هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. وللرجال فيما يعشقون مذاهب (رواية) - الجزء السابع

ماحبتش غيرها!
ماحستش عمري باحساس مشابه تجاه أي واحدة،كإن الغرام اللي مكتوبلي كامل
خرج غصب عني وعلى دفعه واحدة(عمرو حسن)
                           **
"إنتَ لو مش حاسس إن كُل الل بعمله ديتى مش حُب فيك،يبجى أنت أعمى القلب والنظر!"
                          **
الفصل (٧)
ينظر إلياس من نافذة القطار حينما كانت سرعته تهدأ اى انه ع وشك الدخول على المحطه المذكورةالاقصرنهض من مكانه وأمسك يد والدته وأردف

_يلا يا ماما وصلنا
سارا خلف بعضهما بين مقاعد عربة القطار حتى وصلا إلى الباب للنزول ينتظران ان يقف القطار مع من ينتظرون أيضاً،
وقف القطار وهبطا ، أخرج إلياس علبه مناديله المُعقمه ومسح يده عدة مرات ومسح على مقبض الحقيبة خاصتهم وأمسك يد والدته حتى رأت هى من بعيد مَناع ودرويش وعمّار ووليد !

_خالك مناع ودرويش أهم
قالتها ب إبتسامة ترحاب وشوق لشقيقيها ، ومن ثم هرولا ناحيتهم وأقبلوا بحفاوة يصافحونهم
إبتعد إلياس فنظروا لبعضهم البعض ، فقال مناع مُرحباً بشقيقته زاهية
_حمدلله عالسلامة يا زاهية ،حمدلله عالسلامة يا إلياس يا ولدى
_الله يسلمك يا مَناع ، معقول كدا تيجو كلكم

قالتها زاهية ف أجابها درويش
_ويعنى هو إنت ِ بتيچىىكل يوم ياخيتى

نظرت زاهية إلى الشابين اليافعين الوسماء الذان يقفان ينتظرا دورهما فى الترحيب بزوجة عمهم الراحل ، قالت وقد اتسعت حدقة عينها فرحا
_لاء متقولوش وليد وعمار! الله أكبر الله أكبر

قامت بإحتضانهما بشدة ،اما عنهم فعانقوها ولكن على استحياء شديد ومن ثم حملوا الحقائب ورحلوا الى السيارة الخاصة كى ينتقلوا الى قريتهم ..
__
_سرحانة ف إيه؟!

قالتها حبيبة إثر مساعدتها لحفصه فى المطبخ وهى تعد الطعام ،ف أجابتها حفصة
_مش عارفه الوكل دا هيكفى عمتى وولدها وابوى وعمى درويش وبعدين نبجوا ناكلوا أنا وإنت ِ
ولا اروح بسرعة ادبح دكر شرشار كمان وانضفه واسلجه؟!

ضحكت حبيبة وقالت برصانتها التى بدت ان توضح على معالم شخصيتها
_على فكرة حلو جوى الل عاملاه ، إحنا من امبارح فالمطبخ بنحضر ..ايشى لحمه وفروج وملوخية ورز وبطاطس ووز كمان عاوزة تدبحى شرشار (بطة)

كانت تضع حفصه بعض التوابل ب إناء الطهى وتقلب وهى تتحدث الى حبيبة
_أصلك مش عارفه، عمتك زاهية ديت بجالها ياما مچاتش ، ومش معيچيبها العچب زى مابيجولوا
وابوكِ  لو چه ولجى الوكل مش تمام هيحطنى ف حِلة الشوربة ويطبخ علىّ

ضحكت حبيبة بشدة ،وأكملت م كانت تعده مع حفصه ..
بينما على الناحية الاخرى ، فى طريقهما للبلدة كان يتحدث جميعهم عدا إلياس
برغم جذب وليد وعمار للحديث معه
_بجالك كدا كام سنة چيتش هنا يا ولد عمى ؟!

أنتبه إلياس ف أجاب ب إقتضاب وهو يراقب الطريق عبر نافذة السيارة
_مش فاكر ،يمكن من وانا فثانوى ..كنتو انتو صغيرين جدا

قالها ب استهزاء ، فقام عمار بالرد عليه ساخراً ولكن بحدود الأدب
_ياااه سبحان الله الايام بتعدى بسرعة ، وچيت وإحنا متوظفين أنا مهندس بالادارة الهندسية لمجلس المدينة
ووليد موظف بالائتمان ببنك فيصل الاسلامي ..دا غير المكتب الل هنفتحه ونديره سوا
المرة الچاية لما تيچوا هتكون ولادنا چت وجدمنالهم فالمدارس !

نظر درويش ناحيته ف صمت عمار ، ف أردف وليد
_وإنت شغال ايه على كدا يا إلياس؟!
_انا ماسك شركتنا طبعاً ،احنا من اكبر شركات التمويل فمصر

قالها وأنفه مرفوعه ، فلاحظ مناع حتى أردف
_عشان كديتى بعد وفاة ابوك من زمان وامك عايزاش تسيب مصر ولا تاچى
عچبتها جاعدة بحرى

ضحكت زاهية وقالت
_والله مش القاعدة يا مناع ، مى وإلياس كانوا اتعودوا على عيشه القاهرة وباباهم الله يرحمه مات صغير أوى
وكان سايب ماله وشركته وكان لازم اوقفها على رجلها من بعده ولما إلياس كبر ومى اتجوزت
سلمته الراية وانا قعدت فالبيت

تعجب عمار من حديث زاهية فقال وليد متدخلاً بالحديث
_غريبة يعنى يا مرت عم ، فيه ست منينا تعرف تبجى فمصر وحديها وتدير شركة
وتربي ولادها بعيد عن اهلها ،با ماشاءالله عليكِ ارفعلك القبعه

قالها ضاحكاً ،فضحكت معه زاهية واردفت
_عمك وليد الله يرحمه اتجوزنى صغيرة أوى وهو كان صغير ،وانا كنت هاخد دبلوم المعلمات عنده
بس سيبت كل حاجه وكان هو خد حقه فالميراث واتفق مع ابوك وعمك انه هيبدء مشروعه فمصر
ووقفت جمبه وعلمنى كل حاجه ..ويدوب ربنا رزقنى بالتوأم مى وإلياس
وهو ربنا اختاره ..الله يرحمك يا وليد

_الف رحمه ونور ، الفاتحه يا چماعة

قرأ جميعهم الفاتحه على روح المتوفى حتى وصلا الى مقصدهم .
هبطوا جميعهم من السيارة ، هرول ناحيتهم الحچ عبدالرحمن والحچ عبداللاه
وزوجاتهم يرحبون بيهم ، ومن ثم بدأت المجادلة حول استضافهم وبخصوص الطعام المحضر لهم
فى أى منزل سيكون منزلهم ومبيتهم ؟!

الصحون معبأة ،سفرة طويله مملوءة بما لذ وطاب من تحضير حفصه وحبيبة
والجميع يجلس عدا حبيبة وحفصه صعدا للدور العلوى ينتظرون الإشارة!

على الطعام كان حديث الذكريات ،كان يترقب إلياس الأجواء من حوله
فهو كان يقوم بمسح الاماكن التي يلامسها ويجلس عليها ، يمسح الكوب قبل الشرب منه
يمسح الصحن قبل وضع طعامه به ، يتكلم ب حساب
ينظر ب حساب ..يأكل بطريقه منمقه وبحساب شديد وبدون شهية ..طيلة الوقت يرتب ما أمامه دون شعور منه ،حتى نظر له خاله درويش وأردف
_معجول الكلية الحربية رفضتك!

نظر إلياس اليه واردف يتحدث بجدية وثقه بعدما خلا فمه من الطعام
_ عندى مشكلة ف رجلى ، زائد ان وقتها كان وزنى زايد أوى عن دلوقت

هز درويش رأسه ،ف أخذت تتلفت زاهية حولها ومن ثم قالت
_هى فين حبيبة ؟! أنا من ساعة م جيت لا جت تسلم ولا حاجه
مفيش غير حفصه بنت مناع بس الل جت ..هى فدرس ولا إيه

تلعثم درويش بعدما ابتلع طعامه وقال
_حبيبة مينفعش تيجى تسلم عليكِ عشان إلياس ،ابجى اطلعى إنت وسلمى عليها فوج
_م أنت ملبسها النقاب ودا ود عمتها ياخوى متحبكهاش

قالها مَناع غاضباً من تصرفات وتحكمات شقيقه الزائده على إبنته ، ف أردف درويش
_يوووه ،بِتى وأنا حر وجولنا تفتحش الحديت الماسخ دا كل شوى يا مَناع !

تعجبت زاهية ،بينما التفتت أنظار إلياس إلى شدة خاله درويش على إبنته حتى إنه لايريدها ان تراه
او تصافحهم!

#لنور_إسماعيل
_
وحدها النظرات تعبر الشارع المزدحم دون أن يدهسها أحد!
كان ينظر عمار ناحية منزل حبيبة وهو يجلس على السور ب الدور العلوى المكشوفالسطوحلمنزلهم
ف قام وليد ب طرق احد كتفيه طرقه بسيطه وجلس بجانبه على السور..
_فاكر الحركه دى وإحنا صغيرين لما كنا نعملوها كان ابوك ولا ابوى يشوفنا حد منهم يجعدوا الليل كله ينادوا وبهدلة وآخر جلة جيمة

ضحك عمار على مضض فلاحظ وليد واردف له
_مالك يابوعمار
نظر عمار إلى ناحية منزل حبيبة مرة اخرى وأردف
_ايه ياعم إلياس ديتى! دمه واجف وعيجرف ويتكلم بحساب ..ومعرفش على كديتى
هو هيبات عند عمك درويش عادى وحبيبة هناك ولا إيا؟!

أمتعض وجه وليد وأردف
_عامل نفسه مدير حسابات القرية الذكية، ولا كأننا ولاد عمه وزينا زيه ويمكن أحسن

صمت الاثنين ف استطرد وليد حديثه
_اهو العيد يعدى بالطول ولا العرض ويغور من هنيتى منشوفش وشه
_متجولش كدى برضو ود عمنا وعيب علينا

تنهد وليد وأردف له
_بس مرت عمك زاهية بجت شبه بتوع مصر صوح ، ولا كأنها من هنيتى ولا شبه الحريم بتوعنا
تحسهم بيتبدلوا ياخى

لم يجيبه عمار فهو على ناظريه ناحية منزل حبيية ، قلبه يدق غيره ان يراها ذاك الالياس
ان يصافحها ، ان يتحدث إليها .. أما عنها هى فكانت تقف تعدل من هندام ملابسها ونقابها لأن أخيرا امر درويش لها بالخروج ومصافحه عمتها وولدها القادمان من القاهرة.

_يا أهلا أهلا الله اكبر الله اكبر ، ارفعى النقاب اسلم عليكِ كويس

قالتها زاهية وهى تعانق حبيية بشدة ،عبس وجه درويش واردف
_تبجى ترفعه فوج معلش يا زاهية ياختى

بصوت هادئ نبراته ترتعش خوفاً من الوقوع فى خطأ لاتعلمه أردفت حبيبة
_حمدلله عالسلامة ياعمتى
_الله يسلمك ياروح عمتك الله يسلمك ياقمراية

كان ينظر إلياس ناحيتها بشغف،من هى التى تختفى خلف ذاك القناع الاسلامى!!
وتخضع لقول والدها ولا تجادله !

نظر درويش إليها فهمت بالرحيل سريعاً ، ف انتبهت زاهية لتتوجه بالحديث الى شقيقها متعجبه
_صغيرة يا درويش عالخنقة دى ،نقاب! دا مى بنتى لبست الحجاب لما اتخرجت من الكلية

وضع درويش كوب الشاى من يده واردف
_معلش يابت ابوى ،كل واحد وطريجته مع ولاده !

_
يفتح عمار باب الغرفة ، ويضئ الضوء ليدلف إلياس خلفه
فيردف عمار
_الاوضة نضيفه ومترتبه ، عملتها امى ليك مخصوص ..متجلجش هما جالو تبات هنا عشان مفيش غيرى فالبيت
عِند عمى عبداللاه جدتك دهب والبنات ساعات بتروح أخوات وليد وعيالهم ..فيمكن مترتاحش.

على صمته يترقب إلياس الغرفه مع حديث عمار ، ولم يجب سوى بكلمتين ب إقتضاب
_تمام.. شكراً

كان يتنفس عمار الصعداء بصعوبه، ولكن يجب عليه الترحاب به فهو ضيفهم وابن عمه بالوقت ذاته ..أنهى عمار حديثه معه قبل أن يرحل وأردف
_الحمام آخر الطرجه على يدك اليمين، وفيه واحد تانى تحت
عن إذنك ..

تركه ف أخرج إلياس من حقيبته الخاصه زجاجه معقم والكثير من المحارم الورقية ، وشرع فى تنظيف المكان من حوله .
فى منزل درويش كانت العمة زاهية تجلس مع حبيبة بغرفتها ،تنظر لها وتتحدث وتشاركهم حفصه بعدما قطعت بعض ثمار الفاكهه وقدمتها لها

_قمر ربنا يحرسك ، وشكلك وجسمك اكبر من سنك يابنت هناء ،طالعالها وطالعة لجدتك لولية
كانت احلى بنت فالبلد ، كانت حلاوتها تغلب الأجانب

ابتسمت حبيبة فقالت حفصه ساخره
_م عشان كديتى ياعمتى عمى درويش جافل عليها ضبه ومفتاح لدرچة ان لو اتنفست غلط يشعلجها فالسجف!

ضحكت زاهية وهى تنظر لحبيبة وتسير بيدها على خصلات شعرها الناعمة الكثيفه ،وتنظر لعمق عيناها
ونقاء بشرتها ..فسبحان من خلق وأبدع !
__
مَرت الايام واليوم وقفه عيد الاضحى ، وقد حانت فكرة مسك بأن تقنع العم درويش
بخروج حبيبة معها هى وصديقاتها يوم العيد
أخذت اثنتان من صديقاتها ، وذهبت إلى هناك وشرعت فى التوسلات والرجاء أمام العمة زاهية
مراراً وتكراراً ، ودرويش على رفضه مازال
ومِسك لم تبث رجاءاتها ف العائد كثير ويستحق !
_م خلاص يا درويش ،سيبها تخرج مع قرايبها وتفك على نفسها

قالتها زاهية ف اردف درويش صارماً
_انا جولت لاه،بتى لابتاعت فُسح ولاخروج
_م دا برضو غلط ياخويا ، دا عيد كل سنه وانت طيب
_إيه الفكرة انها متخرجش يا خالى؟!
قالها إلياس منتبهاً للامر ف أردف درويش متفاخراً ب اسلوب تربيته الخاطئ لإبنته ظناً منه ان هذه هى الطريقه الصحيحه

_انا بنتى مش زى حد ولا زى بنات حد ، فيه اسلوب معين ممشيها عليه من يوم م اتولدت
وهى متجدرش تكسره ياولد اختى

انتظرت مسك ان يفرغ من حديثه وقالت
_عشان خاطر ربنا ياعم درويش، وخلى حفصه تاچى معانا
_خلاص بقا يا درويش عشان خاطرى أنا المرة دى ،اول مرة اطلب منك طلب

خضع درويش لاول مرة لرجاءات مسك وشقيقته ،ف وافق ولكن بشروط ان تكون حفصه معهم
وان يعودا قبل غروب الشمس!
أما عن حفصه فكانت بالداخل ترتب المنزل ترتيبات العيد مع أم بَخيته وهاهى تغلق الباب وتدنو ناحيتها والشرر يتطاير من عينيها

_أم بَخيته من غير لف ولا دوران هسأل سؤال وحياة بتك تچاوبي بصراحه لاحسن ومصحف ربنا الشريف
اخليها حروجه انهاردة وحكاوى ماشوفناها جبل كديتى

فزعت أم بخيته وانتبهت مع تهدج نبرات صوتها قائله
_ايا يا حفصه يابتى خير
_فيه ورق معفن وجوابات وجلة أدب ورباية لاجيتهم فدولاب حبيبه جال والموضوع ديتى من بدرى
ومفيش حد غريب عيدخل ولايخرچ على الاوضه غيرك يابوز الاخص
منين الورج دا وصاحبه عاوز ايه ؟!

تلعثمت ام بخيته وارتبكت تنظر هنا وهناك تريد الخلاص ،ف أقتربت منها حفصه أكثر وأردفت
_هاه..ورج.. ورج ايا وو
_أم بَخيته !! الله فسماه لاخليها ليالى غبرة ،انطجى !!
نظرت أم بخيته بعمق فى عينا حفصه وأدركت ان لافرار !!
__
صلاة العيد ..
يصلى الجميع بالمساجد بقريتهم، يحضر إلياس معهم ع مضد ..
بجلباب جديد كان الجميع يرتدى ومتعطراً وب ابتسامة مُشرقة يستقبلون عيدهم .
وبعد الصلاة مباشرة وتناول الإفطار .. إلى وادى الملوك ،وادى الملكات ..معبدهابو ..الحديقة الدولية ،متحف الأقصر
كانت هذه رحلة مِسك وصديقاتها بالاشتراك مع حبيبة لأول مرة عن العادة وبرفقة حفصه ، كانت تضحك حبيبه من قلبها ،كانت تشاركهم الحديث ولكن بحساب ليس كمثلهم
فمسك وصديقاتها كانوا يلعبون ويلتهون ، يأكلون المثلجات يتحدثون ويضحكون
كانت تستمع فقط ،وكل حين وآخر ان شاركتهم الحديث ..ولكنها كانت سعيدة .
وعلى فجأة ظهر وليد !!
_مسك! عتعملوا ايا هنيتى؟

نظرت له إبن شقيقته مسك نظره خبث وقالت وهى تتلوى بمكانها
_العيد يا خال كل سنة وانت طيب ، أنت ايه الل چابك وايه عرفك اننا هنيتى

اقترب وليد من مسك وأمسك بوشاحها وقام بلكمها بقوة فى رأسها بقبضه يده بطريقه مضحكه اضحكتهم جميعاً ،ف نظرت إليه حفصه نظره متوعدة وقالت له
_وليد معلش بس يا ولد عمى عاوزاك على چَنب دجيجتين

تعجب وليد وأردف
_طب ثوانى نسلموا،عامله كيف يا حفصة .. ازيك يا حبيبة
_مش خلاص سلمت ! بجولك عاوزاك دجيجتين خلى عندك دم بدل م نتكلموا عالمكشوف ونشوف الورج والشعر وجلة الادب...

هنا ادرك وليد الأمر ، فاتسعت حدقة عيناه وذهب ناحية حفصة وأخذها بعيداً
ف رن جرس المباراة وبدأت حفصة
_وليد ياعبداللاه! بجا لما نكون من سُكان مدينة الرحاب يبجا ساعتها ينفع جلة الادب والمسخرة
وشغل حكاوى القهاوى وسامية الاتربي

تصنع وليد عدم الفهم واردف
_عتتكلمى على ايه؟!
_ياااض استعبط أمانه ، بجا مچند الست الغلبانه أم بخيته وتبعت چوابات وتاخد صور
طول المدة دى ، تفتكر مكنتش هعرف !
طب وحياة ابوك وابوى لاجول لعم درويش وعم عبداللاه خلينا نعرف جلة الرباية دى اخرها إيه

ابتلع وليد ريقه بصعوبة واردف
_لاه لاه يا حفصه ، ابوس ع يدك ...مكنتش نجصد والله
_كيف يعنى تجصدش ليلتك طين وايامك سواد چاك العذاب ! من ميتى بتوع كديتى إحنا
بت عمك ولحمك ودمك وعمك درويش صعب واقسم بالله كل يوم يبيتها باكيه على أى حاچه
دا لولا عمتى زاهيه م كانت شافت العيد الغلبانه ولا شافت ناس
وانت عاوز تكمل عليها وتچيب لها مصايب ، عيب عليك وع تربيتك
عيب والله

شعر وليد بالخزى وأطرق برأسه أسفل وهو يردف
_أنا بنحبها يا حفصه !
قالها ف ارتجف قلب حفصه،ليس لشئ ولكنها لأول مرة تتعرض لموقف كهذا
أحدهم يعترف بحبه لحبيبه شقيقتها وإبنتها وابنه عمها وكل حياتها
هذا الذى يردف عما بداخل قلبه ، كان فى مخيلتها فى اعوام سابقه مازال طفلاً صغيراً!

اكمل وليد وقد ترقرت بعيناه الدمع ، ويكأن قلبه هو المتحدث وليس لسانه
_انا مش بنحبها انا بنعشجها، حبيبة جواى يا حفصة من يوم م اتولدت
والله العلى العظيم الل چواى ليها لا حسيته لحد ولا هحسه
اقسم بالله عملت كديتى عشان بنحبها م نجصد نأذيها، لو فيه أذى هيطول حبيبة بسببي
يارب يطولنى ويفرفرنى وهى تبجى ف أمان !
بس غصب عنى والله

تنهدت حفصة وقالت له
_عاوزها اطلبها يا ولد عمى ، عاوزها جول لعمى يخطبهالك
لكن كديتى غلط ..عليك وعليها

_ووزن الدهب الل طالبه عمك!

نظرت له حفصه بتحدِ وقالت
_عاوزها !! انحت فالصخر لو طولت تبيع هدومك وتچيب الدهب يوزنها بيع
بيع اعضائك ، ومتتخلاش عنها ! سامع
لكن طريجتك دى غلط ، ودلوك كمان حاسه انك جايل لمسك ع انها تطلع برضو عشان تشوفك
كل دا لاء يا وليد كل دا لاء وغلط ومش سكتك معاها !
_
فى هذا التوقيت ..
كان عمار بمنزل درويش يدعو زوجة عمه زاهية للانضمام بمنزلهم لوالدته وزوجه عمه عبداللاه ، ف قد اعطاه عمه درويش الإشارة ب أن يذهب لها ويأتى بها

_حاضر ياعمار هقوم اغير وجاية معاك
ترجلت خطوتين ومن ثم عادت وربتت على كتف عمار وقالت
_كبرت ياعمار ,كبرت وبقيت راجل وبقيت تتكسف وخجلان ع طول كدا

ضحك عمار وهو ينظر اسفل خجلاً ف اكملت زاهية
_لو مى صغيرة كُنت جوزتها لواحد منكم ي أنت ي وليد ، بس خلاص اتجوزت وخلفت وبقيت جدة

أبتسم عمار واردف لها برصانه
_كل واحد ونصيبه يامرت عمى ، يالا عشان مستعجلين
_مستعجلين ليه يعنى
_جدتى دهب خلتهم يعملوا مصبوبة ومفروكه عشانك ولازم تيجى ، وإنت عارفه جدة دهب لو مطاوعناش ايامنا كلها الل جاية ربراب

ضحكت زاهية بشدة وصعدت ترتدى ثيابها ، فجلس بمفردة عمار حتى دلفت حبيبة تضحك بشدة ورفعت نقابها ومن ثم وجدت عمار أمامها!
نهض ببطئ ينظر لها بشوق العالم كله ، واقترب خطوات قليله منها
واردف لها بعينان تلمعان حُباً
_كُل سنة وانتِ طيبة ي حبيبة !

هتف الى نفسه دون ان تسمعه
_كل سنة وانتِ حبيبة عمّار ..كل سنة وانتِ عيده ..،

سَألتُكِ: هزّي بأجمل كَف عَلى اَلأَرْضِ غصنَ الزمان! لِتَسقُط أوْرَاق ماضٍ وحاضرْ ويولد في لَمْحَة توأمان: ملاك، وشاعر! وَنَعْرِف كَيفَ يعودُ الرَّماد لهيبًا إذا اعترفَ العَاشِقَان! (محمود درويش)
                                         **
"العيون بتحضن ، وبتتكلم ، وبتوصف ، وبتحس ، وبتقول كل الكلام اللي مبيتقلش"
                                         **
الفصل(٨)
نهض ببطئ ينظر لها بشوق العالم كله ، واقترب خطوات قليله منها
واردف لها بعينان تلمعان حُباً
_كُل سنة وانتِ طيبة ي حبيبة !

هتف الى نفسه دون ان تسمعه
_كل سنة وانتِ حبيبة عمّار ..كل سنة وانتِ عيده ..،
وقفت حبيبة لدقائق ومن ثم انزلت نقابها على وجهها مع قول عمّار لها بخوف وحذر

_إطلعِ يا حبيبة فوج لاحسن عمى درويش يكون چاى ويشوفك واجفه!
صعدت حبيبة سريعاً وتقابلت مع عمتها زاهية تهبط وابتسمت لها وسألتها عن نزهتها اليوم هل كانت سعيدة بها أم لا؟
هبطت زاهية واصطحبها عمار الى منزله ومضت الليلة .

رحلا الضيفان ،إلياس ووالدته مع الكثير من الاغراض المعبأة ليأخذوها معهم المعروفه لدى صعيد مصرالزيارة وقاما وليد وعمار باصطحابهم إلى محطه القطار.

مرّت الأيام، استلما وليد وعمار عملهم نهاراً ..وشهر وانتهى المكتب الهندسى وقاما ب استلامه وإدارته سوياً، عمار ب أعمال الهندسه ووليد الحسابات المالية للمكتب ..

شهور مرت ، لا شئ بيومهم سوى العمل وإثبات جدارتهم به ..ولكن حتى لو مرت أعوام
بداخل كُل منهم حُلم منشود يود أن يصل إليه ..كلمات حفصة لوليد آخر مرة حرّكه
وخوف عمار من أن يسبقه أحد لقطف وردته جعل هذا الأمر يشغله ليلاً ونهاراً ..

__
وأخيراً ..
سوف تتزوج آخر شقيقه بشقيقات وليد ولم يبقَ سواه ، قرع الطبول
واصوات الاغانى العالية والزغاريد وامتثال المنزل ب أكمله للفرحه العارمة ، الحج عبداللاه يشعر بفرحة لإكمال رسالته للنهاية مع فتياته ولم يبق سوى وليد .. أما عن عظيمة فهى والدة العروس والافراح وليالِ الملاح لم تترك منزلهم كُل فترة والأخرى ..
_ياعمى هى فالاچازة ولو حبيبة مچاتش معايا مش هنروح !

تأفف درويش واردف لحفصه
_يووه ي حفصه مش كل مرة تجعدى تتحايلى وتعكرى مزاچى ، حبيبة رايحاش الحنة روحى وحدك
ولا شوفى مين من خياتك رايحه معاكِ

تحوقلت حفصه وطرقت كف ب كف وقالت
_ياعمى ، حبيية طلع عنيها فالمذاكرة السنة دى وجاعدة ع نار مستنية النتيچة
وجسمها نزل النص وعنيها دخلت لچوا وخست واصفرت ..تروح تفك عن روحها يعنى هى بتروح فين ولا مين بيشوفها

_انا جولت لاه

قالها درويش بعصبية بالغه ونهض من مكانه فقالت له حفصه تتبع رجاءاتها
_طب ورحمة خالتى هناء لا توافج تزور النبي ياشيخ !
_

صوت التصفيق والزغاريد ، ورقص الفتيات وجلوس العروس بالمنتصف مُزينه وترتدى ثوبها الجميل
دلفت حبيبة بردائها الاسود ونقابها ومعها حفصه ، قاموا بمصافحة كل من الحاضرات
حتى وصلا الى زمزم وعبلة صافحوهم وجلسوا بجانبهم ، اقتربت زمزم من أذن عبلة شقيقتها وأردفت وهى تلتوى بشفتيها

_شايفه حبيية چاية ب إيه الحنة؟ ب اسود ومرفعتش النقاب جال
اصل چمالها جاطع وهنحسدوها

إلتوت شفتى شقيقتها وهى تنظر ناحيتها واردفت لزمزم
_منحبهاش البت دى ، وتنكه ومغرورة كديتى وداخل عليها دم

فى هذا الوقت قامت الجدة دهب بمناداة إحدى الفتيات حفيداتها ل تأتى لها بطبلة وقامت بقرعها والغناء
_ردى وراى يابت منك ،افرحى يادى الأوضة.. جياكى عروسة موضة
افرحى يادى المندرة.. جياكى عروسة سكرة
افرحى يادى القاعة.. جياكى عروسة الساعة

قامت الفتيات والحاضرات من النساء بالترديد خلفها ، فقامت عبلة بالنهوض من مكانها
وامسكت وشاحاً ولفته حول خصرها واخذت تتراقص ودهب تنظر لها إعجاباً
ومن ثم امسكت يد شقيقتها زمزم تدعوها للرقص معها وبعد عدة مرات وزمزم خجله والفتيات ينادونها
نهضت وأمام شقيقتها اخذا يتراقصا فى مشهد جميل وتعالت الزغاريد واخذت تصفق والدتهم لهم فرحا
والجدة دهب تغنى وعيناها تمشطاهم من أعلاهم لأسفلهم إعجاباً .

تنظر لهما حبيية ، تريد ان تنفرج عن سجنها وتتعايش سِنها الحقيقي ولكنها حبيسة رداءها وافكار وقوانين والدها الصارمة !

نظرت لهما حفصه وهى تصفق لهما مع ابتسامتها ومن ثم لاحظت شرود حبيية فربتت على كتفها حباً .
انتهيا عبلة وزمزم من رقصتهما ، وقامت دهب بدعوة الفتاتان بالجلوس بجانبها فجلسا واردفت لهما

_بنات محسب انتم صح! ايا الحلاوة دى يابت منك اتچوزتوا ولا مخطوبين ؟

أجابتها والدتهم بالنيابة عنهما وقالت
_لسه يا حچة دهب النصيب مجاش
_چاكم اللكايم اومال جاعدين لحد دلوك كيف ، دلوك ياچى النصيب ي معدولة

ضحكن الحاضرات ، فنظرت دهب ناحية حفصه وأردفت لها ساخرة
_خليكِ جاعدة يابت مناع زى عِقد الحزون لا مخطوبة ولا متجوزة وخدامة فبيت عمك لحد م حبيبة هتتجوز وانتِ تجعدى على عودك

شعرت حفصه بالضيق وخاصة عندما ضحك معظم الجالسات ف ردت عليها ب أدب فهى فى منزلة جدتها وإمرأة مُسنة على كل حال
_والله ي چدة عيتجدم وييچى كد كدا وانا الل عنرفض ، ماهو مش أى چوازة ولا أى واحد
أنا بت مناع المنتصر نچم الدين ، وأبوى علمنى ان الل ميجدرنيش ميستاهلنيش

قامت دهب بفعل مصمصه شفتيها و اطرقت كف على كف ومن ثم قالت
_النبي چدعة يابت مناع ،متطلعيش لأمك دماغك مطيورة ومتكمليش سنة چواز وعاوزة تطلجى عشان چو البلد مش ع هواكِ

تنهدت حفصه بنفاذ صبر ، ف دنت حبيبة منها وقالت تهدئها
_حجك عليا انا، ست كابيرة ومتجصدش ي حفصه كأنك مش سامعاها

قبل إنتهاء الحنة ،وأخذ الفتيات عجينةالحنة الحمراءكما فالعادة ليقوم جميع الفتيات بوضعها بكفوف يديهم
رحلا حفصه وحبيية حسب تعليمات درويش  والتزاما بقوانينه المعروفه عدم قيام حبيبة للرقص وعدم رفعها للنقاب طالما هى خارج المنزل حتى لو كانت وسط سيدات وفتيات مثلها!

#لنور_إسماعيل
_
انك وإن سلكتَ دروب الوِصال المُظلمة مِت حباً، مِت شوقاً، فلا تتعجل ْ فتُحرم، إذاْ كانت خيراً أتت إليك وتغيرت تدابير الكون لك، وإن لم تكُن، فسيؤتكم الله خيراًً مما أُخذ مِنكُم..فلا تتعجل!
جلس الحج عبدالرحمن أمام عمار واردف
_هاه ي عمار ،ايه الموضوع المهم الل عاوزنى فيه

تلعثم عمار ، ابتلع ريقه ولايعرف من أين يبدء ف استطرد الحج عبدالرحمن له
_وفين وليد ؟! ماهو عمركم م طلبتوا طلب إلا مع بعض

نظر عمار إلى عينا والده بعمق وأردق يحدثه
_لايابوى ،المرة دى دا طلبي أنا لوحدى
_طب خير جول ؟!

صمت عمار يحاول تهدئه نفسه وترتيب الكلمات داخله ف أردف له والده ثانية
_ماتجول يا ولدى ، ولا عاوز وليد يجول بالنيابة عنك زى كل مرة ؟! إنت تعوز حاچه تجوله
هو يعوز حاچه انت تجول

قالها ومن ثم قهقه الحج عبدالرحمن ، إبتسم عمار واردف بشجاعة
_ماهو مينفعش وليد المرة دى ياحچ، دا موضوع يخصنى وحدى
_طيب أنا سامعاك يابشمهندس جول
_ابوى أنا عاوز نخطب !

تعجب الحچ عبدالرحمن ومن ثم ابتسم واردف
_تخطب!! طب تثبت فشغلك ودنيتك ونخلص شجتك وبعدين نخطبولك ونچوزوك
انا وامك مستنين الساعه دى من زمان يا ولدى

رفرف عمار ب أهدابه عدة مرات وتنحنح واردف له
_ماهو أصل عريسانها كتير ،وانا خايف تروح منى
_مين هى يا ولدى

أخذ عمار شهيقاً طويلا واردف ب اسمها مرة واحدة
_حبيية بت عمى درويش!
إعتدل عبدالرحمن بجلسته واردف متحدثاً بجدية
_حبيبة!! بت درويش
_ايوة يابوى ، نروح نخطبوها الساعة دى الاسبوع ديتى الشهر دي

رفع عبدالرحمن حاجبه واردف
_حيلك يا ولدى ، نخطبها معنديش مانع ..بس شرط عمك المغفلج نعمله فيه ايه ؟
_عمى أكيد حاطط الشرط للغريب يابوى عشان محدش يتجدم
وبعدين هما مستنين تچيها كليه طب ،وانا مهندس ومتوظف
وولد عمها ،اكيد شرطه دا مش علينا
وكمان لو هطول اجدم روحى ليها مهر نجدموه ،بس تبجى نصيبي

قالها وقد لمعت عيناه ، شعر والده بالحب ينبض بين جناب قلب إبنه ووحيده
رقت مشاعره لحاله واردف له عبدالرحمن
_إسمع يا ولدى كلام العجل ، هنروح ونخطبوها ونشوف كلام عمك ولو ركب دماغه
يبجا خلاص يا ولدى م نصيبك

نهض عمار من مكانه اعتراضاً وأردف
_مش نصيبي كيف يابوى؟!
_مش نصيبك وخلاص هنعترضوا ع حكمه ربنا
_مش حكمة ربنا دا شرط عمى الل مالوش لازمه ،ولو حكمت تدينى ورثى كله ونچيب الدهب الل عاوزه

عبس وجه عبدالرحمن وأردف غاضباً
_ايه كلامك الماسخ الل عتجوله ديتى! ورث ايا الل اديهولك تبيعه وتتاجل بيه بت درويش
ياك الل خلجها مخلجش غيرها ، اسمع آخرة الجول
هنروح ونتكلموا عليها ، طلع عاجل وحط شرطه ع چنب وانه زى م بتقول للغريب بس
يبجى خير ،عاند وركب راسه يبجا الموضوع اتجفل يا ولد تحيه وشيله نهائى من راسك ومعايزش اسمع فيه كلام تانى!

_
هما توأمان!! نفس الشعور بنفس القرار فى نفس اللحظة؟!
ايعقل هذا؟ وهل إلى هذا الحد هما ملتصقان ..

_امى نادى على ابوى
قالها وليد ف اردفت له الجدة دهب
_عاوز ابوك وامك ف ايه يامعدل ، اكيد فلوس ولا يچيبولك المرة دى عربية م انت منتول وداخل علييك دم من بدرى

امتعض وجه وليد وردف لها ساخرا
_عارفه ياچدة انتِ لو تروحى تموتى خميس وچمعة ثم تعودى للحياة السبت الدنيا هتتظبط والله

بعكازها قامت بضربه فى أحد ساقيه
_غور كنك غاير ..چاك الحِزن عليك وعلى الل چابك

هنا كان الحج عبداللاه دالفاً إلى الداخل وسمعها ف أردف لها ضاحكاً
_والل چابه عملك ايا بس ياحجه!

نهضت دهب من مكانها وهى تتمتم
_معرفش يربيه لاهو ولا أمه ، طاعون أما ياخد الكل

ضحك الحج عبداللاه ،ف اقتربت عظيمه واردفت
_اهو ابوك جوله انا ماليش صالح
_خير يا ام وليد ؟
_وليد يجولك ياحچ

نظر الحج عبداللاه إلى ولده ف ابتسم وليد واردف بثقه
_اباه ، فيه واحدة فدماغى من زمان جوى ..واهو دلوك خلصت دراسة وعنشتغل
والحمدلله ،ف جولت دا احسن وقت اجولك فيه انى عاوز نخطب ، حبيبة بت عمى درويش

عبس عبداللاه ورفرف ب أهدابه وأردف بصوت يشوبه الاسي
_وايشمعنا حبيبة؟
ابتسم وليد ونظر لاسفل قدمه وقال بخجل بالغ
_بنحبها يابوى من وهى صغيرة ! ومعاوزش حد ياخدها منى

تنهد الحج عبداللاه وأردف متعجباً
_وهو يعنى مفيش غير بت درويش الل فى النجع كله !

انتبه وليد بجدية وقال
_مش فاهم يابوى
_كيف مش عارف ،دا حتى انت وهو راسين فطاجيه ..عمار ولد عمك راح يخطبها انهاردة وابوه عاوزنى نروح معاه!

وقف وليد مذهول !! ثمة رصاصة اخترقت قلبه ؟
هل قول والده صحيحاً؟ عمار إذاً يحبها مثله ..عمار سبقه إليها؟!
ستتزوجه ؟ اهكذا هو بالفعل الأمر يا أخى الوحيد وصديق دربي !

هل كُنت مخطئاًبأنىِ أريك الجزء ألا فضل دأئما ،أريك الحياه  الطيبه الشغف الحب وكثير والكثير من العطف
واترك لى الجزء الغامض ، ذلك الجزء من الحزن والحسره والالم.. اترك لى الاسود ،،اترك لى ذاتى المشتته خذلانى المتكرر ويأسى المحتم، لا تنخدع ابدا فى ابتسامتى يا أخى ولاتلك الكلمات المداويه ولا تشجيعى المستمر وإخبارك بأن كل شئ على مايرام ها انا هنا اتحدث من قاع يأسئ وآلمى كلمات اتشبس بها قابعا فى حزن ينهشنى !!

_يعنى إيه يابوى؟
_يعنى يا ولدى هى مش نصيبك ، سواء كانت من نصيب ولد عمك او لاء فهى كانت فدماغه
وولد عمك دا اخوك ،يعنى عمرى م اعادى اخوى عشان چوازه !
شاور على اى بت تانيه ونخطبهالك ...لكن بت درويش مش نصيبك ومش هنخسر اخوى ولا ولده عشان چوازتها ، شيل طلبك فجلبك ولو عاوز تفضل على ود مع ولد عمك متچبش سيرة !
ترك وليد المكان وفر هارباً الى حديقتهم ، جلس وحده متألماً يناجى قلبه ويبكِ لسوء حظاً لم يدركه يوماً أنه سيأتى حتماً.
_
بغرفة استقبال الضيف لدى منزل درويش ..
كان يجلس عمار ووالده الحج عبدالرحمن وعمه الحج عبداللاه ، وضعت حفصه صنية بها ثلاثة أكواب شاى وفنجان قهوة كما طلب عمار وذهبت ..
جلس درويش أمامهم وقد عاد بظهره للخلف مع قوله
_خير يا حج عبدالرحمن

تنهد الرجل ونظر نحو عمار وأردف
_درويش،انهاردة أنا چاى اخطب حبيبة لولدى البشمهندس عمار
إبتسم درويش ، وامسك كوب الشاى بينما بالخارج كانت تقف حفصة تستمع وتحتضن حبيبة،تعجبت حبيبة وظنت انه هو صاحب الخطابات المجهولة ف ابتسمت

ونعود الى غرفة الاستقبال، عمّ الصمت المكان ف كسره الحج عبداللاه
_هاه يا درويش جولت ايه ؟
_بعد اذنك ياعمى وبعد اذنك يابوى

قالها عمار ،ف افسحا له مجال الحديث
_انا هنكمل تعليمها عندى أى ان كان الكلية الل هتچيها,وشجتى شهور وتخلص
والل عاوزه انا تحت امرك فيه وسداد

نظر له درويش مالياً وأردف بنبرة صوته الصارمة
_هتاجلها بالدهب يا بشمهندس؟!

