فى قصة "بائعة الكبريت الصغيرة" لهانز كريستيان أندرسن.... في ليلة رأس السنة في مكان ما.بعد يوم شاق بيمر على الطفلة الفقيرة ذات فردة الحذاء الوحيدة بدون ما تبيع عود كبريت واحد..بتركن على حائط بين منزلين ..و تحاول تدفى نفسها بإشعال اعواد الكبريت واحد ورا التاني...بتراقب شبابيك البيوت و تشوف الأسر حوالين طعام العيد..دفيانين وبيضحكوا..مع كل عود كبريت بتلاقى حائط من اللى حواليها بيدوب ..مرة بتشوف مائدة طعام عليها وزة كبيرة بتيجى ناحيتها جاهزة للأكل...مرة شجرة كريسماس عملاقة حواليها آلاف الشموع.... ومع كل عود كبريت بيتطفى بتختفى الأشياء اللى بتظهر معاه....
مع موسم أعياد الميلاد....والعالم كله مكسو بالنور والبهجة..وأفلام الكريسماس و أبطالها وهما بيعانوا طول السنه بحثا عن الحب أو العائلة وبيلاقوه في الكريسماس..العد التنازلي انتظارا لصباح يوم جديد ودورة جديده لنا حول الشمس..مع كل ما تحمله من وعود ..
ومع معرفتى التامة ببشاعة هذا العالم وقسوة هذا المخلوق القادر على الإيذاء عمدا أو بغير عمد.. بأفتكر بائعة الكبريت الصغيرة مع كل مظهر احتفال..عالم آخر حزين و به من الألم ما لا يمكن احتماله أو حتى يعقله بشر... مش مستوعبه اننا على نفس الكوكب وبنتشارك نفس الصفة الوجودية كبنى آدم...مخى مش عارف يستوعب... المفروض انى كبرت على كده..احنا كبار وفاهمين وعارفين أن البشر ياما طلع منهم بلاوى أشد الوحوش ضراوة يتنصل منها لو اتهموه بيها..
بس من رأى بث مباشر ليس كمن سمع أو قرأ...مخى في أزمة ... الأفلام اللى كنت باحبها مبحبهاش..الكتاب اللى كنت بأحب اقرالهم مش طايقاهم وحساهم كلهم كدابين و على أحسن تقدير لا يعنيهم أحد... ايه نفع كل ده لما في الآخر احنا مازلنا حيوانات!!! حيوانات ايه احنا ألعن...شر مطلق تافه و حقود طايح في عالم المفترض أنه اتعلم واتربى و أنجب نوع من البشر المفترض أنه مختلف عن أسلافه..طلع أسلافه كانوا أنظف اهو على الأقل مكنوش بيطنطنوا بكلام يفقع عن الخير والإنسانية والمساواة والحقوق والبلابلابلا....
مش عارفه دى مراهقة عقلية متأخرة ولا سذاجة تغلفها الحكمة ولا ايه..بس كون مخى في أزمة ومنسحب وحاسس بعدم جدوى عامة كده هو شيء لا يمكن إنكاره..
بائعة الكبريت الصغيرة مع آخر عود كبريت بتشوف جدتها الراحلة جايه مع شهاب من السما...بتحضنها و تروح مكان مفيهوش جوع ولا برد ولا خوف...و تصحى المدينة المجرمة يتجاهلها وقسوتها على جثة الصغيرة متجمدة حواليها اعواد الكبريت المحترقة...و أحد سكان المدينة بيقول "المسكينة..كانت تحاول تدفىء نفسها" ...
ما لولا تجاهلك مكنتش اتجمدت من البرد يا سيدي....
المجد لله في الاعالى...و معرفش امتى حينزل على الأرض السلام...ولا امتى حتعيش الناس بمسرة...
كل سنه وياريت نكون طيبين...