هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. وللرجال فيما يعشقون مذاهب (رواية) - الجزء الثامن

لماذا أراك على كل شيءٍ
كأنكِ في الأرضِ كل البشر
كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منكِ .. إليكِ
فقولي بربكِ.. أين المفر؟! ( فاروق جويده)
                          **
"مكنتش أعرف إنى بنحبك كديتى! ولا كان يخطر على بالى إن جلبي يشيل إتنين چواه!"
                         **
الفصل الحادي عشر
_يابت انتِ حد مسلطك علىّ؟

إلتوت شفتى حفصه وجلست بجوار عمها درويش وقد ناولته كوب الشاى وهى تردف لإقناعه ب أمر ما
كعادته لايريد فِعله وقد تصدر الرأس اليابس
_ ياعمى ٱسمعنى بس ، دلوك كل يوم إنت تودى حبيبة الكُليه لحد جِنا وترچعوا فنفس اليوم بعد ماتاخد اليوم كله محاضرات هى ووچع جلب ،تاچى يدوب تاكل وتصلى وتتجلب تحسش بروحها لتانى يوم تروح الچامعة
طب ميتى هتذاكر !!
جولى كديتى

رفع درويش أحد حاجبيه بعدما قام ب إشعال سيجارة ووضعها بفمه وأردف لها
_إسمعِ يابت منّاع، سكنات برة هنسكنش ..بِتى متابتش فمكان غير بيت أبوها

دنت حفصه منه محاولة التودد له كى يرضى عن الطلب ،وكانت تقف حبيبة بالخارج تستمع للحديث صامته
_ياعمّى دى مدينة طالبات تبع الچامعة وفيها أمن ومدرسات وزبط وربط أكتر من بيت أبوها، ياعمى حبيبة عشان تطلع تلحج المحاضرة الساعه٨ عتطلع انت وهى من بعد صلاة الفجر من هنيتى
وعتاچى مهدود حيلها فالليل ..والله بالشكل دا هتسجط وما هتكمل فيها طب
وآدى دجنى لو جبلتها كليه صرف صحى حتى !!

تعمق درويش بالنظر إليها وأردف ساخراً
_يابت هو كل لما ارضاش على حاچه تيچى تجعدى تزنى وتخوتينى !

نظرت حفصه إليه وقالت بحنو ورجاء
_أنا مكان خالتى هناء ،تزعلش منى ياعمى لو أمها عايشه كان زمانك عملت كل ديتى عشان خاطرها
من غير م هى تفتح خشمها حتى ...هاه جولت ايه
هنروحوا نجدموا فالمدينة ميتى ..صحيح مش هيجبلوا بعد م الدراسة بدأت
بس إحنا نچيب واسطتنا سيادة النائب ، يالا يابو الداكتورة
يالا الله يرضى عليك..

وبالفعل، بعدما احتلت حفصه بحديثها وتكراره جزء من إشغال عقل درويش وافق بتسكينها مدينة الطالبات الجامعية ب قنا ، وببعض الإجراءات وبتوسيط ذلك نائب بلدتهم تم قبولها.
الوصايا العشر اصبحت مائه ،والعالم الكبير قد اتسع واصبح مُخيف على حبيية !
ببداية الامر سكنت من دون ان يكون بحوزتها هاتف محمول خاص بها، وهذا الامر استدعى الكثير من مجهود حفصه لإقناعه أيضاً بحتمية الأمر،فهى فتاة فى بلدة غريبة عنها
والامر لايسلم من اقتناوءه .. مضى أول شهر من دونه وكانت طريقة توصيلهم بها صعبه
يتحدثون إلى الهاتف الارضى للمبنى التابعه هى له ،واحيانا تكون قد عادت من الجامعة وتغط فى سبات عميق من شدة التعب .
فقرر درويش شراءوه لها ، تعلمت عليه واصبح لاتوجد ارقام لديها سوى رقم والدها فقط!!
وبيوم قرر وليد عدم الذهاب إلى عمله ، ذهب أمام والديه الى العمل صباحاً ولكن حينما وصل إلى الاقصر استقل سيارة ذاهبه الى قنا!
طيلة طريقه كان يستمع لاغانى مطربه المفضل "إيهاب توفيق" عبر سماعات الرأس
"بشتاقلك وبقولك بهواك ،يالى انت هواك خلآنى ملاك ،والله عمرى كله معاك"
كان قلبه يقوده إليها ، يهفو ويرفرف بدقاته يريد ان يراها ..يكون بالقرب منها حتى وإن راقبها من بعيد كما يفعل ب كل مرة .!
وحينما وصل ، استقل سيارة إلى الجامعة ..دلف من على البوابة زاعماً انه من طلبه الدراسات العليا ولم يستلم البطاقه لدخول الجامعة الى الآن.
دلف ، اخذ يبحث عن كليه الطب حتى وصل ..سأل عن فرقتها ب أى مدرج وقد اخبروه ب أنهم بمحاضرة تشريح ..
سرعان ذهب إلى هناك ينتظرها ، وما مرت الدقائق حتى خرجت هى ومن معها من صديقات تشعر بدوار ثقيل ممسكه رأسها والكل يلتف حولها يسألها عن حالها .
تم اختطاف قلبه منه ، ركض نحوها ووقف بينهم وبلسان قلبه قال
_حبيبة ! إيه مالك ؟!
نظرت له واحدة من زميلاتها بينما هى كانت لا تستطيع ان ترفع رأسها له ،أردفت إحداهن
_إنت مين ؟

تلعثم وليد ف أجاب وهو ينظر لها خائفا عليها يكاد قلبه يشق ضلوعه
_انا..ولد عمها وچاى نتطمن عليها

رفعت حبيبة رأسها وأدركت أنه وليد ! تفاجئت وأردفت ب وهن شديد
_وليد ! چاى ليه هنا ؟
_الحمدلله انى چيت ف وقت مناسب يابت عمى ..يالا بينا نشوف مستشفى
نظرت له أحدى زميلاتها وأردفت له
_لاء هى كويسه دوار بس عشان شافت الجثة فمحاضرة التشريح ، الدكتور قال تستريح شوية  وهتبقى كويسه

ولأول مرة يقوم وليد بلمس يدها دون وعى ، قبض على كف يدها وأردف
_طب جومى معاى

ارتجفت حبيبه ونزعت يدها بهدوء من يده وقالت له
_أنا هروح المدينه استريح ، متشكرة يا وليد روَح إنت
_مش هروح جبل م اتطمن عليكِ

صمت الجميع فقال أحد زملائها من الواقفين جانبها
_هى ممكن لو شربت عصير فالكافتيريا هتبقى تمام ،لان دا ضغط واطى

استجابت حبيبة للفكرة ،نهضت مع زميلاتها ،منهم من عاد الى المحاضرة
وظلّت واحدة فقط بجانبها ، ف أخبرها وليد ب أنه معها ويمكنها الذهاب
ف رفضت حبيبة رحيل زميلتها ، فذهب ثلاثتهم إلى كافيترياالجامعة .

طلب وليد لها ولزميلتها العصير المثلج ،كان ينظر وليد إليها بخوف ..حنوه البالغ عليها
قلقه الزائد ..حتى باليوم الذى اختاره كى يراها فيه كان هناك امر لديها سيحدث!

على نظراته الصامته لها وهى ترتشف العصير من تحت النقاب ففوجئ برنة هاتفه كان عمّار يتصل عبر الانترنت تطبيقالاسكاى بى ف زمت وليد بشفتيه وأجاب اتصاله.
وعلى الفور أخبره ب أنه ذهب ليطمئن إلى حال حبيية بالجامعة خاصة بعد التحاقها بالمدينة الجامعية
وقصّ له ماحدث معها، فُزع عمار وطلب منه ان يراها ويتحدث إليها ..ف وجه وليد الهاتف إلى حبيية
فنظرت حبيبة وجدت عمار أمامها عيناه قلقه ووجهه يعتريه الخوف ونبره صوته تتحشرج
_حبيبة! مالك ي حبيية فيه ايه

قلبها كان يتخبط يميناً ويساراً لايعرف اين مسعاه، لايكف عن التخبط ولايهدأ
خائف مُتحير ..كرر عمار نداءه عليها
_حبيبة ،طمنينى عليك ِ بالله جولى مالك

إبتلعت حبيبة ريقها وقالت
_مفيش مجرد دوخه بس عشان التشريح والجثه مفيش حاجه،انا شربت العصير وبقيت
كويسه يمكن كمان مروحش عالمدينه هكمل المحاضرات

كان ينظر لها عمار يتفحص عيناها اللتان تشوّق للنظر إليهم ،اما عن وليد فكان يرفع الهاتف لها
وعيناه تنظر أسفل ..يتحمل ويتحمل دون أن يخبر أحد ..
أردف عمار إلى حبيبة
_حبيبة، خُدى بالك من نفسك ،كُلى زين ونامى زين ، وذاكرى ومتشغليش بالك بحاچه
وسيبيها على الله ، أنا هنا بنعمل كل مافوسعى عشان نحوش مهرك !
مفيش چنيه بصرفه ،كله بحوشه أول ب أول عشانك يا جلبي أنا

تعجبت زميلتها ونظرت لها قد أعجبها حديثه،فسرعان ماقامت حبيبه بنهر عمار من خجلها الشديد
_عمار! لو سمحت بلاش الكلام دا وكمان انا ماليش دعوة تحوش مهر متحوشش ،انا ليا بمذاكرتى وبس
وكمان شكراً عالسؤال مش هينفع اكتر معاك فالكلام

كانت تهم بالنهوض والرحيل ،ف أنتبه وليد وأغلق المكالمه مع عمار على وعد انه ستصل به ثانية
ولحق بها مع زميلتها وأردف
_ممكن طيب تليفونك عشان اتطمن عليكِ، هتطمن بس ومش هكلمك تانى

أجابت حبيبه بطريقه صعبه مما اعتادت عليه ومن خوفها أيضاً
_لاء طبعاً ،سلام يا وليد

وقفت زميلتها وقالت له
_انا معاها فالكُليه والأوضه فالمدينة ، خد رقمى واتطمن عليها من عندى

إبتسم وليد ودوّن رقم الفتاه كانت قد مضت حبيبة أمامهم معترضه وقد التحقت بها زميلتها
وقف وليد يراقبها ..خطواتها تدعس فوق طيّات قلبه ، صوتها يتغنى ب أذناه
حتى وإن كانت ردود افعالها صارمه ، فالمُحب يظل على مُحباً حتى وإن قام حبيبه بغرس سكيناً بقلبه
سيتقبل منه القتل بروح مُبتسمة ..

#لنور_إسماعيل
__
وفى آخر الأسبوع كانت حبيبة بالمنزل تقصّ كل ما حدث معها طيلة الأسبوع الى حفصه سواء كان بالجامعة
او موضوعات خارج الجامعه،كانت تستمع لها حفصه بردود أفعالها المُضحكه
تاره تلتوى بشفتيها، تارة تضع يدها على ذقنها متعجبه ،تارة تشهق متفاجئه
تارة تقوم بمصمصه شفتيها كالعجائز ! تارة تصب اللعان والسُباب .
_وبعدين اتصل وليد على دينا زميلتى ، وانا مردتش أرد عليه ..زميلتى فاطمة عجبها تصرفى وقالت لى طالما باباكِ مش موافق متعمليش حاجه والدك قال عليها لاء
دينا بقا معجبهاش الكلام وقالت لى دا ابن عمك وبيتطمن عادى وفيها ايه

تعوجت حفصه بشفتيها وقالت ساخطه
_لاه تسمعيش كلامها صاحبتك التانيه صح، وانا وليد هنشوفه ونربيه ان شاء الله
_لاء يا حفصه بلاش!

تعجبت حفصه فقالت لها بعينان خبيثتان
_مالك! خايفه عليه ياك

تلجلجت حبيبة وقالت بلعثمه
_لاء طبعاً مقصدش بتكلم عشان الموضوع ميكبرش
_لاه تخافيش ،بس هربيه برضك ..اهو عندى لفًه كابيرة ابارك واهنى واسجف زى كلاب البحر
اول مرة أطلع ومناخدكيش معايا ولا اجعد اتحايل على ابوكِ ..چت الكلية جطعتك منى

قالتها بعينان ترقرقت بهما الدموع فقامت حبيبة بعناقها بعمق ،وقالت لها بهدوء
_والله وانا مُفتقداكِ أوى

نظرت لها حفصه مازحه وقالت بطريقه هزليه
_وه ! إنت ِ ايه ؟ بت ! إتكلمِ زين زى طريجتنا هناك اجلبي خشمك زى م إنت ِ عاوزة
هنيتى تتكلمى زيينا بدل م أمسك دماغك اضربه فالحيط !
ضحكت حبيبة بشدة ومن ثم سألتها
_بتجولى فيه وراكِ لفة كبيرة ، لفة ايه؟
_زمزم بت عمك محسب اتقرت فاتحتها لمدرس ولد الحچ على ابوغانم
والشبكة بكرة وعزمونى ، وأختى راوية حنتها السبوع الچاى وهنروح نساعد ونخبز وهوايل علينا وعاللى چابونا ، وشيماء بت عمك عبداللاه ولدت وعاوزلها واچب واروح اباركلها

ابتسمت حبيبة وقالت لها
_ربنا يساعدك ، حلوة الأفراح ..عقبال فرحك يارب يفرح قلبك ويفرحنا بيكِ كلنا اللهم امين

إهتزت حفصه لدعاء حبيبه وقالت لها بحنانها الوارف
_انا فرحتِ تبجى داكتورة كابيرة جوى ،والناس توجف طوابير تحچز منك !

رن هاتف المنزل ف انتبها ، فطلبت حفصه من حبيبة ان تجيب هى لأن ساقها يؤلمها قليلاً
ذهبت حبيبة نحو الهاتف وردت
_الو

تهلل ثغر عمار جداً،فهو يتصل دولياً ولا يقع بباله ان تُجيب حبيبة ،بل هو بالفعل يعلم ان حفصه هى من ستجيب وسيسألها عن حال حبيبة لا أكثر
تراقص قلبه فرحاً وأجابها
_حبيبة!! إنت ِ كويسه يا حبيبة عمار ؟
تلعثمت حبيبة وصوت خفقات قلبها كادت تتعالى ف تركت السماعة وذهبت نحو حفصه

_روحى ردى ،دا عمار بيتصل من برة

قامت حفصه بالكاد وذهبت والنيران تعتريها وأردفت بصرامه وعصبيه
_الو ، ايوا يا غراب البين نعم ..نعمين ٣نعمات

اصطدم عمار بصوت حفصة ثانية ، فترك الهاتف ونظر إليه ممتعضاً ومن ثم عاد يردف لها
_ازيك ي حفصه،مش حبيبة الل ردت علىّ
_اه هى ،خير يا ولد عمى ..مش ناويين نعملوا جفلة ع حكاوى چنينة الاسماك دي ولا إيه رأى معاليك !

حكّ عمار براسه وفكّر ومن ثم قال لها
_ياستى بنتصل عليكم نتطمن عليكم وعليها عشان كانت تعبانه وو
_اه ساعة م كلمتها بالنت يا روميو وجعدت تحب فيها ،حبيبة بتخبيش علىّ واسمع
شوف انت مسافر عشان تهبب ايه لكن لا كلام ولا سلام
ولا ورد ولا فل إنت فاهمنى
شغل العيال الل بتتلعبن دى ، وتجعد تتلولو هنيتى شوية وهنيتى شوية

إلتوت شفتى عمار واردف
_حفصه انا سبج وطلبت حبيبة، والبلد كلها عارفه انى مسافر نچيب مهرها
وراچع ، ويعتبر خَطيبتى !

_آه دا عند چدتك دهب ، لما تشبكها رسمى يبجى فيه كلام تانى
ويالا سلام ورايا شغل فالبيت وانت عتتكلم دولى وفر فلوساتك

_ياستِ فدى حبيية فلوس الدنيا
_ياسلااااام ..ياسلاااام ، طب يلا وسع بدل م نجفل ع بوزك
اغلقت الهاتف وذهبت إلى حيث مبتغاها وتركته ب أحلامه وبالقليل الذى ناله من سماع صوت محبوبته !
_
كيف تتنفس! كيف تَعِش!
دع قلمك يخطو فوق ورقة بيضاء يكتب بما تبقَ من روحك أي ما ستحصل عليه في النهاية ستكون أنفاسك المثقلة بضيق الحياة.. بضع حروف ضائعة لا تصلح بأن تصبح قصيدة مُحملة بمشاعر ثائرة، عدة خطوط طفولية عابثة تصرخ برسمة لا تهنئ لأن تُضع بجوار لوحات فان جوخ، تداخلات قلم مبريء حتى منتصفه تصيح بك بأنها أختلاجات نفسك المُلتاعة فتلتقط بعدها أنفاس لاهثة تتسارع بداخل صدرك لتتحرر من سجن رئتاك... هل أدركت أخيرًا كيف تتنفس وكيف تَعش!
فى زيارة تم الإعداد لها مُسبقاً من قبل زاهية والدة إلياس وإلياس بالاتفاق مع مدام سُعاد ،معرفة سابقه لدى زاهية حيثما قامت زاهية بتعريف إلياس على أفنان إبنة مدام سعاد
فى النادى وحدث تناغم بسيط بينهما ، ف أخبر إلياس والدته ب أنه سيقوم بخطبتها
وها هما فى هذا اليوم ستتم الاتفاقات بجلسه عائليه ودية
_ماشاء الله عروستنا قمر
قالتها زاهية مبتسمه ف اشارت والدة العروس إلى البهو الآخر من الڤيلا وقالت
_ممكن إلياس وأفنان يقعدوا هنا على راحتهم على بال م إحنا نتكلم شوية

نهض إلياس وقد استبقته أفنان إلى البهو المجاور ، وجلسا الى مقعدين
ف تحدث إلياس
_انا مبسوط انك محجبه ، دا شئ مش هيستدعى مجهود منى ان اقنعك تلبسيه

ابتسمت الفتاة وقالت بهدوء
_ انا حابه البسه من غير م حد م يقنعنى بيه
_افهم من كدا ان لو فيه حاجه معينه حابب تلتزمى بيها او تعمليها مش هتوافقى!

تعجبت الفتاة ف أومأت بعدم فهم ف أكمل إلياس
_بمعنى ان مش حابب انك تشتغلى ،يعنى متجيش فيوم تقولى عاوزة أشتغل

رفعت الفتاة حاجبيها وأردفت واضعه ساقها على الآخرى
_انا مش فبالى شُغل،بس لو حبيت اشتغل ليه لاء
_من غير ليه
_لاء حابه أفهم

اعتدل إلياس بجلسته وأردف بثقته اللانهائية
_آنسة افنان، فيه حجات هتلاقينى بقولك عليها وحابب انها تتنفذ من غير نقاش

عادت أفنان بظهرها للخلف وقالت مستهزئه
_عشان إيه؟!
_عشان دى طبيعة شخصيتى ، انا شخص بحب اقول الكلمة لمرة واحدة واوقات كتييير مبحبش النقاش

شعرت الفتاة بالضيق وقالت
_ديكتاتورى يعنى
_مش بالظبط
_استاذ إلياس، طريقتك غريبة جداً ..يمكن الحاجه الوحيدة الل تشفعلك
انك صادق مش مُتكلف تبان بصورة احسن قصادى خصوصاً اننا فمرحلة تعارف عشان خطوبة

إبتسم إلياس ب إنتصار وأردف لها واثقاً من حديثه إليها
_وانا اتصنع واتكلف ليه ؟ دا جواز وإيجاب وقبول ولازم الأمور كلها تكون واضحه

صمتت الفتاة لثوانِ وبعدها قالت بعدما حسمت قرارها
_استاذ إلياس ، متأسفة طلبك بالشكل دا مرفوض ..فرصة سعيدة !

#لنور_إسماعيل
_
أنا الاحمق من اضاء لكِ شمعاً وادميتي عيناه دماً ..
نظرت حفصة للهاتف وعادت بالنظر إلى همّام وقالت ب استهزاء
_ايوة أيا دا اعمل بيه أيا؟

كان همام على ابتسامته وأردف لها بهدوء صوته كالعاده
_دى قصيدة اتنشرت لى على منصة اليكترونية ب إسمى وجولت اوريهالك بعد ما ورتها لأبوى وأمى
وأخواتى

تركت حفصة الصحن من يدها فى حوض غسيل الصحون ونفضت يداها وأردفت
_طيب ألف بركة أعمل أنا ايه؟!

رفرفت أهداب حفصه  لها بترجى
_انا بس بجولك ان ليا فالشعر وبعرف وعندى موهبة هتطلع للنور خلاص

مسحت حفصة يداها المبللتان ب ملابسها ، وإلتوت شفتيها وقالت غاضبه بنبرة بها تعصب
_طيب ماشى كسبنا صلاة النبي ، جال يعنى فاهم حاچة من الل كاتبه تلاجيه غاشه من حد
_ليه كدا يا حفصة

قالها وقد ترقرت إحدى العبرات بعينيه ، ف أردفت حفصه
_ليه كديتى أيا؟! مالى انا كتبت شعر كتبت نثر أنى مالى ، أنا چاية عشان نوجف ففرح أختى وراچعة
مش عشان خالتك هنيتى وأمك عندينا تجرفنا فالطلعة والنازلة وانا كتبت شعر وانا كتبت كتابي
وأوعى من سكتى عشان ريجى نشف وحاسه بدمى عيغلى

ترجلت خطوتان وعادت إليه وقالت
_ورينى تانى كديتى الشعر دهوت

رفع لها شاشه هاتفه فقرأت الاتى ..
"وبعدما خوضت معك غمار الحياة وتذوقتها معك.،انكشف المستور وأظهرت الذي طالما خبأته تحت ستار مغلف بالورود والآن كلما اقتربت لارتشف قليلاً من سعادتي تصدني عنها أشواكك"

تمتمت حفصه بِسرها سخطاً،وقالت وهى تومأ برأسها يميناً ويساراً وتلتوى بشفتيها
_واقسم بالله حكاوى ماشوفناها جبل كدا

دنت منه وقالت بنبرة مُحذره مُضحكه
_لو سارجها اعترف للمنصة الاليكترونية جبل ماييچو يجبضوا عليك بتهمة سرقة الاشواك !
ويلا غور چاك غورة

_
بين ما يختلج صدري من صراعات وما أريد أن أفضي به، بين الماضي المنزوي داخل خبايا القلب، ومستقبل مبهم لا نعلم عنه شيء، وحاضري في المنتصف بين تلك الاحداث الناتجه السريعة ، وكأنني أحاول نزعي من تلك الأشياء الملتصقة بي كنسيج العنكبوت الذي يعشش على حياتي ويحجب عنها ذاك النور!
النور .. الذي أتوسم أن ينتشلني من تللك الحرب الى حياته وقلبه الذى طالما عِشت بهم سنوات ب أحلامى .

كانت تنظر زمزم إلى ذاك خاتم الخطبة ب إصبعها، تديره بأصابعها الآخرى
تفكر وتتنهد فقلبها مازال عالقاً ب عِشق مجهول ،وعقلها مرتبط رسمياً بشخص تتعرف عليه بالكاد
ليصبح فى يوماً ما زوجها.

وأريد أن أعانقك.. قبل أن يلقوا القبض على فمي وذراعى
وأريد أن أبكي بين يديك قبل أن يفرضوا ضريبةً جمركيةً على دموعي (نزار قبانى)
                              **
"بالله عليكِ الكلام الحلو دا كُله لىّ أنا ولا فيه حد تانى فالمكان؟!"
                             **
الفصل (١٢)
_مبروك يا مستر إلياس ،ضربه موفقه

كام يبتسم إلياس بفخر فقد حصل على صفقه جديده بعمله كبيرة وناجحه بفضل الله ثم بمجهود عقله المميز وخبراته فى العمل .
الجميع يهنئونه ،يبتسم بزهو ..طبيعته هكذا يُفضل التمجيد والتفخيم ..يريد أن يشعر ب أنه محور الكون ب أكمله .
وبعد يوم عمله ككل يوم ، عاد ليجد بهو المنزل فارغ ،اذاً بالبديهى والدته بغرفتها .
يصعد ليجدها  تقرأ ب كتاب عن الصاحبيات للسيدة عائشة رضي الله عنها ، كانت تجلس على فراشها تنير
الاضاءه الجانبيه وتضع نظارتها الطبيه وبجانبها كوب اللبن الدافئ.

دلف وجلس إلى المقعد أمام فراشها ،بعدما القى عليها تحية المساء.
_مفيش مبروك !
انتبهت زاهية وتركت الكتاب من يدها
_ايه؟ فكرت فالعروسة الل اختارتها ليك وقررت

رفع إلياس حاجبه وأردف الى والدته بنبرة متعجرفه
_ماما البنت الل رشحتيها آخر مرة دى مُتخلفه جدا، دى كل كلمه قولتها ليها نقلتها بالحرف لمامتها وباباها

ضحكت زاهية ضحكه بسيطه وقالت وهى تطرق كفاً ب كف
_طبيعى هتقول لأهلها ، إنت قولتلها هتلبسي نقاب وهتقعدى من شغلك
وانك مجهز شقتك فالبرج فمكان بعيد عن بيت باباها ،حقها تحكى لأهلها كل حاجه وهما يقرروا

تأفف إلياس مع هزة رأسه وأردف إلى والدته وهو مصمم على رأيه النرجسي
_لاء طبعاً،المفروض اننا هنتجوز يعنى كل كلمه تكون بينا وتفضل بينا

اعتدلت زاهيه من جلستها وحملقت بمقلتى إبنها وقالت
_إلياس! مش معقول كدا يابنى ..إنت عاوز إنسان آلى يطيع اوامرك وخلاص
ومش من حقه لايعترض ولا يشتكى ولا يتكلم

نهض إلياس من مكانه وذهب ناحية النافذة واضعاً يده بجيب بنطاله قائلا
_والله دى حياتى ودى الحجات الل طالبها فشريكة حياتى

تعجبت والدته وأردفت إليه متساءله
_وانت هتقدم لها إيه بقا ؟ يعنى هى هتلاقى فيك ايه بعد م تحقق كل متطلباتك فيها

إلتف إلياس بجسده إلى حيث مجلس والدته ، وقال بعدما ضحك ضحكة سخرية
_هتتجوز إلياس نجم الدين! هى أصلا لو فكرت فالانتصار اللى هتحققه بس عشان هتبقى مراتى
تعرف انها حققت إنتصار العالم كله

طرقت زاهية كفاً ب كف وقالت له ساخره
_ولمّا هو كدا ،ليه كل بنت اتقدمت ليها كانت بترفض

رفع انفه وقال متعجرفاً
_عشان كلهم اغبيا

تنهدت زاهية وامسكت الكتاب مغلقاً ووضعته جانباً وشربت كوب اللبن ومن ثم توجهت بالحديث إليه
_العشا محضراه ليك فالمطبخ ،تصبح على خير

اقترب إلياس منها قبل ان تذهب فى النوم وقال لها
_ماما، شوفيلى بنت من البلد غير بنت اخوكِ

إلتفتت زاهية إليه بجذعها وقالت متعجبه
_انا معرفش مين من بنات البلد على وش جواز ،غير حبيية وحفصه بنت خالك مناع

اومأ الياس برأسه نفياً وأردف
_لاء حفصه تعليمها متوسط ،وجمالها عادى .. أنا عاوز واحدة جميلة جداً
وتعليمها عالى

زفرت زاهية بنفاذ صبر وقالت له
_والله يابنى إنت غلبتنى ، معرفش ايه يعجبك ..نفصّلك عروسه يعنى !

ضيق إلياس عينيه تذكر شيئاً ف أردف
_ماما وقت العيد فيه بنات كدا جم سلموا علينا وأحنا فبيت عمى عبداللاه فاكراهم

رفرفت زاهية ب أهدابها عدة مرات وقالت له حينما تذكرت
_آه ..بنات عمك عبداللاه ودول متجوزين
_لاء مش دول ياماما ،انا مش فاكر اساميهم هما بنات عمى ...عمى محسب ابو الفضل

عادت زاهية بذاكرتها وقالت
_آآه ،زمزم وعبلة بنات محسب ..دول الل فاضلين فعياله ،جدتك دهب قالتلى جوّز الكل وساب دول يتعلموا

إبتسم إلياس ابتسامة جانبيه علامة على وصوله إلى مُبتغاه
_ايوة .. أنا عاوزك تتكلمى على واحدة منهم وننزل البلد نرتب كل حاجه ،ايه رأيك !

اطلقت زاهية زفيراً آخر وقالت له
_طيب ربنا يقدم الل فيه الخير ي إلياس

تركها وذهب الى غرفته مُبتسماً،يعلم ب أن شروطه صارمه بل عسكرية
إلياس شخص غريب الطِباع مُنذ الصِغر ، لديه وسواس قهرى من النظافه
لديه اعتزاز بنفسه وشخصيته مُبالغ فيه .
وكلما اخفق فى شىء ما فى حياته ،بحث عن انتصار أكبر واعظم كى يتخطى إخفاقه.
_
صدأت على باب انتظارك أحرفي
يا أيها الحلم الذي لم ينصف ِ
وأنا على قيد اللقاء معلق ٌ
وأنت لاتبدو ولست بمختفي .
طرقات كثيرة وعاليه على باب منزل درويش،فتح درويش الباب ليجده همام متهلله اساريره
ومعه الكثير من زجاجات المياه الغازية .
_خير ياهمام اتفضل يا ولدى

إبتسم همام ابتسامته الهادئه وأردف بهدوء صوته كعادته
_الله يبارك فيك ياعمى ، أنا بس چبت حلاوة الوَظيفه الچَديده

تعجب درويش وأدخله رغماً عنه المنزل وجلس معه فغرفه استقبال الضيوف
_مبروك ي همام مبروك ي ولدى،اتوظفت فين بجا
_فمدرسة صفية زغلول الثانوية بنات ، هى الوظيفه بعجد بس جالو جريب هتثبت

ربت درويش على كتف همام كثيراً ونهض من مكانه يدعو حفصه من الداخل
أتت حفصه فوجدت همام يناولها كيس زجاجات المياة الغازية
_ دا بمناسبه ايه هتتچوز !

قالتها ساخره كعادتها ف أردف لها بعينان مملوءتان هياماً
_أنا أتوظفت يا حفصه ، بجيت مدرس فرنساوى فمدرسة ثانوى ودى الحلاوة
والله والله انتوا اول بيت اروحه واوزع عليه جولت تفرحوا معايا

أمالت حفصه ب رأسها وقالت له مازحه
_وايشمعنا إحنا اول بيت يا معدول!

نظر همام الى عيناها مباشرة واراد ب أن تشعر ب أحرفه ب أنها لها ،ب ان تشعر بدقات قلبه المُسخرين لها
يريدها تشعر ب إحساسه المتدفق ولو لمرة واحدة ، نظر لها وأردف
_معجول عارفاش ليه ياحفصه ؟

هل أهتز الجبل!! هلى تحرك من مكانه لثانية ؟ شعرت حفصه ب وخزه فقتلتها على الفور وقامت بتسديد لكمه فى أحد كتفيه وأردفت مع دلوف عمها ثانية وبحوزته مبلغ مالى
_طب إتكلم چاك لكمه تلكمك محسسنا انه بجا الخواچة شارو

قام درويش ب إعطاء همام المبلغ مع قوله
_مبروك ي همام ،وعجبال لما تتثبت وعيجبال العروسه كمانى

نظر همام إلى المبلغ وأردف يبتعد بجسده
_إيا دى ياعمى ! لاه والله م ينفع انا چاى نفرحكم معاى،وكنت رايح نوزع على بيوت العيلة كلها

لكز درويش همام قائلا
_إسمع يا وِلد دى نقطتك ،،بدل م نروح عندك البيت وياخدها أبوك

ضحك همام كثيراً وضحكت حفصه ناظره إليه ومن ثم انتبهت وأردفت قبل أن تهم بمغادرة المكان
_خدهم وحوّش ،إعمل حاچه لبكره وبعده ، لاحسن تعوز تتچوز واحدة يتاجلوها بحديد عِز وكتها تعمل إيه يافالح

ضحك درويش واردف لها
_بتجصدى مين يا ملكومة

أجابت حفصه ضاحكه
_بنجصدش ياعمى

نظر همام ناحيتها مُبتسماً وأردف لها
_والله حتى لو مهرها أتاجلها بعمرى ..هدفعه !
قالها فهربت حفصه إلى الدور العلوى ، ومن بعدها مازحه عمه درويش ب أنه أيضاً شاعر
وبعد مضى وقت بسيط من الحديث الخفيف بارك له درويش
وغادر همام المنزل وأكمل مسيرته فى توزيع حلوان وظيفته الجديدة التى طالما حَلم بها ،ويظل حلماً
آخر يود تحقيقه ..ولاشيء يعجز قدره الله تعالى..,

_
فى الغرفه المخصصه القاطنه بها حبيبة مع زميلاتها بالمدينة الجامعية ، كانت حبيبة تستذكر دروسها
بينما كانت إحداهن تتناول طعامها ،والاخرى تقوم ب أداء فريضه الصلاه .
أقبلت إحداهن ناحية حبيبة وقالت لها
_ خدى بريك وتعالى ناكل سوا ،وانا جاية جبت آيس كيك وعارفه إنك بتحبيه

إبتسمت حبيبة واردفت لها
_طيب بس آخر جزء وأقوم معاكِ
_طيب أنا هروح اعمل كوبايتين شاى كمان عشان نظبط الكلام

مضى وقت ،وقامت حبيبة وصديقتها وجلسا بشرفه الغرفه الصغيرة
وبيداهم كوباالآيس كيك ففتحت صديقتها الحديث أولا ً

_على فكرة وليد إبن عمك كلمنى وكان بيتطمن عليكِ
تنهدت حبيبة ف اكملت زميلتها حديثها وهى تأكل
_حبيبة هو إنت ِ مش بتنبسطِ بإهتمامه دا؟

أومأت حبيبه رأسها نفيا ً وقالت لها
_انا مبعرفش افرح ي دينا ، أنا طول الوقت خايفه ومهزوزة ..مبعرفش احس بحاجه حلوة
لأن بعدها بتحصل لى حاجه وحشه ، بسبب طريقة بابا معايا مبقتش عارفه
ايه التصرف الصح ،ايه الحاجه الل تنفع وايه الل متنفعش
فبقيت بقول لكل حاجه لاء ، كل حاجه بقيت برفضها
حتى لو بينى وبين نفسي

كانت تنظر لها صديقتها وتستمع إليها ومن ثم قالت
_طيب وابن عمك التانى ،مبتحسيش حاجه برضو وبتبقى خايفه؟!

تنهدت حبيية وتركت الكوب من يدها ، وجلست القرفصاء ب أرضيه الشرفه وجلست صديقتها أمامها
_منكرش ان الاتنين بحب اهتمامهم، انا عمرى م حسيت ان فيه بيحبنى كدا
خوف حفصه عليا وحبها الشديد بحسها بتعوضنى ماما الله يرحمها
الكام سنه الل عيشتهم وفاكراهم لأمى ، حتى طريقة بابا الصعبه ساعات ببرر لنفسى إنه حُب وخوف عليّا

نظرت زميلتها لها بتمعن وقالت لها مشخصه نظرها
_بسألك ، غير إنك بتحبي اهتمامهم لأن طبيعى تحبي إهتمامهم
اذا كُنت أنا نفسي وإبن عمك بيتكلم عنك وبيحاول يتطمن عليكِ منى ،والتانى الل انا بنفسي شوفت تعبيرات وشه وسمعت نبرة صوته ..حسيت ان ايييه دا

ضحكت حبيبة برقة ف أكملت صديقتها
_اه والله ، انا دلوقت مش بسأل عن إنبساطك ب إهتمامهم
بسألك ..قلبك ميّال لحد منهم ؟!

شعرت حبيبه ب أن السؤال غريب عليها! حفصه تمنعها أن تشعر لأحد منهم
تمنع قلبها ان يدق للحب ..هى تريد قلبها يدق فقط لتعيش،وهى حفظت وصاياها عن ظهر قلب دون أن تدرى.
لأول مرة تطرق لتلك الأمور العاطفية وتتحدث بها.
هل بالفعل حبيبه تشعر بشيء إسمه الحب؟ او على أقل تعبيراً إسمه الإعجاب
الانشغال!!
فهى حبيبة ذات الروح العذبه والبسمة المُشرقه ، التي لو جئتَ تقطف من فؤادها وردةً لملاءت كفيك ضياءٌ وبثثتَ ف صدركَ بهجة!

بعدما أشغلها سؤال صديقتها قالت حبييه وهى شاردة أمامها فالفضاء..
_زمان ...كانت ماما الله يرحمها فالقاهرة سافرت لعملية هى وبابا
وسابونى فبيت عمى عبداللاه ، وقتها كان عندى ٦ سنين او ٧
فاكره يوم عمرى م أنساه ، سهرنا على السطوح انا ووليد وعمار
نايمين على ضهرنا وبنبص للسما
وقتها هما الاتنين كانو ف إعدادى ، كنا بنبص على نجوم السما سوا وهى منورة
وشكلها حلو فوسط السما الغامقة
كان عمار يقولى انتِ شبه دى ، ووليد يقوله هى شبه دى
وأنا كنت بضحك جامد ، وكانوا جايبين حلويات كتييير فضلوا يأكلونى
لحد م غلبنى النوم ونمت ، صحيت وكنت قايمه انزل تحت لاقيت وليد رابط فستانى بجلابيته
صحيته يفكها وسألته ليه عمل كدا ، قالى عشان السطوح مش مسور
وخايف لاقوم وحدى وهما نايمين اقع من فوق!

لمعت عين صديقتها بشدة وهى تستمع إلي حبيبه التى شردت وغرقت بدنيا ذكرياتها
وتابعت حديثها
_ومرة تانيه فنفس الأيام، كنت بلعب مع بنات عمى عبداللاه وكنت بجرى
ومعرفش ان فيه إزاز مكسور فالارض ،فدخلت فرجلى
صرخت وعيطت واتبهدلت دم ، يومها عمّار اتخض جامد عليّا وشالنى على كتفه
غسل رجلى وبعدين قعدنى على كرسي وقعد تحت رجلى ينضفها ويربطها كويس وبعدها باسها وقالى الف سلامه يا حبيبة إن شاء الله أنا!

تعجبت صديقتها واردفت إليها
_دى أحاسيس حلوة جدا، بالشكل دا انتِ بتحبِ وجودهم وإهتمامهم
يمكن عشان معندكيش إخوات ، بس إنت محدش منهم بتحبيه كدا !
لأن ببساطه مفيش تمييز لحد منهم عندك

أومأت حبيبة برأسها بعدم فهم وقالت
_معرفش إنت ِ سألتِ وأنا جاوبت

دنت زميلتها منها وقالت لها بنبرة صوت مختلفه
_طب لو الاتنين نفذوا شرط باباكِ وجابو وزنك دهب ، هتختارى مين؟!

رفرفت حبيبة ب أهدابها وصمتت وكانت هذه إجابتها.
__
‏ارتبكتُ حينَ رأيتكِ ، في تلك اللحظة ، التي خسرتُ فيها الأمل والحب معا ،
مثل وتر مقطوع ، فجأة  مسّه الطربُ !
كانت هناك مكالمة هاتفية تدار بين زمزم وخطيبها حول خططه المستقبلية للعُرس وعِشهم السعيد
كان هو المُتحدث وهى صامته تماماً.
_وكمان بفكر أن نعمل زى برجوله بما إن هناخد الدور الاخير فبيت أبوى ونجعد فيها

زمزم على صَمتها ،ف أكمل خطيبها
_ونبجو نعمل مَظلة ،عشان الشمس لو حبينا نجعد فالعصارى بعد أرجع من المدرسه
أصل أنا بحب نجيل( قيلولة) شوية بعد الضهر

لم تجب زمزم ف سألها خطيبها
_مالك يا زمزم ،عمال نحكِ معاكِ وإنت ِ ساكته إيه الحكاية ؟!
إنتبهت زمزم فقالت له
_بسمعك
_طب إحكِ معاى ،إنت دايماً كل م أكلمك ساكته أنا بس الل عتكلم
_طب هتكلم اجول ايه
_أى حاچه ، لازم نتكلم ونجرب لبعض يا زمزم

نفثت بنفاذ صبر وقالت
_آه إن شاء الله
على الناحية الثانية من غُرفتها كان والدها يتحدث مع والدتها ب أمر مهم
_إيه رأيك إنتِ ؟!

تعجبت السيدة والدة زمزم وعبلة وقالت
_إلياس متجدم لواحدة من البنات !
_امه كلمت الحچ عبداللاه وخدت رقمى ،وهو كَلمنى جولتله زمزم الكابيرة اتخطبت
جالى يبقى الصغيرة عبله !

إندهشت الأم ولكن الفرحه كانت بداخلها فقالت
_وإنت عاوز عبلة تروح مصر! م انت موافجتش على الناس الل چت ليها ولأختها
عشان كانوا هيعيشوا فمصر يا حچ محسب!

دنى محسب منها واردف
_بس دا إلياس وليد العارف ! يعنى أملاكهم والشركات هتبجى لبتك وبس
إلياس وحيد م إنتِ عارفه ،ووليد ولد عمى عمل شركه كابيرة وولده ومرته كبروها وبجوا اتنين وتلاته

قالت ام عبلة ب همس ناحيته
_يعنى إنت موافج ي حچ!
_عِسى نبض البت ، لو موافجه هندوله ميعاد ياچى ويجرا فاتحتها ونتوكل على الله
جومى دلوك شوفيها فين وفاتحيها

ذهبت الأم تبحث عن عبلة فى الوقت ذاته الذى كان وليد يجلس بحديقتهم بمفرده
فرافقه همام وتشاركوا الحديث

_وحشك خِلّك صح !
ضحك وليد للتعبير الذى قاله همام ف أردف إليه
_والله الجاعدة والمكان والبيوت ،مفيش حاچه ليها طعم

نظر همام إلى السماء واردف بتنهيدة
_هانت يا ولد عمى

أمسك وليد الهاتف وأردف
_انا هنرن عليه ،لو مش فالدوام هيرد نكلموه أنا وإنت

قام بالاتصال به عبر الانترنت ، وبالفعل أجاب عمار
_لحجتونى ساعه ونازل الشغل

إبتسم همام واردف له
_عامل ايه يابو عمو ، هبجى اخد رقمك من وليد ونكلمك
والله واحشنى

عمار عبر الاسكاى بيمبتسماً
_وانت كمان يابو كرم ، مبروك عالوظيفه وعجبال العروسة ياض

رفع همام يديه إلى السماء وأردف بأمل كبير
_يااااارب يارب
أمسك وليد الهاتف وقال له
_عمّار ميتى تنزل ، البت نوران واكله مُخى والله تعبت نصد فيها
يا وَليه انا مش بتاع مكالمات تجولى ماشى
يا وَليه أنا مش بتاع خطوبات تجولى نستناك
أنا خلاص فاضل تَكه ونكتب استقالتى ونروح نبيع چرايد فمحطه الجطر !

ضحكا عمار وهمام فقال عمار
_ماتفكر يا وليد ، ياخى وكت ماچالك هبوط فالدورة الدموية چريت وچابت دوا ضغط وأكل وكانت مخضوضة م أنت الل حكتلى

هز وليد رأسه وأردف له
_أيوا ماشى كلام زى الفُل،لكن أنا مش جابل يا ناس
طب إسمع دى ، رايح البنك زى كُل يوم
لاجيتها جالبه بوزها، انا حطيتش فبالى
چت آخر النهار وعتدب بكعب رچلها فالسيراميك هيتخلع تحت رچليها
ووجفت جدام مكتبي وجالتلى على فكرة زعلانه منك

بصيت لها بتكلم مين دى ياربي ، جالتلى عيد ميلادى كان إمبارح وجبت لك حته تورته
وإنت حتى كل سنه وانتِ طيبة يانوران م جولتش!

ضحك عمار بشدة ف أكمل وليد
_مالى أنا كل سنه وانتِ طيبة ولا كل سنة وانتِ داخل عليكِ دم حتى أنا مالى !

تدخل همّام وهو يضحك ويمسك صدره من شدة الضحك
_ياخى حِن ياخى ، تعمل ايه البت ليك أكتر من كديتى تولع فروحها
_ماتولع ولاتغور فداهية بَعيد عنى

لوّح لهم عمار وأردف
_خد الل تحبك يا وليد إسمع منى

نظر له وليد مالياً وأردف بجدية
_وايشمعنا انت هتاخد الل عتحبها ؟!

أردف عمار وعيناه تتحدث إصراراً وعزيمة
_عشان جلبي مختارش غيرها،ولو إتچوزت غيرها هظلمها معاى لأن والله العظيم وحياة غُربتى مافى مكان ليها

أعجب همام بحديث عمار وإصراره ف أردف له
_أنا واخدك قدوة يا عمار ، كمّل ياض چَدع وراچل وهتاخدها ،فاضلك كد إيه

أراح عمار ظهره وأردف له
_أنا بعون الله ، مبصرفش مليم عشانها  حتى الأكل بستخسره فنفسي

أشار همام بيده وقال مازحاً إياه
_طبعاً عملت كد كدا يابو عمار ،مهندس ومرتبك كابير الله اكبر

قام وليد بلكم همام فى أحد كتفيه وقال
_جول ماشاء الله يا بن المركوب إنت لا تحصل حاچه ليه هناك ،كفاية عين البلد كلها عليه

ضحك همام وابتسم عمار فقال لهم
_فاكرين لما كنا نتمشوا فالچنينه ونغنى اغنية سوا بتاعت محمد عبدالوهاب
ونندبوا حظنا

ضحكا الاثنين فقام وليد بدندنتها وشاركه همام وتدخل معهم عمار
_كل دا كان ليه ، لمّا شوفت عنيه ..حن قلبي إليه وانشغلت عليه
كل ده كان ليه لمَا شفت عنيه حن قلبي اليه وانشغلت عليه كل ده كان ليه كان ليه قال لي كم كلمه يشبهوا النسمه في ليالي الصيف سابني وفقلبي شوق ...

مضوا ليلهم يتغنى ثلاثتهم ، يتذكرون ذكرياتهم ..تذهب مُخيلتهم إلى محبوبة لكل واحد منهم
وبالاحرى إثنين منهم محبوبتهما واحدة !

 

َيا ناعِسَةٍ
نُعَاسٌ الْلَّيْلَ عَلَىَ شَعْرِكِ بَنَىْ بُيُوَتَهُ
وَحُطَّ الْطُّوبِ وَانَا ايُّوْبَ وَمِشْ صَابِرٌ
كَلَامُكَ وَقَفَ الْلَّحْنُ الْقَدِيْمِ وَجَدَّدْنّىْ
وَشُدَّ رَبَّابِةِ الْشَّاعِرُ (هشام الجخ)
                              **
"أنا مبحبش حد يقرب منى ، القرب منى نار بتحرق الل يتجرأ!"
                             **
مثل عصفورة  في كفِّ طفل يزمُها،تذوقُ حياض الموتِ و الطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يرق لما بِها  ،ولا العصفور مطلوق الجناح فيذهبُ.
_دكتورة حبيبة ،دكتورة حبيبة درويش !

توقفت حبيبة إثر خروجها من قاعه المحاضرات التابع للكلية ، فوجدته أستاذ أحدى المواد التى تدرسها حبيبة بهذا العام ،توقفت له
_ايوة يا دكتور

أبتسم هو وأردف
_ازيك يا دكتورة ، أنا آسف لو وقفتك مرة واحدة كدا

صمتت حبيبة وانتظرته يتابع بينما هو صمت قليلاً ومن ثم أنتبه فتابع حديثه
_فيه إمكانيه نتكلم عشر دقايق فمكتبي ؟!

تعجبت حبيبة وقالت له وهى تضم الكتب خاصتها الى صدرها كأنها تحتمى بهم
_ليه يا دكتور هو فيه حاجه ؟ فيه حاجه صدرت منى فالمحاضرة

أومأ استاذها برأسه نفياً وقال
_لاء طبعاً،أنا بس كنت حابب اتكلم معاكِ فموضوع معين
نظرت له حبيبة ،اليوم تقاطع شئ  آخر طريقى مجددًا ..
كعادتى كان اللاشعورَ حالُى ،بماذا أجيب؟ وماذا أقول
شئ ما حاك فى صدرى
حاولتُ التصرّف بكبرياءٍ وأشحت بوجهي بعيدا وهممت بالانصراف
مع قولى
_دكتور زايد أى حاجة تخص الدراسة اتفضل حضرتك قولهالى فالمدرج ..لكن أى شىء تانى غير مسموح
عن إذن حضرتك
تركته وانصرفت ماضيه بطريقها حتى التحقت بها زميلتها على الفور تناديها
_حبيباااه ،حبيبه استنى

وقفت حبيبة ف دنت دينا منها وقالت لها
_دكتور زايد كان عاوزك ف إيه؟
هزت حبيبة رأسها يميناً ويساراً وأخبرت زميلتها ب أنها متعبة قليلاً وتود الذهاب إلى المدينة الجامعية لتستريح.
بينما صديقتها كانت لديها مُفجاة لحبيية  الله يعلم وحده هل ستكون سارة لها أم لا.
#لنور_إسماعيل
_
_يابت نجعد معاه ونشوف متجوليش لاه كدا من غير ماتعرفى

نظرت عبلة إلى والدتها تزمت شفتيها إعتراضاً وأردفت
_ياناس انتو مستكترين عليا اللُجمة ! انا عايزاش نتجوز ولا نسافر واصلاً
إلياس ديتى بالذات لما شوفته فالعيد واحد متعنطز وشايف روحه جوى

طرقت والدتها كفاً ب كف وأردفت لها
_يابتى إسمعى ، لما شوفتيه من بَعيد غير لما نجعد ونتحدت وناخد وندى ،عارفه إلياس الل مش عاچبك دا
عارفاه يحتكم على إيه وهتعيشي ف إيه ،بيجولوا عايشين ففيلا فمصر زى التليفزيون

_عاوزاش أنا عاوزااااش
أمسكت والدتها ذراعها وقامت بثنيه مع قولها غاضبه
_عجرب يا عبلة أما تكشحك كشح ، كيف عايزاش تتجوزى اومال هتجعدى كديتى
وواحد زى إلياس ولد عمك دا يترفض يابت ، شايفه ساب كل بنات البلد واتكلم عليكِ يابجرة

نفثت عبله بضيق وهمت والدتها بالنهوض ،ف دلفت عبلة منزعجة الغرفة على شقيقتها زمزم
وجلست وهى تسب سخطاتها
_أنا كان مالى ب إلياس ومعرفش مين ياربي
نظرت زمزم لها ب إشفاق وأردفت لها
_ايه ياعبلة بس مالك
_ياناس عاوزاش نتجوز ، أنا بحب جعدتى هنا مع أمى وأبوى وبحب نومتى وسريرى
ومبسوطه كديتى جولتش عاوزة نتجوز والله

تنهدت زمزم ونهضت من مكانها جلست بجوار عبله وأردفت لها بنبرة صوت حزينة
_إسمعِ يا عبلة ، مسيرك هتتچوزى هتتچوزى ..فيبجى العريس الكويس المناسب وخلاص
دا حتى أنت ِ حالك احسن من حالى ، عالاجل انا اتعلجت فحبال الهوا الدايبه
من غير فايدة وادينى اتخطبت لواحد معرفوش ولا مبسوطه معاه بس دى الدنيا ياعبلة

قامت عبلة بلكز شقيقتها ب أحد كتفيها وقالت
_ياشيخه بس أنت ِ كمان ، مفهماش منك حاچه سيبينى فالمصيبة الل أنا فيها دى !

مضى الوقت والأيام وذهب إلياس ووالدته إلى منزل الحج محسب وجلست معهم العروس عبلة
وبجو عائلى هادئ تمّت قراءة الفاتحه والاتفاق على تفاصيل الزفاف ومسكن الزوجية .

ذيع صيت ببلدتهم كلها بخطبة إلياس ل عبلة إبنهدة الحج محسب ،إنزعج درويش كثيراً
ودار فى نفسه الحديث هل شرط زواجه سيجعل إبنته حبيبة لم تحظى بالفتى المناسب الثرى كما هو يحلم!
هل سيفكر ثانية فى أمر شرطه الغريب ام سيبقى على موقفه؟
كان يمر ب ارضه المزروعه حتى وجد أن جاره الذى يملك الأرض التى بجانب أرضه استبقه بحصه سقى الماء
لأرضه قبل أرض درويش ، انزعج درويش وقام بمناداة جاره بصوت عالِ
_ياحچاااج ،، ياحچاااج اومال ايه عاد !
خرج له جاره وأردف
_خبر ايه يا بو الغايب ، عامل ايه ي حج درويش
عبس درويش بوجهه وأردف
_خبر ايه انتَ يا حچاج كل مرة تسبق ف سقية الأرض وانت عارف ان الدور على أرضى أنا
معاوزش كل مرة نتعاركو ياحچاچ على سقية الارض، والمرة الل فاتت عيال ولدك كانو عيجرطفوا الزرعيات وبهدلوها خالص

نظر الرجل إليه وأردف وهو عاقد ذراعيه
_لاه الدور علينا إحنا يابو عمو ، وعيال ولدى يدوب اتمشوا عندك وعندى كانوا عيلعبوا

ضاق بدرويش ذراعاً من الرجل ف أردف
_لا يدوب ولا يدوبش،إسمع ياحچاج آخر مرة نحذرك لا تسجى جَبلى ولا تيچى ناحية الزرع بتاعى
سلامو عليكم

تركه وذهب إلى منزله فى الوقت ذاته الذى كان عمّار يُحدث وليد عبر الانترنت كعادته وقد أخبره بخبر خطبة عبلة وإلياس ، لايعلم وليد إلى أى مدى قد أسعد عمار هذا الخبر ..فهو يشعر ب أن غريمه الوحيد فى معركته
بزيجته ووصاله لمحبوبته هو إلياس ،ودار بينه وبين وليد الحوار الآتى
_بس الل استغربت له أنه اتجدم وخطب عبلة بت عمك ومخطبش حبيبة !

ابتسم وليد وقال له
_يمكن سمع بموضوع شرط عمك درويش جال وأنا نجيب وزن بته دهب منين

ضحك عمار كثيراً وأردف
_أحسن حاچه عملها والله ،يلا بالسلامه مبروك عليه خطيبته

تنهد وليد ف أكمل عمار
_تصدج لما كلمت البت زاميلة حبيبة فالمدينة وهى جالت لى هنمهد لك تكلمها حبيبة رفضت تكملنى نهائى
_مانا جولتلك ياعمار ، انا لما بنتصل نتطمن عليها مش عتكلمنى زميلتها تطمنى وخلاص وانت لما اترجيتنى اجولها انك عاوز تكلمها جولت مع أن عارف ان حبيية مش هتوافج

أبتسم عمار وأردف الى وليد
_بس عارف كُل ما بتبعد عنى وأحس إن وصالها صعب ..بتبجى غالية علىّ أكتر
وبحبها واشتاج ليها اكتر واكتر

ابتسم وليد وهز رأسه وأردف اليه
_دا أحلى مافى الحُب يا ولد عمى كُل ما جلبك يوچعك كل م تعرف ان حبيبك جاعد ومتربع چواه !
__
_ايوة طبعا دا أحلى حاجه

أشاحت حبيبة بنظرها بعيداً عن زميلتها بالغرفه عندما صرحت ب أن كلما ابتعدت الفتاة عن بيتها ومنزلها من الممكن ان تفعل أى شئ يحلو لها ومحرومه منه .
الحديث لم يعجب حبيبة فتوجهت إليها تحثها على الفضائل والقيم الصحيحه
_لاء طبعا ً ،انا مثلا بابا الل ملبسنى النقاب يعنى مش بمزاجى مش معنى أنى هنا وعايشه بعيد عنه
اقلعه ولما انزل البلد ألبسه تانى! كدا بخون ثقته فيا وأنا هنزل من نظر نفسي جدا
ومش هبقى مبسوطه

تراقصت زميلتها بجذعها ساخره من حديث حبيبة وقالت
_والله كل واحد له الطريقة الل بتعجبه وبيمشى عليها

تعجبت حبيبة وأكملت طعامها صامته وهى تضحك مع صديقتها دينا على رد فعل زميلتهم.
_
لطالما أردت أن اخرج من سجني الاسود هذا أردت أنا أذهب خارج الصندوق دائما ولكن كل مره احاول فيها أعود بلا جدوى بلا فائده ، خوفي يمنعني حتى من التعرف على نفسي.. أصبحت وحيدة الان هناك سور بيني وبين البشر لا أستطيع تجاوزه ولا أحد يهمه الامر..

كانت تجلس حفصه برفقه زوجة أبيها واشقاؤها أمام التلفاز ، وكان هناك فيلماً يُذاع يشاهدونه حتى عُرض مشهد لزواج البطلة فنظرت زوجة مناع الى حفصه وقالت وهى تتشدق بشفتيها

_عجبال لما تتفك عجدتك ي بت چوزى جادر يا كريم ،البنات كلها حواليكِ اتخطبوا والاصغر منك

تنهدت حفصه وهى ترتشف كوب الشاى وتحدثت دون النظر إليها ناظره إلى التلفاز
_والله يا خالتى چمالات الچواز مبياخدوش عليه چوايز ، والنصيب جاعد حتى لو إتچوزت وانا كد جدة دهب
متشغلوش بالكم بس

مصمصت أم زكريا شفتيها ونظرت ناحية التلفاز مرة ثانية ، طرق الباب فقام أحد اشقاء حفصه هم يفتح الباب
ف وجد والده وبرفقته همام مبتسماً كالعادة
ولأول مرة يذهب وهو لايعلم بوجود حفصه ،حينما رآها تراقص قلبه وهى تصنعت عدم الإنتباه له
فقامت أم زكريا من مكانها ورحبت به مع قولها

_ازيك ياهمام وأزى أمك وابوك ،چدع انك چيت يا واد كنت عاوزة أشيع حاچه لأمك

أردف إليها مناع وهو يربت على كتف همام
_همام فيه بركه ،يدوب بجوله السيفون فالحمام بايظ ومعرفينش سباك مين يصلحه دلوك جالى أنا نصلحه ياعمى

_چدع يا ولد اختى ، خش صلحه ع بال م اعملك كوباية شاى

دلف همام وهو يصوب نظره ناحية حفصه ،حتى قذف ب إحدى كلماته إليها
_ازيك ي حفصه،منورة المكان

لم تنظر إليه أجابته على نظرها ناحية التلفاز ممسكه بكوب الشاى
_بنورك يا مسيو همام
ضحك همام ودلف إلى المرحاض ومعه عدته ، استغرق وقت ليس بكثير حتى انتهى وقام بتصليح كل شئ عالق
خرج وتناول كوب الشاى المُعد له ، فكانت حفصه فى هذا الوقت ذاهبة إلى المرحاض
_هنروح نچرب ونشوف

أبتسم همام وأردف لها مازحاً إياها
_لاء حاسبي ،فيش حاچه توجف مع العبد لله ،روحى شوفى

دنت حفصه منه وقالت وهى تضيق عيناها له
_ دلوك عارف فالسباكه والنچارة والريسيفرات والعفشيات والفرنساوى والشعر والنثر
وتحش البرسيمات وتهش الغنمات وتهش الكلاب

أبتسم همام وأردف لها وقسمات وجهه هادئه كعهده
_سبع صنايع والبخت صايع زى مابيجولوا

طرقت حفصه كفا على كف وقالت له ساخره
_وايه ضيعه البخت ، اديك بجيت مسيو فرنساوى فمدرسة وبكرة تحوش من الدروس الخصوصية والبنات الل هتروح وتيچى عالبيت عشان دروس المسيو همام وحصص مسيو همام

لمعت عين همام وهو يستمع لها وأردف
_ادعى يارب يسمع منك عشان حاچه واحدة

رفعت حفصه إحدى حاجبيها وقالت له
_ايه هو يا معدول؟!
_عشان أچمع مهر الل عليها عينى من زمان واجدر اخدها لبيتى ومايمنعنى حاچه عنها واصل

تلعثمت حفصه وابتلعت ريقها بالكاد ولوّحت بيدها تدلف الى المرحاض
_طب وسع نخش الحمام چاك حمى تطبج على مصارينك

تركها وهو يضحك كعادته ، وإنْ باتُ عمرًا فوق عمره وبذل قصارى جهده كى يحصل عليها فلن يتردد حق ذرةٍ مهما بذل ومهما فعل.
_
بكافيترياالجامعة كانت تجلس حبيبة مع زميلتها يتناولان بعض الشطائر ويتحدثا سويا
فى الوقت بين المحاضرات ،كانت تقصّ حبيبة على دينا صديقتها أمر استاذهم بالكليه
فهو بعد مُضى وقت فاتحها ب موضوع هام ألا وهو رغبته فى التقدم لها وطلب يدها بعدما أبدى إعجابه الشديد بهدوئها واخلاقها وثيابها المحتشمه وتفوقها الدراسي ، فلم تجب حبيبة إلا برد واحد ٍ اعطته عنوان منزلهم واسم بلدتهم وتركت الأمر بيد والدها .
اما عن العاشقان ،فمازالا على الحاحهم كى يتحدثوا معها وهى على رفضها ، فكانت تتحدث معها صديقتها بشأن هذا الامر ويدور الحديث بينهم عليه
_لو دكتور زايد جاب مهرك ووافق،كدا لا فيه وليد وعمار

كانت تأكل حبيبه ولا تكترث ،ف أكملت صديقتها
_ألا صحيح ،تفتكرى أنهم عارفين انهم هما الاتنين بيحبوك ِ؟!
أومأت حبيبه بعدم المعرفه بعدما رفعت كتفيها ،ف أكملت صديقتها
_اكيد عمار ميعرفش ان وليد بيحبك هو كمان،لأن كل الشواهد بتقول أن عمار مبين واتقدملك لكن وليد ساكت
إنتِ عرفتِ من حفصه ..

زفرت حبيبة بفروغ صبر وأردفت
_يوووه هو أنا ليل نهار مش ورايا إلا حكاية وليد وعمار !

إندهشت صديقتها منها وأردفت
_على فكرة قصتكم انتوا التلاته سوا تحفففه ومخليانى بفكر فيها ليل نهار ، وأنا كمان بقوم بدور الوسيط وشكلى أهبل وسطكم

كانت تقهقه صديقتها وهى تصفق فجعلت حبيبة تضحك هى الأخرى ومن ثم نظرت حبيبة إلى ساعة اليد ونهضت للحاق بالمحاضرة التالية.
__
وبعد مرور فِترة زمنية ..

_كل شئ قسمة ونصيب ياعمى
رفع محسب بصره إلى خطيب زمزم وهو ينظر لأسفل خاجلاً منه وأردف له
_حصل إيه بس يا ولدى
_زمزم مش عايزانى ياعمى ، أنا حاولت وكنت فاكر كل الوكت دا هى مكسوفه منى طلعت مش عايزانى اصلا
بتك زي الفل بس شكل نصيبنا مش مع بعض ، ربنا يسهلها بالاحسن

ترك الفتى المجلس ونهض ، وتنهد محسب بضيق بعد فسخ خطبة زمزم على فجأة من طرف العريس وليس من طرفها هى ،فيا تُرى ماذا تُخبئ لهم الأيام..,

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350658
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205216
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190368
4الكاتبمدونة زينب حمدي176708
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138534
6الكاتبمدونة مني امين118854
7الكاتبمدونة سمير حماد 112740
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103922
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101313
10الكاتبمدونة مني العقدة98617

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

607 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع