والعِنَاقُ في أصله حاجةٌ إنسانيةٌ خالصةٌ لا يشوبُها إثمٌ ولا يحُفُّها رياء .. العِناقُ الحقُّ يعني أنك قد ربطتَ على قلبك حَجَرَ الأمان ودثَّرت ذراعيك بدِثارِ السكينة.. وكلما طال العناقُ كلَّما تكسَّرت الحواجزُ دون دمٍ .. وكلما توثَّق العناق كلما عنيَ ذلك "أنا هنا فاطمئن.. أنا هنا فاستكن" .. العناق فعلٌ إنسانيٌ متكاملٌ بذاتِه لا سَعْيَ قبلَهُ ولا سَعْيَ بعدَهُ .. العِناقُ الحقَّ دليلُ اتزانِ الجسدِ واتصالِ الروحِ ودليلُ سلامةِ القلبِ إذْ يكتفي بتواصلٍ صَموت .. العِناقُ يعني أنك استطعتَ النطقَ دونَ عَناءٍ وملكتَ المعنى .. والعِناقُ إن صحَّ يمنحُ عهْداً لا تمنحُه الصكوكُ ولا توثِّقه المحابرُ .. العِناقُ مُفتتحٌ وختام وقولٌ وردٌّ .. وهو يمينٌ موثقٌ بأن الكونَ قد شهدَ مشهدَ صدقٍ يؤرِّخُ لخلْقِ الروح قبلَ خلْقِ الشرور.. ويمنحُ الأرضَ في كلِّ معانقةٍ عفيةٍ عمراً جديداً.