هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. الفتاة و الشخابيط - الجزء الثاني

علقت على كلامها:

="كان ياما كان كان في بنت من أصحاب الهمم، متأخرة عن سنها، أهلها دخلوها المدرسة كنزيلة مش مجرد تلميذة، في الأول كانوا بياخدوها البيت في العطلة الإسبوعية وبعدين مبقوش ياخدوها والمدرسين كمان أهملوها، مكنوش بيطلوا عليها، بقت سجينة الأوضة، والمتنفس الوحيد ليها كانت خواطرها على الحيطان...

لسه صوت الاحتفال والدوشة كان شغال....لكن في حاجة جديدة حصلت...

هناك في الركن، في كرسيين ظهروا وعليهم اتنين قاعدين، راجل وست...

-شايفهم؟

"سهر" سألتني...جاوبت:

=أيوه.

-مين دول؟...استنى، دي الست نفسها، اللي شفتها بتشرب سيجارة واختفت في الدخان....اللي جنبها مين؟ جوزها؟

هزيت راسي بنفي، كان في شبه كبير بينهم، نفس رفعة الخدود، نفسها العيون المدورة والنظرة الحادة ونفس فتلة الشعر الناعمة واللمعة اللي فيه، دول قرايب...لأ، مش مجرد قرايب، إخوات..الراجل عينه كانت مكسورة، الاحتفال شغال حواليه وهو في دنيا تانية، عينه باهتة من كتر العياط، وشه شاحب، وشايل الهم...

أخته كانت بتبتسم، بتفتح بوقها من وقت للتاني، بتتكلم بصوت عالي، برغم إن المشهد كان صامت لكن ده باين من حركة بوقها وملامحها، باين عليها فرحانة بعيد الميلاد، وإنها بتحب البنت صاحبة عيد الميلاد اللي هي صاحبة الأوضة برضه، لكن في نظرات خاطفة كده مش مريحة ناحية أخوها، نظرات غل ولؤم و...غضب..

"سهر" سألت:

-الطبعة اللي على الأرض بتاعة البنت صح؟

=مظبوط، جسمها فضل ممدد هنا وقت..

-إزاي الطبعة دي حصلت، إزاي لسه موجودة؟

=مفيش غير تفسير واحد، جسمها فضل مدة على نفس الوضع، مش كام ساعة بتوع النوم، أكتر...

-ماتت في المكان ده، وفضلت على وضعها كتير؟

=عشان مهملة، منسية...

سمعت تأوهات، صوت مش غريب عليا، "سعد" كان بيفوق...

=حمد الله عالسلامة يا سبع الرجال..

-ايه اللي حصل؟ أيوه افتكرت، كان في زلزال، الدنيا بتتهد، وكنت حاسس بخنقة...

"سهر" انتبهت ليه، سألته يوصف بالظبط اللي شافه وحس بيه..قال لها على الحيطان اللي فضلت تضيق والخنقة الرهيبة اللي كان حاسس بيها، إنه عمره ما حس بالوحدة دي...

دي كانت مشاعر البنت، بشكل ما سيطرت على "سعد" وتقصمها، الجدران اللي بتضيق والخنقة دي كان إحساسها بالواقع اللي بتعيشه بعد ما دخلت المدرسة وأقامت فيها...

سألت "سهر":

=تفتكري الست أمها والراجل خالها ولا الراجل هو اللي أبوها والست عمتها؟

-أظن الست هي اللي أمها، نظرات الحب اللي للبنت بتبين ده..

=لأ، خدعتك نظراتها، نظراتها كدابة! الست دي مش سهلة، والراجل برغم الضلمة اللي عليه لكن نظراته البسيطة ناحية البنت نظرات حب وشفقة، هو اللي أبوها والست عمتها، أنا متأكد...

احنا التلاتة سمعنا صوت أزيز قوي، باب بيتفتح...بصينا ناحية المصدر، "سعد" بما إنه كان في الطرقة فهو الأقرب للأوضة اللي بابها اتفتح...اتحرك ناحيتها واحنا وراه...

وصلنا على عتبة الأوضة، العفرة وريحة التراب كانت رهيبة، الأوضة كانت فاضية، أثاثها مكسر وخشبها فيه فجوات، الحيطة لونها أخضر باهت مقشر، بس الأوضة مفضلتش فاضية كتير...

ظهرت ست قاعدة على الأرض، مديانا ضهرها، قامت واتوجهت للقماشة الكبيرة اللي كاسية غرض ما مش باين...

شالت القماشة، اتضح إنها كانت مغطية مراية طويلة...

الست كانت لفة شعرها كحكة بتوكة، لابسة نضارة، شكلها جد جدًا...

مدت إيدها فجأة وشالت التوكة وسيبت شعرها، قلعت النضارة، رفعت إيديها الاتنين بشكل آلي كده على شعرها من فوق وبدأت تسرح بصوابعها، تمررهم في خصلها لحد الأطراف، تخلص وتبدأ تاني...

كل ده كانت باصة في المراية ومركزة ومش واخده بالها مننا...

احنا التلاتة كنا متسمرين في مكاننا كإننا منومين مغناطيسيًا، مش متحكمين، مش عارفين نتحرك...

حركة صوابعها بقت أسرع وأسرع وأسرع، لحد ما بقت تسرح شعرها بسرعة غير منطقية كإنه فيديو شغال بسرعة وبعدها...بدأت تشد في شعرها من الجدور وتخلعه من الفروة!

شعرها فضل يقع وهي ولا كإنها حاسة بأي ألم، إيه يا ولية ده، إيه ده يا ولية؟!

فروتها بقت تنزف وخطوط الدم بتنزل على وشها ورقبتها ولسه مستمرة، وبعدها عينها جت على بقعة معينة في المراية، انعكاسنا، شافتنا!

يا مرارك يا "محسن"!

الولية اللي بتقطع حرفيًا في فروتها لقطتك...

أنا و"سهر" اتحركنا بسرعة و"سعد" من الخضة فضل متجمد في مكانه...

وبدل ما يمشي حرك رجليه في اتجاه الأوضة!

=أنت بتعمل إيه؟ الولية هتاكلك، اتحرك يا "سعد".

الخطوة اللي أخدها "سعد" دخلته جوه الأوضة، الست لفت وابتدت تمشي في اتجاهه والباب اتقفل....

فضل يصرخ ويستنجد بينا ويخبط على الباب بإيديه الاتنين، أنا و"سهر" قعدنا نرزع ونزق في الباب، زعقت فيه، قلتله يبعد عن الباب، خليت "سهر" تقف على جنب، رجعت لورا كام خطوة وبعدين جريت على الباب بأقصي قوتي، كسرته واتفتح..

الأوضة رجعت فاضية، كان فيه كشكول على الأرض وأقلام...

"سعد" لو كان مات في اللقطة دي كان هيتكتب عن حادثة موته بالبنط العريض في الجرايد "ضحية الغبا المركب، شاب يلقي بنفسه إلى التهلكة، خدته أم الشعور اللي بقت قرعة"

إحنا التلاتة فضلنا نجري بلا هدف، مش عارفين رايحين فين ولا بنجري من مين، ما الست اختفت خلاص، أهي نزعة البقاء اللي بتخلينا نفقد حسنا بالاتجاهات وبكل منطق...

وقفت وأنا بنهج، وطيت وحطيت إيديا الاتنين على ركبي، كنت بحاول أخد نفسي، وقتها محستش بالاتنين، لا "سعد" ولا "سهر" كانوا موجودين، والدنيا بقت برد فجأة...

حاولت أندههم لكن صوتي كان ضعيف...

-أنا هنا...

طب الحمد لله...الخبر الحلو إنه هنا، الخبر الوحش إن ده مش صوت "سعد"!

-متقلقيش أنا هنا، إنتي فين يا حبيبتي؟

مشي في اتجاهي، كل ما يقرب كان الجو بيبرد أكتر، لحد ما مشي من جنبي، مكنش شايفني أصلًا، الراجل كان ضخم بشكل استثنائي، لابس بدلة وطربوش، ومعاه عصاية صغيرة، موظف الأمن! أكيد هو، ده شبه وصف "سهر"، هناك على بعد مسافة، كانت...بنت، هي، مفيش غيرها، البنت صاحبة الرسومات...

-أمينة، إيه اللي خرجك من أوضتك؟

-أنا....اااا، عايزه أروح لبابا.

قعد على ركبة وتناها، مد إيده ومسكها من دراعاتها...

-بابا اللي مدخلك هنا، هو عايزك تفضلي في المدرسة، وهييجي ياخدك أكيد قريب تقضوا الأجازة مع بعض.

-بابا جه مع عمتي أول مرة بس، بعدين عمتي جت خدتني شوية، بابا مكنش في البيت، قالتلي إنه سافر وسبنا ومش هيرجع غير بعد كتير، وبعدين عمتي مبقتش تاخدني، نسيتني هنا، أنا عايزه بابا..

فضل ماسك جامد في كتافها، عينه مش بتنزل من عليها...

مسكينة!

عشان كده كانت حاسه بالخنقة والوحدة وإنها في الجحيم وكمان تستاهله، بقت حاسة إنها ارتكبت حاجة فظيعة تخلي أهلها يبقوا عايزينها بره حياتهم...

"كان ياما كان كان في بنت من ذوي الهمم، متأخرة في الفكر عن اللي في سنها، أمها ماتت، منطقي تكون ماتت، أبوها كان خايف من المسؤولية، على الأقل في المرحلة دي فقرر يوديها مدرسة داخلية بمساعدة عمتها، لأ دي عمتها هي اللي أكيد شجعته، عمتها اللي كانت فرحانة بالاحتفال، مش عشان عيد الميلاد، عشان اتخلصت من البنت، من دوشة ووجع دماغ، وكان في مدرسة غريبة الأطوار، أيوه، الست اللي كانت بتقطع في شعرها، الكشكول اللي مرمي على الأرض، والأقلام وهيئتها بالنضارة والشعر الملموم قبل ما تفكه يوحوا بكده، دي كانت مدرسة وكانت معقدة، كان عندها كبت، عشان لما بتبقى لوحدها، لما بتبص في المراية بتبقى عايزه تخرج من فورمة المدرسة الصارمة، كان نفسها تبقى أنثى وبس، لكن واضح إن الظروف حكمت عليها بغير كده، يا ترى المدرسة دي كانت بتعمل إيه مع "أمينة"؟ وكان في موظف أمن متعاطف معاها..مش مريب شوية موظف الأمن ده؟ صحيح كان متعاطف معاها ولا...كان عنده غرض خبيث؟؟ ومش محتاجة فهلوة، "أمينة" ماتت في الأوضة، جسمها فضل ممدد على الأرض من غير ما يحد يدرى لساعات أو يمكن أكتر، يمكن أيام... ، ولما انتبهوا إنها مش موجودة ودخلوا عليها الأوضة ولقوها ميتة، حتى بعد ما جسمها اتشال رفضت إن أثرها يزول، حبت ذكراها تفضل موجودة"

-لأ...لأ، سيبيها بقولك، متقفليش الباب، لأ!

ده كان صوت "سهر"...

جريت على مصدر الصوت، "سهر" كانت واقفة عند عتبة أوضة "أمينة"، مادة دراعاتها وكإنها ماسكة في حد، بس مكنش في حد...

مسكت فيها وفوقتها...

إيدها وجسمها كله اتيبس، وبصتلي في ذهول، بدأت تجمع وبعدين قالت:

-الست اللي كانت في أوضة المراية...

=المدرسة بتاعتها.

-اه، قفشت "أمينة" ماشية مع موظف الأمن، جرتها من شعرها، دخلتها أوضتها وقفلت الباب بالمفتاح من بره، البنت كانت بتعيط عياط رهيب، مكنتش عايزه تتحبس جوه...

-"محسن"؟

ده كان "سعد" اللي ظهر ورانا، سبت الاتنين وجريت على سلالم القصر، الأبواب كانت لسه مختفية...

لسه في حته ناقصة في القصة، لسه محلناش اللغز كامل...

حكيت ل"سهر" على اللي شفته وأنا وهي حكينا كل اللي جمعناه من القصة مع بعض، طيب إيه اللي ناقص، إيه اللي ناقص؟

"سهر" سرحت وبعدين سألت سؤال أظن كلنا كنا بنهرب منه لحد اللحظة دي..

-تفتكر؟....موتة "أمينة" كانت طبيعية؟

وقتها سمعنا صرخة رهيبة، صرخة طفلة.. ودي الأجابة، لأ، "أمينة"...اتقتلت...

وده بيودينا للسؤال اللي بعده، يا ترى مين؟ المدرسة المعقدة ولا...موظف الأمن المريب...

باب الأوضة اتفتح وخرج منه موظف الأمن، كان وشه مخطوف، عمال يتلفت حواليه، خطوط العرق بتنزل من عليه، هرب بسرعة، محدش لحق يشوفه...

وهناك...في الأوضة كان جسم الملاك، ممدد، كإنها...كإنها نايمة في سلام، من غير ألم، من غير وحشة، من غير خنقة، سلام وبس...

كل واحد فينا احنا التلاتة شاف بعدها مشاهد مختلفة، "سعد" مثلًا شاف العمة وهي بتستلم جثة "أمينة" ونظراتها نارية مليانة عتاب لناظر المدرسة، "سهر" شافت المدرسة بملامحها الجامدة وجثة "سهر" بيشيلوها من الأوضة ولا كإن في حاجة حاصلة، وأنا شفت المدرسين والتلاميذ والعاملين بيبصوا لموظف الأمن باحتقار أو بيتعاملوا معاه بحذر، كلهم كانوا متأكدين إنه هو اللي عملها وإنه كمان...اعتدى على البنت قبل ما يموتها لكن مكنش في دليل يدينه، فجأة القصر بقى زحمة بالناس والذكريات...هو ده الجزء اللي ناقص؟ الجاني اللي موت "أمينة"؟

نزلنا للبهو تحت، الأبواب كانت موجودة! ظهرت، خلاص كده حلينا اللغز...

بصينا لبعض وابتسمنا... قربنا للباب الرئيسي، مديت إيدي عشان أفتحه، ساعتها رجع تاني اختفى! ومعاه الأبواب التانية كمان...

في حاجة غلط...

حطيت إيدي على راسي، مش هنخرج من هنا، بقى عندي يقين بده، خلاص كده هنفضل مساجين في القصر، مفيش فايدة، "أمينة" عايزانا نفضل في القصر سواء حلينا اللغز ولا محلينهوش...

-إستنى كده، إستنى!

بصيت ل"سهر" بيأس وهي بتقول جملتها...كملت:

-فين أبو "أمينة"؟ راح فين؟ ليه مستلمش جثتها، ليه مجاش؟ حتى لو كان مسافر أكيد كان هييجي من السفر عشان بنته، مش هيدفنها يعني؟ احنا فاهمين غلط، القصة مش عند موظف الأمن، الجاني هو...عمتها، الأب مسافرش، الأب اتقتل، أخته قتلته، جايز عشان طمعانة في فلوسه، وميبقاش فيه غير العيلة الصغيرة اللي إمكانياتها العقلية محدودة، واللي كانت مستنية مثلًا تموت لوحدها في المدرسة أو تبقى تحجر عليها، لكن غيرت رأيها وقررت تسرع العملية، بطريقة ما دخلت المدرسة واتسللت لأوضتها، أو محتاجتش لده، جت في زيارة وبما إن البنت كانت مهملة فمحدش كلف خاطره يطمن عليها لا بعد ما العمة مشيت علطول، ولا بعد كده كمان..

=ضربتها بحاجة على راسها، كان في كدمة على دماغها وهي ممددة، الجثة اللي شفناها...موظف الأمن بريء ، تلاقيه بما إنه الوحيد اللي بجد كان مهتم بيها فهو برضه الوحيد اللي لاحظ اختفائها بعد كام يوم، راح على أوضتها وشاف المنظر، كان مفزوع وطلع وهو بيتلفت عشان لو حد شافه هيقتنع إنه هو المسؤول عن موتها، وللأسف من غير ما حد يشوفه، كل اللي في المدرسة كانوا مقتنعين بده، فضل متهم من غير دليل لحد آخر عمره وده عشان هو مميز، عنده تضخم في الأطراف والجسم والملامح، مظهره كان بيخض الناس منه ومع الوقت بقى انطوائي وتصرفاته تبان مريبة، لكنه بجد كان راجل طيب وكان متعاطف مع أمينة...

الأبواب ظهرت، ومن بعيد ظهر هو....

موظف الأمن أو طيفه، مكنش جسم، كان شبه الهولوجرام، طيف شفاف بيبتسم...مش "أمينة"، اللي حبستنا في القصر، مش "أمينة" ده هو! موظف الأمن، هو اللي كان عايزنا نحل اللغز، نجمع خيوط القصة عشان في الآخر نثبت برائته! وأكيد كنا هنحكي ونكتب قصته لما نخرج، هو ده موضوع المقال اللي قررت اكتب عنه...

مديت إيدي والباب المرة دي اتفتح...

ضوء الشمس كان خافت، بعييد، الفجر كان بيشقشق...

"سهر" بصتلي ووشها منور ومبتسم وقالت:

-إحساسي إن دي مش أول تجربة ليك، مع يعني الظواهر الخارقة..

=مش أول مرة، يعني، بمساعدة كبيرة طبعًا خلصت عمارة أو بمعنى أصح سكانها من لعنة..

-سبحان الله، أنت خلصت ناس من لعنة وأنا استدعيت لعنة وسلطتها على حد..

=لعنة إيه؟

-لعنة "مهران"، سمعت عنه..

=الساحر الشيطان ده، بتاع حورس؟

-أيوه.

=يا ساتر، أنا سمعت إن بس أي حد بيغوص في سيرته بيتلعن، أنتي عملتي كده في بني آدم؟

-متحكمش عليا يا "محسن"، أنا مش شيطان ومش ملاك برضه، أنا اتاخد مني أغلى ما أملك، أبويا مات من الحسرة ومقدرش أنقذه، كنت عاجزة وكان لازم على الأقل أجيب حقه من اللي أذوه.

=وأنتي إزاي مصابتكيش اللعنة بتاعة "مهران"؟

-غريبة مش كده؟ متهيألي إن فيا مخزون كبير من البؤس خلى اللعنة متصبنيش، مكنتش هتأثر، يعني زي أكتر من فيروس مينفعوش يعيشوا مع بعض في نفس البيئة..

=خزان أحزان يعني.

-ممكن.

=عندي ليكي سؤال أخير.

-اتفضل.

=تعرفيني منين يا "سهر"؟

شفايفها انبسطت وابتسامتها وسعت، عنيها لمعت، بقت شبه عيون الديب..

=أنا معرفتكيش على نفسي في القصر ومع ذلك ندهتيني بإسمي، "سعد" عرفتي إسمه عشان سمعتيني بنادي عليه، لكن أنا "سعد" منطقش اسمي قدامك...

-يمكن استدعاء مديرك والمهمة اللي أسندها ليك بتاعة زيارة قصر شامبليون مكنتش من بنات أفكاره ولا عشان ينزل مقال مختلف وجديد وياكل الجو، يمكن كان في عنصر اتدخل وحرك المسارات في الاتجاه اللي عايزه، مثلًا مكالمة جت للمدير من واحدة مرضتش تعرف عن نفسها لكن وعدته إنها هتمول الجرنال بمبلغ محترم لو كلفك بمهمة شامبليون، وعشان تثبت كلامها حولتله جزء من المبلغ....في يوم 3 سبتمبر 2023، قررت إني اتحبس في قصر شامبليون...

مقدرتش اتحكم في نفسي، ابتسمت، كنت عايز امسك في زمارة رقبتها وفي نفس الوقت كنت مبسوط! مزاجي عالي ومستمتع...هي كملت وقالت:

-كان ياما كان كان في بنت حاسه بملل قرت كتاب عن لعنة زالت بسبب ذكاء وحنكة صحفي مغمور، الكتاب إسمه "عمارة الجن الإسود"، وعرفت بلعنة في قصر مسكون، قصر في وسط البلد، وبدل ما تروح تحل اللغز وتفك اللعنة لوحدها قررت إنها تنول الشرف وتخوض المغامرة مع صاحب لعنة الجن الإسود..

طلعت مني ضحكة تلقائية غصب عني...

=طب يا ست "سهر" مش صدفة سعيدة، ولا هي صدفة ولا هي سعيدة، وأنا مش ناقص معارف أنا فيا اللي مكفيني، أنا عمارة بحالها اتصاحبت عليا وأنا أصلًا بتخانق مع دبان وشي ومش طايق نفسي، ممكن تعتقيني وتنسي إنك عرفتيني، ابوس دماغك...

فضلت بصالي بلؤم وحركت راسها بايماءة خفيفة، اللي هو حاضر...

اديتها ضهري واتوجهت ل"سعد" اللي كان واقف مربع إيده جنب العربية وفاتحها وكل شوية يضربلي زمارة، مش فاهم، زفة ابن عمه في البلد دي ولا إيه...

المصيبة، الكارثة، النايبة..إني بدأ يعجبني الموضوع، موضوع اللعنات والألغاز اللي بتتحل وكمان...الصحبة، الناس اللي بيساعدوني في فك اللعنات، تضربوا مفك في ضلوعكم يا بُعدا...اللعنة الحقيقية صابتني، لعنة حب اللعنات والاستمتاع على طفيف يعني بوجود بشر حواليا، بشر من نوعية "سعد" و"سهر"....

"تمت"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓-1الكاتبمدونة حسن غريب
9↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑21الكاتبمدونة رشا ماهر131
2↑19الكاتبمدونة حسن رجب210
3↑19الكاتبمدونة شيماء الجمل141
4↑17الكاتبمدونة خالد دومه114
5↑12الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد78
6↑10الكاتبمدونة احمد زكريا77
7↑9الكاتبمدونة خولة سعيدان171
8↑8الكاتبمدونة علا الأزوك120
9↑8الكاتبمدونة نورا عبد الفتاح68
10↑8الكاتبمدونة صفا غنيم88
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1062
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب684
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم560
7الكاتبمدونة آيه الغمري491
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني420
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين415
10الكاتبمدونة سمير حماد 400

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب326416
2الكاتبمدونة نهلة حمودة181423
3الكاتبمدونة ياسر سلمي174548
4الكاتبمدونة زينب حمدي167815
5الكاتبمدونة اشرف الكرم125423
6الكاتبمدونة مني امين115473
7الكاتبمدونة سمير حماد 104834
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي95427
9الكاتبمدونة مني العقدة92892
10الكاتبمدونة مها العطار86307

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

803 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع