بداية..الحب يحمل قدر من اللامنطقية.... الاحترام بيعمل للحب نوع من ضبط الأداء...حب منضبط واعى كدا...
الاحترام للسيدة رضوى بييجى من كذا عامل...
أولا.. ومقارنة بكل الروائيات أو خلينا نقول أغلبهم...رضوى تكتب كإنسان شاء القدر أن يولد أمراة..فوضعت انسانيتها أولا...
قارن كدا...أحلام مستغانمي صاحبه "الأسود حياكل منك حته" و كل الهرى الفارغ الماسخ ..محوره مشاعر "نوع معين من الإناث" ..حتلاقيه فى طبقات معينه نادرا ما نقابلهم ... واحدة ماشيه تدلدق عواطف ويدلدقوا عليها عواطف وصراعات عجيبه قد تدفعها لقص شعرها لما الصراع يعلى أوى... ومفيش مانع من تاتش وطنى عشان نربط العام والخاص و نخلق للرواية بعد ثانى ..أو ثالث..اى حاجه عشان نقول اننا مش روايات عبير للجيب...أو الأدب النسوى القائم كله على تحدى السلطة الأبويه مع الدبدبه فى الأرض ..تبص عليها تلاقيها هى شخصيا فارغة...مثلا ميرال الطحاوي فى "الخباء" ...ودا ينفصل تماما عن أدب لطيفة الزيات مثلا فى "الباب المفتوح " ....شخصيات فارغه عبثيه شبه ”أمينة-أنا حرة" ..تتحدى سلطة الأب والقبيلة عشان تحط نفسها تحت إرادة واستغلال العاشق الرمادي المجهول .... وحاجه آخر عباطه سيادتك.
رضوى عاشور..بتحكى قصص سيدات نعرفهم جيدا ...بشر ولدوا كسيدات ...مرت فوق قلوبهن عجلة التاريخ والجغرافيا والسياسة و الموت... فى كل سيدة من سيدات رضوى ستجد لمحة من سيدة تعرفها..
الشخصيه الأقرب ليا على المستوى الشخصى والنفسى...سليمة بنت جعفر فى ثلاثيه غرناطه... الفتاة الذكية القارئه..بتواجه الموت مره مع حيوان أليف أهداه لها خطيبها..ومرة مع طفلها الرضيع...البحث فى ماهيه الحياة والروح بتقودها لتعلم الطب..بتعيش وتحب وتتجوز وتخلف ...عادى.. لكن التاريخ مش بيسيبها فى حالها..بيحتل الأسبان غرناطة..و يهرب زوجها مع المقاومة العربية...ويزورها مره واحده في سنين طويلة بتحمل فيها ابنها الوحيد "على" ..و تجبرها السلطات على التنصر لينتزع منها هويتها وتصبح" جلوريا ألفاريز" ..وينتهى بها سؤال الحياة والموت للإعدام حرقا بحكم محاكم التفتيش لاشتغالها بالسحر ..ولأنها "تعاشر الجن والتيوس" نظرا لحملها الغامض رغم عدم وجود زوجها....
سليمه بنت جعفر هى على ما أظن المثال الوحيد فى الأدب العربي المقارب للسيدات "الاكاديميات" أن صح اللقب...الشغف بالعلم والمعرفة هنا لا يتعارض مع الانوثه كما ترجح النكات عن بنات هندسه مثلا..بشر عندهم اسئله وجودية عادى...
مريمة... السيدة الأخرى من ثلاثيه غرناطه..غير متعلمة لكنها بتحمل الكتب خفيه وتتنقل بها بين الدور ...بتصلى وتصوم فى الخفاء...تلقن أولادها اللغة العربية و تدارى على كل أمثالها من المسلمين المورسكيين ..ورغم التنصير القسري..تتوسل للسيد المسيح أن يرفع عنهم المحنة..لحظة من الحب الصافى لفطرة سليمة..عارفه الفرق بين ما أراده الله وما تعلل به البشر ...فاهمه كويس أن السيد ذو الوجه البرىء لا علاقه له بمذابح قومه...
مريمة هى جداتنا كلنا..قد لا يحصلن على قدر من العلم والتعليم لكنهم حاملات هويه وحضارة...جداتنا اللى حملوا هويتنا ومرروها لنا ..فى حكايات و أغانى قبل النوم....آداب الحياة وأخلاقها ....سيدة أرى ملامحها يوميا فى العديد من السيدات...
رقيه...الطنطوريه..ابنه سيدة خافت أن تتزوج ابنتها في نابلس بعيدا عنها..فتفرق اولادها فى قارات الأرض.. تعيش مع زوجها فى لبنان ..طبيب يختفى فى صبرا وشاتيلا..قتل لها أخوان فى النكبة..أولادها تربيهم وحدها مع يتيمة أتى بها زوجها من أحدى المذابح بعد أن قضى أهلها... تعيش ومفتاح بيتها حول رقبتها...
رقيه لم تعد فلسطينيه..رقية أصبحت ملايين السيدات في أنحاء الوطن العربي..لاجئات ..يحملن أولادهن و قطعا من بيوتهن و يضربن فى الأرض...تربى و تكبر و تحلم بلم الشمل... تبكى الأهل المفقودين و تمسح دموعها كل صباح...لا تتخلى عن حلم أدارة المفتاح المعلق برقبتها فى بابه يوما ما....
باقى روايات رضوى ستجد فيها بنات جامعيات ..متظاهرات ضد السادات أو عبد الناصر...مؤيدات للانتفاضة..صحفيات يشغلهن العام والخاص...أمهات بتربى وتشيل الهم...صبايا بيخدموا أجداد و يتعلموا من الحياة ما هو أكبر من هرى الأدب النسوي ويعلموا فيها بأكثر من ما يتخيل حد..
أعترف أن سردها احيانا ممل..و بتقع بين التسجيلى والروائى فى أحيان كثيرة..الحبكه بتفرط منها ساعات كتير اوى...
سيدات رضوى شبهنا..مننا...شبه جيراننا و معارفنا...
لذلك فهى السيدة الجميلة..ست الستات..