ليس الحبيب المُتاح أدنى مَقاما من الحبيب المُفارق، بل إنه نعمة تنزَّلت ومعها فضلُ منحة هو التيسير.. فلا يُعميكَ يُسر وصال حبيبٍ عن فريد سجاياه وعظيم أثره، بل لعل غيابه إن غاب يُشقيك شقاءً لم ينبيكَ عنه غائب قبله.. فتمهل استمراء زهده وتوفر له كلما توفر لك..
ثم إن هو خفَّ ظله عن طريقك أو ثقلت خطاه إليك فاسعَ أنت إليه ملهوفا، فيَرى في توفرك حال غيابه ذريعة كبرى يسوقها لنفسه القلقة برهانا على صواب ما كان له معك من وصال دائب..
ثم لا تزهده أبدا ما استقام للقرب بينكما سبيل، فإنما هي أيام تنفد فتفني أعمار، فلا يكن تيسير السعادة حجابا لك عن التنعم بفرائد السعادة..
إن فعلت كنت من الفائزين.