لقد خدعتكم مرة أخرى.. حين جعلتُ الجميعَ أساتذتي ومنحتهم الألقاب الفارهة..
ياللسذج!
لم يفطنوا للعبتي حين كنت ألقي عليهم الأحمال استباقا وأتحلل أنا من قيود الإجابات الملزمة.. حين جعلتهم أهل المعرفة فصدَّقوا، بل واختالوا فرحا فانطلقوا يشحذون المعاني ويصيغون الأحكام وكأنهم نسل ملوك الأفهام البائدة.. ثم جلستُ أشاهدهم وأبتسم، أشاهدهم وأتعجب، أشاهدهم وأتعوَّذ.. إذ كيف تصنع الألقابُ بالعقول هذا الهدر المخجل! وكيف لم يفطن من قطع طريقا نحو المعرفة أنه مهما استطالت خطاه ما زال في المهد!
ذلك أن طريق الفهم كله مهد.