يا أيها الفتي المدلل، حديث العهد بالعطش..
لا يغرنك ابتسام أفواهنا ولا نضارة وجوهنا.. لعل الابتسامة من تذكر سعادة عابرة، وجمالنا من أثر صحبة طيبين..
ولكن اعلم، لم تكن أيامنا أبدا مرويةً من فيض نهر سابغ، فكم اعتدنا أن نرتوي من قطرات معدودات، ما جمعها إلا الصبر، وما نقاها إلا اليقين.
فكأننا نبتسم لما يفوز منا الصبر.. وتنضر وجوهنا لما يصدق فينا اليقين.
فإن شئت درءا لعطشك البالغ، فاكتنز صبرا، واصحب يقينا.