آخر الموثقات

  • ضوء في آخر الحارة
  • مجموع الثانوية،، كبسولة
  • الوعي، مساندة الوطن،، كبسولة
  • المشاعر والصراخ
  • فوق شرفات الحنين..
  •  القواعد العشرون لتتحول من عصفورة إلى أسطورة
  • ابننا
  • تعالي
  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. لعنة الدور ال13.. الجزء الثاني و الاخير ..

"الجزء الثاني والأخير"

 
البنت في اللحظة دي خافت، برغم برائتها وسذاجتها لكن بالفطرة مكنتش متطمنة، حتى هي كانت مقبوضة من الدور ومع ذلك فضلنا وراها، قعدنا نقنعها ونطمنها، قلنالها إننا بنلعب معاها وعايزين نفرحها وهنفضل مكاننا مستنينها لحد ما ترجع.....
وعشان بتثق فينا، عشان متربيين معاها وبتعتبرنا إخواتها وافقت في الآخر...
شفناها بتمشي لحد الحيطة العريضة وبعدين مشيت في الممر الضغير جنبها وغابت عن الرؤية....
 
كنا سامعين صوت الخبط على الأبواب، مسابتش باب إلا وخبطت عليه... كنا عمالين نضحك بهستيريا لحد ما حصلت حاجة خلتنا نوقف الضحك....
بعد حوالي خمس مرات تخبيط، يعني خمس أوض، سمعنا صوت باب بيتفتح.....
اتشلينا في أماكننا ومبقناش قادرين نتكلم، بنبص لبعض بس في ذعر و"شيرين" مش ترجع بسرعة، لأ دي جودت، قررت تنفذ بالظبط اللي قلناه ليها ، لما الباب اتفتح زعقت بصوت عالي:
-في حد هنا؟
ساعتها "وافي" قال برعب:
-هي بتعمل إيه، بتعمل إيه دي؟
 
وكان هيتحرك لولا إن "إياد" مد إيده ووقفه... معرفش هل السبب كان خوفه على وافي ولا عايز التجربة تتم لآخرها....
بعدين سمعناها بتكمل مشي، مشيت لآخر المممر ولفت وبدأت ترجع تاني....
بعديها سمعنا صوت رهيب، خبطة جامدة، زي انفجار والخبطة اتكررت كذا مرة و"شيرين" فضلت تجري لحد ما وصلتلنا، أول ما عنينا جت عليها حصلت هزة جامدة في الدور لدرجة إننا كنا هنفقد توازننا على السلم... الهزة كانت في الدور بس، زلزال هناك وبس!
شدتها ساعتها ، من غير وعي ضمتها، وحطيت إيدي على شعرها. قال يعني الواد حنين أوي! ساعتها بس إفتكرت إننا عملنا عاملة سودة في أختنا الصغيرة، في واحدة عندها 18 سنة لكنها في حكم طفلة عندها 10 سنين بالكتير...
 
فضلت اسألها بهستيريا:
=أنتي كويسة؟ حصل لك حاجة؟ وريني.... طب شفتي إيه؟ يا "شيرين" إنتي كويسة؟
شيرين مكنتش بترد، عينيها بصالي بس كإنها مش شايفاني، كانت في حالة صدمة.
شيرين مكنتش كويسة، كلنا، كلنا كنا مدركين دا، في حاجة بشعة حصلت لها، حاجة يمكن متقدرش تعبر عنها أبدًا، وإحتمال كبير كمان دي متبقاش النهاية، الأثر النفسي ممكن يستمر....
من كتر صدمتنا في اللي حصل، قعدنا كذا يوم نتجنب بعض، كل واحد فينا كان عامل زي إنعكاس التاني في المرايه، بيفكره بحقارته وبالعملة الدنيئة اللي عملها... طبعًا "منيب" كان مستغرب أحوالنا، ومش فاهم إحنا ليه مش عايزين نتجمع ... لكن في حاجة تانية بسرعة لهته عننا، "شيرين" وأحوالها الغريبة...
 
