الصداقة الحقيقية هي رزق نادر، ولكن للأسف، ليست كل العلاقات التي نطلق عليها اسم "صداقة" تحمل في طياتها معنى الحب والدعم الصادق. أحيانًا، نكتشف الحقيقة المؤلمة عندما نتوقع الوقوف بجانبنا في لحظات فارقة، فلا نجد أحدًا.
كانت تلك الليلة، الليلة التي انتظرت فيها أصدقائي ليكونوا جزءًا من فرحتي، لأشاركهم حدثًا مهمًا في حياتي. كنت آخر من يتزوج بينهم، وظننت أن هذا سيجعل حضورهم أكثر دعمًا وإلهامًا. لكن الأعذار جاءت، الأولاد، العمل، الحياة المُرهِقة. وفي النهاية، لم يأتِ أحد.
في تلك اللحظة، شعرت بثقل الحقيقة؛ أن العلاقات غير المتزنة تُظهر وجهها الحقيقي في أكثر الأوقات التي نحتاج فيها للدعم. وكم هو مؤلم أن ترى من توهمت أنهم أصدقاؤك مشغولين عنك، غير مكترثين بأهمية اللحظة بالنسبة لك.
الحقيقة أن الصداقة الحقيقية ليست مجرد وجود، بل هي حضور روحي، دعم لا يُشترط، وشعور لا يتغير مهما زادت انشغالات الحياة. تلك اللحظة جعلتني أؤمن أكثر أن الأصدقاء الحقيقيين نادرون، وأن علينا أن نحافظ على القليل منهم، هؤلاء الذين يرون فرحتنا كفرحتهم، وألمنا كألمهم.
كل ذكرى مؤلمة تحمل درسًا، وكل خيبة تترك أثراً. ومع ذلك، يبقى الأمل في أن نجد من يحمل معنى الصداقة الحقيقية ويثبت لنا أن الحب بلا شروط ليس حلمًا بل واقعًا ممكنًا.
"وف النهايه مفيش حد هيحبك حب غير مشروط غير امك"