آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. غرفة الدردشة

بسم الله الرحمن الرحيم

القصة مستوحاة من أحداث حقيقية

الحاجات اللي الواحد بيضطر لها لما يبقى بائس وزهقان.....

حاجات في الأوقات العادية، في أوقات الاتزان والاستقرار النفسي مش ممكن تيجي على باله، عشان كده على قد ما نقدر المفروض منحكمش على حد، منعرفش الأيام شايلالنا إيه....

أنا "مروان"، عندي 34 سنة بشتغل مهندس في شركة كبيرة، مالتي ناشونال، نقدر نقول مستوايا مش بطال، عايش في مكان كويس، في الشيخ زايد، القاهرة، أنا وحيد، وحيد جدًا، برغم إن حواليا صحبة كتير، عدد في الليمون، ملهمش 3 لازمة، معنديش حد قريب مني بجد، أبويا وأمي متوفيين وليا أخ وحيد أكبر مني، مش عايش في مصر، حاولت كتير أتواصل معاه بشكل منظم وفي أوقات قريبة من بعض لكني فشلت لإنه مكنش بنفس الحرص على التواصل، بنتكلم مرة مثلًا كل شهر، كنت عايش قصة حب دامت سنين وانتهت بخطوبة وبالخطوبة قصة الحب انتهت، كام شهر وفركش، بيتك بيتك، واضح إن كل اللي فات كان حمادة وساعة الجد حمادة تاني خالص، الناس جوهرهم بيبان في الاتفاقات والماديات، بعدها حاولت أرتبط كذه مرة لكني فشلت، يمكن العيب يكون مني!

الصحاب هم صحاب الشغل، بتوع خروجة وقعدة وضحكتين على نمتين على قعدة قهوة ودور دومينا لكن مفيش قرب حقيقي، مفيش صداقة....

.......................

الزحمة دي، الزحمة حواليا معندهمش فكرة باللي بدأت اعمله من إسبوع......

من يومين لقيت اتصالات من كام زميل وزميلة عشان الاحتفال ببداية السنة الجديدة في مكان من الأماكن المعروفة في الشيخ زايد، وافقت على مضض وأنا مش متحمس على الإطلاق لكن كنت عارف إني مش هخلص من الزن، النفاق الاجتماعي بقى، لا هم متمسكين بيا بجد ولا انا هموت وأخرج معاهم...

وخرجنا....

باين إني معاهم، بتكلم وباخد وبدي وبضحك، لكن الحقيقة إن بالي مشغول، أنا كنت في حته تانية خالص....

قبلها بإسبوع عملت حركة متهورة....

دخلت على غرفة من غرف الدردشة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، معرفش ليه عملت كده، الفضول يمكن، الرغبة في إني أجرب حاجة جديدة، فكرة إني بتعامل مع ناس غُرب بالنسبة لي تمامًا، يجوز...

الغرفة دي كان فيها أنا و3 تانيين....

إحنا 3 رجالة وواحدة ست، العامل المشترك ما بيننا غير إننا منعرفش بعض، إننا كلنا كنا حاسين بالإحراج الشديد ومش عايزين نتكلم، واضح إن الموضوع جديد علينا كلنا....

اللي ابتدت هي الست، وقالت:

-أنا مش واثقة أصلًا البتاع ده بيشتغل إزاي، لكن أديني بتكلم وخلاص ومعرفش رسالتي هتوصل للناس ولا لأ، أنا انضميت لغرفة الدردشة عشان.....عشان مش لاقية حد اتكلم معاه، مش هتقل عليكم بهمومي ومش لازم أقعد أندب حالي، أنا محتاجة بس أحس إني مش لوحدي، وشايفة إننا ممكن نحط شوية قواعد تريحنا كلنا، إيه رأيكم؟

واحد رد عليها:

-إيه هي القواعد؟

وقتها البنت بعتت رسالة صوتية وقالت:

-الحمد لله، مش لوحدي في المحادثة، في بشر تانيين....القواعد بسيطة، مش هنذكر اسمائنا ولا سننا ولا شغلانتنا ولا أي تفاصيل شخصية عننا، هنتحرر من الرسميات وهنتكلم بس في اللي عايزين نتكلم فيه، إيه رأيكم؟

فكرة حلوة مفيش كلام....ده اللي فكرت فيه، فجأة بعد ما كان عندي مجرد فضول وكنت حاسس بالملل بقيت بجد متحمس لغرفة الدردشة...

الشاب اللي رد عليها في الأول بعت بصوته:

-موافق.

واللي بعده بعت:

-موافق.

وأنا بعتت:

-موافق.

........................................

ومن وقتها ويومي بقى مختلف....

النمط اتكسر، الروتين اتغير، مبقتش كل يوم أصحى من بدري وأجري أخد دش وألبس وأحضر أكل أخده معايا الشغل وأروح اشتغل من أول النهار لحد ما الشمس تغيب وبعدين أخرج أجري على العربية وأسوق للبيت وأتحرك بسرعة عشان ألحق أحضر نفسي لليوم التاني، لأ....بقى في كذه فقرة في اليوم بتخليه محتمل، فقرة الدردشة....

 في أول كام يوم كنا بنتكلم في أي حاجة، الحاجات البسيطة، اهتماماتنا، هواياتنا، المسلسلات اللي بنحبها ولا الأفلام الوثائقية، الأماكن اللي بنحب نزورها ونسافر ليها، الأكلات اللي بنفضلها، أذواقنا في اللبس والألوان، وحاجات كتير زي كده، لحد ما في يوم لقينا البنت بتبعت الرسالة دي...

"حد فيكم حس إنه محبوس، مش سجن عادي وقضبان، محبوس جوه ظروفه، جوه نفسه، جوه جسمه، عاجز، نفسه يتحرر، هو اللي يختار قدره ويختار حياته، يختار بيته وعيلته والصحبة حواليه"

لأول مرة كنت أركز في نبرتها، دي مش ست كبيرة، دي بنت، كبيرها 20 سنة، يمكن أصغر، برغم يعني المفروض كنت أركز أكتر على محتوى الكلام الغريب، المختلف عن كل الكلام اللي كان قبل كده.....

كلنا فضلنا ساكتين حبه، أكيد باقي الشباب موقفهم كان زيي، مش عارفين إيه الرد المناسب على الكلام ده، لدرجة إني حسيت بالإحراج بالنيابة عنها...وأخيرًا واحد تاني رد:

"ياريت....ياريت الواحد كان يقدر يتحكم في ظروفه، ياريته يسيب حياته كلها من غير مقدمات ولا شرح ويمشي ويبدأ من جديد، من المكان اللي عايزه ومع الناس اللي يختارهم، لكني برضه محبوس"

برضه الشاب ده مجرد شاب صغير، أكيد مكملش ال25، إيه ده هو أنا أكبر واحد في الدردشة، أنا البالغ الرشيد هنا؟

التالت كمان شارك وقال:

"طبيعي يا جماعة، حالكم يختلف في إيه عن باقي البشر، في حد يعني إختار أبوه وأمه ولا بلده ولا بيته ولا اخواته وقرايبه ولا الحي اللي عاش فيه، مش معناه إننا محبوسين، إيه السوداوية دي؟"

الشاب التاني رد:

"إحساس الحبس بيجيلك لما تبقى كاره الحياة دي، الحياة المفروضة عليك، مش متعايش معاها، مش قابل أي عنصر فيها بما فيهم الأشخاص القريبين منك"

معلقتش، مشاركتش في المناقشة دي لحد آخرها، برغم إني كنت فاهم هم بيتكلموا عن إيه، فاهم كويس أوي، صحيح مش كل حياتي بؤس، في كتير من اللحظات السعيدة، لكن بشكل عام، في حالة رهيبة من الركود والملل والرغبة في التغيير....

..............................

-"أنا عارفة إننا اتفقنا منقولش أسمائنا ولا تفاصيل عننا بس نميز بعض إزاي؟ لو عايزين نوجه كلام لبعض نقول إيه"

دي كانت البنت، لقيت موبايلي بيتهز جنبي الصبح بدري، قمت مخضوض، بصيت فيه ولقيت رسالة من غرفة الدردشة، الساعة مجتش لسه 7 الصبح، قبل ما المنبه يرن بساعة، عيني كانت نص مغمضة وأنا ببص على الرسالة، قعدت ثواني عبال ما استوعبت إيه ده وبعدها عيني فتحت شوية شوية وعقلي ابتدى يترجم.....

صحيح، إحنا عندنا مشكلة في التواصل بسبب قلة الأسماء دي، لكن مينفعش نكشف عن اسمائنا الحقيقية، ده كان الاتفاق....

البنت كملت:

"إيه رأيكم نختار ألقاب أو أسماء مزيفة، كل واحد يختار له إسم، أنا هسميني لاميس، مستنياكم تقولولي اسمائكم المزيفة......"

ممسكتش تاني الموبايل غير لما روحت الشغل، معرفش ليه بس وصلت لمستوى أعلى من التحمس، كنت ببص للدردشة وأنا ببتسم ومنتهى الانشكاح، عجبتني فكرة الهويات المزيفة، إن يبقى ليا اسم من اختياري، ولأول مرة من يومين أشارك في الكلام....

بما إن هختارلي إسم يبقى أنقي بقى، حاجة كده فخامة وشياكة من زمن البشاوات:

="ألفي" إسمي "الفي".

واحد تاني رد علطول:

-وأنااااا ناجي.

التالت قال:

-رأفت.

وأخيرًا البنت ردت:

-وأنا زي ما قلتلكم "لاميس".

ومن هنا غرفة الدردشة أخدت منحنى تاني خالص....زي ما يكون الحدود ما بينا اتكسرت بعد ما قلنا اسمائنا حتى لو أسماء مستعارة، بقينا أقرب لبعض بكتير وبسرعة أوي، خلاص تخطيت فكرة إني أكبر واحد فيهم، وحسيت إني زي الأخ الكبير، صحيح محدش قال سنه لكن واضح جدًا من أصواتهم وأساليبهم.

وده اللي خلاني سرحان، وفي عالم التاني ليلة راس السنة، حواليا مكنوش بس زمايلي، كان في زحمة رهيبة، ناس كتير متجمعة في الصقيع عشان يحتفلوا ببداية السنة، بالبدايات الجديدة، والاحتمالات الكتيرة المبشرة لمستقبلهم، والقرارت اللي بيقولوا إنهم هياخدوها عشان يغيروا حياتهم للأفضل، الحاجات اللي ناويين يعملوها في القائمة بتاعتهم والحاجات اللي ناويين يشطبوها، وكلنا عارفين، أنا وأنت وهو وهي والكل إن ده كله أي كلام، ولا حاجة من دي بتحصل، هي بس بتبقى روح أول ليلة ف السنة الجديدة، وأنا وفي وسط الأجواء المبهجة دي كنت معاهم...مع أعضاء غرفة الدردشة، بالي معاهم، مع مجموعة الغُرب اللي مديين أسماء مزيفة لبعض لكنهم بيفتحوا قلوبهم على الآخر وبيفرشوا أسرارهم وكل أفكارهم اللي ممكن تبقى مرفوضة في الأحوال العادية، وده عشان كل واحد فينا متداري ورا الستار وبيتكلم من غير ما يبقى مرئي...

ويفوت شهر والوضع بيزيد وتعلقنا ببعض أو بمعنى اصح بغرفة الدردشة بيكبر، مكنتش متخيل إني ممكن أقول لحد عن مشاعري المعقدة المتضاربة تجاه أبويا، إزاي كنت بحبه وفي نفس الوقت كنت حاسس بمشاعر سلبية تجاهه، كنت مقدر المجهود اللي بيعمله عشاننا وكمية الصرف اللي صرفها علينا عشان نعيش كويس ونتعلم أحسن تعليم وفي نفس الوقت كنت بتمنى يزول، ميبقاش موجود، مكنش في سبب واضح للغل ده، حاجة مكنتش مفهومة، مش معروف مصدرها بس فهمتها بعدين، فهمت ليه برغم الاحترام والود اللي كان باين لينا ما بينه وبين أمي كان في جفاف، برودة عجيبة، ده عشان مكنش مبطل يخونها ويعمل لها فضايح، حتى قرايبها الستات مسلموش منه، وسمعتنا كانت في الطين بسببه، ولما مات....حسيت بوجع رهيب، أول فرصة كنت فيها لوحدي في البيت خرجت مني صرخة رجت البيت وأنا ماسك بطني اللي بتوجعني من الحزن، وكإني أنا المسؤول عن موته عشان كتير كنت بتمنى يمشي بأي طريقة....أنا حتى لو كنت اتعرضت على دكتور نفسي مكنتش هفضفض ، لا يمكن الباب ده كان يتفتح....

والمبهر إن محدش حكم عليا، محدش منهم قال لي إيه الإجرام والجحود ده، بالعكس كانوا بيدعموني وبيطبطوا عليا بكلامهم....

كان واضح جدًا إن في قصة بتتولد ما بين رأفت ولاميس، الكيميا ما بينهم واضحة والمغازلات اللي من تحت لتحت وراحتهم في الكلام مع بعض اكتر من أي حد فينا....

................................

في يوم لقيت ناجي بيبعت:

-"هو فيها حاجة لو اتعرفنا أكتر على بعض، نقول مثلًا أعمارنا الحقيقية، إنتوا فعلًا بقيتوا أقرب ناس ليا ونفسي أتعرف أكتر عليكم"

معرفش....اتوترت! بعد ما سمعت رسالته اتوترت، أكتر ميزة في الصحبة بتاعتنا هو معلوماتنا الشخصية القليلة عن بعض، صحيح عارفين اللي محدش يعرفه، لكن بيانات شخصية لأ، ليه؟ ليه عايزين يبوظوا علاقتنا المثالية؟

-لا مفيهاش، وانا هبدأ، أنا عندي 20 سنة، في سنة تالتة في آداب روسي والصيف اللي جي هدرس ترجمة فورية في الجامعة الأمريكية عشان ده اللي عايز أعمله في حياتي...

كمان؟!....ده كان رأفت، مش بس قال سنه ده قال شوية معلومات عنه...

و"لاميس" انطلقت:

-أنا عندي 17 سنة، في ثانوية عامة، لسه مش عارفة هعمل إيه في حياتي، بس أنا طويلة وشعري بني فاتح وعيوني زرقة وهبقى مميزة، ده كل اللي أعرفه!

وأنا باظ يطير! ما هي زيطة بقى، أي حد عايز يقول حاجة يقولها، هو حد شايف حد؟ ممكن أبقى أي حاجة، وابقى توأم براد بيت كمان!

و"ناجي" هو كمان أدلى بدلوه:

-وأنا ناجي زي ما انتوا عارفين وعندي 25 سنة وبشتغل في محل للفراخ المقلية، أنا اللي باخد طلبات الناس وبقدم لهم الأكل.

سكتت، مرضتش أقول حاجة، مش مطلوب مني، واللي بيحصل ضد القواعد....بس ده كان في الأول، هم ال3 فضلوا يزنوا عليا لحد ما قلت:

=مهندس!

"لاميس" قالت:

-بس كده!

=تعريف وافي وكافي،....أنا أكبر منكم كلكم، عندي 34...

............................

ويفوت شهر كمان ونقرب من بعض أكتر لحد ما وصلنا لمرحلة الإدمان، أنا بقيت أعتذر لكل الناس عن أي مقابلات أو خروجات محتملة، بتحجج بأي حاجة عشان متفوتنيش أي محادثات في غرفة الدردشة، بخلص شغلي وبجري أروح، لا بستنى حد ولا باخد وادي مع حد، ولا بقيت أحرص على التواصل مع اخويا زي قبل كده ولا مستني منه اتصال، هم بقوا حياتي كلها، "ناجي" و"رأفت" و"لاميس"....

...................

في يوم اتفاجأت برسالة خاصة من "ناجي"، بيكلمني على الخاص، دي أول مرة تحصل....

نص الرسالة كان:

-ألفي أنا في حاجة لازم أقولهالك.

رديت عليه:

=مالك يا "ناجي" أنت كويس؟ ليه مش بتتكلم على غرفة الدردشة؟

-مش هينفع....هو....أنا ممكن أشوفك؟

الله، الله، الله، إيه يشوفني دي؟؟ كإنه رمى قنبلة في وشي، كده مينفعش، كده إحنا بنهد غرفة الدردشة والأساسات اللي مبنية عليها.

-أنا عارف إنه طلب غريب، بس لو مكنش ضروري مكنتش طلبت منك.

=يا "ناجي" أنت زي أخويا الصغير وغالي جدًا عليا، زي الباقي، كلكوا اخواتي، لكن...

-عارف، إحنا بنشيل الأقنعة وبنكشف نفسنا، وبنبوظ الدنيا، لكن أنا حقيقي محتاج أشوفك وأتكلم معاك.

=أنت طلبت منهم برضه تشوفهم؟

-لأ، أنا بثق فيك أنت.

مردتش عليه، مكنتش عارف أعمل إيه، أعمل عبيط وأخذله وأديله ضهري ولا أقابله وأشيل الستار وأنهي العرض، مهو بعدها مش هيبقى في غرفة دردشة....

ولقيتني تاني يوم برد:

=عايزنا نتقابل فين وإمتى؟

-في المحل اللي بشتغل فيه، مطعم الفراخ المقلية، صاحب المحل بيثق فيا وبيسيبني أقفل المكان، المطعم بيقفل على 10، تجيلي 9 ونص بكره؟

=تمام، بس يا "ناجي" أنت مدرك اللي هيحصل بعد كده؟

-مش هيبقى في غرفة دردشة، مش هتقدر تاني تتكلم براحتك عشان هنبقى كسرنا الحاجز وشوفنا بعض، صدقني الموضوع يستحق المجازفة.

لأول مرة أخاف منه...من "ناجي"، ليه وافقت؟ إيش ضمنني بنيته؟ مش يمكن ده كمين ويكون ناويلي على شر ومن البداية دخل غرفة الدردشة عشان يجر أول مغفل هيستجيب ليه، اللي هو أنا؟

لكني وبرغم الشكوك اللي بتنهش فيا، اتوجهت للعنوان اللي قال لي عليه وفي المعاد....

وقفت قدام المطعم، برتجف، مش متطمن، مش متطمن أبدًا، في إحساس تقيل عليا، في حاجة غلط...

دخلت وأنا بتلفت حواليا، قعدت على طرابيزة ولسه كنت عمال أبص في كل الاتجاهات زي المتدروش.

بعدها ركزت على كل العاملين اللي بياخدوا الطلبات من الناس، قدرت بعد دقايق أصغر اللستة، لستة اللي شاكك إنهم ناجي وده وفقًا لسنهم التقريبي، ووصلت ل3.....

في واحد من العاملين طلع بره المحل ودخل تاني بسرعة، راقبته وأخدت بالي إنه علق يافطة على الباب، الساعة كانت داخلة على 10 إلا تلت وده كان غالبًا تنويه إن المحل مش هيستقبل زباين تانيين....

لقيت شاب قرب على طرابيزتي وهو بيبتسم وبيقول:

-طلباتك.

ابتسامته كانت خفيفة ومجهدة، عينه مركزة عليا، وسنه....يدي 25، هو ده، هو ناجي...

قلت:

=ناجي؟

عامل تاني جه وبلطف بعد العامل اللي قدامي وقال له:

-روح أنت، أنا هاخد الطلبية دي.

-إزيك يا ألفي!

لساني اتعقد، مقدرتش حتى أرد السلام....فجأة أدركت إن الزحمة حواليا خفت، المطعم مش متبقي فيه إلا كام زبون....

قلت كلمة واحدة بنبرة مرتعشة:

=عرفتني؟

-أيوه ما أنت قلتلي هتلبس إيه.

ضحكت بتوتر وقلت:

=اه صحيح.

-الزباين دول يمشوا وهبقى معاك، تحب أجيبلك حاجة؟

هزيت راسي يمين وشمال.

التوتر كان بيزيد كل دقيقة، أعصابي مبقتش مستحملة، حاسس إن اللي بيحصل ده غلط.

بسرعة كده قدرت أميز اللي قاعدين لسه في المطعم، 3 طرابيزات، شابين قاعدين مع بعض على طرابيزة صوتهم عالي وبيشتموا في وسط كلامهم شتايم جريئة، وواضح كده إنهم لبط وبتوع مشاكل، وفي ست في الستينات قاعدة لوحدها على طرابيزة تانية، سرحانة، كل شوية تمد إيدها على طرحتها وتعدل فيها أو تحسس على وشها، وراجل قاعد لوحده على طرابيزة تالتة باين عليه في الخمسينات، مليان حبتين ولابس جاكيت منفوخ ونضارة، في حاله ومستني طلبه.....

الست مقعدتش كتير، كانت مستنية الشيك، جالها ودفعت ومشيت، الراجل أكله جه، قام واختفى، باين راح الحمام ورجع، خلص أكله واتكل على الله، أما الشباب فكانوا لازقين بغرا، خلصوا أكلهم وأخدوا كمان مشاريب وفضلوا قاعدين، بصوتهم العالي وكلامهم الزفر، كل شوية "ناجي" كان يعدي من قدامهم أو يروح يسألهم إذا كانوا عايزين طلبات تانية، اللي هو بيطردهم بالذوق، لكن البُعدا مبيحسوش، وواضح إنه كان نبيه كفاية عشان يميز إنه مينفعش يبقى صريح معاهم أو يطلب منهم بأي شكل يمشوا لأنهم عيال بتوع مشاكل، أنا بدأت أنعس، النوم حل عليا بشكل مش طبيعي، عيني بقت تغفل وكل شوية أفتحها، لحد ما أخيرًا العيال حسوا على دمهم ومشيوا، الساعة كانت عدت 10، متأخر أوي، أصل المسافة ما بين المكان وبيتي كبيرة وإحنا في عز الشتا، الجو تلج وكئيب وموحش....

"ناجي" قعد قدامي، كان باين عليه منهك، اعتذر عن التأخير، وبعدين قال:

-ناكل الأول، لازم تاكل حاجة على حسابي.

=بقولك إيه، أكل إيه اللي هتجيبه، كفاية كده، قول لي جبتني ليه؟

-طيب على الأقل نشرب، هوم أجيب الميلك شيك، هو جاهز.

وقام ورجع بعد دقيقتين، مد إيده ليا بالميلك شيك وابتدى يشرب بتاعه.

رفعته وأنا ببتسم وقلت:

=شكرًا.

-العفو، كده كده مش متكلف حاجة، ده هدية....

=تمام يا ناجي، خير، أنا هفضل أندهلك بناجي مش كده، مفيش داعي نقول أسمائنا الحقيقية.

-أنا ناجي فعلًا، ده اسمي، وبشتغل في محل للفراخ المقلية زي ما أنت شايف، مضحكتش عليكم في حاجة، لكن....أنت لازم تعرف يا "ألفي".

كنت مركز، مركز معاه أوي، عيني مش بتنزل من عليه، بس...."ناجي" بقى في شكل هندسي، مثلث! والمثلث بقى جواه مثلث تاني، وتالت، والمثلثات اتحركت، لفت واتشقلبت والأرض مشيت من تحتي، وفضلت تتحرك وتتحرك كإنها سلم متحرك وبعدين....ضلمة....

............................

صداع رهيب! فتحت عيني بالعافية، ومش كلها، مش عارف أفتحها كما يجب، الرؤية مشوشة ودماغي تقيلة، قدرت أميز حاجة على الأرض، مش واثق هي إيه، ولا أنا متهيألي ودي مجرد جزء من الأرضية؟

سامع صدى أصوات، دوشة، بس محجوبة بشكل كبير، ودني مش سامعة كويس كإني جوه مايه، وأخيرًا فتحت، عيني بقت شايفة بوضوح، واللي كان مرمي على الأرض جثة! أنا فين؟

قاعد على كرسي وقدامي طرابيزة، إمتى جيت هنا وليه؟

أيوه، افتكرت، جيت عشان "ناجي" طلب إنه يشوفني وده المحل اللي بيشتغل فيه، "ناجي"؟ يا خبر، "ناجي" هو اللي على الأرض.

زحفت ناحيته، فعلًا كان جثة، نفسه مقطوع ووشه شاحب، والدوشة، دول الناس المتجمعين بره المحل، اللي شافوه من خلال الإزاز وكانوا عايزين يفهموا في إيه، ولسه مكنوش عارفين يدخلوا، باب المطعم اتكسر والأفواج دخلت تجري، بصتلهم بذعر، طبيعي، أنا بس اللي موجود مع "ناجي" يبقى مين اللي مسؤول عن موته؟ هو صحيح مات إزاي؟

وفعلًا الناس بعد ما حاولت تفوقه واكتشفوا إنه ميت، بصولي كلهم مرة واحدة، سنانهم بدأت تجز في بعضها وعنيهم كانت هتاكلني، زحفت لورا وأنا بخبي وشي وبقول:

=أااا...نا معملتش...

وقبل ما أخلص الجملة سمعت سرينة عربية الشرطة بره المحل، ولقيت عساكر وظباط داخلين...

أخدوني وروحت القسم....

قلتلهم كل اللي حصل، إني دوخت ومدرتش بالدنيا وتاني يوم صحيت بدري ولقيت "ناجي" بالشكل ده، المفاجأة إنهم صدقوني لإن اتعمل لي تحاليل وطلع إني في مخدر في جسمي! أنا اتخدرت و"ناجي" اتسمم، "ناجي" اتقتل!

-إيه علاقتك ب"ناجي"؟

الصوت بعيد ومشوش، لسه دماغي مش مظبوطة، المرة دي مش من التخدير، من الصدمة...

ده كان ظابط التحقيق...جاوبته بكل اللي أعرفه، قلتله على غرفة الدردشة وإن كل محادثتنا قبل كده كانت لطيفة جدًا، وإن "ناجي" كان مصر يشوفني عشان يقول لي على حاجة قبل ما يموت، وأنا ملحقتش أعرفها......

.................................

-"ناجي" و "ألفي" فين، مختفيين ليه من غرفة الدردشة؟

دي "لاميس" بعتت رسالة صوتية، سمعتها ومكنتش عارف أرد، هقول لهم إيه...

بعد ما اتمالكت نفسي رديت:

=أنا عندي أخبار مش كويسة، "ناجي" مات.

صمت....الاتنين سكتوا، كإنهم مش مستوعبين الخبر...أخيرًا "رأفت" رد:

-إزاي؟

=لسه الشرطة بتحقق.

وقتها حصلت حاجة مش متوقعة، لقيت رسالة خاصة وكانت من "رأفت"!

قال لي فيها:

-ليكون المترصد هو اللي قتله؟

المترصد؟! مترصد إيه؟؟؟

رديت عليه:

=مين المترصد؟

-"ناجي" حكالي إنه كان حاسس إنه متراقب، في حد بيترصد له وكان خايف أوي، أنا بصراحة كنت فاكر إنه بيتهيأله، عنده نوع من الوسواس القهري وإن الشخصية دي اخترعها ومش حقيقية.

تلقائيًا رجعت لليلتها، ليلة ما قابلت "ناجي"، خاصة النص ساعة الأخيرة، قبل ما يقعد معايا....

3 طرابيزات، شابين قاعدين مع بعض على طرابيزة صوتهم عالي وبيشتموا في وسط كلامهم شتايم جريئة، وواضح إنهم بتوع مشاكل، ست في الستينات قاعدة لوحدها على طرابيزة تانية، سرحانة، كل شوية تمد إيدها على طرحتها وتعدل فيها أو تحسس على وشها، راجل قاعد لوحده على طرابيزة تالتة لابس جاكيت منفوخ ونضارة، في حاله ومستني طلبه.....

لأ استنى، إرجع تاني كده، بالراحة يا "مروان"، ركز....

الشابين، عيال مكملوش ال15 سنة، واحد منهم عنده جرح على حاجبه، أكيد بسبب خناقة، تصرفاته وهيئته توحي بكده، التاني مش مظبوط! طريقة كلامه، إسلوبه، بيتكلم بسرعة مبالغ فيها، وحركة جسمه وضحكته هستيرية، متعاطى حاجة!

الطرابيزة التانية ست سرحانه، عنيها شاردة، باين عليها الصدمة والتوهة، حركتها غريبة، كل شوية تمد إيدها على طرحتها وتعدل فيها أو تحسس على وشها، مش متزنة، أبدًا....

الطرابيزة التالتة، راجل قاعد لوحده، لابس نضارة، هادي، هادي بزيادة، ما طبيعي قاعد لوحده، هيتكلم مع مين؟ لكن لأ، مش الهدوء ده، المود العام، كإن نمطه ممل، حياته راكدة، واضح إنه متعود ياكل لوحده، ملامحه وتعبيراته جامدة، تحسه زهقان وهو نفسه ممل....

لو قصة المترصد حقيقية يا ترى مين في دول؟ مين فيهم المترصد؟ ولا حد غيرهم، حد مكنتش أنا شايفه؟

وليه، ليه أنا المشروب بتاعي كان فيه مخدر وليه بتاع "ناجي" كان فيه سم؟

ثانية واحدة، هي كانت صدفة؟ ده سيناريو مرعب! يعني القاتل مكنش فارق معاه مين فينا يموت، ولو كنت أنا اللي أخدت الميلك شيك بتاع "ناجي" كان زمان الأدوار متبدلة، وهو اللي بيدور مكاني على الحقيقة....ولا متكونش صدفة، وده برضه سيناريو مرعب، القاتل كان عارف بالظبط مين فينا هياخد أنهي مشروب وكان مستهدف "ناجي"، لكن إزاي عرف مين هياخد أنهي كوباية وإزاي قدر يحط المواد في المشاريب؟ ثواني...

ارجع تاني كده يا "مروان"، "ناجي" بيمد إيده بالميلك شيك، بشكره وبيرد عليا:

-العفو، كده كده مش متكلف حاجة، ده هدية....

هدية، هدية! الميلك شيك حد ادهوله، ومش أي حد، ده حد يعرفه كويس، عشان أكيد كل ميلك شيك كان بنكهة وهو عارف ذوق "ناجي"، عارف هيختار أنهي واحد، مش صدفة أبدًا!

جميل، وبعد اللي وصلتله ده، أنا برضه موصلتش لحاجة، مين قتله وإيه علاقة القتل باللي كان هيقولهولي ليلتها وليه القاتل كان عايز يخلص مني برضه بإنه يدبسني في الجريمة؟

...................................

فات كام يوم، محصلش فيهم حاجة جديدة، لحد ما في يوم لقيت رسالة مبعوتالي، الرسالة كانت من "لاميس"، على الخاص!

لقيتها بتسألني إذا كان "ناجي" اتكلم معايا قبل ما يموت.....

الله!

ليه بتتكلم معايا على الخاص؟ ليه مش في غرفة الدردشة؟؟

قلتلها:

=لأ، هو اتكلم معاكي؟

-اه!

=قال لك إيه؟ كان بيكلمك في رسايل خاصة؟

-أيوه...

="رأفت" بيقول إنه حكاله عن حد بيترصدله.

-لأ، مفيش حد كان بيترصدله، "ناجي" كان عنده مشاكل كتير.....

نص كلامها سمعته والنص التاني ولا كإن، سرحت، مسمعتهاش، مسمعتش غير صوت الأفكار اللي في دماغي، هو "ناجي" كان بيتكلم معانا احنا التلاتة على الخاص؟!

إزاي يبعتلي ويقول إنه عايز يشوفني ويتكلم معايا عشان بيثق فيا أنا وبس، ويطلع بيكلم الاتنين التانيين في محادثات شخصية؟

رجعت فتحت الرسالة الصوتية بتاعة "لاميس" تاني، كانت بتقول فيها:

-"ناجي" كان عنده مشاكل كتير، وراه التزامات وديون بتاعة أهله، والمؤجر كان بيهددهم يطردهم من البيت وكان عايز يجمع فلوس بأي طريقة، أنا....كنت بدأت أقلق من تفكيره وحذرته من إنه يمشي في أي سكة بطالة...

=لاميس، أنا في دوامة، مش فاهم حاجة، حرفيًا الأرض بتجري من تحتي وحاسس دماغي هتنفجر، معنى اللي بتقوليه إن "ناجي" كان بيلعب بينا إحنا التلاتة، بس إيه هي اللعبة، مش فاهمها! ومعنى كلامك برضه إنه كان ناويلي أنا على شر، كان قصده مثلًا يأذيني؟ عشان كده طلب يقابلني؟ كان متفق مع حد يعملوا فيا حاجة وبعدين اللي متفق معاهم غيروا رأيهم وقتلوه؟ طب ليه؟ ليه كانوا هيقتلوني وليه شريكه ولا شركائه غيروا رأيهم؟ كانوا ناويين يسرقوني؟ وبعدين اختلفوا وقرروا يغدروا بيه؟

لاميس مردتش عليا! سمعت الرسالة ومردتش...

أول مرة أتحط في موقف زي ده، حاسس بالخطر وأنا مش عارف مصدره، مش قادر أشاور على الجاني، ومش مآمن حتى أغوص في النوم، ح

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350542
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205161
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190264
4الكاتبمدونة زينب حمدي176683
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138485
6الكاتبمدونة مني امين118844
7الكاتبمدونة سمير حماد 112690
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103885
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101248
10الكاتبمدونة مني العقدة98580

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

565 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع