هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الأب كون عملاق
  • أَجَلْ إِنَّنِي عَاشِقَةٌ 
  • تجاهلك..
  • حولي انت دائما ...
  • عزيزتي "أنا"
  • لا يفتى ومالك في المدينة
  • القراءة الخطأ ؟
  • الإسلام السياسي؟ و أوكار التطرف مرة واحدة؟ يا سنة سوخة ياولاد.
  • حين تُسرق الأرواح 
  • جحا والايجار القديم
  • خواطري عن الصلاة
  • روايات شائعة
  • تنهيدة مت نور
  • افهم نفسك الاول
  • هل افتقدتني؟!
  • انثى كافرة بالجغرافيا
  • حسبك يا هذا
  • اكتب
  • العبث المقدس (1)
  • المتنبي ... بين السيف و القلم
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. إوعى تقول إسمها -1-

بسم الله الرحمن الرحيم

القصة مستوحاة من أساطير شعبية

ــــــ

-بيقولوا لو ضلمت الأوضة وولعت شموع وبصيت في المراية دقايق وبعدين قلت اسمها 3 مرات هتظهرلك، هتشوف انعكاسها وراك، ولما تلف هتجيلك بأقصى سرعة، مش مشي، كإنها طافية على الأرض، هتمسكك من رقبتك وهترفعك بقوتها الطاغية لفوق، فوق، وبعدين تعصر رقبتك وتكسرها في إيدها عشان ضحكت عليها ومجبتلهاش الولد....

بلعت ريقي بالعافية، كنت برتجف من جوايا وأنا بسمعها، لكن كملت في الدور، إني مش فارق معايا، وراجل كبير مش طفل.....

سألت البنت اللي بتساعدنا في البيت:

= مين الولد؟

-عايز تعرف قصتها؟ أنا هقولك، كان في واحدة بنت إسمها "هندية" سنها من سني، عندها 16 سنة، وجميلة بردك كده زيي، كل شبان البلد بيتمنوها، مرغوبة من الكل، من أغنى غني لحد الفقير اللي مش قادر يكفي نفسه، وعشان كده أبوها اتغر بيها، مرضاش يجوزها بسهولة، كان شايف إن لسه الأحسن مجاش، يقدروا يجيبوا الأحسن والأحسن، كان فاكر إياك هيجيلها رئيس جمهورية، المهم أهو التأخير جه على دماغهم عشان "هندية" وقعت في شباك شاب من إياهم، اللي بتسبيلة عين وغمازة خد جابها الأرض وخلاها تقع في عشقه، وأهو ده بقى مكنش غرضه الجواز، دونًا عن الكل غرضه كان دنيء....

اتكسفت اسألها يعني إيه غرضه دنيء؟ أبان عيل يعني؟ مش فاهم؟ أهو فضلت أحرك في راسي على أساس فاهم كويس ومتابع وكده...

"فايزة" كملت....

-مش بس المحظور وقع، كمان عرفت إن في عيل في بطنها، كان خبر مهبب، راحت للواد اللي غرها وفضلت تترجى فيه يتقدملها ويستر عليها لكن هو رفض واستندل وقال لها إن العيل مش بتاعه، ممكن يكون بتاع أي راجل تاني عشان مشيها البطال، الدم غلي في عروقها، رفعت حجارة وضربتها على نفوخه، ضربة واحدة قطعت نفسه واتكل، لكنها مقدرتش تعمل كده في إبنها، كل ما كانت تحاول إيديها تيجي على بطنها وتحس إنها عايزه تحميه مش تنهيه، وأخيرًا اتشجعت وقالت لأبوها وأمها، طبعًا كانت ليلة كلها صريخ وشجب وعياط، وأبوها ضربها العلقة اللي هي، لكن مقدرش يموتها، شرط عليها تموت العيل، عملت كإنها موافقة وفي نفس الليلة، قرب ما الفجر شقشق وبعد ما الكل غفل ونام، أخدت بؤجة هدومها واتسرسبت من البيت، مكنتش عارفة هتهرب تروح على فين، لكن مشيت من غير هدف، لحد ما افتكرتها...واحدة من معارفها، شابة في العشرينات اتجوزت واتطلقت وسمعتها مكنتش ولابد، كل البلد بتحكي عنها وأبو "هندية" كان محرج عليها ما تقربلهاش ولا لسانها يخاطبها، لكنها كانت بتخطف دقايق معاها من وقت للتاني، بيقفوا يتودودوا ويضحكوا، "هندية" كان عاجبها خفة دم "أشجان" والاتنين كان كيفهم في الكلام والهزار واحد، مفيش حد تاني جه في بالها، "أشجان" عايشة لوحدها، أهو مكان وقتي لحد ما تشوف هتتصرف إزاي، خبطت على بابها، "أشجان" مخدتش وقت عشان تفتح، ومكنتش غرقانة في النوم، ولابسة على سنجة عشرة، فضلت واقفة شوية، باصة ل"هندية" باستغراب، مش فاهمة إيه اللي جابها هنا وفي الساعة دي....."هندية" قالت لها "أرجوكي دخليني، مليش غيرك" وحكت لها كل اللي صار ، "أشجان" ابتسمتلها وطمنتها إنها هتخبيها عندها كل الوقت اللي تحبه، إن شا الله تعيش معاها علطول، بس بشرط، تبقى زيها زي البهايم، متنطقش بأي حاجة تشوفها مهما كانت وتستخبى لما ييجي الضيوف، عشان لو حد شافها هيفضح سرها، "هندية" مكنتش فاهمة، لكن يا خبر بفلوس...مفاتش كام ساعة وفهمت اللي فيها، "أشجان" مشيها كان بطال، رجالة طالعة ورجالة نازلة عشان كده فتحتلها الباب في الفجر بسرعة، دايمًا مستعدة لاستقبال الزباين، وأتاري أهلها كانوا على حق لما منعوها عنها، لكن في النهاية اتساوت الرووس، "هندية" بقت زيها بالمصيبة اللي في بطنها.....

وتفوت شهور و"هندية" تبقى في شهرها التاسع، خلاص الواد بيهز في بطنها، عايز يخرج للدنيا، وفي مرة وهي بالمنظر ده لمحها بالغلط أفندي من زباين "أشجان"، كان من بره البلد، وعلى حالها ده رقبته اتلوحت وعششت في دماغه وسأل "أشجان" عليها، "أشجان" قالت له سيبك منها لكن "هندية" أخدت بالها من نظراته وفضلت تلاغيه، مهي فكرت إن دي تذكرتها عشان تخرج من جهنم اللي هي فيها، توقعه في شباكها ويمكن يتجوزها وتربي إبنها وتفرح بيه بعيد عن البلد والفضيحة.....

"أشجان" النار ولعت في قلبها، الغيرة كلتها، وبقت تكره "هندية" لإنها بتسحب منها الزبون شوية شوية، وعشان كده جريت على أبوها في الوقت اللي كانت بتولد فيه في بيتها، وقفت حاطة إيدها على وسطها وقالت:

-ألا "هندية" بنتك فين يا حج؟

الراجل وشه جاب ألوان واتنحنح وقال:

-عند عمها في مصر.

-لأ، أنت منتش عارف سكتها، واللي يدلك عليها؟

اتنفض وعينه احمرت وقال:

-أنتي تعرفي هي فين؟

-مش بسهولة كده، تديني كام؟

-اللي تطلبيه، على شرط محدش غيري يعرف، متنطقيش بكلمة عنها.

الأب راح معاها، ومع الصرخة الأولى للولد، "هندية" شافت أبوها داخل عليها، مسك الولد وبدل ما ياخده في حضنه طار بيه على أرضه ودفنه هناك....

"هندية" فضلت تصرخ وهي شايفة أبوها بياخد الولد، مكنتش عارفة هيوديه فين، بس كانت متأكدة من نواياه، عارفة إن الواد لو غاب عن عنيها وقتها مش هتشوفه تاني، أغم عليها من التعب والصدمة....ساعتها "أشجان" حست بالندم، أدركت اللي عملته، مفيش حاجة كانت تستحق، مفيش فلوس تعوض العيل اللي راح ولا الغل اللي عمى عنيها وغيرتها من "هندية"، لكن خلاص....كان الأوان فات، يفيد بإيه الندم....

فاتت ساعات، بعدها "هندية" فاقت، نزلت من على سريرها، جلابيتها كانت لسه بدمها من الولادة والنفاس، مشيت كاإنها هيمانة، "أشجان" حاولت توقفها بس هي ولا كإنها شايفاها، مشيت بالجلابية المتلطخة بالدم في البلد لحد ما وصلت الترعة، فضلت واقفة مسهمة، باصة للمية، سمعت عربية جيه في طريقها، وقفت قدامها، السواق اتوتر والعربية اتقلبت بيه لما حاول يتفاداها، الإزاز اتنتور على الأرض، بمنتهى الهدوء "هندية" مشيت شوية وأخدت قطعة إزاز كبيرة ورجعت بيها قدام الترعة بالظبط، رفعتها ومررتها على رقبتها، و تششش! وقعت في الميه ونافورة الدم خارجة من رقبتها......

..........................

مكنتش مستحمل بصراحة كنت هموت من الرعب في الحتة دي، "فايزة" عنيها كانت باظة وهي بتوصف موت "هندية" ومررت صوباعها الإبهام على رقبتها وهي بتمثل المشهد وهي بتقول " تششش! وقعت في الميه ونافورة الدم خارجة من رقبتها" عنيا رمشت ورجعت لورا....

حمدت ربنا إن القصة خلصت على كده، لكن طلعت لسه مخلصتش....

بعد سكوت مريب لثواني كملت:

-بعدها ب3 أيام لقوا جثة أشجان طافية على الترعة، عنيها كانوا مقلوعين من مكانهم ولسانها مقطوع من لغاليغه، وأبو "هندية" لقوه في أوضة من أوض الدار بتاعه، في خرم كبير مخترق دماغه من فوق الرقبة بشوية عند اللغد لحد نفوخه من فوق وما بين إيديه بندقيته، وأمها مفاتش إسبوع البهايم اتجنت عليها، كإنها مرضت وعقلها لسع، كلهم في نفس واحد هاجموها، جريوا في اتجاهها وداسوها وفعصوا جسمها، لدرجة عضمها كله اتكسر، جسمها كان عامل زي المربى وهم بيدفنوها...

وفي أقل من شهر حصلت حريقة أكلت البلد كلها، مفيش حد نجي!

ومن ساعتها، اللي يضلم أوضة ويولع شموع ويبص في المراية شوية وبعدين يقول وهو لسه باصص ليها "هندية، هندية، هندية" بتظهرله في انعكاس المراية وراه، بتبص بسرعة حواليها ومش بتلاقيه، مش بتلاقي إبنها ووقتها بتعرف إن اللي استدعاها غشها وإبنها مش معاه وبتقتله.....

النور فتح لوحده بعدها، طلعت مني صرخة.....

أصل "فايزة" كانت قافلة النور وبتحكيلي القصة في أجواء عفريتية، مشغلة كشافين صغيرين بنستخدمهم لما النور يقطع.....

مين بقى اللي فتح النور؟

ده كان بابا، طب مش تقول حاجة بدل ما افتكر إنك هندية وجيت تنتقم مني؟

"فايزة" اتفزعت أكتر مني، اتنفضت من مكانها ووقفت، بابا قال لها تشوف إيه اللي وراها وزغرلها....

وأنا بقى قال لي:

-يا "سليمان" يا حبيبي، أنا مش قلتلك بلاش تقعد مع "فايزة" وتحكوا لوحدكم؟ أنا عارف هي كانت بتقول لك إيه، أكيد بتحكي قصة من قصصها اللي تصحي الميت من موته، يا حبيبي بلاش تسمع القصص دي ومتخليهاش تخوفك.

مجادلتوش كتير، اكتفيت ب "حاضر يا بابا".....

الوقت كان عدى 9 بليل، دخلت السرير، لازم كنت أنام عشان تاني يوم عندي مدرسة.....

.................................

هو الوقت حرر إمتى فجأة كده؟

صحيح عدينا شهر فبراير ودخلنا في مارس لكن برضه، مرة واحدة كده أحس إننا في الصيف؟

في لحظة دار الكلام ده في دماغي وانا واقف في الطابور، لدرجة إني قلعت الجاكيت، بس اللحظة اللي بعدها الدنيا رجعت بردت تاني!

هبة هوا سخنة جت فجأة ورجع تاني الشتا....

عدت الحصة الأولى، وكنت فيها سرحان، حاسس إني نعسان جدًا، مش عارف أفوق وبعدها جت الحصة التانية، عقبال كده يارب باقي الحصص...

انتبهت غصب عني لما لقيت واحد غريب داخل علينا الفصل، مين ده؟ الراجل حركته كانت عاملة زي الروبوت، ووشه جامد، لحد ما وصل ووقف قدامنا، دار بعنيه علينا كلنا وبعدين قال:

-صباح الخير....

أخيرًا ابتسم، لكن فجأة، في لحظة جد وبعدين ابتسم....

كمل كلامه:

-أنا مدرس العربي الجديد.

الله وفين القديم؟

-الأستاذ "رائف" مشي لأسباب معينة، مش عايزين نتكلم فيها، مش هنضيع وقت، ودي مش مشكلتكم، ميصحش نتكلم عن حد، وده ميفيدكوش بحاجة، كل اللي يهمكم ويهمني هو منهجكم واجتهادكم في المادة، أنا اسمي "تيم" ومن هنا ولآخر السنة هكون دايمًا متاح ليكم، أي حد عايزني هيلاقيني، جوه الحصص، بره الحصص، تعالولي في أي وقت واسألوني عن اللي أنتوا عايزينه، وكرروا الأسئلة، مش هزهق....

مش عارف ليه انتبهت كده، كإني شربت شاي، الكبار بيقولوا إنه بيفوق، وأنا جربته من ورا أهلي كام مرة، وفعلًا فوقني، بس المرة دي فوقت من الأستاذ نفسه، طريقة كلامه، صوته وتعبيرات وشه، معرفش ليه فوقتني كده وخلتني مركز معاه، مش أنا بس، لما بصيت لزمايلي لقيتهم كلهم مبرقين ناحيته، محدش فيهم بيتكلم مع التاني، مع إننا علطول بنبقى عاملين زي السيرك، رغي وضحك وحركة!

وفضل الوضع على ما هو عليه لحد آخر الحصة، الدنيا هادية، كلنا مركزين مع الأستاذ، عنينا على السبورة وعليه، الكام كلمة اللي اتكلمناها كانت على الدرس نفسه....

وأول ما جرس الحصة ضرب والأستاذ "تيم" ساب الفصل، مع أول خطوة ليه بره، رجعت تاني الفوضى كإنها خناقة من الخناقات بتاعة الأفلام القديمة الأبيض وأسود، الناس اللي بيبقوا قاعدين في قهوة وفجأة يقوموا كلهم يضربوا ويحدفوا الكراسي على بعض!

وفي نهاية اليوم عرفت السبب ورا مشيان أستاذ "رائف" فجأة، أستاذ "رائف" كان معاه فلوس كتير استلمها من مدير المدرسة، بيسموها "عهدة"، فلوس عدد من أهالي العيال في المدرسة دفعوها، عشان الكتب واللوازم اللي المدرسين بيطلبوها مننا، المدير مكنش موجود في يوم فطلب من صاحبه أستاذ "رائف" يستلمها بداله، لأنه كان بيثق فيه هو بس، أخدها الأستاذ من هنا ومشي، ده ممشيش بس ده اختفى، محدش يعرف راح فين، الناس بتقول أكيد سافر بالفلوس...

الحقيقة إن أستاذ "رائف" كنا كلنا بنكرهه، وده لإنه كان دايمًا مكشر، عمره ما ضحك، أول ما يدخل الفصل أوقع الأقلام أو الكراريس اللي في إيديا من الخوف....

كان على أقل غلطة بيعاقبنا، وعقابه مش التهزيق ولا إنه يشتكينا للمدير ولا يجيبلنا استدعاء ولي أمر، العقاب كان الضرب بمسطرته المشهورة، مسطرة غريبة أوي، زي السكينة أو الورقة الرفيعة، بتعور وبتخلينا نجيب دم، كإنه بيعمل فيها حاجة عشان تبقى كده، أو يجيب شوية أقلام، ويحطهم وسط صوابعنا ويفضل يضغط، وكنت بشوف إبتسامة خفيفة عليه وهو بيعمل كده والطالب بيتوجع....

نوع تاني من العقاب إنه كان بيخلي المتعاقب يشيل شنطته وكذه شنطة تانية من شنط زمايلنا ويشترط عليه إن ضهره يفضل مفرود طول ما هو واقف، لكن محدش كان بيعرف يستحمل، الضهر بعد شوية كان بينزل وساعتها الاستاذ "رائف" كان بيزود العقاب، أنا نفسي اتعاقبت بالعقاب ده مرة، وعيطت من كتر الوجع وأنا بحاول أخلي ضهري مفرود....

غريبة إن ده هو اللي يبقى صاحب المدير، بس المدير نفسه مش طيب، عشان كده أكيد كانوا صحاب .....

أنا بقى مبسوط، مبسوط أوي إن أستاذ "رائف" مشي زي ما كلنا مبسوطين، وبصراحة مبسوط أكتر أنه عمل اللي عمله في المدير، أحسن! يستاهل، معرفش إيه اللي هيحصل في المدير بسبب موضوع الفلوس الكتير دي اللي اتسرقت، مش بفهم في الحاجات دي، بس أكيد مش هيحصل له خير....

أستاذ "تيم" أول حصة ليه كانت يوم الخميس، كنت راجع تعبان من المدرسة وفي نفس الوقت متحمس للأجازة عشان كده مقعدتش أحكي مع بابا وماما أو أخويا الكبير في حاجة، معملتش غير إن لعبت فيديو جيمز مع أخويا...

أما بقى الجمعة وإحنا متجمعين على الفطار قلتلهم إن في مدرس عربي جديد جه اسمه "تيم" لأن أستاذ رائف سرق الفلوس اللي المدير ادهاله ومشي....

وعلى الغدا كملت، حكيت لهم عن اللي قاله استاذ "تيم"......

أما بعد الضهر وأنا قاعد بعمل الواجب أنا وأخويا جنب بعض قلتله إزاي أستاذ "تيم" هادي عكس "رائف" خالص، وإنه قال لنا اللي عايزه في أي وقت هيلاقيه، ولسه هكمل كلام باب الشقة رن....

بعتوني أفتح الباب كالعادة، معروفة الصغير هو اللي بيفتح الباب ويعمل الشاي ويجيب الميه وياخد على قفاه ويقول شكرًا، حتى "فايزة" مش بيخلوها تفتح الباب....

وفتحته، وفضلت واقف مش بتحرك....

بابا سأل:

-ميين؟

مردتش.

ماما زعقت:

-مين يا واد؟

برضه مردتش

أخويا زود على زعيقهم بيجاملهم باين وقال:

-مييييين يا "سليمان"؟

مش عارف أرد ولا أتحرك، فضلت باصص للي قدامي، مش مصدق، عشان ده كان أستاذ "تيم"....

-إيه يا "سليمان" مش هتخليني أدخل؟

يا خبر، ده كمان يعرف إسمي، يا ترى إيه المصيبة اللي عملتها خلته ييجي مخصوص؟ مش فاكر، أنا بعمل شقاوة كتير، جي يقول لبابا على أنهي حاجة؟ وإزاي عرف أصلًا باللي عملته، ده لسه جي جديد؟

-"سليمان"؟

= أأ...أيوه يا أستاذ؟

-هفضل عالباب كتير؟

وقتها بابا كان جه، وقف جنبي وابتسم للأستاذ وسأل:

-أيوه، اتفضل؟

-أنا أستاذ اللغة العربية الجديد بتاع "سليمان"، ممكن أدخل؟

-طبعًا اتفضل.

بابا كان مُصر يعمل له حاجة يشربها لكن الأستاذ أصر على الرفض. بعدها قال:

-دي مش أول زيارة ليا، أنا روحت لكذه زميل لسليمان، كنت حابب أتطمن عليهم واتأكد إنهم مش محتاجين حاجة.

بابا استغرب، وأنا كمان، مش فاهمين الأستاذ يقصد إيه....

كمل:

-أنا من وقت ما اتعينت مدرسهم كمان بقيت مسؤول عنهم، يعني مش بس لو عايزنني في أي حاجة ليها علاقة بالمادة، أي حاجة تانية كمان....

بعدها حول عنيه من بابا ليا، بصل لي بصة سريعة مع إبتسامة خفيفة على بوقه.

بابا كان منبهر بيه وقال:

-الحقيقة إحنا مشفناش ده قبل كده، يمكن سمعنا عنه من أجدادنا، المدرس اللي كان مُربي مش مجرد مُلقن، ومسؤول عن تربية التلاميذ والاهتمام بيهم، مش عارف أقول لحضرتك إيه، من النهارده اعتبر "سليمان" ابنك، تكافئه وتعاقبه زي ما تشوف.

-مش للدرجة دي، يخليهولك، نقول إني المرشد بتاعه.

لسه بابا هيكمل كلام، أستاذ "تيم" قام من مكانه مرة واحدة واداله ضهره ومشي ناحية الباب....

أنا مكنتش لسه فقت من اللي حصل ، لقيت فايزه بتشدني من الطرقة لأوضة كإني ورقة وبتقول لي:

-مين ده يا "سليمان"؟

= ده المدرس بتاعي.

-غريب أوي الراجل ده، جاذبيته غريبة.

إيه جاذبيته غريبة دي، مكنتش فاهم فايزة عايزة إيه....

قالت بعدها:

-هو سينكل؟

=يعني إيه؟

-مرتشبط يعني ولا فرداني؟

=معرفش.

-طب إبقى إعرفلي وأنا هديك 5 جنيه على مصروفك من غير ما أمك وأبوك يعرفوا.

سيبتها ومشيت من غير ما أرد، سرحت، هي كان عندها حق في كلمة واحدة، "غريب"، زيارته المفروض تبسطني، أخيرًا مدرس طيب وبيهتم بينا وكده، بس هو أنا عايز حد يركز معايا بالشكل ده؟ ده أنا كده هبقى متشاف علطول زي الشخصيات في الفيديو جيم وهو زي الكاميرا اللي متابعانا طول الوقت....

..................

يوم السبت صحيت لوحدي زي كل يوم، متعود على مواعيد الصحيان عشان أروح للمدرسة، مشيت لحد الشباك وفتحت الستارة لقيت الدنيا صفرااااا، رياح بتراب فظيعة، متخليش الواحد عارف يشوف حاجة، في نفس الوقت ده ماما ابتدت نشيد الصباح، الصوت العالي والزعيق كإنها قفشتني باخد كوباية من النيش، أهي بتزعق احتياطي عشان لو مكناش صحينا نصحى، مرعوبين بقى، مخضوضين، واقعين ومخبوطين في دماغنا على الأرض، مش مشكلة، المهم نصحى في المعاد ونروح المدرسة....

-هاه؟ صحيت يا "سليمان"؟ صحيت يا "آسر"؟

= اه يا ماما أنا صحيت، "آسر" هيصحى أهو، بس هو إحنا هننزل في الجو ده إزاي؟

سمعت قطر جي من بره، ماما جريت بسرعة عليا، برقت التبريقة المشهورة بتاعتها اللي تخلي أي حد يعمل أي حاجة عايزاها، شبه كده التنويم المغناطيسي اللي بنسمع عنه، وجزت على سنانها وقالت:

-هتروحوا المدرسة يعني هتروحوا، مش هتزوغوا بحجة الجو.

حجة إيه؟ أنا كنت متأكد إن المدرسة هتبقى فاضية يومها، ناس قليلة هي اللي هتحضر، لكن متكلمتش، خلاص ماما قالت هنروح يعني هنروح....

أنا و"آسر" نزلنا الشارع وإحنا ماسكين في إيد بعض، ولا أنا شايف ولا هو شايف وتلاقي كل واحد فينا كان ماسك إيد حد منعرفوش، التراب بجد كان صعب، غير إننا مكناش شايفين كده كده، الواحد لو فتح شوية التراب يدخل جوه عينه ويبهدله...

الباص بتاعه جه الأول، حسس كده وهو طالع له والباص مشي، وأنا اللي فضلت، ما هو إحنا بنروح مدارس مختلفة ....

وبعد شوية الباص بتاعي جه....

طلعت ومكنش في طالب غيري! أنا والسواق وبس...

السواق بقى يبص في المراية ليا باستغراب، كان نفسه يقول لي هو أنت ليه أهلك نزلوك؟ ده كل الأهالي اعتذروا خايفين على ولادهم...

أهو إحنا كده، بيتنا مش بيخاف على حد من الجو، المهم نروح المدرسة، في كل جو، حتى لو قام بركان ولا الفضائيين جم فيصل بدل أمريكا....

ووصلت....

طبعًا مكنش في طابور، روحت على الفصل علطول لقيت اتنين بس من زمايلي، 3 اللي جم من 40 واحد!

وجت الحصة الأولى والمدرسة مظهرتش، والحصة التانية والمدرس مظهرش، وفضلنا كده قاعدين نلعب في الفصل ونتكلم ونهزر وكل شوية نروح الكانتين ونرجع لحد الحصة الرابعة....

بعدها جت في دماغي فكرة....

قلتلهم:

=تعرفوا لعنة "هندية"؟

رد عليا واحد فيهم:

-إيه هندية دي؟

=دي ست كده خلفت إبن من غير جواز وأبوها موته، وهي اتجننت وموتت نفسها وبعدها كل الناس في قريتها ماتوا في حريق...المهم إنهم بيقولوا لو قفلنا النور وولعنا شمع وبصينا في المراية وقلنا اسمها 3 مرات هتظهر....

-تعرفوا إن أستاذ "تيم" جالي امبارح في البيت.

ده كان الواد التاني، قاطعني بجملته، بصتله بغيظ، وقلتله:

=أيوه، ما هو كمان جالي وقال إنه راح لكذه طالب، بتقاطعني ليه بموضوع أستاذ "تيم"، مش كنت بحكي قصة أنا؟

"مراد" رد عليه واتجاهلني:

-إيه ده يعني ممكن الأستاذ "تيم" يجيلي أنا كمان البيت؟ لأ أنا مش عايز أهلي يركزوا معايا.

=اسمعوني بس، إيه رأيكم نعمل كده، نستدعي "هندية"؟

"كريم" سألني:

-طب وباقي القصة، يعني لما بتظهر بتعمل إيه؟

شاورت بإيدي على رقبتي وبرقت عيني وقلت:

=بتقتل اللي يستدعيها عشان هي بتفتكر إن إبنه معاها ولما تيجي متلاقيهوش بتقتل اللي ناداها، بتنتقم منه عشان ضحك عليها...

بصوا لبعض في خوف...

ضحكت ضحكة شريرة وقلت:

=إيه، خايفين؟

-لأ مش خايفين، بس معندناش شمع ومفيش مراية في الفصل.

=عادي نجرب من غير شمع، وإزاز الشباك اللي هناك ده عامل زي المراية، بتشوف نفسك فيه.

وشاورت على الإزاز اللي أقصده....

اتأكدنا إن الباب مقفول وبعدين اتجمعنا عند الشباك...

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑21الكاتبمدونة حاتم سلامة
3↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↑3الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
5↓-3الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓-1الكاتبمدونة آيه الغمري
7↓-3الكاتبمدونة حسن غريب
8↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
9↓-3الكاتبمدونة اشرف الكرم
10↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑79الكاتبمدونة سلوى بدران115
2↑76الكاتبمدونة عماد مصباح90
3↑71الكاتبمدونة حلا عادل85
4↑54الكاتبمدونة محمود صبري52
5↑53الكاتبمدونة أسماء نور الدين79
6↑51الكاتبمدونة سالي علاء الدين95
7↑43الكاتبمدونة احمد كريدي50
8↑32الكاتبمدونة ريهام الخميسي30
9↑28الكاتبمدونة نورا شوقي131
10↑24الكاتبمدونة جاد كريم94
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1056
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب679
4الكاتبمدونة ياسر سلمي642
5الكاتبمدونة مريم توركان569
6الكاتبمدونة اشرف الكرم556
7الكاتبمدونة آيه الغمري484
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني416
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين402
10الكاتبمدونة سمير حماد 398

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب323289
2الكاتبمدونة نهلة حمودة176889
3الكاتبمدونة ياسر سلمي172012
4الكاتبمدونة زينب حمدي166164
5الكاتبمدونة اشرف الكرم123989
6الكاتبمدونة مني امين115092
7الكاتبمدونة سمير حماد 103335
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94476
9الكاتبمدونة مني العقدة92074
10الكاتبمدونة مها العطار85588

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)2025-05-05
2الكاتبمدونة خالد دومه2025-05-03
3الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
4الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
5الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08
6الكاتبمدونة عبير محمد2025-04-08
7الكاتبمدونة نورا شوقي2025-04-07
8الكاتبمدونة عبير بسيوني2025-03-31
9الكاتبمدونة شيماء الجمل2025-03-29
10الكاتبمدونة منى أحمد2025-03-27

المتواجدون حالياً

1487 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع