وهل توجد محميات للبشر، أعرف أنك قد تتعجب عزيزي القارئ،
ولكن ستدرك ما أعنيه عندما تنتهي من قراءة هذه الفقرة، فمن
المعروف أننا نُشيد المحميات للحفاظ على السلالات النادرة من
الأزهار والنباتات وأي فصيلة من الكائنات التي أوشكت أن تندثر،
لذلك تأتي أهمية المحميات كي تضمن لنا فرصة الاستمتاع بما تحويه
من تلك الأنواع النادرة التي نخشى عليها الانقراض، ومن هنا جاءتني
فكرة محمية البشر، فنحن نحرص على اقتناء كل نفيس وغال، فقد
نحتاج في وقت ما إلى أن ننشئ ذلك النوع من المحميات لضمان
الحفاظ على هؤلاء الأنقياء في حياتنا، فهم أنواع نادرة من البشر؛
فصيلة من الناس قل وجودهم في ذلك الزمان،
فهؤلاء مَن تشعر معهم بجمال الحياة وبوجود الخير وسط ذلك العالم
المُزَيَّف المليء بالنفاق، وكذلك يشعروننا بفساد الآخرين.
هم اللون الأبيض الذين لولاهم ما عرفنا السواد، فحقًا هم من يجب
الحفاظ عليهم والحرص على مودتهم وتوطيد العلاقات الطيبة معهم،
فهم النقطة المضيئة في هذه الدنيا، وهؤلاء مَن يعطوننا الأمل في
حياة طيبة، ولكن هل سنستطيع إقامة تلك المحميات؟