وحين راجعت محبتي لك تكشف لي سر خلودها..
أنا ما تمسّك قلبي بنقطة ثبات كحبك..
حقا.. لعل هذا هو التفسير الوحيد.. كم كانت الأمواج حولي تتهادى مرات وتهدر مرات حتى تطال أذرعها كل ثابت، فتزلزل مستقر خطوتي وتخفي معالم طريقي.. فأتوه.. أتوه..
كم تهتُ، وكم في متاهاتي راجعت كل ثوابتي وطال شكي كل مسلمة ومضمون.. لكن تعلقي بك لم يكن يوما عقلانيا صرفا ولا روحانيا خالصا.. إذ كنتَ دوما تسكن تلك النقطة الغامضة العنيدة التي تجمع الحالين، يسعى لفهمك عقلي فأحبك بعقلي، وتسعى لنورك روحي فأحبك بروحي.. فملكتَ بذلك مجلسا راسخا لدي، مهما علا هدير أمواج كياني المضطرب بطبعه.. كنتَ أنت هنا دوما .. مستقرا ساكنا مالئا مدثرا متدثرا.
لذا صح مني الوصال فاستقر حبك فيَّ وسكن، يا منتهى جموع السعي والجهد والتسليم والراحة.
دمت رفيق قلبي ومعلم روحي وجائزة اكتمال الرحلة.. حين تكتمل رحلتي.