الشغل والتحديات بتاعة كل عملية تجميل عشان عملية واحدة فاشلة كافية أنها تبوظ السمعة وكل اللي بنيته.
مع الأيام الإحساس متغيرش، عدم الارتياح بقى يزيد ولما ركزت لقيت أن في أماكن معينة في البيت بيزيد فيها الإحساس ده عن أماكن تانية، زي أوضة النوم بتاعتي مثلًا، كنت بحس بضيق فيها عن باقي الفيلا ولما بعدي من الركن المواجه للسرير جسمي بيقشعر ومع ده بدأت أشوف أحلام عجيبة....
حلمت برجالة وستات لابسين أزياء مختلفة وبواريك وحاطين كحل، شبه الوصف بتاع الفراعنة جدًا. عددهم كان كبير، وقفوا كلهم قدامي بيراقبوني، بدأوا يتكلموا معايا بلغة غريبة أول مرة أسمعها بس كنت فاهمهم، قالولي إن المكان اللي أنا وهما فيه على أرضه مقبرة جماعية...
بس أنا مشفتش مقابر، كل اللي شفته هو بير كبير مدور أو حاجة شكل البير، الفتحة بتاعته كبيرة أوي وشفت منهم ناس بتدخل الجثث على توابيت مستطيلة بنفس حجم الجثث بطريقة معينة من غير ما يدخلوا بنفسهم جوه البير... وفي نهاية الحلم، المشهد ده اختفى وسمعت صوت تخين بيقول لي بنبرة تهديد:
-المكان ده بتاعنا، أنت دخيل!
قمت مفزوع، كنت حاسس جدًا أن الصوت اللي سمعته مكنش جوه الحلم، كان مجسم وحي..
وبتلقائية بصيت قدامي على الركن إياه اللي متوجه للسرير، أكتر ركن في الفيلا بحس بخوف منه...
ودي كانت البداية....
كنت بحاول أهرب، اتأخر على قد ماقدر ، مش عايز ادخل البيت، مش عايز ابقى لوحدي فيه، الموضوع اتطور من إحساس بالضيق لرعب ملوش تبرير…
وفي يوم لما رجعت، وأنا واقف على عتبة الباب قررت مدخلش، مش قادر أدخل، قلت هقعد في الجنينة معرفش لحد إمتى ، أكيد في مرحلة ما كنت هتضطر أدخل عشان أنام، بس أهو اقنعت نفسي إني هفضل بره لحد ما أهدى وأطرد الوساوس..
قعدت في الجنينة وفتحت الموبايل، قلبت في مواقع وفيديوهات تافهة تسحلني وتنسيني اللي أنا فيه لحد ما حسيت بوجود معايا…الوقت كان المغرب والشمس نورها بيضعف.. سمعت دربكة، بصيت ناحية الصوت لقيت قط. حسيت براحة لما شفته، وصل بيا الحال إني أحس بالأمان في وجود أي كائن حتى لو حيوان ضعيف قليل الحيلة زي ده، أي ونس..
القط وقف مكانه لما لمحته، فضل متسمر مش بيتحرك، وبعد وقت إحساس الراحة اللي عندي اتبدل لأني حسيت أنه بيراقبني، البصة بتاعته كانت عجيبة، كان فيها نوع من الإدراك ويمكن التحدي، ده غير أنه شكله مميز مشفتوش يمكن قبل كده، النقط اللي على جلده شبه النقط اللي بتبقى على الفهود، زي وصف سلالات "الماو" اللي كانت موجودة أيام الفراعنة…
في الآخر ولما لقيته مش هيتحرك، قررت أمشي لحد كرسي بعيد شوية عشان مبقاش في مواجهته…
مديت إيدي وشيلت التراب اللي على الكرسي عشان أقعد عليه، في اللحظة دي سمعت صوت صرخة مكتومة، كأن حد اتخض أو بيتألم أو الاتنين، ومعاه حسيت بوجع في كف إيدي اللي نفض التراب.
أنكرت اللي سمعته، ما هي مش ناقصة رعب، قعدت على الكرسي وكملت تقليب في البوستات والفيديوهات.
الوقت عدى، والدنيا بقت ضلمة رسمي، وبقى قدامي اختيارين، يأما أفضل قاعد في الجنينة مع القط المريب اللي لسه واقف مكانه من ساعتها وكمان لفلي عشان يكمل مراقبته، يأما أدخل البيت واسترجل وأحاول اتجاهل الضيق والخنقة اللي بحس بيهم.
قال إيه اللي رماك على المر قال اللي أمر منه! القط بالنسبة لي ساعتها كان مرعب أكتر من البيت نفسه فقررت أدخل وأمري لله… كنت مخطط هعمل إيه بالظبط، هدخل أخد دش وأنا أصلًا تعبان ودايخ من دلوقتي فجسمي هيهمد أكتر وألاقي نفسي عايز أنام.. ومن الدش على السرير اتلف بالغطا وأنام بعمق ومحسش بحاجة لحد تاني يوم..
وفعلًا ده اللي حصل…
بقيت مستعد للنوم، مش مركز ولا حاسس بحاجة، اترميت على السرير وتقريبًا نمت أول ما غمضت عيني…
لقيت نفسي في مكان حلو أوي، قدامي النيل وأنا واقف على عمود زي مسلة كده، ضوء الشمس كان خفيف، والجو دافي، وقت الشروق..
مية النيل كانت هادية لحد ما فجأة بقى فيه حركة، المية بدأت تتحرك، الحركة مكنتش سريعة، مش موج، مجرد حركة ، خرجت بره حدودها وكملت على البر وفضلت مكملة…
سمعت صوت بيهمسلي:
-الفيضان بيبتدى كده، المية بتخرج عن محيطها المعتاد وبعدين الموج بيعلي وحركتها بتبقى أسرع، والتاريخ هيكرر نفسه، الفيضانات هترجع تاني، جيلكم هيشوفها زي ماحنا شوفناها وعيشناها!
نفس اللغة الغريبة، الصوت اتكلم بيها زي الحلم اللي فات…
شفت الميه بتمشي، بتقرب على المسلة اللي واقف عليها وبتعلى وتعلى، مفيش مكان أهرب ليه، مفيش مفر، الموج جي عليا وهيغرقني، عايز أمشي من هنا، حد يلحقني!
قمت بعدها قبل ما الموجة تضرب المسلة، حمدت ربنا أنه حلم عشان كنت مقتنع وأنا بحلم أنه واقع، مكنتش لسه فايق، عيني مش مفتحة عالآخر. لمحت حاجة في الركن المواجه للسرير، الركن اللي بعدّيه بسرعة وبخاف منه، كان طيف، صورة مشوشة لكيان لافف نفسه بقماش أسود، عينه مبرقة وبيراقبني.. فتحت عيني على الآخر، بس ساعتها اختفى!
معقول؟ اللي شفته يكون زي الخيالات أو الفراش الصغير اللي بنشوفه أول ما نفتح عنينا وبيبقى ليه علاقة بالنظر مش أكتر، بس ده خيال عجيب جدًا!
حطيت كفوفي الاتنين على وشي وبعدين بعدتهم، في اللحظة دي شفت في كفي اليمين جروح، خربشات سايبه خطوط حمرا، الكف ده هو اللي نفضت بيه التراب اللي على الكرسي الليلة اللي فاتت. افتكرت… الصرخة المكتومة.. جالي خاطر عجيب، الوقت امبارح كان ما بين المغرب والعشا، البرزخ ما بين عالمين، ويقال أن الفترة دي هي فترة خروج الشياطين والكائنات الغير محسوسة من جحورها، ويمكن أكون خبطت حاجة أو كيان وأنا بنفض عشان كده كانت الصرخة المكتومة والخضة ورد الفعل ده، الهجوم عليا وخربشة إيدي، لكن…الكائنات اللي موجودة في الفيلا، لو صحت النظرية دي، هي مش عادية، ليها علاقة أكيد بالقطة المريبة الفرعونية وبالأحلام اللي عمال أشوفها، ده أنا وقعتي سودة!
بقيت حاسس أن البيت لعنة بعد ما كنت فرحان بيه، صرفت اللي ورايا واللي قدامي عليه ولسه فيه أقساط عايزه شغل طور في ساقية، هعمل إيه؟ هروح فين أو أتصرف إزاي؟
مش هقدر أبيع ومش هقدر أمشي وكمان مش هروح أعيط لإخواتي وأقولهم إني خايف من البيت والقط اللي فيه. مكنش في غير حل واحد..
كلمت التلاتة وعزمتهم عندي وعاتبتهم كمان إنهم مش بيزوروني ويقعدوا معايا، نبهت عليهم أنهم لازم يروحوا وييجوا ويباتوا، البيت مينفعش يبقى فاضي عليا عشان قال يعني "مفتقدهم" ومش راضي ببعدهم…
هما طبعًا كانوا مستغربين الكلام، من إمتى الحنية والاهتمام ده، لكن تمام جاروني وقرروا يبقوا ييجوا ويباتوا زي ما قلتلهم..
ونفدوا كلامهم.. جم علطول بعدها، أوقات كنا بنتجمع كلنا في البيت وأوقات بيبدلوا، كل يوم لمدة اسبوعين حد فيهم أو أكتر كان بيبات معايا.. وفي خلال الوقت ده الأحلام موقفتش…
حلمت مرة مثلًا بنفس المكان اللي كان في أول حلم، الأرض اللي عليها المقبرة، لكن المرة دي مشفتش المقبرة بس شفت نفس الاشخاص اللي ظهرولي قبل كده، واحد فيهم كان معاه بردية، فردها وورهاني، كان فيها قائمة بأسماء كتير باللغة الهيروغليفية لكن كنت قادر اقراها. اللي ماسك البردية فهمني أن دول أسماء الناس المدفونة في المقبرة أما آخر اسم فكان اسمي أنا!
حلم بشع، ومش فاهم ولا عايز افهمه، ليه اسمي يبقى من ضمن أسماء الأموات اللي في المقبرة؟ لكن وجود إخواتي كان مهون عليا، الرعب كنت بعيشه بس وأنا نايم وبنسى بقى اللي حاسه وانا صاحي… الخنقة اتطورت لشبه يقين بوجود كيان في الركن إياه، كيان لسبب ما بيكرهني ومش عايزني في البيت وبيهددني طول الوقت، لحد ساعتها لا كنت شفته ولا سمعت صوته، لكنه قدر بطريقة ما يوصل لي الرسايل دي.
الحلم ده اللي كنت فاكره مفزع عشان إسمي كان في قائمة الأموات لا يقارن باللي بعده،
شفت مجموعة من الناس لابسين لبس موحد، قماش كتان ابيض ناصع، كانوا في مكان مقفول بيتحركوا بصناديق كبيرة، بينقلوها من مكان لمكان. في الآخر واحد منهم لف ناحيتي وفتحلي الصندوق، شفت جواه راس حيوان شبه الكلب، كلب بري مثلًا، ده اللي كنت متخيله لحد ما الشخص ده بدأ يتكلم معايا، قال لي أن دي راس "إبن آوي" حيوان بيسكن في الصحاري وأنهم كهنة بيخدموا ويقدسوا "أنوبيس" رمز إبن آوى عشان يحمي المقابر بتاعة الناس من السرقة والتدنيس… وفي الآخر قال لي أني غلطت غلطة كبيرة وإني سكنت في محيط بيت ميت، بسببي اتكدر سلامه وراحته قلت، وإن خدامه هينتقموا مني وأن قريب مش بس هبقى ساكن في بيت مش بتاعي، لأ ده القبر هيتدنس ووقتها الرد هيبقى أعنف…
......................
دوام الحال من المحال بس مكنتش أتوقع أن الوضع يتغير بسرعة أوي كده، بعد الإسبوعين إخواتي قالوا أنهم عايزين يرجعوا بيتهم وأنهم مش بيرتاحوا للآخر غير فيه بس ووعدوني إنهم هييجوا من وقت للتاني. وأنا هعمل إيه بقى في الفترات دي؟! إزاي هبقى لوحدي؟؟
في اليوم الأخير من الأسبوعين رجعت من الشغل لقيت أختي بس اللي مستنياني، مرضتش تمشي غير لما تشوفني وتسلم عليا.. استغربت ذوقها الزايد عن اللزوم، كانت واقفة على عتبة الباب بتستقبلني.. مفهمتش إيه الداعي تستنى على العتبة لما ممكن تستناني جوه البيت..
مستنتش كتير عشان أفهم، لقيتها بتقول لي إني ندهت عليها من بره البيت عشان كده طلعتلي، لكن في الحقيقة ده محصلش! مندهتلهاش، مكنش أنا....
وشي جاب ألوان وسكت، مبررتلهاش ولا شرحت ولا رضيت أفهمها الحقيقة...
قبل ما تمشي قالتلي أنهم مش متعودين على البيت، وأن أي حد مش بيرتاح غير في بيته وأوضته وسريره لكن في سبب تاني خلاهم يستعجلوا في المشي، التلاتة اتخنقوا من المكان، روحه مش خفيفة وكان بيجيلهم كوابيس كل ليلة.
كانت بتقول لي ده وهي بتضحك، على أساس أنهم خوافين وساذجين، مش واخدين على الأماكن الفاضية والمناطق الرايقة الحلوة، معندهاش فكرة أن كل أحاسيسهم كان ليها أسباب حقيقية مفزعة.
كنت زي العيل اللي بيخاف من الضلمة والوحوش اللي جوه الدولاب وتحت السرير، كل دقيقة في الليلة الأولى لوحدي كانت بتعدي كأنها ساعات، كل شوية ببص على الساعة، عمال أعلي في التليفزيون وأفتح مواقع من الموبايل في نفس الوقت، جه في بالي مليون حد ممكن أكلمه وأشوفه فين ونتقابل، بس كنت وصلت لمرحلة من الرعب خلتني مشلول عن الحركة خايف حتى أتحرك من مكاني..
مبقتش عارف إيه أرحم، أفضل صاحي وبتلفت حوالين نفسي ولا أستسلم للنوم وأشوف الكوابيس اللي بقيت مقتنع أنها مش مجرد كوابيس.... في الآخر استسلمت، مقدرتش أقاوم النوم، سبت النور والأجهزة مفتوحة...
شفت قدامي على بعد أمتار بحر أو نهر أو بحيرة، بعدها بلحظات عرفت أنها بحيرة ناصر، بس كان في واحد واقف على الشط مباشرة، شايف ضهره، قربت ووقفت جنبه وساعتها عرفت هو مين، ده كان "إكرام" إبن عمي اللي عايش في أمريكا!
مكنش حاسس بوجودي، كان متجمد في مكانه، نظره متثبت في الفراغ قدامه، عينه مفيهاش حياة.. "إكرام" بدأ يحرك رجله، يمشي خطوات بسيطة، لكن يمشي فين؟ هيروح فين؟ قدامه الميه، إيه اللي في دماغه؟
مشي كام خطوة بس قبل ما الميه تضطرب وتتحرك جامد، في حاجة جواها، حركة عنيفة، الحاجة اللي جواها خرجت من الميه وبقت واضحة، تماسيح، تماسيح كتير وراها تماسيح ووره التماسيح تماسيح، البحيرة جفت منها الميه وبقت كلها تماسيح!
زحفوا ناحية "إكرام"، فتحوا فكهم وجروه من جسمه....
-ده عشان التدنيس!
شفايف واضحة من غير وش، الشفافيف دي هي اللي همست جنب ودني وأنا بتفرج على المنظر البشع.
قمت من النوم وأنا بصرخ... التليفزيون كان مطفي وشاشة الموبايل مطفية برغم إني لا طفيت التليفزيون ولا قفلت اليوتيوب على الموبايل قبل ما أنام..
وسعت مني دي! الحلم ده، برغم إني مكنتش روحت ولا شفت بحيرة ناصر لكن أثبتلي أن ممكن كل اللي بمر بيه وهم وحالة نفسية عشان موضوع "إكرام" ، إيه اللي جاب إكرام مصر أساسًا وإيه اللي هيوديه بحيرة ناصر وإيه علاقته بالفيلا اللي أنا فيها؟ لكن الأجهزة، أنا متأكد أني كنت مشغلها والصوت اللي ندا على أختي قبل ما أظهر مباشرة؟ وأحاسيسهم السلبية بالمكان؟
......................
الحياة لازم تستمر، وأنا بالذات مينفعش أتهوس وأنشغل بالغموض بتاع البيت، وأنا رايح الشغل لازم أفصل، أشيل كل ما يتعلق بالبيت من دماغي ، أقفل عليه في صندوق وأدفنه وأبقى أرجعله بقى لما أرجع للبيت، أي رعشة في صوابعي أو سرحان ممكن توديني ورا الشمس...
شغلت موسيقى "أنطونيو فيفالدي" كالعادة وأنا في أوضة العمليات، مسكت المشرط وبدأت أرسم لوحتي الفنية على جسم الزبونة الممدة على السرير..
دخلت في المود المعتاد كأني طاير في السما، ذهني صافي، وفاصل عن الواقع بكل بشاعاته وضغوطه لحد ما كذه ممرض وممرضة دخلوا عليا، كانوا لابسين أبيض، اليونيفورم العادي، لكن رد فعلي مكنش عادي..
اتسمرت مكاني، سرحت فيهم، ماسك المشرط في إيدي ومش قادر أحركه أو أحرك جسمي، "كهنة أنوبيس"! بعدتهم وصناديقهم في الأوضة المقفولة، حسيت المشهد بيتكرر واالكلام والتفاصيل اللي كانت في الحلم مش قادرة تفارقني..
الحمد لله أن الحالة مستمرتش غير دقيقة تقريبًا، بعدها قدرت أخرج نفسي من المود ده وأكمل اللي كنت بعمله...
أول ما خرجت من أوضة العمليات وفتحت الموبايل لقيت رقم غريب بيتصل. رديت...
المتصل كان حد مكلمنيش ومسمعتش أخبار عنه من كتير "إكرام"...
"إكرام" عايش في أمريكا بقاله 10 سنين، كان بييجي مرة في السنة يقعد شهر ويرجع تاني لكن المرة دي منزلش بقاله فترة عشان الكورورنا والحظر والتهديدات من شغله هناك. أنا أقرب حد ليه في مصر، أقرب صاحب، لكن الدنيا بتسحلنا كتير عن بعض، وكل واحد بيتلهي في شغله وحياته..
لقيته بيبلغني أنه نازل مصر تاني يوم وعايزني أروح اجيبه من المطار وبعديها هيقعد معايا في البيت الشهرين اللي هيقعدهم في مصر.
كانت فرحة رهيبة مش عشان "إكرام" واحشني زي ما افتكر، لأ عشان مش هبقى لوحدي لمدة شهرين كاملين، وعبال ما المدة دي تفوت أكيد مخاوفي هتتبخر وهنسى الجو المشحون الغامض في الفيلا، هكون اتعالجت تمامًا من الوساوس.
مفتكرتش غير وأنا بستقبله في المطار وشايفه ماشي في اتجاهي الحلم! إزاي كده؟ إزاي أحلم بإكرام اللي مكنتش بفكر فيه تمامًا ولا بكلمه ولا عندي أخبار عنه وبعديها بيوم يكلمني وخلال يومين يبقى ف مصر وكمان يقرر يقعد معايا في نفس الفيلا، بقيت قلقان يكون في رابط ما، رابط غامض ما بين كلمة "التدنيس" اللي اتكررت في كذه حلم ووجوده معايا في نفس المكان اللي الأحلام والحاجات التانية حصلت فيه ، خصوصًا إني لما شوفته في الحلم الأخير، في حد وشوشوني وقال لي "ده عشان التدنيس"!
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333784
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189622
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181305
4الكاتبمدونة زينب حمدي169717
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130943
6الكاتبمدونة مني امين116766
7الكاتبمدونة سمير حماد 107712
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97828
9الكاتبمدونة مني العقدة94944
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91586

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

1220 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع