كم حجرا ألقيناه يأسا فعاد إلينا بغنيمة لم تسعها يوما آمالُنا؟
كُثر كُثر..
حينما راجعتُ غنائمي وجدتها جميعا أتت من حيث لم أنتظر، واستقرت حيث لم يسعفني خيال الأمنيات..
لكن.. وعلى سبيل الدقة والإنصاف، ربما جميعها كانت كذلك إلا قليلا منها، حلمتُ به وسعيت إليه حتى تجسد بين يدي كامل الأوصاف خلاب المحيا..
ربما كان هذا القليل رسالة القدر أن اسعي يا فتاة اليقين، فليس للإنسان إلا ما سعى..
ربما..
لكن اليقيني من أقداري أن هذه السابحات منها في فضاء الصدف العجيبة كانت دوما مستحقة.. إما جزاء سعي لم أؤجر عليه فصبرت على خيبات الرجاء.. وإما لقاء يقين حين ألقيت الحجر أقول إني منه يائسة وفي قلبي قنديل يتمايل نوره بين خافقي.. وإما منحة من وهاب لا يلزمها تفسير..
منحة لي أنا.. هذه التي تمنح ما استطاعت.. وتعفو ما ملكت.. وتحسن الظن ما قيدتها الظنون..
لأسباب كهذه أصاب سهمي المارق عنق المسرات مرات ومرات..
ولأسباب كهذه.. مازلت ألقي في بحر الاحتمالات أحجاري اليائسات..
أقول ألقيها يأسا.. وقلبي الشغوف ملؤه الأمل التواق.