آخر الموثقات

  • من حب ربه
  • لن يعود !
  •  سأبقى كالسّنا
  • البحار مستودع الأسرار
  • أحبك يا عذابي
  • كل ليلة... أنا و ثباتي العتيد
  • على حافة الحياة
  • علاقاتي ليست للتعاون
  • أيها المسافر
  • ما لا يقال عند أوزو
  • إمراة تعيش على حمل ببالون
  • موسيقى المطر
  • هل تعلمين معنى احتياجي إليك
  • من أنت؟!..
  • أكره الحرب
  • إحساسين متناقضين !
  • مسجون في أيامي
  • إن بعض الظن إثم
  • لن أشفق عليك،
  • لا تلمس جرحي
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. وللرجال فيما يعشقون مذاهب (رواية) - الجزء التاسع

َسأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ".. حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ.. عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي ( نزار قبانى)
                           **
"أنا فكرت كاتير ، وجولت إن لازم مكونش أنانية..لو عاوز تتچوز اتچوز بس جبلها طلجنى!"
                        ***
الفصل(14)

فى جلسة لأبناء العمومه مع بعضهم البعض فى يوم صيفى من بعد شمس الظهيرة ، جلس الحج عبداللاه والحج عبدالرحمن والحج محسب والعم درويش والعم مناع وكرم والد همام أدعلى الارائك الخشبية الموضوعه أمام المنزل ،وامامهم اكواب الشاى الساخن الثقيل وصحن المخبوزات الصعيدية المتعارف عليها.
كانوا يتحدثوا ب أمر هام ، ازدات المشكلات القائمة بين درويش وجاره العم حجاج وأبنائه على الأرض
وسقى الماء ،وان احفاد جاره يأخذون من محصول درويش بغير علم منه وينهشون الزروعات
وقد قام درويش عدة مرات بنهره والتحدث إليه بصرامه وتحذيره ، قام الحج عبداللاه بلفت انظار درويش ب أن هناك عداوة قديمه العهد بين الجد نجم الدين وبين عميد عائلة هذا الرجلحجاج الحج مرسى عبدالمعطى
وان كانت بينهم مشاكل طائله حادثة على مر سنوات حتى انقضت ب أن جهه تختصر الأخرى منعاً للمشكلات والتى من الممكن أن تؤدى إلى نتائج يكون الدم هو حلها!
_إقصر الشر معاه يا درويش ،حجاج راچل عنيد وداخل عليه الدم ويحب المشاكل

وضع درويش الكوب أمامه وأردف بتيبس رأسه ورأيه كالعادة
_أنى مبدأتش معاه،هو الل راچل مش مظبوط وعياله جلالاة الرباية وعيتحدت بجلة جيمه وعاملش حساب لحد

_وحدوا الله وهدى الدنيا يا درويش ياخوى ، مش كل حاچه جفش كديتى عندك
قالها مناع ف أردف درويش له
_انا ميضايقنش غير لما يجولى يابو الغايب ،جبر أما يلمه هو وعياله

ضحك الجالسون فقال العم كرم
_طب م أحنا عنجول يابو الغايب للى معندوش ولد يا درويش ،احسن مايناديك ب إسم بتك !

نظر درويش الى كرم شذراً وأردف له متفاخراً
_أنا بتى نفتخربيها وب إسمها ، بتى داكتورة وزى الجمر والنجع كله محدش چاب زيّها

إلتوت شفتى الحج عبدالرحمن وأردف
_وهتجعدها چمبك بشرطك المغفلق إن شاء الله
ضحك الجميع ف أردف مناع
_إسمع ياخوى،هما عندهم حق ، نزل شوية من شرطك خلّى البت تشوف عدلها مع واحد إبن حلال
ماهو مش معجول چالها أشكال وألوان ،آخر واحد الأستاذ بتاعها فالچامعة
أستاذ فكلية الطب ..وسمع شرطك وعچبهوش ومشى !
ينفعش يا وَلد ابوى ، إعقلها وتوكل ..

تنهد درويش وصمت عن الحديث وبداخله يدور ألف حديث.
_
مَرّ ٦أشهر ، كانت حبيبة قد أنهت السنة الأولى لها بالجامعة ونجحت بتقديرات عالية
ووليد لم يستطيع إدارة المكتب بمفرده ف أغلقه حتى يأتى عمار من الخارج ويديروه معاً
ولكنه بحال افضل بعمله بالبنك ،وقد صارح زميلتهنورانب أن لايوجد من ناحيته لها سوى مشاعر الاحترام فقط ولايفكر فى الارتباط.
أما عن عمّار ،فقد اقترب موعد نزوله ومعه رصيد مرتبه الذى قام ب إدخاره من أجل مهر حبيبته الوحيدة .
حفصه ،يبقى حالها كما هو  بدأت اشياء تختلج بقلبها من ناحية همام ولكنها صامته
وليس الصمت وحده منهجها ،بل الحديث بصرامه وسخرية معه كى لا يظهر عليها شئ .
زمزم بعد فسخ خِطبتها ،لم يعد هناك اشخاص يتقدمون لخطبتها وتبقى كما هى بمنزل والدها
تدعو ربها كل ليلة وبصلواتها ب أن يحقق أمنيتها الوحيدة وأن يجمعها ب عمار !
همام استلم عمله بالمدرسة ومن بداية العام الدراسي الجديد سيصبح مدرساً لمادة اللغة الفرنسية بمدرسة ثانوية وسيضح أول حجر بطريقه للوصول إلى هدفه المنشود فيما بعد..حفصه.
عبلة وإلياس ،مازالت خِطبتهم قائمه ..عبلة ذات شخصية قوية
لاتخضع بالقول ولا بالأمر إلى إلياس بسهوله ، كَثُرت المشاكل بينهما ودائماً هما على خلاف قائم .
يحاول مراراً إلياس معها وتكراراً وتبقى عبلة على موقفها معه ، قد تفهمت الكثير من طباعه فى هذه الفترة وكثرت شكوتها منه إلى والدتها ووالدها وكان ردهم الوحيد عليها أن طباعهم مختلفه بالبداية وبعد الزواج ستكون الأمور على ما يرام.

واليوم إلياس بمنزل محسب زيارة لتحديد موعد الزفاف ، وبعد إلحاح كان يجلس مع عبلة بغرفه استقبال الضيوف وبرفقتهم شقيقتها زمزم .
_يعنى إيه الل بتقوليه دا ؟!

قالها إلياس متنفض من مكانه ف أردفت إليه عبله بصوتها العالِ وجديتها المعهودة
_يعنى الل سمعته ،انا عاوزاش چواز دلوك مستعديتش وكمان فيك حچات مخوفانى ولازم نعرفها ونعرف شخصيتك جوى جبل م نتدبس فيك

عقد إلياس حاجبيه وأردف منزعجاً
_تدبسى فيّا !! إنتِ ف وعيك وعارفه بتتكلمى مع مين وأنا ابقى إيه ،انت متخلفه؟!
_متشتمش واحترم نفسك ،مش دايما شايفلى نفسك وواجف زى الديك الشركسى
ودايما تجول كلام يجلل منى وعاوزنى اطيعك كأنى مكنة تجول اه ولاء وافخم فيك وامچد فيك وكأن مچاش غيرك عالارض!!

نهضت زمزم من مكانها قلقه وقالت
_يا چماعة صلوا عالنبي ، فيه إيه بس

نهض إلياس من مجلسه واقترب من عبله وقد اعتراه الغضب  وتحدث لها وعيناه تفيض شراراً
وقد كَشف عن أنيابه
_إسمعِ آخر مرة تتكلمى معايا كدا !! سامعه ي إما هندمك بمعرفتى على طريقتك دى
نظرت له عبله مشخصه مقلتيها إلى مقلتيه وأردفت بثبات
_أعلى مافخيلك إركبه ، دى چوازه ايه المهببه دى

أخذ صدر إلياس يعلو ويهبط من الغضب وفى ظرف ثوانِ قام بصفعها صفعه مُفاجاة تفاجئت هى بها وتفاجئت زمزم بعد شهقه منها وقامت بتخبئة فمها ف صرخت عبله ودلفت والدتها على صرختها
_خبر إيه !! فيه ايه يا ولدى ،فيه ايه يابنات !
هرولت عبلة ناحية والدتها وقد قامت بخلع خاتم خِطبتها وقذفته فى وجه إلياس مع قولها
_انا مش عاوزاه سامعانى ياماااه عاوزهوووش ،مدّ يده علىّ فبيت ابوى اومال عنده هيعمل فىّ ايه؟!
كان الغضب قد تملك إلياس ، ف أردف كى يرفع من شأن كرامته ويصبح من هو فاسخ الخِطبة
_انا الل مش عايز أكمل ، طنط لو سمحتِ كلمى عمو ييجى وقوليله كل شئ نصيب وعاوز الشبكه بتاعتى !
_
لو كنتِ حظِّيَ لم أطلب بهِ بدلًا،أو نلتُ منكِ الرضا لم يبقَ مأمول..،
مرّت الأيام ، وترجلت خطوات الغائب أخيراً ب أرض وطنه "عمّار" وفى إستقباله وليد بالطبع
وهمّام وزوج شقيقه وليد الكُبرى .
قابلهم عمار بحفاوة ، نقص وزنه قليلاً وضعف جسده مع شخوب بشرته من قلة النوم والاكل
زائد تغيير لون بشرته للسُمرة بسبب الجو المشمس بالبلدة التى كان بها.
بعد الترحاب الشديد وذهابه إلى المنزل وفرحة والدته ووالده والجدة دهب والاهل أجمع بقدومه ، استراح قليلاً ومن ثم قام بتوزيع الهدايا فلم ينسَ أحداً .
والدته ووالده وعمه وزوجته وبالطبع وليد وشقيقاته واولادهم وازواجهم وهمّام ،حتى حفصه لم ينساها والعم درويش .
اما عن معشوقته حبيبه ، ف كان لها اثمن هدية !
_10كيلو دهب !
قالها وليد متعجباً ف أردف عمار يريح ظهره إلى المقعد قائلاً
_أنا حوّلت لك المبلغ كامل على حسابك وضربته بالآلة الحاسبة بسعر الدهب دلوك لاجيته هيچيب 10كيلو
دهب

كان يحكّ وليد بأسفل ذقنه ويفكر قائلاً
_تفتكر ودول يعچبوا عمك درويش ، دا طماع ودم داخل عليه صابغه صبغ ومش هيرضى

إبتسم عمّار بثقه وأردف بهدوئه المعهود ورصانة عقله
_على حسب ما حكيتهولى وانا مسافر ،ان محدش عاچبه الشرط
حتى الناس الل من برة البلد ، ف لمّا اجدم العشرة كيلو هيوافج صدقنى يا وليد
أنا طول صلاتى مبدعيش غير بحاچه واحدة ،ربنا يچمعنى بيها!
_
مضى إسبوعاً ، تحضّر عمّار وقام بالالحاح على والده وعمّه أن يذهبوا معه ليتقدموا لخبطه حبيبة للمرة الثانية
فهم من المرة السابقه حتى وإن مضى عليها الوقت على موقفهم منه ومنزعجين ولكن لأجل إبنهم وامنيته
ذهبوا معه وهذه المرة كان مصطحب وليد !

وضع عمّار العشر كيلو ذهباً خالصاً أمام درويش ،فنظر إليهم درويش مالياً وأردف
_عشرة كيلو! ودول وزن بتى ليه جالولك فرخه!

نظر الجالسون إلى بعضهم البعض ، ف أردف الحچ عبداللاه
_إسمع يا درويش ، الواد سافر واتغرب وحرم روحه من الوكل والشرب وبعد عن امه وابوه ووظيفته
وچاب لك المهر دا، مهر مفيش بت خدته فالنجع لا دلوك ولا من ميت سنه فاتت
ولا بعد ميت سنه چايه ،فاستهدا بالله كديتى ويلا نجروا الفاتحه

صمت درويش ، ورفع ساقه على المقعد وهو يحكّ بشاربه الكث وينظر ناحية الذهب
ورفع بصره إلى عمار الذى كان ينتظر أن تنفرج شفتاه بالموافقه ، ويفرك وليد بيده ويهز بساقه علامه على توتره وبالخارج تقف حبيبه وحفصه فى صمت يستمعا ف أردف درويش
_طيب سيبونى نفكر وهنرد عليك يا حچ عبدالرحمن

تهللت اسارير عمار وقد امسك وليد بيده فرحاً وهو مُبتسماً ،بينما إبتسمت حبيبة بالخارج وقامت حفصه ب إحتضانها بقوة وأخذتها وهرولا إلى اعلى قبل أن ينكشف امرهم أنهم يتصنتون من الخارج

_
ها قد كبرت الآن وأصبحت في قمه نضوجي وقررت التخلي عن كل الأشخاص الزائفين بحياتي فلم يبقَ لي أحد أصبحت وحيدا ،ولكني أدركت أن العيش بمفردي أفضل من كثير من حياه تمتلئ بالخداع.
_كويس كدا ؟! مبسوط كذا بنت ترفضك ودلوقت فسخت خطوبتك وانا مش فاهمه أنت عاوز ايه يابنى حرام عليك

قالتها زاهيه بنفاذ صبر متوجهه بحديثها إلى إلياس فقال لها
_عبلة دى بنت مش محترمه ،على طول صوتها عالى على طول غبية ومبتفهمش أنا عاوز إيه
مش عارفه تكون تحت طوعى ،متدلعه ومحسسانى أنها جينيفر لوبيز وهى مجرد بنت مُتخلفه من الصعيد لاتعرف السما من العما واخده شهادة جامعية عالفاضى

هبت زاهية واقفه من مكانها وقالت
_محدش غبي ومحدش مُتخلف ،كفاياك يا إلياس كفاياك بقى ومش عشان هى من الصعيد تبقى حماره
عيب ،انت اصلك صعيدى وأنا وباباك الله يرحمه واختك واهلك ، عيب يابنى
انت الل طباعك وحشه وصعبه والله يكون فعونها الل هتكون من نصيبك، اذا كنت انا مامتك ولا أختك التؤام تعبنا معاك فما بالك بالغريبة !
قالت زاهية جملتها فى صراخ به من شدة نفاذ صبرها منه ومن أفعاله ف أردف إلياس بكبرياء كعهده
_هتشوفى يا ماما مين الل هتقبل وهتحب دا جدا كمان وهتحب أنها تكون حرم إلياس وليد العارف بالله نجم الدين..

تركته وهى تهم بالصعود الى غرفتها مع قولها وهى تدير له ظهرها
_هكلم جدتك دهب اتطمن عليها بيقولوا عيانه ،ابقى اتطمن عليها أنت كمان
_إيه بتموت
قالها وهو يضحك ساخراً فنظرت له زاهية شرذاً وقالت
_حتى بيقولوا عمار خطب حبيبة ،وجاب وزن الدهب

تعجب إلياس وتحولت قسمات وجهه إلى الجدية وأردف منزعجاً
_إيه؟! إنت ِ بتقولى إيه يا ماما ؟!
_بقول الل سمعته من مرات عمك لما كنت بتطمن على جدتك

شعر إلياس بالضيق، كيف يتجرأ أحدهم بأن يكسب نقطه عليه
كيف ومن البداية كانت برأسه حبيبه قبل كل هذا ولكن الشرط المزعج أوقفه!
كيف له عمار ان يسبقه اليها ويوفى هذا الشرط ،ترجل إلى والدته واردف بصرامته المعروفه

_ماما لو سمحتِ لما تكلميهم تسألى عن تيته،إعرفى اتخطبت له بجد ولا لسه
وعمار قدم كام كيلو دهب لأن اكيد مش هيقدر يقدم 60ولا70كيلو

#لنور إسماعيل
_
كانت حبيبة وحفصه فى زيارة للجدة دهب للاطمئنان عليها بعدما اوصلهما درويش وكان يجلس أمام المنزل مع بقية ابناء عمومتهم .
بالصدفه كان عمّار بالداخل ولم يعلم درويش لأنه رأى وليد بالخارج فظن ان عمار معه .
وكانت هذه من أجمل الصدف حينما رآها تجلس هناك ، ألحّ على حفصه كثيراً حتى يتحدث معها لدقائق معدودة وهى برفقتهم بعيداً عن الجمع ،فصعدت حفصه إلى الدور العلوى تحججت بالبحث عن دواء معين للجدة فى أشياء زوجة العم عبداللاه وكانت مصطحبه حبيبه فلحق بهم عمار .
نظر لها وبداخله يتمتم انتِ الورد وانتِ شهدها.. وأناَ الساقي واناَ زارعها،،
_خلاص الحلم جرب يا حبيبة يتحجج ، جربتِ تبجى مرتى وحلالى ومحدش يبعدنى عنك أبدا ً

خلف نقابها تبسمت واختفت ب أنظارها عن عيناها وهى تنظر أسفل،فتجرأ هو ورفع ذقنها ملامساً نقابها وقال لها بشوق
_انا عمرى م سمعت رأيك يا حبيبة ، عاوزانى زى مانا عاوزك ؟!

تنحنحت ورفرفت ب أهدابها خجلاً ف أردفت حفصه لهما
_إخلصى وچاوبيه لولا م صدعنى م كنت وافقت على الكلام ديتى بس نعمل ايه هو فحكم خطيبك وريجه نشف يا ولداه بجاله سنين

ضحكا عمار وحبيبه ف انفرجت شفتى حبيبه وقالت
_انا مبعرفش أختارياعمار، مبعرفش أحكم ايه الل عاوزاه طول عمره ابوى الل بيتحكم فىّ
_يعنى مش عاوزانى زى مانا عاوزك

قالها برقه صوت مع لمعة عيناه ف أردفت هى
_بعد كل الل عملته عشانى واتكلمت بيه البلد كُلها ، ايوة ياعمار لو ربنا أراد تكون نصيبي
أنا راضية ومبسوطه عشان الل يعمل كدا عشان بيحب واحدة جوى زى م حبتنى وجدام الناس وفالنور
يستاهل ان نكمل معاه باجى عمرى من غير الخوف الل اتعودت عليه طول عمرى

دنى عمار ف ابتعدت هى للخلف وأردف بحرارة غرامه الملتهب بقلبه وترجمتها انفاسه وحروفه
_عمرى م هخلى الخوف يعرف طريج لجلبك ، هطمنك دايماً وهفضل دايما معاكِ
كل أمر بينا هنتشاور فيه ، وحياتنا هتبجى مشاركة
مفيش يوم مش هعبر لك فيه عن حُبي وأن كرم ربنا كان واسع علىّ لما اتچوزتك
هعيشك طفولتك الل معشتهاش يا حبيبه ،وهعيشك مراهقتك وسنك
كل الل فاتك هعيشك فالجنة ..ويشهد عليّ ربنا يا حبيبتي

قلبها كان يدق وجلا ، كل حرف تحدث به كان له مكان بقلبها..استشعرت محبته عن قرب
لأول مرة تستشعر أنه من حقها ان يكون إحساسها هكذا دون خوف .
امسكت حفصه بيد حبيبة المثلجة من التوتر وهول الموقف واخذتها لتهبط ثانية عن الجدة دهب بينما وقف عماربمكانه مبتسماً واضعاً يده على قلبه مع قوله المعهود
_بسم الله على جلبي ! يارب تم فرحتى ع خير يارب واجعلهامن نصيبي دنيا وأخرة.
_
عندما علم إلياس بشأن تقدم عمار لخطبه حبيبه وانه قدم عشرة كيلو ذهباً خالصاً ، وان العم درويش مازال بمرحلة التفكير بالأمر ومشاورة نفسه .
قرر بأن يكون هو الحصان الرابح فى هذه المعركه الضارية ،فهو يعتقد أنه من أراد الزواج من حبيبة أولا ً
وليس هو ولكن العكس عمار من تقدم أولا ً ولو استباقه بالخطبه كان وليد أول من طرق بابها وطلب يدها .

جمع مالاً كان يدخره ورصيداً بالبنك مع فك وديعه معينه وبيع شقة قديمه كان يمتلكها بمكان ما ظن أنه ب إمكانه الآن الاستغناء عنها مقابل ان ينفذ الشرط ويقدم عطا اعلى من عمار ويكسب هو .

حوّل ماله إلى ذهباً خالص حينما اشترى به بأكمله ذهباً ليصبح عشرون كيلو !
على الفور دون أن يعلم والدته حتى ، سافر إلى الاقصر .. إلياس لايريد ان يكون خاسر
يجب ان يُعلم عبله ووالدها ووالدته وعمار وابناء عمومته ان من لم يكن معه خاسر وب أنه التارك وليس المتروك.
وصل الأقصر دون أن يعلم احد ،وبالوصف على م كان يتذكر وصل إلى البلده وإلى منزل العم درويش
وبعد الترحاب وخوف درويش ان يكون هناك مكروه بشقيقته فقد أوضح إلياس انها بخير وانه قد أتى لأمر آخر ..خطبة حبيبة
قدم الذهب ونظر لابتسامه درويش الواسعه ودقائق مضت دون حديث حتى مدّ درويش يده إليه وقرأ معه الفاتحه !

#نور_إسماعيل
_
مدَّ يده ليديها ليتعانقا لكنِّها أبت، ظلَّ واثقاً  أنَّه سيأتي يوم و يصبحا واحداً ...لكن! خانته ثقته فلم تلتفت له قط..بينما ظلّ هو متيماً بها .
كانت حفصه بمنزل عمها عبداللاه ، تحقن الجدة دعب دهب المتعبه ومن ثم جلست إلى شقيقات وليد ووالدته
وكانت بمفردها من دون حبيبه ، وبعد مضى وقت ارادت المغادرة فهم وليد ب أن يقوم بتوصليها إلى منزل عمها وفى الطريق ..
_واجف اتفرچ يا حفصه وجلبي بيتجطع واچعنى هموت
تنهدت حفصه وقالت له إثر سيرها بمحاذاته بالطريق
_هنجول ايه،انت الل اتاخرت وبعدين دا نصيب ومحدش بياخد غير نصيبه
نصيبك الحلو جاعد يا وليد ودلوك حبيبه هتبجى مرت أخوك لازمن تشيل من دماغك أى حاچة
تانيه

ترقرقت دمعه بعين وليد واردف لها
_بتعامل ع الأساس دا ولو تشوفينى تجولى معنديش جلب ، بس والله مافى حد هيحب حبيبة كدى

شعرت حفصه بالضيق وقالت له
_يوووه وبعدين معاك، ينفعش الكلام  دا سامع خلاص عمك درويش هياخد ويدى مع نفسه وبعدها يجول اه وتدخل بيتكم على أنها مرت اخوك ، لو فضلت كديتى هتجوم حرب يا ولد عمى
حرب بين الاخوات وولاد العم وندور نطحن فبعض من داخل بعضينا

ضاق بوليد ذرعاً واردف
_يعنى هو زرار ياناس،لولا ان عمار سبج بيوم كنت زمانى أنا الل اتجدمت وهى خطيبتى أنا

إلتوت شفتى حفصه واردفت ساخره
_والدهب ي حزين هتچيبو منين؟ ولا هتچيب چدتك دهب وتوديها لعمك درويش وتجوله اوزنهالى جصاد حبيبة؟!
أمانه الواحد تعبان خلجه ف اسكت كنك ساكت ، بلا كان زمانى بلا كان ايامى
كانت جدامك ومتحركتش  ،عمار اتحرك وسافر وچاب المهر وطلع عين الل چابه
يبجى أنت تحط لسان حرق أبو الل چابك فخشمك وتقول مبروك وتسجف زى كلب البحر .

وفى طريقهم للمنزل حتى وصلا ،كان يراهما همام من بعيد وقد استقر بقلبه شعور غريب
غيرة؟! ام خوف من ان يكون وليد يشعر بشيء ناحية حفصه وأن بين غمضه عين وانتباهتها
سيطلب يدها للخطبه وسيقف هو مكانه لا حراك وقلبه يتمزق!

 

وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ (المتنبي)
                                    **
"أنا مش حبيبتك ، انا حتة منك لو انا نسيت انت عمرك ما تنسى وخليك فاكر"
                                   **
الفصل (15)
الخطوات كانت كأنها حفر بالطريق الترابي ، يحاول وليد تهدئه عمّار ويهرول خلفه ووالده وعمه
يحاولان إيقافه حتى وصل إلى منزل درويش وطرق طرقات مدوية يكاد أن يكسر باب المنزل من شدة طرقاته
حتى فزع كل من كان بالداخل ، هرولت حفصه بفتح الباب وحبيبة خلفها خائفه من يدق الباب هكذا
فتحت حفصه وكأنها فتحت باب النار ، دلف عمار ووجهه غاضب يكاد الدماء ان يخرج منه
وخلفه وليد ووالده وعمه وبأعلى صوت ل عمار أردف
_فين عمى درويش ،فيييين عمى !

حفصه تلجلجت وخافت من منظرهم وبالاحرى عصبية عمار المفرطه لأول مرة تجده هكذا
قامت بسؤالهم ،اى شخص بمكانها سيسأل بالطبع ماذا حدث
_ايا فيه ، ايه فيه ياعمى ..فيه ايه يا وليد

ثوان ودلف درويش من باب المنزل يلف عبائته حول جذعه ووجهه عابس مردفاً
_خبر ايه ياعمار ، خبر يا عبدالرحمن مال ولدك جالوله داخل بيت البهايم ياك
نظر الجميع إليه فتحدث عبداللاه بما أنه الاكبر
_درويش، انت خطبت حبيبة ل إلياس ولد اخوى؟!

شهقت حبيبة واتسعت حدقه عيناها! العروس ذات نفسها متفاجئه وحفصه أيضاً
ف اردف درويش بهدوء ونبرة مستفزة
_ايوة جريت معاه الفاتحه وهو الل هياخد حبيبة
_كيف ياخد حبيية! رد علىّ كيف يخطب على خِطبة أخيه دا حتى حرام شرعاً
انت مش جولت هتفكر وترد

قالها عمار بلا وعى من هول عصبيته وغضبه فقال درويش
_طب م تدخلوا مش عالباب الكلام ديتى
_فيش دخول يا درويش ، الل حصل دا جلة جيمه للكل وعيب عليك كدا توجعنا كلنا فبعض وعيال العم والبيت كله عشان بِتك وعشان إنت محترمتش كلمتك معانا

قالها الحج عبدالرحمن غاضباً ف أردف درويش بنفس طريقته المستفزة كعهده
_أنى جولت هنفكر ، مديتش رد عمار جابلى عشرة كيلو دهب
إلياس دفع عشرين وجريت معاه الفاتحه ،وبصراحه بجى بِتى داكتورة وعيشتها لازم تكون عيشه بنادر
مش تجعد فالنجع تخبز وتسعى الطير وتبجى زى بجية الحريم
تعيش ففيلا يرمح فيها الخيل والياس هو الاحج بيها !

تكسر فؤاد عمار قطع بل تمزق كل نسيج به ممسكاً بالآخر ف أردف وليد وخرج عن صمته
_لما ملكش ميل ناحية عمار كنت جولت ياعم درويش، دلوك هو راح واتغرب وشرب المرار عشان بتك وانت عارف والبلد كلياتها ورچع چايب مهرها على جلبه وكلامك اداله أمل
تجوم تديها ل إلياس ! عشان التانى هيجعدها فمصر!
طب عمار رايح مصر ..هتخطبها ليه وترجع فكلامك ! ولا عشان التانى دفع اكتر ياعمى !

نظر درويش إلى وليد من اسفل لاعلى رمقه نظره ساخره مع قوله
_ياك بعد السبع بِنته عرفوش يربوك يا ديك البرابر أما تتحدت كديتى مع عمك !

شعر وليد بالغضب ف اوقفه قول والده الحج عبداللاه
_إسمع يا درويش، الل عملته دا أكبر غلط ..بتك مش بيعه وشروة
بتك الوحيدة إنت چنيت عليها ،مش إلياس ولد اخوى
بس لا يعرفها ولا أنت هتعرف عنها حاچه لما تروحله هناك
لكن ولد اخوى عارفها واتربي معاها وشاريها بعمره ، أول م طلبت مهرك المغفلق سافر من غير تردد
لا أنا ولا ابوه وافجنا لكن عمل الل فدماغه عشان راجل وكد كلامه وشارى وعيحبها من جلبه
ليه تكسر جلبه يا درويش
_وجلبها !!
قالها عمار بعينان تنضح توسلاً وأستطرد قوله
_وجلب بتك ياعمى! جلب حبيبه ..سألتها عاوزة مين ؟
سألتها عاوزة تكمل حياتها فين ، م تنطجى يا حبيبة !!
قالها بصراخ مدوى ف نظرت إليهم حبيبة وعيناها تنهمر بكاءاً ، لأول مرة تقف بينهم دون مقابها بوشاحها فقط
رمقها والدها شذراً وأردف إليها بصرامته المعهودة
_إطلعى فوج يا حبيبة ، يالا

عاد بنظره إليهم قائلا
_حبيبة مالهاش رأى ، أنا الل عارف مصلحتها أكترمنها ..ومصاحة بتى فجوازة إلياس ولد وليد العارف

ترجل خطوات الى غرفته فنظر بعضهم إلى بعض وكان وليد يربت على كتف عمار وحبيبة تنظر حسرة عليهما ولا تفصح عما بداخلها ، عاد درويش حاملاً حقيبة الذهب الخاصة ب عمار و أردف له
_مهرك يابشمهندس ...متنكرش أنى بردك عملت فيك خير ..لولاى ولولا شرطى مكانش هيبجى معاك الثروة الخاصة بيك لوحدك دى ..روح شوف هتعمل ايه
وانسي بتى تماماً

لم يمسك منه عمار الحقيبه ف أخذها وليد وعمار على نظراته المتوعدة له يصوبها ناحيته
ف أكمل درويش
_عاوز تحضر فرحهم يا أهلا وسهلاً ، إلياس اصله چاهز ومچهز كل حاچه من وكت خطوبته لبت محسب

_بت محسب الل ضربها بالجلم فبيت أبوها ! دا الل هتستأمن عليه بتك !
قالها عمار متحدياً إياه ف أردف درويش يشيح بنظراته بعيداً
_ضربها بالجلم يربيها كان هيبجى فحكم چوزها ،وبنات محسب فايعين وعاوزين يتأدبوا

ضحك عبدالرحمن بسخرية وأردف له
_لو بنات محسب فايعين مكانش رماله دهبه وجاله مع السلامه بناتى محدش يمد يده عليهم وعملها عركه معاه وطرده من البيت

وضع درويش يد على الاخرى على عكازه وأردف بنفاذ صبر من الحديث معهم
_خلاصة الجول ، فضيناها ولو على الل عمله عمار دلوك هنعديه عشان إحنا بيت واحد وولاد عم فالاخر

نظر له عمار يعتريه الغضب الشديد قائلا
_بس أنا مش هعديه ابداً .
ترجل الجمع راحلين من المنزل ، وحفصه تقف محلك سر حتى اغلق درويش الباب خلفهم
رمقها نظره مع قوله
_ايه فيه حاچه عاوزة تجوليها أنت ِ كمانى ؟!

لم تجيبه حفصه وهرولت خلف حبيبه حتى تطمئن لحالها بعد فرقعه القنبلة المدوية التى فجرت المكان للتو ..،
_
_أنا كنت عارفه !
اقتربت عبلة من شقيقتها بعدما اغلقت باب الغرفة حتى لايسمعهم أحد وقالت
_كُنتِ عارفه أنه عيحب حبيبة ؟! وأنه سافرعشانها ؟

أومأت زمزم برأسها مع نزول دمعه من أحدى مقلتيها على وجنتها ، فتنهدت عبله وأردفت
_وراضية ليه على جلبك التعب يا زمزم !

امسكت زمزم علبه مناديل الورقية الخاصه بعمار ، ووضعتها عند انفها ومن ثم قبلتها
وأردفت بصوت متهدج
_طب هجول لجلبي لاه ؟! هجوله تحبوش ،هجوله شوف غيره وبطل تدج ليه ؟
غصب عنى ، جلبي عرف انه عاوز غيرى ومش شايفنى من الأصل
وفضل يحبه ويدعيله ليل نهار ، بصى يا عبلة

نهضت زمزم وذهبت ناحية الخزانه خاصتها واتت بدفتر صغير مدون به تواريخ كثيرة
واخذت تقلب بين صفحاته مع حديثها بنبرة تمزق القلب
_كل مرة عينى توجع عليه صُدفه كنت نكتب التاريخ ،كل مرة وچه ليا كلمه
كل مرة شوفته فيها ،كل مرة اتچمعنا ففرح ولا فواچب
أنا جلبي اتخلج يحب عمار يابت أبوى ..مش بيدى والله

نكست برأسها على ركبتى شقيقتها وغرقت فى بكاؤها ، فربتت عبله بحنو على خصلات شعر شقيقتها مع تمتمتها
_اهى راحت خالص من طريجه ، واتخطبت للبو إلياس ..يستاهلوا بعض
ويمكن ربنا مجدرلك الخير معاه يا زمزم ،جولى يارب يابت أبوى جولى يارب

كما هما ظلّا الشقيقتين ،ترمق عبلة شقيقتها بنظره مع حديثها لنفسها كل منا بحالة ليست جيدة و قلبة يكاد ان يكون منطفئاً و لم يعد شغوفا كسابق عهده و لكن أحدنا كان للآخر فى كل وقت رفيق جيد  حاول يعيد قلب صاحبه الي البهجة و يزيل عنه آلامه و يبعد عنه ما يكدر صفو حياته .
_
كان يجلس عمار وحيداً بغرفته ،أمله الوحيد بحياته اخذته الريح العتيده
رياح درويش وانانية إبن عمه إلياس ..وهى !
قلبه يُشعره بأنها لن تكون بخير معه ، ستتخلص من سجن درويش لتقع بحبس إلياس ذلك المتعجرف
ذو الأنف العالية هل سيكون أمين عليها ؟
هل سيعوضها مافاتها ؟ قلبه يوخزه بعدم الاطمئنان من ناحيتها ، وقف ناحية نافذة غرفته
ينظر ناحية بيتها ومنزلها وكل ذكرى تتعلق بهما مرّت أمامه
منذ الصغر حينما ولدت وهرول هو مع زوجه عمه ووليد لكى يراها ومن يومها وهى نائمه بين نبضات قلبه
حتى فى طفولتها،كان يختبئ خارج مدرستها ويخصص جزء من مصروف يده لها يبتاع لها الحلوى والشيكولا
ويعطيهم إلى حفصه عندما كانت تجلبها من المدرسه ، كان يراقبها فى ذهابها إلى الدروس الخصوصية وفى عودتها .
تذكر حينما ذهب لها الجامعة،ووعده لها انها له مهما حدث
شعوره بابتسامتها حينما تحدث إليها يسألها هل تريده كما يريدها؟ كل وقت شعر فيه بالتعب
كل ذرة عرق تعرق بها وتحمل مشقه العمل فى بلد غريبة عن وطنه ، كل وقت قضاه بوحدته مغترباً كى يصل إليها كى يظفر بها
هل تبخر الحلم؟ حبيبة ستصبح زوجة إلياس؟!
ألا يوجد مفر ، وليد يطرق بابه مرات ووالدته ووالده وهو على حاله قابع خلف الجدران يتذكر مع صمته لايبوح ولا يتكلم .
يعتصر قلبه شوقاً لها ،يريد ان يذهب يختطفها ويتزوجها رغم عن أنف أبيها ولكن لايريدها ان تفعل شئ يخسرها إياه أو يجعلها تشعر بالندم فى يوم من الأيام .
اما عنها فكانت تبكى ليلاً ونهاراً ،لانخفى سراً هى لا تشعر ب انجذاب نحو أى من الفرسان الثلاثه
ولكنها أعجبت بإصرار عمار عليها رغم كل شئ كان يعيقه ،لم يستسلم مثل إلياس ولم يعجبه الشرط ولم يقف مكتوف الايدى مثل وليد .
كلماته ب آخر مرة وخزت قلبها بشدة ،شعرت ب الامان متدفق منه وب أنها ستعيش ف أمانه حقاً
وستخرج خارج سجنها ،ستعيش مثل بقية فتيات جيلها مع شخص يحبها من كل قلبه
جن جنونها ، هل ستتمرد ..
نهضت من مكانها ، وبحثت عن حفصه فكل مكان حتى وجدتها وهنا كانت المفاجأة !
_عشان خاطرى يا حفصه

أخذت تتلفت حفصه حولها يميناً ويساراً قلقه مع قولها
_يخربيت چنانك ميتى راح عجلك يا حبيبة! عاوزانا نروحوا فين يابت عمى
_عشان خاطرى اتلككى ب أى حاجه عشان تيته دهب ، حقنه دوا نبص عليها
عاوزة اروح هناك
_حتى لو روحنا دا فرضا ان ابوكِ وافج ، مش هينفع تشوفى عمار اتچنيتِ؟ إنت ِ دلوك مخطوبة ل إلياس عيب عليكِ

تمردت حبيبة وتحدثت بنفاذ صبر
_انا عاوزة اعمل العيب لمرة اخيرة فحياتى ، مرة واحدة ي حفصه ابوس ايدك

أمالت بجذعها على كف يد حفصه فنهرتها حفصه واخذت تفكر وهى تتمتم
_طب عاوزاه ف ايه سيبيه ف الل مكفيه ي بتى
_حفصه، انا معرفش ليه خايفه من إلياس دا لكن حاسه ب أمان من عمار
عاوزاه لآخر مرة اتكلم معاه ،والنبي وغلاوتى عندك

فكرت حفصه لدقائق ومن ثم قالت
_ابوكِ مش هيرضى نروح بعد الل حصل والمدعكه والمرار الطافح

بكت حبيية وعيناها تتحدث رجاءاً لها وحفصه تفكر فخروج من هذا المأزق ، خائفه على حبيبة من درويش
وفنفس التوقيت رقت لحال حبيية لأول مرة تجدها تتمسك بطلب هكذا
حتى عثرت على فكره
_انا هجوله رايحين عند هند عبداللاه ناخد الچمعية ومن هناك نروح لبيت عمك عبدالرحمن بس ايه رچلى ع رچلك ماشى

هزت حبيبة رأسها وهمت ب أرتداء ملابسها بينما كانت تتمتم حفصه ب أن يسترهما الله فى هذا الموقف حتى يمر بسلام الله .
_
وانا لا اريد احد بعد الآن تكفيني احزاني التي تؤانسني في الليل هنا ، الهدوء القاتل... ولكن بداخلي لم يكن هدوء ابدا لطالما قتلتني الذكريات لطالما دمرتني التفاصيل ،صوت عقارب الساعه يدق فقط في رأسي رعشه يداي التي اشعر بها ومتى سيكُف قلبي عن النبض سريعا وكأن هناك حرب نعم هي بالحقيقه حرب ولكن بداخلي انا.. انا فقط...
_وليد ! ايه يابو عمو هتفضل سرحان كدا كاتير

رمق وليد همام بجانب عيناه وظلّ على صمته ، فشعر همام ان هذا الوقت المناسب كى يتحدث إليه فيما يجول بخاطره
_وليد هو أنت عتحب حفصه ؟!

انتشل همام وليد من حزنه وتعجب ونظر له رافعا حاجب واحد من حاجبيه
_حفصه! حفصه مناع؟!
ابتلع همام ريقه واردف
_ايوة
_ليه بتسأل السؤال ديتى ياهمام
_چاوب وخلاص

ضحك وليد بهستيريا وتحدث بعدها وهو يفرك عيناه أثر الدموع
_حفصه دى أختى ،مستحيل نفكر فيها غير أنها اختى الكابيرة كمانى
دى أكبر منى ي همام

استراح همام وتنفس الصعداء فصمم وليد على سؤاله إياه
_لا بس أمانه ايا الل خلاك تسأل السؤال المغفلق ديتى

شرد همام ونظر أمامه فالفضاء وأردف له
_معرفش حسيت كديتى وخلاص
_لاه ،تحسش تانى

صمتا الاثنين فتوصل وليد لشئ ما ف اردف لها على فجأة متعجباً
_ثوانِ، إنت عتحب حفصه ياك ؟!

أبتسم همام خجلاً وهو ينظر إلى اسفل قدميه ف دنى وليد منه ضاحكاً واردف له
_عتحب حفصه مناع؟!
_ومالها حفصه يعنى يا وليد
_لاه مالهاش زى الفل ،بس أكبر منك ي همام
_سيدنا رسول الله اتچوز السيدة خديجة وكانت اكبر منه
_عليه الصلاة  والسلام ياسيدى

ضحك وليد كثيراً فلكزه همام فقال وليد مع ابتسامته العريضه المعروف بها
_دجيجه بس نفهموا ، إنت عاوز تتچوزها ياض ؟ هى دى الل عاوز تتچوزها وهى حساش

أومأت همام برأسه إيجاباً فتابع وليد
_وهى حساش ليه الجاموسه دى

عبس همام وقال له فى ضيق
_وليد تتكلمش عليها كديتى

ضحك وليد ووضع يده على فمه ف اكمل همام
_ايوة هى ، بس احوش فلوس كويسه وارفع شجتى واعرف أچيب لها شبكه .واروح اتجدم لها
عمار عاچبنى ف اصراره وأنا عاوز اعمل زيه

هز وليد رأسه حزناً مع شروده وهو يتحدث
_ويعنى بعد م عمل عمار خد ايه يا ولداه
_انا مش هستنى حد ياخدها منى ي وليد ،دنا أموت

أبتسم وليد بحب وقال له
_يبجى تتحرك من دلوك ،سامع جبل م يفوت الأوان ويطلع لك حد من تحت الأرض بيحبها ويتجدم جبلك
أو حد ياخدها ويكون چاهز ، وتندم ياهمام هتندم جوى

نظر همام إلى عين وليد ب إصرار واردف له
_شايف كديتى
_متفكرش،عاوزها روح باللى معاك دلوك وربك هيعدلها سامع !

فى نفس التوقيت كانت وصلت حبيبة الى منزل عمها الحج عبدالرحمن وحينما علم عمار هرول على الدرج إليها فوجدها مع حفصه ،نسى حفصه ونسى وجود من فى البيت ولم يرى غيرها !

وبعينان يمتلئان حناناً إختلطت مع نظراتها له أردف
_حبيبة!! حبيبة عمّار

نظرت له مالياً وأردفت بصوت خائف قلق متوسلاً
_هتستسلم ياعمار ؟!
هنا وضع عمار يده على قلبه وهو يعتصره بقبضته واردف لها والدموع تنهمر تقف على عتبات جفونه
_إنتِ شايفه أنى استسلمت يا حبيبتى ؟! بعد كل ديتى استسلمت
اقسم بالله لولا م هو عمى وابوكِ وهو ولد عمى عيار واحد واخلص من الچوز واخدك واسافر بَعيد
لكن دا تصرف أهوج وطايش وانا بالعقل مش عارفلها مخرج

_عمار .. أنا خايفه !
قالتها بصوتها الرقيق الناعم ، قالتها كقطه مواءها يدوى فى أركان مكان تحتمى به تحشى الكلاب أن تنهشها
قالتها وتتبعتها بكلمه اخرى مزقت قلبه إرباً
_أنا خايفه اكتر من لما كنت بخاف مع أبوى ، ولما أنت اتكلمت حسيت ببصيص أمان كنت نحسه فوچود أمى ياعمار ..

_آآآآه ياجلبي ،يارب ليه كدا طيب ايه حكمتك فكديتى

قالها عمار ناظراً للسماء فقالت حفصه
_عيب عليك يابتاع المصحف والمساجد،منسألش ربنا على حكمه وجدره
جولوا يارب انتو التنين ، يمكن ربكم يخلج فجضاه رحمه بيكم
بكتونى چاكم الحِزن

نظر عمار الى حفصه وعيناه تمتلئ دمعاً يأبي النزول 
_فيه أكتر من كديتى حِزن يا حفصه؟!
نظرت له حفصه تهم بمسح عبراتها وأردفت
_انت هتولول ياك ! اعمل حاچه انا برضو ممرتحاش ل إلياس خصوصاً بعد حكايته مع عبله محسب
مش ولد عمتى ،انما نطيج سواجين التكاتك عنه

بعصبيه خارجه عن شعوره تحدث عمار إليها
_أعمل اييه ؟ أعمل اييه أنا ! جولى حل وأنا معاكِ ..ناخدها ونهربوا ؟!

شهقت حبيبه وقالت
_وتفتكر أنا اعملها يا ولد عمى
_اومال نعملوا إيه يا جلب ولد عمك ، نعملوا ايه ياناس

صمت ثلاثتهم ، وكانت تفكر حفصه وتهم حبيبه بمسح دموعها خلف نقابها وينظر لها عمار كأنه يحاول حفظ صورتها الاخيرة بعقله وقلبه معاً حتى تحدثت حفصه
_عندى فكرة ، اتكلم مع ولد عمك إلياس ..جوله انا متكلم عليها الأول وشبه مخطوبين وخللى عند حرج ابوك دم وسيبها وتعالى خد دهباتك
يارب يطلع انسان مش حيوان ويسمعك ويغور وتبجى من نصيبك

نظرت حبيبه إليها بفرحه ف أحتضنتها ف تهللت اسارير عمار قليلاً وأردف لها
_تفتكرى هينفع معاه ؟!
_أهى محاولة ،عاوزش تحاول عشان حبيبه يا مطعون ؟!

نظر عمار بكل حب الى حبيبه وكان قلبه هو المتحدث قائلا ً
_أنا أموت عشان حبيبة ،عشان بس تكونلى حبيبة
مستعد ابوس ايده وايد عمى درويش،بس يديهالى

نظرت له حبيبه نظرة طويله بعمق وقامت بسؤاله سؤال تفاجئ به هو وحفصه
_ليه حبتنى جوى كدا ؟ كان حصل إيه عشان تحبنى كديتى ؟!

إبتسم عمار ومسح على ذقنه المهذبه والتى اعطته مظهراً جذاباً فوق جاذبيته وأردف
_عشان مكنتش نعرف نفكر فبنت غيرك ،ولاعرفت نشوف غيرك من صُغرى
ولاعرفت نتعلج بحد ولا عرفت نشيلك من بالى
وعشان بحبك ..والل بيحب عمره ماعرف ليه يا حبيبة !

أحست بدوار من هول جمال كلماته، امسكت يد حفصه وقالت
_يالا بينا يا حفصه
_لسه كنت هنجولك ، دلوك ابوكِ ياچى ويخلى العشية ربراب

هرولا الاثنتين مع تتبعهم بالنظر من عمار ، وعزم نيته انه سينزل من كرامته لأجلها وسيتوسل إلى إلياس كى يفسخ خطبتها ويتركها له ولكن حدث مالم يتوقعه هو أو حفصه ..
عاد إلياس بظهره للخلف وهو جالس على المقعد الهزاز وأخذيهتز مكانه وهو يتحدث هاتفياً مع عمار

_والله يابن عمى هو مش سبق عشان تقولى انا جيت الاول وانا اتقدمت الاول

اشتعل عمار غضباً ولكنه تمالك أعصابه حتى يحصل على مايريد
_فالدين الرسول بيقول لا يخطب احدكم على خطبه أخيه،وانا اتقدمت مرتين وقدمت المهر مرة

ابتسم إلياس إبتسامه جانبيه وأردف
_وخالو درويش قالك هفكر ،وهو فكر ورده كان الرفض عادى جداً

كز عمار على أسنانه وأردف يتحمل على نفسه
_على فكرة أنت ممكن تلاجى مليون بنت فالقاهرة  غير حبيبة تعچبك وتتچوزوا
_نفس الكلام ليك برضو

قالها  إلياس باستفزازه المعهود ف قبض عمار يده وأخذ يطرق على الكومودبجانبه وأردف
_يعنى إيه؟!
_يعنى الله يبارك فيك ياعمار يابن عمى وعقبالك ان شاء الله،هنستناك فالفرح
عن إذنك عشان عندى شغل ،انت عارف بقا شركات كتير وانا بس المدير التنفيذي
مع السلامه

اغلق الهاتف ،فقذف عمار بالهاتف امامه حتى سقط على الأرض متهشماً وهو يسب ويلعن إلياس
ولا يعرف أين المخرج من دائرته هذه ؟!

#لنور_إسماعيل
_
مرّ شهر على هذا الحال ..
إقترب موعد بدء العام الدراسى ، وكان استعد إلياس لكل شئ يخص عش زوجيته مع حبيبة
فقد اشترى لها شقه كبيرة واسعه ببرج بعيدا عن الفيلا المقيمه بها والدته وعن المنطقه التى تسكن بها شقيقته
وفى نفس الوقت كان درويش يجهز حبيبه كعروس ويقوم بشراء لوازمها كافة وهو سعيد للغاية فقد وصل إلى مُبتغاه .
قاطعه الحج عبدالرحمن والحج عبداللاه ولم يكن بجانبه سوى شقيقه مناع وبعض رجال العائلة اقارب درجة ثالثة .
كانت حبيية  كعروس ماريونيت ، تتحرك بخيوط يمسكها درويش
وجهها لا يعرف طريق الابتسام، شاردة طيلة الوقت تراها حفصه وقلبها يتمزق حزناً عليها
وتقوم بتجهيزها ودموعها تغسل اشياءها ، قلب حفصه خائف عليها لأول مرة ستتركها للأبد وتعيش بعيداً عنها .فهى إبنتها وفى الوقت ذاته ، إلياس شاب مخيف غامض
لم يرتاح قلب حفصه له اطلاقا برغم القرابه ، وليد أصابته وعكه صحية غريبة فكلما ذهب إلى طبيب لا يعلم مابه ويعطيه الكثير من العقاقير من دون فائدة ومن طبيب لطبيب ويبقى حال وليد هكذا
يفرغ مافى معدته ليلاً ونهارا ويستلقى بفراشه وحراكه بطئ ومجهد ومتعب .
أما عن العاشق ..عمار ، فهو ترك البلدة ب أكملها
ذهب إلى صديق له كان زميله بالجامعه بكليه الهندسه بالقاهرة، هرب من البلدة ومن بها وكان هناك موطنه فى هذا الشهر ،يحاول النسيان يحاول التماسك ولكن هيهات
النفس تأنس دائما بوجود خليلها!
اليوم إحتفال حنة الفتيات بها ،عروس النجع ب أكمله الطبيبة المستقبليه حبيية درويش .
ليس ب إستطاعى وصف فرحه زمزم العارمه أنها تزحزحت من طريق حبيبها عمار ،وفرحه عبلة ب أنها ستتزوج ذاك المتغطرس لأنها لا تحبها البته!
أتت جميع فتيات البلدة ،زميلاتها واقاربها جميعهن ..لم تأتى مسك حزناً على خالها والتى تعد واحدة من ضمن القلائل التى اعلم مابه .
ولم تحضر من شقيقات وليد سوى كام واحدة فقط ، جلست حبيية بالمنتصف
تصفيق وزغاريد واغنيات وهى شاردة عابسه صامته ..يتعحبن الحاضرات لحالها
فالمعظم يحسدها على هذه الزيجه وأيضاً على دفع مهر كهذا بها أى انه مُتيم بها حد الموت .
وعلى الناحية الاخرى كان يتحدث وليد بالكاد هاتفياً بالهاتف
_هتسيب حبيبة ، مينفعش لازم نوجف چمبها يابو اخوه

صمت عمار يمسح عيناه ف استطرد وليد مّتعباً
_أنى مش جادر نجوم من مكانى ،بس هنسافر نحضر الفرح فمصر
ينفعش اسيبها ،حبيبة عندى زى واحدة من البنات أخواتى ورايحه بلد غريبة
حاسسها أصغر بكاتير من الغربة دى ،لازم كلنا نكون حواليها ياعمار
_مش هنجدر يا وليد ،والله مانجدر

سمع وليد صوت بكاء عمار الصامت، فمسح هو دمعاته واخفاها حتى لايشعر بها عمار
وأردف
_معلهش ، معلهش ياعمار عارف انه صعب مينفعش نسيبوها وحديها عمك درويش لوح تلچ هيسلمها وهو فرحان جوى ولا ع باله وحفصه لا ليها حول ولا قوة والياس دا الدم كله داخل عليه والهوايل هتبجى على راس حبيية هى واللى چابوها ، يبجى دا أنسب وكت نبجوا چمبها

إثر تحدثهم سويا استمع وليد إلى صراخ يأتى من الدور السفلى ،صراخ مفزع لصوت والدته واثنتين من شقيقاته وزوجة عمه !!

 

َكتمتُ حُبّكِ حتى منكِ تكرمَةً ثمّ اسْتَوَى فيهِ إسراري وإعْلاني كأنّهُ زادَ حتى فَاضَ عَن جَسَدي فصارَ سُقْمي بهِ في جِسْمِ كِتماني (المتنبي)
                                                   **
الفصل (16)
ماتت دهب !
توفيت بعد صراع مع المرض زائد كِبر السن والعجز ، تم تشييع جنازاتها وكان العزاء قاصر على تشييع الجنازة والتتبع حتى مقابر العائلة .
الدنيا انقلبت رأسا على عقب ،ففرح حفيدها إلياس كان بعد سويعات من اليوم التالى .
هل سيؤجل ، هل ستسير الأمور كلها كما هى ولكن بدون عُرس أو إحتفال ؟
المصيبة مَصاب العائله ب أكملها ،ولكن مصائب قوم عند قوم فوائد .
أتى عمار من القاهرة فور سماعه بوفاة جدته كى يكون بجانب والده ، وأيضاً ل يعرف مصير زيجة محبوبته
من غريمه إبن عمه إلياس.
وليد بالكاد تحرك اثناء الجنازة، قد أصابه الإعياء الشديد ولا أحد يعلم مابه
حتى قرر والده بعض فض الجنازة سيسافر به إلى الاقصر ويفحصه هناك ليطمئن إلى حاله ويكون على مايرام.
إنتهت الجِنازة ،وأنتهى العزاء..نساء المنزل مُتشحات بالسواد ويخيم الحزن على كل أفراده .
حزن لوفاة الجدة ،حزن لمصاب وليد المُبهم ،حزن لمصاب عمار وقلبه الممزق والذى بدا على وجهه دون أن يتحدث .
وبعد فحص وليد وقد رافقه عمار ووالده ،استمعوا لنفس النتائج السابقه للفحوصات السابقه ،لا يشكو مرض عضوى فجسده سليم مائه بالمائه ولا يحتاج إلى عقاقير او أدوية
عليهم التوجه إلى طبيب نفسي!
_مرايحش دكاتره نفسيه انا جالو لكم مچنون!

نظر والده إليه نظره حائرة وأردف
_يا ولدى الله يرضى عليك كفاية الل إحنا فيه ، بتخس كل يوم عن الل جبله
ومفيش حاچه عتخش خشمك الا وتستفرغها ، ونايم ع طول وواخدلى أچازة من شغلك ووديناك لكذا داكتور
طب جولى مالك

صمت وليد ف أردف عمار إلى عمه عبداللاه
_سيبنا ياعم سوا وأن شاء الله هنعرف ماله ، هو بيخبي عالدنيا كُلها إلا أنا

نظر عمار إلى وليد نظرة أخويه نظرة معروفه بينهم ومحفوظه،تركهم الحج عبداللاه واغلق عمار الباب وأردف الى وليد
_مالك ياوليد؟ طب جولى فيك ايه وأنا ورب الكعبة م هجول لحد بس نتطمن يا ابو أخوه

زفر وليد زفره عميقه بحراره ،وأراح جسده إلى الفراش  ناظراً إلى الفضاء أمامه
_والله مانعرف مالى ، لو هعرف انت أول واحد مش هنخبي عليه

جلس عمار بجانبه وأردف له بنبرة هادئه مازحاً إياه
_لاه بتخبي ، أكبر واحد يخبي وميجولش لو الدنيا اتهدت إنت ..هو أنا لسه هنعرفك
إنت أخوى

نظر وليد بعمق إلى عمار وهز رأسه مع ترديد آخر كلمه قالها عمار
_ماهو عشان إنت أخوى !
_جصدك إيه يا وليد

تنهد وليد ف أراد تغيير مجرى الحديث وأردف يلفت انتباه عمار لشئ آخر
_تفتكر ولد عمك يخلى عنده دم ويأجل الفرح عشان الجدة،ولا يعمل عادى من غير هيصه؟!

نظر عمار بعيداً مع قوله بنبرة متهدجه
_يأجل ..يعمله فميعاده ..كلها واحد يا وليد ..حبيبة راحت !
وياريتها راحت لحد مؤتمن ، راحت لواحد كلنا خايفين عليها منه وخايفين من غربتها هناك وحدها من غيرنا

صمت الاثنين وخيم الحزن عليهم ،بينما على الجانب الآخر كانت حبيبة تتحدث إلى حفصه
_هتروحى تعزى ؟!

قالتها حبيية ف أردفت حفصه
_هما عاملينش عزا ،يدوب عالمقابر وخلاص ..
صمتت حفصه ومن ثم علمت بمبتغى حبيبة فتوجهت لها بالحديث وهى تضيق عيناها لها
_وللا إنتِ بتسألِ عشان حاچه تانى

لم تجيبها حبيبة وكانت تنظر لأسفل تفكر ف تابعت حفصه
حديثها
_ابوس يدك مرة عدت ع خير مش كل مرة هتعدى، وبعدين أنت ِ شكلك مرة إتچرأت إحلوت فعينك ياك!

رفعت حبيبة بصرها إلى حفصه وأردفت لها
_الل حصل دا إشارة من عند ربنا أن الچوازة تكملش يا حفصه

تنهدت حفصه ف أكملت حبيبة
_أنا لأمتى هفضل كديتى طيب ! هفضل لأمتى

نظرت حفصه إليها وشعرت ان حبيبة تحولت عن إستكانتها وهدوئها
وأصبحت شخص آخر لايهاب ولا يخف ، أردفت حفصه تقوم ب إسكاتها خوفاً من أن يستمعها والدها
_بسسس أسكت ِ مالك ي حبيبة چرى لك ايه
_هو لسه هيچرالى ي حفصه !! أنا مش عاوزة نتچوز إلياس ولد عمتى
مش عاااوزة
هرولت حبيية تخرج خارج غرفتها متوجهه ناحية غرفة والدها وخلفها حفصه تهرول وتلطم وجنتيها خوفاً
وصلت حبيبة إلى غرفة والدها المفتوحه ف وقفت وقالت بثبات

_أبوى!
رفع درويش بصره لها وأردف بثباته كالعادة
_ايوة يا حبيية
_أبوى عاوزة نكلمك فحاچه مهمه
_إخزى الشيطان ي حبيبة وتعالى معاى نروحوا نعملوا الوكل

نهض درويش من مكانه وترجل خطوتين ناحية حبيبة وعيناه متحفزة وأردف
_تخزى الشيطان! خير يا حبيبة مالك خبر إيه

نظرت حبيبة لأول مرة بعين والدها بثبات دون خوف واردفت بشجاعه غير معهوده عنها
_أنا عاوزاش نتچوز إلياس ولد عمتى !

وقف درويش أمامها ل ثوانِ ينظر لقسمات وجهها وخلفها حفصه تضع يدها على فمها خوفاً مع اتساع حدقة عيناها ، اقترب درويش منها ولم تهتز حبيية
ف أردف لها
_جولى تانى كديتى عاوزة إيه ؟!
تشجعت حبيبة اكثر ولم تهابه هذه المرة وقالتها ثانيه
_مش عاوزة نتچوز إلياس
هنا نزل درويش بكف يده على وجهها صفعها صفعه مدوية حتى وقعت على الأرض من قوتها وقامت حفصه بالصراخ مع مساعدة حبيية ان تنهض ف اردف درويش بصوته الرخيم

_يبجى آخر يوم فحياتك يوم م تعصينى سامعه! عندناش بنات تجول رأى ولا توجف زى الواد العاصى لأهليها

نهضت حبيبة تنظر لها والدمعات على وجنتها وأردفت تشخص نظرها لعيناه
_إضُروبنى تانى وتالت ، عايزهوش لو فيها موتى
خايفه منى وجلبي مش متطمن ، مش هنتچوز يابوى

بيده القاسيه اتنفضت بها عروقه الغليظه وامسك جسدها الرقيق وسدد لها عدة لكمات قاسيه ،كان ضربه لها مُبرح هذه المرة وقد حاولت حفصه تخليصها ككل مرة وقد أخذت نصيبها من الضرب المُبرح الغير مقصود ولكنها لا تأبه سوى تخليصها
كانت تتجرع حبيبة العذاب ودمعاتها تنهمر ولكن دون صراخ هذه المرة ،كأنها قد اعتادت الأمر واعتاد جسدها معها أيضاً .
شعر درويش بالتعب من قيامه بضرب حبيية المُبرح ف هدأ لدقائق مع قوله بصوته الأجش العالى
_هجقطع رجبتك لو وجفتِ جصادى تانى مرة يا حبيبة سامعه

كانت تلهث حبيبة من هول وجع جسدها من الضرب وامسكتها حفصه تُخرجها من الغرفة ولكنها على إصراراها الغير معهود، أعزف علي لحن موتي يا أبي، أعزف وانا مقيدهٍ بسلاسلٍ من حديد وسنفونيه من ألالم والحزن
يوجد بداخلي صياح ولا أحد يشعرُ به ولكنِ سأظل ُ حتي آخر نفسي إليّ وبداخلي أملٌ بأن الله سوف ينجدني من كل هذا الكابوس
نظرت حبيبه له و اردفت كأنها تحارب بساحه وحدها دون سلاح
_مش هنتچوزه لو موتنى يابوى ،مش هنتچوزه

الشيطان تراقص أمام درويش ونهض من مكانه وأمسكها من شعرها الكثيف من دون وعى أخذ يجرها إلى أقرب غرفة وأدخلها وحفصه تحاول إبعاده ف قام بزچها بعيداً
ودلف أمسك حبلاً وقيد حبيبة وأوسعها ضرب مرة أخرى وبعدما شعر بالتعب ،اغلق الباب واردف إلى حفصه وصدره يعلو ويهبط بشكل عفوى
_حِسك عينك تفتحى لها الباب ولا تفُكيها ولا تدخلى أكل ولا شُرب ،لو متربتيش يا حبيبة كل السنين الل فاتت
انا هنربيكِ من أول وچديد ..

تركهم وانصرف ،فجلست حفصه على باب الغرفة المغلقه على حبيية تستمع أناتها واهاتها وهى تتوجع وتشكو حالها الى الله ، جلست حفصه تبكى أمام الباب المغلق لاحول لها ولا قوة .

#لنور_إسماعيل
_
_أنا شايف أن كويس أيام الحداد الل فاتت يا خالو وخير البر عاجله

إعتدل درويش فى جلسته ووضع ساق على الأخرى إثر تحدثه هاتفياً إلى إلياس وقال له
_يعنى شايف كديتى يا ولد أختى ، دى چدتك والحزن فبيتكم وأعمامك ممكن يزعلوا

أغلق إلياس الحاسوب أمامه وأمسك المنديل المبلل ومسح يده عدة مرات وقام برش المعقم واردف أثناء قيامه بكل هذا
_أنا مش هعمل فرح ،وبعدين تيته دهب ست كبيرة جداً فالسن وأنا مش هسكن فالبلد ف ليه التأجيل
خلاص بقا الله يرحمها

إبتسم درويش وأردف وهو يحك بشاربه حركته المعتاده
_خلاص على بركة الله
_
ظلت حبيبة ب حبسها الذى لا أحد يعلم به سوى حفصه ثلاث أيام وحينما وضع ميعاد العرس الجديد قام درويش بفك أسرها وتوعدها أن قامت مرة ثانيه بثورة كهذه سيقتلها !

حاولت حفصه تخفيف مابها من الآلام بجسدها وبقلبها ، فكانت تطيب جروحها بفعل القطن والعقاقير وتتحدث إليها
_إسمعينى يا حبيبة ، إنتِ بتى ..والله والله لو ربنا كان عاوزنى نتچوز وخلفت بت ما هحبها كدك
اسمعينى يا بتى ، أبوكِ مفيش حد بيوجف له ومالوش كابير وأديكِ شوفتِ لما عاندتيه كان هيموتك
حتى كبارات العيله أبوى وعمك عبداللاه وعمك عبدالرحمن محاربهم ومسمعش كلامهم
إسمعينى وطاطى للريح ، انا تعبت من الل عيعمله فيكِ أبوك ِ
وخلاص ي حبيبة ، أبوكِ حدد مع إلياس كل حاچه ولا هيرضى ب عمار ولا حتى وليد لو چاب مهرك لو نزل له ملك عالارض يترچاه!
أبوكِ عاوز الفلوس والسلطه والدهب والعيشه الزينه ويتفشخر بيكِ
وطول م أنتِ هنيتى هيفضل يضرب فيكِ كل يوم لحد م تموتِ
شكل جدرك يابت عمى هو إلياس ،إتچوزيه جايز ظنوننا تطلع غلط وچايز ترتاحى هبابة من كل الل شوفتيه طول عمرك ،ربنا مبيعملش إلا الخير يابت عمى إسمعينى وتبعى كلامى

كانت تنظر حفصه لجسد حبيية العارى وعلامات الضرب عليه، حاولت علاجها بالكاد .قامت بتهدئتها واغلقت الإضاءة كى ترتاح قليلاً.
خرجت تشترى بعض الاغراض ووصلت الى الصيدلية ف وجدت همام هناك
_خير ي حفصه حد عيان ولا إيه

نظرت له حفصه شذراً وأردفت
_لاه عادى دوا ناجص عاوزين نچيبوه
_طب كُنت جولتيلى كنت چبتهولك أنى

لم تجيبه حفصه ودفعت حسابها وأخذت ماتريد وهمت بالرحيل ،تبعها همام مع قوله
_حبيبة خلاص هتتچوز! هيزعلوا جوى عمك عبدالرحمن وعمك عبداللاه

رمقته حفصه وقالت له وهى على عجالة من أمرها
_أهو نعمل ايه ، الل ماتت تبجى چدة العريس وهو جال عادى الحىّ ابجى من الميت

اقترب همام خطوتين ناحيتها مبتسماً وأردف
_عجبالك يا حفصه

تنهدت حفصه وقالت له
_بنفكرش فالچواز ،ووسع خدت من وكتى كاتير بكتر حديتك الماسخ

ترجلت فترجل خلفها وهو يقول
_ليه بتفكريش،مستنيه حد ولا مش عايزة من الأساس؟!

إلتفتت حفصه إليه بجسدها وهى تزمت شفتيها وأردف بفروغ صبر
_يابوى مش مستنيه لا حد ولاسبت،وبعدين هو انتوا چنسكم ديتى حد يستنى منه حد ولايحب يرتبط بيه

عقد همام ذراعيه أمام صدره مع ابتسامته أيضاً
_أومال هتجعدى كدا يعنى ،من غير چواز جول عمرك

وضعت حفصه سبابتها على ذقنها من أسفل وقالت وهى تشدق شفتيها
_دا لو مش عند حضرتك مانع ولو مكنتش جاعدة على جلبك !
_طب م إنتِ جاعدة على جلبي بتجولى فيها !

قالها بسيل هيام خارجاً عن إرادته ،تلعثمت حفصه وشعرت ب أنه تخطى حدوده فقالت له وهى تسبّه
_إسمع يا وَلد منونة ،قسماً بالله م خفيت من وشى دلوك ولا بطلت تخايلنى زى الجرد العفش
لاتسمع منى الل يخليك متنامش ليلك

رفع همام كفيه ف وجهها وأردف وهو يضحك
_لا وعلى إيه ،جلبك ابيض سلام سلام

تركها وهى تنظر ناحيته مع لعناتها
_غور جبر يلم العفش كله
قالتها وتبسم ثغرها نسبياً وتوجهت إلى المنزل .
_
مؤسف بأن تكون أحلامي بسيطة وأن يتم تمزيقها أمامي، مؤسف أن يسلبوها من بين يداي ويلقونها بعيدًا عن عالمي..
فلقد كنتُ بسيط في طموحاتي وأحلامي، لم أشتهي في حياتي الترف ولا الثراء ، كنتُ فقط أشتهي بأن تكون معى ،ان تدوم لى، بأن ألقي بنظري على الحياة عبر نافذة قلبها ، تمنيتُ أن استيقظ على وجهها الصبوح  على كلماتها الرقيقه، أن أحيا بوجدانها وعقلى تحتله هى ، ما تمنيت إلا القليل حتى القليل حرموني منه وسلبوني إياه.
اليوم زفافها ..زفاف حبيبة دون مظاهر فرح إحتراماً للميت ، قد جلب لها إلياس فستان زفاف غاية فى الروعه
لم ترتديه فتاه مثلها قبل ذلك ، وكأنه صُنع خصيصاً لها .
كانت به كحورية من الجنة ..تتلألأ بين نجوم مرصعه على جسدها على شكل ثوب .
جاءت الفتاة التى ستقوم بتزيينها ومعها مستحضراتها وأشياءها ، خرجت حفصه من الغرفه توجهت ناحية المطبخ حتى شعرت ب حركه غريبه آتيه من غرفه البهائمالحظيرة توجهت إليها ببطئ وفتحت
لتجد هناك حركه ما ترجلت خطوة إثنان ثلاثه ف وجدته ،عمار أمامها!

_يجطعك ويجطع سنينك ! جلبي وجف يا حزين عامل فروحك كديتى ليه
متلتم كلك والچلابيه دى اول مرة نشوفها ،چاى من هنيتى ليه

كان يلهث وينظر حوله وأردف لها بعدما أنزل الشال من على وجهه
_يعنى هو عمك درويش كان هيخلينى اشوفها عادى ..عاوز اشوفها جبل م تمشى يا حفصه
إنت عارفه ابوى واخد موقف ومينفعش حتى أشوفها من بعيد وهى ماشيه
أشوفها واتكلم معاها دجيجتين بالعدد ينوبك ثواب

لطمت حفصه وجنتيها وأردفت بصوت خافت قلقه
_يامُرك يا حفصه،يا مُرى يا خرابي الحِزن مكبب على بابي ..يا ولدى أمانه تمشى
شغل نور الشريف وبوسي وفيلم حبيبي دائما دا هناك فالسيما
هنيتى فيه بو اسمه عمك درويش وفيه ربراب اسمه چوزها ولد عمك إلياس
وفيه ضرب نار وسلاح بننام وهو تحت المخدة
ف أحب على يدك تغور دلوك زى م چيت وخلى الليله تعدى ع خير

أردف عمار ب إصرار وهو يمسك بيديها يقوم بتهدئتها
_أحب أنا ع يدك ، عمك درويش برة أصلا ً مستنينها مع الچماعه
ومحدش فالبيت غيرك إنت ِ والكوافيرة
وربك الل عتسچديله دخلينى ليها ..وربك يا حفصه !

تلفتت حفصه حولها وأردفت بخوف
_طب إسمع ،چاك العمى يعميك ونخلص منك م كانت أمك كل عيل بتچيبه بيموت
ليه أنت جعدت عشان تچيب لنا الفقر وياك !
انا هعمل كديتى عشانك وعشانها

إنتبه عمار وأردف لها بخوف
_ليه يا حفصه مالها حبيبه بالله عليكِ
_حبيبة خدودها عتنشفش من البكا، وابوها نزل فيها طحن جالتله عاوزهوش وعينك ماتشوف الا النور
حبسها وجطع عنها الوكل ،اسكت دى چوازة شوم

_دخلينى ليها أحب على رجلك

كاد ينزل على ركبتيه ف نهرته حفصه وأردفت
_إسمع ،هجبلك عبايه من بتوعى عشان انت طويل وهچبلك نقاب من بتوع حبيبه
وهنقول للبت الكوافيرة إنك...انك ام عبدالحميد جارتنا چاية تسلم عليها
ودقيقة ياعمار وتطلع زى م چيت سامع ..اهو افلام ب افلام بس أنا جلبي واجعنى عليكم

وافق عمار وانتظرها حتى أتت له بالاشياء،ارتداها وترجل خلفها والاثنين يأكلهما الخوف
حتى دلفا الغرفة ، ف استأذنت حفصه الفتاه خارجا لدقيقتين وخرجت
وقعت عين عمار عليها ،أخذت دقات قلبه تدق دقات مسموعه
عروس ب أبهى حِلتها ولكنها ليست له هو !
جميله كقمر منطفئ،عيناها ذابلتان وتجميلها رقيق زادها حسناً .
نظرت حبيبة ناحيته وقالت فى تساؤل
_ازيك يا خالتى أم عبدالحميد
رفع عمار النقاب ف تفاجئت حبيبه ووضعت يدها على فمها ف حثها على الصمت وهو ممسك فمها وأردف بصوت يكاد يكون مسموع
_مجدرتش يا حبيبة ، مجدرتش تمشى ومنشوفكيش
حته من روحى رايحه معاكِ يابت عمى ، قلبى سابنى واتخلى عنى وبجى معاكِ خلاص
وإزاى اعيش طيب !

نظرت حبيبة إلى عيناه وهبطت دمعاتها ف هم هو بمسحهم
_لاه تبكيش لاه تخربطى شكلك الحلو ، يا أحلى بنت فالدنيا

مسحهما برفق فقالت هى بصوت حزين متهدج
_أنا مكنتش عاوزة غير الحنيه يا عمار ، عاوزة الل يطبطب علىّ الل متهونش عليه دمعتى
كنت عاوزة ننام يوم واحد من نغير م نخاف، كنت عاوزة اعيش كل الل نفسي فيه بس بالصح والحلال
والأصول

اقترب منها وأردف بعذب صوته وحنو نبراته وبترجمه دقات قلبه العطشه لها
_أنا كنت هبجى ليكِ كل حاچه ، حبيبك وچوزك وابوكِ واخوكِ وولدك ، كنت هكونلك خدام بس تشاوى يا حبيبة ، خلاص يا حبيبة بعد النهاردة أنا عايش والسلام
وابوكِ واقسم برب العالمين مافيه مرة فسچودى هبطل اجول حسبي الله ونعم الوكيل فيه

دلفت حفصه بخطوات سريعه  وأردفت بخوف بالغ
_يلا يا ملكوم ،يالا البت داخله تكمل وعمى درويش عيزعج بره

انزل عمار النقاب وذهب إلى حيث أتى وبدل ملابسه وعاد مثلما جاء ، اطمأنت حفصه أنه رحل دون أن يراه أحد .
انتهت مهمه الفتاه ، دلف درويش وأتى بها إلى إلياس من دون زغروده او شكل للفرحه
كان ينتظره والدته وشقيقته وزوجها وأولادها ومناع عمها واولاده وهمام وكرم والده
استقلت حبيبه السيارة بفستان زفافها من دون النقاب وجلس إلياس بجانبها
وأدار السائق المقود وانطلقوا الى القاهرة ، نظرت حبيبة للخلف تودع بلدتها وتنظر نظره اخيرة الى حفصه التى لم تنفك عن البكاء حتى اختفى الطريق عن الأنظار .
ومن أعلى نقطه بمنزل عبداللاه كان ينظر وليد على السيارات وهى منطلقه ودموعه تنهمر واضعاً يده على قلبه يهدأ من سرعه دقاته ومن تمزقه المستمر.
_
ضُم نفسك بكلتا يَديك فأيديهم مليئة بخَيبات الأمل.
وصلوا باليوم الثانى بعد تعب السفر وإرهاقه،طريق طويل وممل وثوب الزفاف ثقيل كان عليها
.م إن دلفا حتى ودعتهما والدته وشقيقته وتركوهم ف أغلق الباب إلياس.
الخوف كان يدب فى أوصالها ،ولكن هذا حالها من يوم ولادتها كانت تنظر له وهو يقف أمامها يتفحص ملامحها وكل سنتيمتر بها ، ف حاولت أن تتخفى عن انظاره ودلفت إلى اقرب غرفه فتبعها

_إنتِ مين قالك تدخلى الأوضه دى ؟!
إلتفتا حبيبة إليه بصعوبه بسبب الثوب وأردفت له متعجبه ومتعبه فى نفس الوقت
_انا تعبانه ودخلت اقرب أوضه عشان اغير هدومى ،الفستان تقيل وعاوزة اخد دش واستريح وانام

تعجب إلياس وصفق بكلتا يديه وأردف ساخراً
_إنتِ كُل القرارات دى خدتيها لوحدك ! وأنا ايه هوا؟

تعجبت حبيبة فعقدت حاجبيها ف أردف لها  هو بعدما جلس إلى اقرب مقعد ووضع ساق فوق الأخرى
_اولاً ممنوع تعملى أى شىء يخصك او يخص البيت من غير إذنى ، هتنامى هتاكلى هتغيرى

عبست حبيبة ونظرت له مع دقات قلبها بخوف كاد ينتفض من بسن ضلوعها
_مفيش أى حاجه ممكن تعمليها من غير م تاخدى إذنى فيها وأنا اوجهك تعملى ايه

صمتت حبيبه تشعر بدوار ،اهو حلم ام أنه الكابوس الذى كانت تخشاه!
أكمل هو بنبرته المتعجرفه
_ودلوقت أنا مش حاسس بتعب إطلاقا من الطريق ومش حابب لا تدخلى تاخدى دش ولا تغيرى ولا تنامى

كان يعلو صدرها ويهبط تتنفس خوفاً وهى تنظر له
_أومال هنعمل إيه ؟!
اقترب إلياس منها يضحك ضحكه مشمئزه وهو يردد
_أد إيه كنت مستنى واحدة زيك ياااه

امسك ذراعها وزچها على الفراش ،حاولت الاعتدال وهى تهرول بجذعها للخلف على الفراش ف انقض على الفراش وامسك ثوبها وقام بنزعه بطريقه غير آدميه
صرخت حبيبة بقوه وهو يستمعها ويتلذذ مزق مايمكن تمزيقه من الثوب وبقيته خلعه بعنف والقى به بعيداً
ومَشط جسدها العارى أمامه بعيناه وعيناها التى تنهمر دموعاً وخوفها وتلون وجهها هكذا وكأن هناك ذئباً متوحشاً وجد فريسته فهجم عليها حتى علو صراخها وأحذ يدوى ب أرجاء المكان الفارغ والذى لا يوجد به أحداً.

فى نفس الوقت كان وليد نائما ً بفعل العقاقير التى يتناولها ، شاهد بمنامه
حبيية تجلس وسط حديقه غناء بثوب رقيق كان لديها وهى صغيرة طفلة تلعب وتلهو معه
ترجل وليد نحوها مُبتسماً غير مصدق أنه رآها مرة أخرى وأنها لم تبتعد عنه .

جلس بجانبها فقالت له
_وحشتنى يا وليد
تنفس بعمق وهو ينظر لها بحب وأردف
_يابووووووى ،دا إنتِ الل وحشتينى يا جلب جلبى وروح روحى من چوا

إبتسمت هى وكانت ممسكه بعصا رقيقه تكتب شئ غير مفهوم على الأرض ومن ثم رفعت
عيناها له قائله
_أنا مش حبيبتك ، انا حتة منك لو انا نسيت انت عمرك ما تنسى وخليك فاكر
دنى وليد منها مع فرحته بها وبحديثها وأردف
_عمرى م أنسى يا حته من جلبي ، ولو الدنيا كلها كانوا عاوزينك وبيحبوكِ محدش يحبك كدى

ما انتهى من كلماته حتى وجد سيفاً يهبط من السماء ف أثار به الخوف وحاول أن يبتعد ب حبيبه مع قوله
_حاسبي يا حبيبة !!
لم ينفك عن الانتهاء من الكلمه حتى وقع السيف وقطع رقبتها !!،استفاق وليد فزعاً
مع صوته الجهور بخوف
_حبيباااااه !!

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
3↑2الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
5↓-2الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
6↑3الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
9↓-2الكاتبمدونة حسن غريب
10↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑59الكاتبمدونة ياره السيد80
2↑46الكاتبمدونة إيناس عراقي147
3↑45الكاتبمدونة عفاف حسين92
4↑31الكاتبمدونة أحمد زيدان57
5↑30الكاتبمدونة آية الدرديري143
6↑29الكاتبمدونة نهلة احمد حسن60
7↑27الكاتبمدونة نسمه تليمة79
8↑26الكاتبمدونة رشا كمال126
9↑24الكاتبمدونة مني العقدة39
10↑24الكاتبمدونة محمد التجاني104
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1057
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب680
4الكاتبمدونة ياسر سلمي644
5الكاتبمدونة مريم توركان569
6الكاتبمدونة اشرف الكرم557
7الكاتبمدونة آيه الغمري486
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني418
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين406
10الكاتبمدونة سمير حماد 398

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب323955
2الكاتبمدونة نهلة حمودة177842
3الكاتبمدونة ياسر سلمي172447
4الكاتبمدونة زينب حمدي166297
5الكاتبمدونة اشرف الكرم124179
6الكاتبمدونة مني امين115182
7الكاتبمدونة سمير حماد 103575
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94676
9الكاتبمدونة مني العقدة92324
10الكاتبمدونة مها العطار85661

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
2الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09
3الكاتبمدونة طه ابوزيد2025-05-08
4الكاتبمدونة آمال صالح2025-05-08
5الكاتبمدونة غازي جابر2025-05-07
6الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)2025-05-05
7الكاتبمدونة خالد دومه2025-05-03
8الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
10الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08

المتواجدون حالياً

898 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع