دلف "جعيدي" إلى الغرفة ووقف أمام "منال إكس فايلز" التي ظلت تتفحصه بضع ثوان قبل أن تنطق:
-إيه اللي جابك هنا يا عميل "جعيدي"؟
-قسم الملفات السرية أوي، هو اللي فرض علينا نخضع للفحص النفسي.
-لأ، قصدي ايه اللي جابك هنا! ايه اللي أنت مداريه ف قلبك وعقلك العلمي، ايه اللي موجود ف أعماق نفسك المسوسة الخربانة.
-ممممم، مش قادر أتذكر في الوقت الحالي.
-مدد على الشيزلونج يا "جماجم".
-نعم؟
-مدد يا "جعيدي" بقولك مدد!
أسرع "جعيدي" إلى الشيزلونج وتمدد عليه. إقتربت "منال" منه بخطى بطيئة وثقيلة حتى أصبحت تقف فوقه مباشرة ثم قالت:
-إحكيلي.
-أحكي إيه؟
-قصة حياتك.
-أنا اتولدت من 32 سنة ف قرية بالمنوفية، مبكرًا بدأوا يلاحظوا تفوقي الدراسي الزايد غن اللزوم والنباهه اللي بتشع من بؤبؤ عيني، كنت بكراش على مستكة المستكاوي بطولها وعرضها وتنمرها وعنفها .. جبت زهرية ورد لأمي في عيد الأم وأنا عندي 12 سنة .. ف أول إنترفيو عمل ظهرتلي حبايه ما بين عيوني وحواجبيني ومكنتش قادر أبص للي بيعملي المقابلة ، عيني الإتنين كانت متركزه على الحبايه..
-شششششش.. إحكيلي على الحاجات المؤلمة، الحاجات اللي مش بتحب تفتكرها وبتقلب عليك المواجع...
-أمي كانت بتاخد مني العيديه كل عيد وكانت بتقول إنها محوشاهالي ، وف يوم صاحب ليا لقيته لابس حاجة عجيبة، كاوتشه بتنور قلت ف نفسي مين لابس أميجو بينور وأنا عليها بدور مين ده، مين ده.. النور ف كعبه بينوروهو ماشي بيزغلل مين ده.. لأول مرة أنور مكنتش قادر أتصور أن في أميجو بينور مين ده..المهم روحت لأمي أوام قلتلها عايز من أبو كاوتشه بتنور عشان الناس في الديسكو تك تبص تقول مين ده، مين ده بس للأسف إتصدمت، كانت أول تجربة لي مع الإنسان الحقيقي، الإنسان الندل اللي كلامه فشنك، أمي طلعت صرفت كل العيديات اللي خدتها مني ف زعافه سقف وف دفاعها قالت أن الزعافه فيها شراشيب تقدر تجيب التراب من ديله ، اه وقبل كده إتكعبلت ف الطابور قدام مستكه المستكاوي دوغري، وف حفلة التخرج كنت ناوي أعزم مستكه عشان تبقى الdate بتاعي وحضرت خطاب كامل.. قربتلها وأنا راسم إبتسامة واسعة كشفت عن أسناني البيضاء الناصعة وف لمح البصر وقبل ما أوصل بخطوتين بالظبط تساوي إنشين ونصف ظهر سعداوي مسعد بحتة بتزا ، حتة البتزا دي كانت أغلى حاجة عندنا في الكانتين مكنش في أغلى منها ممكن أقدمهولها، ف ثانية خفيت الوردتين البلدي اللي كنت قاطفهم من جنينه حوش المدرسة ورا ضهري وعيني أغرورقت بالدموع وخدودي إحمرت sun kissed .....
-طيب عميل "جعيدي" مستعد لإجراء بسيط؟
-إجراء ايه؟
-غمض عينيك عميل "جعيدي جماجم"..
-انا مقلتش أني مستعد.
-لقد تم الأمر بالفعل!
قالتها وهي تطقطق إصبيعها الإبهام والسبابة....
غاب "جعيدي" تمامًا وغرق في عالم المجهول حتى أن لعابه سال من طرفي فمه...
-عميل "جعيدي" أنا مش عايزه الظاهر، أنا عايزه الأعماق ، أغرف من الأعماق وطلع اللي ف نفسك.
خرج صوتًا رفيعًا أنثويًا من "جعيدي" وعرف الصوت نفسه قائلًا:
-أنا "إلهام" بحب جعيدي ومش هسيبه، مش هسيبه.
شعرت "منال" ببعض التوتر فقالت مسرعة:
-لأ مش ده المقصود، إركني أنتي دلوقتي يا إلهام على جنب وانا هبقى أشوف بعد كده أحوله لخديجة المغربية أو عيشه قنديشه لهذا الأمر، أنا عايزه العقل المستخبي لجعيدي ذات نفسه..
-ايوه؟
-"جعيدي" هل هذا أنت؟
-ايوه.
-إيه المستخبي ف عقلك المستخبي؟
-هو يوم مش هيخلص، في الأول الحبر يوخلص من الآلة الكاتبة وبعدين أقفش "سعفان مدخنة" ف أوضة الملفات المتأرشفة.
-وات؟؟
-ايه، بقولك لقيت مدخنة ف أوضة الملفات كان مستخبي وناوي على نية شريرة، بس أنا وقفته ومهنتهوش ، زي ما انتوا متعودين في المسلسل أنا السوبر هيرو الحقيقي وفي واحد بينسب كل الفضل ليه ألا وهو "مهيطل التعلب" أنا من جوايا بحبه ومن جوايا أوي بحقد عليه وعلى وسامته وشعره الناعم وطوله الفارع ونفسي يروح ف داهية وأنا بقى المع، ايوه المع زي الماسه أو النجمة أو مجوهرات لازوردي ...
-هل إتعاونت مع جهات عدوه للملفات السرية أوي؟
-حصل.
-إمتي وإزاي وفين وليه؟
-إتعاونت أنا ومهيطل مع "سعفان مدخنة" ف أول قضية إشتغلت فيها مع الملفات السرية أوي، قضية الصدع المدني مكناش عارفين نولج للمبنى وهو حاول يساعدنا، ليه بقى فهو من مبدأ أنا وأخويا على إبن عمي وانا وإبن عمي على البروجيكت مانيجر..
-إتخدشت نفسيًا ماللي شوفته ، القضايا العجيبة والملفات السرية اللي وردت عليك خلال الكام شهر اللي قضيتهم معانا؟
-لأ عشان انا إبن مصر أنا ضد الكسر، نفسيتي لسه حديد وبقضي كل يوم ف عيد بإستثناء بعض الليالي اللي كنت بعمل فيها 7 رجاله ف بعض ومستعد لأي حاجة وبلاقي ظواهر عجيبة غريبة تفوق العلم المنطقي والفيزيائي والملموس والمادي، كنت بعمل كأني ماسك نفسي وأني مش متأثر بس لما برجع البيت بكلم أي نمرة غريبة وأقعد أعيط وأشتكيكم للغريب، أنا مرة كلمت التوحيد والنور وإشتكيتلهم من مهيطل واللي بيعمله فيا وقعدت أتشحتف لحد ما أصروا يبعتلولي شبشب حمام وباشكير...
"يتبع"
"تو بي كونتينود"