نظر عمار إلى والده وعمه ، ومن ثم قال الحج عبدالرحمن
_احنا جولنا الشرط المغفلق ديتى للغُرب ..
قاطعه درويش واردف بنبرة صوت عالية نسبياً
_للغرب والقرب ، الشرط دا للى يستاهل بتى وينحت فالصخر ويچيبه
وزن بتى دهب ،دا مهرحبيبة درويش المنتصر بالله نجم الدين ..وعالجريب جبل الغريب

نهض الحج عبدالرحمن معترضاً
_وه! مش كلام ديتى يا ولد عمى!
اعترض الحج عبداللاه وأردف
_مش الدهب هو الل هيخلى چوزها يستاهلها، جالك عمار هيخليها تكمل الجامعة عنده
والمهر الل تطلبه والدهب الل تعوزه شبكه ، والفرش احسن فرش ان شالله يتچاب من مصر
والشِجه هنبنيها فالبيت البحرى هيتچوز هو ووليد هناك،هو شِجه ووليد شِجه
والبيت البحرى مبنى على قيراط ارض ، ودا مهندس ومتوظف وزينة شباب النجع وزينة بيت نجم الدين كله
عارفش عتتحفلط انت وتتنك على ايه يا ولد عمى !

وضع درويش ساق على الأخرى واستند بظهره الى مقعده ،وقال بغرور
_وانا بتى هتبجى داكتورة ، وحلاوتها مچابتهاش بت من بنات النجع ،وأدب وأخلاج الشمس مش بتشوف وشها،وانا شايف ان دا الل يستاهل بتى ..وزنها دهب

_جوموا بينا ،جعادنا هنيتى جِلة جيمة لينا كُلنا
نهض الحچ عبدالرحمن ينفض عباءته ، ومن ثم نهض الحج عبداللاه وعمار ..سمعا حفصه وحبيبة ففرا هاربتان الى أعلى سريعاً.
ترجلا عبدالرحمن وعبداللاه ف وقف عمار أمام عمه درويش وعيناه تتحدث توسلاً
_ياعمى مش كدا ، الدين مجالش كدا دا حديث رسولنا الشريف جال
(إذا أتاكم من تَرضَون دِينَه وخُلُقَه فأنكِحوه إن لا تفعلُوه تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ . قالوا : يا رسولَ اللهِ وإن كان فيه ؟ قال : إذا جاءكُم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوهُ).
وفى  حديث تانى جال
(تَزَوَّجُوا الودودَ الولودَ فَإِنِّي مكاثِرٌ بِكُمُ الأنبياءَ يومَ القيامَةِ)
والل بتجوله مش من الدين ياعمى

تقاعص درويش فى جلسته وأردف
_خلصت كلامك يابشمهندس! وانا مهر بتى انت عرفته ،عرفت تچيبه بتى ليك
معرفتش ..الطريج الل تمشى فيه بتى عاوزك تمشى الناحية التانية!

رحل عمار معهم ونظر لأعلى بعينان يتحدث أسي وألم ، لم يصعد الى منزله ذهب إلى الحديقة فوجد وليد هناك ،تماثل وليد انه بخير وقام بسؤاله
_كدا تروح تخطب ومتجوليش ؟؛

فك عمار رابطه عنقه وأردف بضيق شديد
_وليد عاوزش اتكلم

صمت وليد وعلم كل شئ،فالخطاب يتضح مابه من عنوانه ..تم رفضه
والاكيد انه بسبب الشرط الصعب!!
مامرت الدقائق حتى انضم إليهم همام وجلس
_كنت معدى جولت اشوف جاعدين ولالاه ، مالك يابوعمار

تأفف عمار ونهض راحلاً مع قوله
_انا ماشى

نظر همام ناحيته وأردف الى وليد الذى ترقرت الدمعه بعينيه وهو ينظر ناحية عمار
_هو ماله
_راح اتجدم لحبيبه ورفضه عمك

اندهش همام ورفع حاجبيه قائلا
_اترفض! عمار اترفض ...اومال انا لو اتجدمت للى عايزها هيضربونى بالنار
دا متوظف وكليته بسم الله ماشاء الله وشجته تحت امره فين المشكلة ؟

تنهد وليد وأردف
_المشكلة فالشرط بتاع عمك درويش الل مش عارف فيه چن عليه اسمه بته تتوزن دهب ولا معمول سحر له بيه حاچه تفلق!

صمتا الاثنين ف قام همام بسؤال وليد
_طب وأنت زعلان ليه ؟!

صمت وليد وهم بمسح دمعه توشك عالنزول ف تعجب همام واردف
_عتبكى!! مفيش راچل عيبكى يابواخوه ..ولا فيه صعيدى عتنزل منه الدمعة

رفع وليد وجهه إلى همام قائلا
_ليه يعنى الراجل عيحسش،معندوش جلب!
تعجب همام واردف له متسائلا فالامر بغاية الغرابة عليه
_زعلان من الل حصل مع عمار ولا فيه حاچه تانى؟!

صمت وليد فتابع همام
_هو فيه ايه يا وليد ؟
_همام ..همّ الدنيا فوج جلبى ،ورحمة ميتينك ياشيخ ياتسكت يا تبطل سؤلاتك دى لأن عنديش إچابة

تفهم همام ان امر وليد امر جلل وإلا ما الذى حوله من حِس الفكاهه والمرح الى هذا الصمت والبكاء والحزن الا اذا كان أمراً صعب لايمكن تخيله ولا الحديث عنه.
#لنور_إسماعيل
_
كرات الصوف وإبرة الكروشيه بيد عبله ، وشقيقتها زمزم تقوم بترتيب غرفتهم إثر تحدثهم سوياً ف اردفت عبلة
_سبحان الله لا نحبها ولا نطيجها ،جال وهتبجى داكتورة ومستنين طب تچيها

كانت زمزم شاردة وهى تقوم بترتيب الفراش ،فقامت عبلة بمنادتها
_زمزم! ايا فينك
_مفيش
_عتفكرى ف إيه ..بجولك عالبت حبيبة المخوتة دى ،جال دكتورة جال
ايوا صحيح ابوكِ رد عالعريس الل چايلك واخوه الل چاى ليا وجال لاه

انتبهت زمزم وأردفت لها
_طب الحمدلله ، انا مكنتش مرتاحه وخوفت يوافج
_لاه ماهما كانوا عاوزين يسكنونا مصر ..وابوكِ مارضيش

عادت زمزم لصمتها ، ومن ثم استمعت إلى صوت صهيل خيل يقترب ، هرولت ناحية النافذة
وفتحتها ل تجده أمامها ..عمار !
فوق الحصان يقوده بسرعه عابس الوجه يرتدى جلبابه داكن اللون وقد نبتت ذقنه وشاربه ، وقفت تترقبه ومع كل خطوة له كان يهتز قلبها .
هو يفكر بحبيبه ولايستطيع ان يخرج خارج بوتقه احزانه ،وهى بالاعلى تفكر به وبحزنه فتتنهد وتنظر إلى السماء مناجية ربّها .."يارب"
_
_تفتكرى يكون عمار هو صاحب الچوابات يا حفصه؟!
قالتها حبيبه ووجهها بدا عليه الشحوب ،ف اردفت حفصه شاردة
_أفتكر وجعة مربربة بين ولاد العم ولا الافلام الهندى

استفاقت من شرودها ونظرت إلى حبيبة منتبهه لتوعكها
_انتِ لسه تعبانه ؟! الدوا معملش معاكِ نتيجة
اومأت حبيبة رأسها نفيا ً ، ومن ثم هرولت ناحية المرحاض تتقيأ لتفرغ كل مافى معدتها
وهرولت خلفها حفصه فزعه لتردف
_لاه مش معجول كديتى، استفراغ واسهال من الصبح انا هجول لعمى نطلع بيكِ عالمستشفى

وسرعان م كانا فى المشفى ليخبرهم الطبيب انها نازلة معوية حادة ولابد من حجزها ليتم حقنها واعطاءها المحاليل المغذية المناسبة .
لاندرى من أين سمع هذا خبر وجود حبيبة بالمشفى ، وانتظر خروج عمه درويش إلى الخارج يجلب لها العلاج
فدلف إلى الغرفه ،لتتفاجئ حبيبة وحفصه به فيردف عمار بنبرة تحمل الحنين والشوق والعشق المدفون

_الف سلامة عليكِ ياجلبي، انا معرفتش اجعد مكانى لما شوفت عمى طالع بيكِ بليل وإحساسي كان فمحله

هرولت حفصه ناحيته خوفا تخرجه خارج الغرفه
_يخربيت مطنك اطلع برة چاك العذاب ، دا هوايل علينا وعاللى جابونا يامخبل عمى درويش لو شافك
هيجتلك ويجتلها يا مُرى

نظر عمار ناحية حبيبة واردف
_مش هسيبك يا حبيبة سامعة ، مش هخلى حد يبعدك عنى
انا همشى عشان عمى ، بس هستنى برة المستشفى لحد م تطلعى بالسلامة
ومتخافيش مش هتسبب ف أذيه ليكِ يابت عمى ، اروح انا واسمى ولا يحصلك شر يا حبيبة

تركها وانصرف ،فهرولت خلفه حفصه تتفحص المكان فلم تجد عمها ..تنفست الصعداء
وحمدت ربها ودلفت تمسح على رأس حبيية مع قولها

_وبعدين فمسلسل مسرح العشاج ديتى، يارب چيبها چمايل!

فكرك هنسي الغدر واصالح
ولا القلب عاد بيسامح
لا مش ممكن ..( من كتاب غناوى العشق والتوهه_خالد عبدالمعطى)
                        **
"إسمع منى،حاول تحب كل حاجه بتحزنك وبتشيلك الطين..جايز تمشى وتسيبنا زى كل حاچه حبيناها!"
                      **
الفصل (٩)
_سالخير يا خالتى چواهر

قالتها حفصه وهى فى طريقها تشترى بعض اغراض المنزل وتقابلت مع جارتهم،فردت الجارة السلام بطريقه  سخيفه ،لاحظت حفصة ف أردفت إليها

_اومال مالك ياخالتى بتردى وتحت ضرسك حبهان ناشف!
نظرت المرأة إلى حفصه وقد قامت بفعل مصمصة شفتيها وأردفت
_يعنى يابت مناع عارفاش فيه ايه
_لاه عارفاش
_ولدى فيه ايه يتعيب عشان ترفضيه! دا شاذلى زينه الرجالة والنجع كله وشجته چاهزة فالبيت
ترفضيه حتى من غير ماتاخدى وتدى مع روحك وتفكرى

تذكرت حفصة شأن هذا العريس ، فهو آخر شخص تقدم لخطبتها منذ شهور وقامت برفضه ككل مرة سابقه لأى رجل يتقدم لها بشأن الزواج ..
تنهدت حفصة وقالت مدافعه عن حالها
_والله ياخالتى چواهر الچواز جسمة ونصيب ،وولدك زى الفل أنا بس الل مش عاوزة دلوك چواز مش حاطه فبالى الموضوع

نظرت لها السيدة من أسفلها لاعلاها وقالت
_اهو شاذلى ولدى اسم الله عليه خطب وشهر ويدخل ان شاء الله،نبجوا نعزموكِ يابت مناع وتحضرى وعيجبالك!
رفعت حفصة إحدى حاجبيها وأردفت وهى تلتوى بشفتيها
_طب كويس ياخالة عشان ناچى فحنته ونتحزم ونرجصله ،عن أذنك!

تركتها ومضت تشترى بقية قائمة اغراضها ومن ثم تعود للمنزل ، أما عن حبيبة فكانت مع والدها حينما اتته رسالة قبول حبيبة بكلية الطب جامعه الاقصر ،فنهض درويش من مكانه متهللة اساريره وهو يدعوها ليخبرها

_حبيبة,بت يا حبيبة...بجيتى داكتورة يابت ابوكِ ،والله ورفعتِ راسي
قفزت حبيبة بمكانها فرحاً ومن ثم سحبت وشاحاً وسجدت لله شُكراً مع دلوف حفصة من الخارج
لتجدهم هكذا ويخبرها درويش فتقوم بفعل الزغرودة مراراً وتكراراً حتى يستمع كل من حولهم !
_
دلفت تحية إلى غرفة عمار إبنها تطمئن إلى حاله،فمن يوم تقدمه إلى خِطبة حبيبة وهو لايخرج من غرفته ولا يتحدث إلى أحد .
دلفت واغلقت الباب خلفها وجلست إلى فراشه إثر وقوفه بجانب الشُرفة ينظر إلى السماء
_إسمعنى يا ولدى ، عيشنا طول عمرنا عارفين إن محدش بياخد غير نصيبه
وإن مرت حد مبياخدهاش حد تانى واصل !

نظر عمار إلى والدته وعيناه تمتلئ رجاءاً ،ف أكملت هى
_اللى ربنا بيريده كُله خير يا عمار،ربنا مبيكتبش شر على بنى آدم ابداً
_وجلبي ياماه!
_ربك يتولاه يا ولدى
_بس ربنا الل خلآنى أحبها ،واتعلج بيها ،،ربنا الل كتب كل دا عليّا ومستحيل يبعدها عنى بعد كُل الحب الل فجلبي ليها

تنهدت والدته العجوز وقالت ب حنو وهى تربت على رأسه
_زمان،،كنت كُل م أولد واحد من اخواتك ويموت ، الل يموت على أسبوعين
والل يموت على شهر ،والل أولده ميت ،،كنت أجول
يارب ليه مش بيعيش ليّا ذرية !! كُنت خايفه أبوك يتچوز عليّا عشان يخلف عيّل يشيل إسمه
كُنت أصلى واجول يارب ولد واحد وراضيه بيه بس يعيش ...وچيت إنت
ربيتك تربية الناس كُلها بتشهد بيها ، واتعلمت علام أحسن من أى حد
أبوك سمّاك عمّار عشان تعيش وتجعد ،عشان تعمر من ذريتك الل متكتبش له هو
فهمت ساعتها إن ربنا رزجنا بيك وبس،يمكن لو أخواتك الل خلفتهم عاشوا وأتوفوا كبار ياولدى ،كُنت مُت انا بحسرتى أو كان ربنا كتب عليك حاچه وحشه فيك كان راح فيها أبوك ،لكن ربنا أراد ان ميكونش غيرك ،،،عشان نعرفوا نربوك ونعلموك ويبجا ليك إنت كل حاچه نحتكم عليها أنا وأبوك!

تبسم عمّار وأراد أن يداعب والدته بكلماته حينما وجد الدموع بدأت تنساب على وجنتيها
_كنتِ سيبتيه يتچوز يا أمى ، كان زمان ليا أخوات بدل جعدتى وحدانى

ابتسمت والدته وقالت له مبتسم ثغرها
_ جولتله زمان لو اتچوزت عليّا باعبدالرحمن هسيب البيت وماهتعرف ليّا طريج،،وبعدين هو أنت وحدانى ؟! ليك بدل الأخ ٨  ..صح ولا لاء

نظر عمار الى اسفل مبتسماً ف أكملت له والدته وهى تربت على كف يده
_ربنا يا ولدى له حٌكمه فكل حاچه ،والل مبنعرفوش دلوكت ليه ...بنِعرفه بعدين !

تركته وأنصرفت ، تنفس بعمق واتجه نحو القبلة لينوى صلاته كالعادة ، وفى  سجدته الأخيرة؛ دعا ربَّه قائلاً

_اللهم إن كانت خيراً لي فَـقرِّبها مني، وقرِّبني منها، اللهم إن كانت شرَّاً لي ..،
توقَّف قلبه قليلاً! ثمَّ أكمل
_ فـ أقلبها خيراً، وقرَّبها مني، وقرَّبني منها!
ف تبسَّم قلبه ..وتبسمت روحه،وترك الأمر لمن بيده الأمر كله.

#نور_إسماعيل
__
عِشرون صمتاً،لستُ وحدك صامتاً ..ف كل من حَولك قد خُيطت افواههم !
كانا هُناك يجلسان ،همام ووليد أمام منزل همام على الاريكة الخشبية الصغيرة الموضوعة خارج المنزل ..
تنهد وليد واردف وهو ينظر بالفضاء أمامه
_تفتكر الواحد يشتغل إيه ولا يعمل ايه عشان يچيب 55كيلو دهب!

تعجب همام ونظر إليه بعدما ارتشف من كوب الشاى الخاص به رشفه ،وأردف له
_تجصد إيه ؟ عشان عمّار يعنى يعمل إيه عشان يچيب لعمك درويش 55كيلو دهب!
نظر وليد ناحيته وصمت كعهده لايبوح ولايُفصح عما بداخله ، فتابع همام مردفاً بطريقة هزلية كى يخرج وليد عن حاجز صمته وحزنه ذلك الشعور الجديد عليه
_ممكن يجيبهم فكذا حالة،اولاً يلاجى آثار ..
قالها ضاحكاً وتابع
_واخد بالك ياابوعمو ،راس فرعون دهب كديتى نحفر تحت البيت نلاجيها
ضحك وليد ضحكة خفيفة فتابع همام
_او تشتغل بياع مخدرات ،تاچر كابير بس اتدارى عن الحكومة
_واللهِ؟!
_ايوة ،مش سألتنى عمار يچيب ازاى  ال٥٥كيلو دهب! اسمع منى
او يسرج بنك كابير ..ساعتها يچيب الدهب ويتچوز حبيبة ونخلص منه المرار الطافح دا
وعمك درويش ربنا يهده

ضحك وليد ضحكه عالية وقام بصفع همام خلف أحد كتفيه ومن ثم أردف
_ودلوك حبيبة اتجبلت فكلية الطب كمان! عمك درويش هيخلى المِرواح لبيته بميعاد وورجة دمغه بعد كديتى !!
_
الفرحة عارمة بمنزل درويش، ستصبح حبيبة طبيبة كما حَلُمت وكما كانت بُغية والدتها رحمها الله، قامت حفصة بتقديم إقتراح إلى عمها وهو فعل ليلة فرح يدعو بها فتيات النجع الاقارب واصدقاء وزميلات حبيبة
وان لمرة واحدة تجلس حبيبة معهم بدون نقاب حتى يشاركانها الفرحة ، وفى طلب حفصة هذا قامت بالضغط عليه ب أنها يتيمه وهذه المرة الأولى ل حبيبة ان تفرح هكذا بعد وفاة والدتها وان من الصعب وجود هناء معها بهذا الموقف فسيعوضها جمع الفتيات هذا...وقد كان!

كانوا يتغنون ويتراقصون معها والمنزل يعجّ بالفتيات،وبالخارج يقوم درويش بتوزيع زجاجات المياة الغازية اعداد مهولة على المنازل كُلها فرحة للطبيبة المستقبلية..حبيبة درويش !
وفى اجواء الاحتفال نهضت مسك من مكانها ودعت حبيبة ان تقترب منها وقالت
_غَمضى عينك يا داكتورة
ابتسمت حبيبة واغمضت عيناها فقامت مسك ب إخراج قلادة من علبه قطيفه
وقامت بتلبيسها فى رقبة حبيبة متدلى منها إسم حبيبة باللغه العربيه

فتحت حبيبة عيناها وتحسستها برقبتها متهلل ثغرها قائله
_الله! دى حلوة جوى ! متشكرة جوى يا مسك ..دى دهب!
إبتسمت مسك وقالت
_ايوا دهب ،الغالى للغالى
قامت حبيبة بعناقها ومن ثم أردفت
_تعبتِ روحك يامسك ، دى أحلى حاچة جاتلى فحياتى

ضحكت مسك بخبث ودنت من أذن حبيبة وقالت هامسه بعيداً عن صخب الفتيات
_دى مش منّى أنى ،انا يدوبك وسيط ومتجوليش لحد لاحسن عمى درويش يطخ الكُل عيار ويخلص علينا

تعجبت حبيبة وهى تلامس القلادة على صدرها وقالت
_أومال من مين؟!

همست مسك ب أذن حبيبة
_جدام الناس جولى انها منى حلاوة نچاحك، لكن بينك وبينى انتِ داكتورة ومخك كابير
كيف كل دا عارفاش ولا حاسه

قامت حبيبة بالتحدث إلى مسك هامسة هى الاخرى ونبرة صوتها ترتجى معرفه مَن صاحب الهدية
_طب جولى مين وأنا أكيد مش هجول لحد ؟! خالك عمّار؟!

أومأت مسك برأسها نافية وقالت
_كُنت فاكراكِ أذكى من كديتى ، لاه مش خالى عمار ومش هنجولك هييچى اليوم وهتعرفى وحدك

تركتها مسك وعادت إلى صخب الفتيات والرقص والاغانى ، وتركت حبيبة بحيرتها
أما عن حفصه ففتحت باب المنزل لتجد وليد أمامها ومعه صندوق ممتلئ من زجاجات المياه الغازية ف أردفت حفصة

_ياناس أصرِخ وأجول بووووه ، عاوز إيه يا جارشهم دلوك ! عمى درويش لو چَه وشافك

قاطعها وليد وأردف
_عمى درويش هو الل باعتنى بصندوق البيبس ديتى وجالى وديه عالبيت عشان عايزينه
_مش چيبته! يالا مع السلامه
_طب اشوفها يا حفصة ،بَصة من بعيد ربنا يريح جلبك ياخيتى

قالها بنبرة اشتياق بالغه ، ف أردفت حفصة
_إسمع عشان خُلجى ضيق ..بلا أشوفها بلا أولع فيها ،عاوزها اتجدم تخوتناش معاك
_اتجدم بعد م عمار طلبها!! ولد عمى وأخوى ؟!

اقتربت حفصه منه وقالت وهى تلكمه بقبضه يدها فى صدره
_ونعملك ايه إذا كنت واجف محلك سر تبعت فچوابات وتبعت فجلة حيا لحد م هو سبجك بخطوة
واصلا كديتى ولا كديتى انتو الاتنين مرفوضين عشان الشرط بتاع عمى درويش

نظر وليد إلى اسفل قدميه ومن ثم تابعت حفصة
_أنا أعرف حاچه واحدة ،جادر فعلا تروح تچيب الل يوزن حبيبة دهب
تشتغل ،تسافر تتجلب على بوزك مالناش صالح المهم تثبت انك عاوزها حتى لو عمّار طلبها جبلك
عالعين والراس ..عارفش وهتجعد تجولى عمار چه طلبهاوعمار چه حرجها بچاز هجولك كلام ممنوش فايدة
وكلام ناس معاوزاش تعمل حاچه وعاچبها حالها كديتى ..ووسع عشان هجفل الباب !

قامت بغلق الباب فى وجهه وتركته يتردد حديثها بذهنه مراراً وتكراراً ..هل سيفعلها أم سيبقَ بمحله كعهده؟

__
مناقشه حادة تدور بين عمّار ووالده الحج عبدالرحمن حول نفس الموضوع القائم والذى لاينفك عنه عمار وعن الحديث به
_يادى المرار الطافح والل ننامو فيه نصبحوا فيه
_بالله عليك يابوى ..بالله ، انا هبعت لعمى صفوت واجوله يبعت لى الفيزا وفظرف سنه واحدة هچيب المهر الل عايزه عمى درويش ،انا مهندس ووظيفتى برة مطلوبة بمرتب كابير
والوظيفه هنا هجدم على أجازة
نظر له والده وتحوقل مع طرق كفه بكف قائلا
_يعنى صفوت ابوالفضل هيبعت لك الفيزا وفسنه تجيب مهر ست الحسن والچمال
الل خلقها مخلقش غيرها وطيرت عجل ولدى الوحدانى !
_عشان خاطرى يابوى ،انا كلمت عمى محسب وخدت رقم عمى صفوت وهنجوله
وبإذن الله اسافر وأرجع ومعايا مهرها ..هعمل زى چَدى نچم الدين ، مخدش حاچه من ابوه وسَافر واشتغل وچاب مهر چدتى لولية

اقترب الحج عبدالرحمن منه ووضع كف يده على كتف عمار قائلا
_عاوز تتغرب وتشرب المُر عشان فالاخر نعمل الچنان الل فدماغ عمك درويش
ونچيبوا وزن السنيورة بته دهب ، وإنت ولدى الوحيد وم صدجت تكبر قصاد عينى ونفرح بيك !
جولى فيها ايه زيادة عن غيرها حبيبة بت درويش ؟

_بنحبها يابوى ، عاوز اتچوز واحدة بنحبها ..عاوز يرتاح جلبي مع الل مشافش غيرها مهما روحت وچيت
حبيبة فجلبي من يوم م اتولدت ،والله يابوى مهعرف نعيش مع أى واحدة غيرها
حتى لو كانت ملكة چمال ، انا عاوز حبيبة

ربت الحج عبدالرحمن على يد عمار بحنو وأردف بنبرة هادئه قليلاً
_يا ولدى الحُب عياچى مع العِشرة ، أمك اتچوزتها عادى چدتك دهب اختارتها واتچوزنا
ومع الوقت حبيتها وما اقدر ادخل البيت وإنتِ مش فيه يا أم عمّار
الل أنت فيه دلوك بُكرة تضحك عليه ،وتتچوز غيرها وتعيشوا وتخلفوا وربنا يوفقك فبيتك يا ولدى

نظر عمار ب إصرار لعينا والده وأردف قائلا بثقه
_وچدى نجم منسيش واتچوز الل عاوزها ، وأنا مش هسيب حبيبة
بعد اذنك يابوى ..هخلص اجراءات سفرى وهنسافر !

#نور_إسماعيل
__
ثوباً حريرى ، ثوباً من القطن وآخر من القماش الفاخر ، الوان زاهية ..حتى النقاب
جلبوا لها العديد الوان مُبهجه تليق بطالبة كلية الطب بالفعل،الابيض ،الزهرى ،الرمادى ،النبيتى..
درويش وحفصة مصطحبان حبيبة الى المحلات والمتجر ب الاقصر كى يحضرون اغراضها من ملابس واشياء لازمه لها للالتحاق بالجامعة ،
واذ كانت تقوم حبيبة بقياس أحد الاثواب داخل غرفة تبديل الملابس ، وتنتظرها حفصه بالخارج
ودرويش خارج المحل ينظر هنا وهنا ويقوم بدفع المال ، اغتنم وليد لحظة انشغال حفصه وهى تبحث لها عن ثوب اخر بشكل جديد وسط الملابس المعلقه والمعروضه .
وظهر ل حبيبة حينما فتحت باب غرفه تبديل الملابس ، وجدته أمامها !
فهو منذ الصباح يتابعهم فى صمت حينما علم ان هذا اليوم سيشترون لها ملابسها فبطريقه غير مباشرة قيل امامه من احدى شقيقاته والتى على صلة بحفصه .

عندما رأته حبيبة تفاجئت وخبأت وجهها وقالت له بخوف
_وليد! ايه چايبك هنا؟!

نظر لها مالياً وتفحص وجهها كله كأنه كان يشعر بالعطش والآن تجرع الماء!
أردف وعيناه تتحدث هياماً مع اختلاطها بالدمع
_انا آسف يا حبيبة!

كانت تنظر حبيبة يميناً ويساراً وتردف له وهى تهتز رُعباً
_أبوس يدك امشى ،م صدجت ابوى بجاله فترة كويس معاى
_انا ماشى حاضر ،انا بس كنت عاوز اجولك انى والله رغم سكوتى لكن چوا جلبي ربنا عارف فيه ايه
وانى مضطر اسكت ومضطر اجف مكانى ،بس مش عشان ساكت يبجى معنديش جلب

اومأت حبيبة رأسها بعدم فهم وقالت
_فهماش حاچه! أمانه تمشى يا ولد عمى
_حاضر همشى ..بس أوعى يا حبيبة مهما كان الل ربنا رايده ،تنسي وليد ولا إنت عند وليد إيه ولا الوعد الل جولته ليكِ فودنك وإنت عمرك ساعات لسه ..

وعلى الفور أختفى من أمامها وعاد من الباب الخلفى كما أتى،وفالوقت ذاته اتت حفصه ومعها العديد من الفساتين وهى مبتسمه قائله
_الله عالجمراية الداكتورة بتاعتنا ، يلا ياعسل غيرى والبسي دول ..انا هدبس ابوكِ انهاردة فكام ألف هو عندنا كام حبيبة!!

فى هذه اللحظة ارتمت حبيبة ب أحضان حفصه وهى تحبس دمعاتها ، وقلبها يهتز خوفاً...تساؤلاً
هناك شئ غير مفهوم بالنسبة لها .. أما بالنسبة لترجمة قلبها
فهو يعلم قبل إدراك عقلها ،ماذا حلّ به ..,

#لنور_إسماعيل
_
مازلنا كما نحن، نحتفظ بما يؤذينا بداخلنا، مازلنا نحاول أن نكون أخياراً، نحسن إلى الناس و لا نؤذي، و بسبب ما كنا نظن أنه من اللباقة، لم نعد نستطيع أن نبوح بما نشعر، فقدنا القدرة على التعبير، جمُدت الكلمات في قلوبنا، فظهرنا كما لو أننا لا نشعر.

_إنت أنانى !
قالها وليد بعنف متوجهاً بحديثه الى عمّارف أردف عمار مُدافعا عن نفسه
_انا أنانى !! ليه كديتى يا ولد عمى !
_روحت تخطب حبيبة ومجولتش،حتى ملمحتش ولا حكيت معاى
خدت قرار تسافروحدك وتسيب الشغل والمكتب بتاعنا! خلصت ورجك وخلاص مسافروينعل ابوى أنا
تبجى أنانى ولالاه !

نظر عمار الى وليد وتنهد بعمق ومن أردف
_عارف ليه مجولتش ليك على ان عاوز حبيبة ورايح نخطبها

عقد وليد ذراعيه أمام صدره وأردف
_إتفضل،جول ليه ؟!
_عشان مكنتش هتوافج وهتكسر مجاديفى وأنا عارف
_وانا هعمل كدا ليه؟

جلس عمارالى اقرب مقعد وأردف له
_انت شايف انى كنت بتاع بنات ، عنكلم دى ودى وشذا ورهان ..فهتجولى بردك تخطب حبيبة بت عمك
الجُطة المغمضه ! الل لا تعرف السما من العما لا طبعا مينفعش
مش كديتى ؟

هنا نهض وليد من مجلسه وأردف بنبرة عصبية
_ايوا هجول كديتى ، حبيبة مش بتاعتك ومينفعشى بعد م كلمت دى ودى فالاخر ناخدوا المتربية الل متعرفش طريج بيتهم وحدها

رفع عماربصره الى وليد وأردف بنبرته الهادئه
_حرام عليك أما تبجى اخوى وصاحبي وتوأمى وتظلمنى ،انت اكتر واحد عارف ان البنات الل كنت نكلمها كنت نكلمهم نتطمن على نتيچة ، حد عاوز مساعدة نساعد
مشروع التخرچ ، حتى شذى من اول مكالمة اعترفت ليها بالرهان ووضحت لها أن انا جبلته عشان أحذرها
وهى لجدعنتى معاها حَبتنى وكنت كل م ابعدها عنى مكانتش عاوزة !
وكان كله على يدك ..كنت نتكلم فحدود الأدب والزماله
يمكن كنت غلطان ،لكن دلوك وبعد كام سنه ليا علاقه بحد ؟!
عملت حاچه غلط نتحاسب عليها؟!
يبجى ليه يوم م اعوز اكمل نص دينى وحياتى متبجاش حبيبة ؟!

أقترب وليد من مجلس عمار وأردف له وكأن قلبه المتحدث وليس لسانه
_من ميتى وأنت بتحبها؟!

نهض عمار ..وشرد وسط الشجيرات بحديقتهم وأخذ يقتطف الاوراق وهو يتحدث
_من يوم م وعيت ولاجيتها جدامى ، حبيبة فعجلى وجلبي من وانا لسه عيّل
لمّا كنت نشتريلها بمصروفى كُل الحلويات الل عتحبها ونبعتها مع حفصه
لمّا كنت نروح لحد بيت عمك نوجف تحته بالساعات على أمل المح خيالها فالشباك
حبيبة فجلبي من أول م تمنيت ليا زوچه وحب ..احسب عمرى يا وليد و كد عمر 10مرات
حُبي ليها.

صمت وليد وهو ينظر له مالياً وأردف بنبرة متهدجه
_وهتسافر خلاص واكون هنا وحدى؟! إحنا عمرنا م افترجنا

هنا ابتسم عمار وقام بعناق وليد وأردف له
_عشان أجيب مهرها حتى لو هتطلع روحى ، سنة واحدة وتبجى معاى حبيية فحضنى
وإنت سنه وارجعلك ..حتى ساعتها نچوزوك نوران الل هتموت عليك فالبنك دى

قالها ضاحكاً فتذكر وليد وقام ب لكزه فى أحد كتفيه وهو يردد
_ياخى متفكرنيش

أومأ عمار ب راسه وأردف
_فيها ايه ،زاميلتك وشكلها باين أنها معجبه بيك من اول يوم حكتلى واتعينت فالبنك ..مفيهاش حاچه يعنى أدى نفسك فرصه چايز ..ربنا يفرح جلبك وجلبي باللى يستاهلونا

ضحك وليد بسخرية وأشاح بنظره بعيداً، فقام عمار ب اصطحابه يكملا سيرهما بالحديقه وسط الاجواء الليلة الجميلة والمناخ الهادئ فى ضوء القمر ورائحة الفواكه!
__
وإلى الجامعة ..
قام درويش بتوصيل حبيبة إلى هناك ، وقد جلب جدول محاضراتها فعلم متى انتهاءها ، قام بالطبع بتوصيتها الوصايا العشر ..وأخبرها ب أنه سيعود ليعود بها الى المنزل .
دلفت حبيبة مُنبهرة ب أجواء الجامعة والكُليه كلية الطب كانت تنظر هنا وهناك وكأنها عصفور حبيس وأخيراً قاموا بفتح القفص له ليتنفس ويطييييير ويحلق بجناحيه .

دلفت إلى مكان محاضراتها وجلست بردائها الجميل ونقابها الابيض تنتظر حتى ظهر عمّار من بين الجموع من الطلاب ، شهقت ف حاول ان يمر حتى وصل إليها وجلس على مسافه قصيرة منها وأردف لها

_الف مبروك يا أحلى دكتورة فالدنيا ، أنا مكانش لازم أچى عشان عمى وعشان مسببش ليكِ مشاكل
بس غصب عنى كان لازم أودعك ..أنا مسافر بليل يا حبيبتي
مسافر أجيب مهرك وراجع اخدك  ليّا ولبيتى يا أغلى من نور عيون عمّار !
استنينى وعاوزك تذاكرى ومتضيعيش وقت ، وخدى بالك من روحك يا أغلى من روحى
وملكيش صالح بحد نهائى عشان الچامعة دى عالم كابير جوى كل م كُنت فحالك يكون أحسن

تركها وقد أعطاها صندوق مغلق وغادر  ,حب استطلاعها فتحت الصندوق وجدت مصحفاً ملوناً جميل الشكل
وباقة ورد صغيرة ومجموعة اقلام فاخره وكشكول سلك مطبوع على غلافه الطبيبة حبيبة درويش المنتصر بالله..

ابتسمت واغلقته مرة أخرى وفكرت كيف ستخبأه من والدها حتى تذهب به إلى حفصه وتخبرها ماحدث!
__
على قسمات وجهه بدا الغضب ، كان إلياس فى طريقه على الدرج يصعد للدور العلوى وهو يتحدث بعصبيه متناهية ونبرة صوت عالية

_قولتلك كذا مرة ياماما مبحبش الاسلوب دا

اوقفته زاهية وهى تقف خلفه وقالت
_إسلوب إيه؟ شايف عندك كام سنه ولسه متجوزتش ..وكل مرة تطلعلى حِجة فكل بنت اختارهالك
ايه هتترهبن يا إلياس!

عاد إلياس مرة أخرى وأردف لها وهو يقوم بتهدئه نبرته قليلاً
_ماما البنات الل بتقوليلى عليهم مينفعوش ،متحررين زيادة عن اللزوم اسلوب معيشتهم غلط

عقد الام ذراعيها وقالت ساخرة
_دق العرق الصعيدى بقا
_ايوة دق ..انا لو عفكر فجواز فعاوز واحدة تبقى  تحت طوعى ..تحت أمر إلياس
النفس..الاكل،عشان تقف عشان تتكلم عشان تنام ..تاخد إذن !

تعجبت والدته ف أكمل الياس حينما لمعت فكرة ما بعقله
_أمى ..هو إحنا أمتى هننزل الاقصر تانى ؟!

تعحبت زاهية وقالت له بنبرة متسائله
_ومن امتى بتحب نزول البلد
_جاوبينى ..ينفع قريب نعمل زيارة جديدة

اخرجت زاهية زفيرا عميقاًً وصعدت الدرج وهى تتحدث
_وقت م تحب ووقتك يسمح قولى ، ويالا بينا

الاولة : للنور
والتانية : الانسان
والتالتة : المستور
والرابعة : الكتمان
والخامسة : الدستور
والسادسة : اللي اتخان
والسابعة : المأمور
والتامنة : السجّان
التاسعة : ماهينور
والعاشرة : الجدعان (السجن_عمرو حسن)
                     **
" تعرفى إن عذابك ملاذى ، انا مبسوط كدا ،مبسوط جداً..ببقى فى أعظم انتصاراتى !"
                   **
الفصل(10)

قالوا لى : ولمَ هى !
قلت لهم: وما شأنكم بها ؟ ولمَ لم تكن هى بعينها؟
هى بهدوءها وجمالها .. بسيئاتهاقبل حسناتها ، بخصالها، بطباعها،بهجرها ودرجه قُربها حَد الوريد !
بكل قبيح  فيها تخصني، بكل جميل بِها يسكننى...فلا شأن لكم بها ،ولا شأن لكم لمَ هى ! ????

أتسعت عينا مروة شقيقة وليد وهى تقرأ!
فهى عثرت على هذا الدفتر إثر وجودها بمنزل والدها وكانت تقوم بترتيب المنزل كى تريح والدتها المُسنة قليلاً
قرأت  وبداخلها ألف سؤال وسؤال..ماهذا ؟
وماهذا الدفتر المملوء بكلمات مُفعمه بالغرام الخفى ؟
حُب استطلاعها كان يقودها إلى أن تُكمل مابه حتى وصلت إلى إسمها ،تلك المعشوقه !
معشوقة شقيقها الوحيد ..وليد مُحب ؟ بلى وليد عاشق !!
ذاك الفتى الخجول ،الهادئ ذو الحِس الفُكاهى .
شقيقها الأصغر،أصغر مافى عنقودهم ..سبعة فتيات وقد أتى أميرهم مؤخراً !
اصبح عاشقاً ..لإبنة عمهم ويعبر عن عِشقه بكلمات تدغدغ الحواس ،اغلقت مروة الدفتر ..أعادته إلى مكانه
تنهدت ببطء ونظرت ناحية النافذة ، كانت تتشكك بالأمر والآن تأكدت!
دلف وليد متحمماً حينما كانت مروة تكمل مابدأته بغرفته حتى أردف لها
_ايه ياست مروة ، مش خلاص نضفتِ يلا عشان عاوز الاوضة

نظرت ناحيته مروة واغلقت باب الغرفه وسحبته من يده واجلسته إلى فراشه واردفت بصوت هامس
_من ميتى بتحب حبيبة بت عمك !

اتسعت حدقة عين وليد! من أين علمت لايوجد على الارض يعلم بما يخفى بقلبه ناحية حبيية سوى حفصه
هل حفصه من أخبرتها؟!
تأفف وليد من ذياع سِره واردف لها
_حفصه جالتك لك مش كديتى !

أومأت مروة برأسها نفيا ً وقالت
_لاء مش حفصه ، انى عرفت وحدى من كتاباتك الل فالدولاب واسمها وصورتها

قام وليد بنكس رأسه أسفل فتابعت مروة
_بتحبها من ميتى ، أنا كنت حاسه والله العظيم بس كدبت احساسي لما عمار ولد عمك راح وطلبها
جولت أكيد بيتهيألى ،اكيد مش الاتنين عيحبوها يعنى

_لاء ،احنا الاتنين عنحبها ي بت ابوى
تعجبت مروة وقالت
_ليه يعنى ! فيه ايه حبيبة زيادة
_هو الجلب لما يختار واحدة ،بنعرف ليه ...جلبي وجلبه اختارها
زى م كل حاچه بنعملها مع بعض وزى بعض ، حبينا نفس البنت

دنت مروة منه ناظرة إلى عيناه وعلى همسها تتحدث
_وهو يعرف!

اومأ وليد نفياً ومن ثم تابع
_إتكتب علىّ اخرس لسانى وجلبي لما هو راح اتجدم الأول ،ابوكِ جالى اكتم حُبك چواك مش هنخسر اخوى ولا انت تخسر اخوك عشان چوازه

انسابت دموعه على وجنتيه وتابع بنبرة احساسه البالغ
_بس مش جادر ، حاسس انى بخون عمّار فضهره ..بروح ابص عليها كل يوم وهى طالعه عالكلية جبل م اروح شغلى ،بعتلها سلسلة مع مسك بت أختك
روحتلها مرة وكنت خلاص هجولها انى بنحبها ودايب فيها بس وجفت! سَكتت
دسّيت إحساسي چواى ومشيت ..

كلماته دغدغت احساس شقيقته به ، كانت تنظر له تستمع فقط تريده يُخرج كل م اثقل قلبه
تابع وليد قوله
_وحتى لو روحت ،فين الل يلبي شرط عمك وتكون حلالى حبيبة!
جوليلى ليه هو عمل كديتى يابت ابوى؟

تنهدت مروة وتحدثت له
_عشان عمك درويش طول عمره كديتى ،شايف نفسه احسن من ابوك وعمك وبجية ناسنا
وبِته احسن بت ،ومرته احسن مرة
هو كديتى
لكن دلوك ، مينفعش يا ولد ابوى كتاباتك ولا تروح تشوفها ولا اى حاجه
ولد عمك سافر واتغرب عشان يچيب مهرها ، فاهم دا معناته ايه؟
يعنى انت بتخون عمار

نهض وليد من مجلسه متعصباً وأردف لها بنبرة صوت عاليه
_لاه! هو اصلا اترفض ..وهى دلوك مش بتاعت حد عشان اخونه
_ومش بتاعتك !

قالتها مروة لتقتل مابقى فى قلبه من أمل ، نهضت وربتت على كتفه وهى تقول
_حبيبة بت درويش ،وحياة ولادى لا هتاخدك ولا هتاخد عمار عارف ليه؟

نظر لها وليد مالياً ف أكملت
_عشان عمك درويش طماع ، والل هيحججله الشرط مش واحد منكم
يمكن يكون داكتور من زمايلها فالچامعة
وساعتها لا أنت ولاعمار ، استهدى بالله وحافظ على الباقى من اخوة وصداقه ليك بعمار
بيت نجم الدين كله مسميكم التوأم ، تخسروش بعض !

غضب وليد فتحدث إليها بضيق
_طب يالا اطلعِ عشان نغير هدومى رايح مع ابوكِ لبيت عمك محسب

ابتسمت مروة وتفهمت غضبه ، تركته فى صمت واغلقت الباب
جلس وليد مكانه ، وذهب يمسك الكيس البلاستيكي واخرج صورتها
وأردف يتغنى
_بحبك بحبك وبعشق هواك
بقرب بتبعد وبعدين معاك
وراضى بعذابي ..ونفسي ف رضاك
_
_أيوة عارفه ،ماهو عمى صفوت الل چابله الفيزا

قالتها زمزم بضيق اثناء تحدثها مع صديقتها هاتفياً،ف اكملت صديقتها
_وطبعاً إنت ِ زعلانه صوح !
_أمانة ياشيخه تسيبنى فحالى ، انا معارفاش الاجيها منين ولا فين
ابوى الل وجع اتكسر ديتى ،ولا عمار الل سافرمرة واحدة وساب وظيفته هنيتى

ضحكت صديقتها ب خبث وقالت
_معرفش يا زمزم ، سمعت حاچه كديتى عشان سفره معرفش صح ولا كِدب

اعتدلت زمزم بمجلسها واهتمت بالأمر وأردفت
_سمعتِ إيه؟

فى هذه اللحظة دلفت والدة زمزم الغرفه وقالت لها
_جومى اعملى شاى ودخليهم للضيوف چوا ،اعمامك كلهم چايين لابوكِ إخلصى

إلتوت شفتى زمزم وأردفت لوالدتها
_يابوووى ياماه،عِندك عبله فاضيه
_بجولك جومى وسيبي المدعوج ديتى واعملى الشاى واختك تدخله ،خلصى

اغلقت زمزم الهاتف بعدما استأذنت صديقتها وفى طريقها للمطبخ تعد الشاى الثقيل كما يشربونه ويحبونه بل ويفضلونه  بالصعيد.
وقامت بمناداة شقيقتها عبلة تأخذ الصينية إلى الداخل تقدمها ، اخذتها عبله وطرقت الباب
انتبه محسب وأردف الى وليد
_جوم يا وليد يا ولدى خد منهم صنية الشاى

نهض وليد من بين والده وعمه وعمه مناع وفتح الباب ل يأخذ صنية الشاى من عبلة فقالت له متعجبة
_ايا دى! وتاخد انت ليه الشاى ؟ ليه مش واحد من أعمامى

امتعض وجه وليد وأردف
_يعنى حد من الكبارات هيجوم يتلافى منك الصُنية ولا اصغر من فالجاعدة من باب الذوق

قامت عبلة بفعل مصمصة شفتيها وناولته الصنية مع قولها
_طب حاسب لتوجع عليك ،الكبابي كاتير والسكرية

تناول وليد منها الصنية المملوء مع قوله لها مازحاً
_شيفانى عيل توتو ياك وسعى واجفلى الباب خَلصى

قامت عبلة بغلق الباب دفعه واحدة ومن ثم ادخل وليد الشاى إليهم قدمه لكل واحد منهم وجلس
بينما دلفت عبلة تتمتم سخطاً على وليد ف تعجبت زمزم وقالت لها
_مالك عتشتمى مين؟!

جلست عبلة إلى فراشها وقالت
_البارد ولد عمك ،وليد ...ياباى دمه بارد

ضحكت زمزم وقالت لها
_ليه عملك ايه؟

_خد منى الصونية بتاعت الشاى، بجوله حاسب لاتوجع جالى ياك انا عيل توتو
وزاح يدى وجالى يلا اجفلى الباب،كان هاين علىّ ازيحه اوجعه بالشاى بس خوفت من ابوكِ

ضحكت زمزم كثيراً فنظرت لها عبلة وقالت
_ايه عجبتك النُكته ياك !
_بصراحه ، بتبجى عسل وإنت ِ متعصبه ،وعارفاش ليه تشوفى وليد ولا عمار وتدجى بعركه معاهم

اهتزت عبلة برأسها وهى تتحدث الى شقيقتها
_اهو كديتى  نطيج العما وهما لاه ..شايفين نفسهم ومناخيرهم فالسما
على ايه يعنى !
_ياشيخه حرام عليكِ،اذا كان كل مرة لما نصادف نشوف حد منهم يبجى بيساعدنا فحاچه
ودايما مؤدبين فالكلام معانا،انتِ بس الل خلجك ضيق وبتتحمليش

اراحت عبلة جسدها الى الوسادة وقالت
_لا وإنت ِ الصادجه ..بحبش العوچ وبحبش نكلم وِلد
_بس دول ولاد عمنا
_برضك المبدأ واحد !
تعجبت زمزم من شقيقتها وأمالت بجذعها إلى فراشها ، وقد جذبت عُلبه مناديل ورقية مُخبأة تحت وسادة نومها وأخذت تشم عطرها مع تذكرها ..
_طيب مش محتاچين حاچه منى يامرت عم

قالها عمار متوجهاً بحديثه الى والدة زمزم بعدما هبط من المواصلة فقالت له السيدة
_لاه ياولدى كتر الف خيرك
_على ايه ..توصلوا بالسلامه ،مع السلامه يا مرت عم مع السلامة يا زمزم

هبط وسقطت منه علبه مناديلة الورقية،وبسرعة البرق دون ان يلتفت أحداً اخذتها زمزم وشمت رائحتها فكانت بها رائحه عطره ورائحته الشخصية ومن يومها وهى تحتفظ بها تحت وسادتها تنام على رائحته كى يأتى لها بالاحلام كما تتمنى أن تراه ..

#نور_إسماعيل
_

ولا زالت القلوب معمرة بالسلام رغم رائحة الرماد التى تفوح من حولنا صغيرتى.

_انا رميت الورد والعلبة جبل م بابا يشوفهم معايا ، وحطيت الكشكول والاقلام والمصحف فشنطتى
يالاهوى يا حفصه لما جعد يجول الكلام ورا بعضه .. معرفتش نرد معرفتش نعمل ايه
زى بالظبط وليد ..ولما مسك جالتلى على السلسلة
مبعرفش نرد ب ايه ،طب الل بيحصل ده!

كانت تستمع إليها حفصه ومن ثم اردفت إليها
_حجك متفهميش عيحصل ايه يا حبيية ، بس أنا مبسوطه ان كل حاچه أول ب أول عتحكيهالى

ابتسمت حبيية وقالت لها بنبرة يختلجها الحب
_انا وعدتك ،انتِ امى يا حفصه ..ولازم نجولك عشان تعرفى وتفهمينى نعمل ايه

شردا الاثنتين فقالت حبيبة
_يعنى كدا الاتنين بيحبونى ؟؛
_وهو انا جولتلك ان الچوابات الل كُنت بتلاجيها زمان من مين ؟

تعجبت حبيبة وقالت لها
_لاء مجولتيش ، هو أنت ِ عرفت ِ مين ، أنا خمنت انه عمار
عشان لما چالى الچامعة ،جالى كلام حلو جوى زى الل كان مكتوب

أومأت حفصه برأسها نفياً وقالت لها
_لاه ، مش عمار ..وليد

رفعت حبيبة كلتا حاجبيها مع فغر فاهها ف أكملت حفصه
_مش بجولك حرب ، بس أنا مش عايزة يشغلك حاچه إنت ِ هتبجى داكتورة بإذن الله ومذاكرتك صعبه
سيبك الل يحب يحب والل يخش عليه دم يخش
ابوكِ حاطط شرط، الل فيهم ينفذه يبجا ربك رايد بيه يكون حلالك
سامعانى ي حبيبة!! هو كل واحد منهم رسم طريجه ونَچح فدراسته الل بجا مهندس والل مخلص كلية التچارة انجلش وماسك وظيفه ولا العمدة فبنك كابير
انتِ بجا الدور عليكِ ،ترسمى حلمك وتبجى داكتورة زى م كانت امك عاوزة
وابوك يرفع راسه بيكِ ..ولا يشغلك مين عيحب مين عيبعت جوابات مين عيجيب ورد
لولا ان عمار سافر كنت روحت ساويت وشه بالطريج عالحركه دى بس ربنا نجده من يدى

ضحكت حبيية كثيراً ،فسمعا طرق باب المنزل نهضت حفصه لتفتح ف وجدته همام مع ابتسامته علامة وجهه المميزة
_السلام عليكم ورحمه الله..ازيك ياحفصه
_وعليكم السلام ، الحمدلله خير
_كُل خير ان شاء الله .. خالتى چمالات كانت تعبانه شوي وعمى مناع جالى اشيع لك تاچى

تعجبت حفصه وقالت
_ومكلمنيش فالتلافون ليه؟ حاضر جاية وراك

ظل همام مكانه ينظر لها وهى تهم بغلق الباب فتوقفت وقالت له
_انت هتفضل كديتى متحنط يعنى ولا إيه

انتبه همام وقال لها
_لاه مستنى اوديكِ
_ليه هتوه عن بيت ابوى، ولا عيله برضع فصباعى ..وسع عشان نجفل

همت بغلق الباب ف رد الباب همام بكف يده وقال لها
_طب بس معلش آخر حاجه وماشى ع طول

زفرت حفصه بعمق وقالت وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها
_اللهم طولك ياروح ، اتفضل نعم أى خدمة
_هو لو واحد عاوز يخطب واحدة ومعهوش امكانيات دلوك ، بس أن شاء الله ربنا هيوجف معاه ويساعده
بس هو عاوز يخطب عشان نفسه تكون چمبه وتحس بيه
يعمل ايه ؟

نظرت له حفصه مع تزمت شفتيها بطريقة مضحكه واردفت
_دا يروح يتربرب على ربرابه ويشوف له تُربه ويتدفن فيها بلا يتچوز بلا يتچنز چنازة تاخد عمره من بدرى
عن أذنك

اغلقت الباب بوجهه ،فأشرقت ابتسامته بوجهه اكثر وكأنها ردت رداً مناسب عليه كان يتمناه لا تسُبه ككل مرة
مضى همام وأرتدت حفصه وشاحها وعباءتها وذهبت إلى منزل والدها وجدت زوجة ابيها متعبه قليلاً ولخبرتها فى الحقن ،قامت بحقنها واعطاؤها دواء مناسب وقامت بتنظيف المنزل والاطمئنان الى حال اشقاؤها حتى أتى ابيها فجلس معها وتحدث إليها بهدوء كعهده معها

_هتفضلى لميتى ترفضى الناس يابتى !
لا تعلم بماذا تجيب حفصه فقال لها مناع
_سِنك كِبر ، وخايف الجطر يفوتك ..اختك الصغيرة چاها عريس وهتتخطب له
مش عايز نموت من غير م نتطمن عليكِ يابتى

نهضت حفصه من مكانها وبحنو بالغ قالت له
_بعد الشر يابوى،ربنا يزيد فعمرك ومايحرمناش منك ولا من حِسك
_طب ريحى جلبي يابتى

تنهدت حفصه وقالت لوالدها
_يابوى ، معنديش ثقه ف أى حد بعد الل امى عملته معاك
اتچوزتها على خالتى چمالات ، وحملت فىّ ع طول ..كانت فاكراك هتاخدها برة البلد وتعيش فمصر زى عمى وليد الله يرحمه
كانت غيرانه من عمتى زاهيه ، بس أنت فضلت بيها هنيتى ..طلبت الطلاج وولدتنى وسابتنى لحمة حمرا
وجعدت فبيت ابوها لحد مفاتتش السنة واتجوزت وعاشت برة البلد زى م كانت عاوزة

إضمن لى واحد يشيلنى فعينه ومييبنيش ويرمينى زى أمى ،امى عملت فيا كديتى يابوى
إضمن لى واحد اوافج عليه ميورنيش المرار زى الل عامله عمى درويش فبته حبيية
أضمن لى  عريس منهم اجوله عليه آه ،ولما أتأخر فالخلفة ميتچوزش علىّ زى م أنت عملت مع خالتى جمالات!
جولى يابوى وانا موافجه وانا مغمضه عينى ..

صمت مناع ونظر لاسفل فقالت حفصه وقد ترققت بعيناها الدموع
_هو أنت فاكر يابوى انا منفسيش فبيت لوحدى ويبجا معاى راجل واخلف واحن عليهم واديهم الل امى معطهونيش!
فاكر مع كل عريس عياچى لبت عمى حبيية من وهى ف إعدادى جلبي يوچعنيش انها اصغر منى وممكن ف اى وكت تتچوز وتسيبنى !
بس اطرد مخاوفى كيف واعيش عادى زى البنى ادمين؟!

رفع مناع بصره لها مع قوله
_يابتى سيبيها لله والله ربك أرحم من آلام على ولدها
_حاضر يابوى هنسيبها على الله ، بس متغصبنيش على حاچه الل يباركلك
لو لىّ نصيب نتچوز هنتچوز ..ولو ماليش يبجى حكمه ربنا
انا جايمه يابوى ..كل دا سايبه حبيبة وحديها ،تصبحوا ع خير
مضت حفصه فى طريقها للمنزل وبداخلها يردد
إنها دنيا إما أن تأخذي منها ثوابك ومتاعك وإما أن تتركي بشاعة العالم تُدنِس برائتك...
__
مرّت الأيام وحصل إلياس على إجازة وسرعان م حجز تذاكر القطار و  باصطحاب والدته ذهبا إلى الأقصر ..
بعد الترحاب كالعادة وتعجبهم من إتيانهم ولم يمض سوى فتره بسيطه ليس كمثل الماضى كانوا بالسنوات لم يأتوا الى البلدة .

كان إلياس متعجلاً وقد فاتح والدته ب أمر غريب هى تعجبت منه حينما قاله لها ولكنه وحيدها رحيت بالفكره ورتبت بداخلها الكلمات وفى جلستها مع شقيقها درويش
فاتحته بالأمر
_بقولك ايه ياخويا ، أنا عاوزة اخطب حبيية ل إلياس أبنى

تبسم درويش كثيرا وقال بترحاب
_ياسلام يابت ابوى ، دا نوصلوها لمصر لحد البيت ..هو هنلاجى احسن من ولدك!

ابتسمت زاهيه وتبسم إلياس واردف الى درويش
_يعنى أنت موافق ياخالو؟

ابتسم درويش وتهلل ثغره مالياً وأردف بثقه
_طبعاً بس فيه شرط الأول
_ياخالو انا موافق على اى حاجه تطلبها، بس انا كدا ليا رؤية شرعية
وحبيبة من صغرها انا معرفش شكلها ايه ؟!

صمت درويش يفكر ، هل يفجر قنبلته بشرطه الغريب الآن
أو يجعل ابن شقيقته يرى جمال إبنته الفتّان أولا حتى يستطيع ان يقبل الشرط؟؛

صمت لدقائق فقاطعته زاهية
_جرى ايه يا درويش،بتفكر ف إيه

هز درويش رأسه وأردف
_ماشى ..هنخليك تشوفها رؤية شرعيه ياولد اختى

نهض من مكانه وأخبر حفصه فكان رد فعلها مُضحكاً  قامت بلطم وجنتيها من هول المفاجأة
_يادى المُر والحنضل ،وإلياس كمانى ! راحو ولاد العم فشربه ميّه

نظر لها درويش مُتعجباً وقام بلكمها بقبضه يده فى احد كتفيها مع قوله
_مالك يا بت مناع ،اتخبلتِ ياك؟
_لاياعمى اتخبلتش لسه ،هنتخبل جريب
_يلا جوليلها تچهز عشان يشوفها رؤية شرعية وتطلع ع فوج طوالى

تركها وهبط اسفل الى شقيقته وولدها ، وقفت حفصه مكانها متعجبة وهى تتحدث الى ذاتها
_عمار ووليد وكملت ب الياس ، بيت العارف كلهم عاوزين حبيية
جوم عمى درويش ميدهاش لولا واحد فيهم
يروحوا التلاته يخلصوا على بعض ..ويچوا فبرنامج خلف الاسوار
والسبب فتاة !!
فتاة يفتتن بها ثلاثة ولاد عمومة واحدة راحوا فشربه ميّه!
والله خبر حلو ومعفن ..لاه والل يدور الضرب عمار عشان ترّاس وعيتفاهمش
وليد يبكى عشان حيلتوش غير البكا والضحك والمسخرة ودم داخل عليه
والياس يجرف يضربهم يروح يضرب روحه بالنار فنخلص خالص نهائى

كانت خطوات حبيبة تقترب من حفصه وقامت بمنادتها مرة واحدة
_حفصه! مالك بتكلمى نفسك !

انتبهت حفصه وقالت لها
_ايوة م ناجصك كمان تتكلمى زى بتوع بحرى عشان يموتوا روحهم وراكِ،متجلدليش بتوع الچامعه الله يستر عرضك ياشيخه

قهقهت حبيبة وقالت لها
_حاضر مش هجلد ...المهم مالك إنت ِ
_انا! انا معرفش انا مين

انتبهت حفصه فقالت لها
_يالا البسي وچهزى نفسك هتنزلى تسلمى ع ولد عمتك وعمتك وكمان ...

صمتت حفصه وحبيية تتابع الحديث الغير مكتمل ف اكملت حفصه
_وارفعى نقابك تحت

تعجبت حبيبة  وقالت
_لاه طبعا ابوى يموتنى
_ابوكِ الل جال
_طب ليه
_الياس اتجدم لك ي حبيبة ، ودى رؤية شرعية !!

شهقت حبيبة بصوت عالى وأشارت بأصابعها برقم ٣ مع هزة رأس حفصه وهى تقول
_مش بجولك مش حكاوى مشوفنهاش جبل كديتى وفيلم هندى ممنوش آخر
يلا بينا يابتى

__
_ايه!! إلياس مين ود عمك؟

قالها عمار وهو يتحدث مع وليد عبر الاسكاى بى ، اثناء تواجد وليد بعمله بالينك فى فتره الراحه
ف أجاب وليد عمار حزيناً
_ايوة الياس هنيتى بجاله كام يوم ومحدش عارف چاى ليه اصلا

صمت عمار وعبس بوجهه وأردف متعصباً
_ماكانوا مش بيچو غير كل كام سنة ، وسيادته عيجرف ومعيسلمش وميحبش ينام عندنا عشان الناموس
بجينا حلوين دلوك

تنهد وليد واردف إليه
_خلاص انت كفاية غُربتك ، امك هنا دمعتها عتنشفش عليك من ساعه م سافرت
والبيت والچنينة وكل حته ملهاش طعم من غيرك
خلص سنتك السودة دى وتعالا اخلص

اومأ عمار ب رأسه وقام بسؤال وليد
_وحبيبة عاملة إيه؟ مش عتشوفها عتطمن من حد؟

ارتبك وليد واردف
_وانا هنشوفها كيف ي اخوى ، انا عطلع من صباح ربنا ارچع البيت ميت من الشغل فالبنك والشغل فالمكتب
_الله يساعدك يابو وليد ،سداد ياض طول عمرك أسد

قالها عمار متبسماً ف نظر وليد إلى الساعه أمامه وأردف
_اجولك البريك خلص،هنكلمك تانى أما نروح
_لاه خليها بكره زى دلوك ، بليل عندى دوام ...يلا سلام

اغلقا الاثنين، وفى الوقت ذاته كانت خطوات حذاء ذو كعب عالِ يطرق الأرض بصوته الرنان
قادماً نحو مكتب وليد حتى استقر فرفع وليد بصره ليجدها نوران زميلته ومعها كوب نسكافيه وبسكويت سادة مع ابتسامة رقيقة
_انت مطلبتش حاجه فالبريك ف جبتلك بسكويت ونسكافيه

ارتبك وليد وأخذ ينظر إلى الاوراق أمامه وجهاز الحاسوب وأردف محاولا ابعاد نظره عنها
_متشكر ي انسة نوران مش عاوز ناكل
_لاء حاول احنا لسه بدرى لما نروح

نهض وليد من مكانه وذهب فى طريقه إلى الحمام الخاص بالموظفين قائلا
_معلش ...عن أذنك

تركها مكانها وظلت مكانها تنظر إليه بلا جدوى ككل مرة سابقه تحاول معه وإجابته عليها يكون الصَدّ!
__
عاد إلياس ووالدته الى القاهرة مجدداً ، كان الحوار الذى دار بين درويش وبينه مازال يدور فى عقله
ومن ثم افصح عن ما بداخله وتوجه لوالدته

_دا شرط تعجيزى !! يعنى ايه اجيب 50ولا60 كيلو دهب عشان اقدمه مهر!
دا غير مصاريف فرح وعفش وشقه
هو خالى بيهزر ! ولا بنته فيرچينا

أراحت زاهيه جسدها إلى اقرب مقعد وقالت بهدوء
_البت تستاهل  ،جمال وأخلاق وطالبة فكلية طب
ولحمك ودمك ..
_ايوة ماشى ، وعاجبنى جدا طريقة تربية خالى معاها تقريباً مفيش بنات كدا الايام دى
بس مش 60كيلو دهب!

_والله يابنى انا حاولت معاه زى م شوفت،وخالك مش بيكدب وقال انه نفس الشرط قاله لكل حد بيتقدم لها
عاوز وغاوى ..نقط بطقيتك
مش عاوز يبقى بلاها سيرة وانا هشوفلك عروسه مناسبه قريب ومتضايقش نفسك

صمت إلياس مع حكه بأصابعه فى اسفل ذقنه يفكر ومن ثم قال
_لاء دا جَشع ..مع احترامى ليكِ يا ماما ، لاء مش موافق
خلاص شوفى حد من المناسبين بس أنت عارفه طلبي

صمتت زاهيه وصعدت إلى الدور العلوى بينما كان يتحدث إلياس الى نفسه
_معادلة صعبه ان قصاد م الاقى الل عاوزه أخيراً يكون التمن غالى كدا
لاء مش عاوز ..وكأنى مشوفتهاش!!

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑8الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↑2الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
6↑3الكاتبمدونة حسن غريب
7↓-2الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
8↓الكاتبمدونة آيه الغمري
9↓-7الكاتبمدونة حاتم سلامة
10↓-3الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑49الكاتبمدونة هبة محمد163
2↑48الكاتبمدونة سهى الضاوي162
3↑38الكاتبمدونة منال الشرقاوي175
4↑38الكاتبمدونة محمود صلاح178
5↑37الكاتبمدونة مي رضا84
6↑37الكاتبمدونة سلوى بدران130
7↑36الكاتبمدونة هدي مجاهد153
8↑34الكاتبمدونة اسلام أبو علم120
9↑31الكاتبمدونة وسام عسكر165
10↑31الكاتبمدونة كيندا فائز63
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1061
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب683
4الكاتبمدونة ياسر سلمي648
5الكاتبمدونة مريم توركان569
6الكاتبمدونة اشرف الكرم560
7الكاتبمدونة آيه الغمري491
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني419
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين415
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب325572
2الكاتبمدونة نهلة حمودة180249
3الكاتبمدونة ياسر سلمي173784
4الكاتبمدونة زينب حمدي166639
5الكاتبمدونة اشرف الكرم124964
6الكاتبمدونة مني امين115362
7الكاتبمدونة سمير حماد 104425
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي95024
9الكاتبمدونة مني العقدة92545
10الكاتبمدونة مها العطار86115

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
2الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
3الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
4الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
5الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
6الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
7الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
8الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
9الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09
10الكاتبمدونة طه ابوزيد2025-05-08

المتواجدون حالياً

295 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع