يتيمة من سنين كتير قوي، وآخر عيد أم احتفلت بيه كان قبل موت أمي ب١٤ يوم بالظبط.. فاكرة إني كنت مزعلاها عالعادة بشقاوتي قبل عيد الأم بيومين، وإني كنت بحوش مصروفي من شهر قبلها تقريبا عشان أجيب لها هدية في عيد الأم..
أنا كنت لازقة لأمي طول الوقت، في المطبخ وفي السوق وعلى ماكينة الخياطة وفي كل ركن في الشقة وهي بتروقها أو تقعد فيها.. كنت بتعلم منها وبساعدها واتكلم معاها واعاكسها وازهقها..
في اليوم دا كان عندي أقل من ١٤ سنة، روحت جبتلها بالفلوس اللي حوشتها أكتر حاجة أنا كنت بحبها في الوقت دا.. خاتم فضة.. والجميل يعني إني لقيت خاتم على قد الفلوس اللي حوشتها، وجيت يوم عيد الأم اديتهولها وأنا خايفة ومكسوفة وبقول مش هترضى تقبل الهدية.. أيامها لا كان فيه علب قطيفة ولا كروت ثري دي، كان خاتم بسيط اديتهولها في أيدها ومعاه كارت كتبت لها فيه كلمتين حلوين..
في الأول بصت للخاتم وقالت لي أنا مش عايزة هدايا أنا عايزاكم كويسين وتسمعوا الكلام ومتزعلونيش، وافتكر إني قولت كلام ملخبط مفيهوش أي معنى واضح غير إني بحاول أصالحها واصلح الموقف واستغل المناسبة.. بعد شوية لقيتها مسكت الخاتم في إيدها واتفرجت عليه وبعدين لبسته، واللطيف إنه كان على مقاسها ودي كانت حاجة غريبة لإني مكنتش عارفة مقاسها بالظبط لكن الخاتم جه مضبوط.. لبست الخاتم وكان جميل علي إيدها جدا.. أصلا أمي كانت إيديها جميلة قوي قوي رغم إنها كانت بتعمل كل شغل البيت بإيديها لكن لحد آخر يوم في عمرها كانت محتفظة بجمالها ورقتها.
أنا فاكرة إن الخاتم دا هي ادتهولي أشيله معايا بعدها بشوية عشان ميضيعش في زحمة الشغل، بس الحقيقة أنا مش فاكرة خالص الخاتم دا راح فين.. بس فاكرة شكله كويس.. من ٣١ سنة إلا أسبوعين إديتها الخاتم، ولحد النهاردة فاكرة شكله وفاكرة فرحتها بيه.. بس مش عارفة راح فين.
❤️❤️
في حب أمي .. الست كاميليا عبد الوهاب السطوحي
كل سنة وانتي طيبة يا ست الكل .. نتقابل في الجنة على خير واجيبلك خاتم جديد من غير ما اكون مزعلاكي قبلها.