آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نهي رشاد
  5. من عرفتني بالعالم البعيد القريب

 

ربما لا أتذكر ما الشىء المميز بخصوص (حسن) أو يوم حسن، فهو يقوم من النوم فى الساعة السابعة صاحا ويغسل أسنانه فى السابعة والربع. ثم يأكل إفطاره فى السابعة والنصف ويذهب إلى المدرسة..لكنه كان صديقى الأول..مازلت أذكر شعر حسن ويده على فمه وهو يتثاءب، والساعه الدائريه الصفراء على جانب الصفحة الأيسر، لا اذكر اسم الكتاب بالطبع ، لكنى أذكر أبى وهو ينظر الى بإستغراب ثم يسأل أمى (انتى علمتيها تقرا امتى!! هى فاهمة الكلام ولا حافظه مع الصورة وخلاص؟ هو ايه اللى حصل!!!).

 

أذكر صوتها وهى تحكى لى عن الشاطر حسن الذى كان عليه أن يقطع رحلة فى طريق وعر و يتجاذب الحديث مع ثلاث وردات، بيضاء وصفراء وحمراء..تتساقط عينيها رغبة فى النوم فتقفز من الوردة البيضاء إلى الحمراء مباشرة، فأهزها لتتنبه أنها أكلت على وردة!! 

- ما انتى حافظاها يا نهى!!

- آه بس عايزاكى تحكيها..إحكى يا ماما.

أصر على ترك النور مضاءا،حتى أراها وهى تحكى..فيم تتوسل هى إلى كى تطفىء النور، عسى للعفريت الراكب رأسى أن ينصرف و أنام..

 

أمى..التى اعطتني مفتاح الحكايات و عذبتها أنا بها...

 

من عرفتنى بالعالم البعيد القريب المختبىء بين الخطوط السوداء المتعرجة و النقاط المرشوشة حولها، ليالينا الطويلة فى غياب أبى قبل مولد أختاى وحواراتنا التى لا تنتهى...حكت لى عن ما فعتله النحلة بأنف الدب الذى سرق العسل، و على بابا و رفاقه، وأمنا الغولة التى تصر ان يأكل الشاطر حسن قمل رأسها لتعطيه مفتاح الكنز الذى تحرسه...

 

كبرت قليلا وتحولت (احكيلى) الى (يعنى ايه؟) ممسكه بجريده أطول منى.. أو كتاب بعد أن كبرت قليلا..جلوسى إلى جوارها وهى تشاهد برنامج العلم والايمان وجوله الكاميرا وعالم البحار ..إلحاحى الليلى كى تذهب معى إلى الحمام..نظرا لأن البانيو به قرش أبيض و البلاعة بها قنديل البحر الصندوقى ..فتصحو هى أو أبى و ينتهى الليل وهم يفتحون البلاعه كى أنظر بها وأتأكد أنه لا قروش ولا قناديل بحر ولا أى كائن يسكن بها....سؤال وراء سؤال كالمطرقة على رأسها خلال تعرفى على العالم المحيط...وهى تغسل الأطباق على الحوض..وهى تعصر الملابس..وهى تطبخ.. أى كان مكانها فى المنزل كان هناك هذا المخلوق الملتصق بها دائما يسألها(ليه! ازاى؟؟ها يا ماما ها؟)

 

. دفعت ثمن فضولى الذى أيقظته من راحتها و من رأسها.. وأحيانا من نضافة المنزل..بعد ان أحضرت لها من رحلتى الأولى الى الأهرامات بضعه أحجار وأنا مقتنعه تماما أنها آثار وشرعت فى فحصها يوميا كاثرى محترف..وجنون عاملة المنزل التى تعبت من الجرى وراء أحجارى فى كل مكان فخبرتنى أن خوفو ونفرتيتى تخرج اشباحهم يوميا من الأحجار وتتجول فى غرفتى..فما كان منى إلا أن استيقظت طول الليل منتظرة ظهورهم للحديث معهم! عيناها الجميلتان وهما تتسعان فى دهشة حين علمت بسبب سهرى انتظاراً للعفاريت، ومحاولات فهم هذا المخلوق الذى أنجبته هل هو ممسوس أو مجنون أم ماذا!!

 

 موسى وعيسى و إبراهيم ابو الأنبياء عليهم السلام أجمعين..و ضحكاتها المكتومة حين كنت احكى قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وصوتى يتغير عند إلقاءه فى النار..

بعد أن تمكنت من القراءة بدأت مرحلة جديدة..لم تعد تحكى بل اصبح على ان أحكى أنا..كتاب وراء الآخر. حتى غدوت أنا وكتبى كتلة واحده لا تنفصل، وصار العقاب الأقسى لى هو حرمانى من العدد الشهرى لمجلة العربى الصغير أو تحريم استعارة الكتب من مكتبة المدرسة أو المكتبه العامه القريبة من بيتنا.على أن اقف و أخبرها بما وجدته بين الصفحات.

 

.حين وصلت إلى نقطه كيف بدأ الخلق وأين الله.. أجابت ثم قالت (ربما حين تكبرين عليك بقراءة (الله ونشاة العقائد الالوهيه للعقاد..سيخبرك بالكثير) ..لأنتظر حتى المرحلة الإعدادية فأتمكن من قرائته..او (الطريق إلى بئر سبع ..لايثيل مانين..) و بداية معرفتى بالنكبه و احداثها ، معرفتى بمكتبة المدرسة ونصائحها بما على ان أستعيره منها كل أسبوع..بدءا من (نساء صغيرات –لويس ماى الكوت ، هيلين كيلر وقصة حياتها العجيبة –توم سوير لمارك توين) ثم علماء العرب الذين تعرفت عليهم واحدا بعد الآخر.لتتحول الإجابات الى كتب..كل سؤال لم يعد اجابته جملة بل كتاب..قد يمتد الى عدة كتب متتالية..وبعد حواراتنا الطويلة ساد الخرس العجيب الذى حل بمراهقتى..حين ابتلعتنى الكتب تماما فلم اعد اتحدث لأحد ..ونظراتها لتحولى الغريب ..ورغم ذلك تركتنى اتحسس طريقى فى الحياة وحدى قافزة من معتقد الى آخر..مراقبه من بعيد دون فرض راى او حقيقة واحده مادمت لم احد عن المسار المستقيم.

 

..مكتبة الأسرة ورحلتنا اليومية والحرص الشديد على ألا يفوتنا أى إصدار..و مئات الكتب التى تراكمت على مدار السنين حتى احتلت خزانة الملابس..رحلة دفعت ثمنها من تركيزها ومجهودها و مالها ايضا.

 

تحملت غطرسه المراهقة وبدايات الشباب ،حين تظن أنك تعرف كل شىء وتنسى كيف كنت لا تقوى على مسح المخاط عن أنفك. جدلى الذى لا ينتهى ..تغاضت آلاف المرات عن الكتاب المختبىء فى درج مكتبى لاقرأة بدلا من الاستذكار..ما دمت أحافظ على مستواى الدراسى ..معاناتها لإقناعى بحفظ القصص المقررة علينا دراسيا نظرا لاحتقارى الشديد لهم..اجابتى المعتاده (طب بذمتك حد يحفظ الصقر الجرىء بعد ما يقرأ ديكنز!! ازاى طيب اقنعينى!) خوفها من ان يؤدى غرامى بالكتب الذى زرعته هى إلى عامل تشتيت فينتهى بى الحال إلى منحنى دراسى هابط ..فلا هى قادرة على منعى عنهم ولا هى مرتاحه لوجودى بينهم..

صوتها وهى تشرح لأبى قصائد أم كلثوم..ثم نزاعاتنا وهى تكره توفيق الحكيم فيم أحبه انا..سخريتنا المتبادله من الشعر الحديث حتى أحببت أمل دنقل ومحمود درويش..فتحولت لنزاع ضاحك و أنا أحاول ان أجعلها تحب أى منهما..بهجة وجهها الجميل حين أحضر لها كتابا كانت تبحث عنه...آلاف و آلاف من التفاصيل الصغيرة فى رحلتنا مع الكتب ومعا..و أحاديث لا تنتهى عن ما قرأناه وما وجدناه فى قصه حبنا الطويلة.

 

.التى أحيانا لا استطيع التمييز إن كانت حبا للكتب أم حبا لحضور أمى الدائم فى ذهنى مع كل صفحة منها.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350573
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205174
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190295
4الكاتبمدونة زينب حمدي176688
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138496
6الكاتبمدونة مني امين118848
7الكاتبمدونة سمير حماد 112698
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103897
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101270
10الكاتبمدونة مني العقدة98593

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

783 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع