" عن أحاديث مألوفة ؛يائسة ومترعة بالهزائم.النقاش نفسه منذ ثلاثين عاما"..
جيلى العزيز..تتميز بذاكرة حافلة بالكوارث والتحولات المخيفة والهزائم المريرة...بلا لحظة فخر أو زهو صاف واحدة...
جيلى العزيز... يخفى لومك للأجيال الجديدة على انفصالها عن التاريخ حسدأ داخليا..فقد دهسك التاريخ عدة مرات ونكأ جراح روحك مرة تلو الأخرى...
طول ما كنت بأقرا الرواية, أفتكر صوت عبد الله الرويشد "أنا فى واد يااا ربى وولادى فى واااد..أنا فى واد يا ربي وبلادى في وااااد ... اللهم لا اعتراض..." .. فواصل تليفزيونية بين البرامج بآيات قرآنية عن فئتين من المؤمنين اقتتلوا ....
تتوالى الصور امامى لمأساة حولت منطقتنا لفتات...و لأرواح ومصائر سكانها إلى رماد منثور...
حذاء المارينز الثقيل الذي هللت له البطلة "مناير" لأنه بالنسبه لها المحرر.. ثم أدركت حين نضجت قليلا أنه ليس من جنود الرب...ولكن صدام لم يكن منهم أيضا!
"مناير" المسكينة التى تحمل إثما لم تقترفه ...و ذاكره بها القليل من الفرح والكثير من "لماذا" وحزن كبير باتساع خريطة من المحيط إلى الخليج...تشبهنا جميعا...الأربعينيون النبلاء...
الغريبه أن برغم كون الرواية و التي عنوانها السنباد الأعمي أطلس البحر و العرب لبثينة عيسى تتحدث عن أسرة كويتيه في وقت الاحتلال العراقي و حرب التحرير...وحياتهم بين الخزى الشخصي و الألم القومى ....إلا أن المشاهد في رأسى مع كل مرة لم تتوقف..كل الآهات التى سمعها جيلنا...كل المآسى التى شهدها...وصولا إلى رائحة اللحم المحروق و الدم المشبع به الأجواء و جثث الأطفال بلا رؤوس التى صارت يومية الحدوث...رائحة تخنق الجميع في كل لحظة...ومشهد لأب يحدث رأس صغيره المنخلع عن جسده و يربت عليها و يعدل وضع شعرات الصبى كما لو كانت رأسه مازالت على صلة بجسده....كيف سنحيا بعد كل هذا!






































