الخوفُ الذي دأبَ قبل زمان على احتلال فؤادكَ، مرةً كصحراء يفرُّ إليها من حربٍ فاقت جهدَه، ومرةً كمرجٍ يزرع فيه نادرات الورود استجلابا للطمأنينة..
هذا الخوف هو أكبر خدعة بالعمر.. مالفؤادك وتقلبات ترجمة المخاوف!
إن ثباتَ فؤادك أشدُّ بيانا من هبوب الخماسين، وأرقُّ جمالا من تلون الورود حسب أحوال المحبين.. فؤادُك ثابت متين، إذ عرف بعد جهاد العمر منزلته العريقة فوق كل الأفئدة المتقلبة بين الخوف والأمنيات، فلزمَ كل يومٍ مواعيد نهاره وسعى فيها، ثم استكان لسطوة ليله فسكن.. حين لم يكن السعيُ خوفًا، ولا السكونُ أمنية.
ظلَّ فؤادُك الشريفُ مطيعا لقوانين الكون حتى أهداه الكونُ سمْتَ استقراره المتدثر بدوام طوافه.. حين كانت الحركة دليل الحياة، والتمسك بالمطاف دليل البصيرة..
لم يكن سكون الفؤاد يوما علامة قوته، وإنما يغدو الفؤاد قويا حين يُبصر مسارَ دمه الصائب، فيلزمه، بسَكِينة مطمئنٍ لا يحيدُ عن الصواب.. يسعى إليه.. يتبعُه.. وإن آلمه الصواب.






