حكالي إنه سمعها بتصرخ بصوت عالي كإن حاجة بتهاجمها.. دخل عليها الحمام لقاها واقفة قدام المرايا وبتصرخ...
ونوبات الصريخ اتكررت... بقى يوم في نص الليل يلاقيها قاعدة على الأرض متقوقعة وحاطه إيديها الاتنين على ودانها ومش يتوقف صريخ وهكذا في أماكن وأوقات مختلفة.. دا غير المرة اللي غابت فيها فجأة... فجأة ملاقهاش في أوضتها ولا في أي مكان متعودين يقعدوا فيه في الفندق وكان هيتجنن.. طلع في الأسانسير وداس على زرار الدور الأخير وقرر يدور في دور دور، يبدأ بالأخير وينزل بعد كدا... كان معتقد أن دي محاولة بائسة وإنه مش هيلاقيها، لكن المفاجأة أنه لاقاها في الدور ال13!
كانت واقفة قدام أوضة من الأوض متنحة في الباب، زي ما تكون مستنياه يتفتح....
 
قرب عليها وهو مرعوب ، بدأ يتكلم معاه بالراحة، يسألها بتعمل إيه هناك ، ردت عليه:
-هنا، هنا مصدر الضلمة، هنا الضلمة بتبلع اللي يقرب وبعديها يبقى جزء منها.....
مشيت مع "منيب" من الدور لكن هو فضل مرعوب، كلامها عن الدور وكون إنها أصلًا طلعت ليه بقى يسببله كوابيس...
وإذا كان دا يخوف، فاللي حصل بعد كدا أبشع بمراحل... "شيرين" بدأت تحكي عن تاريخ الدور ال13، قصص اللي انتحروا واللي اتقتلوا فيه، واللي أقاموا فترة وكانوا سفاحين، بيشوفوا شغلهم برا الفندق ، اللي هو عبارة عن دبح الناس وتعذيبهم والاعتداء عليهم ، وبعد ما يومهم يخلص يرجعوا يناموا زي الأطفال في أوضهم!
المشكلة مش في إنها حكت هن قصص "منيب" مكانش يعرف عنها حاجة، المصيبة لما بدأت تحكي في القصص اللي هو يعرفها بس عمره ما قال لها عليها!
 
إنما بقى هي كانت بتحكي بتفاصيل جديدة، الحاجات اللي محدش يقدر يعرفها غير صاحب القصة نفسه أو شخص يكون طرف فيها... وفضلت تتكلم عن قوة مظلمة موجودة في الدور ال13، لعنة يأما بتحول الناس، يأما بتشد اللي جواهم ضلمة ، الضلمة بتدور على الضلمة، يأما يتخرج أسوأ ما في الناس وإن القوة دي شافتها ومش بتسيبها...
قوة، ضلمة، كانت تقصد إيه؟ متهيألي في حاجة بتمثل الضلمة دي، كيان معين بس هو اللي قادر على الشر دا كله، إجابة مكنتش عايز أواجهها، الدور ال13 بيسكن فيه شيطان!
 
هو اللي معاه القوة اللي مسؤولة عن كل المذابح اللي حصلت على مر العصور ، من ساعة إفتتاح الفندق والشيطان دا اُستفز من اللي شيرين عملته، شيرين حرفيًا استدعته ، خبطت على كل أبوابه، وأصرت واستنت يفتح لها الباب....
الكارثة إن "شيرين" الكيان أو الشيطان دا بقى بيلاحقها وملازمها، والبنت معندهاش الإدراك الكافي ولا القوة عشان تقاوم، هي أصلًا مش فاهمة اللي بيحصل لها... طب هل إحنا بقى، المسؤولين عن المس اللي صابها إتدخلنا في المرحلة دي؟ الإجابة لأ ولا كان عندنا حتى الشجاعة نعترف باللي عملناه ونحكي على اليوم إياه. إحنا أخدنا جنب، سدينا وداننا وبقينا نتفادى منيب، مجرد بنكلمه من وقت للتاني وبنتلكك بمشاغل وهمية...
 
حالة "شيرين" بقت من سيء لأسوء ، وشها بقى أزرق شاحب، بيتسحب منه الحياة، زيارتها للدور ال13 اتكررت، نوباتها الهستيرية زادت، وكلامها في أوقات الإدراك القليلة بقى غريب، كانت بتقول:
-هيأذيني، هيعمل فيا حاجة، بيمشي ورايا ف كل حاجة، شكله بشع، بيهددني، هيعمل فيا حاحة، هيعمل حاجة!
الوضع إستمر على كدا لحد من 10 أيام فاتت...
لأ، شيرين مبقتش كويسة، مش هو ده المقصود، الوضع إختلف لإن شيرين نفسها إختفت!
فص ملح وداب، ملهاش أي أثر في أي مكان، لا في الدور ال13 ولا ف غيره من الأدوار، مش موجودة في الفندق ولا في الشوارع القريبة... الشرطة عملت بحث مكثف عنها، منيب وبنت خالتها اللي كانت في مقام أختها والمعارف وإحنا وناس غريبة عملوا share لصورتها في الgroups المتخصصة في عرض صور المفقودين وفي الصفحات الشخصية... إحنا الأربعة كلمنا كل معرفنا المهمين، القضاة والضباط وأصحاب الرتب الأعلى عشان يساعدونا ويهتموا بالحالة بشكل شخصي ومحدش وصل لأي خيط حتى ممكن يقربنا لشيرين...
 
"حمزة" و"منيب" وبنت خالتها "شغف" اللي جت قعدت معاهم في الفندق وبقت مش بتفارقهم كانوا منهمكين في المساعي بتاعتهم والبحث لدرجة إنهم مكانوش مركزين ولا مهتمين بلون الميه وطغمها المقرف.... المسه بقت تنزل من الحنفيات وسماعات الدُش سودة، بتفضل كدا كام ثانية وبعدين ترجع للونها الطبيعي، وطعم الميه من الحنفيات بقى بشع، لا يطاق... لكن بالنسبة لهم دي كانت مسألة تافهة ، وملهاش أي أهمية قصاد اللي هم فيه، المهم يلاقوا شيرين وبعدين يشوفوا موضوع الميه دا.
بس لما شيرين غيابها طول والميه لسه متعكرة، حمزة قرر أخيرًا يجيب حد يبص على خزان الميه في سطوح الفندق..
سيناريوهات كتير كانت في بالهم إلا اللي لقوه جوا الخزان...
جثة شيرين كانت عايمة جوه الخزان... كل المدة اللي فاتت، من ساعة ما اختفت ، كانوا بيستخدموا ميه ببقايا التحلل بتاع جثتها!
شيرين مخرجتش من الفندق، لحد آخر لحظة ف عمرها كانت هناك...
انتحرت؟
 
إزاي؟ إزاي قدرت أصلًا تعرف سكة الخزان وتفكر بالطريقة دي؟ إنها تطلع لحد السطوح وبعدين تتسلق السلم العالي لحد ما توصل للغطا بتاعه وبعدين تشيله وتنط جوه الخزان؟ الموضوع مش منطقي إطلاقًا...
"شيرين" بقدراتها الذهنية مش هتعمل كل دا عشان تنتحر، مش هتفكر أصلًا في الانتحار.. السيناريو البديل بقى إنها تكون اتقتلت، ومين دا اللي يقتل البراءة ، شيرين هتعمل إيه عشان حد يقتلها؟
إحنا بقى، إحنا الأربعة بس، كان عندنا خلفية، صحيح منعرفش ملابسات الوفاة نفسها واللي حصل بالظبط بسعندنا فكرة السبب ممكن يكون إيه؟؟
السبب العاملة السودة اللي عملناها، الدور اللي المفروض مكنتش تدخله، والشر اللي بدون وعي أطلقته أو بمعنى أصح إحنا اللي أطلقناه...
الشرطة طلبت تشوف تسجيل الكاميرا بتاع الأساسنير في يوم الاختفاء. وطيعًا حمزة ومنيب قرروا بدافع الفضول يبصوا عليه قبل ما يدوه للشرطة وإحنا كنا معاهم...
 
شيرن فعلًا ظهرت في التسجيل يوم الاختفاء الصبح. دخلت جوه الأسانسير، كان باين عليها مضطربة، استخبتت في جنب الأسانسير أول ما دخلت، زي ما تكون بتستخبى من حد واقف براه.. فضلت تتلفت، تخرج براسها كل شوية وتدخل تاني.
داست على زراير كتير بشكل عشوائي، لكن الأسانسير متحركش! الباب حتى مقفلش. بعدين خرجت تاني، هي بس اللي كانت باينة، فضلت تتكلم مع حد مش باين، تحرك إيديها الاتنين بإسلوب غريب وكان باين عليها مرعوبة وهي بتتكلم مع الشخص الغامض دا... المهم أن بعدها، وهي بره الأسانسير، الباب بتاعه اتفقل وأخيرًا اتحرك!
 
لو هنلاقي تفسير منطقي للوجود اللي كانت بتكلمه، إنه مثلًا حد بعيد عن نطاق الكاميرا اللي في الأسانسير فطبيعي متلقطوش، حد واقف على مسافة فإيه بقى تفسير الأسانسير اللي متحركش بعد ضغط "شيرين" على أزراره وبعديها بفترة اتحرك، كإن في حد داس على زراره مع إن مكنش في حد جواه!
مش دا بس اللي رعبنا. صحيح مكنش فيه حاجة ظاهرة في اتسجيل، المفروض أن الأسانسير كان فاضي تمامًا، بس كان في أجواء مطمنش أبدًا، كإن برغم إننا مش قادرين نشوف بس حاسين بوجود كيان في الأسانسير، كيان مظلم، بشع، إحنا الأربعة بالذات كنا على يقين بدا عشان إحنا اللي نعرف....
 
جهات التحقيق كان عندهم تفسير للمشهد بتاع شيرين برا الأسانسير، كانوا متأكدين أنها حد واقف على مسافة منها ، لكن مكنش عندهم أي تفسير لحركة الأساسنير المريبة وبعدين حتى في السياق الأولاني (وجود شخص الكاميرا مش لقطاه) المفروض دي تكون إشارة لإن شيرين اتقتلت والفاعل الشخص اللي على حد قولهم مش باين وبتكلمه، لكن كان واضح أن التحقيقات رايحة في سكة إنتحار شيرين، خصوصًا إنهم لما شافوا تصرفاتها جوا الأسانسير وحركة إيديها استنتجوا إنها حالتها الذهنية مش مستقرة ودا اللي ممكن يخليها تنتحر...
يوم الدفنة كنا في حالة يرثى لها، مبلمين ومنهارين زينا زي منيب وأكتر... يا سلام على الوفاء والإخوة، دا ممكن يكون تفكير اللي شافوا حالتنا، على أساس يعني أن شيرين ومنيب زي إخواتنا وكدا....
 
أما أنا فانفجرت في العياط وجتلي زي نوبة لما كنا لوحدنا على مسافة من القبر.... فضلت أزعق فيهم وأقول:
=إحنا المسؤولين، شيرين كان هتعيش لولانا، إحنا اللي قتلناها، وديناها برجلينا للدور المشءوم، فتحنا عليها باب الشيطان..
كلهم حاولوا يهدوني، نبهوني إن أي حد معدي ممكن يسمعنا، زعقوا فيا وقالولي كلام من "خليك راجل، اثبت، منيب محتاج لينا، لازم نعوضه، لازم ندفع التمن بإننا ناخد بالنا منه ومن أبوه"
هديت وبطلت الهذي اللي كنت بقوله.....
..............................
عدى يوم الدفنة ويوم العزا وكام يوم بعديهم.. كنا خلال الأيام دي بنروح لمنيب وأبوه و"شغف" كتير... مسكينة البنت دي، "شغف" كانت روحها في شيرين إحساسها بيها أنها بنتها اللي هي مسؤولة عنها وعن سلامتها. طبعًا حالتها كان يُرثى لها.
في يوم كلمت كارم، مردش عليا، كلمت الباقي، اعتذروا، قالوا إنهم مش هيقدروا يروحوا معايا الفندق فقررت أروح لوحدي..
مدخل الفندق كان قدامي، على بعد خطوات، كنت خلاص هدخل، لولا أني سمعت رزعة جامدة على الأرض جنبي...
 
ناس كتير صوتت من الخضة... إيه الهزة دي؟ لوحت راسي على المكان اللي جه منه الصوت...لقيته هناك، رقبته مكسورة وجسمه متخرشم، "كارم"!
كارم وقع من دور ما في الفندق، وجسمه طبعًا أول ما خبط على الأرض إنهار، مات فورًا...
الناس إتجمعت، من ضمنهم حمزة ومنيب اللي يفضلوا يصرخوا. هم كانوا في حالة صدمة رهيبة، بس حالتهم لا تقارن بحالتي، ميعرفوش اللي أنا أعرفه.. 
منيب بتلقائية رفع راسه فوق، بيحاول يخمن أنهي دور اللي كارم وقع منه.. أنا بقى كنت متأكد، كارم وقع من الدور ال13 برغم أن الشبابيك كلها مقفولة في الدور دا....
في التحقيق منيب لمح للعنة الدور ال13، متكلمش كتير في أمور خارقة لكن قال أن الدور دا طول عمره غريب وبتحصل فيه حوادث وحالات إنتحار وأن شيرين قبل ما تموت كانت بتروح هناك كتير....
 
طبعًا دا كان كلام غير منطقي والنيابة استخفت بيه ومع ذلك، الدور اتفتش، أوضة أوضة، ومفيش أي دليل على وجود حد أو على إن كارم دخل أي أوضة منهم، لكن العساكر والظباط والبحث الجنائي بلغوا أنهم مكنوش مرتاحين أبدًا وهم في الأوض وفي اللي حلف إنه شاف ظلال بني آدمين واختفت علطول، واللي سمع همسات بأصوات زي الفحيح...
دي كانت البداية....
كنت متأكد أن الموضوع مخلصش على كدا، كارم كان الأولاني بس مش هيبقى الأخير!
"إياد" اختفى بعدها بيومين. كلنا تم استدعائنا تاني للتحقيق بما فيهم حمزة ومنيب. الله يعينهم على النكبات اللي مش بتخلص ويعيننا على الرعب اللي إحنا فيه!
طبعًا كنا بدأنا ننهار، نفقد اتزاننا.. إجاباتنا بقت متخبطة ومريبة، كان باين علينا إننا مخبيين حاجة. "وافي" مثلًا في وسط التحقيق قعد يستنجد ويقول "إحموني، مش عايز أموت!". وكل الإجابات والخيوط بتشير لمكان واحد، الدور ال13.
 
تاني الدور اتفتح.. الإوض اتفتشت، بس المرة دي مكانتش خالية وساكنة زي المرة اللي فاتت. الأوضة "124" جوه الحمام الخاص بيها ، في البانيو تمددت جثة "إياد"، البانيو كان مليان لكن مخدش حمام ميه، كان حمام دم، دمه هو...
رجليه الاتنين مقطوعين وفي طعنات في أماكن كتير في جسمه. القطع الطب الشرعي صرح إنه غالبًا تم بفاس والطعنات بآلة حادة جدًا. التاريخ بيكرر نفسه! 
الانتحار ، القتل باستخدام الفاس، فاضل إحنا وهنشوف بقى هنموت بأنهي طريقة من اللي حصلت زمان! 
كنت متوقع يكون عليا الدور لكن كنت غلطان. الدور على وافي. وافي إختفى...
 
المفروض أن الشرطة كانوا حطوا كذا كاميرا في الدور ال13 وحظروا على أي حد يدخل الدور .اللي حصل بقى إنهم لما فرغوا التسجيلات لقوا عتمة، الدور مكنش باين منه حاجة. والدور اتفتح للمرة التالتة وأوضة أوضة اتفتحت واتفشت. مكنش في أي وجود ولا أثر لجريمة أو ل وافي لحد آخر أوضة، الأوضة "130"، فتحوا الدولاب العتيق لقوه جوا، جسمه متخشب، واضح أنه ميت.. لكن بعد ثواني بدأ يكح، كان لسه عايش، لسه فيه نفس...
قد فترة في المستشفى، كان في حالة صدمة عصبية وكان في آثار خنق على رقبته وعنده مشكلة في التنفس.. أخيرًا لما فاق بدأ يحكي عن اللي حصل وكانت الصدمة...
 
اتفاجأ بشغف بتتصل بيه وبتطلب منه يتقابلوا في الفندق...طبعًا متأخرش عليها. قعد معاها، كان بيواسيها. قدمتله مشروب. بعد شوية الدنيا لفت بيه، حس إنه دايخ ومش قادر يقف على رجليه.. شغف جرته، كان مستند عليها.. دخلوا الأسانسير وضغط على الزرار 13 .
-بتعملي إيه؟
كان بيسألها بصوت ضعيف.. بصتله بصة باردة ومردتش.
لما وصلوا . جرته لحد الأوضة 130 . هو بقى يترجاها متدخلوش. ولا كإنها سمعته، فتحت الدولاب ودخلته. قبل ما يفقد الوعي قالت:
-المرة دي مش هقتلك بإيدي، زي ما عملت مع "كارم" و"إياد"، أيوه أنا اللي زقيت كارم من الدور ال13 وأنا اللي دبحت إياد في البانيو. الاتنين زيك كدا كانوا واثقين فيا ومتعاطفين معايا وحاسين بالذنب بسبب اللي عملتوه ودا خلاهم صيد سهلة.. أنا مجرد ودتهم الأماكن اللي عايزاها وعملت خطوتي، مهو أنا معايا كل المفاتيح بتاعة الأوض، لما زقيت كارم قفلت شباك الأوضة بسرعة. تلاقيك بتسأل عرفت منين اللي عملتوه.. غبائكم، مخدتوش بالكم مني في المدافن، سمعتكم لما قلته إنكم طلعتوا شيرين الدور ال13 ، أنتوا اللي اتسببتوا في موتها.، بعديها بصيت على التسجيلات الي قبل موتها بفترة لحد تسجيل معين، اليوم اللي كنتوا فيه معاه ، واحد فيكم داس على الدور ال12 ، دا طبعًا عشان أنتوا جبنا ، وطلعتوا من 12 لل13 على رجليكم بس مخطوش جوه الدور نفسه...موتك أنت هيبقى فيه إبداع، عشان مش أنا اللي هموتك. زي ما اكتشفتم كدا، الدور دا مسكون، واللي قتل شيرين هو الشيطان اللي بيرمح فيه. هو اللي هيقتلك....
 
اديته ضهرها ومشيت، النور فجأة ضلم، كإنه لمبة بتتطفي في بقعة ورا بقعة... الدولاب اتقفل لوحده وهي بتمشي. 
شغف إعترفت بكل حاجة، حتى إنها اعترفت انها لعبت بالتسجيلات بتاعة يوم اختفاء وافي...
اللي وصفه بقى وافي بعد ما اتساب في الدولاب لوحده إنه كان مش قادر يتحرك، المخدر اللي شغف حطته في الشاي شله تمامًا بس كان لسه واعي. حس بإيد خفية بتتلف حوالين رقبته وبتخنقه، وشفايف بتقرب من ودنه وبتهمس:
-أنت ليا، ليا أنا، موتك إبداع، أنا المبدع...
وبعديها فقد الوعي لحد وصول الشرطة وفقد الإحساس بالزمن ، ميعرفش قعد قد إيه جوا...
 
أما أنا، فنفسي أختفي من الوجود. مفيش أي تهمة عليا ولا على وافي، مفيش جرم مادي معترف بيه قانونًا نتجازى عليه لكن أنا مش متخيل لو شفت منيب أو أبوه صدفة ممكن إحساسي يبقى إيه، إيه اللي هيقولوه ليا؟ 
دا غير إني متأكد أن الشر اللي جوه الفندق اتسلل براها، اتحرر، مبقاش بس متصل بالدور ال13 والدليل هو الضل الإسود اللي بقيت أشوفه دايمًا ورايا لما ببص في المراية وأديني مستني مصيري.....
 
"تمت"
#لعنة_الدور_ال13
#ياسمين_رحمي
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑12الكاتبمدونة ناهد بدوي169
7↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
8↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
9↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
10↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339066
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196408
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185068
4الكاتبمدونة زينب حمدي170741
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133803
6الكاتبمدونة مني امين117553
7الكاتبمدونة سمير حماد 109822
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99757
9الكاتبمدونة مني العقدة96428
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95841

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

871 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع