-جميل يا عميل "جعيدي" دلوقتي أنا هعد عكسيًا من 1000 ل 0 وعند الصفر هتفوق وتشعشع وبعدين هتخرج من الغرفة تندهلي العميل "مهيطل التعلب" اللي هتلاقيه لازق في الباب بيتنصت على جلستنا...
1000..999..998..997...............................0!
فتح "جعيدي" عينيه فزعًا وهو لا يتذكر إطلاقًا ما حدث حينما كان غائبًا، ما تذكر غير وجوب إستدعاء "مهيطل" الواقف خارجًا وأذنه ملتصقه بالباب حيث حان دوره للفحص النفسي...
-منال إكس فايلز عايزاك.
-وأنا مستعد.
دخل "مهيطل" واضعًا يديه في جيبه بمنتهى التناكة والثقة والتحفز.
-جاهز يا عميل "مهيطل"؟
-"مهيطل التعلب" ميتسألش السؤال ده، "مهيطل التعلب" ميتسألش.
-مدد على الشيزلونج يلا.
تمدد "مهيطل" ووضع يديه فوق صدره ونظر إلى السقف بمنتهى الثبات اللي في الدنيا.
-ايه الأضرار النفساوية اللي صابتك من اللي شفته من ملفات الملفات السرية أوي؟
-الضرر النفسي الحقيقي هو من إنكاركم وجحودكم.
-يا ريت التوضيح، أنا بس كمعالجة نفسية مسموحلي بالغموض.
قام "مهيطل" منتفضًا وإقترب من طاولة المكتب و"منال" جالسه خلفه ثم ضرب بكفيه على الطاولة بأقصى قوة وهو يصرخ:
-جحودكم بالحقايق، بالحكاوي بتاعتي ورؤيتي، بالمخلوقات اللي شفتها زمان وأنا صغير لما كنت بحلم أبقى كبير...
ضرب مرة أخرى على الطاولة وقد برزت عروق رقبته
-أنا بقولكم شفت مخلوقات فضائية على سفن فضائية كانت بتجري على الأسفلت بسرعة خطيرة وعملت search على "المخلوقات ويب" لقيت شواهد كتير ومشاهدات على مر الزمان والمكان للفضائيين، وأنتوا لسه جاحدين مش مصدقين، عااااا.
دخل "جعيدي" في الوقت المناسب وتوجه إلى "مهيطل" الخارج عن السيطرة ولف ذراعه حول صدره وأخذ يشده إلى خارج الغرفة والآخر يقاوم ويواصل الصريخ:
-أنا هثبتلكم أن الأطباق الطايرة والزومبيز والنداهه وأمنا الغولة والمستذئب وحرامي الحلة حقيقيين ويانا يانتم.
****************
وأخيرًا ساعات العمل قد إنتهت وكانت قد بدت أنها أبدية، يااااااه، سوف يعود "جعيدي" أخيرًا إلى منزله ويملأ البانيو بالمياه ويرش عليها الملح سبع مرات بالإضافة إلى الbubbles ويدع جسده المنهك يسترخي ويغرق وينفض عنه كل الأوساخ وعن عقله ضوضاء وإزدحام اليوم ثم يسلم للنوم الهانيء الجميل على الفرش الناعم الجميل أوي.
أغلق باب شقته في عجل وجرى نحو الحمام، ملأ حوض الإستحمام بالمياه وقام بالغطس...
كان وجهه مغطى بالكامل بالمياه، عيناه متفتحتان والفقاعات الصغيرة تخرج من أنفه إلى السطح مثل أجدعها أفلام إثارة حيث ينم هذا عن عمق شديد، عندما سمع رنين هاتفه المحمول.
أخرج رأسه على الفور وطرطش المياه في كل إتجاه ومد يده وجلب الهاتف ورد:
-هنا العميل "جعيدي" ، تكلم.
-"جعيدي" إحنا محتاجينك ترجع مبنى الملفات السرية أوي، في شوية مهمات وأعمال مكتبية لازم تخلصها.
-لأ يا "مهيطل" مش هينفع ساعات العمل خلصت وأنا مش مجبر أرجع.
-"جعيدي" أنت عايز تسحب الثقة بعد ما كسبتها بالعافية ودخلت ف قلبي من عنق الزجاجة؟
-ما هو أصل أنا عندي حالة وفاة.
-وفاة ايه يا "جعيدي" في الbubble bath اللي انت قاعد فيه ده وجسمك اللي نفش زي الفايش بعد ما يتسقط في الشاي ..
توجس "جعيدي" ونظر يمينًا ويسارًا وفي كل الإتجاهات في هلع ثم قال بصوت خافت:
-أنت بتراقبني يا "مهيطل" ، زارع لي مايكرو كاميرات في الشقة ولا بتبصلي من منظار ف المبنى الملاصق؟
-ولا ده ولا دوكها ، كنت كاتب ملاحظة على مكتبك البسيط الغلبان الصغير ، مكتوب فيها "متنساش تدلع نفسك، تمتع بقليل من الملح والفقاقيع في حوض الإستحمام المنيع".
-بس أنا مش عايز أجي، حاسس أني سخن وجسمي بيتنفض، شكلي داخل على دور برد.
-عدة الإسعافات الأولية في الحمام عندنا فيها كمادات ياباني بلاستيكية.
-بس أنا حاسس أن عيوني ملتهبة.
-عدة الإسعافات فيها قطن تقدر تعمل كمادات ساقعة وعندنا قطرات فيها كورتيزون.
-بس...اه...حاسس أن معدتي واجعاني وشاكلي عندي تسمم أو نازلة معوية.
-عدة الإسعافات فيها حقن منع قيء ومطهرات للمعدة ومحاليل عشان لو جالك جفاف، وفيه في الميني تلاجة شيبسي وكاراتيه وبقلظ واللبان السحري ومصاصات بتلون البوق وشوكلاتات كوفرتينا.
تدلت رأس "جعيدي" في إحباط حيث نفذت كل الأعذار. ضغط على زر الإغلاق وقام من الحوض متوجهًا إلى غرفته إستعدادًا لإرتداء ملابسه والتوجه مرة أخرى إلى مقر العمل.
تجاوزت الساعة السادسة مساءً وإختفت الشمس عن الوجود مخلفة ظلام مقبض ونسمة برد خريفية خفيفة منعشة.
إقترب "جعيدي" من مبنى الملفات السرية أوي وكالعادة ترجل من التاكسي قبل الوصول ببضعة شوارع حيث كان محرم على كل من يعمل بالمبنى أن يصل إليه بأي وسيلة مواصلات غريبة بإستثناء سيارة البيجوت التابعة للمؤسسة لزوم المحافظة على سرية الملفات السرية أوي.
سار في الشوارع وحده، كانت الأجواء هادئة بشكل مبالغ فيه، السماء مظلمة والنجوم مختفية ولا يوجد مارة، ولا حتى كلاب أو قطط ، لا يوجد سوى صوت البوم الذي أخفق في تحديد موقعه.. ثم عدى بجانب ذلك البيت المهجور القريب من مبنى الملفات السرية ولمح حركة خفيفة من بين القضبان الخشبية. وما لبث مصدر الصوت أن خرج فاردًا جناحيه ليتضح أنه خفاش! طار سريعًا لكنه لم يبتعد كثيرًأ عن البيت وعاد اليه في سرعة ثم تشبث بالسقف ووقف مقلوبًا ولف جناحيه حوله وأغلق شرنقته وهو يرمي "جعيدي" الذي تحول إلى اللون الأزرق من شدة الرعب بنظرة نارية من عينيه الحمراء.....
"تو بي كونتينود"