آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. الماسة الزرقاء

"القصة مستوحاة من أحداث حقيقية"

"تم تغيير الأماكن والدول والتواريخ وإضافة مواقف وجمل حوارية لأغراض درامية"

 

=طيب يا جماعة واضح كده من كم المكالمات اللي بتجيلنا والإيميلات اللي بنتلقاها إن من ضمن ال100 مليون مصري 90 مليون ملبوسين أو ممسوسين أو مخاويين أو حصل لهم على الأقل 10 مشاهدات لأحداث وكائنات خارقة، وده معناه حاجة من الاتنين ، يأما مصر اتعملها عمل مدفون في بير غويط وهنعيش ونموت نحاول نفك العمل عن واحد واحد، ودي كارثة ، يأما خيالنا واسع أوي وبنخلط الواقع بالخيال ، يعني مثلًا عشان عقلنا يعالج ويتخطى اللي بيحصل معانا في مصلحة حكومية بنتخيل واقع بديل حيث الوحوش والشياطين وعفريت العلبة، وده بيخلي طلبات مدام عفاف في الدور الرابع تبان معقولة وهينة. وإوعوا الملاحظة اللي قلتها دي تنسيكم إن أي حاجة هتقولوها في البرنامج هتبقى على مسؤوليتكم الشخصية ولا هنقدر نحميكم ولا نداري عليكم. لو خايفين من الفضيحة أو الكلبشات أو اللعنات يبقى ممنوع الاتصال أو التصوير....

(التليفون يرن)

 

=وتاني اتصال معانا النهارده ونقول الو.

-الو ، إزيك يا "قاسم".

=إزي حضرتك. حضرتك متابعانا؟

-أيوه وعارفه القواعد والتنبيهات والذي منه وأنا هريحك خالص ، هغير الأسامي وهموه على الأماكن، لا تقلق.

=لأ، أنا مش قلقان، إنتوا اللي المفروض تقلقوا.

-ربنا ميجبش قلق. أنا سمعت التعليق اللي قلته عن كم القصص اللي الناس بتقولها فيما يتعلق بالجن والأشباح والأماكن المسكونة والسحر وخلافه، وعايزه أقولك عندك مليون حق. الواحد كل يوم بيمسع من حد يعرفه قصة عن ظاهرة خارقة للطبيعة، وأنا مش بكدب الناس، لا بكدب ولا بصدق، الموضوع فعلًا يدعو للدراسة، بس أنا عايزه أقولك على حاجة، الرعب الحقيقي منبعه عين خبيثة، عين الشر بيخرج منها متجدد ومتوسع، عين عاملة زي الحفرة، كل ما تاخد منها تكبر، والعين دي إسمها النفوس البشرية. الشر اللي مننا أظن يفوق شرور الشياطين وشرور الدنيا كلها. 

أنا آسفة إني معرفتش عن نفسي لكن المقدمة دي كانت ضرورية للقصة اللي عندي. أنا إسمي "رغد" عندي 65 سنة والقصة اللي هحكيها حصلت من 100 سنة فاتت....

 

=دي قصة متاحة للعامة، قصة تاريخية؟

-لأ، أو ممكن تكون متاحة بس مش بالتفاصيل، عامة أنا معرفتهاش من كتب ولا بحث على الإنترنت، عرفتها من جدي الله يرحمه حكهالي من حوالي 40 سنة.

=ياه، أربعين سنة، بس مش دي مدة كبير شوية على إنك تفتكري تفاصيل القصة؟

-لما تسمعها مش هتنسى أي تفصيلة فيها، يكفي إنك تسمعها مرة واحدة بس عشان تتحفر في ذهنك بقية العمر.

=واضح كده إن دي هتبقى مكالمة الحلقة وهنقفل بعديها.

-أنا برضه بقول كده. جدي كان شاب سنة 1922 بيشتغل في وزارة الخارجية وهو شيء عظيم واستثنائي، عندك فكرة ليه؟

=اه، ليه الإحراج ده، لأ للأسف معنديش.

-عشان دي السنة اللي حصل فيها إلغاء الحماية البريطانية على مصر وإعلان الاستقلال عن بريطانيا وتأسيس وزارة الخارجية بمعناها وشكلها الحالي ، قبلها الوزارة كانت ملغية لمدة 7 سنين كاملين بعد إعلان الحماية سنة 1914، عشان كده ده كان شرف كبير لجدي، يبقى من أول دفعة لعهد جديد من الوزارة، عهد جديد لمصر كلها، وبسبب منصبه عرف تفاصيل القصة اللي هقولهالك. القصة بتبدأ بأشخاص معدودين ، نقدر نعتبرهم نقطة لو هنعمل اسكتش على ورق مثلًا، نقطة هيطلع منها فروع والفروع هينزل منها ورق وبعدين هيبقى في جذع ضخم، في النهاية هتبقى شجرة كثيفة الفروع والورق، وصدقني لما أقولك دي مش شجرة جميلة وصديقة للبيئة، دي شجرة خبيثة ورقها رؤوس شياطين وفروعها خناجر تطعن أي حد يقرب منها!

الأشخاص المعدودين اللي منهم إنطلقت الحكاية هم 2 ، واحد فرد أمن والتاني جنايني ، الاتنين بيشتغلوا عند أمير من العيلة الحاكمة في مصر والاتنين من نفس البلد العربية، عشان كده لقوا ف بعض الأمان والوطن والألفة وبقوا أصدقاء، لكن طبعًا إظهار الصداقة دي والقعدات مكنتش لازم أبدًا تبان قدام الأمير أو أسرته، عشان يعني محدش يتهمهم بالتقصير في شغلهم، كانوا عاملين زي الجنود، كل جندي على مدفعه، ولو المدفع ده عبارة عن حماية الأسرة والقصر من هجمات وهمية عمرها ما حصلت ولا هتحصل أو العناية بجنينة القصر. 

الفصل اللي الصداقة فيه كانت بتزهر هو الصيف وده عشان الأمير وأسرته كانوا بيقضوه كل سنة في الأستانة اللي هي إسطنبول حاليًا، بيمشوا من بداية شهر ستة ويرجعوا أول 9، تلات شهور كاملين خدم القصر كله بيتنفسوا، وفي منهم اللي كان بياخد إجازة طول المدة دي لكن طبعًا لا فرد الأمن يقدر ياخد إجازة ولا الجنايني، مع إن فرد الأمن ده تقريبًا مكنش بيعمل حاجة عشان محدش أصلًا يتجرأ على السطو على قصر الأمير، وظيفة مكانش ليه 30 لازمة لحد صيف 1922....

 

"زين" و"عزام" كانوا بيدَعوا ما بينهم إنهم أسياد القصر وما حوله، عندهم حق، ما هم مع عدد من الخدم كانوا في مقام المُلاك في عدم وجود الأمير، لا حد كان بيروح ولا بييجي، ومفيش غيرهم اللي قاعدين وبيتمرمغوا في خير المكان وكل ساعة يبقوا في مكان مختلف من القصر الفخم ده، مُلاك دول ولا مش مُلاك؟ بس في فرق ما بين "زين" و"عزام"، فرق مكنوش عارفين بوجوده لولا العرض اللي قدمه الشيطان وهيئ له الظروف، وهو حد فينا يقدر يعرف معدنه بجد غير لما يبقى ف قلب الفتنة ويتفرش قدامه بساط الدنيا؟

الفرق هو ضمير وأمانة "عزام" وإنعدامهم عند "زين". متفهمنيش غلط، أنا هنا مش بدافع عن "عزام" لإنه مش بريء، خطيئته هي غباءه واستهتاره. في النهاية الاتنين سيئين بنفس القدر....

 

"عزام" هو فرد الأمن اللي من كتر ما عدت عليه سنين هادية بقى كسلان ف شغله، عقله مش في وسط راسه ، مش بيمشط الدايره حوالين القصر بذمة. هو طبعًا مكنش بيشتغل لوحده، كان تحتيه طاقم أمن بأعداد محترمة، لكن زي ما بقى مهمل في مراقبته بقى مهمل في أوامره وتوجيهاته. خصوصًا لما ييجي الصيف، لدرجة يا مؤمن إنه كان بيدي أجازات لكل أفراد الأمن من غير ما يستأذن الأمير!

=إيه ده معلش، بس في حاجة مش منطقية. آسف أولًا على مقاطعتك. إزاي فرد أمن بالمستوى المتدني ده يتعين عند أمير من العيلة الحاكمة؟!

-الحكاية المعتادة اللي موجودة في أصغر مكان وأكبر المؤسسات ، الاستكانة والضمانات.

-=يعني إيه؟

-يعني واحد تبقى سمعته زي الفل، رقم واحد في مجاله، محترف، مفيش زيه، خبرته رهيبة وإيده تتلف ف حرير أو إمكانياته يعني، أيًا كان مجاله. تقوم شركة أو شخص يعينه وبعدين الشغل الجديد ميكونش مكهرب، يعني مش كل الأوقات لازم يبقى في هدف نحققه وأرقام نوصل ليها ومعاد منتخطهوش وكلام من ده، وأول ما تبقى الدنيا هادية ومفيش كرباج، الشخص المحترف ده يبدأ يستكين ويتطمن وأعصابه ترتخي ومعاها إمكانياته وذكاءه ، يتبدل! يبقى حد مش منتج، ملوش لازمة، زيه زي مفتاح مش معروفله باب ومش بيفتح حاجة، غرض ملوش أي معنى. وده بالظبط اللي حصل في حالة صاحبنا. "عزام" كان ليه تاريخ هايل من حماية أشخاص مهمين، إنجليز ومصريين وغيرهم وغيرهم، الأمراء والملوك في دول كتير كانوا بيستعينوا بيه ويستدعوه بالاسم، وياما أحبط محاولات إغتيال وسرقة، والمحطة الأخيرة ليه كانت مصر. هو صحيح كان كبر شويتين، لكن مش السن، لو كانت العضلات والعقل لسه بيتمرنوا وصاحيين، القصة كانت هتبقى مختلفة تمامًا. المهم إن "عزام" كان بيعتبر "زين" أخوه وبيأمنله لدرجة إنه كان بيخليه يدخل معاه في أماكن محظورة، أماكن مكنش حد ينفع يدخل فيها غير "عزام"، عشرة سنين بقى، متخيلش الأفكار اللامعة اللي هتيجي في بال صاحبه إذ فجأة...

من ضمن الأماكن دي مبنى صغير منفصل عن القصر على بعد 200 خطوة منه. "زين" زيه زي باقي الخدم والزوار كان فاكر إن المبنى ده مخصص لاستقبال الضيوف الخفاف، يكفي أسرتين بالكتير ، وفعلًا ضيوف كتير أقاموا فيه لكن محدش منهم يعرف إنه في الحقيقة مخبأ لكنز كبير. ممكن نسمي المبنى "الاستراحة". في حيطة ضخمة في الاستراحة كانت مجوفة، بمعنى إنك لو جربت تخبط عليها وركزت هتلاقي صدى صوت للخبطة بتاعتك، وده لإنها مش زي باقي الحيطان ، مش وراها طوب وأسمنت، وراها مخبأ سري، خزنة ضخمة فيها كمية مجوهرات مهولة كافية تسد مجاعات العالم وتعالج الفقر في كل حته. للأسف "عزام" كان عنده عادة سيئة وهو إنه كان بيشرب خمرة، مع إني شايفة إنها مكانتش فارقة، متهيألي كان برضه هيقع بطريقة أو بأخرى من فرط الثقة اللي مديها ل"زين". في يوم كان مخمور ومدي أفراد الأمن كلهم إجازة، هو و"زين" كانوا بيتسرمحوا لوحدهم والسرمحة ودتهم بطريقة ما للاستراحة. "عزام" كان بيترنح ، بيمشي ف خطوط معووجة وبيتخبط في الحيطان والأبواب. وبعدين مد إيده وفضل يخبط على الحيطان وهو بيقول:

-يا هلا الله يا اللي هنا.

