"الحلقة الثانية- لغز الناجي الوحيد في الركن الهادي البعيد"
-"الحكاية بدأت لما كنا قاعدين على العربية بنحكي بينما بياكلوا الحلويات"
-بعد ما سرقتوني.
-بالظبط يا عم "عواطف"، واه أسفاه، بس أحب انوه وأؤكد اني مسرقتش.
-انا تقريبًا متأكد من ده، مش عشان انت بتقول كده، بس عشان نظرية مؤامرة كونية قابعة ف وجداني، كمل.
-كنا بنتكلم على الشبورة الغامضة المريبة، اللي من وقت ما جت مارحتش، ده غير إنها مختلفة عن أي شبورة تانية لأنها موجودة ف كل حته لدرجة أن الواحد مش بيشوف آخر الشارع، وبعدين سمعنا صوت همهمهات زي ما يكون في كذه حد موجود حوالينا مش شايفينهم ، بيغنوا بصوت واطي ، لحد ما ظهرت ست بتجري علينا وتستنجد بينا، بتصرخ وتقول إنها إتعضت من "الزومبيز الأوغاد"...
-الزومبيز أشرف من الأوغاد اللي بيسرقوا الميه والزاد!
-الزومبيز دول كانوا بيغنوا "بنت الجيران".
-إخس!
-المهم كل حاجة بعد كده حصلت بسرعة جدًا، جرينا بعزم ما فينا، كأننا بنلعب قنابل بالونات الميه والزومبيز بيجروا ورانا ويتكاتروا علينا لحد ما لقينا جراج تحت الأرض، اتدألجنا ونزلنا فيه بس الزومبيز الملاعين اصطادونا واحد ورا التاني وحتى الحسناء اللي قابلناها ف الأوضة المظلمة في الجراج مسلمتش منهم ، كانت مجروحة فعلًا والدنيا جايه عليها واتعضت من الزومبيز وف طور التحول ما بين عمرو دياب والمهرجانات وفي النهاية ضحت بنفسها عشاني، بفكر أكتب مذكراتي عن اللي حصل واسميها "الزومبيز والحسناء في بلاد الواء واء".
-لو عايز تنشر المذكرات أنا أعرف كاتب حويط عقله نشيط إسمه "ياسين رحمي" بيعتقد أن سكان جوف الأرض موجودين جوه القلل وبينفخوا في الميه عشان كده بتطلع ساقعة لأن أنفاسهم باردة وأن ليلى علوي من قناديل البحر المريخية لذلك مش بتشيخ وأن الضباب فتح بوابات لعوالم تانية ودخلت عجائب وظواهر لا ورائية، هديك الواطس بتاعه، المهم إحكيلي القصة انتهت ازاي وخليك دقيق، من فضلك متسبش أي تفاصيل.
-بعد ما الزومبيز خلصوا على السوحاب، انا طلعت أجري ، بس...
-ايه؟
-في حاجة غريبة لسه واخد بالي منها دلوقتي.
-شوقنا اكتر شوقنا.
-انا تعبت من الجري بعد مسافة متر وربع وبدأت ابطء وامشي عادي، لكن الأصوات كلها كانت اختفت، مكانش في أموات أحياء!
ازبهل "عواطف" وانتابته رجفة مع توسع في بؤبؤ العين وتكاثر في خطوط الجبهه وشحوب كموني على وجهه ويديه.
-أنت يا "رجاء" احتمال تكون السرفايفنج الوحيد في المسلسل ده...
-قصدك ايه؟
-في دفعة أوغاد قبليكم ادوني باقي فلوسي لبان وبسكويت وطلعوا يجروا، دخلوا في لعنة لا منتهية، اتحبسوا ف أوضة مع أغاني محمد محيي إلى الأبد ودلوقتي زمايلك الأوغاد أصابتهم لعنة الزومبيز إلا أنت وأنت الوحيد اللي مسرقتش.
-وده معناه إيه؟
-مش عارف بس الفار بيلعب ف عبي.....لأ لأ مينفعش أفكر التفكير اللا عقلاني ده، أنا راجل متعلم ، روحت مدرسة " كوم الدكك" وكنت بتفرج على البرامج التعليمية بتاعة القناة التانية.
-طيب استأذن انا بقى.
-لأ أرجوك متسبنيش، انا حاسس أنك تو ما تمشي هتحصل حاجة.
-أنا لازم أمشي ده انا عبال ما أوصل للبيت في الضباب ده هاخد وقت أكتر من بطل "إنترستيلار".
بدأ "عواطف" ينتحب ويخرج منه صوت مشابه لجرو كلب ، جلس على ركبتيه وصرخ باكيًا راجيًا "رجاء" أن يبقى لكنه مضى برغم ذلك، يمشي ببطء في مشهد سينمائي خطير...
فجأة غابت الشمس، مع أن الساعة لم تتجاوز الثانية بعد الظهر وكأن هناك ستارًا من الظلام غطى الوجود، ثم سمع "عواطف" أصوات فحيح واضحة وعالية للغاية!.....
"يتبع"
(لا ينصح بقراءة الحلقات لمن هم أقل من سنتين ومن يملك مشاكل في القلب أو الضغط أو إرتجاع في المريء)