آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. ضحايا المهرجين - لياسمين رحمي - الجزء الثاني و الاخير
"الجزء الثاني والأخير"
أمر النيابة طلع والكاميرا اتفرغت..
"مكرم" قعد يراقب كل اللي حصل في الشارع يوم وليلة الجريمة لحد قبل القتل مباشرة. وقت القتل كان معروف بشكل تقريبي من الطب الشرعي بعد تشريح جثة "ميسون"...
مكنش في أي حاجة مميزة. زي ما "مكرم" توقع، كان في أفواج من الناس رايحة وجايه، واللي ماشيين ف اتجاه محل الهدوم كتير، وممكن جدًا مكنوش راحوا المحل نفسه ومحدش كان باين عليه حاجة غلط...
بس "مكرم" طلع غلطان!
قدامه وبشكل واضح ظهر اتنين الساعة 12 وربع بعد نص الليل، اتنين وشوشوهم كانت غريبة، مرسوم عليها ملامح مهرجين!
واحد فيهم كانت مشيته مميزة، بيعرج على خفيف، المعتدين أهم ورايحين في اتجاه المحل....
أيوه طب وبعدين؟
بعد ما الكاميرا لقطت القتلة، كده يعني المباحث هتعرف تجيبهم؟ اتنين خافيين وشوشهم بملامح مهرجين هيتمسكوا إزاي؟ وكام واحد ف مصر بيعرج؟
بعد الاكتشاف الهايل اللي "مكرم" اكتشفه اكتشف بعديه إنه مش هيعمل بيه حاجة!
مكنش في غير اجراء واحد يتعمل، اجراء عبيط وساذج لدرجة إنه مقلش لحد من زمايله أو الرتب الأعلى منه وهو إنه عين اتنين من مرشدين البوليس يقفوا يراقبوا محل الهدوم الرياضية، يحوموا حواليه كل يوم ولو شافوا حاجة غريبة ييجوا يبلغوه..
كان عنده أمل بسيط وهو إن المجرمين أو حد منهم أو اللي دفعلهم عشان يقتلوا يبقى عنده فضول وييجي يبص على مسرح جريمته أو يسأل حد عن حاجة متعلقة باللي حصل أو يدخل المحل نفسه ويعمل أي تصرف مريب...
وبرضه كان من جواه متأكد إن ده مش هيجيب نتيجة، وللمرة التانية "مكرم" كان غلطان!
في أول يوم من المراقبة بليل، نفس التوقيت اللي الكاميرا لقطت فيه المهرجين ظهر اتنين ماشيين في اتجاه محل الهدوم ، اتنين راسمين ملامح مهرجين على وشوشهم!
واحد فيهم كانت مشيته طبيعية وواحد بيعرج.
المرشدين كلموا "مكرم" فورًا وقالوا له اللي شايفينه. مكنش مصدق. أمرهم يمسكوهم فورًا عبال ما يوصل، وف نفس الوقت اللي كان متحمس فيه جاتله نغزه ف قلبه... إحساس مش مريح، الموضوع سهل أوي، سهل لدرجة إنه مش واقعي.....
لما "مكرم" شافهم كإنه لقى كنز، عينه كانت بتلمع ومش قادر ياخد نفسه. كل اللي قاله:
-إنتوا!
برغم الرسوم اللي كانت على وشوشهم لكن تعبيراتهم كانت واضحة، كانوا مخضوضين...
-أنتوا هتيجوا معايا عالقسم...
كلام "مكرم" كان كله ألغاز، بيتكلم عن اقتحام محل ملابس رياضية وجريمة و331 طعنة واعتداءات وتحويل للنيابة واعترفوا احسنلكم وهي مسألة الوقت والجريمة هتثبت عليكم. واحد من الاتنين علق أخيرًا وقال:
-إيه المشكلة حضرتك ف الرسمة بتاعتنا؟
-نعم يا خويا أنت هتستهبل؟ بقولك واحدة من الضحايا مماتتش واعترفت عليكم، وكنتوا ناويين الليلة دي تعملوا جريمة تانية وأكيد بنفس الإسلوب...
-أنهي إسلوب؟
-هو أنتوا شايفين إنه عادي اللي عاملينه على سحنتكم ده؟
-اه عادي، هو ده المطلوب مننا أصلًا.
-أيووه، مين بقى اللي طلب منكم ده؟
-اللي مشغلنا، صاحب المحل!
-محل إيه؟
-محل الأكل بتاع الأطفال اللي على نفس الصف بتاع محل الملابس الرياضية..
-لأ، لأ، بالراحة كده وفهمني.
-محل الأكل بيطلب من كل العاملين فيه يرسموا ملامح مهرجين طول الوقت اللي بيشتغلوا فيه وإحنا من ضمن العاملين. حضرتك ممكن تتأكد لو روحت المحل بنفسك هتلاقي ولا 15 مهرج..
"مكرم" كان باين عليه الارتباك والإحراج كمان وبرغم كده حاول يتماسك. سألهم بنفس الثقة:
-طب وده ليه؟
-حركة كده عشان جذب أكبر عدد من الأطفال والأسر بتاعتهم، يعني لما اسرة عندها أطفال ييجوا عندنا بيبلغوا الأسر التانية اللي عندها أطفال بالأجواء اللي عندنا، بقينا زي الملاهي كده، متعة مستمرة، الأطفال بيبقوا ف حالة تحمس طول ما هم قاعدين بمجرد ما يبصولنا ويتعاملوا معانا، ده غير إنهم بيفضلوا قاعدين كتير وده بيكتر الطلبات، بدل الوجبة تبقى اتنين، بدل المشروب اتنين، يعني، مكاسب أكتر...
"مكرم" كان عرف نتيجة التحريات مسبقًا، كان متأكد إن اللي مسكوهم مش بيكدبوا، وإن ده بالظبط الوضع، وهنا القصة دي بقت معقدة أكتر بكتير من أي مرحلة قبل كده...
اللي قتلوا استغلوا الفكرة دي، وجود عدد كبير من المهرجين في المنطقة، وش ليه نسخ كتير، وبكده تقريبًا مستحيل يتمسكوا، والمصيبة اللي أكبر إنهم ممكن أصلًا ميكونوش من العاملين ويكونوا بس عارفين النظام في محل الأكل بتاع الأطفال ودول يبقوا يا من زوار المطعم يا من اللي بيعدوا قدام المطعم يا من اللي بيعدوا جنب العاملين اللي ماشيين في الشارع وبيشتغلوا في المطعم، وبكده لو هنحسب عدد اللي لمحوا المهرجين، في يوم ما، في مرحلة ما من حياتهم هيكون في حوالي 2 مليون مشتبه فيه!
خلاص كده وصلنا لحارة سد إلا لو....
إلا لو "مكرم" رجع فكر بطريقة مختلفة، لو راح للفرضية التانية اللي تجاهلها من البداية، إن الجريمة شخصية وإن اللي عمل كده هو حد يعرف "ميسون" وكان جاي مستهدفها، ساعتها الجاني هيبقى من الذكاء إنه رسم وش المهرج بس ممكن يتجاب بطريقة تانية، بالتحريات اللي تتعمل عن تاريخ "ميسون" وعلاقتها باللي حواليها، مش ممكن يطلع في حد كان ليه تاريخ عنيف معاها، حد بيكرهها؟
ليه لأ، مفيش حاجة هيخسرها...
فعلًا التحريات اتكثفت على مستوى معارف "ميسون" الشخصية. مكنش في أي عداوات، أبوها وأمها واخواتها وقرايبها كلهم قالوا إن "ميسون" محدش ممكن يكرهها وعمرها ما اشتكت من حد أو بان عليها القلق من تصرفات حد. مفيش غير صاحبة ليها قالت جملة غريبة جدًا...
-"مؤنس"، "مؤنس" كان بيطاردها الأيام الأخيرة قبل موتها واتخانق معاها. شفتهم من بعيد بيزعقوا لبعض وهو اتعصب لدرجة قام من مكانه وقرب منها وعينه كانت مرعبة وهو بيبصلها!
مين "مؤنس" ده بقى، ده حبيبها اللي كانت مخبياه عن الكل. وهنا بدأ دوري في القصة....
اتقبض على "مؤنس". هو الوحيد اللي كان عنده دافع وكون إن "ميسون" كانت مخبية علاقتها بيه عن الكل إلا صاحبتها ده زاد من الشكوك حواليه وخلاه المشتبه فيه الرئيسي...
وصولًا للمرحلة دي القضية بدأت تسمع والناس تتابعها، عشان كده جريت لما عرفت إنهم قبضوا على مشتبه فيه وتطوعت أبقى المحامية بتاعته حتى لو معندوش قدرة يدفع مصاريفي، أنا كده كده هستفيد من وراه كتير، قصاده هيبقى في 10 قضايا ويمكن أكتر لما أكسب القضية وإسمي يلمع وينور عناوين الصحف والأخبار...
-ليه يا مؤنس صاحبة "ميسون" قالت إن منظرك كان مرعب لما كنت خارج معاها واللي وره كلامها كده إنك كنت ناويلها على شر؟
دي أول حاجة قلتهاله ف أول مقابلة..
قال لي إنها كانت خناقة بسيطة من بتوع اتأخرتي ليه امبارح وأنا مش بحب ترجعي البيت متأخر، وإنه ملوش أي علاقة بموتها ومش ممكن يأذيها. وللأسف "مؤنس" عمل أكبر غلطة ممكن موكل يعملها وهو إنه كدب عليا، كدب على المحامي بتاعه، حافظ السر والأمين..
"مؤنس" مقاليش إن الخناقة مكنتش بسبب تأخيرها في الرجوع لبيتها، السبب هو إنه اكتشف إنها كانت على علاقة بشاب تاني ف نفس الوقت!
بتكلم الاتنين وبتقابل الاتنين والاتنين عندهم عشم يتجوزوها وكمان الاتنين لما عرفوا توصلوا مع بعض واتقابلوا!
ممكن جدًا، لأ ده في الغالب، الاتنين المهرجين اللي اقتحموا المحل وقتلوا "ميسون" هم "مؤنس" والشاب التاني اللي كانت على علاقة بيه. انتقام ملحمي من ست لعبت بمشاعرهم واستخفت بيهم. منطقي، كم الطعنات والكدمات اللي عليها تقول إن اللي قتلوها كانوا مغلولين منها، أهانتهم، أهانت رجولتهم وكرامتهم.
لما واجهت "مؤنس" بالكلام ده. رد عليا وهو ثاير:
-لأ طبعًا "ميسون" مكانتش ست وحشة! أنا اللي مسؤول عن التخبط اللي كانت فيه، من كذه سنة اتقدمتلها وخطبتها . كنت بعاملها أبشع معاملة، بخونها وبتجاهلها ومش بتلاقيني لما تحتاجني، ومع ذلك كانت بتعشقني ، حتى وهي بتسيبني كانت لسه بتحبني. قعدت فترة كبيرة مش عارفه تكمل حياتها وترتبط بغيري.. وأخيرًا في حد قدر يحتويها ويخليها تفكر تاني في الجواز، وكان في فرصة حقيقية إنها تبقى مبسوطة لحد ما أنا ظهرت من تاني. مكنتش قادر، مش قادر أكمل من غيرها، معنديش اختيار، حقيقي مش بإيدي. رجعت أتكلم معاها وأطلب فرصة كمان وهي في البداية رفضت وصدتني لكني فضلت وراها، كانت ف حالة ما يعلم بيها إلا ربنا، بتحبني وبتكرهني ، مش قادرة تبعد عني ولا قادرة تأامن ليا، ومن اضطرابها مكنتش قادرة تسيب الشخص التاني. كانت عاملة زي اللي ماشي عالألغام، أي خطوة غلط ممكن تبقى مميتة. أنا المسؤول عن الغلط والعك ده كله مش هي...
معرفش ليه كنت مصدقاه، وصدقت برضه إنه مقتلهاش ولا الشاب التاني قتلها..
حصلت الحاجة اللي كنت بحاول أتجنبها من ساعة ما بقيت محامية، ركزت في التفاصيل، التفاصيل اللي ليها علاقة بالضحية، شفت صورها وهي ميتة ولميت معلومات عنها، عن علاقاتها وحياتها، اتهزيت، اتعاطفت معاها، مش بس مع موكلي، وده كان دافع قوي عشان ألاقي بنفسي اللي قتلها، مش بس عشان براءة موكلي، عشان أرجع حقها.
ودي كانت المرحلة اللي رجعت فيها من الأول خالص، من نقطة الصفر...
شاب لقى واحدة ست كبيرة واقفة على بعد خطوات من محل الملابس الرياضية.. راحلها ولقى الباب الأمامي مفتوح، الاتنين دخلوا وشافوا فوضى رهيبة، معدات ومانيكانات مكسرة عالأرض ورفوف وازاز ومناديل... كل حاجة "ميسون" اتضربت أو اتطعنت بيها كانت من جوه المحل نفسه! أسلحة الجريمة كانت في موقع الجريمة..
"نادية" و"ميسون" بعد ما خلصوا الشيفت رجعوا عشان محفظة "ميسون" كانت جوه المحل، فتحوا الباب الخلفي ودخلوا...
المحفظة، المحفظة....
دخل وراهم اتنين، كل واحد مسك واحدة وضربها واعتدى عليها...
كان في جزم بمقاسات كبيرة في موقع الجريمة المفروض إنها بتاعة المعتدين، وفي آثار دم مطرح الجزم، بس الآثار دي بتنتهي ف نقطة معينة، إزاي؟
إزاي آثار الجزم مكملتش لحد المدخل الخلفي وبراه كمان، إيه طاروا مثلًا؟
وإزاي خرجوا حافيين وليه؟ كانوا مستعجلين ؟
فين العربية؟ أهم سؤال فين عربية "نادية"؟
نادية مكنتش فاكره ركنتها فين، لإنها مش بتركنها ف مكان معين، الدنيا بتبقى زحمة وبتفضل تلف عبال ما تلاقي مكان، ممكن على بعد شارع، ممكن شارعين، لكن الضرب على دماغها واللي حصل لها خلاها تنسى الجزئية دي ولحد لحظتها محدش لقى العربية... العربية فين؟؟
المهرجين.. العصابة السادية...طقوس...قرابين؟ أجواء شيطانية، سحر إسود؟؟
العربية فين؟
كرست نفسي للمهمة دي وبس، كان لازم ألاقيها..
لفيت بنفسي وكلفت ناس تدور عليها بعد ما اديتهم اوصافها في كل الأحياء اللي حوالين المحل، القريبة والبعيدة..
كنت قربت أفقد الأمل لولا إني لاحظت حاجة...
في عربية معينة واقفة مش بتتحرك، بلاقيها كل يوم ف نفس المكان متغطية كلها بغطا قماش بني. حركت الغطا وتحته كانت عربية "نادية"!
مستنش أبلغ الشرطة أو "نادية" جبت حد تبعي فتحها ودخلت...
الدريكسيون عليه دم، الفتيس عليه دم، وفي كاب مرمي عل الكرسي التاني كان جواه خط دم، خط يمشي مع الجرح اللي كان في راس "نادية، وف اللحظة قدرت اشوف الجريمة كلها واتأكدت شكوكي...
كان في شوية تفاصيل صغيرة غريبة زي إن باب المحل الأمامي كان مفتوح. مش المفروض إنهم دخلوا من الباب الخلفي والمجرمين برضه دخلوا وخرجوا منه؟ ليه الباب اللي قدام مفتوح؟ كان مفتوح عشان "ميسون" ف مرحلة ما وصلتله وفتحته عشان تهرب، مكنش لسه اتضربت جامد ولا نزفت لإن مفيش آثار دم قرب المدخل وبطريقة ما الجاني قدر يرجعها، اتهجم عليها وشدها...
"نادية" قالت إنهم قفلوا باب المخزن وكل الأبواب قبل ما يرجعوا لكن جثة "ميسون" كانت جواه، المخزن كان مفتوح، وده معناه إن القاتل أخد المفاتيح من "ميسون" وفتحه ودخل الجثة...
آثار الجزم... في حد حاول يزرع أدلة مضللة ف ساحة الجريمة، الجزم اتحطت بالقصد، محدش دخل بيها ولا كان لابسها لإن الآثار بتخلص ف مكان معين، مش بتكمل لمدخل الطوارئ...
اللي حطهم كان مهمل، ارتبك في المرحلة دي ونسي يشيلهم ويرميهم...
والحد ده هو "نادية"! "نادية" هي اللي قتلت "ميسون"، وبعد ما قتلتها طلعت من المحل جري لحد ما وصلت لعربيتها، قعدت جواها، لبست الكاب عشان تغطي جرحها، مسكت الدريكسيون والفتيس وكانت هتمشي، لكن رجعت فكرت. لو مشيت ممكن تتقفش ويتعرف إنها اللي قتلت. مفيش أحسن من إنها تكون جزء من القصة، تكون ضحية.
رجعت تاني، جابت فازة وخبطت بيها راسها عشان تجود وتبان ضحية بجد، ربطت رجليها وإيديها وسندت على الباب، فضلت مستنية لحد الصبح، لحد ما حد يدخل المحل....
تعالوا أحكيلكم كام قصة قصيرين تانيين..
القصة الأولى حصلت قبل الجريمة بيومين...
مديرة فرع مصر الجديدة عملت اجتماع مع كل اللي بيشتغلوا في الفرع، بتوع الشيفت الصباحي على الشيفت المسائي. قالتلهم بنبرة حادة:
-في حاجات اتسرقت من المحل، مش مرة ولا اتنين، والموضوع مستمر، واللي بيسرق مننا فينا. الهدوم بتتاخد من غير ما جهاز الإنذار ينطلق. وإحنا بس اللي بنعرف نعطل الجهاز ده، غير الفلوس اللي بتنقص من الصندوق.
كلهم بصوا لبعض، الكل كان شاكك في الكل، كانوا محرجين وخايفين.
-كل واحدة منكم في الشيفت بتاعها هتمسك شنطة زميلتها تفتش فيها، واللي تلاقي حاجة مش مظبوطة تبلغني من غير ما تتكلم مع التانية. مش لازم ده يحصل النهارده أو بكره، المهم إن ف آخر الأسبوع يكون عندي تقرير من كل واحدة منكم....
قبل الجريمة ب 6 شهور كان في واحدة بتشتغل في فرع تاني من نفس سلسلة المحلات، اتقفشت وهي بتسرق فلوس وطلعت سارقه مبالغ تانية وهدوم. إدارة المحل اكتفت بطردها من غير ما يبلغوا البوليس...
نفس البنت دي قدمت على شغل ف فرع تاني بعدها ب4 شهور واتقبلت!
معندهمش فكرة إنها كانت بتشتغل ف فرع تاني وسرقته واتطردت من كام شهر بس، والفرع التاني مكلفش خاطره يبلغ باقي الفروع ويوزع مواصفات ليها، زي كده ما مكلفوش خاطرهم يحطوا كاميرات مراقبة في المحلات....
قبل الجريمة ب 3 سنين في واحد وخطيبته راحوا لقسم شرطة وبلغوا عن تهديدات بتتبعتلهم، تهديدات وصلت للقتل من أكونتات مختلفة مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي والبنت كانت واخده حظ الأسد، بيجيلها معظم التهديدات. الشرطة متوصلوش لصاحب الأكونتات لكن الشاب كان شبه متأكد من الفاعل، اللي هي حبيبته السابقة واللي كان هيخطبها قبلها بسنة وكام شهر ومحصلش نصيب لإنه اكتشف إنها مختلة وليها ميول عنيفة...
قبل الجريمة ب 7 سنين، كان في دفعة ف آخر سنة من كلية تربية رياضية، فيهم طالبة كانت طموحة جدًا، جسمها رياضي وكانت شايفة إنها هيبقى ليها شأن، هتبقى لاعبة كورة أو لاعبة تنس عالمية وهي كان عندها إمكانيات تأهلها لكده فعلًا وكانت مميزة وسط زميلاتها. لكن للأسف متخرجتش، اترفدت بدل ما تتخرج عشان اتعرف إنها سرقت موبايلات وفلوس من زميلاتها والدكاتره بتوعها ولما اتواجهت من زميلة ليها اتهجمت عليها وكانت هتخنقها لولا تدخل باقي الزميلات...
المشترك ف كل القصص دي هي نادية...
"نادية" هي البنت اللي عندها جسم رياضي مرن وقوة رهيبة برغم حجمها القليل وهي اللي هددت خطيبة حبيبها السابق وكانت ناوية فعلًا تقتلها لولا إن اسمها اتذكر في المحضر ولعدد من الناس عشان كانت هتبقى مشتبه فيه رئيسي لو عملتها، وهي اللي سرقت الفرع التاني بتاع الملابس الرياضية وهي برضه الحرامية اللي سرقت فرع مصر الجديدة....
تركيبة مميزة من العنف وإدمان السرقة والذكاء الشديد، تركيبة قاتلة!
ليلة القتل "ميسون" قررت بعد ما قفلوا وراجعوا الحسابات إنها تعمل موضوع التفتيش اللي المديرة قالت عليه...
"نادية" وشها جاب ألوان بس اضطرت توافق...
"ميسون" لقت حاجة، بنطلون بالرقاقة الحديد، مش متحاسب عليه، متاخد!
أهو حظ "نادية" إنها كانت سارقه بنطلون يومها بالذات أو نصيب "ميسون"...
"نادية" رفعت راسها ل"ميسون" وبعدين بسرعة اتهربت من عنيها عشان افتكرت إنها المفروض متقولهاش حاجة، تروح تبلغ المديرة وبس...
"نادية" هي اللي اتكلمت، قالت إنها جت في الشيفت الصباحي واشترت البنطلون من زميلتهم وحتى لو حابه تتأكد تكلمها...
"ميسون" كان باين عليها إنها مرتبكة ومش مصدقة لكن عملت أداء خايب كده على أساس إنها مصدقاها ومش محتاجة تتأكد من زميلتهم...
قفلوا كل حاجة ومشيوا، لكن "نادية" غيرت رأيها، قررت إن "ميسون" مترجعش بيتها لإنها أكيد هتبلغ عنها والمرة دي ممكن متعديش زي كل مرة وهتتفضح، والله أعلم بقى البوليس كان هينبش ف إيه تاني وإيه اللي ممكن يتكشف. محدش يعرف أصلًا إذا كانت "ميسون" الضحية الأولى ولا في ضحايا غيرها مدفونين ف خزنة أسرارها القذرة..
المهم إنها كلمتها وقالت على موضوع المحفظة الضايعة جوه المحل عشان ترجعها. اللي "نادية" متعرفوش إن "ميسون" قبلها بدقيقة كانت بتتكلم مع الزميلة بتاعة الشيفت الصباحي وسألتها إذا كانت "نادية" عدت عليهم واشترت أي قطعة هدوم والإجابة طبعًا كانت لأ.
نيجي بقى للمحفظة ال"ضايعة"، المحفظة كانت موجودة في المستشفى اللي "نادية" اتنقلت ليها وده لإنها كانت معاها وهم بينقلوها، كانت ف جيب البنطلون!
والزميلة اللي اتسألت من "ميسون" حكيتلي عن المكالمة ف وسط تحقيقاتي مع أي حد ليه علاقة ب"نادية" و"ميسون"...
اللغز الكوميدي هو وجود فرد الجزم الرجالي في المحل، مكنوش من بضاعة المحل نفسه. جابتهم منين؟ سرقتهم من محل تاني ف وقت ما وكانت محتفظة بيهم معاها في العربية مثلًا؟ يجوز، مع "نادية" أي حاجة ممكنة...
أنا كنت خلاص اتأكدت.. مفيش شك إن "نادية" هي اللي قتلت، هي اللي طعنت "ميسون" 331 طعنة واتسببتلها ف كدمات رهيبة على جسمها و"ميسون" قاومت، كانت معركة عنيفة بتحاول فيها تنجي بحياتها، لكن كان فاضل حته صغيرة تشبع غريزة المحققين اللي عندي واللي ماكتشفتهاش لحد القضية دي...
وصلت للحبل اللي كان مربوط ف إيد "نادية" وشفت العلامات اللي كنت مستنيه أشوفها، آثار عض على الحبل، وده لإن "نادية" ربطت نفسها بنفسها، بعد ما ربطت رجليها بإيديها، ربطت إيديها وشدت الحبل بسنانها. ظني طلع ف محله.. ضحكت بصوت عالي وأنا بشوف آثار العض....
"تمت"
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333719
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189537
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181224
4الكاتبمدونة زينب حمدي169705
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130941
6الكاتبمدونة مني امين116765
7الكاتبمدونة سمير حماد 107679
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97814
9الكاتبمدونة مني العقدة94932
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91557

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

2043 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع