إتسع بؤبؤ عينه بينما راقب تلك السيارة الفارهة ، لم تكن هناك حركة لثوانٍ ويكأنما القصة محتاجة غموض وساسبنز، وأخيرًا فُتح باب السائق لتترجل منه امرأة في العقد الخامس من عمرها، لابسه فرو تعلب آخر شياكة وفخامة مع راس التعلب متدلى من طرفه ، تحته قميص ساتان باللون البني الغني وتنورة سوداء أنيقة بالكاد تلامس ركبتيها..
ولدهشة "عواطف"، إقتربت المرأة بنت ذوات مدينتي منه وكأنها تستهدف كشكه، أتت له أو لكشكه!
-لو كنتي جايه عشان "مهيطل" فمهيطل مبقاش موجود ولو كنتي جايه عشان الضباب الماروائي فمحدش هيعرف يستخبى من الضباب.
-أنا جايه اخد سجاير.
مد "عواطف" يده بعلبة السجائر التي طلبتها وأغمض عينه في أسى.
-مالك؟ حيران كده ليه متغير ليه دانا قلب عليييييييياك.
-خدي سجايري مش عايزها.
-اكسوكويزمي؟
-اكيد ناويه تخطفيها وتجري زي بقية الأوغاد من غير ما تدفعي فلوسها وأنا لا سني ولا لياقتي بقوا يسمحولي بإني أجري ورا حد.
-يا سيدي مش كلنا فاسدون.
ولدهشته وفرحته وسروره أخرجت من كيس نقودها مائة جنيه ووضعتها على البضاعة. أخبرها أن تنتظر بينما يحضر الباقي لكنها رفعت يدها رافضة، أعطته ظهرها ومضت في طريقها إلى السيارة.
-معقول في شهامة كده؟
مد "عواطف" يده إلى ورقة المائة جنيه المُطبقة لكنه وجدها غير مطبقة! لقد كانت نصف ورقة فقط، مقطوعة!
-اه يا بنت ال%$#@*
قفز بسرعة رهيبة وهي أطلقت لساقيها الريح وهي تصرخ:
-ياختااااااي
فتحت باب السيارة وانزلقت بحركة بهلوانية داخلها وأغلقت الباب و"عواطف" كان في أثرها وأوشك على الإمساك بها لولا غلقها للباب بفارق ثانية ، لكنه لم يستسلم ظل ممددًا ذراعيه لاصقًا جسده على السيارة حتى تحركت فارتمى جسده على الأسفلت كما ارتمت كرامته وشنطة الوسط الكروشيه...
قام ببطء مترنحًا، كانت الرؤية ضبابية وليس ذلك فقط بسبب الضباب المنتشر من أول الحكاية دي فلا تحسبوني مبتذلة بل أكيد يعني قصدي على حاجة تانية... كان مشوشًا من أثر الوقعة ومن تداعيات ذلك إختلاف شكل الطريق ، كان مُعبدًا لكنه مختلفًا! تحيط به رمال، ليست مجرد رمال بل...يبدو أنها صحراء! وهناك على مرمى البصر الأهرامات واضحة لا يوجد أمامها أو حولها اي مبانٍ تعيق تألقها وهناك مياه تمر بجوارها وي...كأنه النيل، النيل يمر بجنب الأهرامات، ما هذا؟؟ طرق معبدة تحيط بها صحراء ومياه نيل تجري بجوار الأهرامات، ما الذي؟ ماذا يحدث؟؟ ثم أين المحلات المجاورة والمباني السكنية والحفر الصغيرة وبالوعات المجاري الطافحة، أين ذهب الشارع؟؟؟!
لاحظ "عواطف" أن عددًا من المارة بدأوا يتجمعون، بالإضافة إلى ملابسهم الغريبة والشعر المستعار وذلك الميكب الذي وضعه عددًا كبيرًا منهم حول العين فقد لاحظ أنهم إنشغلوا بشيءٍ ما، بالتأكيد أوامر المخرج! فهذا موقع تصوير، تراه قد أُصيب بالإغماء على الأسفلت مثلًا من اثر الارتطام بالأسفلت، وظل فاقدًا للوعي لفترة واثناءها قرر عددًا من الاشخاص تصوير فيلم ما في هذا الطريق وقاموا بإزالة جميع معالم الطريق والمباني القريبة من الأهرامات ووضعوا هؤلاء الناس ونقلوا نهر النيل بجواره وأحضروا الصحراء ، مهلًا! ما هذا الهراء!
قرر "عواطف" أن ينظر حيث نظر الجمع ليرى ما الذي يثير انتباههم إلى هذه الدرجة فوجدهم ينظرون إلى كشك "كانزات رقيقة" ويكأنه لم يكن هناك قبلًا وقد تفاجئوا بوجوده!.....
"يتبع"
#الأوغاد_كمان_وكمان
#ياسمين_رحمي
(لا ينصح بقراءة الحلقات لمن هم أقل من سنتين ومن يملك مشاكل في القلب أو الضغط أو إرتجاع في المريء)