"جزيرة الدمى موجودة بالفعل أما تفاصيل القصة وراء الدمى قد تكون حقيقية وقد تكون مجرد أسطورة شعبية"
في اوائل القرن الماضي (العشرينيات) لما كانت الدنيا هادية ورومانسية والحركة مش سريعة والناس رايقة وتحديدًا ف يوم جميل مشرق كان في مركب صغير، المركب سرح على الميه الهادية بالقرب من ضفاف جزيرة مكسيكية، كان بيضم عيلة مستمتعة وأصوات ضحكهم عالي صداه واصل لكل ركن في الجزيرة، والبنت الصغيرة كانت أكتر واحدة متحمسة، الأب والأم اتشغلوا بالكلام والبنت حطت عروستها جنبها وانحنت تجيب زنبقة نهر (زهرة بتطفو على مية الأنهار).. البنت فجأة توازنها اختل ووقعت، الأب والأم انتبهوا لما سمعوا صوت الخبطة على الميه وطبعا الأب بسرعة نط من المركب عشان ينقذها غاص وغاص وطلع يتنفس وغاص تاني بس ملقاش أثر للبنت، النهر خدها...
ومن وقتها انتشرت إشاعة مرعبة بين السكان المحليين عن بنت صغيرة بتمشي بليل تدور على عروستها اللي سابتها على المركب!
على الجزيرة الصغيرة قرب النهر اللي غرقت فيه البنت كان في ساكن واحد عايش ف كوخ، الراجل ده ساب مراته وولاده والمدينة وشغله وجه عاش وحيد فيها... والسبب اللي خلاه يعمل كده متعلق بالبنت الغريقة دي الغريبة أن ده حصل بعد 30 سنة من غرق البنت!
ف يوم صافي وهادي ومشرق سنة 1950 "دون" كان في زيارة للجزيرة لأن قرايبه كانوا ساكنين بالقرب منها . وقف "دون" على ضفة النهر بيراقب الميه الساكنة الجميلة، عينيه فجأة ثبتت على بقعة معينة من الميه، طيف باهت لبنت صغيرة واقفة تحت الميه، فستانها أبيض وثابتة ووشها ملامحه هادية، في الأول إفتكرها ميتة بس لما قرب لقى عينيها مفتوحة ، كأنها بتبصله، عيون حية!
برغم المنظر المرعب إلا أنه نط ف محاولة لإنقاذ البنت لو كانت حية بس طلع بعروسة... مش بنت لحم ودم وعيون وفستان أبيض زي ما شافها، لما سأل السكان حكوله القصة ووصفوله نفس الفستان اللي شافه على البنت واللي ماتت بيه..
صاحبنا رجع بيته يومها..بس عمره ما رجع.. مبقاش نفس الشخص، في حاجة اتسللت جواه غيرته، لا بقى يضحك ولا يكلم حد إلا قليل ومبقاش عنده نفس للحياة وف يوم قرر يسيب حياته من غير أي إنذار ويعيش على الجزيرة قرب طيف البنت..
ف كل يوم كان بيلاقي عروسة ف نفس المكان في النهر، بيلاقيها ويعلقها على شجرة من الأشجار وأوقات كان بيروح الأماكن اللي فيها سكان ويدور في الزبالة عن عروسة أو أي بقايا منها ويعلقها لحد ما الجزيرة اتملت عرايس، كلهم متعلقين على رؤوس الأشجار والمراكب اللي بتعدي بتحس أن العرايس دي بتراقبهم وبتتابعهم!
ف 2001 لقوا "دون" ميت، جثته طافية على الميه ف نفس المكان اللي ماتت فيه البنت، إزاي مات، محدش يعرف لحد النهارده أما السكان القريبيين والمزارعين بيقسموا أن العرايس بتبصلهم بطريقة مقصودة وبيسمعوها بتتهامس...
الجزيرة دلوقتي إتحولت لمزار سياحي مئات السياح بيزوروها كل يوم، والمشترك ما بينهم أن كلهم بيدخلوا متحمسين جدا ويطلعوا مكتئبين، شعور غريب بعدم الراحة والكآبة بيتسلل ليهم وكمان بيحسوا أن العرايس بتراقبهم...ايه رأيكم تحبوا تزوروها؟
ملحوظة: طبعًا قصة الطيف اللي ساكن الجزيرة والقصص اللي كان بيرويها دون وسكان الجزيرة ممكن جدا متكونش صح، ممكن تبقى مثلا هلاوس جماعية وقصص بتتنقل، بس شكل الجزيرة وحقيقة ان دون عاش فيها أكتر من 50 سنة وأنه جمع العرايس ده واقع وأنها طبعا مزار سياحي والله أعلم....