-انا لا أصدق ما أسمعه أنت "عواطف عفاف المنياوي" حقًا؟
-صدقًا.
-أنت إبن "عفاف المنياوي" وحفيد "المنياوي الأسيوطي"؟
-هو أنا كنت مشترك ف الياناصيب ولا أنت السجل المدني ولا إيه؟
-سيد "عواطف" أنا قابلت السيد "عفاف" من وهلة كده وعشنا أحلى مغامرات ف أحلى قضايا ماورائية عن الماسونية المستخبية.
-معقولة الحكاية ديه؟
-أكلنا مع بعض عيش وطعمية.
-بس انا والدي اتوفى من صغري، كنت لسه في الكيندر جارتن.
-ضحكوا عليك، غموا بالأكاذيب عينيك.
-يعني أبويا لسه عايش؟
-أبوك أكبر مخبر ماورائي في مجرة التبانة والستار تريك، ده غير انه سفير النوايا الخبيثة وسارق متاحف وتاجر آثار وكمامات.
-طب هو فين دلوقتي، أنا عايز أبويا، أبويا..أبويا.
-مهلًا، مهلًا يا صاح، أنت محتاج طاقتك عشان تكمل معانا بقية المواسم، أوعى تفقد تركيزك وقوتك.
-أصبت الحق.
-واضح أن أبوك كان راجل حكيم وعنده بصيرة ورؤية مستقبلية.
-إشمعنى؟
-الحقيقة إنه قرر يبطل حياة الشقاوة والأكشن والخطر من فترة بعد ما اشتغلنا على القضية مع بعض ، محدش عارف إختفى فين بعد ما سرق كام ملف من أرشيف مكتب الملفات السرية أوي وباعهم لمكتب الملفات الخطيرة أوي العدو الحقير والغريبة أوي اننا مسمعناش عنه حاجة باستثناء...
-باستثناء إيه، إيه؟؟؟
-باستثناء لما الباب خبط عليا في يوم كان مغيم والسحب متجمعة وكنت عامل باميه مقمعة، كنت لابس الروب الجالب للحظ وبفكر في قضية عويصة جدًا وهي إنجذاب الكائنات الفضائية للولايات المتحدة الأمريكية ، فتحت ولقيت الزائر ولمفاجأتي طلع رجل البريد اللي معداش من أيام ما احمد براده كان بطل الاسكواش، لقيته ماسك ظرف قلتله ايه المناسبة والظرف؟ مد ايده من غير كلام لف ومشي لطريقه قدام وسبني لحيرتي وفضولي واقف كدهون بطولي...
-الظرف طلع في إيه؟
-كنت فاكره هيبقى خريطة أو لغز في لوحة فنان مشهور أو مفتاح لمستشفى أشباح بس لقيت الأغرب من ده كله...
-الشوق الشوق الشوق حيرني الشوق الشوق سهرني الشوق الشوق ليه بس يا قلبي تبص لفوق.
-لقيت جواب.
-جواب؟
-جواب.... جواب من أبوك، مكتوب على ضهره سلم ده لابني تو ما تشوفه إن عاجلًا أو بعد عشرات السنين، كان حاسس إننا هنتقابل، مخبر ما ورائي بقى...
-وال...جواب...ده...إحتفظت بيه؟
زادت دقات قلب "عواطف" واجتاحته أحاسيس متناقضة ومتداخلة، فقد شعر بالخوف الشديد والتحمس والفرح وأيضًا الحزن حيث أن هذا الجواب هو القطعة الوحيدة المتبقية من والده وإن بدأ في قراءتها فهي حتمًا ستنتهي وسينسحب شعوره بالفضول والتحمس ليحل محله شعور بالوحشة والرغبة في المزيد من ذكرى والده الحاضر الغائب، ولكن أين هو الجواب الآن، بالطبع لا يحمله العميل "مهيطل التعلب" معه فقد تركه في بيته الذي لن يستطيعا الوصول إليه بسبب الضباب المستمر.
-الجواب ده.....معايا!
قُرعت الطبول كموسيقى خلفية للمشهد لزيادة الأحداث تشويقًا ودراما بينما توسع بؤبؤ عينا "عواطف" في انتظار الخطاب الجذاب لدرجة العذاب.
أدخل "مهيطل" يده في حركة جذابة وبطيئة تحت القميص وأخرجه من جيب خفي في الصدر وسلمه إياه.
-"عواطف" لو كنت بتقرا الجواب ده فده معناه إني في جزر المالديف بتشمس بعد ما بعت الناس اللي كنت بشتغل معاهم في مكتب الملفات السرية أوي وسرقت ملفاتهم واديتها لمكتب الملفات الخطيرة أوي، حلم حياتي كان إني أبقى عميل مزدوج ونجحت فيه ، أنت كمان تقدر تحقق حلمك أيًا كان، يا "عواطف" انا مش ندمان، إوعى تفتكر إني لما مشيت وبعتكم وغدرت بيكم كان غصبن عني، لأ أنا مشيت عشان انت كنت أغتت عيل في الدنيا وكل حاجة فيك كانت بتستفزني، كنت ماشي علطول بتريل ودمك تقيل وحجمك قليل ، وأمك كانت نكدية ومش حلوة ودمها تقيل وشغلتني بنت إسمها ياسمين خلفت منها عيل سميته ياسين وعملت قرشين حلوين، المهم انا مش عايزك تبقى محبط أو قلقان تقدر تطير من غير جناحات وإياك تقول ما خلاص العمر فات ومتسمعش كلام العميل الأهطل اللي اسمه "مهيطل التعلب"، ده كان فاكر الزفة اللي شافها في الشارع وهو صغير غزو فضائي عشان العربيات اللي ماشية بسرعة وطايره عن الأرض والستات اللي ناقعة وشها في براميل البويا مع الأزرق والأخضر على عينيها اللي هيأله إنهم كائنات فضائية، أنا مؤمن بيك، تصحبك السلامة"
إغرورقت عينا "عواطف" بالدموع تأثرًا بكلمات أبيه وظل ينتحب وهو يردد : "حبيبي يابا".
-طب يا "عواطف" دي نهاية رحلتي معاك في الوقت الحالي، أستأذن انا دلوقت.
-ليه يا عميل "مهيطل" ما حنا قاعدين بنونس بعض في ظل الأجواء الماورائية دي.
-انا ورايا حاجات كتير، وحوش وفضائيين وأطياف هيمانه تايهه وسفر عبر الزمن ونداهه بتفطس الرجاله من غير أي حس بالندم...
مضى العميل التعلب بينما راقبه "عواطف" بقلبٍ ملهوف ولون مخطوف وإحساس طاغٍ بأن اللعنة لم تنتهي، وبينما هو سارحٍ ظهرت من حيث لا يدري سيارة آخر فخامة وأبهه ووقفت أمام كشكه "كانزات رقيقة"....
"يتبع"
#الأوغاد_كمان_وكمان
#دوامة_الزمكان
#ياسمين_رحمي
(لا ينصح بقراءة الحلقات لمن هم أقل من سنتين ومن يملك مشاكل في القلب أو الضغط أو إرتجاع في المريء)