 

وبس، مقالش حاجة تانية. شاء ربنا إن "زين" حواسه كانت حادة جدًا في الثواني دي، استيعابه كان عالي. "زين" خد باله من إختلاف الصوت في مكان معين من الأـوضة، صوت الخبط في ركن معين من الحيطان كان مختلف عن الباقي ، ده غير جملة "عزام": "يا هلا الله يا اللي هنا"، الجملة مع صدى الصوت يوحوا إن في حاجة جوه الحيطة و"عزام" كان بيهزر كإنه بيتطمن عالحاجة دي، ومكنش قصده فعليًا وجود حد جوه الحيطة، قصده على أيًا كان المستخبي وراها....

ليلتها "زين" معرفش ينام، اللي حصل فضل يدور في دماغه والفكرة كبرت، بقى متأكد ‘ن في حاجة مستخبية وره الحيطة والمستخبي دايمًا بيبقى ليه قيمة كبيرة مستني المحظوظ اللي هييجي ف يوم ويلاقيه....

وبعد ما راجع الموقف واتأكد من ده، حلت عليه الفكرة التانية اللي كانت هتيجي لا محالة.

-أكيد. ليه ميكونش هو الشخص المحظوظ اللي هيلاقي المستخبي؟

=برافو عليك يا "قاسم"، بالظبط، ليه ميكونش هو، خصوصًا إن الظروف بتقدم له الفرصة على طبق من دهب ومع الفكرة الشيطانية دي ظهر تحديين، إزاي الحيطة تتفتح وإزاي يقدر يفتح الصندوق أو الخزنة أو أيًا كان اللي أكيد شايل الكنز؟

وعشان يتخطى التحديين دول كان عليه بالصبر ثم الصبر والفوقان، لازم كان يبقى فايق طول ما هو مع "عزام"، يعني صاحي لكل كل كلمة بيقولها وكل تصرف بيعمله.

 

بعد إسبوعين من زيارتهم للاستراحة دخلوها مرة تانية. المرة دي "عزام" مكنش شارب، شوف، ومع ذلك برضه بيدخل الأماكن المحظورة مع "زين"، الأماكن اللي المفروض محدش يدخلها غيره، زي ما قلت مش فارقة سكران من فايق، غباءه اتسلط عليه. لا عمل شو، ولا خبط على حيطان ولا كان في أي تصرف غريب. ومع ذلك ، "زين" لقى المفتاح الأول، طريقة فتح الحيطة. ركز معايا يا "قاسم"، هحاول أوصلهالك على قد ما أقدر. تعرف الكمرة اللي بتبقى موجودة في السقف، بتبقى جزء من السقف متدلي كده وليه شكل جمالي.

=أيوه طبعًا عارف الكمرة.

-في جزء بارز بيبقى شبهها لكن مش في السقف، في الحيطان من تحت، بتبقى عبارة عن رخامة داير ما يدور وبرضه بتدي شكل جمالي.

=أيوه أيوه تمام متخيلها.

-"زين" لاحظ إن دايرة الرخام دي متناسقة ومتركبة بحرفية ، زي ما تكون قطعة واحدة، يعني متلاقيش خطوط أو فواصل، إلا ف موضع واحد، في جزء من الرخامة بارزة عن الباقي، مسافة نص متر، نفس المكان اللي "عزام" خبط عليه و"زين" سمع منه صدى الصوت.

=وطبعًا لما يضغط على الجزء ده من الرخام الحيطة هتتفتح، مش كده؟

-كده، لكن "زين" كان بالذكاء إنه ميستعجلش، لسه موضوع الخزنة اللي جواها، هيعمل إيه لما يفتح الحيطة ويلاقي الخزنة مقفولة، وأكيد أكيد المفتاح مش في الخزنة أو جنبها، هم صحيح إتلعب عليهم حلو وكانوا كلهم مهملين بما فيهم الأمير لكن مش لدرجة إنهم يخلوا المفتاح مع الخزنة، مش فيلم كرتون هو.

 

=طب وهيعرف مكان المفتاح إزاي، أظن دي صعبة أوي.

-بص يا "قاسم" أنا عايزه أفهمك حاجة، مفيش حاجة بتبقى صعبة لما العقل يركز عليها، خصوصًا لما يبقى الهدف دنيء. ساعتها شيطان نفسك بيمهدلك كل الظروف وبيخلي عقلك صاحي وذكاءك حاد وبيطوعلك أي صعوبة، عشان بس تعمل الحرام.

=حقيقي أنا مبسوط ومتحمس جدًا للقصة دي.

-إوعى تكون فاكر إن دي قصة "سرقة".

=نعم؟ أمال دي قصة إيه؟

-دي قصة بحر دم، قاعهُ مليان جثث متكومة فوق بعض وأي طرف في القصة معرض يموت ف أي لحظة، الخطر مش بعيد عن أي حد.

=اه، لأ كده بقى عم "ياسر" هيعملي كوباية قهوة تالتة عشان أستعد للي جاي.

-"زين" استنتج مكان المفتاح التاني من قعدة فضفضة. في دي بقى مقدرش أعاتب "عزام"، أي حد مكانه كان هيقع. "عزام" حكى ل"زين" عن تصرفات غريبة للأمير. الأمير قبل ما يتجوز مراته اللي هي من أكبر عائلات تركيا، العائلات اللي ليهم نفس تأثير ووضع الحكام، عرف ستات كتير أوي، كان كل يوم ليه مغامرة شكل والمغامرات استمرت حتى بعد جوازه منها. الأمير مش بس كان بيخونها ده كان بيتباهى بعلاقاته، وف كل مناسبة حكى عن عشيقاته السابقات والحاليات وقارنها بيهم، مش معروف ده بسبب كرهه ليها وسوء العلاقة ولا هو كده، هو ده طبعه حتى لو هي ست كويسة ومأذتوش ف حاجة، ووصل بيه الكيد إنه مجمع حاجات من كل عشيقة كذكرى وحاطتهم ف الشكمجية، زي صور، دبابيس قيمة من اللي بتتحط على التايرات، فرش شعر، جوابات وهكذا، والشكمجية شايلها في أوضة نومهم، عشان وهي رايحة وجايه تفتكر والألم يتجدد. "عزام" نفسه مكنش يعرف مكان مفتاح الخزنة اللي جوه الحيطة، هو كان بيحمي الكنز من بره. أما "زين" فبعد ما سمع قصة الشكمجية جه ف باله خاطر، صندوق في هدايا وأغراض من عشيقات الأمير، معروف مكانه ومحطوط قدام مراته وأي حد مسموح ليه بالدخول وواضح كده إن القصة منتشرة فيى القصر، مفيش مكان مثالي أكتر من ده ، المفتاح ممكن يكون جوه الصندوق، مستخبي على مرأى من الجميع! وده عشان محدش يتخيل إنه هناك، موجود وسط غراميات الأمير.

=متقوليش إنه طلع هناك فعلًا!

-هو كده بالظبط. "زين" طلب من "عزام" يدخله أوضة نوم الأمير ومراته، على أساس يبص على صندوق المغامرات العاطفية، وعشان يضمن إن "عزام" ينفذله طلبه اتحداه واستفزه، قال إنه مش مقتنع بالحكاية وإن الأمير لا يمكن يبقى بالجرأة والجبروت ده. 

 

=وأكيد نجح.

-للأسف يا "قاسم". "عزام" بلع الطعم ودخل "زين" الأوضة ، ودي كانت بداية اللعنة. "زين" فتح الشكمجية وعمل كإنه بيتفرج على الحاجة اللي جواها، وفوسط الأغراض الكتير المفتاح كان مدفون. "زين" أخده بخفة من غير ما "عزام" ياخد باله. وساعتها بقى مستعد يدخل الأوضة التانية ويفتح مغارة علي بابا. "عزام" كان بينام في مواعيد محددة، ما بين 11 و12 نص الليل وده طبعًا عشان كانوا في فصل الصيف ودي تعتبر إجازته لكن لما كان الأمير بيرجع مواعيد نومه كانت بتبقى متأخرة عن كده بكتير. المهم إن "زين" أخد الخطوة الجريئة وهي اقتحام "الاستراحة" لما "عزام" نام. "زين" ضغط على الرخامة المميزة وإفتح يا سمسم، الحيطة إتفتحت كإنها باب لممر سري. ووراها كانت خزنة مهيبة مرعبة، كإنها قطعة آثار قيمة. "زين" وقف متخشب قدامها، مش عارف المفروض يتصرف إزاي، الخزنة قدامه والمفتاح ف جيبه، حسب كل حاجة لحد الخطوة دي، محسبش اللي بعدها. هل فعلًا هيفتح الخزنة وياخد الكنز اللي فيها أيًا كان؟ وبعدين؟ هيحصله إيه؟ هيعمل إيه باللي هياخده؟ هيحتفظ بيه معاه في القصر، في أوضته، تحت مخدته؟ وهو فين الإنجاز اللي هيعمله، ده كده وقع على استمارة بالإعدام!

وف لحظات لمعت قدامه أفكار، شاف بالظبط اللي هيعمله، كإن في شاشة عرض للي هيحصل بأدق التفاصيل. العبقرية تكمن في البساطة، المسروقات مش هتفضل ف مصر، المسروقات هتتهرب لبلده وهو هيهرب وراها...

كل فترة "زين" كان بيبعت لأهله ف بلده فلوس وهدوم عن طريق الشحن وهو ده اللي المفروض يعمله.

=لا، لا معلش، الشحن؟

-مش مصدق إنه فكر بالطريقة دي، ولا إن ده محصلش؟

=لأ هو أكيد محصلش.

-هو ده بالظبط اللي حصل. متستعجلش يا "قاسم". مش تعرف الأول لقى إيه في الخزنة؟

=لقى إيه؟

-مجوهرات، دهب، ألماظ، أحجار كريمة بأعداد مهولة. "زين" عمره ما خاف بالشكل ده ف حياته. في اللحظة دي شريط حياته مر قدام عينه، ذكرياته مع أهله وأصحابه وكل اللي بيحبهم، لكن في ذكرى معينة هي اللي علقت معاه أكتر من غيرها، الست اللي حبها. "زين" كان بيحب ست مصرية، فنانة، أرستقراطية، قابلها في حفلة من حفلات الأمير من سنين، كانت رسامة، موهوبة جدًا ، وقع ف حب لوحاتها قبل ما يقع ف حبها، وده اللي كانت مشترك ما بينهم، شغف الريشة والألوان، هو كمان كان رسام هايل لكن طبعًا ممارسش هوايته بشكل إحترافي لإن الظروف مهيأتلوش ده، مكنش عنده رفاهية إمتهان الرسم، اللي ف وضعه مكنش يجيلهم الجرأة دي، لا في وقت لإثبات الذات ولا مسموح ليه يخرج بره قوقعته، مينفعش واحد من طبقة بسيطة ومغترب ومش متعلم ينافس أبناء الطبقة المخملية ويحط لوحاته جنب لوحاتهم في المعارض. لكنه اتجرأ معاها هي، وراها رسوماته، وزي ما هو حبها هي كمان حبته، لكن متجرأتش تصرح بالحب ده طبعًا، كل واحد كان عارف بمشاعر التاني واختاروا يتظاهروا إنها مش موجودة. خاف على المستقبل المحتمل مع حبيبته اللي هو في الحقيقة مستحيل، لكن مع الجريمة اللي كان علىى وشك إنه يعملها بقى من رابع المستحيلات. وفي النهاية قرر...

مفيش تراجع... أخد أربع خواتم الماظ وخباهم جوه هدومه وقفل الخزنة والحيطة ورجع بيهم أوضته.

كل لما كان يغمض عينه يشوف إنعكاسه على الجواهر اللي بتلمع، كان زي ما تكون أوضة مرايات مش خزنة. مليون جانب وصورة ليه، إيه كل الانعكاسات دي؟ ليه أسرة واحدة بس يكون عندها كل المرايات دي؟ كل الثروة دي...

ده مش هيبقى آخر الطريق، لازم يرجع المنجم تاني وتالت ورابع لحد ما يحس بالشبع...

=ورجع تاني؟

-رجع كتير، خد كتير كتير وبقى يشحن المسروقات على دفعات في وسط هدوم وفلوس وحاجات ليه على بلده. وكان باعتلهم جواب في أول شحن جواه تنبيه إن محدش يفتح الطرد ده والطرود اللي بعديه لحد ما يرجع.

 

كل المجوهرات والأحجار كوم وقطعة واحدة كوم تاني، "الماسة الزرقا"، "زين" مكنش جواهرهي أو خبير أو اتملك ف يوم أي قطعة ثمينة، لكن بعينه قدر يميز إن الماسة دي قيمتها بكل اللي في الخزنة. وكان عنده حق، بس مكانش مدرك قد إيه مميزة، الماسة الزرقا نادرة، تقطيعها ولونها وشكلها بيتكرر مرة كل 10 آلاف!

=كل 10 آلاف ماسة بتخرج الماسة دي؟!

-تخيل؟

=مقدرش أعاتبه، معرفش لو مكانه وشفتها قدامي ممكن أعمل إيه، حتى لو معنديش العلم بقيمتها الحقيقية، أكيد كانت جذابة بشكل رهيب. بس أظن كنت هعمل حاجة من اتنين، يا هاخدها من غير تردد وبعدين معرفش هتصرف فيها إزاي، جايز متصرفش خالص واحتفظ بيها، أو هجري لأبعد مسافة من رعبي من بريقها واللي هييجي من وراها.

-شكرًا يا "قاسم" على صراحتك وتفهمك. فعلًا الجوهرة كانت عاملة زي الخاتم الملعون في فيلم "سيد الخواتم"، تأثيرها رهيب ومش إيجابي بالمرة. "الماسة الزرقا" كانت من ضمن الدفعة الأخيرة. وده كان قبل وصول الأمير ب10 أيام. "زين" كان لازم يتصرف، يرجع بلده بأي شكل قبل وصول الأمير واكتشاف سرقة القرن. فاهتدى لحيلة كده. كان لازم الموضوع يبان حقيقي، مينفعش يجازف... زي ما بعت تنبيه ف أول طرد لأهله، بعت طلب غريب حبتين ف آخر طرد. طلب من أمه تكتب جواب بإيديها تقول فيه إنها مريضة جدًا ولازم تشوفه، لازم ييجي على أول سفينة. وطبعًا عشان يضمن تنفيذ طلبه أنهى الجواب بإن المسألة دي فيها حياة أو موت ولو عايزين سلامته لازم طلبه يتنفذ. وده اللي حصل، "زين" استلم قدام 

"عزام" وخدم القصر جواب من والدته وفتحه قدامهم كمان واتاخد واتخض ووشه اصفر واحمر وبقى عنده حجة قوية عشان يسافر وفورًا.

=خلاص كده شكرًا، رجع بلده يبقى الماسة والمجوهرات مش هيرجعوا والقصة هتخلص على كده أو بالعكس الدنيا هتقوم مش هتقعد وهيتجاب على أول سفينة لو العلاقة بين البلدين كويسة.

-لا هذا ولا ذاك، مستتعجلش يا "قاسم".. اللحظة الملحمية كانت لما رجع الأمير واستقر 3 أيام وبعدين قرر يفتح خزنته. نص المجوهرات والحاجة مكنوش موجودين، أقيم قطعة في المجموعة كلها مكنتش موجودة. الأمير كان هيموت ف مكانه، الصدمة خلته يصرخ كإنه بيتدبح ، حتى إنه مقفلش الحيطة، مراته وولاده والخدم وعزام والحرس، الكل كان في الأوضة اللي في الاستراحة ف ثواني، الكل شايف الحيطة المفتوحة، الأوضة السرية، والخزنة ، الكل بقى عارف السر اللي حرص الأمير إنه يخبيه لسنين كتير! مش محتاجة ذكاء، ممكن عيل كان يحل اللغز ويعرف مين السارق، السارق هو اللي مش موجود في الجموع، اللي نفد وهرب من 13 يوم قبل ما الأمير يوصل ويكشف الجريمة، لكن مين اللي ممكن يكون شريكه، مين اللي يقدر يساعده وعنده إمكانية الوصول للأوضة والاستراحة؟

=مفيش غيره "عزام" المسكين.

 

-"عزام" المسكييين. قبل ما الأمير يبلغ الشرطة جمع عدد لا بأس به من الحراس، مسكوا "عزام" وقفلوا عليه أوضة سرية تانية في القصر، أوضة فيها سلاسل وقيود وكراسي حديد، أوضة تعذيب!

الأمير بنفسه حضر كل الجلسات..

=جلسات؟ هم كانوا كام جلسة تعذيب؟

-حبه كده، حبه كانوا كافيين يخلوه يطلع على المعاش، جسمه بقى في إصابات وإعاقات تخليه ميعرفش يشتغل في مجال الأمن بقية حياته. الملخص من الجلسات دي واللي الأمير طلع بيه إن "عزام" مكانش شريك "زين" ولا حاجة ولا استفاد بنكلة من السطو، لكن ده ميمنعش إنه كان سبب في السرقة من غير ما يدري، سهل ل"زين" العملية كلها وأظن إنه أدرك الحقيقة دي في مرحلة بدري لكن من غيظه كمل التعذيب، بالذات الجلسة الأخيرة لما ضربه بالكرباج على ضهره. الأمير كان بيعاقبه، أصل بالمنطق كده إيه اللي يخلي "عزام" يساعد "زين" ويطمع في الكنز وبعدين يفضل قاعد مستني قضاه في حين إن "زين" يهرب وينفد بجلده وبالثروة. كان واضح جدًا إن "عزام" زي الأطرش في الزفة لكن المجرم الرئيسي في القضية دي هو غباءه.

=الإنسان السافل وأنا آسفة على اللفظ، اللي إسمه "زين" ساب صاحبه وراه وهو عارف إن مستقبله هيضيع ومحتمل حياته كمان، كبش فدى لجشعه. حاجة بشعة.

-مقدرش أجادلك ف دي. الأمير طبعًا كان شرس جدًا في معاقبته ل"عزام" لكنه كان ف حالة من الصدمة والإحساس بجرح الكرامة والعجز والغل، وبرغم ده مرضيش يأذي "عزام" أكتر من كده. مرضيش يحرمه من أهله ومن حريته. كان بإيده يقتله أو يبلغ الشرطة عنه، لكنه أطلق سراحه ومجبش سيرته في البلاغ. قال إنه معندوش فكرة إزاي "زين" سرق، وقدم قايمة بأسماء العاملين في القصر مكنش فيهم اسم "عزام". اكتفى بإنه يرفده. الخارجية اتبلغت بالمأساة، وف أسرع وقت بدأ التواصل مع سلطات الدولة التانية... "زين" صرح بعد كده إنه برغم إن اللي يبان إن مخططه نجح إلا إنه من وقت ما وصل بلده ودخل بيته كان مستني الشرطة تخبط على بابه ف أي وقت وتمسكه وتحاكمه. كان مستعد للحظة دي طول الوقت. وده اللي حصل. شرطة بلده قبضوا عليه وهو اعترف فورًا، قال كل التفاصيل. وقال كمان إنه باع كل الحاجة اللي معاه عن طريق معارف ليه لجواهرجية وناس أغنيا من غير فواتير طبعًا وقبض فلوس قليلة جدًا بالنسبة لقيمة المسروقات الحقيقية عشان كان عايز يتخلص منهم بسرعة. وبرغم إن فلوسه كانت كافية يشتري بيها بيت فخم ويعيش عيشة هنية إلا إنه معملش حاجة بالفلوس، مصرفش منها قرش واحد ومغيرش بيته ، زي ما قلتلك، الخوف شله وكان مستني يتقبض عليه....

=يعني مستفدتش أي حاجة من اللي سرقها بالعكس، جاب لنفسه توتر وذعر ومصايب سودة ده غير إنه ضيع مستقبل صاحبه كفرد أمن.

-وحاجات كتير تانية. "زين" اعترف على المعارف اللي اتوسطوله عند الجواهرجية والمشترين، أربع معارف، وبكده كان سهل الشرطة هناك تجيبهم وتجمع بيانات المشترين، سواء اللي اشتروا مباشرة من الوسطا أو من الجواهرجية ويرجعوا الحاجة كلها. هم بس طلبوا من الأمير والخارجية المصرية إنهم يديلهم مهلة وكل المسروقات هترجع. وفعلًا بعد شهر ونص أفراد من الشرطة وأصحاب مناصب جم بنفسهم بكل الجواهر والدهب والأحجار واتصوروا مع الأمير كمان وجنبهم الحاجة.

=وتوتة توتة فرغت الحدوتة، الحاجة رجعت و"زين" اتحاكم وخد جزاءه.

-الحدوتة لسه بتبتدي! مفاتش كام يوم والنصباية اتكشفت، كل حاجة رجعت كانت مزيفة! مفيش قطعة حقيقية، المجوهرات فالصو والشو فالصو!

=نعم؟!

 

-بقولك فالصو. الحاجة مرجعتش، وفاكر الوسطا الأربعة إياهم؟ لما الاحتيال اتكشف، أفراد من الشرطة وجهات التحقيق في البلد هناك على ما يبدو رجعوا من الأول تاني، ابتدوا من الصفر التحقيقات ودوروا على كل الأطراف ونحجوا إنهم يلاقوا الأربعة، واحد منهم كان مشنوق ف شقته وواحد مات في حادثة أتوموبيل، اتدهس وهو بيعدي الشارع، وواحد مات ف خناقة ما وكان في شهود طبعًا ، اللي قتله نحر رقبته، وواحد وقع من الدور السابع وكل عضمة ف جسمه اتكسرت. قضاء وقدر طبعًا!

=يا الله.

-التلاتة الجواهرجية اللي اخدوا من الوسطا حبة مسروقات، واحد منهم اتضرب ببندقية ف عملية سطو لمحل الدهب بتاعه وواحد غرق وهو ف إجازة مع عيلته والتالت اتزحلق وهو في الحمام وخبط راسه والبقاء لله. الخارجية المصرية شافت إن المسألة ميتسكتش عليها ولو هنستنى نتيجة التحقيقات في الأحداث المش مفهومة بالمرة دي الأمير والدولة عمرهم ما كانوا هيستردوا الكنز، عشان كده في بعثة مصرية طلعت على هناك مكونة من 4 دبلوماسيين وواحد جواهرجي. مهمة الجواهرجي كانت إنه يقيم الجواهر والدهب لو الشرطة أو جهات الدولة هناك ادعوا إنهم لاقوها وجم يقدموهالنا مرة تانية، عشان ميحصلش نفس اللي حصل المرة اللي فاتت، وقبل ما الحاجة تيجي على مصر تكون اتقيمت هناك ونتأكد إنها مش مزيفة.

 والدبوماسيين مهمتهم متابعة المستجدات والتحقيق في القضية كلها وتبليغ السلطات المصرية. وأول خطوة المفروض كانوا يعملوها هم إنهم يلاقوا الصحفيين اللي غطوا خبر العثور على المجوهرات إياها المزيفة واللي جم مع الوفد السابق لمصر عشان يعرفوا منهم الأشخاص أو الجهات اللي اتفقت معاهم على تغطية الخبر.

=اممم، احكيلي بقى عن اللي حصل للصحفيين.

 

-واحد منهم جاله تسمم من أكلة مش تمام ف مطعم ومات ف خلال ساعات قبل ما يوصل حتى المستشفى والتانبة اتطعنت 18 مرة واتضح على حسب تصريحات الشرطة إن جوزها هو الفاعل نتيجة خناقة ما بينهم مع إنه أثبت إنه مكنش موجود في ساحة الجريمة اللي هي البيت ليلتها وكان في شهود على كلامه، لكن أهو، هو جوزها الليى طعنها وهو اللي شال القضية، أما صاحب الجرنال فاتفرم تحت قطر عشان القضبان قفلت على رجله وهو بيعدي عليها ومعرفش يخلص رجليه.

=والوفد المصري؟

-الدبلوماسيين عرفوا بظروف موت الصحفيين وطبعًا مقتنعوش بأسباب الموت الواهية اللي قدمتها السلطات واتأكدوا إن أي حد ليه علاقة بقضية المجوهرات اتصفى عشان لا نوصل للحقيقة ولا نوصل للمجوهرات. تخيل يا "قاسم" التصفية وصلت لمين؟

=مين تاني؟

-الدبلوماسيين اكتشفوا ان مرات الجواهرجي إياه اللي زيف الحاجة وولاده الاتنين اختفوا من فترة. وقدروا يلاقوا الجواهرجي نفسه وضغطوا عليه عشان يفهموا إيه اللي حصل لأسرته واللي عرفوه بشع...

التلاتة المفروض وفقًا للشرطة هناك ماتوا في حادثة أتوموبيل لكن بعد التشريح اتضح إنهم ماتوا نتيجة تعذيب بشع. كانوا مختفيين قبلها بأيام والجواهرجي كان هيموت من الرعب عليهم وكان متأكد إن اختفائهم ليه علاقة بقضية المجوهرات، وبعدين جاله خبر الحادثة وعرف التفاصيل دي من التشريح. التلاتة كانوا ميتين قبل الحادثة. جثثهم اتحطت في الأوتومبيل وحد مجهول كان سايق واختفى بعد تدبير الحادثة. في واحد بس من الدبوماسيين لحق يبلغ أخو مراته بالمستجدات وتفاصيل مقتل أسرة الجواهرجي لكن هو وال3 الدبلوماسيين التانيين اختفوا ف نفس الليلة!

 

اللي بلغ أخو مراته تم العثور على أجزاء من جسمه متفحمة ومدفونة ف صحرا وتم التعرف على هويته بسبب غلطة وقع فيها حد من اللي شارك ف اغتياله. واحد منهم طمع ف خاتم قيم مميز كان معاه واخده واتمسك بيه. الشخص ده كان ظابط فاسد من ضمن شبكة كبيرة. حكى عن تفاصيل القتل، قال انهم عذبوه ودوبه جثته ف مادة مذوبة والأجزاء اللي مدابتش حرقوها ودفنوها في الصحرا... وطبعًا برغم اختفاء التلانة التانيين كان معروف مصيرهم. معروف إنهم اتقتلوا زيهم زي الرابع. الكارثة يا "قاسم" إن الساحة هناك كانت عاملة زي بحر فيه مجموعتين من الأسماك بتلتهم بعض، جزء صالح وبيسعى يحل القضية ويقبض على المشاركين في التزييف والسرقة والاغتيال وجزء فاسد بيبوظ مجهود التانيين وبيخرب كل محاولاتهم لتصحيح الوضع. حفرة تتحفر وناس تردم...

وجه الدور على الجواهرجي المصري، أهو ده بقى متعملش مجهود معاه، ملفقوش قصة شيك زي الباقي لقتله. لقوه في أوضة الفندق اللي كان نازل فيه قاعد على كرسي وعنيه مفرغة من المقلتين وبدلهم جوهرتين مزيفتين! رسالة شرسة من الجهة الفاسدة بتقول "بطلوا تدوروا وره الجواهر، الجواهر ملك لينا"

 

=و كمان اللي هيتجرأ ويدور وره الجواهر هيحصل له زي اللي حصل للجواهرجي.

-مظبوط، دي من ضمن الرسايل. كل المدة دي بقى "زين" كان محبوس، لسه متحاكمش، كان كل يوم بتوصل له أخبار القتلى والمجازر والمعارك الدايرة، مكنش مستوعب إن كل ده بسبب سرقته، جاتله حالة نفسية، ضميره كان هيموته، كل الدم ده ف رقبته، وبرغم الجريمة اللي عملها إلا إنه مكنش عايز حد يتأذي، كان مستعد يدفع تمن اللي عمله، يتحاسب على طمعه ، حتى انه مسمحش لنفسه يستمتع بالفلوس اللي قبضها من قبل ما تظهر الشرطة. لعن نفسه كل لحظة على دخوله الأوضة السرية. حتى انه كان بيغمض عينه ويتخيل إنه رجع بالزمن لورا وفتح الحيطة ودخل الأوضة السرية وشاف الخزنة ومسك المفتاح. بص على الخزنة لثواني وبعدين اداها ضهره وقرر يرجع، قفل الحيطة ورجع المفتاح الشكمجية وصلى ركعتين لله واستغفره على لحظة ضعفه وطمعه وتطلعه لحاجة غيره. لو كان ده حصل، ناس كتير كانت هتفضل عايشة، وصاحبه كان هيبقى لسه ف شغله، وطلع على المعاش بكرامته واستقر بقرشين حلوين ليه ولولاده من بعده، ويمكن، يمكن ست الحسن والجمال كانت جاتله في وقت ما وقالتله هبيع الدنيا عشانك واتحدى الظروف، وأنا وأنت هنسيب كل حاجة وهنرسم ولوحنا هتتحط جنب بعض في معرض لينا وهتتباع بأعلى أسعار وهنبقى من أغنى الأغنياء.

=ياريت كانت الأمور بالبساطة دي. ياريته فكر بالشكل ده قبل ما يعمل عملته.

 

-وياريت يا "قاسم" كلمة ياريت كانت تغير الماضي وتيارات النهر واتجاهات الريح... الجهة الصالحة في شرطة الدولة إياها كفتها بدأت تتقل وبقى عندهم إصرار يقطعوا رؤوس الفساد ويحلوا العُقد ويكشفوا الحقايق. وصلوا لعدد من أفراد الشرطة الفاسدين،6 ما بين رتب مختلفة وال6 لقوهم مقتولين، للأسف مقدروش يوصلوا للمستوى الأعلى، اللي قتلوهم عشان يحموا نفسهم. الملفت بقى إن بعد مدة في صورة انتشرت في الصحف لزوجة رجل مهم في الدولة التانية وكانت لابسه عُقد من مسروقات الأمير.

=ده ايه البجاحة دي؟

-اه يا "قاسم" حاجة مذهلة فعلًا. المسروقات مرجعتش، برغم المجهودات الرهيبة من عندنا وعند الدولة التانية، للأسف مرجعتش.

=لأااااا، بعد كل ده؟؟؟! كل اللي اتقتلوا وكل المصايب والجهود دي اتبخرت ف الهوا.

-مفيش حاجة بتضيع عند ربك وليه حكمة ف كل حاجة. المشهد الأخير في القصة دي البطل بتاعها هو جدي. سنة 1930 كان ف زيارة لمعرض رسامة مشهورة, جدي أصله كان متيم بالرسم وبيقدر الفن جدًا. المهم إنه فضل يتفرج على اللوحات، يتنقل ما بين وحدة والتانية لحد ما وصل للوحة مختلفة. اللوحة كانت مش نفس نمط الرسم بتوع التانيين، كان واضح إنها لرسام تاني واللي أكد ده إن مكنش عليها توقيع الرسامة وهي بتحرص إنها توقع كل اللوحات. مكنش في توقيع بس كان في حاجة تانية. مكتوب في اللوحة من تحت "نادرة أنتِ كالماسة الزرقاء"...

"قاسم" بتحمس شديد:

=نعم؟! الماسة الزرقا.... ثواني، ده معرض الست اللي "زين" كان بيحبها، وقصة حبهم كانت مستحيلة ومميزة زي الماسة الزرقا.. "زين" متخلصش من الماسة، مبعهاش، عشان كانت بتفكره بيها صح؟ أنا متأكد إنه احتفظ بيها لنفسه أو....ليها. اللوحة، اللوحة دي مش مجرد رسمة ، جواها كانت الماسة الزرقا، اللوحة جواها الماسة! بعدين؟ جدك أكيد فهم، فهم إن الكنز جواها مش كده؟ 

(صوت ضحكة خفيفة خبيثة من المتصلة)

-يجوز...

 

=وأكيد بلغ السلطات وجم فتحوا اللوحة وأخدوا الماسة، صح كده برضه؟

الخط ينقطع و "قاسم" يصرخ...

=الووووو، الو. يا أستاذة "رغد"... 

يا جماعة كلموا الأستاذة "رغد" تاني الخط اتقطع. 

=ايه ده تليفونها مقفول.. يا ترى دي صدفة ولا عمرنا ما هنوصل لأستاذة "رغد" تاني؟ ومش هنعرف مصير الماسة الزرقا. يا ترى هي ف أنهي خزنة وتمنها يسوى كام جثة دلوقتي؟

 

"تمت"

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334057
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189992
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181564
4الكاتبمدونة زينب حمدي169778
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130984
6الكاتبمدونة مني امين116791
7الكاتبمدونة سمير حماد 107869
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97932
9الكاتبمدونة مني العقدة95034
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91822

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1345 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع