آخر الموثقات

  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  • لابوبو الجزء ٣
  • رسالة من مخيم جنين 
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. إيثار - الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

أشباهنا- كان ياما كان خلص الكلام

المركبة الفضائية اخترقت غلاف توأم الأرض ونزلت من سماه بسرعة رهيبة....

"أركان" مشي بتحمس ناحية باب الخروج. "أزهر" أخد باله لما خلاص كان جنب الباب، بصل له في ذهول وقال:

=أنت رايح فين؟

  -ايه، هخرج!

  =إزاي وانت مش لابس البدلة بتاعتك، هتخرج كده، إفرض..

"أركان" مداهوش فرصة، حط إيده على الزرار وفتح الباب وهو بيقول:

  -أفرض ايه؟ مش إحنا اتأكدنا أن المناخ هنا ونسب الغازات في الجو زينا بالظبط؟

  = ايوه بس برضه إحتياطي.

   ولا حياة لمن تنادي، طلع بره ومشي خطوات ، و"أزهر" بيراقبه في رعب من شباك المركبة،أما "أركان" فبص حواليه وبعدين بص للسما وفرد دراعاته على الآخر ولف ل "أزهر" وهو بيضحك وبياخد نفس طويل، شهيق وزفير، بيتباهى!

 -الله، الله!

دي الكلمة اللي قالها "أركان" وكررها، ميزها "أزهر" من حركة شفايفه....

"أركان" كمل كلامه:

  -يا جبان، تعالى، انت مفوت جمال مش متخيله، إنزل!

وبرضه ميز "أزهر" اللي بيقوله "أركان" من حركة إيديه وهو بيشاورله عشان ينضم ليه، "أزهر" أخيرًا اتجرأ وفتح الباب، وقتها كان الحماس طغى على الخوف اللي جواه، خرج من المركبة وشاف منظر، متخيلش في حياته إنه هيشوفه، لقى بحر فيروزي ورملة دهبي ووراهم من بعيد مساحات خضرة كبيرة......

في البداية كان واقف عمال يلف حوالين نفسه، ويلف ويلف، وبعدين اتحرك شوية في اتجاه "أركان" وابتسامته كانت كل شوية توسع وهو بيقرب، قال بصوت عالي بزيادة:

 = إحنا متنا في السكة؟

  -لأ إحنا وصلنا!

لف تاني وهو بيضحك وسأل:

 = كل ده حقيقي؟

 -حقيقي، يا ربي! حقيقي، إحنا أول اتنين نوصل على توأم الأرض، اسمائنا هتتكتب على أهرامات تشوفها الأجيال الجايه بعد آلاف السنين، وهيتعمل لنا تماثيل في أشهر الميادين في العالم كله، وهندخل التاريخ، سيرتنا هتتحكي على مخطوطات بكل اللغات، إفرح يا "أزهر"!

 الاتنين انفجروا في الضحك وقربوا بنفس السرعة، وحضنوا بعض، وفضلوا يبصوا في كل الاتجاهات وفوقيهم، بيتأملوا الجنة اللي نزلوا ليها..

بعدها "أزهر" شمر بنطلونه وجري ناحية البحر وانطلق "أركان" وراه، والضحك مستمر، غاصوا وعاموا في الميه الدافية...

الشمس كانت قربت تنطفي، والغروب زود من الأجواء الساحرة....

الاتنين "أزهر"، و"أركان" قعدوا على الرملة جنب بعض، كانوا منهكين من العوم والحركة الزيادة وكمان الرحلة من الأرض لهناك، الجوع قرص معدتهم بس مكنوش قادرين يقوموا، فضلوا كده وقت لحد ما قرروا يجيبوا أكل من أقرب مكان، أقل مجهود ممكن يتعمل، قاموا اصطادوا كام سمكة من السمك الكتير الموجود في الميه، حتى مضطروش يدخلوا مسافات، السمك الصغير كان قرب الشط، حتى السمك كان مميز، ألوانه مزهزهه، جابوا كام سمكة ملونين وبعدين "أزهر" مشي شوية لحد المساحات الخضرة، واستهدف أول شجرة صغيرة شافها، قطع منها فروع، في نفس الوقت "أركان" راح على المركبة وخرج

منها ولاعات....

ضموا الفروع وولعوا فيها النار وفضلوا يقلبوا السمك عليها لحد ما استوى...

أكلوا وشبعوا وبعدها افتكروا حاجة مهمة، مكالمة كانوا المفروض يعملوها أول ما نزلوا من المركبة، مكالمة للأرض، للوكالة الفضائية عشان يبلغوهم بوصولهم وتقاريرهم الأولية عن توأم الأرض، كان معاهم أجهزة اتصال متطورة يقدروا منها يبعتوا رسايل صوتية زي نظام تطبيقات الدردشة في عصرنا....

أول حاجة "أزهر" قالها:

= انتوا مش متخيلين، أنتوا مش عايشين!

كان بيضحك وهو بيبعت الرسالة، و "أركان" كمل على كلامه بنفس اللهجة:

 -أنا مبسوط إننا كنا فيران تجارب وحبيتوا تضحوا بينا.

الطبيعي إن الرسالة بتاخد وقت عبال ما توصل لزمايلهم عشان كده قفلوا الجهاز ورموه ومهتموش....

الليل دخل عليهم، الاتنبن مددوا على الرملة جنب بعض، وفضلوا يتأملوا النجوم لشوية وقت حلوين....

برغم تعبهم كان صعب يغفلوا، عمرهم ما شافوا منظر زي ده قبل كده، سطوع النجوم كان عجيب، كإنها نجفة فيها لمض قوية وعددها كمان، مكنش في حته في السما فاضية، النوم فضل يحاول معاهم وهم يقاوموه غصب عنهم من جمال المنظر لحد ما في الآخر غلبهم وسلموا ليه...

راحوا في نوم عميق....

"أركان" فتح عينه، كإنه كان في حلم، مش قادر يميز الواقع من الخيال، هل يا ترى كل ده كان حلم؟ ولا فعلًا سافروا من الأرض لكوكب تاني شبهه وكانوا أول من وصلوا عليه وعاشوا أجمل يوم، ما بين بحر وغابة وسما مترصعة بالنجوم؟ عينه فتحت شوية شوية والرؤية بقت أوضح، بص ل"أزهر" لقاه لسه نايم. مش حلم ولا حاجة، دي حقيقة....

هو ميعرفش إيه بالظبط اللي صحاه، النور يادوبك اخترق السحاب، ولساهم في البرزخ ما بين الليل والنهار، والمفروض لسه جعان نوم، بعدها لمح خيط من الدخان على بعد كام متر، قام وهو بيترنح، لسه بيحاول يتماسك، قرب شوية من الدخان، لمح وقتها كورة صغيرة، هي اللي بيطلع منها الدخان....

عينه وسعت، فاق وبقى واعي ميه في الميه، اتراجع بسرعة، مد دراعه ل"أزهر" اللي كان في سابع نومة بيهزه عشان يصحى....

"أزهر" مصحيش، و"أركان" الهلع ابتدى يسيطر عليه فزاد من هزته على "أزهر"

اللي أخيرًا بدأ يفوق، حرك جفونه، وبعدين فتح عنيه بصعوبة...

قال:

= ايه، ايه!

  -بص، ايه ده؟ قوم شوف.

"أزهر" شاف خيط الدخان اللي ارتفع للسما، قام ببطء لحد ما وصل للكورة الزرقة اللي هي المصدر، هنا لف وجري ل"أركان"، مسك دراعاته في عنف وقال:

  = إجري!

  -ايه ده، عبارة عن إيه؟

  = قنبلة يدوية!

  -قن.. إزاي؟

  = يلا!

الاتنين جريوا بأقصى سرعة، نجحوا إنهم يبعدوا كام متر قبل ما القنبلة تنفجر وكل واحد يترمي في اتجاه....

"أزهر" كان بيتخنق، بالعافية ان قادر يتنفس، فضل يكح، صدره هينفجر، الرؤية مكنتش واضحة، شوب، الضباب مالي المكان، هو إيه اللي حصل؟ عقله بيحاول يترجم، مش فاهم، حجاب على عينه وإدراكه، قعد، رفع إيديه، حتى دول مش عارف يشوفهم مهما قربهم لوشه...

قام بعد وقت، يأما الضباب خف يا عينه خدت على الضلمة، لكنه ميز أكتر من الأول، جر في رجله وهو حاطط إيده على بوقه، فضل ينادي على "أركان" وأخيرًا لمحه، كان قاعد نفس قعدته من شوية، نفسها الحيرة وقلة الحيلة...

 "أركان" أول ما شافه سأل:

-هو في إيه؟

= مش عارف، أنت كويس؟

  -متهيألي.

"أزهر" وصل لأركان وأخيرًا بقى قادر يشوفه بوضوح، بس وقتها اتجمد مكانه، وقف الكلام، عينه متحركتش وكإنه اتحول لصنم...

سأله "أركان" بقلق:

  -مالك يا "أزهر"، إنت كويس؟

"أركان" مكنش مدرك، كان حاسس بإنه مرهق شويتين من الحركة المفاجئة والفزع والرمية اللي اترماها، لكنه ميعرفش إن في مسمارين كبار متثبتين في الجنب اليمين ورا المعدة، وإنهم اخترقوا كليته وإنه بينزف أنهار من الدم!

"أزهر" بلع ريقه بصعوبة، تنى ركبته وقعد قصاد "أركان" وهو بيراقب المنظر المرعب وقال:

 = إحنا لازم نتحرك شوية.

عين "أركان" أخيرًا وقعت على الدم، بص على الجرح شوية وميز المسامير....

  -"أزهر"؟..

  = ايوه

  -هو ده معناه؟

  = للأسف، للأسف انا كنت صح، توأم الأرض هو مجرد كوكب أرض تاني، ميعملش كده غير بشر، هنا في بشر، للأسف في بشر زينا!

"أركان" راسه دلدلت، كان على وشك يفقد الوعي، "أزهر" قال له:

 = إحنا لازم نتحرك..دلوقتي!

  -هنتحرك فين؟

  = نبعد شوية، نبعد كتير، على قد ما نقدر!

  قرب من "أركان" ووقفه ورفع دراعه لفها حوالين رقبته، مشيوا ببطء، الضباب كان بدأ يروح، كام خطوة جوه الغابة ووقفوا عشان "أزهار" رصد حاجة، قدامهم كان في حقل بأعشاب طويلة وكثيفة تشبه مزارع الدرة، وبعدها علطول سمعوا صوت عالي، صوت بشع، قريب، قريب أوي، "أزهر" بص فوقيه لقى جسم دائري بيلف بسرعة على مسافة قريبة، طبق طاير!

الطبق ده يشبه لحد كبير الأطباق الطايرة اللي أهل كوكب الأرض ادعوا إنهم شافوها، نفس الوصف اللي قالوا عليه، ناس من جهات مختلفة من العالم على مر العصور، وصور اترسمت في الكهوف وأوصاف اتكتبت في المخطوطات التاريخية، لكن كل اللي شاف الأطباق دي كان فاكر إنها بتاعة فضائيين!

بعد ما "أزهر" اتجمد لحظات ورقبته كانت معووجة ناحية السما، أدرك إنه لازم يتحرك...

زعق في "أركان":

= يالاااااا!

 وجري وهو تقريبًا شايل "أركان" بأقصى سرعة ممكنة ما بين الأعشاب الطويلة

و"أركان" كان خلاص شبه أغمى عليه....

الطبق الطاير بدأ يطلق شرارة متوجهة ناحية الأرض، الدوشة كانت بشعة، مفزعة، "أزهر" معندوش فكرة بمصدر القوة اللي جتله واللي خلته يشيل "أركان" بعد ما كان سانده ويجري بيه أسرع وأسرع...

أهي دي بقى القوة الخفية اللي فينا، أكبر قوة....

"عبد الخالق" وقفني بعيونه اللي بتملع وسأل:

-قوة إيه يا تيتا سكينة؟

= القوة اللي مصدرها الرغبة في النجاة!

بيبقى في زي خانة مستخبية جوانا فيها حبة بنزين حلوين، الخانة دي في الظروف العادية إحنا مبنشوفهاش ولا بندركها أصلًا، بتبقى خفية، لحد ما بتيجي لحظة الخطر، الخطر على حياتنا، بنلاقينا بند إيدينا وبنفتحها، إيدينا عارفة بالظبط الطريق ليها، وبنخرج البنزين الاحتياطي ده وبنستخدمه عشان نعيش، طاقة رهيبة مكناش عارفين إنها فينا!

بعد ما "أركان" كان فقد الوعي فاق شوية، قدر برغم الألم والدم الرهيب اللي فقده يسأل "أزهر" بصوت هامس:

 -هما بيعملوا كده ليه، عايزين منا ايه؟

= مش عارف يا "أركان"، لكن عندي إحساس كده...سيناريو مرعب....

- إيه هو؟

= إحساسي بيقول إن إحنا مش مستهدفين! الموضوع ملوش علاقة بينا، مش منطقي، قنابل وأطباق طايرة، كل ده عشان يقتلونا، إحنا أتفه من كده، حدسي بيقول إننا وصلنا في وقت مش مناسب، إتحاصرنا جوه معركة مش بتاعتنا...

-يعني ميعرفوش اننا هنا؟!

= معندهمش فكرة.

"أركان" ضحك ضحكة بسيطة مليانة مرار ورد:

-مش فارقة كتير!

أول ما خلص جملته، انطلقت صواريخ من الأرض ناحية الطبق الطاير، الطبق انفجر واتفتت لآلاف القطع الصغيرة في كل الحقل وبراه...

اللي مكنوش شايفينه هو إن على بعد مسافة منهم، في قوات كانت وصلت على الشط، كانوا راكبين حاجات تشبه السفن، لكن متطورة جدًا، بتجري بسرعة رهيبة في البحر وبتشيل أعداد مهولة من البشر ، القوات كانت لابسة زي موحد، نزلوا من على أول سفينة ووراهم كان فيه مئات ومئات السفن، لدرجة إن البحر مبقاش باين من عددهم...

كانوا شايلين أسلحة وعلى وشوشهم أقنعة مغطية ملامحهم تمامًا، فيها بس فتحات للنفس، ولابسين بدل واقية تحت الزي الموحد، وكلهم مشيوا بنفس الخطوات، ونفس السرعة كإنهم سنان مشط، لحد ما وصلوا لطرف الغابة وفي نفس الوقت اتفرقوا بحركة منظمة، كل مجموعة في اتجاه....

"أزهر" و"أركان" جالهم صمم مؤقت، مكنوش قادرين يسمعوا أي صوت بسبب الإنفجار الرهيب بتاع الطبق الطاير، ويدوبك لما استعادوا السمع بدأت فقرة ضرب الرصاص والقنابل والنار اللي جعانة وبتنتشر، عايزه تاكل الأخضر واليابس....

لحد الوقت ده محدش يعرف بوجود الأغراب عن الكوكب بس على رأي "أركان" مكنتش فارقة، كانوا معرضين للموت في كل لحظة، سواء اتعرفوا ولا متعرفوش، ولقوا نفسهم أطراف في حرب مجهولة ملهمش ذنب أو دور فيها....

        ************

  -يا تيتا انتي ليه بتعملي في الشخصيات كده؟

 "راحيل" سألتني...

رديت عليها:

 = أنهي شخصيات؟

-شخصيات القصص كلها، الغزالة وقاهرة وأزهر وأركان؟

= وأنا بعمل فيهم إيه؟

-ليه تخليهم يتعذبوا بالشكل ده؟

= انا مليش علاقة يا راحيل أنا مجرد الحكاواتي!

سكتت شوية وبعدين قلت:

= أفهم من كده إنكوا مش عايزنني أكمل، مش قد الحكاية؟

أصواتهم اترفعت ودخلت في بعض، كلها اعتراضات على اللي قلته وإلحاح إني أكمل....

      ************

قرص الشمس بعد ما كان ليه هيبة حدته خفت، وكإنه هو كمان كان طرف في المعركة، بيزيد من عذاب "أزهر" و"أركان"، الشمس أصلها كانت قوية قوي وده صعب من هروبهم وسط الرصاص والقنابل، كل العناصر اتجمعت ضدهم، وكإن الكون كله عداهم، وأكتر عنصر هو الأمل اللي جري عليهم بدراعات مفتوحة قبلها بيوم بس وبعدين قداهم ضهره وخاصمهم!

بس بعد كده....

قطرات الميه جريت على كف "أزهر"، وقطرات على كفه التاني، وبعدها اتكاترت ونزلت على راسه اللي كانت قايدة فيها النار، بص فوقه ولقى السما بتنزل ستارة من الأمطار وكإنها بتطبطب عليهم....

كان نسي تمامًا القاعدة دي، إن بعد الحروب بتنزل المطرة وده عشان الرطوبة و الحرارة اللي بتسببها الحرايق و بتوصل للسحاب، وكأنه الضيف الخفيف اللي بيظهر في آخر المسرحية لكن بيكون ليه الأثر الأكبر، بيقفلها قفلة دراماتيكية، فرحة ممزوجة بمرارة....

"أركان" قال بصوت مهزوز:

 -أنا خلاص مش قادر!

 "أزهر" رد عليه:

  = شوية كمان، نتأكد إننا بعدنا كفاية عن المعركة، قطعنا مسافة كبيرة، استحمل شوية بس، هنكمل حبة....

-نكمل لإيه، إيه هدفنا؟ هنا زي هناك زي أي حته، إحنا غُرب عن الكوكب ده وهنفضل مهاريب مهما بعدنا!

  = مبقلناش يومين، أكيد مع الوقت هنعرف نتأقلم إزاي ونروح فين.

  -انا في مسمارين بينخروا ف جنبي! بتقطع،جسمي إتصفي، مبقتش قادر.

جسم "أركان" ارتخى، التقل زاد على "أزهر"، فلت منه ووقع على الأرض، استسلم، مطلعتش منه حتى "أي"، كان شعور بالسلام أول مرة يجيله من وقت ما اتصاب، خلاص مفيش أدرينالين، مفيش توتر، ولا دافع يخليه يعافر ويصمد، ده إسمه "سلام النهايات"، "سلام رفع الراية البيضا والاستسلام"، "سلام الركود والهدوء بغض النظر"، "بغض النظر"....

مقدرتش أقاوم دموعي، دمعتين نزلوا على وشي وعيني مش بترمش، حالته أصلها فكرتني بحالي، جوايا معركة ما بين رغبتي إني أستنى والرغبة إني أقفل باب الأمل واستسلم لإنها مش جايه، مش هشوفها تاني....

"جوهر " مدت إيدها الصغيرة وحطتها على إيدي، سألتني:

-مالك يا تيتا؟

= أبدًا، أوقات كده بنندمج مع أبطال حكاياتنا، ومش بنعرف نفصل ما بين مشاعرهم ومشاعرنا....خليني أكمل لكم، "أركان" كان خلاص بيروح لغروبه، هيدخل في غيبوبة، لكنه حرك راسه شوية صغيرين وهو بيشاور على حاجة وقال:

 -ايه ده؟

"أزهر" بص في الاتجاه اللي كا بيشاور عليه، كان في شخص تالت على بعد أشبار منهم، ممدد على الأرض، لابس زي أصفر وقناع مخبي راسه بالكامل ونضارة سودة ملزوقة في القناع عند العيون، شبه نضارات الغوص...

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350250
2الكاتبمدونة نهلة حمودة204991
3الكاتبمدونة ياسر سلمي189986
4الكاتبمدونة زينب حمدي176640
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138268
6الكاتبمدونة مني امين118803
7الكاتبمدونة سمير حماد 112533
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103763
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101091
10الكاتبمدونة مني العقدة98508

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1860 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع