آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. الدكتور والراقصة

"القصة مستوحاة من أحداث حقيقية"

 

كنت عايز أروح أي مكان غير القاهرة بعد ما شفت صاحبي بيموت قدام عيني خلال اقتحام وكر عصابة سرقة أعضاء بشرية، المفروض إن الاقتحام كان مفاجيء، العصابة مكنش عندهم فكرة إنهم اتقفشوا، وإحنا اتحركنا بعد نص الليل، الوقت ده كانوا متجمعين في الموقع بتاعهم ومش بيمارسوا أي نشاط إجرامي...

كانت شقة في فيصل، شقة في مبنى سكني عادي، لكن الجيران لاحظوا أصوات عالية كل كام يوم من الشقة دي، صريخ واستنجاد، أصوات أطفال ورجالة وستات، وعدد منهم بلغ الشرطة، بعدها جالنا بلاغ من شخص ادعى إنه هو نفسه بينتمي لعصابة لبيع الأعضاء البشرية والبلاغ كان عن نفس الشقة...

 

لما هجمنا على الشقة كان عندنا ثقة إننا مش هنلاقي مقاومة، إنهم نايمين في العسل ومش متوقعيننا، لكن اللي حصل كان غير كده....

خبطنا على الباب، محدش فتح، كنت أنا وصاحبي، احنا الاتنين ظباط، ومعانا 3 عساكر...

بعد التخبيط كذه مرة، كسرنا الباب ودخلنا....

هدوووووء، مفيش حس، في الأول تحس إنه بيت مهجور لكن بعد ثواني لاحظت حاجة، الريحة....

ريحة منتنة، مش وحشة، منتنة، كإنها عفن، لحمة صابها العفن، واحد من العساكر مد إيده على الحيطة وفتح زرار النور...

 

صاحبي "يوسف" سأل:

-مفيش حد هنا؟

جاوبته:

=معرفش..

كلمة معرفش دي مش بس إجابة لسؤاله، أنا دقات قلبي ساعتها بقت سريعة، وده لإني اتوغوشت، معرفش، تايه، مش متأكد ، بس في حاجة، حاجة مظلمة في المكان ده، وفي...حاجة...هتحصل...

فجأة لقيت نفسي بركز على أوضة معينة، بمشي في اتجاهها، كل الأصوات حواليا بقت صامتة وكل الرؤية مشوشة، مفيش غير باب الأوضة دي هو اللي واضح، وصلت للباب وفتحته....

الأوضة كانت فاضية تمامًا إلا من تلاجة، تلاجة ضخمة، قربت منها وفتحتها....

جواها، كمية رهيبة من الأعضاء!

في نفس اللحظة اللي بشوف فيها المنظر البشع جوه التلاجة سمعت صريخ ورايا، مكنتش مدرك اللي بيحصل، اتلفت بعيوني التايهة ولقيت "يوسف" مطعون في صدره، في 2رجالة ظهروا كانوا بيطعنوا في العساكر وفي يوسف...

 

مين اللي ضرب نار؟

في ضرب نار، حد ضرب رصاص على الاتنين الرجالة ووقعوا بعدها على الأرض غرقانين في دمهم، واتضح إن اللي ضرب الرصاص هو...أنا....

كإني كنت في غيبوبة أو حلم، مفزوع، مش مستوعب اللي بيحصل، لما لقيت الاتنين دول طعنوا صاحبي والعساكر، طلعت بسرعة المسدس وضربت منه طلقات، لكن...كان متأخر...

"يوسف" مات واتنين من العساكر، مفيش غير واحد نجي، باقي العصابة اللي كانوا في الشقة خرجوا زي النمل من جحورهم بعد ما سمعوا صوت الرصاص وسلموا نفسهم، عددهم كان 5 غير اللي ماتوا، كلمت الإسعاف والقسم عشان يبعتوا دعم...

"يوسف" صاحبي...مات...

 

أنا كان ممكن أكون مكانه، أنا اللي اتطعن وأموت، طعنة واحدة مخدتش لحظات كانت الفاصل ما بين الحياة والموت، كل الحكاية هو موقعي وموقعه، لو مواقعنا اتبدلت، لو هو اللي كان سابقني بخطوات وفتح التلاجة وأنا اللي وراه أنا كنت هبقى ميت وهو اللي مكمل!

برغم الفظاعات اللي بشوفها كل يوم بحكم شغلي بس الحادثة دي أثرت فيا بشكل غريب، مبقتش قادر أتخطى اللي حصل، مشهد "يوسف" وهو ميت قدامي ومعاه الاتنين التانيين كان بيتكرر كل شوية، وفجأة مبقتش مستحمل أعيش في القاهرة كلها، هواها بقى تقيل أوي بالنسبة لي، مش قادر اتنفس، كل حاجة كنت شايفها جميلة قبل كده اتحولت لبشاعة! الألوان باهتة والأصوات مزعجة والناس لا تطاق، ده غير...إني بقيت أخاف، أنا اللي اتعاملت مع سفاحين وعصابات وعقول مريضة وناس شهوتها الدم بقيت أخاف، مش من حد معين ولا من حاجة قادر المسها وأحددها، بقيت أخاف من القاهرة كلها، من بيتي وأوضتي وعمارتي، مدخلها وسلمها، من الشارع بتاعي والشوارع اللي حواليه، كل مكان، بقى روتين إني أصحى فجاة في أوقات غريبة بليل، أصحى مفزوع، أفضل الف في الشقة كلها وأنا بدور...على المجهول، خطر مش قادر أحدده، وبعد فترة استنتجت إني مش هينفع أقعد أكتر من كده، لو فضلت مكاني يا هموت يا هتجنن، كان لازم أروح مكان جديد، لازم أنقذ نفسي من المستنقع العقلي اللي وقعت فيه وعشان كده قدمت على نقلي....

 

مكنش فارقلي أروح فين، المهم أبعد، ومن هنا كان انتقالي لبورسعيد...

سبحان الله أول ما دخلت المدينة حسيت بالتقل بينزاح من عليا، لأول مرة ببتسم من وقت وأنا بتفرج على الشوارع هناك...

أجرت شقة في شارع لطيف قريب من البحر اسمه طرح البحر، يدوبك قضيت المتبقي من اليوم ما بين الشقة وشوية تمشية على البحر وتاني يوم بدأت شغل...

ضغط الشغل طبعًا أخف بكتير من القاهرة، المدينة هادية ومشاكلها قليلة وده خلاني اقدر اتنفس ويبقى عندي وقت فاضي أكتر....

اتعرفت على سواق تمناية، أخدت رقمه وكان بيوديني أي مكان عايزه، كان شاب، باين عليه متعلم ، دايمًا هدومه مفرودة ومنظره منمق، صوته مش عالي وكلامه موزون، بعد إسبوعين من معرفتي بيه قلتله:

="مازن"، تسمحلي اسألك عن حاجة؟ بصراحة عندي فضول...

-اتفضل يا باشا طبعًا اسأل.

=أنت درست في الجامعة مش كده؟

-كده، أنا خريج حقوق جامعة القاهرة.

=معقول؟

 

ضحك وقال لي:

-ليه، عشان يعني شغال على تمناية، مانا جربت الشغل هناك، ملقتش شغل يأكلني عيش، رجعت على بلدي وشفت إيه الماشي، وبصراحة الشغل على التمناية مجزي عن الشغل في مكاتب المحاماة هناك! 

=أنت دورت كفاية؟ مش لازم مكاتب المحاماة، أي شغل تاني.

-طب ما ده شغل برضه، زي أي شغل، لكن الفرق كمان إن دخله كويس، ده غير..إن مفيش وقت يا "حكيم" باشا.

=مفيش وقت؟

-اه، العمر مفيهوش، فجأة كده الواحد يلاقي نفسه لازم يحوش، يحضر شقة وفلوس لشبكة ومهر وفرح عشان لو ناوي يتجوز كمان كام سنة، ولازم يعمل حسابه قبل ما يخلف يكون عنده دخل كويس عشان العيال اللي هتيجي، مصاريف الدكاترة والمدارس وقبلهم البامبرز لمؤاخذة، ده لوحده عايز ميزانية، قول لي بقى يا باشا في وقت لده وللتدوير على وظيفة وتحقيق الذات؟

=والله عندك حق.

لف وبصلي بصة لئيمة وقال:

-أنت مش النهارده أجازة؟

=اه، عشان كده رايحين على السوق، أشوف الطلبات اللي هجيبها لإسبوع قدام على الأقل...

-طب ما تسيبك من الطلبات وأفسحك، معقولة تبقى كل ده في بورسعيد ومتروحش أشهر أماكن فيها؟

مودي فجأة اتبدل، بعد السكينة حسيت بتحمس وابتسامتي وسعت..سألته:

=هتوديني فين؟

-هسفرك في رحلة عبر الزمن، للماضي...

 

ولقيته غير اتجاه العربية وابتدى يدخل في شارع جانبي ورا شارع جانبي، يمين، شمال، يمين، يمين، شمال، دوخة، لحد ما وقف قدام بيت قديم شبه متهالك...

الشارع اللي وقفنا فيه، لا منه رئيسي وواسع ولا ضيق، وسط، كان عجيب شوية، لفت انتباهي العمارات الصغيرة اللي جنب بعضها واللي متختلفش كتير عن بعض والبيت ده...كإنه زرع شيطاني، مع نفسه، تصميمه وموقعه، كان بعيد شوية عن باقي العمارات....

"مازن" لف وبصلي وقال:

-وصلنا يا باشا.

=وصلنا فين؟

-انزل بس، هنعمل جولة في أشهر بيت في بورسعيد.

ده باينه متحف ولا بيت أثري، لكن متساب زي ما هو، متبهدل ومفيش اهتمام بيه، مشينا ناحية الباب وخلاص كنا هندخل لولا إني وقفت وسألت "مازن":

=هو ليه البيت ده لوحده كده، يعني باقي العمارات على مسافة منه، وليه لسه موجود أصلًا، هو بقى أثر بقرار من وزارة السياحة؟

-لأ، ما هو... مفيش حد بيقرب من البيت، محدش حب يسكن جنبه، ولسبب ما الوزارة كمان مقررتش إنه أثر، متساب كده...

=أيوه ليه؟

-لما ندخل يا باشا.

 

ودخلنا....مع أول خطوة في البيت قلبي انقبض، أجواءه كانت كئيبة أوي...

-ده كان بيت واحد من أغنى سكان بورسعيد في وقتها، في العشرينات، من 100 سنة فاتوا...

انطلق "مازن" علطول في الكلام وقال جملته دي ...

كمل وقال:

-كان دكتور جراحة اسمه "مؤنس" وكان متجوز فنانة استعراضية اسمها "عنايات"...

=فنانة استعراضية؟

-لمؤاخذة يعني يا باشا، رقاصة.

=وإيه لم الشامي عالمغربي؟

-أهو بقى، الحب يا باشا..

=يا باشا، يا باشا، متخلينا النهارده من غير ألقاب، دانت حتى المرشد بتاعي في الجولة دي، قول لي "حكيم" علطول، بتقول بقى الحب هو اللي وقعهم في بعض؟

-أكيد، أنا بفترض، أصل إيه تاني؟ الجراح كان بيتردد على التياترو اللي "عنايات" كانت بترقص فيه، صحيح ده كان دكتور ومن عيلة كبيرة وراجل متعلم بره مصر وجوه لكن برضه "عنايات" مكنتش قليلة، مش أي رقاصة، كانت رقاصة مشهورة، بيجولها الناس من بره بورسعيد مخصوص عشان يتفرجوا عليها...

 

الأرضية كانت خشب، متاكل، كل شوية رجلي تتكعبل بسبب الفجوات في الأرضية وريحة الغبار كانت رهيبة، عمالة أكح كل شوية، مكان مش مشجع خالص، لا يصلح تمامًا يكون فسحة، ومع ذلك، في حاجة كانت شداني ليه، يمكن القصة اللي "مازن" كان عمال يحكيها واللي الله أعلم كانت حقيقية ولا تأليف...

"مازن" كمل:

-وعشان كده، لما "مؤنس" اتقدملها واتجوزته، بعد فترة حست إنها اتنازلت وخسرت كتير.

=اتنازلت؟ كمان؟

-اه، أومال إيه؟ يا باشا، قصدي يا "حكيم" زي ما قلتلك الناس كانت بتيجي مخصوص من محافظات تانية تتفرج عليها، دي كانت ولا بديعة مصابني، يمكن لو كملت كانت عدتها في الشهرة، والفلوس اللي كانت بتجيلها من التايترو نفسه ومن النقطة بتاعة الجمهور، ياه، دي كانت عايشة عيشة الملوك، و"مؤنس" كان...شخصية هادية وخجولة جدًا، راح مع واحد صاحبه مرة التياترو ووقع في حبها من أول نظرة، وهي بتتمايل، وهي بتبتسم، وهي بتوزع نظراتها اللي فيها مزيج من الجرأة والبراءة بين الجمهور، وهي من شدة ذكائها أخدت بالها من الإعجاب في عنيه، وعينها اتثبتت عليه ، بصتله أكتر من كل الجمهور ولو بلحظات قليلة، ودول كانوا كافيين يدوبوه، ما هو كان غلبان الراجل وملوش في النسوان، ولا بيكلم حد ولا بيروح كده ولا كده، من شغله لبيته لسفرياته وبس...

 

=معلش يا "مازن" هقاطعك، بس هو ليه محدش بنى جنب البيت؟

-يعني...أنت عارف بقى، القصص اللي بتطلع على البيوت القديمة، خصوصًا اللي ليها تاريخ كده مش تمام..

=يعني إيه برضه؟

سمعت صوت جنبي، حاجة طارت فوق وعملت دوشة جامدة، غراب!

غراب طار من جنبي على السقف العالي، فزعني، قلبي وقع في رجلي....

"مازن" كمل:

-بيقولوا يعني، إن البيت مسكون، وإن أي حد معدي من جنبه مش بيسلم منه..

=معدي من جنبه؟ داحنا جواه..

-ما هو كلام يا "حكيم"، تصدق أنت الحاجات دي؟

=واللي بيعدي ده مش بيسلم من البيت إزاي بقى؟

-أهو، بيقولوا مثلًا إن الواحد بيسمع خطوات وراه، بيبص، مش بيلاقي حاجة، لكن صوت الخطوات بيكمل، وكمان الخطوات بتسرع وبتجري وراه! بيلاقي نفسه بيجري من كيان مجهول، يفضل يجري ويجري كتير لحد ما أخيرًا يبطل يسمع صوت الخطوات، وشوية حكايات تانية كده...

=طب كمل، "مؤنس" حب "عنايات" من أول نظرة...

-اه، ومن ليلتها بقى يتردد لوحده على التياترو، عامل زي الجندي المخلص الملتزم، بيروح على الجبهة من غير أمر مباشر، لوحده كده، ويفضل مستني...

=مستني إيه؟

-مستني الرضا! تخيل، سنة كاملة، مسعاش يكلمها ولا مرة، جمهور صامت هيمان في عشقها، لحد ما جت هي في ليلة بعد ما نمرتها خلصت وغيرت هدومها راحت عليه وقالتله:

 

"جرى إيه ياسمك إيه، هو أنت بتراقبني؟ ولا أنت حكومة؟"

=يا سلام وهو عمل إيه؟

-كان هيغرق في عرقه المسكين، لبخة، عِرق كده واتحرج ومبقاش عارف يرد، وهي تسكت؟ أبدًا فضلت مكملة ودايسة على قضبانه الدايبة وقالت: "أنت إيه حكايتك؟"، هو رد "أنا...أنا معجب"، هي قالت "معجب؟ لأ، أنا مليش في كده، مليش أنا في البطال، إيه معجب دي".. وقامت سابته ومشيت...

=شغل نساوين ده.

-عفارم عليك، شغل نساوين، هي قرته، ومن أول مرة، راجل غلبان ولبخة وملوش خبرة وكانت عارفة إن إسلوبها ده هيأثر عليه وهيخليه يجيلها لحد رجليها، وحصل، مفيش، تاني ليلة جالها التياترو وعرض عليها الجواز من غير حتى ما يرجع لأهله، وهي وافقت علطول، ما هي كانت سألت عنه وعرفت شغلته وعيلته وثروته...

-برد!

انتبهت ل"مازن" وسألته:

=أنت قلت حاجة؟

رد عليا:

-اه يا "حكيم" ما انا لسه كنت بحكي..

=لأ، مش قصدي، قلت حالًا حاجة، بردان أو كده؟

-بردان إيه، داحنا في شهر 9، الجو حر والرطوبة أجارك الله..

موقفتش عند الموضوع ده، قلتله يكمل...

-فرضت عليه يبنيلها بيت كبير، عشان تضمن تكون أول واحدة تخطي فيه، بتاعها لوحدها، جبتله تصميم في مجلة عندها، تصميم لبيت أوروبي عجبها، طبعًا البيت كلف كتير أوي، كمان بالتفاصيل اللي طلبتها، الديكور، العفش، الأنتيكات، بس هي تأمر وهو يطيع، مكنش عنده إرادة، بضاعة أتلفها الهوى! وبعد ما البيت خلص اتجوزوا علطول، ومفاتش كام شهر و"عنايات" بدأت تحس بالندم والزهق، إيه اللي عملته في نفسها ده؟ بقى تسيب الأضواء والشهرة والعطايا والهدايا والفلوس والمستقبل المفروش بالورد والألماظ وتقعد في سجن مقفول، كل متعتها هي التمشية في الجنينة حوالين البيت والمجلات اللي بيجيبها "مؤنس" وطلته عليها، وفين وفين لما يفضى يخرجها للمسرح ولا التياترو، لا وإيه كمان "مؤنس"، هو نفسه، بالنسبة لها كان ممل، شخص عادي، لأ، أقل حتى من العادي، كل هوايته المرواح للمسرح والاستعراضات، وده عشان خاطرها بس، اتهيألها إنه لو لوحده مكنش حتى هيهتم يروح، متعته الحقيقة إنه يتمشى جنب البحر وياكل درة مشوي ويقرا في كتب، ولا ابن نكتة ولا بيفهم النكت، مش فالح غير في شغله، حتى حبه ليها، مش مولع كده...فاهمني؟ مفيش الشغف وحب الأبطال لبعض في الروايات، حب عنتر لعبلة ولا قيس لليلى ولا روميو لجولييت، حبه ليها فاتر كده، صحيح مفيش طلب بتطلبه إلا وينفذه، ولو لبن العصفور زي ما بيقولوا، وكل شهر بيجيبلها فساتين على أجدد موضة، وبيجيب طلبات البيت والأكل الغير مبرر اللي يكفي 20 واحد مش اتنين وطقم خدامين، لكن برضه...مكنتش مكتفية بده، مشكلته كانت بالنسبة لها الفتور، نفسها تشوف فيه روميو، يدوب كده في عشقها دوب...

 

وتفوت سنة ورا التانية، و"مؤنس" يرجع في ليله من شغله، راجع متأخر الراجل ومنهك، متوقع يلاقي مراته نايمة في سابع نومة، هو اه لقاها نايمة بس مكنتش لوحدها، لقى معاها شاب صغير....

=يا خبر، إيه الست الفاجرة دي؟

-مش عايز أقولك يا "حكيم" الدم بقى للركب، لكن الحقيقة إنه كان دم "مؤنس" مش الواد، الواد أول ما شاف "حكيم" نزل فيه ضرب! وكان إيه طول بعرض وشنبه يقف عليه الصقر....

=إيه يا "مازن" وقفت ليه؟

-لمؤاخذة يعني، عايز الحمام، تعالى نروح قهوة خطوتين من هنا ونرجع تاني..

 

مكنتش عايز أمشي، معرفش، البيت كان تحفة، مش لاحق أشبع منه، اه سبحان الله رأيي اتغير في الشوية دول، بعد كنت مقبوض منه وشايفه كئيب في الأول، بقيت شايفة قطعة فنية خطيرة، لما ركزت في التفاصيل، في أركانه، الباقي من الأرضية والحيطان والسقف والدفاية، المكان ده اللي كانوا بيجمعوا فيه حطب أو خشب ويولعوه بالنار عشان يتدفوا وبيبقى متوصل بمدخنة طويلة، وكان عندي فضول اشوف الصالونات والأوض، عشان كده قلتله:

=روح أنت يا "مازن"، أنا هستناك هنا.

-معقول يا باشا؟ هتستنى هنا لوحدك؟

=اه، عادي، بدل ما اروح وأجي، إيه، العفريت هياكلني؟

على وشه كانت نظرة قلق استمرت للحظة وبعدين لف ومشي، قال لي إنه مش هيتأخر عليا، دقايق ويرجعلي...

مفضلتش مكاني، سرحت، طلعت الدور التاني وأنا عمال أبص على كل مكان، اتخيل الشخصيات الحقيقية "مؤنس"، و"عنايات" وهم عايشين في البيت...

وصلت لأوضة نوم ضخمة، كإنها شقة لوحدها، أكيد دي كانت أوضتهم، أوضة نومهم الرئيسية مش أوضة ضيوف، الأوضة لسه فيها السراير، سريرين، أكيد "عنايات" هي اللي فرضت عليه الوضع ده بعد فترة من الجواز، ما هي ست جبارة...

 

اتلفت بسرعة لما سمعت حركة، سألت:

=مين؟

خرجت ببطء من الأوضة، فضلت ماشي في الطرقة الطويلة لحد ما وصلت للسلالم من فوق، لمحت "مازن" قاعد تحت...

كان قاعد على كنبة من الكنب القديم، الكنبة كانت مكسرة ومليانة تراب، مش عارف إزاي كان مستحمل يقعد عليها...

ندهته، مردش عليا، حطيت إيدي على الدرابزين، فضلت واقف مكاني ثواني وبعدين نزلت، الغريب إن "مازن" ملتفتش ليا وهو سامعني نازل...

درجات السلم كانت بتزيق جامد مع كل خطوة بخطيها، صوتها مزعج...

أخيرًا وصلت تحت، مشيت لحد "مازن" اللي كان لسه ثابت مكانه، ملفش ليا....

قعدت جنبه، فضلت باصص ليه، مستنيه يضحك، ما هو محدش يتبصله بالشكل ده وميضحكش، لكن...مضحكش...

 

إيده كانت ممدودة جنبه، ثابتة، معرفش ليه، بس مديت صوابعي ولمست إيده لقيتها تلج!

سألته:

=أنت تمام؟

أخيرًا عينه طرفت، لف راسه ناحيتي ببطء...قلتله:

=ممكن نكمل الجولة؟

وقمت، مشيت كام خطوة واتكعبلت...موقعتش، رجلي اتحشرت في فراغ في الأرضية بعد ما حته خشبة اتكسرت، طلعت مني صرخة، حسيت بألم، كإن رجلي اتلوت...بصيت لمازن، بستنجد بيه.... ملقتهوش!

سمعت تخبيط...

زعقت:

=ميين؟

-محتاج مساعدة؟

كان صوت راجل برا البيت، مش "مازن"...

قلت:

=أيوه، رجلي...

-استنى.

 

فتح الباب ودخل، كان لابس بدلة منمقة كده وشيك أوي ونضارة بعدسات صغيرة مدورة، طلع رجلي من الفراغ بإيديه الاتنين، كإنه عارف بيعمل إيه، مسكة إيديه لرجلي والطريقة اللي خرجها بيها وكمان فضل يبص ويضغط على رجلي في كذه حته والحمد لله اتأكد إن معنديش التواء ولا شرخ، كان معاه شنطة مربعة شبه الصندوق، كان سابها على الأرض لما شيك عليا، بعد كده أخدها ومشي...

شكرته وهو ماشي، هز راسه ليا، وبعدها علطول "مازن" ظهر....

=إيه يا عم روحت فين؟

رد عليا:

-معلش يا "حكيم" حسيت إني محتاج قهوة، شربت فنجان عالسريع وجيت.

=أيوه ليه مكنتش بترد عليا لما جيت، وبعدين اختفيت كده فجأة!

سكت، فضل باصص لي ومردش...قلتله:

=مش هتكمل لي القصة؟

-ا...ااه طبعًا، إحنا وصلنا لفين؟

=لحد ما "مؤنس" قفش "عنايات" مع عشيقها، والعشيق رنه علقة معتبرة.

-أيوه صح، بعدها العشيق لم بعضه ومشي، والدكتور عاتب "عنايات" على عملتها وهي ما صدقت، فضلت تزعق فيه وتقول له إنه مش راجل ومش مالي عينها وإنه معيشها في ملل والحياة معاه خنقة، تعرف عمل إيه، وطى راسه، ومشي من قدامها وهو لسه بينزف، راح يغسل مناخيره ووشه من الدم، العلاقة ما بين "عنايات" والشاب استمرت شهور، "مؤنس" كان عارف وعامل مش واخد باله، مهو اتكسر بقى، هي حسسته إنه مش مالي عنيها ومقصر معاها، وكان بالعكس بيحاول يعوض النقص ده وبيدلعها أكتر من الأول وبيصرف عليها مصاريف مهولة.

=إيه العك ده؟ ده اللي اسمه غسيل المخ؟

-زي ما قلت كده، عك، المهم بعد شهور لسبب غير معروف "عنايات" تقرر تقطع علاقتها بالشاب، في الغالب يعني عشان مجرد شاب صايع، لا معاه فلوس ولا هيقدر يشيل بيت، ده مجرد ملاكم، أو عامل نفسه ملاكم، لكن علاقتهم ملهاش مستقبل، ولا عنده وظيفة ولا عيلة مقتدرة ولا أي حاجة، يعني مش ممكن تسيب "مؤنس" عشانه...لكن وببجاحتها احتفظت بصورة ليه حطتها في إطار في وسط البيت جنب الدفاية، عشان تفتكر قد إيه هي لسه حلوة وصغيرة ومرغوبة حتى من الشباب الصغير...

=صحيح بمناسبة الدفاية، افتكرت، في دكتور جه وأنت مش موجود، لما جيت وطلعت تاني من البيت عشان تجيب القهوة...

-دكتور؟

=اه، مانا رجلي اتحشرت في فجوة في الأرضية، هو دخل وساعدني، خرج رجلي وشافها...

 

مردش عليا، كملت:

=كان متشيك كده زيادة عن اللزوم ومعاه شنطة شبه الصندوق الصغير، وشكرته ومشي علطول، مممشي...

عطلت في الكلمة الأخيرة، وأنا بقول "مشي"، وده عشان افتكرت، الدكتور ممشيش ناحية الباب، ده مشي في البيت نفسه، راح في اتجاه جزء من البيت لسه مستكشفتوش واختفى!

قلتله:

=الله، ده ممشيش من البيت، لسه جوه، معانا هنا، راح فين؟ هو الجزء اللي هناك ده في إيه؟

شاورت بإيدي على الاتجاه اللي مشي فيه.. "مازن" رد:

-المطبخ، وحمام من الحمامات.

=طيب، يالا نشوفه..

قاطعني ومد إيده في طريقي وقال:

-سيبك منه، يالا نكمل جولتنا...

=قصدك إنه كده كده هيظهر؟ تمام..

كمل القصة...

 

-"عنايات" و"مؤنس" كانوا متعودين كل فترة يعزموا أصدقاء ليهم، يدردشوا معاهم، يلعبوا الكوتشينة، و"عنايات" تعمل فقرة استعراضية..

=يعني إيه تعمل "فقرة استعراضية"؟

-يعني من وقت للتاني بعد ما تتقل في الشرب تقوم فجأة كده وتفضل تتطوح وترقص كإنها على مسرح، رقص بلدي على أفرنجي، بترجع لأيام ما كانت نجمة وتتخيلهم جمهور..المهم في ليلة، "مؤنس" حضر الكوتشينة في وجود راجل ومراته من أصدقائهم وكان متحمس جدًا للعب لكنه اتفاجأ ب"عنايات" جيالها نوبة من النوبات إياها، شغلت الزمبليك وطلعت على الطرابيزة وهاتك يا رقص، الراجل ومراته انبهروا بأدائها وفضلوا يسقفولها ويغنوا كمان، والليلة باظت! ده بالنسبة ل"مؤنس" طبعًا، كانت متعته لعب الكوتشينة وكان لعيب، أي لعبة بيعرف يكتسح فيها، كان جايب أخره، متغاظ وقامط وصامت، فضل كده زيه زي الأنتيكات في البيت، لا بيهش ولا بينش ولا بينطق باقي الليلة، و"عنايات" ضحك وهزار وكلام بصوت عالي، كان حضورها طاغي، زي ما بيقولوا كده كاريزما، وفي آخر القعدة لما الضيوف قرروا يمشوا، "عنايات" قالت ل"مؤنس" يطلع عالشارع ويوقف حنطور بس يكون حنطور محترم، العربية اللي ورا تكون شرحة وعلى مستوى مش الحناطير السوقية الأي كلام، "مؤنس" خرج وفضل واقف أكتر من ساعة مش لاقي الحنطور الملكي اللي يليق بصحاب الهانم، وفي الآخر زهق وتعب فوقف أي حنطور ودخل ندههم..

 

"عنايات" خرجت معاهم ووصلتهم وشاورتلهم بإيدها وهم ماشيين، وسبقت "مؤنس" في الدخول من غير ما توجهله أي كلام...

لما دخل بقى أجارك الله شتيمة وزعيق وتهزيق، عاتبته على الحنطور العِرة اللي وقفه وإزاي كسفها قدام صحابها وعلى تقل دمه ليلتها، وإنه كان باين عليه إنه مش مرحب بيهم، وإنه أصلًا ممل، حتى لو حاول فهو ممل وهيفضل ممل وإنها متعرفش إيه اللي عملته في حياتها عشان ربنا يبتليها بيه، وبعدين راحت على مكان الدفاية ورفعت البرواز اللي فيه صورة عشيقها السابق وشاورت عليها وهي بتقول:

"شايف، شايف الرجالة اللي أقدر أدوبها، شايف عُشاقي شكلهم إزاي، وسامة، وطول وعرض وصحة! أنا اقدر أجيب زيه واللي أحسن منه كمان، عشان بس تفضل فاكر"...

كانت عاملة زي الحيوان الجامح الغضبان، صوتها يكسر طبلة الودن، ومفيش أي إشارة إنها هتقف قريب... في عز ثورتها "مؤنس" قال:

-تيجي نصب كاسين؟

"عنايات" سكتت وقالتله:

-تمام!

.........................

"شد الحزام على وسطك غيره ما يفيدك"!

سمعت الجملة دي، واحدة ست كانت بتغنيها! تنحت ل"مازن" اللي لقيته هو كمان متنحلي، إحنا الاتنين سمعنا الغُنا...

 

قلتله:

=الصوت ده جي منين؟

اتلجلج كده وهو بيقول:

-ت...تلاقيه من بره البيت.

=لأ، لأ الصوت قريب، ده من هنا، من البيت.

-من البيت إزاي بس وإحنا لوحدنا؟

=مش أنا قلتلك إن في دكتور غيرنا.

-بس ده صوت ست.

=يبقى في ست كمان، أكيد.

-سيبك منها.

=هو إيه اللي سيبك سيبك، هو في إيه؟

-طب حابب نمشي من هنا، نخلص الجولة على كده؟

=لأ، عايز أسمع باقي القصة ولسه مشفتش كل البيت، تعالى نروح الناحية دي...

شاورت على اتجاه المطبخ اللي قال لي عليه...ومشينا ناحيته، كان باين على "مازن" إنه مش متحمس أبدًا، كان ماشي ببطء، بيقدم رجل ويأخر رجل...

ودخلنا المطبخ....

كان ضخم، مساحة شاسعة، مبالغ فيها، ليه كل ده؟ كان يسيع ده كام طباخ؟ وعشان مين، "مؤنس" ومراته وضيوفهم اللي أكيد مكنوش بييجوا كل يوم؟

السقف عالي والنمليات كتيرة ومتثبتة على الحيطان في كل مكان وكان في طرابيزة كبيرة، تحسها طرابيزة موائد، والريحة لا تطاق، الرطوبة والعفن والتراب، حاجة بشعة...

 

بس أكتر حاجة شدت انتباهي إن مفيش حد شد انتباهي! أيوه، مكنش في غيري أنا و"مازن"، أمال الدكتور راح فين؟

بدأت كده تجيلي أفكار غريبة، هو كان في دكتور أصلًا؟ والسؤال الأهم اللي شفته ده كان إيه؟ وبمواصفاته كده مش بيفكرني بحد عمالين نجيب في سيرته، الدكتور "مؤنس"!

هم سكان المنطقة عندهم حق؟ البيت ده.....مسكون...

كإن "مازن" بيقرا أفكاري، نظرته ليا بتقول إنه فهم إني استوعبت اللي بيحصل ورجع عاد عليا الكلام:

-ممكن نوقف الجولة ولو حابب نرجع في يوم تاني من الصبح...

=هتفرق في إيه صبح من ضهر من ليل؟

-أهو، يعني عشان لو وراك حاجة تعملها في اللي متبقي من اليوم، الساعة داخلة على أربعة...

=لأ، هنكمل!

-تمام، اللي تشوفه....بعد إسبوعين من الليلة دي، مجموعة من صاحبات "عنايات" جم البيت وخبطوا... اللي فتحلهم "مؤنس"، سألوه عنها، وطى راسه كده وقال لهم...

 

"للأسف عنايات اضطرت تسافر فجأة عشان جالها تلغراف من قرايبها في الصعيد بلغوها إن خالتها تعبانة شوية ومحتاجة تشوفها لإن ساعتها قربت"

قالوله لما تيجى تبقى تكلمهم في التليفون ولا تبعتلهم... وبس، يوم في التاني في التالت والرابع والخامس و"عنايات" لا حس ولا خبر، لحد ليلة راس السنة، الليلة اللي "مؤنس" راح فيها

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334041
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189952
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181543
4الكاتبمدونة زينب حمدي169764
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130978
6الكاتبمدونة مني امين116790
7الكاتبمدونة سمير حماد 107860
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97922
9الكاتبمدونة مني العقدة95030
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91805

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

560 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع