في عالم من منطقة إقليم الباسك في شمال إسبانيا إدعى أن اللغة البشكنشية أو الباسكية هي أم اللغات، وفي القرن العشرين ادعى عالم لغوي ألماني أن أصل اللغات هي الألمانية واللغات التانية مجرد نتاج فاسد وملتوي ومحور للغة "الألمانية الأم"..

في نظرية تانية بتقول أن مفيش لغة واحدة أم، ببساطة اللي حصل أن جماعات مختلفة عايشة ف أماكن مختلفة بدأت تتواصل بلغات متعددة، يعني اللغات اتولدت وتطورت بالتوازي مع بعضها وبكده في كذا لغة أم، واللغات دي اتطورت واتقسمت للغات تانية وده تفسير تشابه الكلمات ما بين فئات معينة من اللغات، يعني ممكن نحط الإنجليزي والفرنساوي والأسباني والإيطالي مع بعض ودول أصلهم واحد وممكن نحط العربي مع الفارسي والتركي ونقول دول أصلهم واحد واللغات الآسيوية برده بس مش كلهم أصلهم لغة واحدة، في كذا لغة أصلية واسمها "نظرية الشمعدانات"..

أما المتمسكين بنظرية "اللغة الأم الواحدة" فأغلبهم بيعتقدوا أن إفريقيا هي المنشأ! اللغة الأم بدأت فيها لأن الأدلة بتشير أن الحضارة البشرية بدأت هناك، في مصر والجزيرة العربية واليمن وغيره وأن الإنسان بدأ ترحاله من هناك، مشي لحد ما استقر ف مكان وكون قبيلته الخاصة بيه بعيد عن الموقع الأصلي وعن عيلته الأولى وبعديها من نسله ناس تانية شدوا الترحال كونوا قبائل وعائلات ومن نسلهم انتشروا وكهذا والتطور جه مع البعد المكاني والزماني لحد ما التطورات البسيطة شوية شوية خلال آلاف السنين (ويمكن ملايين)بقت تطورات كبيرة واتخلق مفهوم "اللغات"...

أما بالنسبة للأديان فمثلًا القرآن والإنجيل مذكور فيهم أن الله علم آدم الأسماء كلها وفسر علماء الفقه والدين أن ده معناه وفيما يتضمن أصول اللغات كلها ، يعني الإنسان اتخلق وهو عنده علم بالأصول دي واللغات دي اتورثت بعد كده، علمنا اللي موجود دلوقتي بما فيه اللغات هو علم مورث من آلاف آلاف السنين من أبونا آدم عليه السلام، طيب آدم نفسه لما نزل الأرض كان بيتكلم بأنهي لغة بغض النظر عن علمه الواسع؟ الله ورسوله أعلم!

الدكتور مصطفى محمود بحث فترة وكتب عن الموضوع ده وكمان اتكلم فيه ف برنامجه العظيم "العلم والإيمان" وهو آمن بنظرية اللغة الأم وجاب أمثلة لكلمات زي "كهف" اللي هي في الإنجليزي "cave" وفي الفرنساوي "cave" (بس النطق مختلف) وفي الإيطالي "cava" وفي اللاتيني "cavus" وإهتم بالأخص بكتابات ونظريات الأستاذة المتخصصة في علم اللغويات "تحية عبد العزيز إسماعيل" اللي وصلت بعد سنين وسنين من الدراسة والبحث وتتبع خيوط اللغات أن "اللغة العربية" هي الأصل! والسبب الأول هو سعة اللغة العربية وفقر اللغات التانية بالمقارنة بيها لأن اللغة اللاتينية مثلا فيها 700 جذر بس والساكسونية 2000 ، العربي بقى 16000 جذر. كمان التركيب والاشتقاق في معاني الكلمات يعني مثلا في الانجليزي لفظ tall يعني طويل ، أما العربي مشتقات الكلمة ملهاش عدد "طال يطول وطائل وطائلة وطويل وطويلة وذو الطول ومستطيل" إلخ، ونلاقي الحروف عادة بيبقى ليها مغزى ومعنى معين، يعني أول ما نشوف الحرف عادة بنستنتج إحساس معين زي مثلا "الحاء" نلاقيها رمز للسخونة أو المواقف الحادة زي حمى وحرارة وحر وحب وحريق وحقد ولو تتبعنا تاريخ اللغة العربية وقواعدها ونحوها هنلاقي أنها تعتبر ثابتة محصلش فيها تغييرات قوية وفضلت محافظة على هيكلها بعكس اللغات التانية ومن أصحاب النظرية دي بيقول أن ده سبب إختيار العربية لغة للقرآن، لأنها اللغة الأقل عرضة للتغيير والتحريف ومن خواص القرآن أنه وعاء محفوظ وأخيرًا الدكتور مصطفى محمود كان منفعل جدًا ومستاء بسبب أن تقريبا كل العلما الأجانب اللغويين والمهتمين بتتبع أصول اللغات وأماكنها وهما نفسهم المعترفين أن أصل اللغات غالبا أفريقي لا يمكن يشيروا للغة العربية، بيذكروا كل اللغات التانية معندهمش مشكلة يقولوا "اللاتينية، الساكسونية، القبطية، الباسكية" لكن ييجوا عند العربية وببساطة يقولوا "أفريقية"! وده شيء فاضح جدًا وبالعكس يخلي المتأمل يحس أن في حاجة غريبة لأنهم حتى مش بيشيروا للغة العربية ولو على أنها لغة فرعية بلاش اللغة الأم، زي الصينية ولا اليابانية، لأ بيتجنبوا تمامًا ذكرها والألطف بقى أنهم مؤخرًا بدأوا يشيروا بأن أصل اللغات العبرية!

أنتوا رأيكم ايه، البذرة الأصلية لشجرة اللغات اتزرعت فين ونطقت بأنهي لغة؟