برعشة وبطء شديدين رفع رأسه نحو مصدر الصوت ليجد عدة أفاعي ضخمة يصل ارتفاعها إلى السماء!
في رأسه قد تحرك بسرعة شديدة وركض بعزم ما فيه وسط الضباب يفر من تلك الوحوش حتى نجح برغم حركتها السريعة وخفتها ورشاقتها وإصرارها على الإمساك به، أما في الحقيقة فقد شل الفزع حركته حتى أنه لم يختبئ، ظل رافعًا رأسه محملقًا بالكائنات وهو في الغالب ما استفزها أكثر وجعله هدفًا لها دونًا عن باقي الخلق...
اقتربت الأفاعي منه وقد اتسعت عيناها وسال لعابها حيث ستبدأ وليمتها بهذا العواطف عفاف المنياوي الذي ينتظر مصيره القاتم حتى وصل إلى سمعه نغمات هادئة عجيبة!
"مزمار"! أهذا "مزمار"، ده باينه "مزمار" بجد!! من أين أتى صوت المزمار هذا ومن الذي يعزف عليه؟ فجأة تبدى ل"عواطف" من بعيد مزمارًا وبجانبه طيف، غطى الضباب هذا الذي عزف بينما كان المزمار واضحًا ثم توقفت الأفاعي كلها ونظرت في اتجاه واحد و تسنى لعواطف عدهم للمرة الأولى، فاتضح أنهم خمسة أفاعي عملاقة!
لم تكن الأفاعي سعيدة لكنها حتمًا كانت خاضعة! لم تكن أي شيء سوى منصاعة مستسلمة تسير نحو المزمار الذي لم يتوقف صاحبه عن العزف عليه وكأنها تحت تنويم مغناطيسي...
تجاوزت "كانزات رقيقة" و"عواطف" وأكملت إلى حيث مصدر الصوت. لم يعد "عواطف" خائفًا من الأفاعي بقدر ما أصبح خائفًا من الطيف المجهول صاحب المزمار، هذا الذي امتلك القدرة على إغواء الأفاعي وجذبها إليه...
ثم لمح "عواطف" صندوقًا صغيرًا أمسكه الرجل الغامض بينما أفلت المزمار ومع ذلك فقد استمرت الأنغام دون عزف!
ما إن اقتربت الأفاعي من الرجل أخذت تتقلص حتى صار حجمها صغيرًا بشكل كاف لتتناسب مع الصندوق وتدخل فيه بإرادتها ليطبق عليها صاحبنا "الراجل الغامض بسلامته" ويغلق الصندوق!
سار الطيف الغامض إلى الأمام بخطوات هادئة رشيقة واثقة من بتوع الأفلام الأكشن الأمريكاني حتى صار أكثر وضوحًا شيئًا فشيئًا، كان رجلًا طويلًا وسيمًا يرتدي بالطو آخر وجاهة تحته قميصًا فاتحًا، ليس أبيض، ربما أزرق أو رمادي وبنطالًا أسود....
-أنت بتعمل ايه هنا؟
-يا بب..باشا ، أنن نا صاحب الكشك ده.
-اه، ايوه، أنت مش عارف إنك المفروض تستخبى في ظل هذه الظروف الغير اعتيادية ماورائية ف الشوارع الخلفية جوه أي بيت أو عربية؟
-يا باشا ما هو من ساعة الضباب ده ما جه كنت في الكشك ومش عارف أروح، وبستخبى فيه، باستثناء لما وغد يسرق من الكشك أو ييجي عليا ، بحاول أجيبه وبرده بفشل وبرجع من غير ما امسكه، إلا ماتشرفناش باسم الكريم.
-معاك العميل "مهيطل التعلب" من قسم الملفات السرية أوي...
-"الملفات السرية أوي"؟؟!
-شششششش، مفيش حاجة إسمها الملفات السرية أوي، القسم ده مش موجود ولا عمره كان موجود وانا كمان، أنت مشوفتنيش ولا تعرفني ولا في إيدي صندوق جواه 5 تعابين عملاقة مغوية من المزمار السحري بتاعي.
-أنا حصلي تربنة ، يعني أنا بيتهيألي؟!
-لأ، انت مش بيتهيألك أنت لسه شايف 5 تعابين عملاقة مغوية من المزمار السحري بتاعي وانا إسمي العميل "مهيطل التعلب" من قسم الملفات السرية أوي اللي بيعالج قضايا الوحوش وكل ما هو ماورائي برمائي لا عقلاني ولا فيزيائي والأشتاتًا أشتوت.
-لأ انا مش هعلق.
-ياسطى، القسم موجود بالنسبة لي أنا وبقية العملاء الزملاء العميل "008" و"هيثم" و"عفاف أنيس عبيد مع أرق التمنيات بمشاهدة ممتعة" و"عديل الجعجعوني" و"سعفان مدخنة" من قسم الملفات الخطيرة أوي المنافس اللي بنكرهه وأخيرًا وليس آخرًا شريكي العزيز اللي أفقه ضيق ومش بيصدق غير في الأدلة المادية الميتافيزيقية وشايف أن مفيش دليل علمي على وجود القلب ولا الرئتين "جعيدي جماجم".
-هما دول بس اللي يعرفوا بوجود القسم؟
-اه وشوية قرايب ليا ومعارف والراجل بتاع السوبر ماركت والدليفري والعيال بتوع السايبر والبلد عندي ومحصل الكهربا.
-هايل!
-انا عندي إحساس إن المسلسل ده هياخد منحنى مثير وخطير وأن قضية الضباب وراها سبب مريب وغامض وأكيد ماورائي، على أقل تقدير إحنا اتفتح علينا باب لكون موازي زي الأرقام الكتير لصيانة كريازي.
-عميل "مهيطل" أنا عندي ليك خبر مش حلو، المسلسل ده في لعنة تانية غير لعنة الضباب الماورائي ويمكن أكتر خطورة وشقاوة...
إتسعت حدقتا العميل "التعلب" عن آخرهما ووقف محملقًا ب"عواطف" مثل قفلات مسلسلات السوب أوبرا الأمريكية التي بدأت منذ 5 أجيال ومازالت مستمرة....
#الأوغاد_كمان_وكمان
#ياسمين_رحمي
(لا ينصح بقراءة الحلقات لمن هم أقل من سنتين ومن يملك مشاكل في القلب أو الضغط أو إرتجاع في المريء)