أربعون سنة مضت منذ غزو البعثة الفضائية إياها على الأراضي المصرية فقد قرر ذوي الشأن في كوكب اكس بوكس طهرمس إرسال بعثة إلى حواري وشوارع مصر والاندماج وسط الجموع عن طريق تبديل جلودهم الفضائية الرمادي اللزجة اللميعة بجلود بشرية وملامح تنحة حتى يتمكنوا من دراسة الجانب البشري في هذه البقعة من الكرة الأرضية في هذا الزنقور من المجرة، وهكذا بات المصريون في ليلة من الليالي واستيقظوا ليجدوا أنفسهم يتعاملون مع فئة غريبة من البشر في المصالح الحكومية والمؤسسات العامة منها والخاصة وموظفي الشركات والسائقين وشؤون الطلبة وبياعي الكانتين والمارة واللي ممروش، وهذا ما يفسر الظواهر العجيبة واللغة غير المفهومة والحلقة المفقودة في الميساندرستاندينج وقلة المفهومية وعرقلة المصالح وصعوبة اخذ الحقوق بل ابسط الحقوق مثل حق السيارة في السير على مسارها المعتاد على الطريق دون التعرض لحادثة بسبب اختيار المارة عدم الاستجابة للكلاكس والمزمار والزغاريد التي تنشادهم النظر الى الطريق خلفهم وهم يمرون للناحية الأخرى، أو مطالبة البعض بعدم اختراق الصفوف في المصالح وعند الشراء وعدم فهمهم لطلبك والتعدي عليك لفظيا وجسديا بسبب جرأتك. لذا وبعد أن بلغتنا هذه المعلومات الخطيرة نلتزم بضبط الأعصاب والقيام بreset كل صباح عند الاستيقاظ وتذكرة أنفسنا أننا في الأغلب سنرتطم بهؤلاء الفضائيين على هيئة بشرية ويجب علينا تعلم كيفية التعامل معهم بكتالوج كرياتيف وبحبوح أوي حتى نخلق لغة مشتركة تسمح لنا بالحصول على أدنى الحقوق والتعايش دون الإنهيار والاضطرار لخبط دماغنا في اقرب حيطة.