آخر الموثقات

  • عُشٌّ جَميلٌ..
  • روح وريحان
  • العُزلة المباركة
  • الإعتراف بالأمومة
  • الحب الميت
  • من حب ربه
  • لن يعود !
  •  سأبقى كالسّنا
  • البحار مستودع الأسرار
  • أحبك يا عذابي
  • كل ليلة... أنا و ثباتي العتيد
  • على حافة الحياة
  • علاقاتي ليست للتعاون
  • أيها المسافر
  • ما لا يقال عند أوزو
  • إمراة تعيش على حمل ببالون
  • موسيقى المطر
  • هل تعلمين معنى احتياجي إليك
  • من أنت؟!..
  • أكره الحرب
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. وللرجال فيما يعشقون مذاهب (رواية) - الجزء العاشر

بتنكر ليه كلام واضح كضي الشمس
بقالك قد ايه مشتاق
لواحده كان لقاها فراق
وكنت معاها طفل كبير
حكيت للكل عنها بدون ماتتكلم
وكنت تشوفها فتسلم (عمرو حسن)
                              **
الفصل (17)
بجسد مُتعب للغاية ، تحاملت حبيبة على نفسها وهى تنهض ببطء من على الفراش ولم تجده بجانبها !
أين هو ؟!
تنفست الصعداء وأخذت تنظر لمنظر جسدها وهو هكذا ، بقع داكنه اللون من آثار وحشية إلياس معها ب أول ليلة لها بمنزل الزوجية ، شعرها متناثر وتشعر بالوهن الشديد .
نهضت بصعوبه وقامت بفتح الخزانة واحضرت المناشف وثوب لها منزلى وفى طريقها إلى المرحاض،كانت تتحرك ك طفل لأول مرة يتعلم السير ويخاف أن يتعثر
الجُرح بنفسها كان أعمق من جروح جسدها ، دلفت إلى المرحاض وفتحت الصنبور
وقفت تحته وتركته يغسل مابها من أوساخ عالقه !
ليست أتربه .. ليست جراثيم بل ماحدث بها هو اتساخ لروحها البريئة ونهش لما بقى من روحها العذبة .
عبراتها الحارة كانت تمتزج مع ماء الصنبور فوق رأسها، فقد استيقظت على حقيقة واحدة أنه تم اغتصابها بليلة عُرسها الأولى من زوجها !
كانت تراه وحش ..تراه ذئب مفترس ، تردد ب أذنها جملته التى كان يردف بها اثناء مهاجمته لها
_تعرفى إن عذابك ملاذى ، أنا مبسوط كدا ..مبسوط جداً ببقى فى اعظم انتصاراتى

بالكاد إنتهت وترجلت خارج المرحاض وهى تسير ببطئ من تعبها الشديد ، فقط كانت تسير وتبحث عنه بعيناها حتى وقعت عيناها على غرفه هناك سارت نحوها لتجده نائم بها يغط في سبات عميق.

وقفت تشاهده وهو نائم وعلامات الغضب بدت على قسمات وجهها ، إن تراه أنت بالوهلة الأولى ستشعر
ب أنه شخص عاقل سوى نائم ،ليس هذا المتوحش بلا قلب أو روح وقد أخذها عنوة لتقع فى شباك إفتراسه وتعذيبه للأبد.

دلفت على خطى هادئه إلى غرفتها ، مشطت شعرها برفق وما ان انتهت ذهبت إلى المطبخ تبحث عن ما تأكله وفى لحظة دون شعور منها
_بتعملى إيه ؟!
ارتجفت حبيبة وإلتفتت إليه بجسدها وأردفت بصوت خائف
_بدوّر على حاجه أكلها
_خدتى إذنى؟!

إتسعت حدقة عين حبيبة وأردفت بنبرة متعجبه حزينه
_أخد إذنك ف إنى آكل ؟! إنت بتتكلم بجد

إتسعت ضحكه إلياس المُربيه وإقترب منها وأردف ب أنفاسه تلفح وجهها كالنيران
_شكلك لسه متعلمتيش من الل حصل أنا ايه وتمشى ازاى هنا على قوانينى !

أمسكها بقوة من ذراعها وجذبها له وأخذ يقبلها بشراهة ويلثم عنقها يكاد أن يقضمه ب أسنانه ،تأذت حبيبة ف ابتعدت وأردفت له بتوسل
_لو سمحت متعملش كدا تانى ، إنت متعرفش انت اتسببت لى ف ايه أنا تعبانه جدا

غضب إلياس ، فجذبها له ثانيه بعنف وغضب قائلا
_إنتِ اتجننتِ!!! مفيش هنا طلب ولا أمر ولا نهى غير ليا ،اعمل الل عاوزه فالوقت الل أحبه سامعانى !
وإنتِ تكونى حابه دا جداً

تعجبت حبيبة ونظرت له وعيناها تتحدث رهبه قائلة
_إنت ليه كدا ؟! ليه بتعمل معايا كدا ؟ أنا مكونتش أعرفك ولا كان بينا كلام ولا حصل حاجه منى ليك عشان يبقى رد فعلك عليا كدا بكل القسوة دى !

إبتسم إلياس وأردف لها رافعاً انفه المتكبر
_عشان أنا من زمان كنت بدور على واحدة زيك ،واخيرا لاقيتها
واحدة شمال شمال،يمين يمين ،قومى حاضر نامى حاضر اقفى حاضر
وجميلة جدا وفمستوى مرموق وكل الدنيا كانت هتموت عليها
وأنا بس الل فوزت وحققت انتصارى
عرفتِ ليه بعمل معاكِ كدا ،مفيش كنز احسن منك ممكن يكون الواحد انتصر بيه طول عمره

أغرورقت عيناها بالدموع  ناظرة إليه ، ترجل إلياس خطوتين وجذبها بعنف وأردف لها
_قدامى على الاوضة

نظرت له حبيية وقد تملكتها الشجاعة من جديد ، شعرت ب أن لا محاله سواء هذا أو ذاك فهى فى تعداد الأموات ولكن على قيد الحياة .

هرولت لتجلب سكيناً من ووجهته إليه وأردفت بصوت عالى
_لو قربتلى تانى هموتك !! إبعد عنى

نظر إلياس إلى السكين وفتح لها صدره وذراعيه وأردف بالامبالاه
_موتينى ...اتفضلى اضربي السكينه فقلبي موتينى

وقفت حبيبة أمامه فخارت قواها وسقطت منها السكين وأخذت تبكى بحرارة ، أمسكها من جسدها وأخذ يهزها
_بكلمه منى أقدر انسفك من عالارض ، أبوكِ لو اتصل بيا هقوله أنى لاقيتك مش بنت بنوت

رفعت حبيبة عيناها له بهلع وقد اتسعت حدقتها خوفاً ف أكمل هو
_هقوله ان عمار كان مستقتل على جوازه منها عشان شكلها غلطت معاه ياخالو ، ولا استنى
هقوله او مثلا لما كانت بتروح الجامعه وتبات فالمدينه فى حد غواها وحصل الل حصل معاها ياخالو
للاسف مش هكمل واطلقك ،وترجعيله
ترجعى بقا مش للذل والضرب والتكتيف والبهدلة ،هو إنتِ فاكره إنى مكنتش عارف بيحصل إيه معاكِ من خالو درويش !
المرة دى هترجعى وأول م يشوفك هيطير رقبتك !!

_إنت مش بنى آدم ! مش بنى آدم
قالتها حبيية بصراخ مدوى نبراته موجعه،موجعه للذى يحمل بين طيات جسده قلب سليم
لكن إلياس ..ذاك المريض ..كان يهوى عذابها وصراخها وضعفها
ضحك بشده وجذبها بقوة إلى الغرفه وهو يردد
_من هنا ورايح ، مفيش اكل ولا شرب ولا نوم ولا أى حاجه من غير م تستأذنينى سامعه

ألقى بها على الفراش وفعل مثلما السابق ، وعلى صوت صراختها كان هاتفه يرن بالغرفه الثانيه ب إسم والدته
فكانت تضع الهاتف على أذنها ولم يتم الرد ف وضعته على المنضدة أمامها وتحدثت إلى شقيقته التوأم مى
_مبيردش!
_ممكن يكونوا لسه نايمين ياماما

تنهدت السيدة زاهية ، فقالت مى
_ايه ياماما شكلك قلقان ! على فكرة عرسان عادى يعنى وارد يومهم مقلوب وبينامو كتير
_بس دول من ساعة م وصلنا مبيردوش على حد ،حتى خالك درويش كلمنى وقالى بكلم حبيبة والياس ومحدش رد

فكرت مى لبرهه وهى تضع سبابتها على فمها ومن ثم قالت
_بُصى ياماما ...ساعتين ونكلمهم تانى ونشوف نقدر نروح نبارك إمتى إنتِ بس متقلقيش

كانت زاهية قلقه بعض الشئ، لكن قلب حفصه كان يدق خوفاً
تريد أن تسمع صوت حبيبة ،أن تتحدث إليها وتخبرها ب أن كل شئ على مايُرام .
كل حين وحين تذهب ل عمها تسأله هل أجابت الاتصال والاجابة كل مرة هى ذاتها، قلب حفصه غير مطمئن
ذهبت لتطعم الطير والبهائم بالحظيرة ومن ثم نظرت للسماء مع قولها يارب ..
نفس الكلمة كانت فى سجود عمّار حينما كان يحدث ربه فى صلاته عنها ، ويدعو لها خائف وقلبه يدق على وجل يريد أن يعرف أى خبر عنها خاصة بعد ليلتها السابقة مع زوجها لأول مرة.
إنتهى من صلاته وتوجه نحو منزل عمه عبداللاه وصعد الى غرفة وليد ليجده نائما بمكانه وهناك آثار دمع على وجهه .
تعجب عمار ف أردف له
_إنت باكى يا وليد ؟!
همً وليد بمسح عبراتها من على وجنتيه وأردف يشتت أنتباه عماركالعادة
_عمتك سَكينه اتوفت من ساعة ياخى

هز رأسه عمار وأردف
_ايوا عارف ، بس مش هندر نروح الجنازة ولا الدفنه الدنيا تراب برة وانا عاوزش نشوف حد
_خلاص خليك إنت وأنا هروح معاهم

صمتا الإثنين ، فنظر عمّار ناحية وليد قائلا
_هوّ الواحد لما يعوز يتطمن على حبيبة بعد كديتى يعمل إيه؟!

ضحك وليد بسخرية وأردف
_حبيبة! نتطمنوا عليها فين ..چوازة الشوم والندامه چت وخدت اتنين جدتك وعمتك يبجى تفتكر حبيبة بخير هناك معاه ؟

نظر عمار أسفل وهو يعض على شفتيه ومن ثم تابع وليد حديثه
_وبعدين يعنى هو هنا كنت بتعرف تطمن عليها يا عمار ؟!

رفع عمار رأسه ونظر إلى وليد وأردف وقلبه يتهدج حزناً
_عالاجل كانت هنيتى يا وليد ،چمبنا ووسطينا ومعانا
_آه چمبنا مع عمك درويش الل بيصبحها بكتله ويمسيها بكتله ،ياشيخ بس دى ربنا يتولاها
_بس دا يبجى أبوها ،غير واحد ميعرفهاش يا وليد غير واحد إحنا نفسنا مش طايجين المعامله معاه مش العيشه

إحتبست دمعه بمقلتى وليد وأشاح بوجهه بعيداً حتى لايراه عمار وأردف
_إدعيلها ي عمار ..كلنا ندعيلها وبس 

في داخل أفواهنا الكثير من الكلمات العالقة . نأسرها حتى لا تجرح قلب السامع لا أذنه فقط! نحن نعلم علماً تاماً أن الكلمات أحدّ من السيف ومع ذلك نخبئها داخلنا لتبقى مكبوتة . يجرحنا وجودها لكن لا نجرح أحد بخروجها هذا ولأننا أتقننا الإنسانية الكاملة ، فنحن أُناس تحت سلطة القلب لا العقل فقط!
#نور_إسماعيل
_
_الف مبروك !
قالتها زاهيه ب إبتسامه وهى تنظر ناحية زوجه إبنها ، وحبيبة تجلس ك شبح بلا روح جسد بلا حراك حتى الابتسامه لست قادرة عليها .
نظرت ناحيتها مى شقيقة إلياس وأردفت إلى حبيية
_زى القمر تبارك الله  ، أنا لما ربنا يرزقنى ببنوتة هاجى أبص ف وش حبيبة ليل نهار

ضحك إلياس وضحكت زاهيه وبقيت حبيبة صماء تنظر فالفضاء أمامها حتى نظر لها إلياس ف إبتسمت رغماً عنها ، مضى الوقت وذهبوا بعد الزيارة السريعه للإطمئنان لحال العرائس .
وحينما أغلق الباب وجد هاتفه يرن ب إسم خاله درويش ف أجاب وتقمص الشخصية الأخرى
_خالو ازيك عامل ايه

جلس درويش ورفع ساقه إلى المقعد واردف مُبتسماً ثغره
_يا ولدى عنرن عليك وعالبت ومحدش عيرد

نظر إلياس إلى هاتف حبيية ونظرت هى له ف أمسكه ووضعه بجيب سرواله وأردف
_تقريبا موبايل حبيبة بايظ أو ايه هبقى اوديه التصليح كلمها عليا ياخالو ،اتفضل اهيه معاك

غرس إصبعه بذراعها بقوة وأعطاها الهاتف ووقف بجانبها
_ألو ..ايوة يابوى
_ايوة يا حبيبة ، كيف حالك يا بتى زينه عندك؟!

حبست حبيبة دموعها بمقلتيها وحبست أنفاسها ، وتماثلت ب أن امرها على مايُرام
_الحمدلله يابوى زينه
_إسمعى كلام چوزك فكل حاچه سمعانى ،عاوزه يفرح بيكِ ويجولى ربيت يا درويش

ظلّت حبيبة على صمتها ، ف أكمل والدها
_سمعانى ياحبيبة
_عاوزة نكلم حفصه يابوى
ضحك درويش ضحكات متقطعه ب إسلوبة المستفز ومن بعدها قال
_أهى چمبي شغاله تزن عاوزة تكلمك من ساعه مامشيتِ بطلتش بكى زى العيال الزغيرة
تناولت حفصه الهاتف منه وأردفت
_حبيبة، ازيك ي حبيبتي عامل ايه زينه وعتاكلى زين وتشربي زين ؟!

هنا شعرت حبيبة ب إنها تريد الارتماء ب أحضان حفصه ب أن تشكو لهاا ب أن تختبئ بداخلها،أو تعود مرة أخرى جنين ب رحم أمها الراحله ،المهم ترك هذا العالم وحسب
الإبتعاد عنه نهائياً الاختباء من معاناته ، عالم أكبر من إحتمالها ومن توقعها البته.

نظر لها إلياس متوعداً ،كان تريد أن تفصح عما بداخلها ولكنها تعلمت الدرس جيداً ستكون كما يريد ففى كل الحالات هى الخاسرة الوحيدة .
_ازيك يا حفصه ،وحشتينى جوى ووحشنى الجعاد معاكِ وسهرنا سوا
_مبسوطه عِندك يا حبيبة ! حلو الچواز يابت

قالتها وضحكت ف تصنعت حبيبه الضحك وأردفت وهى تنظر إلى إلياس
_ايوة حلو ...حلو أوى

شعرت حفصه ب أنها ليست على مايُرام ، فقالت لها
_انتِ بخير صوح ولا عتضحكى علي !

إبتلعت حبيبة ريقها وأردفت
_ايوة أنا كويسه الحمدلله
_اتهنى يومينك ومتنسيش الچامعه الدراسه بدأت ياعسل جولى لچوزك يشوف ورقك اتنجل لچامعة القاهرة ولا لسه ،عاوزينك اكبر داكتورة وتشرفينا وتخليش الچواز ياخدك من المذاكرة وحلمك

هزت حبيبة رأسها وأردفت تحبس شهقات روحها
_حاضر ، متجلجيش على وإدعيلى وكلمينى على طول

أغلقت الهاتف وأعطته إياه ونظرت إليه ف أردف لها هو
_شاطرة ،إتعلمتِ أول درس ..ع فكرة الفون مش هيبقى معاكِ تانى هنتحجج انه باظ انك بتذاكرى
كلميهم عن طريقى ، ودلوقت عشان سماعك لكلامى أنا هكافئك
الاكل جوا ، روحى كلى بس يدوب مش كتير ،عشان مزعلش

شخصت نظرها له متعمقه وقالت له بعدما انسالت العبرة الحارة على وجنتها
_ليه بتعمل كدا معايا ، قولى مبرر واحد أنا اذيتك ف إيه

رفرف إلياس ب أهدابه عدة مرات وقال
_أنا دافع فيكِ عشرين كيلو دهب بسبب جشع ابوكِ، واعمل الل عاوزه وإنت ِ عليكِ السمع والطاعه
وإلا أنت عارفه !

_هتودينى الكلية إمتى ؟!

إلتفت إليها الياس وأردف
_شششش ، متسأليش عن حاجه أنا متكلمتش ومقررتش فيها ،ومتفتحيش بوقك طالما انا مأذنتش ليكِ مسمعش صوتك!

_
تترجل خطواته داخل المدرسة، اليوم الأول ل همام مدرس اللغه الفرنسيه بالمدرسة الثانوية
كان يرتدى قميصاً وسروالاً جديداً وصفف شعره تصفيفته المعتاده ،
تناول جدول الحصص المخصص له ، وذهب إلى طلابه ليلقى ألدرس لأول مرة .
دلف وكانت الفتيات تتحدث صانعات صخب وجلبه بالمكان ، ومنهن من كانت غير جالسه بمكانها المخصص
ومنهم من كانت تمضغ العِلكه .
هدأت الجلبه ، و رمت إحداهن العِلكة وجلسن فى صفوفهن حينما دلف همام .
وقف أمامهم وقال بجدية
_صباح الخير ، أنا مسيو همام كرم ،مدرس اللغه الفرنسيه الچَديد ..هنبدء السنة الدراسية سوا
من الأول لي قواعد حابب تمشوا عليها ، المنظر ودخلت وشوفته جبل حِصتى بعد كديتى ميتكررش
الديڤوار الل هعطيه ليكم تيچونى الحصة الچاية عاملينه ومش هسامح ف أى تأخير
عاوز الفصل الل يمسكه مسيو همام ، يكون أحسن فصل بينطج فرنساوى على مستوى البلد
عاوزكم تتكلموا مع بعض بيه ، وانتو فالبيت وانتو خارچين ..حتى وانتو نايمين

ضحكن الفتيات فى خفوت ، ف قام همام بصفع المنضده أمامه بالعصا الممسك بها وأردف
_مش عاوز دلع من أولها ، يلا نبدء بسم الله Leçon numéro un

_
مَرّ شهرين ..
إلتحقت حبيبة بكلية الطب بجامعة القاهرة بعدما تم نقل أوراقها إلى هناك عن طريق زوجها، اصبحت تطيعه طاعه عمياء وقد سلمت أمرها أنها مجرد رحلة إلى أن تلقَ ربها وتلتقى ب والدتها هناك فمن الجائز ان تكون راحتها عندها.
عاد عمار ووليد الى عملهم ، تم إعادة فتح المكتب مرة أخرى ..قام عمار بشراء سيارة له خاصه وسيارة ل وليد
فرح وليد بها كثيراً فهما بالفعل أخوين ولافراق بينهما.
أما عن حفصه ،فقد عادت منزل والدها ثانية ومن حين لآخر تذهب إلى منزل عمها درويش
تقوم بصنع الأشياء له وتحضير الطعام وتتفقد غرفه حبيبة وتعود إلى منزل والدها.
درويش إحتفظ بالذهب المقدم مهر حبيبة بالمنزل وقد خبأه بمكان لا أحد يعلم عنه شيئاً.
فى هذه الأيام، كانت هناك رحلة إلى الغردقة تابعه للبنك للذى يعمل به وليد ..بعد إلحاح الكُل عليه أن يشترك بها وافق وذهب مع مجموعة الموظفين زملاءه.
عبلة وزمزم ...مازالا بمنزل والدهم ليلهم ونهارهم واحد ،تمضى الأيام لهما أمام التلفاز يشاهدون المسلسلات التركيه المدبلجه أو يقوموا بأعمال المنزل يقتسمانها سوياً.
أو باللعب على الهواتف .
ومازال بال زمزم مشغول ب عمار ، ومازال لديها الأمل كما هو ..وعبلة شقيقتها تشعر بها وتريد مساعدتها
ولكن كيف السبيل؟!
_زمزم ! بجولك ..مش أمك عاملة چمعيه مع مرت عمك عبداللاه ؟

إنتبهت زمزم بعدما أمسكت الريموت كنترول وأخفضت صوت التلفاز قليلاً وإستمتعت إلى شقيقتها
_ايوة ،مالها الچمعية

دنت عبله من شقيقتها وأردفت لها
_وإحنا مالنا بالچمعية يا مخووته ..بتكلم على تلكيكه نودى الچمعية ونشوفوا الحبايب

غمزت عبله لها ب إحدى عينيها ف أبتسمت زمزم وأردفت
_تفتكرى أمك توافج؟!
_أيوا عادى ،سيبينى أنا أروح أجس النبض

ذهبت عبله وأخبرت والدتها ب أنها قد نست أمر الجمعية هذا الشهر وعليها دفعها فتذكرت والدتهم واعطتها المبلغ وأعطتها ايضا صحن كبير به فطائر (الرقاق الابيض) وقالت لها
_ودى معاهم الفَطير دى لمرت عمك هى بتحبه من يدى جوليلها أمى لسه خبزاه إنهاردة

شعرت عبلة بالفرح لنجاح خطتها وتبسمت إلى شقيقتها مع قولها
_هناخد زمزم يا أماااه ماشى

ترجلت السيدة خارج المطبخ قائله
_وتاخدى زمزم ليه عاد ،ماتروحى وحدك وتفُضى
_ياماااه كيف نروح وحدى يعنى ، هناخدها معاى مسافة الطريج وچايين يلا يا زمزم

هرولت زمزم وإرتدت ملابسها وباصطحاب شقيقتها وصلا إلى منزل عمهم عبداللاه .
رحبت عظيمه بهما وتحيه زوجه عبد الرحمن وكانت هناك أيضاً ولاء إبنه عمهم عبداللاه ومروة
وأطفالهن .
جلست الفتاتان وعيناهما تدور بالمكان وبالاخص زمزم ، قاموا ب إعطاء الفطائر لهم والمبلغ المقصود منه الزيارة وتحدثوا ب أمور الحياة بالعموم وب أمورهم الشخصية تارة ، حتى دلف عمار بجلبابه داكن اللون
ولحيته المهذبه وعيناه الغائرتان المزينتان بالأهداب الطويلة الكثيفه وعلى كتفه الشال وأردف
_عِندكم ضيوف !
أردفت إليه والدته
_لاه دول بنات عمك محسب چايبين الچمعيه ومرت عمك باعته فاطير الل عتحبه

إبتسم عمار وقام بإلقاء السلام عليهم وقال
_إزيك يا زمزم ،إزيك ياعبله ..توشكر مرت عمى والله فيها البركه

نظرت له زمزم وقالت بنبرة تتحدث حُباً
_الحمدلله ي عمار عامل ايه إنت
_زين الحمدلله

_عمار الل يشوفوا الصبح ميشوفوش بليل ، الصبح جميص ومنطلون آخر شياكه
وريحة چايبه اخر الشارع وراكب العربية وبليل چلابيه وشال ويطلع بالفَرسه بتاعته ،هو وأخوى وليد ينفعوا يشتغلوا فالسيما والمصحف

قالتها ولاء إبنه عمه عبداللاه فتبسم هو وصعد على الدرج من دون أن يُجيبها ، وعلى نظرتها له زمزم حتى بدت ملحوظه فقامت شقيقتها ب غمزها حتى إنتبهت .
مضى وقت ليس بكثير فهمت الفتاتان بالذهاب مع نزول وليد وعمار معا من أعلى ف رمقهما وليد والقى السلام على مَضض ف أوقفته والدته
_إستنى يا وليد ، هبعت معاك حاچه لمرت عمك محسب والبنات مش هيعرفوا يشيلوها
إلتوت شفتى وليد إمتعاضاً ف لاحظاه الفتاتان فتوجهت له عبلة بالحديث بنبرة غاضبه
_وزعلان ليه ولاوى بوزك ،على فكره عاوزينش حاچه أمك الل دجت فينا

نظر وليد إليها وأردف
_مالك ياما عتكلمى مين إنتِ

عقدت عبلة ذراعيها أمام صدرها وقالت له رافعه أحد حاجبيها
_عنكلموك إنت ياسعادة الباشا
_وعتكلمينى ليه يابوى بينا كلام جبل سابج!
قالها وليد ف استفزها ف همت بالرد عليه ف أوقفتها شقيقتها
_بس يا عبلة وه وبعدهالك عاد
_شيفاش عيتعوچ علينا كيف

تعجب وليد وطرق كفاً ب كف ،فعاد إليه عمار ثانيه وأردف له
_طب أسبجك ياوليد لحد م تخلص ولا ايه

زمت وليد شفتيه وأردف
_لاه يابوى خليك معاى نودو الل امى عاوزة توديه ديتى ونرچعوا سوا

أشارت عبله إليه بغضب تتحدث مع شقيقتها
_شيفاه عيتكلم كيف

نظر لها وليد فاغرا فاه ومن بعدها أردف
_يابوى عاوزة ايه أنت ِ مركزة معاى ليه

قام عمار بزچه يتماسك من أن يغلبه الضحك، وزمزم هائمه بوجه عمار وضحكته عن قرب دون الانتباه لما يحدث من حولها حتى أتت والده وليد ومعها كرتونة صغيرة مغلقه حملها وليد وأردف إلى الفتاتان
_اتفضلوا جدامنا وإحنا وراكم

سارت الفتاتان أمامهما ،ف دنى عمار من أذن وليد وأردف بهدوء هامساً
_بالراحه على بِت عمك عتتكلم صح بشدة جوى إنت معاهم

نفض وليد يداه وهو يهزها بالكرتونه وأردف ب إقتضاب
_ياخى دى بنات منتهية الصلاحية،البت عليها لسان يتلف حوالين رجبتها چاها العذاب

غرق عمار فى موجه ضحك ولكنه كان يكتم فمه بيده حتى لا يلتفتا إليهم وتبدء المناوشات ثانية .
وصلا إلى المنزل الفتاتان وفتحت زمزم غرفه الضيافه وصعدت إلى الدور العلوى تنادى والدها ووالدتها فهبطا معاً

_منورين يا بشمهندسين والله ،وليا التعب ديتى بس

ابتسما الإثنين وليد وعمار ف أردف وليد
_أمى والله دجت نبعتوه لمرت عمى ، تصبحوا على خير

أمسكه العم محسب قائلا
_يابوى إجعدوا رايحين فين

هنا أردف عمار
_والله عِندنا مشوار ياعمى ، مرة تانيه ان شاء الله
سلامو عليكم

ترجلا من المنزل وانصرفا وكان تترقب من أعلى زمزم حتى فوجئت بلكمه تسددها لها شقيقتها ب إحدى جناباتها فأنتبهت
_ايا ياعبله !
_آه طبعاً ولا ع بالك ،سرحانه فحبيب الجلب وسيبتى الملكوم التانى يدخل عليه دم ويزعق فىّ

ضحكت زمزم ودلفت وأغلقت النافذة وهى تردف
_يعنى هو إنتِ سيبتِ حجك ،ما إنتِ شلفتيه بالكلام زى العادة عامله زى المِدفع المطلوج

ضحكت عبله ودنت منها
_بس إيه رأيك عاد ..عِدى الچمايل !

غمزت لها عبله غمزة ماكرة فضحكت زمزم وتنهدت وقالت
_كان زى العسل ،هو على طول زى العسل
نهضت من مكانها وأمسكت بدفترها الصغير ودونت تاريخ اليوم وذهبت إلى النافذة ثانية تفتحها
ونظرت إلى السماء وقالت كعهدها تتحدث إلى ربها
_يارب ..لايعجز عليك شئ ،بحبه يارب وجلبي متعلج بيه
يارب إجعله من نصيبي وإجعلنى من نصيبه وإجمعنا بحلالك اللهم امين عاچلاً غير آچل يا أرحم الراحمين.

ظلت على نظرتها للسماء ونظرت إلى الدفتر قبلت التاريخ ودلفت واغلقت النافذة.
__

وإذا المَنية أنشبت أظفارها،   ألفيت كل تميمة لا تنفع.
كان الحج عبداللاه يجلس بصحبه شقيقه الحج عبدالرحمن خارج المنزل كمعتادهم يشربون الارجيلة ويحتسون الشاى بالهواء الطلق .
_وَلد شيماء عامل إيه دلوك ي عبداللاه ياخوى ،عتكلمها ؟!
نفخ عبداللاه دخان الارچيلة أمامه ومن ثم أردف إلى شقيقه
_والله عتجول الحمدلله بجى زين دلوك
_الواد نازل ضعيف جوى يا أخوى

هز عبداللاه رأسه إيجابا ف استرسل عبدالرحمن حديثه
_ملّوا البيت عليك ياعبداللاه والله
إبتسم الحج عبداللاه وأردف
_عجبال لما تفرح ب عمار ولدك ويملى لك البيت كله عيال يا أخوى

تنهد عبدالرحمن وأردف لشقيقه
_والله نفسي نفرح بيه ، بجولك إيه ي عبداللاه مش آن الأوان

تعجب عبداللاه ونظر له ف أكمل عبدالرحمن
_ننفذ وصية أمك الله يرحمها ،ونچوز الوِلد !
_عمار ووليد ؟!
_يعنى عاوزش تفرح بوليد يا ابو أخوه! .

إبتسم الحج عبداللاه ف أردف الحج عبدالرحمن
_حتى عشان كمان ولدى ينسى بت درويش نهائى لأن حاسس أنه لسه عيفكر فيها
أيه رأيك ،خير البر عاچله ونفاتحوهم

صمت عبداللاه وأحتسى من كوب الشاى وأخذ يفكر ف تحدث الحج عبدالرحمن
_عتفكر ف إيه بس؟
_نسيبوهم لحد م يجولوا هما أنهم عاوزين يتچوزوا وساعتها نخطب لهم

أومأ الحج عبدالرحمن براسه بالنفى وأردف
_لو سيبناهم عمرهم ماهيجولوا ،وبالذات ولدى وولدك إنت لا ليه فالحريم ولا عاوز  انا عارف بجولك ايه
خير البر عاچله ونفاتحوهم ف أجرب فرصه ونتمموا الموضوع!
برغم من أن الحج عبداللاه هو الأكبر سناً ولكنه أدرك أن حديث شقيقه صحيح وأن أحتتم الأمر.

 

هنا قتلوك
هنا قتلوني
كنت شاهدة النهر والملحمه ولا يسأم النهر
لا يتكلّم لا يتألم ( محمود درويش)
                             **
الفصل (18)
    والأخوة تدوم عمراً وسنين،مدام يحمل بين طياته الوفاء والأمل
فاظفر ب أخٍ وصديق مخلصاً فى محبته ووده ،تبقيان معا ما بلغ الأجل.
مرّت فتره ،وتغير فيها الكثير..
كان عمّار فى طريقه  إلى منزل همام وبحوزته شيئاً ما، وما أن دلف إلى المندرةمكان استقبال الضيف كانت هناك العديد من الفتيات والفتيان بعمر المرحلة الثانوية ينصرفون ومعهم الكتب والاقلام .
من الواضح أن قد انتهى همام من القاء الدرس الخاص لهم ، خرج همام ليجد عمار وبعد ترحاب ودعوة له ليشرب معه كوب من الشاى الثقيل حتى ميعاد الدرس القادم ،أردف عمار له بالآتى

_مش عايز نعطلك ياهمام
بابتسامته الصافيه أردف همام
_مش هتعطلنى ولا حاچه ،كدا كدا الحصة الچاية لسه باجيلها نص ساعه والولاد تاچى
اجعد نشربوا سوا كوبايتين شاى بالنعناع

إبتسم عمار وأردف له برصانته كعهده
_طب مدام هنجعد ونشرب ،يبقى لو مرت عمى عتعرف تظبط الجهوة يبجى فنچان مظبوط

أشار همام إلى عيناه ،ودلف إلى الداخل بينما كان يريح عمار ظهره إلى الاريكه الخشبيه وينظر إلى المنضده والاقلام والاوراق وشرح همام على السبورة المُعلقه ف أبتسم.
عاد همام وجلس بجانب عمار وأردف له
_والله وحشتنا يابوعمار ، الشغل واخدك خالص انت ووليد

هز عمار رأسه وأردف بذبول
_الدنيا لاهيانا كلنا ولازم تلهينا ، سُنة الحياة ياولد عمى

أوما همام ب رأسه ناظراً لأسفل ،ف استطرد عمار حديثه
_وإنت بسم الله ماشاء الله عليك ، الدروس والمدرسة ربنا يكرمك يارب

على ابتسامته مازال همام فنادت والدته ليجلب صنيه القهوة والشاى معا ،تناولهم منها ووضعها أمام عمار وجلس ثانية وقال
_هنعمل ايه بس ياعمار ، لازم نفحت فالصخر لسه المشوار طويل بس أنا عندى أمل
_المشوار طويل على إيه
_على أنى أوصل

دنى عمار منه وأردف بصوت يكاد يكون مسموع
_وليد جالى إن عينك على بت عمك حفصه !

إندهش همام وأحمرت أذناه خجلاً فضحك عمار بخفوت وأردف
_عتتكسف ليا؟ مكسوف إنى عرفت! عادى يابو عمو اذا كان النچع كله عارف إنى كنت دايب صبابة فحبيبة درويش وأبوها كسر جلبي عادى يعنى

هنا شعر همام بكسرة وخذلان عمار ،ف أراد تخفيف حدة الموقف عليه واردف
_متعرفش ربنا مخبي لك ايه يا ولد عمى

هز عمار رأسه إيجابا وأردف بعينان تنطق حزناً والعبرات ساكنه بها
_على جولك ، المهم ..كنت تجول ان الطريج صعب على انك تتچوز حفصه يعنى؟!

تنهد همام بحزن وأردف
_أيوة
_متخافش ،هى فقرية وعترفض فالناس
_بس هييچى وكت وهتجبل ياعمار ،ساعتها اجف اتفرچ عليها وهى بتروح زى م حبيبة م راحت منك

كلمه أصابت قلب عمار كالرصاص، أشاح عمار فى لحظتها بوجهه بعيداً وقد أدرك همام ب أنه جرح عمار بكلماته عن دون قصد ، ف تحدث معتذرا عما بدر منه
_أنا آسف والله م اجصد ،أنى..
_إسمع ياهمام ، أنا چيتلك انهاردة عشان حاچه واحدة يمكن ربنا بعتنى
يمكن باللى هعمله ديتى ربنا يطيب خاطرى المكسور لما أجرب بين اتنين تحت سجف بيت واحد

مط همام شفتيه بعدم فهم ف أكمل عمار
_إنت عارف إنى حوشت مبلغ كويس وحولته لدهب وكت لما اتجدمت لحبيبة
وبعدين رجعته تانى وچبت منه عربيتى أنا ووليد
وبعمل فشجتى حالياً ومش ناجصنى حاچه ، وإنت أخوى زى وليد

مد يده عمار بحقيبة صغيره وأمسك يد همام وأمسكه إياها
وأكمل
_دا مبلغ ، أنا عاوزك تبدء بيه وترميه فشجتك ياولد عمى ،وتروح تطلب حفصه فورا ً
وظيفتك وچت وشغل وعتشتغل وان شاء الله بالمبلغ دا تجدر تجدم الشبكه وتبدأ فشجتك وسنه ونفرح بيكم أن شاء الله ..

إتسعت حدقه عين همام ذهولاً،ما الذى سمعه ؟!
قام همام بمناولة عمار الحقيبة ثانيه وأردف يتتعتع بالكلمات
_عمار ..إيا الل عتجوله ديتى ..أنى ..أنى
_إنت اخوووى ،زى وليد وماليش غيركم ..ولما بعمل كديتى مع وليد مبيجعدش يجولى أنى ومش أنى
إحنا إخوات يا همام ، ولازم نوجف فضهر بعض
يالا عشان نفرح بيك ،خللى واحد بس فينا يوصل للى كان عاوزه وجلبه مينكسرش

قالها وقد وقفت العبرة الحاره على عتبات جفونه، فقام همام بعناقه على حين غِرة عناقاً قوى أفرغ به كل مشاعر الشُكر الواجبه منه فى هذا الموقف ، وكل أحساسيس المحبه
ومن ثم نظر له وأردف
_ربنا يباركلنا فبعض ياخوى ، ويمكن ربنا يجرب لك البَعيد يا بو عمو مين عارف !

هز عمار رأسه وأردف له بحزن قلبه الدفين
_إوعى تتأخر ...ماشى !

بدأو الطلاب يتوافدون على المنزل ، فنظر عمار إليهم واردف له
_أسيبك لشغلك ربنا معاك

تركه وأنصرف، شعر ب إحساس جميل حينما ساهم فى قصة حب من الممكن أن تكتمل
أن هناك شئ فعله أدخل السرور على قلب إثنين ..ومن يدرى!
_
بعد مرور فترة ،كان التفكير والتشاور فى أمر عمار ووليد من قبل الآباء قد بلغ حده
وحان وقت القرار ..
_إيا دى ياعمى ،خرووب !

نظر الحج عبداللاه إلي المتحدث وليد  ب امتعاض ولكزه بعكازه وأردف
_لا حزون ، أجعد معايزش كتر كلام
جلس عمار و وليد ناظرين إلى أبائهم ينتظرون إنفراج شفاههم عن الامر الجلل الذى استدعوهم بشأنه ، ف بدء
الحج عبدالرحمن  قائلاً
_إسمعنى يا وِلد منك ليه ، دلوك أنت وهو خلصتوا علامكم وكان احسن علام
بلدنا كلها بتشهد بأن مجاش زيكم ، وجيش وملكمش
وشغل واتوظفتوا دا غير المكتب الخاص الل فتحناه ليكم ..يعنى ماليكمش حچه

تنحنح عمار بهدوء  كعادته قبل بداية حديثه وقال وقد تلاعب الشك بصدره وتوجهت أفكاره ناحيه أمر ما
_بعد إذنك ياابوى ،حچه ل إيه بالظبط

قاطعه الحج عبداللاه  قائلا ناظراً إلى عمار
_للچواز !

كان وليد يحتسى العصير ف وقفت جرعة ب حلقه وفعلت صوتاً مضحكاً
وأردف وعيناه متسعتان مذهولاً
_مين يتچوز!!
أردف إليه والده قائلاً بحده
_اكون انا الل هتچوز ياااك!! تتچوز انت و عمار

عبس عمار وقال برصانة موجهاً الحديث إلى والده وعمه
_بس أنا مش بنفكر فالجواز دلوك ،لسه فيه حجات كاتير فى دماغى  والمكتب والشغل و

قاطعه والده بصوته الرخيم بعدما سعل بشدة أوقفت حديث عمار ب فمه
_وهتفكر ميتى ياولدى؟ عمار! إنت ولدى الوحيد وعاوز نفرح بيك ، وولد عمك وليد وحيد أبوه بردك
على البِنته السبعه ، ولو جعدنا النهاردة مضامنينش نجعد أنا وعمك ليكم بكره

نهض عمار من مكانه وربت على كتف والده بحنو وقال
_بعد الشر عنك يابوى
نظر الحج عبدالرحمن بإمعان بمقلتى إبنه وأردف معاتباً إياه فى نبرته
_ولا هنفضل على حب بت درويش بجية عمرنا لحد م تموتنى بحسرتى عليك

دنى الحج عبداللاه من شقيقه وقال له بصوت خفيض نسبياً عما قبل
_بعد الشر عليك ياخوى، تعيش ويفضل حِسك فالدنيا
إسمع ياعمار أنت ووليد خلاصة الجول يا وِلد ، أنا والحج عبدالرحمن بعد وصية جدتكم دهب الله يرحمها قررنا چوازكم من البنات اللى هى وصّت بيهم جبل موتها

صمتا الاثنين ينتظران ،فقال وليد مندفعاً كعادته
_طب مانختار إحنا ،يعنى مثلا الطشاش ولا العمى زى مابيجولوا يابوى،وبعدين چدة دهب أذاها واصل حياة وممات ..خايف تطلع لى فالاحلام ياناس
_ماتسكت يا واد كنك ساكت ، البنات الل اختارناها ليكم مش هتلاجوا احسن ولا اچمل منهم
ومِنا فينا علام وأخلاج وأدب ودمكم ولحمكم ،بنات عمكم مِحسب ، زمزم وعبلة

هب وليد  واقفا بعدما فغر فاهه من هول المفاجأةً وقال بصوت عالٍ
_مين!!! دا هوايل علينا وعلى الل چابونا ياناس، وأنا ذنبي إيه اتچوز بت عمى مفيش فرق بينى وبين خلجتها غير شنب!! يعنى هى چدة دهب هترتاح دلوك !
حد يرد مرتاحه دلوك ..جعدت تسعوميت سنه تأذى فالل خلفونا وماتت ومكمله المسيرة!

لكزه عمه عبدالرحمن بعكازه وقال وهو ينهره بصوت عالِ
_اجعد يا واد !!! ياجليل الادب حد يتكلم كديتى على جدته الل ربته ! أومال عاوزين تتچوزوا مين ،البنات الل بتاچى عالتليفزيون ولا بتوع المهرجانات
_لاه لا دول ولا دول ياعمى ، بس بالاصول عبلة الهبلة دى اقسم بالله شبهى فالمراية بس بطرحه

تدخل الحج عبداللاه وقال
_اوووووه ياوليد عاد ،كنا عارفين انك فقرى اكتر من عمار وهتغلبنا وياك ، خلص الكلام على كديتى ،انت هتتچوز عبلةوعمار هيتچوز زمزم وكلام كاتير عاوزينش
وشوفوا يوم مناسب نروح نتجدموا ونقروا الفاتحه

كان يستمع عمار للنهاية ومن ثم إنفرجت شفتيه وقال بصوت يملأه الحزن
_طب ليه مدتوناش حق الاختيار ليه يابوى إنت وعمى ؟ ،جولتوا نتچوز قولنا أمين بس مش بالطريجه دى أمانه عليك،وبنات عمى محسب الواحد لا عيحس حاچه ليهم ولا فاكر شكلهم حتى

ضيق الحج عبدالرحمن عيناه له يتفهم إبنه جيداً على ماذا يرمى بحديثه وقال
_أهو دا كلام ماسخ عاوزش أسمعه ، أمك ومرت عمك إتجوزناهم نعرفوش اشكالهم ولا سبج وكان لينا كلام وياهم ،وبالعشرة الطيبة البيت اتعمر
كله عيتچوز كديتى بنفس الطريجه ،موادنكمش كليات فمصر عشان تبجو بتوع بنادر وعاوزين تحبوا زى بتوع البندر وشغل جلة الرباية
دا حتى وَلد عمكم الل طول عمره عايش فالبندر ،چِه واتچوز من هنيتى ،ولو سيبناكم العُمر كله ولا هتختارو ولا هتتچوزوا وهتجعدوا على حالكم

كان يدور الحديث بين عمارووالده ،و وليد يتأفف ويفرك بكلتا يديه ف لاحظه والده وقال
_اجولك ياوليد ، لو مش عاوز تتچوز بنت عمك محسب جول يا ولدى متتكسفش

اتسعت عينا وليد فرحاً وقد ارتفعت حاجباه وقال
_ايوة يا بوى معايزش بصراحه ، دى بت هبلة ولحد اولت امبارح كانت بتجرى ورا عربية رش الناموس
ودم داخل عليها لسانها عيحدف طوب مش كلام وأخاف على صحتى منها

وضع والد وليد ساق على ساق وقال بنبرة خبيثه
_ماشى متتچوزش ومالو،،بس يكون فمعلومك مفيش فلوس ولا أرض ولا بيوت ولا ورث ،هكتبه كله بيع وشرا
لخياتك البنات ...جولت إييييه!

نظر له وليد بعدما زمت شفتيه وضيق عيناه بطريقه مضحكه وقال
_لا حلوة طبلة دى ولاكنو عبله حلوة جميلة ،،ميتى الفرح عاوز اتچوز دلوكتى!!
_
ارسم خطوات خارج اسوارى ، أتظن أنك إستطعت منعي من الخروج الي حريتي !
أنها تقيد روحي لذلك اخطوها بحلمى الوحيد ..النجاة من كل هذا بشهادة أحملها تتحدث عنى وعن ذاتى إلى الأبد ، حلمى الذي لن ينطفئ رغم ذلك السياج رغم الأسوار العاليه ورغم ااسادية التى أعيش بها.
بالجامعة ، بالتحديد بكلية الطب ،
كانت تتلقى حبيبة محاضراتها ، وفى منتصف اليوم شعرت بالتعب ذهبت إلى الكافتيريا بمفردها وقد تابعها ذلك الحارس الذى وضعه لها إلياس طيلة الوقت .
يقف خارج قاعه محاضراتها حتى تنتهى ويعود بها سائقاً إلى المنزل وباليوم الثانى الأمر ذاته .
جلست تتناول طعامها بنهم قبل الوصول إلى المنزل وتناول الطعام به بحساب والنوم حتى الدلوف إلى المرحاض!
كانت تأكل لاتنظر إلى احد ، من بعيد كانت تقف إحدى زميلاتها بالصف ..منذ بدء العام وعندما انضمت لدفعتهم بالكلية أمر حبيبة يشغلها ، لما هى وحيدة؟
من هذا الذى يراقبها ؟ هى لاتتحدث البته؟!
ترتدى ذاك القناعالنقابوعيناها تفيض حزناً، علاماتها وتقديراتها بالفصل الدراسي الأول عالية .
هالة مُبهمه حولها ، كانت تترقبها من على بُعد حتى قامت إحداهن بمناداتها
_يا أمنية!
إنتبهت الفتاه وسارت وأمر حبيبة يدور ب راسها كاد أن يحطمها ..
إنتهت حبيبة من تناول طعامها ، ونهضت من مكانها متوجهه إلى المرحاض ف سألها الحارس
_رايحه فين يا مدام؟!
_هروح الحمام ،ممكن؟!

ذهبت وتبعها هو حتى دلفت  , قضت حاجتها وغسلت وجهها ويداها تستفيق ومن ثم خطرت على بالها فكره !
ماذا لو هربت!!!
ولكن إلى أين؟ لاتعلم ..هى تريد الهرب من ذاك السجان وحسب وبعدها ستدبر أمرها
تنجح فقط بمحاولة الهرب ومن بعدها سيحلها الله لها ، خطت بخطوات هادئه خارج المرحاض تترقب أين يقف الحارس .
ها هو هناك لاينظر ناحية المرحاض، بخطوات بسيطه ترجلت حتى ابتعدت عن مكان المرحاض وهربت سريعاً إلى الباب الخلفى للكليه ومنه كانت تعدو بسرعه حتى باب الجامعة !

#نور_إسماعيل
_
روحى تتمنى روحك لكن غرورى يأبى الاعتراف..أو خوفى!
كلا المعنيان صحيحان للغاية  ،واعتاد قلبي على الكبرياء فلن ينحني إليك, فاعذر كبريائي كما اعذرك دوماً، وإنتظرنى إلى حين تنفرج شفتاى عن مافى قلبي ..أو لا تنفرج
فى كل اللحظات ..إنتظر,,
_النبي يا خالتى مانعرف ،،جلبي مش متطمن عليها
تفوهت بالجمله حفصه ف أردفت أم زكريا زوجة أبيها لها اثناء طيّهم للملابس المغسولة
_مش متطمنه كيف! هو حد زى حبيبة ولا فعيشه حبيبة
راحت مصر وعايشه ففيلا والخدم والحشم ،وكملت كليتها تبجى داكتورة
وچوزها مال وچمال وعلام وتجولى خايفه! دا شكل هناء جبل م تموت دعت لها لما جالت يابس

إلتوت شفتى حفصه وأردفت
_ياخالتى عجولك نرنوا علي چوزها الفجرى ديتى فين فين يرد ، وهى فين فين ترد والبت عتتكلم كديتى كأنه بحساب ،وبعدين الل معاه فلوس دهوت وخدم وحشم عارفش يخش عليه الحامى على جلبه
ويچيب لها تلافون نكلموها بعد م تلافونها باظ!

_يمكن هى عاوزاش عشان تركز فمذاكرتها

نظرت حفصه إلى زوجه أبيها بإقتضاب واردفت تمط شفتيها
_لاه ، جلبي مش متطمن أبداً ابداً،الله يهديك ياعمى وتخلينا نروحوا نبص عليها مرة
يمكن جلبي يتطمن ياناس

قامت أم زكريا بتسديد لكمه فى كتف حفصه بقبضه يدها وأردفت تستشيظ غضباً منها
_ياختى خليكِ فروحك ، هى إتعلمت وإتچوزت وإتهنت خلاص
فكرى فروحك هبابه ،الل فسنك عيالهم عيرمحوا جدامهم رمح

لم تجيبها حفصه، سوى إقتضبت قسمات وجهها ف حسب ف دلف أحد اشقاء حفصه الصغار
يردف
_همام بره يا أمااه ندخلو؟
_دخله يا واد ،ولد خالتك سايبه واجف

دلف همام وم أن وقعت عيناه عليها إبتسم إبتسامه أوسع من إبتسامته المعتاده وأردف
_يامساء الورد ،ازيك ياخالتى .. ازيك ياحفصه
_اهلاً يابوى

إبتسمت ام زكريا وأردفت
_ازيك ي همام ، مبروك الشجه يا واد تخلصها وتنورها بعروستك يارب

إبتسم همام ونظر ناحية حفصه وأردف
_يارب
_اجعد هروح أعملك الشاى ابو نعناع وتحكيلى ، امك عامله كيف مش زينه؟
قالتها وهى تهرول ناحية المطبخ وتركته مع حفصه التى مازلت تقوم بطى الملابس وترتيبهم ،ف اردف لها همام بصوت عالى وهو على نظرته إلى حفصه
_زينه يا خالتى وعتسلم عليكِ، ازيك يا حفصه !

تشدقت حفصه بشفتيها وأردفت وهى تنظر يمينا ويساراً
_جولنا الحمدلله يابوى ، م خلاص فُض عاد
_عامله كيف هنيتى مرتاحه زى بيت عمك درويش

كانت تتحدث وهى تنظر إلى الملابس وتقوم بعملها
_أهو كلها بيوتنا وكلها راحه
_ربنا يريح جلبك دايماً

رفعت حفصه نظرها إليه وأردفت
_مبروك صوح عالشِجه ، م طبعاً دروس وبنات طالعه وداخله وبجيت مدرس وحدش عارف يكلمك يا وَلد مَنونة

إبتسم همام وأردف لها بصوت خفيض ينبنض بالحب
_كُل دا عشانها والله

على نظرتها حفصه للملابس وطيّها وترتيبهاا
_هى مين  يا معدول ؟

مد بعنقه للإمام ناحيتها وأردف بغرام قلبه أخيراً
_حفصه!
تركت حفصه الملابس على فجأة ، ورفعت له بصرها وقد إبتلعت ريقها بصعوبه
وأردفت تتلعثم
_عاوز إيه منها حفصه ؟
_مش سألتينى لمين دا كله؟ بجولك لحفصه

نهضت من مكانها وقد استعدت لقذف سبابها ولعناتها ف أوقفها هو
_حفصه أنا بنحبك وعاوز نتچوزك ،لو جولت لعمى منّاع توافجى ؟!

نظرت له حفصه وما إن انفرجت شفتيها حتى دلفت زوجة أبيها
_الشاى ابو نعناع يا همام زى م عتحبه ، جعمز يالا وحشتنى جعدتك ياولد اختى

كان همام على نظرته إلى حفصه، أما عنها فتركت المكان مع قولها وهى تدير لهم ظهرها هاربه
_كملى إنتِ ياخالتى ،أنا رايحه نشوف العيال فين

هربت كالعادة ، وأحياناً الصمت علامه الرضا
قلبه يُحدثه ب أنها راضيه ولكنها تكابر ...إذا ف خير البر عاجله لا محاله !
_
مقص كبير كان ممسكاً به إلياس ، وباليد الأخرى خصلات شعر حبيبه الناعمه الطويلة الكثيفه الملونه بلون القهوة !
كان يقص خُصلة بعد الأخرى وهى تبكى بحدة ، تخبئ عيناها بيدها لاتريد رؤية المنظر ..رؤية انوثتها وهى تضيع مثلما ضاع  ماتبقى منها .
كان يتحدث ب إحتداد وعنف كعادته ، شخصيته القاسيه السادية تفرض سيطرتها بقوة ،والجانى والدها
وهى المجنى عليه الوحيد !
_عاوزة تهربي ! فاكرة إنى مش هعرف أجيبك ؟!
عاوزة تهربي تروحى فين ؟ لعمار طبعاً مش كدا
حبيب القلب الل سافر واتغرب عشانك ياهانم ، وللا يكونش فيه فالملعب حد جديد من الكُليه!
إنتِ فاكرانى نايم ع ودانى ؟!
فكل مرة هتغلطى غلطه هعاقبك عقاب ميخطرش على بالك ..فاهمه ولا مش فاهمه
دلوقت هخليكِ مَسخ ، لاشكل ولا صورة
عارفه ليه ، عشان اتجرأتِ..إتجرأت على إنك تتمردى يا حيوانه
تتمردى على قوانينى !! أنا هعرفك كويس إزاى الندم
وازاى الحسرة لحد م تبقى عبدة تحت جزمتى ..ياحيواااانه !

كانت صامته ،لاتتحدث البته ..عيناها فقط كانت المتحدثه
عبراتها وشهقاتها وخذلانها ووجعها ، ألا يوجد مفر !
ألا إنتهاء من هذا الكابوس ؟! خصلات شعرها متناثرة هنا وهناك حولها
تماماً ك روحها البريئه مُزقت ل أشلاء بفعلته هذه وبكل فعل يقوم به معها
يجردها من نفسها حتى ينجح فى أن يجعلها جماد أوامره ..يتحرك كيفما يشاء وقتما يشاء،
__
كان وليد يناول والدته قرص الدواء وكوب المياه ويجلس بجانبها يتودد لها
_يا أماااه أمانه تكلميه أمانه عليكِ  جوليله

إبتلعت السيدة قرص الدواء وأردفت بعدما تجرعت جرعه الماء
_أجوله إيه ،أبوك خلاص خد القرار هو وعمك وكمان دى وصية چدتك الله يرحمها

نظر وليد إلى السماء وتحدث بفروغ صبر
_يعنى يارب لو روحت ولعت فتربتها مش هيبجى ذنب !

ضحكت والدته ولكزته فى صدره ف أكمل هو
_أمى ، والمصحف الشريف مش عنحب البت دى مش عنجبلها
_ليه مالها عبلة يا واد !
_مالها عبله! دى هبلة دى طبلة ..عبلة دى هتچيب أجلى  بت معنچرة ولسانها تتلفح بيه
هى وحرق أبوها والل خلفوها وميجدرش عليها حد

زمتت والدته شفتيها وأردفت
_هى عشان بس دمها حامى ، لكن طيبة وبتاعت بيوت يا ولدى إسمع منى
_يارب يعنى اروح انط جدام السريع يلهفنى عشان ترتاحو

ضربته والدته فى صدره بقوة وأردفت
_بعد الشر عليك يا ولدى متجولش كديتى لانزعل منك والله
_ياماااه سايج عليكِ النبي كلميه
_طب إنت فبالك واحدة تانيه ،ساعتها ممكن اكلمه انك عاوز غيرها

شرد وليد وصمت وعلى الناحية الاخرى كان عمار يقوم بنفس الأمر مع والدته
ويحاول أن يهرب من ذاك الأمر
_يبجى عشان حبيبة يا ولد بطنى!

نظر عمار لها وأردف
_هنظلمها والله، وأنا مش عاوز نشيل ذنب حد حرام
_وابوك عنده حج ،لو سيبناك لا أنت هتتچوز ولا هتجول

تنهد عمار وأخذ يقضم بشفتيه ب أسنانه فتحدثت والدته
_إسمع ياعمار، دا أنسب وكت وأنا وابوك نفسنا نشوف عوضك يا ولدى
وزمزم بت زى العسل ،مؤدبة وغلبانه والله
_ياماااى عنديش إعتراض عليها، بس وغلاوتك إنتِ م عندى حاجه چواى ليها
ولاهعرف

دنت والدته منه قائله
_عاشرها بالمعروف ، هتنسيك الل مش من نصيبك والعيال والخلفه
والمسؤلية والله يا ولدى هيطلع كله كلام فالهوا وجول أمى جالت
بس طاوع أبوك ، ابوك عاوز مصلحتك
إسمع كلامى إن شالله يرضى عليك !
_
هل توافق على هذه البَيّعه!
أهديكِ وردةً وقلباً وعمراً ، وتهديني حُباً وقُرباً ورفقاً  بقلبٍ أَحَبَ وعفَّ ؟!
_مش مصدجه ،مش مصدجه يا منت كريم يارب الحمدلله الحمدلله

كانت تردد زمزم كلماتها وهى تدور بغرفتها كالفراشه ، تقبل الجدران والفراش والأشياء الموضوعه والمعلقه،اذا نظرت لها من بعيد ستظن ب أنها مجذوبه بلا شك!
كانت تنظر لها عبلة وهى تضحك وتعقد ساعديها أمام صدرها ، وزمزم تتحدث بشوق وفرحه عارمه
_أمك عتتكلم صوح!! يعنى سمعتِ الل سمعته يابت ياعبلة ؟
عمار چاى يخطبنى بُكره ! بكررررررة

أخذت تضحك عبلة وهى تردف
_ايوة چاى يخطبك وأنا وجعتى وحظى مع الملكوم الل ميسماش وَلد عَظيمه ابو لسان عاوز جطعه

قامت زمزم ب إحتضان شقيقتها بقوة وأردفت
_ربنا حنين جوى ياخيتى ، جوى وبيسمع وعالم بالجلوب
والله عمرى م بطلت أدعى ولا عمرى إتراچعت حتى اما كان يحب حبيبة وأتجدم لها

نظرت إلى السماء ورفعت كفيها
_يارب اشكرك واحمدك طول عمرى على نعمتك وجبرك لجلبي وخاطرى يارحمن

فرت هاربه من أمام شقيقتها إلى والدتها مبتسمه الفرحه لم تسعها فنظرت لها والدتها فقالت زمزم
_أمااه هتروحى لأم عاطف ميتى ؟

نظرت لها والدتها بتعجب
_أم عاطف ؟ ليه
_ياماااه فيه أمانه عاوزاكِ تديههالها ،مرة غلبانه ومعاها أيتام

قامت زمزم ب جلب مبلغ خاص بها وأعطته إلى والدتها ومن ثم عادت إلى شقيقتها وهى تتحدث
_لما ربنا يحججلك أمنيه ، طلعى صدقه
ولما تعوزى ربك يحججلك حاچه برضو طلعى صدقه

كانت تضرب عبلة كفاً بكف تتعجب لحال شقيقتها ومازالت زمزم تتحدث وگأن حديث قلبها كان حبيسها منذ زمن واليوم تم الإفراج عنه
_يعنى مبجاش حلم ي عبلة! هصحى على شوفته
وانام على صوته ، هعمله الوكل
واغطيه واكويله هدومه و
_وتحميه وترضعيه ،ايااااا كل ديتى بالراحه على روحك كنت عارفه والله أول م أمك جالت برچ دماغك هيطير يابت ابوى

قالتها ساخره ف أردفت زمزم
_طب أنا وعارفه مالى أكيد موافجه ودا اليوم الل عاوزاه من زمان،وإنتِ موافجه على وليد؟!

صمتت عبله وشردت ولم تجيبها ..
_

تأكدى بأني وإن رأيت النور في غيرك سأختارك حتى النهاية .،،
كان يقف عمار أمام المرآه يتأكد من هيئته ،شرد وأردف بصوت متهدج
_وليد،أنا مش عاوز أروح !

نظر له وليد وأردف الآخر بعد تنهيدة طويلة
_ولا أنا وربي يعلم بحالى شكله إيه

أقترب وليد من وقال بنبرة حزينه
_طب م تروح تجولهم ، جولهم مش عاوزين نروح ومش عاوزين اصلاًچايز يسمعوا بجى

رفع عمار حاجبه وقال له معترضاً
_ياسلام!!! وليه أنا م تروح إنت أنا حاولت معاهم ومنفعش وأديك شوفت
_أنى أجولك ليه ، أبويا وابوك بيسمعوك ويحبوك ويحبو كلامك
_مابيحبوك إنت كمان ! لاه مرايحش
_إعمل معروف ، مانا فموضوعك زمان شيلتهولك لوحدى
_أنهى موضوع؟
_بتاع شذى
_لا والله ، ولمّا إنت حوّلت من هندسة لتچارة انجلش وحصلت الغفلقه مين الل خد الكلام بدالك
_طب فاكر الدور الل فات فعزا عمتك سَكينة الله يرحمها جولتلهم سيبوه نايم وأروح أنا معاكم لما اتعفرت تراب يوم العاصفه

ضيق عمار عيناه وقال متحدياً وليد وقال
_وففرح حامد شداد مين راح وچامل وسد مكانك وعملوا عيطه ساعتها وإنت كنت فالغردقة بتستعبط
_ولمّا أمك تعبت فنص الليل مين طلع وراح للدكتور فعز البرد عشان البيه كان فمصر

وقف عمار فاغراً فاه وسدد لكمه بصدر وليد مردفاً
_وفولادة أختك شيماء مين الل راح مع چوزها ومع الجماعه وفضل واجف على رجله لحد ماجالى روماتيزم وانت كنت خالع ضرسك ومروحتش ودخل عليك دم

أشار وليد بكلتا يديه إلى نفسه ساخراً
_خلاص يعنى ، چت على أخوك جرمط وجالت لاه !

شرد عمار وقال بتنهيدة حزن
_شكلها مفيهاش مَفر يا ولد عمى ،يلا نتوكلوا على الله ونعمل الل هما عاوزينه مدام هيرضيهم
قالها ثم رفع بصره ل وليد واردف متسائلا ً
_طب أنا وعارف ليه مش عاوز أروح وتقريباً كلكم عارفين ،طب وإنت؟!

لوهلة ظننت أنه يمكننى البوح بما فى داخلى ثم عدت لعقلى قبل فوات الاوان.
إستفاق وليد  من شروده وتحدثه إلى قلبه ثم عاد بسخريتة كعادته قائلا ً
_ جوم جوم ،لا أنت هتتكلم ولا أنا هتكلم هى هوايل علينا وعلى الل جابونا
يلا بينا كنو هتبجى أيام مغفلجه مع بت محسب شالله عجرب يكشحها كشح!
سارا محاذيان بعضهما البعض مقصدهم واحد ، وليد يتنفس الصعداء وكأنها الجاثوم تطبق على أنفاسه .
وأما عن وليد فهو شارد ماضٍ فى طريقه،وبداخله يردد
"لن تغيبِ ابداً عنى أو عن مخيّلتي يوما ً مهما حدث.. فالبطلة تبقى المفضّلة حتى وإن ماتت في نصف الرواية !"
__

 

أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمُها وَشابَهَه
أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
فَيا لَيلُ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٌ
إِذا جِئتَكُم يا لَيلُ لَم أَدرِ ما هِيا(إمرؤ القيس)
                       **
الفصل(19)
__
أكواب العصير وصحون الفاكهه وصحون الحلويات الشرقية المُعدة من قبل العرائس زمزم وعبلةكل هذا موضوع على المنضدة بغرفة إستقبال الضيف أمام عمار ووليد ووالديهم الحج عبدالرحمن والحج عبدالااه والسيدة تحيه والسيدة عظيمه وبعض من أزواج شقيقات وليد حاضرون أيضاً.
تنحنح الحج محسب وأردف وتكاد الدماء تتجمع بوجهه من عِظم فرحته
_والله شقتنا البركه ، يا أهلا وسهلاً

نظر الحج عبدالرحمن إلى الحج عبداللاه أى انه هو من سيبدأ الحديث أولا
_من غير م نلف وندور يامحسب، كلمتك أننا چايين نطلب زمزم وعبله بناتك لعمارووليد وان شاء الله الشجتين بتوعهم يخلصوا وندخلوهم على خيرة الله ،ايه رأيك

اتسعت بسمه محسب للشقين من وجهه بينما أعتلت زغرودة والدة الفتيات ،ف أردف محسب
_يابوى خدوهم معاكم وانتو مروحين دا كلام يا حچ دول بناتكم

ضحك الجميع ف دنى وليد من أذن عمار وأردف بهمس
_طبعاً ناخدهم وإحنا مروحين ،توزيع مصايب من بدرى هو

غمزه عمار بيده أن يصمت وظل عمار على نظرته لأسفل دون كلام ، نادت والدة زمزم على الفتاتان
وم أن دلفا فى أبهى حِلتهم ، صافحا السيدات والدة وليد ووالدة عمار
وقاموا ب القاء السلام من بعيد على البقية للإحراج وجلسا ، زمزم عيناها مثبته ناحية عمار كاد قلبها أن ينخلع من مكانه ،بينما كانت عبله تتشدق بشفتيها تنظر ناحية وليد الذى كان ينظر لها ممتعضا ودنى ثانية من أذن عمار قائلا
_حاطين كل واحدة منهم ٤كيلو بويا جال يعنى عرايس وهما شبه عمك محسب بس من غير عِمه !
_إنت هتسكت ولا هتخليهم ياخدوا بالهم ، خللى اليوم يعدى يا وليد
_عاوزهوش يعدى يا ابو اخوه ،يارب تخرب يارب بالبنات البوم اللى ملزجينهم فينا دول
كتم عمارضحكاته ومن ثم دلف شقيق زمزم وعبله الأكبر والشقيق الذى يليه مُرحبين بهم ،وبين حديث طويل عن تفاصيل الزيجتين وقد تم الإتفاق
اعتلت الزغاريد وتمت قراءة الفاتحه..قام الحج عبداللاه بالاستئذان 
ب أن يتركوهم وقت بسيط ليتناولوا العشاء معاً ،بالبداية تلعثم محسب وتشاور إبنه الاكبر ولكن والدتهم أقنعتهم.
وضع العشاء بالخارج للجميع ،وبالداخل كان العشاء مُعد لأربعتهم عمار وزمزم وعبلة ووليد !
_كُل وسمى الله ،انا وعبله الل عاملين الوكل دا كُله

رفع عمار بصره الى زمزم وتصنع الابتسام وأردف
_مانا باكل ، تسلم ايديكم
_تحب اجطعلك من الفروچ،ولا استنى خد اللحمه دى أنا مسوياها زى التليفزيون
وكُل مكرونه عاملاها بالموتزريلا
ضحكت بخفه وأردفت
_والله بعتت بت أخوى للبندر تچيبها عشان اعملهالك وتعچبك

سرحت بعيناه وأردفت بهيام قلبها
_يارب تعجبك وبالهنا والشفا على بدنك

لم يستطع عمار الرد سوى بالابتسام لها فقط وأردف ب كلمتين
_تعبتِ نفسك ،الوكل زين تسلم ايدك

كانا يأكلا عمار وزمزم تحدق به بغرامها المُفعم،وعلى الناحية الاخرى كان وليد على جلسته وعبله تنظر له وهى تأكل
_ماتاكل ولا محتاچ عازومه ياك !

إمتعض وليد بشفتيه وأردف
_واكل جبل م ناچى
_طب زود ،هنكون عاملين الوكل دا كله وتاكلش !
_يابوى شبعان مشاركانى أنت ِ؟

رفعت عبلة أحد حاجبيها واردفت وجزء من فخذ الدجاج بفمها
_عنك م كلت يعنى هنبوسو يدك ، عنطزه كدابه عارفاش على ايا
_خريچ تجارة أنجلش وموظف كابير فالبنك يابت العيان

رمقته عبله من أسفل لأعلى بعدما وضعت بفمها ملعقه ارز وقالت
_ما ايوه كابير السفاره ، وانا معاى بكالوريوس تربية سمعت عنها يا أستاذ ولا جالولك تعالا نخطبلك الل واخدة ساته إبتدائى

نظر لها وليد بتعمق وأردف محذراً إياها
_هتتكتمى ولا نجلبوا الصونيه !
تركت عبلة الطعام ورفعت أحد حاجبيها وقالت
_تجلبها على مين !
_على أى حته مش عاچبانى عتمسكى فالكلام ليا
_آآه عنحسب !!
_لاه تحسبيش

تمتم بسره وهو ينظر لها وهو تأكل بنهم وكأنه آخر طعامها على الأرض
_كُلى كلك السريع من بدرى ، دم فخلجه اسماعيل يس الل إتوكست بيها !

إنتهوا من طعامهم ، جلس الجميع سويا مرة اخرى ..قدمت الفتاتان الشاى وبناء على طلب عمار فنجان القهوة
الذى كانت تصنعه زمزم بقلبها لا بيداها!
إنتهت الزيارة على موعد ل شراء الشبكهوتلبيسها وتحديد موعد الزفاف
حاولت زوجه شقيق زمزم وعبلة الأكبر أن تدخل وهى تمزح وإقترحت أن يتبادلوا ارقام الهواتف كى يتم الاتصال بينهم ففترة الخطبه ، كان الأمر صعب للغاية على عمار
فهو على صمته منذ بداية الزيارة ،اما عن وليد اعترض بالبداية وعندما نظر الجميع له حوّل الموضوع للمزاح
ووافقوا بالنهاية ، وانتهت الزيارة ورحلو
وزمزم ممسكه بهاتفها ودونته عمار عمرىوأخذت تقبل الإسم
بينما دونت عبله وليد ب إسمه العادى وهى تتمتم
_ملكوم فزوره ولسانه طويل بس عسل ،حىّ أما يتلفاه !!
_
لم تكن تراعي إنني طفلة ما زلت أرهب ساعات الليل وظـُلمة الغرفة ..وأصوات التنفس العالية التي أشعر بها بالإضافة للزفارات الحارة التي كان يقشعر بدني أثرها ..
الآن ظهرت لي أخيراً ..ظهرت لى على حقيقتك البشعه.
بعد فوضي مشاعري البلهاء ..كُنت اظن لوهله إنك خلاصى الوحيد.
المكان ما زال مظلماً وساعات الليل متوقفه، بل الساعات متوقفه ليلاً ونهاراً!
ارى المكان مظلما حتى وإن كانت الشمس تنتصف بمنتصف المنزل طول اليوم.
لم يكن يرعبني مظهره كما تُرعبني نظرة عيناه...
كونّ إن هناك أحدهم ينظر لعيناك،لأفعالك،لتصرفاتك..يراقب كل فعلٍ لك  ويثبت إنه حقيقة يمكنك الشعور بها ،او اللاشعور كلاهما واحد عندى.
تختلف ملامح السخرية عن ملامح الخوف ..!
مازال قلبي ينبض بقوة عندما أسمع هسيسه خلفي ، صوت أنفاسه الكريهه
لكني حاربت للنظر حاربت الاحساس....
لن انظر !!
لن أنظر !!
ظلت أردد هذا داخلي كثيراً ربما ساعات ..مع إغماضي لعيني ..
يمكنني تخيل الآن أنني في الملاهي .. أو أعود بذاكرتى قديماً واتخيل يوماً قد سُعد فيه قلبي حقاً!
ل كلمه أحدهم ،او لفعل مقتحم اسعد قلبي ولو لدقائق!
لكن كل ما كُنت به كان الأسوأ حقاً! فتحتُ عيناي مـُجبرة ..
مازال لم يسأم من أفعاله معى ،أظنها النهاية ..!
ألن تشرق الشمس أبداً ..!
وضعت يداي علي عيني وانا أنظر لنافذة غرفتي مع مرور أول شعاع للضوء،شعرت ب الجوع كاد يلتهمتى ويحطم أنسجة معدتى الداخليه، نظرت إلى قطعة الكيك الجافه التى بجانبي
ومن ثم دلف إلياس سجانى ،هرولت ناحيته ب آخر ما عندى من قوة
_إلياس،، أنا جعانه
دفعها بعيداً عنه ودلف إلى غرفته وفحص بعض الأوراق وجلب منها البعض وترجل منصرفاً مرة أخرى إلى الخارج

أمسكته حبيبه وقالت ب وهن شديد
_أبوس ايدك هموت من الجوع  ،إنت بتعمل معايا كدا ليه ؟ أنا مش بقيت بعمل كل الل يرضيك

أمسكها إلياس من معصمها وقال بعنف وهو يهز جسدها بقوة
_عندك الأكل جوا ،إطفحيه ومتوجعيش دماغى
_حرام عليك أكل إيه الل أكله ؟ دى بتاعت كيك ونشفت ومن امبارح

هنا انفاس الغضب من إلياس تصاعدت ،أمسكها بقوة من أطراف ثوبها
وأقترب منها جدآ كادت أنفاسه الكريهه لها تحرق وجهها وملامحه
وأردف بشراسته المعهودة

_عشان مش عايزة تكونى عبدة ليّا ياحبيبة ، لسه بتعاندى أوامرى لسه بتتمردى
هفضل أذلّك لحد م تركعى تحت رجلى
سامعااااه !

ترقرقت الدمعه بعيناها وجثت تحت قدماه تقبلهم بحرارة وهى تبكِ بشدة وتتوسل له ، لم تكن تعلم أن تلك الأفعال تجعله يشعر بالنشوة أكثر ،بالانتصار ،بالفخر،بأحساسيس تخصّه وتخصّ مرضه النادر
ضحك إلياس ضحكاته الهيسترية، رفعها إليه وهرول بها إلى الفراش ومن ثم قذفها عليه بقوة ،مزق ثيابها كعادتة بوحشية ..وبدأت مغامرة من مغامراته معها المُقززة من جديد.
_
مرّت فترة ..
أقنعت حفصه عمها درويش بالسفر إلى حبيبة للإطمئنان إلى حالها ، تريد أن تراها وجهاً لوجه
تريد ان تشعر بعناقها ، بأنفاسها
ترى عيناها وهى تتحدث ..تشعر بها ،تطمئن وحسب !
بالإتفاق مع زاهية شقيقته ووالدة الياس ، سافر درويش إلى القاهرة
ذهب أولا ً الى شقيقته ورحبت بهم بحفاوة ومن ثم ذهب جميعهم إلى إلياس وحبيبة !
وما إن فتح الباب لهم
_يا أهلاً اهلا ياخالو ، حمدلله عالسلامه

رمقت حفصه حبيبة تقف بالخلف ، تخطت وقفه إلياس وبسرعه البرق
هرولت إليها وقامت بعناقها بقوة كادت أن تفتت عظامها من شدة الاشتياق!
_كان جلبي هيوجف لو فضلت عارفاش أشوفك أكتر من كديتى !
سنه يا حبيبة!

على صمتها حبيبة لا تعلم بماذا تجيب، رحبت ب والدها وقبلت يده على مضض
رحبت بحماتها زاهيه وجلس جميعهن
كانت ترتدى وشاحها حتى لا يروا شعرها القصير المقصوص بشكل رث!
تقمص إلياس شخصيته الثانيه ، أخذ يرحب ويقدم الضيافه لهم ويبتسم لهم وإلى إلياس ولكن مازال قلب حفصه غير مطمئن حتى قالت

_عن إذنك يا ولد عمتى ، هناخدها بس چوا فالأوضه
اعتبرنى أمها وعاوزة نتكلمو معاها

نظر الياس نظرة توعد مُحذراً عبلة ،نظره تحفظها هى عن ظهر قلب ومن ثم أردف إلى حفصه
_إتفضلوا طبعا البيت بيتكم!

ولجت حفصه إلى غرفه نوم حبيبه ،وأوصدت الباب وقامت ب إحتضانها مرة أخرى ،فخارت مشاعر حبيبه وكأنها كانت حبيسه ..بكت بحرارة ب أحضانها كطفله ضائعه واخيىاً وجدت أمها!
_فيكِ إيه يابتى؟!

حاولت حبيبة عدم التحدث،فهى تعلم العقاب
_مفيش ،بس ماصدقت أشوفك وحشتينى أوى
_والله ما أكتر منى ،إتوحشتك جوى جوى ويعلم ربي أبوك من ميتى اجوله ننزل
طمنينى عليكِ زين معاكِ چوزك ولا مش زين ؟
والكُليه وزملاتك ! طمنينى يابت عمى
وبالرغم من ألمى الذي فاق ألمها الآف المرات إلا انها هي الحقيقة الوحيده في حياةٍ ملأها الزيف والنفاق والقسوة ،ستظل حفصه ،ستظل أمى !

_أنا كويسه متقلقيش عليا
هبط الوشاح رغماً عنها ف رأت حفصه منظر شعرها الغريب ، هلعت ووضعت يدها على فمها وقالت
_إيا دى يا حبيبة! ايا الل حصل لشعرك

تلعثمت حبيبه ووضعت الوشاح ثانية وأردفت
_لاء ماهو ..هو ، هو كان بيقع لوحده ومعرفتش حل غير إنى اقصه

كانت تنظر حفصه بحزن لها ولحالها الغير مطمئن وقالت
_تجصيه مش تچدريه! دا كان يا محلى شعرياتك يا حبيبة برضو ديتى كلام !

إقتربت حبيبة منها وأمسكت يدى حفصه ب حب وأردفت لها
_سيبك منى ، إحكيلى عنك عاملة ايه واخبارهم ايه فالبلد
انا حاسه أنى بقيت فكوكب تانى

صمتت حفصه وإبتسمت وشعور الخجل يختلجها لأول مرة وأردفت تنظر لأسفل
_إنى اتخطبت يا حبيبة!

إتسعت حدقه حبيبه فرحاً وقامت ب إحتضانها بقوة وتقبيلها وأردفت
_بجد! بجد بجد يا حفصه!! أخيراً مين هاه
_همام كرم ..نعمل ايه بجا جدرى

ضحكت حبيبة بشدة وأردفت لها
_أقولك ع حاجه ،كنت حاسه كان بيبان عليه وانتِ تديله فجنابه وهو راضى

ضحكا الاثنتين ،ف أكملت حبيبة
_والجواز أمتى ؟
_لسه جدامنا شوية ، دم يدخل عليه مش خبط لزج كويس إنى وافجت من الأساس

تعمقت حبيبه بعيناها الحميلتان بمقلتى حفصه وقالت بخبث مضحك
_وإيشمعنا دا الل وافقت ِ عليه يا حفووووصه !! رغم أنه أصغر منك
وكنتِ كل ما تشوفيه تشبعيه كلام

تنهدت حفصه بعدما قضمت شفاتها السفلى خجلاً وقالت شاردة
_معرفش يا حبيبة ،والله مانعرف ..ايوة عزعج له وعنديله فالكلام
بس غلبان وطيب ،وحسيت أنه ممكن يكون عيحبنى صوح وشارينى
وممكن يعوضنى

إبتسمت حبيبة وقالت لها
_طب وإنتِ؟
_إنى ! بس يابت بطلى جلة أدب اومال الچواز علمك جلة الحيا ياك !

ضحكا الاثنين وأردفت حبيبة
_عمارووليد عاملين إيه؟!

هنا دب قلب حفصه،هل ستخبرها ..لابد من إخبارها فهو أمر سيعرف بالتأكيد
فهما ابناء عمومه زوجها ،ومن عائلتها
بعد تفكير قالت لها
_خطبوا الاتنين بنات محسب زمزم وعبله،والچواز باين بعد كام شهر

على نظرتهاحبيبة إلى حفصه حتى إمتلأت عيناها بالدمع ، بكت فى صمت وهبطت عبراتها
ف قامت حفصه بتهدئتها وربتت على كتفها قائله
_كانوا هيعملوا ايه يابت عمى بس! سُنة الحياه

مسحت حبيبة دمعتها وهى تتحدث بصوت متهدج ووجهها أحمر وأنفها
_مش زعلانه انهم هيتجوزوا ، أنا زعلانه ان خلاص كلكم هتبقالكم حياتكم
وأنا هنا هفضل لوحدى ،خلاص هتنسونى يا حفصه

_ووحدك ليه يابتى ،ما معاكى چوزك ..اينعم انا عجبلوش
بس هو چوزك بردك وزين معاكِ ،مش صوح ؟!
قالتها حفصه فشردت حبيبة ونظرت الجهة الأخرى وفى نفس اللحظة كان وليد أمام خزانته
يُخرج قميصاً لارتداؤه فتذكر ،ذات مرة أثناء إحتفالهم ب ليلة حِنة إحدى شقيقاته
وقد رأى حبيبة ويرتدى نفس القميص ، فكانت هى تقوم بغسل يدها من اثار الحنه الخضراء
رأته وبعد القاء السلام قالت
_على فكرة ، جميص نبيتى ميمشيش مع بنطلون بنى

نظر وليد إلى نفسه وأردف لها
_أومال ينفع عليه إيه
_شوف انا مش بخرچ كاتير ، بس بحس أن بنعرف فالذوج
قميصك يمشى عليه بنطلون ابيض ، اسود

إبتسم وليد وأردف لها
_خلاص ماشى نغيروه

ضحكت حبيبة
_صح هتغيره ؟!
_طبعاً،حبيبة أمرت !!

عاد وليد من ذاكرته بعدما تنهد وهو ينظر إلى القميص وأعاده ثانية إلى الخزانه
بينما أمسك هاتفه واتصل ب عمار الذى كان يمسك وشاحاً ملتصق به بعض الشعيرات البُنيه
واردف
_أيوة يا وليد
_يلا عشان نتأخروش ،ربع ساعه وابجى تحت أنى
_ماشى

أغلق عمار وقبّل الوشاح بحرارة عدة قبلات وهو يشتم رائحته وتذكر حينما
إقتحم منزل درويش فجأة يوم زفاف حبيبة
وحينما تحدث إليها وولجت حفصه تخبره أن عليه الذهاب فى الحال
نظر حوله فوجد ذلك الوشاح ف أردف إلى حبيبة
_بتاعك صح ! هخليه معاىّ ..أهو أى حاچه تصبرنى على بُعدك يا أغلى من روحى
أخذه وفر هارباً إلى حيث أتى ، استفاق من شروده حينما سمع صوت طرقات على باب غرفته
ف هرول يخبأه بحقيبه تحت سريره ، وفتح الباب ليجدها والدته ..

#نور_إسماعيل
_
ملابس ، اشياء واغراض للمطبخ ، اوانى وأطقم للاكواب والزجاج والاركوبال
وأطقم الصينى باهظة الثمن ، كل يوم تجهيزات وكل يوم تخرج الفتاتان مع والدتهم وزوجات اشقاؤهم
يبتاعون الكثييير ويعودون .
إقترب موعد الزفاف ، وتم فرش شقه كل واحدة منهن ، زمزم فرحتها تخرج خارج قلبها كادت تكون مسموعه
أما عن عبله ووليد فمازالا على مشاداتهم سوياً المُضحكه .

_إسبوع يا عبله !! إسبوع وهبجى فحضنه يالااااااهوى يابوى !
وقعت زمزم على فراشها تحتضن الوسادة ، فضحكت شقيقتها وهى تمشط شعرها أمام المرآة
_إسبوع وهيبجى لقاء اندر تيكر وچون سينا ، عشان ولد عظيمة لو متلمش هلمه إن شاء الله

أمسكت زمزم الهاتف وقامت بالاتصال ب عمار إثر عمله فى مكتبه على الحاسوب فنظر إلى الهاتف وجدها خطيبته ..زمت شفتيه وأوقف ماكان يفعله وأجاب
_الو ..ايوة يا زمزم

كانت تنام على وجهها وتلعب بخصلات شعرها
_عطلتك ياعمار؟
_ولايهمك ،فيه حاچه ولا عتتصلى عادى ؟

قامت زمزم بتنعيم صوتها وأردفت وهى تتقلب على فراشها وشقيقتها تضحك ساخرة
_إنت فالمكتب دلوك ؟
_آه
_كنت عاوزة نسمع صوتك وو و بس

إبتسم عمار وأردف
_تسلمى يا زمزم ،فيه حاچه ناجصاكِ وأنا مروح أعديهالك ؟!

دبت زمزم على صدرها وهى تزفر بحراره وتشير لشقيقتها وتسبل بعيناها غراماً
وتهمس ب أذن شقيقتها
_يابوى يا مرارى عليه وعلى عسله يارب كرمتنى والله

عادت الى عمار
_لاه عاوزاش غير سلامتك
_طيب هستأذنك بس أخلص الى معاى جبل م اجفل، هكلمك جبل م أنام

قبلت زمزم الهاتف عدة مرات واردفت
_ماشى ،مش هننام مستنياك

اغلقا الهاتف ، ف تشدقت عبله بشفتيها وتصنعت فعل مصمصة الشفتين وقالت
_منحنحين ودم داخل عليكم

نظرت زمزم لها وقالت
_أومال عايزانا نعملوا كيف ولا نتكلموا كيف
_هوريكِ أنى ، دنا ووليد لو طولنا كل واحد فينا يولع فالتانى چوا التليفون منتأخرش

ضحكت زمزم بشدة ،ف أمسكت عبله بالهاتف وقالت
_بُص هنوريكِ المعاملة الصوح
إتصلت ب وليد فقام بفعل غلق الخط ،مرة اثنين ثلاثه حتى أجاب
_نعم يا ملكومه ، نعم يا خطيبة الهم

ضحكت زمزم لأن عبله كانت تضع الهاتف على مكبر الصوت ، ف أردفت عبله
_عتكنسل ليا يا سيادة القنصل
_فالمكتب يا مرار عشتغل مش فالكباريه عرجص عاوزة ايا خبر ايا تن تن تن تن
_كنت نجولك راچع ميتى من المكتب عشان نكلمك جبل م ننام عاوزاك فموضوع

زفر وليد بحراره وترك الهاتف وعاود وأمسكه واردف ممتعضاً بقسمات وجهه
_يابوى سيبينى السبوع دا اجعد فيه فالشغل ،اجعد مع اصحابي
اجعد فالحمام ابكى يمكن يلبسنى چن
واسبوع ونكدى براحتك وأحكى فالل عاوزاه

_لاه إنهاردة! روح وهرنلك ويكش تردش يا ولد عظيمه
_هما جالولى ، جالولى الايام الطين هناك اهيت جولتلهم لاه لسه فيه وكت
راح نزل الجفا على جفاى الحمدلله ولاجيتك جدامى

تصنعت عبلة الضحك وأردفت
_خلصت تعديد زى المرة الل مات چوزها ، خلص ورنلى عشان باقتى خلصت
_طب الحمدلله
_وليد !! كلمه واحدة تخلص وتكلمنى عشان عاوزاك فموضوع ماشى
_روحى ياشيخه من هنا لحد م اروح نكون طلعنا عليكِ نصلوا فالچامع،غورى
_چاك غورة

أغلقا الاثنين بينما كانت زمزم كاد أن يقف قلبها من الضحك ، فنظرت لها شقيقتها وقالت
_عتضحكى شوفتِ السيرك القومى
_طب م تجولى انك مش عاوزاه زى إلياس

نهضت عبله واردفت بنبرة صوت بها دهاء
_لاه ،مين جال عاوزهوش!
_يعنى عاوزة وليد وعتكلميه كديتى ، كل دى فتره خطوبة م عدلتوا سوا حتى مرة
_هو على كديتى ،انا وهو جط وفار لناش فالدلع وجلة الربايةبتاعتك انتِ وبشمهندس عمار نبع الحنان
دم ياخده

قامت زمزم بصفع شقيقتها بالوسادة بقوة وقالت
_تدعيش عليه يا ملكومه ان شاء الله انتِ ..

نامت زمزم بمكانها تحلم بيوم عُرسها ، والذى كانت تقوم بعدّ السويعات حتى إقترابه وتتمتم بداخلها
إنّي منحتُكِ ساعِدي يا ساعدي،فلتستريح من عنائك والتَّعَب
كل الرجال  معادن في ناظرى،يا زوجي أنت الوحيدُ من ذَهب.!
__
وكَأنّك جِئتَ لِ تداوي جَرحَ الأيامِ، فَ استوطنَ حُبكَ فُؤادي، وأصبحتَ تغفُو في صميمِ قلبي، وتتجول في طُرقات وتينِي، وَإن ضاقت بىّ الدّنيا أجِد صدرَك أوسع منها، أجِدكَ سندًا لى أتّكأ عليهِ حينَ أمِيل، دُمتَ لى فِي الدّنيا وزوجًا فِى الجنة.
ذبح عجلان بيوم الحِنة ،اليوم فرحة عارمه ليلة حنة عمار ووليد ..فرحه منزلهم منذ اعوام منذ اليوم اللذان ولدوا به .
اليوم حنتهم وغداً عُرسهم ، تم توزيع اللحم للفقراء والمساكين بالنجع ب أكمله ،الاحتفال مُقام بمنزل الحج عبدالرحمن والحج عبداللاه والحج محسب .
جميع شباب النجع حضروا لهما فهما اصدقاء للجميع ، صوت الاغانى والزغاريد كانت تصدع الجدران
لم يحضر الياس وحبيبة ،ولكن زاهيه قد حضرت هى وإبنتها مى وزوجها وأولادها.
على الأحصنه كان وليد وعمار على صوت المزمار البلدى الذى تم استئجاره فى هذا اليوم ، والشباب حولهم بالتصفيق والرقص بالعصا .
حتى زملائهم بالعمل قد حضروا ، كان لايوجد مكان خالِ لاحد من عظم الحشود التى حضرت ..أما عن شقيقات وليد فكانت فرحتهم مدويه ،صغيرهم وأميرهم فرحته اليوم
جلبته إحداهن هو وعمار وأوسطوه بدائره والسبعه فتيات واولادهم حولهم وكانوا يتراقصون حولهم وتتعالى الزغاريد وتقوم تحيه وعظيمه بتلاوة المعوذات خوفاً من الحسد أن يصييهم بهذا اليوم .
تناسى وليد امر زواجه الذى لا يريده وأعتاد الامر وسط الصخب ورقص مع شقيقاته بينما أكتفى عمار يالتصفيق برغم علامات الحزن بعيناه والذى يخفيه من وقت لآخر ب إظهار فرحته المزعومه .
خرج الشباب إلى اصدقاؤهم حتى أتى ميعاد الحنه ، أخذ همام الصنيه الكبيرة وبها عجين الحنة الخضراء
وتراقص بها أمامهم وقد حمل الشباب عمار ووليد على اكتفاهم وسارو بالبلدة كلها يلتفون بها وبكل أنحاءها حتى فتحت كل النوافذ لتراهم ومن السيدات من قامت بفعل الزغاريد ورش الملح من أعلى ،فهى عادة فى بلاد الصعيد حمل العريس واللف بالبلدة كلها به وبحنته وخلفه الشباب يتغنون أغنياتهم ،حتى مرّوا تحت منزل محسب لتنظر الفتيات المدعوة عند العرائس زمزم وعبله وقاموا بفعل الزغاريد ونظرت زمزم وعبله وقامت زمزم بقراءه القران بسريرتها خوفاً على حبيبها عمار من الحسد لأنه كان ب أبهى حِلته وهو محمول على الاكتاف وسط حشد الشباب.

وبيوم العُرس ،،
تجهزت الفتاتان بمكان تجهيز العرائس والتجميل ، وعلى ازواجهم الذهاب كلا من وليد وعمار ب جلبهن حتى البلدة
ومن العادة ان يمروا على منزل والدهم أولاً وسط صخب وفرحه وتصفيق وتوزيع الشيكولاته والعصائر
والمياة الغازية ومن بعدها يأتى الازواج كل واحد منهم يأخذ زوجته فى السيارة حتى منزل الزوجية.

يقف وليد أمام المرآه ينظر لهيئته ف دلف والده
_يالا يا وليد ،ولد عمك مستنيك تحت والعربيات

تلجلج وليد وشعر بالخوف وأردف
_طب يتعشوا بيت صالح
_إتعشوا
_عليان چِه هو وعياله ؟!
_چُم ،خَلِص
_محمود شعلان واخواته مچوش خلى فعلمك

أمسك الحج عبداللاه ذراع وليد ليخرجه عِنووه
_فض عاد ،يالااا
_يابووووى عاوزش عاوزش

هبط وليد وذهبوا وجلبوا الفتيات والجميع خلفهم بالزغاريد والتصفيق ورش الملح حتى المنزل ، فقد تزوج عمار ووليد بمنزل جميل يملكونه أيضاً .
بعيد نسبياً عن منزل أبائهم ولكنه بنفس النجع .

صعد الثنائيات بعدما وقفت والده كل واحد منهم ممسكه بكوب اللبن
وقد جعلت زمزم ترتشف رشفه ويكمل بعدها عمار
وكذلك الأمر عبلة ووليد .
دلف كل واحد منهم إلى شقته واغلقوا الباب.
__
كان يتحدث وليد إلى نفسه وهو يقوم بتبديل ثياب عُرسه ،متأفف
_رجع وخبط وطوم تاك وجرف أما الواحد چاله طرش بدرى بدرى ، وفرحان جوى ابوى
هو وعمى چايبين مزمار بلدى ورجاصه وفرسه (حصان) وهاتك يا رجص وزمر وطبل
ولا چوازه ابوزيد الهلالي ،وأنا والغلبان دا جلبونا غلى بوزنا وخدنا اتنين ربنا وحده عالم بيهم

إثر تحدثه أتاه صوت من داخل الغرفه الاخرى وفى درجاته للعلو ،اى أنه قادم نحوه
_ياوليييد ،يا وليييد
رفع وليد أحد حاجبيه وقال متعجباً
_ عاوزة ايه بت المركوب دى ؟

دلفت عبلة كما هى بهيأتها كعروس ،واقتربت منه وقالت له
_انت كل ديتى بتعمل ايا؟ وسايبنى وحدى فالاوضه چوا

كان ينظر وليد لها يضم شفتيه ك فم البط ، وينظر لها ب تمعن ومن ثم قال
_مانا چاى يا طبلة هروح فين ،من انهاردة ولبستك العُمر كله بجينا زى الچزمة والشراب بالظبط

عبست عبلة بوجهها وقالت تمط شفتيها
_ طبلة وچزمة وشراب!!! دا كلام يتجال من عريس فليلة فرحه على عروسته يا سعادة البيه
_يابت هو دا الكلام الل بيتجال فالفرح اومال فاكره أيا ، اوعى تفتكرى ان بيجعدوا يحبوا فبعض
ويعملوا كليب عمرودياب ودينا الشربينى ،دا هناك فى Mbcمصر
هنا تلاجى الچديد وبكلمك بالأمانه

جلست عبلة إلى الفراش ب فستان زفافها الجميل وقالت
_لا ياخويا ،عايزاش الامانه عاوزة زى عمرودياب ودينا الشربينى
صحيح فالاول كنتش جابلاك ،بس دلوك لاه ،دلوك إنت چوزى وأختى بصراحه جالتلى بلاش دبش عالأجل إنهاردة !
تعوجت شفتى ولسد ووضع كفيه على بعضهما فوق بطنه واردف
_ لا والله فيها الخير أختك ، وعاوزة نبجوا زى عمرودياب ومرته ؟ ماهو طلجها فالاخر...عاوزانى اطلجك والمصحف مستعد والمأذون تحت لسه بيتعشى

نهضت من مكانها وقالت باندفاع
_وليد ! فُض مش  يوم فرحنا الفال ديتى چاك وچع بطنك!

تنفس وليد عدة مرات ،وقام بطقطقه رقبته وحاول أن يساير الأمر على الأقل هذه الليلة
جلس وليد وأمسك يدها وأجلسها بجانبه وقال
_انا كويس انى بهزر لأن حاسس من هول الل أنا فيه هتنزل عليا چلطه ، تلاقى عمار فتح دماغ اختك
فوج !

دبت عبله على صدرها وقالت بخوف
_يا مُرى !!! ليا كدى هو انتو واخدينا غصب ؟ جول وتخبيش عليا ياولد عبداللاه

نظر وليد الناحية الأخرى يحدث نفسه
_يعنى عبيطه وهبلة ماشى ، وكمان غبية كل دا محساش ؟
نظر ناحيتها وتصنع الابتسامه وأردف
_وه !!مين جال خدناكم غصب ، دحنا الحب واصل لركبنا ..شايفه ركبي إتأثرت إزاى!

عقدت ذراعيها ونظرت اليه بتحفز ف وقف وليد وأمسك يدها ليأتيها نحوه وهو يتحدث
_تعالى يالا نعدى الليلة على خير ...
_لاه ،،عاوزاش هنام فالاوضه التانية
_استهدى بالله يابت الناس كنت نهزر معاكِ ايا واخداها جفش ليه
_لاه ..اوعا كديتى

هنا تصنع وليد العصبية قائلا
_اسمعى يابت الچزم  ! تلاته بالله العظيم م عديتى الليله ع خير لاكون راميكى من فوج
تعالى جولت
ضمها إليه بقوة فالتصقت به تنظر له وإلى حدقتيه
_أيوة كدا لازم نزعجوا ، جبر يلم مايخلى ..,
_
إستعدت زمزم ، خلعت فستان زفافها ودلفت إلى المرحاض
توضات وصلت ،ذهبت لترتدى قميص نوم أبيض مخصص لهذه الليله
رشت بعض زخات العطر ذو الرائحه النفاذة ، وضعت القليل من مساحيق التجميل
ومشطت شعرها وانتظرته .
بينما كان عمار بالداخل ، إنتهى من صلاته ويجلس على سجادة الصلاة
تنهد ونهض يترجل نجو غرفتها ويقف ، يترجل ويقف
ذهب وارتشف القليل من الماء واستعاذ بالله من الشيطان

فتح الباب ف وجد زمزم هكذا أمامه ،واردفت بصوت ناعس
_إتأخرت جوى وأنا مستنياك يا حبيبي

نظر لها بتمعن حتى رآها حبيبة للحظه!!
إقترب لها وهو على نظرته لها ب أنها حبيبة تنظر له نظرتها الذى يعشقها  ، جلس بجانبها بالفراش وامسك وجهها وقبلها عدة قبلات بنهم وشراهه ،إبتسمت هى وشعرت ب إحساس كانت تحلم به طيلة عمرها
لفت يداها حول جذعه وضمته بها بحب بالغ ،ألصقها به اكثر واكثر ولثم عنقها كثيرا وهو يتنفس به حتى شعرت بدغدغه حواسها ب اكملها وذهابها بعالم معشوقها عمار وحده ، قام عمار بخلع سترته وأنزل ملابسها من على جسدها وامسك غطاء الفراش وولج تحته وقام بتغطيته هو وهى تحته وأطفأ الاضاءه.
_

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
3↑2الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
5↓-2الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
6↑3الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
9↓-2الكاتبمدونة حسن غريب
10↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑59الكاتبمدونة ياره السيد80
2↑46الكاتبمدونة إيناس عراقي147
3↑45الكاتبمدونة عفاف حسين92
4↑31الكاتبمدونة أحمد زيدان57
5↑30الكاتبمدونة آية الدرديري143
6↑29الكاتبمدونة نهلة احمد حسن60
7↑27الكاتبمدونة نسمه تليمة79
8↑26الكاتبمدونة رشا كمال126
9↑24الكاتبمدونة مني العقدة39
10↑24الكاتبمدونة محمد التجاني104
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1057
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب680
4الكاتبمدونة ياسر سلمي644
5الكاتبمدونة مريم توركان569
6الكاتبمدونة اشرف الكرم557
7الكاتبمدونة آيه الغمري486
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني418
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين406
10الكاتبمدونة سمير حماد 398

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب323998
2الكاتبمدونة نهلة حمودة177909
3الكاتبمدونة ياسر سلمي172469
4الكاتبمدونة زينب حمدي166302
5الكاتبمدونة اشرف الكرم124219
6الكاتبمدونة مني امين115191
7الكاتبمدونة سمير حماد 103601
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94697
9الكاتبمدونة مني العقدة92342
10الكاتبمدونة مها العطار85677

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
2الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09
3الكاتبمدونة طه ابوزيد2025-05-08
4الكاتبمدونة آمال صالح2025-05-08
5الكاتبمدونة غازي جابر2025-05-07
6الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)2025-05-05
7الكاتبمدونة خالد دومه2025-05-03
8الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
10الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08

المتواجدون حالياً

1037 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع