إقترب "مهيطل" من "جعيدي" يحاول طمأنته لحين عودة الكهرباء للمصعد مرة أخرى وما زاد الطين بلة هو إنطلاق موسيقى "المال والبنون" المثبتة بجهاز تسجيل المصعد دون عودة الكهرباء ما أضفى شعورًا بالضياع والندم وقلة الحيلة. وأخيرًا عادت الكهرباء والنور والدنيا بقت مية فل وعشرة وتحرك المصعد إلى أسفل.
وصلت العربة المستحيلة "البيجوت" للمهمة المستحيلة. تسارعت دقات قلبيهما تحمسًا للأكشن القادم. توجه العميل "مهيطل" إلى مقعد القيادة فأوقفه العميل "جعيدي" قائلًا:
-أنت سوقت المرة اللي فاتت أنا عليا الدور.
-متأكد بعد الخضة، مش هفتان ودمك هربان؟
-لأ أنا تمام.
ركب الإثنان وإستعدا للإنطلاق لولا أن تذكر "جعيدي" أمرًا:
-دلوقتي أنا مش عارف أوصل للعنوان، أنت عارف السكة؟
-لأ، بس معانا الجي بي إس.
-طيب إفتح جوجل كده.
-جوجل ايه؟ مؤسسة الملفات السرية أوي موفرلنا خدمة جي بي إس خاصة بينا، إنت نسيت إننا قسم غاية في السرية والأهمية؟!
-تمام شغله.
أديرت الخدمة وصُدر صوتًا من جهاز المحمول.
"ما الوجهة المطلوبة؟"
-ايه ده يا مهيطل مش دي مدام منال إكس فايلز؟
-مظبوط، مدام منال متولية مهمة الجي بي إس.
-مفهوم، مفهوم.
"على بعد 300 متر هناك ملف لفه، إمشي طوالي مستقيم شوية كده لحد ما تلاقي شجرة وحيطه مكتوب عليها تحياتي لمن دمر حياتي .. ...على بعد 100 متر هناك صينية لفها مرتين، على بعد 350 متر هناك كشك الأرنب السعيد أركن عنده وإنزل هات 2 بيبسي سفن عبال ما أعرف هوديكم إزاي العنوان المقصود"
-تمام واادي كشك الأرنب السعيد.
ترجل "جعيدي" وأتى بالمشروبات+ 2 باكو لبان بطيخ+ 2 شمعدان.
جلس مستعدًا لتكملة القيادة في إنتظار عودة العميلة "منال إكس فايلز"
"إنطلقوا..."
إنطلق "جعيدي"
"على بعد 175 متر هناك منعطف خطير يسبب للعربيات تكسير، حود بعد 100 متر وعشرة، إدخل يمين ف يمين ف يمين، توقف واسأل انتوا فين.."
إلتزم "جعيدي" بالتعليمات وتوقف للسؤال عن موقعهم فأجابه أحد المارة فأخبر "منال إكس فايلز" فردت:
"تمااام باااس كده... على بعد 200 متر هناك ملاهي مليانا تلاهي، توقف عندها وحود شمال ف يمين ، على بعد 500 متر هناك قهوة "ليالي الحلم ليا" توقف لتستزيدوا بالشاي والإسبيرين.
-تمام يا عميل "منال" إستزدنا بالشاي والإسبيرين.
"هل تحركتم"
-نعم.
"على بعد 700 متر طوالي هناك محطة مترو إركنوا عندها وإنزلوا المحطة إركبوا المترو لو عايزين توصلوا"
إنقطع الإتصال وحاول العميلان معاودة الإتصال لكن بدلًا من أن ترد وجدوا البريد الصوتي "هنا العميلة منال إكس فايلز العاملة في مكتب شئون عملاء الملفات السرية أوي التابع لمؤسسة الملفات السرية أوي اللي المفروض منتكلمش فيها ولا عنها وهي مؤسسة تحاول حل المشاكل والقضايا المستعصية والحساسة والغامضة أوي وعملائها "مهيطل التعلب" و"جعيدي جماجم" و"عديل الجعجعوني" و"008" و "عفاف أنيس عبيد مع أرق التمنيات بمشاهدة ممتعة" و"هيثم" الملقب ب"عبد البارىء" وسوف تجدون عنوانها في رسالة الواطس الظاهرة لكل الخلق وتفاصيل أخرى لكافة العملاء والقضايا وعنواينهم في الفايس بتاعي. إذا كنتم تسمعون الرسالة دية معناها أني في اللانش بريك أو في الجيم أو بعمل الغدا أو بتخانق مع أخت جوزي إترك رسالة بعد الزمارة" .
أوقف "جعيدي" السيارة وترجل هو و"مهيطل" وجريا بسرعة نزولًا على السلالم ثم حركة سريعة في المحطة ذاتها. إشتريا التذاكر في همه وخفة ورشاقة ثم دخلا المترو بقوة الدفع حيث الناس شالوهم من الأرض شيل دون تحكم منهما.
وفي تلك الأجواء الصافية حيث إلتصق البشر ببعضهم في عربات المترو وإلتصق خد "مهيطل" بخد "جعيدي" ووجهيهما في زجاج عربة المترو وجدها "جعيدي" فرصة سانحة للفضفضة وخلق حديث آخر من أحاديث العملاء أثناء المهمات في إنتظار الأكشن والحركات.
-أنا ملاحظ يا "تعلب" أنك بدأت تتعود وتثق فيا.
-عرفت إزاي؟
-يعني .. بطلت تسرق نضاراتي وجزمي وترميهم من الدور بتاعنا وكمان بقيت تسيبني أندهلك "مهيطل" من غير لقب "التعلب" من غير ألقاب أو رسميات أو حجوزات أو عكوسات.
-صحيح يا عميل "جماجم"، أنا بدأت أوضع ثقتي فيك برغم أن دماغك نشفة وعايزه اللي يهشمها وأنك غبي ومخك تخين ومش مستوعب لحد دلوقتي العالم الأوسع والتفسيرات الخارقة للظواهر الخارقة وأن في عالم ماورائي وراء العالم الأمامي والورائي لكنك وفي ومطيع زي الكلب البلدي اللي إتبنيته من منور عمارتنا.
-ده كلام حلو أوي معرفش إذا كنت قده وقد الثقة دي ولا إيه.
-طبعًا يا عميل "جعيدي" ولا يهمك .. اجدع صحاب مش شرط صحابي من صغري دول اللي يمشوا معايا دوغري دول اغلى ناس هما الاساس واقول لكوا اية اضينا اجمل وقت في حياتنا دايبين في بعض بحكياتنا وفرحتنا بلمتنا نروح ليه.
إحمر "جعيدي" لا ليس خجلًا ولكن بسبب التكدس البشري الذي كاد أن يعصر أعضاءه داخل جسده ويفجرها مع خلايا دمه ومخه داخل دماغه.
إنفتح باب المترو حين فجأة وحين فجأة وجدا العميلان نفسيهما خارج المحطة أمام المكان المقصود حيث مشيا وصعدا السلالم بقوة الدفع وحتى البقعة المراده.
"غزو الهكسوس هايبر ماركت"، كان ذلك هو المبنى الغامض الذي إختفت فيه الضحايا...
"يتبع"
"تو بي كونتينود"
#الملفات_السرية_أوي
#مهيطل_وجعيدي_في_مواجهة_المستحيلات
#ياسمين_رحمي