آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. وللرجال فيما يعشقون مذاهب (رواية) - الجزء 13

نقلْ فؤادكَ حيثُ شئتَ من الهوى
ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ
كمْ منزل في الأرضِ يألفه الفتى
وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ (أبو تمام)
               **
الفصل(26)
استقلت سيارة أجرة إلى سكنها ف رن هاتفها ..رقم غير مدون
أجابت ..
_ألو ؟
_طمنينى عليك ِ يا حبيبة

تعلم صوته ...تحفظه عن ظهر قلب ، يصبح هناك نبضات خاصه ينبض بها قلبها حينما
تراه أو تسمعه ،تلعثمت وبللت شفتيها ومن ثم أردفت بطريقة استفهامية
_وليد؟

على الناحية الأخرى ، كان يترجل وليد خارج مكتبه بالبنك وأكمل مكالمته
_انى آسف أنى اتصلت بيكِ يابت عمى وتعرفيش رقمى ،بس خدته من عمار
كُنت لازم نتطمن عليكِ فوسط كل الل حصل ديتى

على صمتها حبيبة تنتظره يتابع حديثه ، ف أكمل هو
_لو المكالمه مضيجاكِ نجفلوا
_لاء يا وليد بالعكس .. إنت بالذات لما بتكلمنى بحس بحنية أهل كبيرة أوى
بحس بكل أخوات الدنيا وحنيتهم أتجمعت فيك ..بحس بصراحه أن الدنيا بخير
ولسه فيه صبر عشان الل جاى أفضل

إبتسم وليد إبتسامته الواسعه،منذ فترة كبيرة لم يتبسمها ف أردف بصوته الرنان لها
_عارفه يا حبيبة ،أما سمعت الل حصلّك وعمله إلياس ..كُنت عاوز ننزل نفرتك عضمه فيدى
وكُنت عاوز نعتذرلك ميت عُذر
_تعتذرلى ليه؟
_عشان كلنا كنا السبب فاللى حصلّك مش عمى درويش بس ، أنا وعمى درويش وعمار وحفصه
كُلنا اتكتفنا وسكتنا يابت عمى

تنهدت حبيبة بحزن تنهيدة استشعرها وليد ف أردفت هى بنبرة متهدجه
_مش زعلانه منكم ، دا قدرى يا وليد ،الحمدلله ان جه حقى من غير م حد منكم م يتورط معاه فمشكلة

حاول وليد أن يفك رابطه عنقه قليلاً وعاد إلى مكتبه وأغلق الباب الزجاجى وجلس إلى مقعده يردف لها
_بتعملى إيه فحياتك دلوك؟
_أمنية صاحبتى أجرت لى شقه قريبة من بيتها وبتتابعنى وبنذاكر سوا لحد بليل وبتروح هى ،وبروح جلسات التأهيل النفسي وحاسه انى بدأت أتحسن
عمار وهمام سابولى مبلغ كبير أوى دفعت منه ايجار الشقه وباكل وبشرب ومواصلات

ضحكت بخفه واستطردت
_والفون الجديد ، بصلى وبقرأ قرآن محافظة على وِرد يومى ، زائد عم ناصر

قالتها مبتسم ثغرها ف إبتسم وليد وأردف
_مين عم ناصر؟
_دا يا وليد ممكن اعتبره أيقونة ربنا بعتهالى عن طريقه تتحقق أمنيتى الوحيدة وهى الخلاص من إلياس ، كُنت وانا فثانوى قالت لنا ميس منال أن  لما نطلع صدقة ونحط نية معينه فدماغنا
بتحصل ، كُنت طول السنين دى كل لما أشوفه بالجامعه أديله الل ربنا بيبعته عن طريقى
وأقوله ادعيلى ..ونيتى أخلص من إلياس من غير م تتورطوا انتو ..مكنتش اعرف المعجزة هتحصل ازاى
بس دا ربنا !! رب المعجزات والمستحيلات
كانت دى أمنيتى ، لأن كنت حاسة أنى فيوم هموت على إيد إلياس من تعذيبه فيّا
_بعد الشر!!!

قالها وليد فى إندفاع فصمتت حبيبة ف أكمل هو
_متجوليش كدا يا حبيبة، دا لو حصل مكانش هيكفينى عمره ..زمان يا حبيبة كُنتِ الدنيا كُلها بالنسبة لى
شمس منورة بتطلع تنور حياتى ، بس بعد م بعدتِ وإتجوزت وانا أتجوزت وخلفت
عرفت ب إنك بنتى كان نفسي فيها ، أخت تامنه بس أصغر ادلعها والاعبها وأجيب لها كل طلباتها
عرفت أن الل بيتولد معانا دا حب بس مش حب عاطفه،حب خوف على إنسان حاسه منك
على دمك ولحمك بيتحرك فحته تانيه

إبتسمت حبيبة وقالت
_لسه زى م أنت كلامك حلو وبتقول كلام جميل وشعرك أجمل ، ربنا يتمها عليك نعمه ويفرحك ب إبنك

صمتت ل ثوانِ وقالت
_وكأنى كُنت معزولة عن العالم ،معرفش إنت خلفت أمتى واسمه ايه،معرفش مشكلة مرات عمار
معرفش بمشكلة بابا الل قالبه الدنيا جحيم عندكم ،كل دا قالته ليا حفصه لما كانت هنا
منه لله بقا

_إدعيلنا ي حبيبة ، أن الل فتحه أبوكِ ميبجاش نهايته خراب علينا كُلنا
المهم ...هبعتلك فلوس عن طريج البنك الل شغال فيه
وإنت ِ روحى استلمى الحوالة تمام ، ولحد م تخلصى وترچعى البلد هبعتلك تمام
_وليد! مينفعش و
_بت! تعرفى تسكتِ تعرفى ولا تعرفيش
_يا وليد لاء والله أصل..
_خلاص خلص الكلام، هتصرفى منين يعنى ..أنا أخوكِ يعنى دا حجك فىّ
عاوزين بس تجديرات يا دكتورة  السنة دى ..سامع ان تجديراتك مكانتش كويسة السنين الل فاتت
معلش ،هنبدأو من چديد ونعوض
وبعد أذنك هبجى أكلمك اتطمن عليكِ ...سلام يا حبيبة

أغلق الهاتف ، وضعته حبيبة بحقيبتها ثانية وشردت فى أمر وليد وعمار وحفصه وأمنية
هم معانى السند لها الآن ب إختلاف دور كل واحد منهم ،حفصه الأم والاخت وبئر الأسرار
أمنية الصديقه ومُنقذها الوحيد ،وليد الأخ والأب والعطاء..أما عمار فهو كل المعانى الباقية المتبقية
والتى تفتقدها حبيبة ..سيظلوا مربعها المفضل ..مُربع طمأنينة قلبها وأخيراً.
_
سلامٌ،،،وإنْ كان السلام تحيَّة..فوجهُك دون الرد يكفي المُسلِّم!
كان ميعاد عودة عمار من عمله ، ولج إلى شقته وأغلق الباب بعد إلقاء تحية السلام
فخرجت زمزم من المطبخ مُبتسمه ،رحبت به ف أردف هو
_تعبان جوى إنهاردة عارفش مالى

ولج إلى غرفة نومه يبدل ثيابه فتبعته زمزم
_عشان بتجعد طول الليل صاحى ، بحس بيك

نظر عمار إليها مبتسماً وهو يقوم بتبديل ثيابه ف أستطردت هى حديثها
_أحضر الأكل دلوك ولا هتريح شوية؟
_لاء هريح ..ولا إنتِ چعانه؟

إبتسمت زمزم وجلست بجانبه على الفراش وهى تقوم بمساعدة ف إرتداء ملابس نومه
_لاه ،فطرت متأخر مع عبلة تحت

إنتهى عمار ف أراح جذعه على الفراش وهى بجانبه تجلس ناظرة له ف أردف هو
_هتنامى ولا
_لاه هطلع نكمل الل وراى ،بس..

إبتسم عمار وأردف يعلم مابداخل زوجته
_بس خير ، عارف مدام جعدتى يبجا فيه حاچه عاوزة تجوليها
_هو بصراحه ربنا أه ، المستشفى اتصلت بي وجالو أن ميعاد العملية
السبوع الچاى

هز عمار رأسه وأردف لها
_على خير يارب وتجومى بالسلامه ، طيب هحاول آخد أجازة من شغلى ونروحوا
الفكرة فال 15 يوم راحه ..يعنى ينفعش ركوب جطر ونرچعوا بعد م تعمليها
هنجعد فين ، معجول ننزل ف اوتيل 15يوم!

نظرت زمزم له ب إمعان وقالت وهى تستعد لإفتعال مُشكلة معه
_أكيد مش هنروح نجعد مع حبيبة صوح !

إنتبه عمار ،لم يكن بحسبانه حبيبة مطلقاً ف أردف متعجباً منها
_حبيبة!!! حبيبة كيف يعنى مچاش فبالى ،انا چت فبالى مرت عمى زاهية
بيت عمى وليد ..بس لاه برضو هينفعش
إنت ِ غير الراحه عاوزة حد يخدمك ، وغير كديتى هعمل إيه أنا 15يوم لا شُغلة ولا مشغله

صمت الإثنين ف أردف عمار
_يدبرها المولى ان شاء الله

كان يستعد للذهاب فى النوم ف أمسكته زمزم من ذراعه تلفته إليها
_إنت صوح عمى هيسفرك إنت ووليد بعد العملية بتاعتى ؟ يعنى مش هتكون هنيتى طول شهور
الحمل بتاعتى ولا تحضر ولادة ولدنا الل هنموت عليه ياعمار !

مط عمار شفتيه وهو ينظر لها وأردف
_أبوى هيسفرنى خايف من التار ، خايف لايصفونى ولاد حچاچ أنا ووليد
لكن والله لو ربنا عاوز سواء هنسافر هنجعد لو ربنا كاتب أموت هموت ..حتى لو كُنت فالهند

دفعته زمزم بخفه فى أحد كتفيه وقالت عابسه الوجه
_بس بعد الشر ، لاه ان شاء الله مش هياخدوا حد منيكم .. أنا عاوزاش تسافر
وإن كان ولابد ..تاخدنى وياك بس كديتى

كان عمار ينظر لها ،ف أردف بصوت متعب وهو يتثائب
_طب أنام دلوك وأول م اجوم هنشوف هسافر هجعد هاخدك معاى ، هنجعد فين فمصر
اريح بس ساعه

_طب إنت مش فرحان بذمتك أن هبجى حامل وهتبجى أب ياعمار ،أخلف لك عيل عسل زيك
كديتى ويبجى شاطر فالمدرسة ، نفسي أسميه مالك
عحب إسم مالك جوى

تنهد عماربنفاذ صبر وأردف لها ممسكاً يدها وقبلهما
_أبوس يدك أرتاح وهجوم نشوف هنسميه إيه ،ربنا يجومك ليا بالسلامه الأول

إنتبهت زمزم للكلمه ف أتسعت حدقة عيناها
_ليك ! عتجول ليك يا عمار

تعجب عمار ف أردف
_أيوة طبعاً ليا،هو بعد أمى وأبوى ووليد ..ليا مين غيرك ؟

إبتسمت بشدة وقامت بعناقه فقهقه هو عالياً من فعلتها واحتضنها بقوة
حتى أمال بجسده على جسدها وأثبت لها غلاوتها بالفعل ليست مجرد كلمات ..

_
بمكتب محافظ الأقصر ، كان نائب دائرة قرية المطاعنه التى يقطن بها الحج عبداللاه والحج عبدالرحمن
موجود برفقتهم وهم يتقدمون بطلب صُلح يتدخل به المحافظ والنائب ورئيس مجلس المدينة
إلى عائلة عبدالمعطى تحديداً أولا حجاج لإغلاق بحر الدماء المرتقب .

وبالفعل حصلّوا على الموافقه وتحديد يوم لعمل جلسة مُصالحه تشهدها القرية ب أكملها ويكون من حاضريها كِبار رجال القرية وكبار المسؤولين .

إنصرفوا جميعاً وبقلوبهم بارقة أمل أن سيغلق باب الدماء والثأر دون إحتياجهم لسفر اولادهم والغربة
ومن دون الخوف على بقية شباب العائلة .
_ايوة طبعاً ،اصل كانوا هييفضلوا مسافرين لحد ميتى ؟

قالها همام وحفصه تضع الطعام أمامه وتجلس ببطء
_إن شاء الله زيارتهم تچيب نتيچة والصلح ينفع مع ولاد الملكوم حچاچ ونخلص من الجرف ديتى
حتى أنى ينفعش نسيب بلدى وأهلى وناسى ونروحوا بلد غريبة لا نعرفوا حد وعيالى يتربوا فيها!
لاه ياخوى ..بلادنا وبيتنا أولى بينا ..ربنا يچعل وش بتك زين يارب
ونخلص منها الحكاوى الفقرية الل مشوفنهاش جبل كديتى دى

لاحظ همام وهو يتناول طعامه كلمه إبنته ، ترك الطعام واعواد الجرجير الخضراء بفمه واردف بفرحه
_إنتِ عرفتِ منين إن الل فبطنك بت ياحفصه؟

إبتسمت حفصه وجلبت له صحن المخللات وضعته أمامه وقالت ضاحكه
_يابوى مالك إنت عايش فخضرة الطعميه ، روحت أنا ومرت ابوى عند الداكتور وجال بت
إفرح ياهمام بت نفس خلجتك العفشه

أبتسم همام وأردف وهو يأكل
_مش أعفش منك
أمتعض وجه حفصه وقامت بقلب صحن الخضرة راساً على عقب بطريقتها المضحكه وقالت

_مين الل عفشه دى ياهمام!! چاك حصبه ألمانى دا أنت عرفتش تنام ليلك لحد م وافجت عليك يا چوازة الندامه يا راچل نص ونص ومسيو من غير الواو يا دم داخل عليك من بدرى
مين العفشه ؟ أنطج

أخذ يضحك همام بشدة ممسكاً بيدها يهدأها وأردف
_عهزر معاكِ يا حفصه مالك ، طب والله والله م يملى عينى غيرك
جولتِ إيه

هدأت حفصه من روعها إلى حد وجلست الى المقعد وأمسكت الصحون ب أكملها جمعتها
ونهضت بهم وهى تتمتم
_مش أنا عِفشه! فيش وكل ..روح كُل عند مَنونة يا ولد منونة !

تركته فنظر همام ناحيتها مبتسماً كعهده وهو يطرق كف بكف .
__
شريد الذهن لا أقوى على الجدال أصواتهم حولي، هسيس لا أفهم طلاسمه لا تسودني الكآبه والخوف فقط بل ملامح وجهي الخمسيني في عامي الذى يقرب من آخر الثلاثينيات!
وقبح حاضري سيج بلون فراغي الداخلي وغربة أيامي وقسوة ذاكرتي وذكرياتى .

_أنا آسف يا إلياس بيه، وضعك صعب جداً ممكن جدا يتحكم عليك بخمس سنين سجن

أتسعت حدقه عين إلياس وأردف غاضباً
_خمسه ازاى!! أنا مش قادر اقعد يوم كمان هنا ، المكان مقزز ومقرف والناس مقرفه
أنا بتعرض للضرب والإهانة من المساجين ومن الصولات ، انا تعبت

تلعثم المحامى واردف له بصوت خفيض
_الجمعية الل صورتك وكلام مراتك ،دا غير تقرير المستشفى
وغير كمان أنها استشهدت ب إنك عرضتها للإجهاض قبل كدا وهى تسترت عليك عشان كانت خايفه منك
وقالت على اسم المستشفى والدكتور وشهدوا ...فعلا مفيش أى منفذ
غير حاجه واحدة

كان يتحدث المحامى خائفا من ردة فعل إلياس ف أردف إلياس بعصبيته المعروفه
_إيييه الحل خلصنى
_قلقان حضرتك متوافقش وو
_أى حاجه هتطلعنى من القرف دا موافق عليها فوراً
_نثبت أنك مريض نفسي ، وقتها هتتحول لمصحه نفسية والعقوبة هتقضيها هناك بدل السجن
وهتكون أخف

صمت إلياس وعاد للخلف بجسده المتعب من شدة تعذيبه داخل الحجز ، كان يفكر والمحامى عنه ينتظر رده قبل أن يقوم ب أى إجراءات.

#لنور_إسماعيل
_

مضى وقت ..
تعافى درويش كثيراً عما مضى ، تحمل نفقات علاجه وعملياته أبناء عمومته ب أكملهم وشقيقه مناع أيضاً.
وبعد كثير من العمليات الجراحية الدقيقة التى خضع لها، وصل لنتيجة أنه سيبقى قعيد بقية حياته
بل وقد أصيب أصابة بالغه فقد بها النطق!

كان على مقعده المتحرك صامت ويزچه شقيقه مناع برفقة الحج عبدالرحمن والحج عبداللاه
وكرم والد همام والشباب همام ووليد وعمار ..
عاد إلى منزله مكسوراً، يشعر بالخزى مما فعل معهم وهم من وقفوا بجانبه بالنهاية ، لايدرى ما القادم جراء فعلته المُشينه وفتح باب النيران .
لا يعلم كيف سيقضى بقية حياته حبيس مقعد حتى البوح بالكلمات لا يسعه !

ذهبت له زوجة مناع ومعها حفصه اخبروه ، أن ستأتى السيدة أم بخيته لتصنع له طلباته
وطعامه كل يوم ،وسيأتى مناع شقيقه يطمئن لحاله يومياً.

ناوله زكريا إبن مناع ورقة واخبره ب أنه يمكن له كتابه مايريد هنا ،امسك ورقة وقلم ،وكتب بها
_عاوز اسمع صوت بتى حبيبة

نظر الجميع بعضهم إلى بعض ف أردف عمار بشئ من الصرامه
_تسمع صوت حبيية فين ؟ على تليفون چوزها ؟ م انت عارف انه مانع عنها التليفونات

دون درويش بالورق بعدما سمع عمار
_كلموا إلياس خلينى أسمع صوتها

تنهد الحج عبداللاه وأردف
_إسمع يا درويش ،ريّح دلوك وبعدين نشوف الل إنت عاوزه عشان الدنيا خربانه عند بتك

رفع درويش حاجييه ودون على الورقة على عجل بخط مهترئ
_مالها بتى

هز وليد رأسه ساخراً ،ف أردف الحج عبدالرحمن
_بعدين يا درويش ، ريّح دلوك ..حفصه هتبجى تيچى تديك الدوا والحجن لحد م تبجى زين

تركوه مع مناع شقيقه الذى ربت على كتفه ،بينما كان ينظر درويش إلى ارجاء منزله بحسرة
حظيرة البهائم محترقه ، منزل خالِ من صوت حبييته الوحيدة زوجته هناء منذ سنوااات طويلة
ومن صوت ترجل حبيبة إبنته صعوداً وهبوطاً وشعرها الكثيف يتهادى خلفها بفوضوية ..
صوت حفصه وهى تتحدث بنبرة عالية كعادتها وهى تقوم ب إعداد الطعام .
المنزل فارغ ..ليس من البشر
بل من الروح الدافئه..فقد درويش كُل شئ بسبب تهوره بلحظة غضب
وبسبب حبه للمال قام ب إزهاق ارواح ليس لها ذنب الله يعلم وحده ماهى نتائج فعلته
وماهى ردود الأفعال .
_
كل ألم يَعطي درساً، وكل درس يغير شخصٱ.. وكل تجربه تصنع نضجٱ..,
اصبحت عادة يومية لدى حبيبة بجلسة التأهيل النفسي ، تحكى وتشكو وتخرج مابداخلها من طاقة سلبية
تستقبل تمارين الاعتياد على جديد يدخل طاقة ايجابيه بها ، تستعد ان تسترد حبيبة أفضل من السابقة
وأفضل من أى وقت مضى.

_أنا مبسوطه جدا بيكِ يا حبيبة، عندك قوة إنك تتخطى أى مرحلة صعبه مريتى بيها
بجد انا مبسوطه منك جداً

قالتها الطبيية ف إبتسمت حبيبة لها قائله
_حاسة ان فكل مرة وقعت بسبب حاجه، ربنا بعتلى علاجها فوقت مناسب
انا مكنتش وحدى يا دكتورة ف ولا مرة ..كان ربنا معايا وكان بالصبر بيقوينى

كانت تسمتعها الطبيبة ف أمالت ب رأسها قليلاً وهى تدون أمامها
_قوة ايمانك قطعت شوت كبير علينا عشان نأهلك من اول وجديد ، بجد بحييكِ
بس قوليلى...ايه عند حبيبة ممكن تتخلى عنه عشان اتفرض عليها
يعنى مثلاً ..دراسة الطب؟ النقاب ؟ جوازك من إلياس؟

تنفست حبيبة بعمق ومن ثم زفرت وتحدثت وهى شاردة أمامها
_دراسة الطب ..فالاول كنت بعمل كل حاجه زى م عاوز بابا عشان متعاقبش
بس بعدين عرفت ان هى وبس الحاجه الوحيدة الل هتخلى ليا شأن كبير
هتخلينى اقف من جديد واثبت نفسي زى م انا عاوزة ،،هختار انا الشعبة الل هحب ادرسها
مش حد هيختار لى .. أعتقد أن مش ندمانه على دراسة الطب

أما عن النقاب...ف أنا اتحرمت من أنى اعرف اختار او اميز ايه الصح وايه الغلط
انا دلوقت عندى إتاحه اقلعه وانا فكامل إرادتى ، بس هفكر لو وجوده مأزمنى
هقلعه من غير تردد ،ولو هحب افضل بيه فهفضل لارضاء ربنا مش لإرضاء حد .

بالنسبة لجوزاى من إلياس ..فهى اكبر غلطه ربنا هيعوضنى عنها ...انا همشى ف الإجراءات زى م قالت الجمعية بمساعدة امنية ومامتها ..ومنتظرة تصليح الغلطه دى واخرج من سجنه نهائى وللابد

دونت الطبيبة أمامها ومن ثم رفعت بصرها إلى حبيبة وقالت
_ومربع الطمأنينة بتاعك اخباره إيه؟

عندما ذكرت الطبيية هؤلاء الاربعه ،ابتسمت حبيبة رغماً عنها وأردفت
_حفصه مش بتسيبنى دقيقة الا فالمحاضرات او النوم ،فعلا أمى بكل معانى الكلمه
حتى قالتلى انها حامل فبنوتة وهتسميها على إسمى ويمكن دا أسعد خبر جانى فحياتى
أما أمنية ..فهى ملاذى الوحيد فعلاً ،ثقتى فيها كبرت وبقيت بعتمد عليها فكل حاجه واى حاجه
أختى وصاحبتى الوحيدة وأجمل صدف القدر بالنسبة لى ، شخص كدا متضعش طالما هو معاك

_ووليد وعمار؟

تلعثمت حبيبة وبللت شفتيها ونظرت لاسفل بخجل وأردفت بنبرة صوتها الناعمه
_رغم مشاغلهم وبيوتهم وحياتهم ،رغم مشكلة التار الل بابا ورطهم فيها مؤرقاهم ومش بينامو ليل ونهار
بس فاكرين حبيبة، وليد يتصل عمار يبعت فلوس ..وليد يتطمن انى باكل
عمار يأكد عليا اذاكر عشان اجيب تقديرات أعلى ،وليد يصمم عليا بقفل القفل والترباس قبل م أنام والشبابيك
وعمار يراجع معايا وِرد القرآن وتقسيم وقتى هل صح ولا لاء
وليد خدتى الادوية بتاعتك؟
عمار ناقصك ايه وابعتهولك؟ .
اعتقد لو نهاية إبتلائى كانت نهايته جايزة زى الاربعه دول يفضلوا جنبي ومحتاجش حاجه تانى
لا معنوياً ولا نفسياً، انا مبسوطه لإبتلاء زى الل اتحطيت فيه
وبحب ربنا أوى ..

إبتسمت الطبيبة وأردفت لها بصوت هادئ
_إنتِ فعلا تستاهلى يا حبيبة ، هنمشى عالدوا بس هنقلل الجرعات
اعتقد بعد كل الامان دا بطلتِ تصحى مفزوعه او تنامى خايفه وقلقانه

هزت حبيبة رأسها إيجاباً
_هما عملوا الل اكتر من الدوا ،ربنا يديمهم جمبك .. الجلسة خلصت يا حبيبة!
_
تم خصوع زمزم لعملية الحقن المجهرى ، كانت خائفه تتمتم بكلمات غير مفهومه
كان عمار بجانبها طيلة الوقت ووليد وعبلة شقيقتها والصغير عمار
الجميع سافر معها يدعمها ، وم أن انتهت قام عمار بتأجير غرفة مفروشة ومرحاض لتجلس بها الأيام الذى ستثبت بها البويضه حتى ميعاد اختبار الحمل .

عاد وليد وعبلة وإبنهم ، وظل عمار معها يقوم بخدمتها وبدعمها النفسى ..كانت خائفه أحياناً
وأحياناً عصبية وأحياناً هادئة ،تحملها فى كل ظروفها ف لعبة الهرمونات بداخلها هى ليس هو .
كان معها حنوناً صادقاً بسيطاً، لايتركها سوى أن أحضر لهما طعاماً .
كان يسندها للذهاب إلى المرحاض ويتنظرها ، كان يقدم الطعام لها وهى على الفراش ..
حتى مروا الخمسة عشر يوماً ، وأتى موعد عمل الاختبار وأخذ النتيجة
فعلت الاختبار وعادت ثانية إلى الغرفة المؤجرة ،  كان هو فى المرحاض
وخرج ليستمعها وهى بتصلى وتدعو ربها رافعه يدها للسماء على سجادة الصلاة
_يارب ...يارب أكون حامل ، يارب لو مفضليش أى امنية فالدنيا
لو مفيش أى حاچه هتتحجج لىّ غير الدعوة دى عاوزاها يارب
أشيل واد ولا بت يفرحوا جلبي وجلب عمار ، مبجاش أرض بور يارب
عمل الل عليه وزيادة ..وانا هعرفش أكون أنانية تانى يارب
أنصرنى واكون حامل ورچعنى للبلد فرحانه بخير حملى يارب أنك على ماتشاء قدير

كان يقف عمار يستمعها وقلبه يتصارع دقاً ف أردف يتمتم داخله وهو على نظرته لها
_مكنتش أعرف أنى بنحبك كديتى ،ولا كان يخطر على بالى أن جلبي يشيل أتنين جواه !

إنتهت من صلاتها أحتضنها عماربقوة من جسدها من الخلف ، وجعلها تنهض وأصطحبها الى الفراش لأن عليها الراحه .
وباليوم التالى ،ذهب عمار بمفرده للإتيان بالنتيجة
كان متوتراً ، يهز بساقِ واحد ويترقب أن تدعوه الموظفه لأخذ النتيجة
يقضم شفتيه حتى اندفع الدماء بهم من كثرة فعلته ، يفرك ب أصابعه
وهاتفه يرن كل دقيقه ب إسم زمزم وهو يجيبها انه مازال منتظراً
حتى سمع صوت النداء

_مدام زمزم محسب ابوالفضل

سمع عمار ترجل بخطوات متباطئه خائفه ،وكأن الصورة تسير بالتصوير البطيء
وقف عمار أمامها فسلمته الموظفه التقرير مع قولها

ولا تَنْسَيا عهدي خليليَّ بعد ما
تَقَطَّعُ أوصالي وتَبلى عِظاميا
يقولون: لا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنونني
وأينَ مكانُ البُعدِ إلا مَكانيا (مالك بن الريب)
                      **
الفصل(27)
كان متوتراً ، يهز بساقِ واحد ويترقب أن تدعوه الموظفه لأخذ النتيجة
يقضم شفتيه حتى اندفع الدماء بهم من كثرة فعلته ، يفرك ب أصابعه
وهاتفه يرن كل دقيقه ب إسم زمزم وهو يجيبها انه مازال منتظراً
حتى سمع صوت النداء

_مدام زمزم محسب ابوالفضل

سمع عمار ترجل بخطوات متباطئه خائفه ،وكأن الصورة تسير بالتصوير البطيء
وقف عمار أمامها فسلمته الموظفه التقرير مع قولها
_للأسف نيجاتيف ، مفيش حمل ..اتفضل حضرتك النتيجة

بتثاقل ، حمل عمار الأوراق .. وفى طريقه إلى زمزم والهاتف لا يكف عن الرنين ب إسمها
وهو يقوم ب إغلاق الخط ..فضّل ب أن يذهب إليها يخبرها وجهاً لوجه ،يتحمل نوبة بكاؤها
يتحمل حزنها ..يحاول التخفيف عنها وعن نفسه أيضاً.

وصل إلى المنزل ،هرولت هى عليه بسرعه ووقفت ونظرت إلى عيناه
_عمار ... أنى مش حامل صوح !

يحاول عمار تخبئه مشاعره ، يحاول ان لا تنفلت دمعة عينه منه وأردف لها برصانته
_زمزم ،انتِ أحلى حاچه فيكِ إنك مؤمنه وراضية ومُحتسبه ..ربنا م أرادش يا زمزم

صمتت وهبطت الدموع من عيناها كشلال مياه ، تنظر له على صمتها وامسكت ب ملابسه
تهز جسده قائله ب إنهيار
_آخر أمل راح ياعمار !!! يعنى خلاص كدا ..عمرى م هبجى أم !
خلاص ياعمار مش هسمع صوت ولدى ولابتى تنادينى ماما..مش هچيب لك عيل من حشايا يشيل إسمك !
خلاص كديتى يا عمار ،اخر حلم وامل ليااا

انهارت ب أحضانه فترك هو دموعه تنهمر فقد أصابه التعب من كتمان م يشعر طيلة الوقت
فقد تعلق بالأمل هو الآخر ،ان يكون أباً ..لايريد جرحها والغدر بها وأن يتزوج عليها .
لايريد تطليقها ،فكان اخر أمل له ب أن تصبح حاملاً منه بعد هذا الحقن دون الدخول فى متاعب أخرى .

رفعت زمزم عيناها له وتحدثت بكسر خاطر بالغ
_خلاص ياعمار ،خلاص يا وَلد الحلال إنت عملت الل عليك للآخر جوى
أنا فكرت كاتير وجولت لو العملية نچحتش ودى آخر حاچه هطلبها منك،جولت لازم مكونش أنانية
لو عاوز تتچوز إتچوز ..بس جبلها طلجنى !

نظر عمار لها ب إمعان وعيناه تتحدث استنكار لما قالت وأردف
_إيا الل عتجوليه ديتى ، أنا وعدتك يا زمزم ..لا هتچوز عليكِ ولا هنطلجك
_أبوك الحچ عبدالرحمن مش هيسيبك كديتى ،دا انت وحيده ..كيف يبجاش له منك أحفاد
كيف چدر إسم ينجطع ! فكل مرة كان يسألنى هاه يابتى عملتِ إيه عِند الداكتور
كنت عنحس ان خلاص چاب اخره ، امك كمانى عاوزة تفرح ياعمار ماليهمش غيرك

ثم أجهشت فى البكاء بحرقه وأكملت تتعتع بكلماتها
_المُشكلة ان استحمل اشوف خشبتك طالعه جدامى يا عمار ولا أشوفك مع غيرى ابداً،
مهجدرش ياناس مهجدرش واصل ، فوج احتمالى يارب
فوج احتمالى هموووت وجلبي عيوچعنى

هنا قام عمار ب إحتضانها بقوة ومسح دموعها ب أنامله كما اعتادت وأردف بنبرة حنوه عليها
_بجولك إيه،شيلى التخاريف دي من دماغك ويلا أغسلى وشك
والبسي هدومك ، هنفسحك فمصر زى م كان نفسك وخوفتِ تطلعى حامل تعرفيش
دلوك إنت ِ مش حامل ، والصفحه بتاعت العملية جفلناها ربنا م أرادش
وأنا راضى بنصيبي ،وابوى وامى هيتدخلوش فحياتى واصل
وانا عند وعدى يابت الناس ، طول م إنت ِ عايشه عمرى م اجهر جلبك

نظرت له زمزم بحزن بالغ ف اكمل هو
_يلا جبل م نغير رأيي، حضرى نفسك هفسحك فُسحة بعمرك كله
نودع القاهرة جبل م نمشو الصبح نعاود

ترجلت زمزم بثقل وخذلان وخيبة أمل ،تعرف أنه يقوم بمدارة مابداخله دائماً
تعلم ب أنه يتحامل على نفسه وقلبه من أجلها،وهذا م يعذبها اكثر.
تجهزت وارتدت ثيابها ، وأمسك عمار بيدها وذهب بها إلى مطعم يتناولان طعامهما به

ومن ثم استقلا سيارة أجرة الى 'دريم بارك' كان من أحلام زمزم ب ان تذهب إلى هناك وأخبرت عمار بذاك الحُلم يوماً ، إنقضى باقى اليوم بالالعاب ..تناست زمزم الأمر
ضحكت وصرخت من قلبها بكل لعبة استقلتها ، كان يقوم عمار بتصويرها وهو يبتسم
لعبت كلأطفال وصرخت مثلهم وتزاحمت على الالعاب أيضاً.

أنتهى اليوم بدريم بارك ، ولكن لم ينتهى بالنسبة لعمار فقد عاهد نفسه ب أن يسعدها سعادة
تبدل أحزان قلبها الدفينه قبل أن يرحلوا من البلدة ويعودوا الى موطنهم حيث وحدتها وإحتلال الافكار عقلها كالعادة.

ذهب بها إلى السينما !
كانت لأول مرة تراها ، تركها تختار هى الفيلم الذى سيشاهدونه وولجوا الى القاعة تحمل هى علبة فشار كبيرة
جلسا وشاهدا واستمتعا حتى انتهى الفيلم ، وقبل أن يعودوا إلى الشقه
اطعمها المثلجات اللذيذة واخذ يقص عليها بعض ذكريات الجامعة لديه وببعض الأماكن التى كان يذهب إليها بصحبة اصدقاؤه .
كان تضحك من قلبها تارة ،وتارة أخرى حينما يتم ذٓكر زميلاته الفتيات تقوم بلكمه فى صدره مع عبوس وجهها

،انقضى اليوم ..وعادوا سويا ،استعد عمار للنوم وقبلها قبله ب جبهتها و ردد اذكار النوم ومن بعدها غط فى سُبات عميق ،أما عنها ف كانت عيناها متيقظه وعقلها يفكر ، ستبدء رحلة البحث عن عروس ل أجله
ستأكلها نظرات والدته ووالده والجيران ومعارفهم ،ستأكل النار قلبها كلما شاهدت طفلاً مع والديه
خطرت ببالها حبيبة!!
بعدما علمت بقصتها التى حتماً ستُطلق من زوجها إلياس، هل سيتزوجها؟
بالتأكيد نعم بعدما عجز أبيها تماماً واصبحت وحيدة بهذه الحياة
فهى ستظل حبيبة زوجها،مازال عقل زمزم يبث بها هذه المشاعر مهما قام عمار ب إشعارها بالأمان
مهما قام بترديد الوعود أمامها، تعلم عن ظهر قلب ان حبها هى كزوجته حُب مكتسب
بينما حب حبيبة به حب فطرته ،حب عمره ..حب حياته ب أكملها.
شعرت بوخزة بقلبها ثقيله نوعاً ما ، استغفرت ربها وأغمضت عيناها تمسح عبره هبطت على وجنتها جراء ما كانت تفكر به.

وفى الصباح، استيقظ عمار على صوت تنبيه منبه هاتفه، قبل أن يفوتهما القطار
لاحظ بعدم استيقاظ زمزم ، ظن هو انها ستستيقظ قبله كعهدها .
إلتف ناحيتها بعدما أغلق المنبه ، وقام بهز جسدها مع دعوته ل إسمها

_زمزم ...زمزم جومى يالا يدوب نلحق نلبس ونلم الحاچه ونطلع عالمحطه

لاحظ ب أنها لاتجيبه او تصنع اى رد فعل، إهتم عمار واستفاق من نومه أكثر وهز جسدها بقوة وامسك بيدها
وجده مثلجاً ولونه شاحب !

_زمزم!!! جومى يالا ...زمزم،زمزم!!

صنع هذا الشئ عدة مرات، تحسس نبضها ،لايوجد نبض!!
ماذا؟!
هلع من فراشه واقفاً وقام ب الامساك بهاتفه واتصل بالاسعاف حتى أتت واخبره المُسعف ب أنها قد فارقت الحياة منذ عدة سويعات!!
وقف عمار مشدوهاً!! زمزم ماتت!!!
أول شئ صنعه وخطر بباله ،جلب إسم وليد على هاتفه وهو لايرى أمامه من هول سيل دموعه
حتى أجابه وليد

_خبر إيه يا ابو العم ركبت ولا لسه؟

بتعتعه تحدث عمار وهو ينظر ناحية زمزم مغمضه العينين ممسكاً بكف يدها البارد
_زمزم ..زمزم م..ماتت يا وليد !

بهلع نهض وليد من مقعده واردف بصوت عالِ فى عمله
_إيا!!!! كيف يعنى ..عمار أنت زين حصل ايه عنديكم ركبي سابت

ترك عمار الهاتف ووليد انهال عليه بالتساؤلات التى لا إجابة لها ، ف اغلق وليد الهاتف واستقل سيارته وعلى الفور متجهاً ناحية القاهرة ..

ومسافة الطريق ،كان قد اخبر عمار بعدما عاد له انتباهه وتركيزه وثباته
اخبر والده ووالد زمزم بوفاتها إثر السكتة القلبيه مثلما أوضحت كشف الإسعاف وانه فى طريقه للعوده ولكنه ينتظر وليد .

عادوا بزمزم ،جثة هامدة ..المشهد يُعاد ب اختلاف الظروف
حينما عادت جثة هناء والدة حبيية من القاهرة ، النساء متشحات بالسواد وحينما تلقوهم
قاموا بتغسيلها والصلاة عليها وحملوها اربعتهم شقيقيها وعمار زوجها ووليد
وعبلة وبقية اشقاؤها صراخهم يدوى بالمكان ، الكُل ينبض بقلبه الحزن
صغيرة بالعمر ووفاتها أتت غفلة.

كان يحمل عمار الكرب صامتاً فى طريقة إلى المقابر وصورتها أمام عيناه
قلبها لم يحتمل فكرة ان ستبدء حرب تزويجه من أخرى، فضلت الموت على أن تموت
وهو بين أحضانه اخرى غيرها .
أتدري ما هو أصعب شعور؟ أن تحتضن أقرب الناس فتلتمس البرودة في جسده الهزيل، أن تصرخ بأعلى صوتك وتحس أن صداه لم يتجاوز حنجرتك، أن لا تجد من يتقاسم معك الألم فالمدينة كلها أصبحت رمادًا،
أن تتمنى الموت انت الآخر وبنفس الطريقة التي تلاشت بها روح أحبتك..

خيم الحزن ،عاد الحميع واصبح يتلقى عمار عزاؤها مع اشقاؤها ووالدها وبجانبه وليد الذى لم يتركه لحظة.
اما عند عزاء السيدات ، كانت عبلة شاردة بملابسها السوداء ووجهها المملوء بالحزن والذى لم تجف من عليه عِبراتها
تتذكر حينما ذات مرة كانت تتناول وجبة إفطارها مع زمزم شقيقتها وتحدثوا بشأن حبيبة وماحدث لها

زمزم ممسكه بعمار الصغير تداعبه وعبلة تتحدث
_بُصى يا زمزم ، بصراحه كديتى بعد الل حكوه چوزك وچوزى وحفصه مناع عن حبيبة درويش
طلعت صوح البت دى مظلومه وانا وأنت ِ ظلمناها جوى ،اتارى  عمك درويش وراها المُر هنيتى
وچوزها الل أن شالله دم يسرعه سرع وراها المرين هناك ويتيمه ياعجلى .

تركت زمزم الصغير وتوجهت الى عبلة بنبرة عصبية بعض الشئ
_يعنى ايه مثلاً؟ لو اتطلجت من إلياس يتچوزها چوزى؟ تجبليها إنت ِ وليد يعمل فيكِ كديتى

تنهدت عبلة وقالت لها
_إسمعينى زين،صحيح انا اصغر منك بس اعرف عنك ..ربنا موزع الحنضل والحزن بالتساوى على كل الناس
وكل واحد وبياخد نصيبه الل يجدر عليه ، لو العملية بتاعتك منچحتش لاقدر الله

_بعد الشر ياعبلة
_يابوى جولنا لاقدر الله، لو بجول لو ..لو منچحتش ..ساعتها حماكِ هيجوم فدماغ چوزك الچواز
ومين دلوك جناحها مكسور ومحتاچه حد يحاوط عليها بعد م تطلج من المطعون چوزها
حبيبه!
تخيلى أنى كنت هنكون مكانها ، يامرارى الحمدلله يارب

زفرت زمزم ب حزن وقالت
_ايوة عارفه انها غلبانه، وتعبت فحياتها وربنا يكتبش علينا الل شافته
بس چوزى لاه ، هى ياك هتكونله مچرد واحدة يتچوزها عشان الخلفه؟
دى حبيبة جلبه، حبيبة عمره ..كأنى بوديه ليها ع طبج من دهب

ضيقت عبلة عيناها لها وقالت بخبث ماكر
_بذمتك عيحسسك عمار انه عيحبها وناسيكِ؟

إبتسمت زمزم وأردفت
_بصراحه ابداّ،عحس دايما أنه أنا وبس ..بس برضو لاه ..يتچوز اى واحدة تانيه غير حبيبة ويطلجنى
لاه يتچوزش خالص ويخليه معاى ،والعملية هتنچح وهچيب له عيل
يشيل من جلبي الخوف ل عمار يروح منى ..ويخلينى فجلبه طول العمر

عادت عبلة من شرودها ب إحساس بتوعك بأمعاءها، فنهضت نحو المرحاض تقيأت ف لاحقتها حفصه
وأردفت لها
_تعالى ياعبلة اجعدى ،كفاياكى بُكا ..
نظرت عبلة نحو حفصه وأردفت
_كانت خايفه ياعجلى يتچوز عليها، كانت خايفه من نتيچة العملية واديها راحت وارتاحت من الخوف والجلج للأبد

_وحدى الله طيب دا جدر ربك هنعترضوا ، مالك إنت ِ رايحه چاية عالحمام ليا من الصبح

تنهدت عبلة وقالت بحزن
_شكلى حامل ياحفصه ولا وكته ولا أوانه
_وه!! حرام عليكِ تجولى كديتى على نعمه ربنا ..أختك جلبها وجف من كتر حزنها على ضفر من الل عتجولى عليه لا وكته ولا أوانه دهوت

هنا دفعت عبلة رأسها بصدر حفصه وأجهشت فى بكاء مرير وأخذت حفصه تربت على جسدها ، وعلى الناحية الأخرى كان هاتف عمار يرن ...فهو لا يكف عن الرنين منذ بداية العزاء وهو لايجيب
ف قام وليد بوضع يده بجيب بنطال عمار وسحب الهاتف ل يجدها حبيبة!
أخبره هامساً ب أذنه ب أنها حبيبة ، إنتبه عمار ب وهن وأمسك الهاتف وأجاب الاتصال

_ألو

تنحنحت حبيبة لاتعلم بماذا تقول بهذه المواقف ، ف أردفت بنبرة صوتها الناعمه
_البقاء لله ياعمار
_سبحان من له الدوام ي حبيبة
_شِد حيلك ، زمزم كانت بنت كويسة ومهذبه ..انا متعاملتش معاها كتير بس شوفتها كام مرة
ربنا يرحمها برحمته ويسكنها فسيح جناته

صمت عمار لم يجد م يقوله لها ، ف استطردت هى حديثها
_سلم أمرك لله ، الحزن بيتولد كبير وبيصغر مع الوقت
مش معنى دا انك هتنساها، دى مراتك وعشرتك
انا بقول بس ، إرضى بقضاء الله اصله نافذ نافذ

هنا انفرجت شفتى عمار عن الصمت المطبق وقال
_تعرفى تاچى يا حبيبة؟!

تعجبت حبيبة من سؤاله، رفرفت ب أهدابها ماذا ستخبره
همت بالرد عليه ولكنها فوجئت ب اتصال امنية على الجهة الأخرى
فتحدثت إلى عمار
_لو عليّا متأخرش أنى أكون جمبك، بس عندى إمتحانات كتير زائد اجراءات القضايا
اللى رفعتها ضد إلياس والطلاق وامنية معايا هى ومامتها .

عاد عمار إلى صمته ف همت حبيبة بالقول قبل أن تغلق المكالمه
_هبقى اكلمك على طول اتطمن ، سلام ياعمار وشد حيلك

اغلقت المكالمه وأجابت امنية على الناحية الاخرى
_ايوة ي امنية
_بصى يا حبيبة، بكره الصبح بعد الكلية هنطلع عالمحامى هنعمل شوية حجات طلبها تكون بتوقيعك
وبيقولك متقلقيش هتاخدى حكم بالطلاق ف اسرع وقت بس بعد م ناخد حكم التعويض والنفقة
وكل مستحقاتك ..

تنهدت حبيبة ب ارتياح وأردفت الى امنية بخوف
_انا قلقانه منه يهرب ي امنية ويعرف مكانى ويجيلى هنا

ضحكت امنية بسخرية وأردفت لها
_ايه الفيلم دا يا حبيبة، لاء طبعا يهرب ايه أولا مش هيعرف عشان دا متخلف ومش محبوب ومحدش هيساعده جوا السجن او برة
ثانياً في امن على شقتك ولا أنت ِ ناسية ، تالت حاجه بقا
لو عمل كدا هتلاقينى فدقايق جمبك ومعايا البوليس تانى يسحل أمه

ضحكت حبيبة وأردفت الى امنية ب أمتنان
_أنا مش عارفه اشكرك ازاى ، انتِ بجد ي امنية اكبر نعمه فحياتى
ربنا يخليكِ ليا

ابتسمت امنية وكانت نبرة صوتها يختلجها الفرح وقالت
_ويخليكِ ليا انا كمان ،يالا اسيبك للى كنتِ بتعمليه ومتنسيش مشاوير بكره

اغلقت الهاتف حبيبة ، ومن ثم اقتحمت بالها جملة عمار لهاحينما رجاها ان تأتى
وكأنه فى أمس الاحتياج لها برغم كثرة من حوله بهذا الموقف .
أمسكت هاتفها وفتحت الرسائل وقامت بكتابة رسالة مضمونها

_انا ووليد جنبك ، وانت مش وحدك ..زمزم فمكان أحسن
ربنا يربط على قلبك يارب ويصبرك

_
لم يؤمن بي أحد ..
حقاً يا أمى لم يؤمن بي أحد، لبئس إن لم تؤمن بي وبنجاحي ، لبئس أيضاً لعدم صدقگ لما أقول لگ ، لبئس أيضاً لعدم إيمانگ بي حينما اخبرتگ أني سأصل إلى أهدافي التي گنت اتدوالها معگ أثناء حديثنا ،لبئس لعدم إيمانگ بطموحاتي التي گنت افضفض بها لگ ولشقيقتى وزملائى ،لبئس لقولگ لي بعدم تحقق ما گنت أحلم به منذ طفولتي،  كُنتِ أيضاً  تصيحِ بوجهي، و كان يهزئ بي اصدقائى عندما اتحدث معهم وأخبارهم بأحلامي ، گانوا يهجوا بوجهي معلنين بفشلي ، وعدم بلوغي لأهدافي،  صراخهم گان يطردني، ويراود قلبي، شبه الضربات القاتلة، وفي گل مره  يلاكموني بالصمت، حقاً لم تؤمن بي عائلتي يوماً، ولا اصدقائى أيضاً.
لابئس بعدم إيمانگ زوجتى بي أيضاً بعد كل ماتجرعتيه من الآلام بسببي...لبئس بكِ أيضاً!

_كويس الل أنت عملته فينا دا ؟ رُد عليّا

أردفت بصراخ زاهيه فى وجه إلياس، وهو امامها مكبل الايدى منتكس الرأس وعلامات الضرب وتقرح جلده وجسده ظاهراً وواضحاً عليه ،رفع لها وجهه وأردف ببشاعه صوته كما اعتاد

_عملت ايه فيكم؟
_ينفع الكيان الل انا بنيته ب إيدى مع ابوك حته حته ،سيبت بلدى واهلى وناسي
يتهد على ايدك ونتفضح فكل حته بسبب انانيتك وغطرستك وفرض سيطرتك وقسوتك على مراتك !
كل الل بنيناه انا وابوك يتهد فثوانِ؟ ليه كدا يابنى

إبتسم جابب ثغر إلياس مستهزءاً لما قالت والدته وأردف لها وعيناه مصوبه لعيناها
_انا هديت الكيان الل اهتميتِ بيه اكتر م اهتميتِ ب إبنك! مش كدا ياحضرة البيزنس وومن
الل اثبتت انها من الصعيد وتقدر تعمل حاجه ومش مهم ولادها!
ابنك الل كان كل يوم يجيلك مضروب من المدرسين والعيال زمايله فالمدرسة
وانتِ مكونتيش بتهتمى ، كنت مبتسمعيش ..بل بالعكس
كنت بتيجى عليه وتكملى ضرب ! وتكملى تكسير فيه وفنفسيته

مش برضو الكيان الفظيع دا الل بنتيه بعرقك وتعبك جه على كرامه إبنك الوحيد ، كنت بتبنى فيه
وانا بدوق سم كلام زمايلى على انى فاشل وعمرى م هنجح فحاجه
انا الولد التخين البكابوزا الل ايه الل يدخله حربية، الل ايه يخليه بيزنس مان اصلا!
انا فاشل مش بنجح ف أى حاجه، لا زوج ولا أخ ولا إبن!
انا اوحش شخصية ربنا خلقها على الأرض بفضل تربيتك ي امى ! بدل م تحاولى تخلينى اتغلب على كل الل كنت بشوفه فحياتى كنتِ بتحبطينى اكتر وبتتعبينى اكتر وبتكسرى فيا طموحى أكتر
هو أنت ِ مرة خدتينى فحضنك مثلاً ،سمعتينى ؟
هعرف ازاى اتعامل بطريقة آدمية وانا طول الوقت بتعامل بجحوود منكم ومن الل حواليا من صغرى .
ماما الكيان اتبنى واتهد ب إيدك..ومحدش يلومنى
لومى نفسك ، حتى فالل انا فيه بترمى الحمل عليا بدل م تساعدينى

نظرت له زاهيه ب استنكار وقالت وهى ترفع حاجبيها له
_اساعدك ف إيه، انا فعلاً جبت حبيبة هنا تتنازل بس بعد الل شوفته وعرفته وسمعته
حرام عليك ..كويس أن مفيش فمرة مسكت سكينه قتلتك بيها

انا كنت عارفه ان طبعك وحش ، بس عمرى م تخيلت انك بتحب الاذى كدا ويتتفنن فتعذيب الغير
والاضعف ..ومين؟
مراتك وبنت خالك الغلبانه الضعيفه اليتيمه الوحيدة
اساعدك ف ايه،انت مخلينى حاطه دماغى فالارض!

نهض إلياس متعجرفاً وأردف لها
_مش عايز حد منكم يزورنى تانى

قام بمناداة العسكرى ليعيده إلى الحجز ثانية ويترك والدته تبكِ بحسرتها عليه وعلى م ضاع بسببه.

_
مضى وقت ..
والآن على مشارف إعداد ليوم الصُلح بين عائلة عبدالمعطى وعائلة نجم الدين حتى يتم إغلاق
سلسال الدماء للأبد وتجنب حصر ضحايا جُدد بالعائلتين.

وبحضور السيد المحافظ ونائب القرية ورئيس مجلس المدينة وبعض الرجال ذو قيمه وشان بالمحافظة، وحضور القنوات الارضية لتصوير الحدث مباشرة
تم وقع الصلح بين العائلتين ب إغلاق المشاكل بينهما إلى الأبد وقبل عائلة عبدالمعطى تحديداً اولاد الحج حجاج مرسي الصلح بوضع يدهم بيد كبير عائلة نجم الدين سناً وإذاعة الحدث صوت وصورة .

مضت الايام حتى اصبحت شهور .
اغلق عمار شقته وعاد إلى منزل والده الحج عبدالرحمن ، ومن المنزل للعمل ومن العمل للجلوس بصحبه وليد وهمام سواء أمام المنزل او بالحديقة
وقد تأتى عليه الأيام التى لايترك بها المنزل بسبب حالته النفسية ،اما عن وليد فهو اصبح ملازماً لزوجته اكثر مما سبق ليس بسبب حملها الجديد ولكن بسبب حزنها على شقيقتها الراحلة البالغ .
وجاء دور حبيبة، انتهت من تقديم امتحاناتها لآخر العام وعادت الى بلدها بجانب والدها العاجز الذى من يوم عودتها لايجمعهما مكان او حديث ،تصنع له اشياؤه فقط وتعطيه ادويته اللازمة.
حفصه كادت تنتهى شهور حملها بطفلتها الأولى وتنتهى معاناة الحمل معها وأن تسعد برؤياها أخيراً .

كانت تحضر حبيبة الإبرة كى تحقن والدها بعدما انتهى من تناول غداؤه، اعطته الابرة وهمت بالرحيل ف أشار لها بالورق والاقلام ف احضرتهم له فكتب لها
_مش عايزة تجعدى معاى ؟ من يوم م چيتِ إنت ِ ف اوضتك بتطلعيش غير لو هتوكلينى او هتدينى الدوا

نظرت حبيبة إلى الورق فقالت له باللكنة الصعيدية م دامت هى ببلدتها الآن
_لاه يابوى ، عاوزاش اجعد معاك

نظر درويش لها ب أسى وكتب ثانية
_ليه يابتى ؟

قرأت حبيبه وجلست بهدوء أمامه وأردفت بنبرة يختلجها الحزن
_يابوى أحسن بلاش نتعاتب ، خلينا كديتى أحسن
إنت وحدك وانا وحدى ،كلامى ليك هيچرح الباقى لسه متچرحش وانا تعبت جوى وعاوزاش افتكر

سمعها درويش للنهاية ودون ثانية بالورق أمامه
_لاه جولى مالك ، اتكلمى يا حبيبة

قرأت حبيبه ،فهمت بمسح عيناها وقامت بفتح ثوبها ووجهت ذراعها وظهرها الى والدها
وعادت ثانية بوجهها له

_اجولك واتكلم؟ شايف چسمى يابوى
چسمى الل جطعه ضرب وتعذيب وإهانه ولد اختك ، إلياس الل بعتنى له عشان دفع أكتر
دفع الل راح فالاخر وانت جتلت ارواح مالهاش ذنب وانت عچزت للأبد يابوى ومحدش كسب حاچه
كلنا خسرنا

فاكر يابوى كنت تعاملنى كيف جبل م اتچوز ! كأنى عبد هنيتى وبتعامل بالضرب وبس
وروحت للأكتر عذاب ومرار ، معرفتش اشتكيلك عشان عمرك م كنت هتوجف فضهرى يابوى
انا اتچوزته سنين كنت تسأل علىّ فين وفين
كأنك م صدجت ترتاح منى ومن حملى ، جلبك موچعكش يوم مثلا
محستش ببتك الوحيدة ؟
دنا بت هناء حبيبتك ،، معجول كل حُبك دا لامى محبتهوش لبتها؟
لو كان كل الل عملته خوف علىّ فكنت غلطان يابوى ، انا لا عيشت طفولة ولا مراهقه ولا چواز
انا على طول خايفه ومسلوبة الارادة والقرار والبركه فيك
لولا الل طلعتنى عليه مكانش كمل إلياس ولد اختك الل ان شاء الله حجى چاى منه تالت ومتلت
كنت عالاجل عرفت اخد حجى منه من بدرى جوى

شوفت  ان الكلام الل عاوزنى اتكلمه مش زين يابوى ؟

تركته وانصرفت من الغرفه وهو ينظر لها بحسرة م أشعرته به ، وبهول م عانت بسببه فقد اصبح درويش
الأبكم  أمام زمجره م تشعر ابنته ولايستطيع الرد سوى بالحسرة فى قلبه.
_

ماكل هذه الاحداث التي تصارعني ومازلت في مقتبل عمري اما لها ان تتوقف، ان تمهلني الفرصه حتي استجمع شتات امري ان ارتاح قليلا الم يتحدثوا ان هذه الفتره هي اثمن فترات العمر واكثرها فرحا ما الذي يحدث اذا لما كل تلك الخيبات.

_سرحاااان ف ااييه

قالها همام لينتشل عمار من شروده بالحديقة ف إبتسم عمار ليجلس على الجهة الاخرى منه وليد
ف أردف وليد
_اكيد سرحان ف بتك حبيبة الل چت نسخه طبق الاصل من القوقة أمها حفصه بلسانها الطويل

ضحك همام وقام بطرق وليد فى كتفه من خلف عمار واردف
_أنا مرتى قوقة ! لا إسم الله ع مرتك لما بتنادى عليك بصوتها الحيانى بسمعه من وانا فالبيت
وانا نشوف خلفتك الچاية زينه ولا عفشه يا زين

وضع وليد ساق على ساق وتحدث بغرور مصتنع مضحك
_شوفتش عمار ولدى زى الجمر كيف ابوه ازاى! اكيد العيل الل چاى هييچى نفس العسلاية كديتى
مش كيف الجرد العفش بتك ،والله ظلمتوها ب إسم حبيبة
لو على إسم حبيبة الكابيرة فهى جمر وانت وحفصه دخل عليكم السريع وظلمتوا الاسم

نظر همام له ب استنكار وأردف له
_دا حبيبة دى حبيبة ابوها واتفرچ عليها لما تكبر ، هتترچانى نديها ل عمار ولدك
وانا هرفض

انتبه عمار لحديثهما المازح ف اردف بحزن
_هترفض انت كمان تدى حبيبة ل عمار ي همام؟

إنتبه وليد وهمام لحديث عمار الجَدى ف استطرد همام
_ياعم شايفهوش شغال يتريج عالبت وهى لسه عندها كام يوم
وبعدين ياعم عشان خاطرك أنت هدى حبيبة الصغيرة لعمار الصغير
بس ياترى ..عمار الكابير هياخد حبيبة الكابيرة؟

صمت عمار وتذكر كلمات والدته قبل ان يأتى ليجلس معهم بالحديقة
_وبعدين ياعمار

إعتدل عمار من نومته شارداً وجلس أمام والدته
_وبعدين إيه يا أمى
_العمر بيسرجك وبكره وبعده مش باعيد ،وانا وابوك عاوزين نفرح بيك ونشوف عوضك
وانت عايش فحزنك وتعبك كديتى ..الله يرحمها زمزم عدى كام شهر يا ولدى

اجفل عمار عيناه لدقيقة ومن ثم قال
_أماه ، أنا عملت كل الل كنتو عايزينه ..وعملت الل كانت عايزاه بردك زمزم الل يرحمها
سيبونى انا اقرر هعمل ايه فالباقى فحياتى

_يعنى هتجضيه وحدك ؟
_سيبيها للمولى ياماه ..سيبيها لله

...
_إييييه يابو عمار خبر ايه، كل شوية سرحان سرحان سرحان عتحب چديد ياك

قالها همام ف أردف وليد إليه
_عمار مستحيل يحب تانى ، تبعنى انا عجولك ايه بس
_مچاوبتنيش يابوالعم ، عمار الكابير هياخد حبيبة الكابيرة

اخذ عمار نفس عميق وتنهد بهدوء واردف الى همام دون النظر إليه
_يعنى هى حبيبة الكابيرة فاضية جوم ناخدها ؟

هنا صفق همام وهو يضحك بينما نظر وليد الى أسفل فتابع همام
_الله عليك يابوعمو يعنى مفيش مانع تطلج من الياس وتاخدها

_بس انا كنت معاهد زمزم لا هنتچوز عليها ولا هنطلجها

دنى وليد من عمار وأردف له بحنوه المعتاد
_بس زمزم ماتت الله يرحمها ،وانت مخلفتش وعدك معاها
لا اتچوزت عليها ولا طلجتها ..يبجى الحىّ ابجى من الميت وكفاياك حزن ياخوى
كل السنين دى ،آن الأوان

على الجهة الاخرى ،كانت حبيبة بصحبة حفصه تحمل حبيبة الصغيرة وتجلس معها بفراشها
بعدما قامت بمناولتها مشروب المُغات الشهير الذى يصنع خصيصاً للمراة التى تلد حديثاً.
_شالله يباركلك ي حبيبة يارب

كانت تنظر حبيبة إلى الصغيرى وتداعبها وهى مغمضة العينين وأردفت
_مش هتعملوا سبوع عشان مرات عمار صح؟

هزت حفصه رأسها إيجاباً، فقالت حبيبة مبتسمه
_ربنا يخليهالك يا حفصه ويجعل حظها أحسن من حظى يارب وتشوفيها احسن بنت فالدنيا
هنا ربتت حفصه على يد حبيبة وقالت بنبرة حانية

_ومالو حظك ،بكرة تبجى اكبر دكتورة اورام فمصر والشرق الأوسط والحچز عندك يبجى طوابير
ويريح جلبك وبالك براچل ولد حلال

نظرت لها حبيبة وضحكت مستهزءه قائله
_راجل!! تانى ،لاء بعد بابا وإلياس انا كويسه جدا وأنا لوحدى
هشتغل على نفسي ولنفسي بس
لاعاوزة جواز ولا عاوزة حد ..خلاص تعبت

أمالت حفصه ب رأسها وهى تتناول منها الصغيرة وتهم ب إرضاعها وقالت فى نبرة خبث
_يمكن دا رأيك،ومشيئة ربك ليها رأى تانى
_

عادت حبيبة إلى المنزل ، اطمأنت الى حال أبيها وانه يغط فى سبات عميق بعدما ساعدته يستريح بفراشه
،ذهبت إلى غرفتها بعدما توضأت وصلت فرضها .
امسكت المصحف وتلت بعض الآيات القرآنية بسورة النور ، ومن بعدها فتحت جهاز الحاسوب المحمول الخاص بها ، فهى قد ابتاعته بعدما حصلت على مصوغاتها التى قدمها لها إلياس اثناء عُرسهم
إبتاعتهم جميعا حتى لاتتذكر شيئاً منه ،ً واشترت الحاسوب لتدرس عليه وقامت ب إدخار بقية المال .

وقبل ان تنهمك ببعض الأشياء التى تخص دراستها رن هاتفها ، كان عمار

تعجبت،الوقت يبدو متأخراً وهو غير مُعتاد ب أن يحادثها بهذا الوقت
تحيرت هل تجيب أم لا
أجابت اتصاله
_الو
_الو ، معلش يا حبيبة لو بتكلم ف وقت متأخر..بس حسيت انى تعبان جوى
وچيتِ على بالى

عادت حبيبة بجسدها للخلف على فراشها وأردفت
_مالك ياعمار ..أنا سمعاك

 

وطلعت لفوق جدا جداا .. صليت وكإنى بودعكوا
انا عارف كلامى هيوجعكوا .. فـ إقروه للآخر لو حابيين
مساكين .. أموات عايشين أو بين لـ إتنين
كنت مفكر وانا عيل إن الأيام أفلام سيما
ورضيت بالواقع لما فهمت .. حكمة ربنا فـ التقسيمه ( محمد إبراهيم)
                          **
الفصل(28)
وقبل ان تنهمك ببعض الأشياء التى تخص دراستها رن هاتفها ، كان عمار

تعجبت،الوقت يبدو متأخراً وهو غير مُعتاد ب أن يحادثها بهذا الوقت
تحيرت هل تجيب أم لا
أجابت اتصاله
_الو
_الو ، معلش يا حبيبة لو بتكلم ف وقت متأخر..بس حسيت انى تعبان جوى
وچيتِ على بالى

عادت حبيبة بجسدها للخلف على فراشها وأردفت
_مالك ياعمار ..أنا سمعاك
تنحنح عمار قبل بدأه بالحديث ومن ثم قال بصوت خفيض نسبياً

_انا معرفتش اتصل ب وليد دلوك افضفض معاه ، يعنى البيت ومرته والواد فجولت نكلمك أول م خطرتِ على بالى

على صمتها حبيبة ف أردف هو
_مضايجك يا حبيبة ب مكالمتى؟

بللت حبيبة شفتيها وتنحنحت بهدوء وقالت بعد تنهيدة بسيطه منها
_لاء مفيش مضايقه ولا حاجه ،بس الوقت متأخر وانت عارف مش بتكلم مع حد فالوقت دا
_وهو أنا حد يا حبيبة !

دق قلبها برعونة ، احاسيس متضاربة تشعر بها فى أن واحد ف أردفت
_إنت عمار ، إبن عمى واكتر حد فالدنيا ادانى من غير م ياخد ومصدر الأمان كله ليّا
_وبس؟!

صمتت واعتدلت حبيبة فى جلستها فقالت بجدية قليلاً
_متنساش أنى لسه على ذمة ابن عمك يا عمار ،وانى مش هحب ابداً ان...
_حبيبة ، انا معاوزش حاچه منك ..عاوز بس ارتاح واتطمن
لو الدنيا اتعدلت والعدل نزل فيها ،هلاجى مكان فحياتك ؟!

_عمار كلامك سابق ل آوانه ، زمزم مراتك مفاتش على موتها كام شهر وأنا لسه متطلقتش من إلياس
_هلاجى مكان فحياتك؟! كلمة وكلمة يا حبيبة

زفرت حبيبة بحرارة ف أردف هو
_عارف أنك تعبتِ ،تعبتِ جوى فحياتك من أول يُتمك من خالة هناء لمعاملة عمى درويش للأذى النفسي والجسدى وعيشة إلياس الل تجصّر العمر ومفيش راجل يتحملها مش ست زيك .
عارف.. وأنا والله تعبت ، تعبت وانا بتنماكِ من صُغرى ،تعبت أما اتغربت واتعاملت زى العبد وكنت بنام بالجوع عشان أحوش مهرك ، تعبت لما ابوكِ كسر جلبي
تعبت وأنا شايفك مع غيرى ، تعبت لما ابوى نوى أتچوز وأنا مش عايز وفالنهاية كل البِنته بالنسبة لى كانت واحد ،زمزم زى غيرها مش فارج
تعبت لما لاجيتها عتحبنى وتعشج تراب رجلى وأنا مفيش جدامى غير أنى اعاملها بالمعروف
تعبت لما لفيت هنيتى وهنيتى عشان أراضيها، تعبت لما وجفت ف وش أبوى وجالى هنچوزك عليها ياعمار
جولتله لاه ..واقسم بالله راحت للى خلجها وماتعرف
أنا كنت كل يوم بمشكلة مع أبوى ،ولده الوحيد وعاوز يشوف عوضى ..جالى مش هتوجف الدنيا على بت محسب
جولتله أمرت أنى اتجوزها يابوى ووافجت ،بس دلوك مش هناچو عليها فحاچه مالهاش يد فيها
انا فعلا اتعلجت بيها مرتى وعشرتى ، لكن جادرش أحبها زى م حبيت حبيبة
مش هظلمها مرتين يابوى ،وربك أختارها ورچعت وحدى
ودلوك جلبي مليان لآخره هم وحزن وخوف وعاوز يتطمن ..لو عدل ربنا نزل الأرض
هيبجالى مكان فحياتك؟!

ذرفت منها دمعه عن غير قصد ، فهمت بمسحها وأردفت
_عمار ، أنت وصفت تعبك وحيرتك وتعبي ..بس عمرك م هتفهم إحساسي
كل حاجه حلوة فيّا إتقتلت ..قتلها بابا وكمل إلياس
قتلوا البراءة،قتلوا الفرحه ..حتى الحاجه الل منى ..إبنى ولا بنتى شوفته دم قصاد عينى
أنا شخص مسلوب الارادة من صُغرى ،سيبونى أقدر اتخطى الل أنا فيه
سيبونى يمكن أقدر ابقى حبيبة الل أنا عاوزاها ..يمكن ترجع جوايا كل احاسيس الفرحه
والحب والروح الحلوة اللى زرعتوها فيّا أنت ووليد وحفصه

_ماليش دعوة ب وليد وحفصه،بتكلم عن نفسي يا حبيبة!
قالها بنبرة يختلجها العصبية بعض الشئ ، شعرت هى بعصبيته فسعلت تسيطر على رجفه جسدها حينما سمعت صوته هكذا فشعر هو بتأنيب الضمير ،سعلت بقوة ف أردف هو كعهده

_بسم الله على جلبي ، مالك يا حبيبة؟ طب أنا آسف مجصدش والله

تجرعت حبيبة بعض الماء ومن ثم أردفت
_عمار ، لسه فيه وقت طويل اتعافى من كل الل حصلّى
_وانا هفضل مستنيكِ يا حبيبة لو لآخر عمرى

اغلقت حبيبة المكالمه ،وفى اليوم التالى كانت تقصّها على حفصه فى منزلها
وعندما انتهت أخبرتها حفصه
_هسألك وإنت ِ عتكدبيش ، عتحبي عمار؟ حاسه ب حاچه ناحيته ؟

رفعت حبيبة بصرها إليها اثناء مداعبتها للصغيرة وأردفت
_زمان ولا دلوقت؟
_زمان ..دلوك ..أى وكت
_عارفه يا حفصه ..هعترفلك إعتراف يمكن مفيش حد فالدنيا حد يعرفه
زمان ..لما الجوابات كانت بتتبعت لى ،اتحركت أول دقه قلب فيّا وأنا معرفش مين
الكلام كان حلو أوى ويلمس القلب والنبض من جوا ، حبيت صاحب الجوابات
ورسمت له كذا هيئة ،مرة اتخيله راغب علامه مرة عمرودياب مرة كاظم الساهر
كنت بستنى كل فترة جواب جديد .. وبعدين لما عرفت ب أن عمار اتقدم لى
افتكرت ان هو ،فرحت أوى ..بس طريقه عمار فى التعبير لحبه ليّا مش زى صاحب الجوابات
صاحب الجوابات بيحب أوى بس بيدارى ، وبعدين انتِ عرفتينى أنه وليد !
وليد !!! بقت فيّا حاجه غريبة مرتبطه ب وليد لما أشوفه لما يتكلم ،معرفش إيه هى
يمكن عشان هو صاحب أول حاجه فقلبي وفيا، محبتهوش حبيت إحساسه بيا
حبيت وجود حلاوة كلامه ف وسط المُر الل كنت فيه ، وبعدين جه عمار أتحدى الدنيا عشانى
سافر واتغرب واتبهدل ،فبقى هو الهيرو فعنيا ..ولما جه وانا فالمستشفى واقسم انى مش هكون غير له
ولما جه يوم فرحى ..عيونه وكلامه ودموعه حتى لما مسح دموعى
كل حاجه فيه بتقول عشقت

أمتعض وجه حفصه كعهدها وقالت ساخرة
_أيوة فهمت ايه دلوك بالصلاة على النبي چاكِ اللكايم

ضحكت حبيبة وقالت لها
_قصدى أن وليد صحى دقة قلبي الأولى، وعمار عرفنى قيمة حبيبة وعرفنى يعنى ايه حُب راجل بجد
ويعنى إيه راجل لما يحب ويشترى بعمره حبيبه

نظرت حفصه إلى السماء بينما كانت تهدهد صغيرتها وهى ترضعها وأردفت بمزاحها المعهود
_يارب كملنى بشوية عجل نفهم بيه الست الداكتورة ،  بردك عتحبي عمار ولا عتحبي وليد ولا داخل عليكِ دم
إسمعى وليد ينفعش دلوك مرته معاه ومخلف وچاى له التانى فالسكة

زفرت حبيبة ب عمق وتنفست بهدوء وقالت وهى تنبش ب أصابعها ب أشياء حبيبة الصغيرة
_انا حاسه إنى إتجمدت يا حفصه ،قلبي وجسمى وكُلى
بس وليد هيفضل له مكانته الخاصه فقلبي ..وعمار ..!

رفعت حفصه إحدى حاجبيها وقالت لها وهى تغمز لها غمزة ماكرة
_وعمار إيا؟

هزت حبيبة رأسها يميناً ويساراً وأردفت
_لو فضل فيا حاجه تعيش وتدى زى بقية الناس ، هياخد هو الباقى ,دا إذا مكانش له الباقى من زمان.

تنهدت وهى تسعر بلسان حالها يقول ..أما بعد فلن أحب أحدا بعدك، أما قبل فأنا اساسا لم أعرف الحب إلا بك .

#نور_إسماعيل
_

كل ما أريده هو أن تبقى فى حياتي للأبد ،وفي سماع صوتك حنين إليك لا تعلمه !
"_حبيبة ، تعالى نوشوشك بَعيد عن عمار ، شكلك حلو وحاسك شبههى
لاه إنتِ حتة منى جوى ياحبيبة ياعسل "

_طفيت عالوكل لو عاوز نغرفوا دلوك ماشى

إنتبه وليد من شروده وترجل ناحية عبلة ، هز بيده بطنها المنفوخ قائلا يمازحها
_ناوية تفسّ ميتى الكمبورة دى ،بجيتِ فالكام دلوك

إلتوت شفتى عبلة وأردفت له ترد مزاحه
_مبعدش يا چيمى ، هتاكل ولا إيه عالعموم انا وكلت ولدك وانا كلت وانا عحضر كام حاچه كديتى سدوا نفسي
_لاه حطّى الوكل وتعالى اجعدى معاى وانا باكل ، اينعم قوقة وفقرية وكل م تجعدى وياى متشبيعش رط
بس أهو بدل م اقعد اكل فى صمت زى الجرد الفقرى

مطت عبلة شفتيها له وكورت قبضه يدها والكمته فى صدره وولجت الى المطبخ تجلب الطعام وتضعه على المنضدة، وضعته وشرع وليد فى تناول طعامه ناظراً لها
_نجولك صح ، لو الل فبطنك واد هنسميه خالد

كانت عبلة تناوله صحون المخللات والسلطه أمامه مع قولها
_وايشمعنا خالد يعنى
_عشان يبجى خالد ابن الوليد ،ايا رأيك طبعاً مخك الصفيح دا يوصلش للى بجوله دا صوح
_ليه جالولك متعلمه لحد تانيه إبتدائى وجعدت ياك ،إتمسى وجول يا مِسا
وبعدين جولتلك نفسي نسمى عبدالظاهر ،سيبتك فالواد الاولانى تسميه براحتك

_تانى تاچر خردة تانى! تانى أسماءك العيانه دى يابت المحروق

تنهدت عبلة بحزن وأردفت له
_لو بت جولت نسميها زمزم ،امى جالت لاه بلاش عشان فال عفش
بس أنا حساه واد ، وشه عفش چه بموت خالته  ومعروفه الوِلد وشوشهم فقرية

إحتقن وجه وليد إعتراضا عما قالت للتو ف أردف لها وفمه مملوء بالطعام
_ايا الل عتجوليه ديتى حرام عليكِ دا جدر ومكتوب

أراد وليد تغيير مجرى الحديث حينما رآها بدأت فالشرود ،حتماً تذكرت شقيقتها الراحلة
ف أردف
_جوليلى ي عبلة ، يعنى سمعت منك ان زمزم كانت عتحب عمار من زمان من غير م يتجدم ولا ياچى وحتى وهو عيحب حبيبة درويش كانت عارفه ،طب وإنت ِ ؟
_أنا ايا؟
_كُنتِ عتحبينى يابت ؟ جولى ايوة باين على سحنة ابوكِ كنت دايبة فىّ دوب

قامت عبلة بفعل مصمصه شفتيها سخرية وقالت
_يابوى غور بلا كنت نحبك، كنت نكرهك سم أنت وعمار والياس منعرفش ليه
بس أهو الجدر يعمى البصر

_كنت تكرهينا إحنا التلاته! اومال كنت عتحبي مين يا بومة

نهضت من مكانها وذهبت الى المطبخ تحضر ابريق الماء وهى تتحدث له
_انا نحبش، الحب عيكتل صاحبه زى م عمل ف اختى ..لانحب ولا نتعلج
الل يكتبه ربنا يكون ونرضى وبس على كديتى

ناولته الماء وهو ينظر لها ب إمعان وأردف بعدما تجرع من الماء الكثير وهم ينهض فقد انتهى من تناول طعمه
_يعنى دلوك مش عتحبينى ي عبلة؟

استنكرت عبلة لسؤاله برد فعل بدا واضحاً على قسمات وجهها وأردفت ساخره
_اومال مالك انهاردة بجيت أسامة منير عتتكلم فالحب والمسخرة ، فوج يابو عمار
إتچوزنا وخلفنا عيل وتنين وفضينا

تركته وهمت بحمل الاطباق إلى المطبخ ثانية ،بينما هو على وقفته شارداً ينظر ناحيتها  سجين هو في بحر يأسه، لم تدواي الكلمات جنون قلبه وعاطفته، لذا خبأها عبثا إلى يوم غير معلوم .
__

ومرّت شهور أخرى ..
هذا وبعد ثبوت وجود خلل  نفسى لدي المتهم إلياس وليد العارف بالله نجم الدين وهو الأمر الموكول بإثبات أن المتهم بالدليل القاطع ومن خلال الجهات المختصة علته النفسية أو العقلية،تم تحويل أوراقه إلى المصحة النفسية والعصبية مع السجن المشدد وإنهاء باقى العقوبة المحكوم عليه بها هناك.
دلف إلياس الى المصحه، الأمر أصبح أكثر هدوءا عن جلبة وصخب الحجز ..نظافة المكان نوعاً ما
لايوجد قهر أو ضرب ،ولكن هناك جلسات بالكهرباء يخضع لها وجلسات قاسية أيضا مع سجنه المشدد.
كان يعانى إلياس كلما خضع لواحدة منهم ، فقد ذاق فى هذه الفتره ابشع واقسى أنواع العذاب ، ولكنه لم يستسلم ف بالتعاون مع المحامى الخاص به ، حاول إرشاء العديد من طاقم التمريض المراقبون لحالته
ووضع خِطة للهروب من المصحه !

_عاوز تهرب ليه؟ هتفضل طول عمرك هربان يعنى ؟

سأله المحامى الخاص به ،ف أردف إلياس بنبرة متحفزة وهو يحك ب ذقنه
_هجيب حقى ، هجيبها مذلولة تتنازل وتبوس رجلى عشان هى السبب فكل الل أنا فيه دا

لم يفهمه المحامى ولكن أمام اغداق الاموال المتدفقه عليه من السيد إلياس ، عليه طاعته
وضعوا الخِطة ب إحكام وتم هروب إلياس من المصحه النفسية وخروجه مرة ثانية إلى الخارج حُر
غير مقيد هارباً باحثاً عنها.

#نور_إسماعيل
_
_أنا قلقانه ي أمنية ؟

قالتها حبيبة فى خوف بالغ واضح بنبرة صوتها، ف أردفت لها أمنية
_صدقينى هيلاقوه وساعتها هيعرفوا أنه مش مريض ولا حاجه ويوقعوا اقسى العقوبة عليه

تنهدت حبيبة ووضعت يدها على صدرها من هول الخوف الذى تشعر به
_مش عارفه ..مش متطمنه خالص قلبي مش متطمن
_يوووه إنت ِ على طول قلقانه كدا ، مفيش حاجه صدقينى
مش هيقدر أصلا ً يجيلك البلد ،يخاف اهلك ياكلوه هناك بعدما عرفوا باللى كان بيعملوا فيكِ

رفرفت حبيبة ب أهدابها بخوف ،و تحدثت إلى أمنية
_معرفش ..معرفش حاجه ،كل الل اعرفه ان هروب إلياس دا مش خير
وكنت حاسه أنه لو راح المستشفى حيهرب ويجيلى
أنا م صدقت الكوابيس تبطل تجينى
والقلق والخوف

_ثقى بربنا ومتقلقيش ،،هتعملى ايه دلوقت

قضمت حبيبة شفتيها بخوف وأردفت
_هدى لبابا العلاج ،وهقعد اقرا قرآن يمكن أهدا شوية
_طيب وانا هكلمك تانى

أغلقت حبيبة الهاتف، ذهبت إلى والدها وقدمت له الطعام فرفض فقامت ب اعطاؤه دواءه
فرفض أيضا ،اردفت له ب أنه يجب ب أن يتناول دواؤه
امسك بيدها بحنو ،وكتب بالورقة
_سامحينى يابتى

قرأتها حبيبة وترقرقت الدمعه ب ارجاء مقلتيها وهبطت رغماً عنها وأردفت له
_جلبي عيتجطع خوف يابوى، خوف من ولد اختك ..الخوف الل ربتنى عليه ومعرفش غيره

نظر درويش لها بتوسل ودوّن ثانية بالورق
_عشان خاطر امك تسامحينى ياحبيبة

لم تجيبه ، تركت كل شئ وغادرت غرفته ، انتهت من صنع ما عليها بالمنزل
توضأت وشرعت فى قراءة القرآن
_يسٓ (1) وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ..

سمعت صوت طرقات على باب المنزل ، طرقات بشكل مُفزع خلف بعضها
فزعت حبيبة وخرج درويش يدير بيده عجلات مقعده ، هرولت ناحية الباب ل تجده هو
ينظر لها كاشفاً عن أنيابه ، إلياس أمامها الآن!
شهقت وخبأت يدها فمها مع قولها بهلع
_إلياس!!!!

دلف عنوة إلى المنزل وأمسك رأسها بقوة وأطاحها يميناً ويساراً مع قوله امام والدها العاجز

_بتبلغى عنى وتسجنينى وترفعى قضايا يا كلبة !! أنا هوريكِ
قولتلك هرجعك تانى تبوسى رجلى وترجعى تلحسى التراب يا حيواااانه ..حسابك عسير معايا إنتِ والحيوان
الل جه وضربنى فالسجن

بصراخ كانت تتأوه حبيبة ودرويش ينظر ناحية إلياس يريد أن ينهض يريد أن يخلصها من يده
فقالت عى بصوت مجروح
_سيبنى ...بقولك سيبنى انا دلوقت حالاً هبلغ عنك
ابعد عنى

أخذ يصفعها عدة صفعات مدوية على وجهها وجسدها ،الصفعه تلو الأخرى
تقع وبيده ينهضها ويكمل عليها الضرب،إنهال عليها وغاب وعيّه بداخله انتقام منها
تصرخ حبيبة بقوة عسى أن يسمعها أحد يخلصها وينجدها من يده ..

_
_عاوز علبة لبن وعلبة بسكويت وجزازة زيت عافيه وعلبتين مناديل  الله يكرمك

كان يقف عمار مبتعد عن وليد قليلاً وهما يتسوقان بالمدينه يجلبوا طلبات المنزل ، أردف عمار إلى وليد
_لسه كاتير
_لاه خلاص ،نروح نچيبوا اللحمة ونعاود
_طب إخلص كل ديتى بتچيب حاچه البيت ! د انت تفجع المرارة

نظر وليد إلى عمار بتهكم وأردف ساخراً وهو يضع الأشياء أمامالكاشيركى يقرأ الباركود ويعطيه الحساب

_أسم الله عاللى كان يوجفنى ساعه ونص فالشمس وهو بيبضع للبيت ولأمه وابوه والنچوع المجاورة

وضع عمار كفاً على كفه وأردف
_مكنتش بچيب لك معاىّ يانكار للچميل عامل زى البِسس تاكل وتنكر
_أنا بِسه يا عمار ! فيه بِسه كدا الحيطه كديتى

ضحك عمار بشدة ،ف أخذ يتمتم وليد ساخراً منه
_شغال خلِص خلِص وكأن وراه السفاره وهو مقطوع ..اجولك شوفلى معاك 300چنيه ونروح نديهالك

كان يعبث عمار بجيب سرواله باحثاً عن النقود وهو يردف إليه
_هتديهملى زى الل فاتو كديتى
_ويعنى أنا لما چيبت الطابعه فالمكتب على حسابي كنت حاسبتك
_ومين چايب الاچهزة الچَديدة كُلها مش أنا
_ومين الل ركّب اليافطه الچديدة مش العبدلله ،ولا بردك أنا عامل زى البِسّة
_يعنى كُنت كَلمتك لما دفعت فواتير النت والتليفون الشهرين الل فاتوا وانت عايم فبحر الغدر
_لاه فميه البطيخ احسن الدنيا حرارة ،چاك وچع بطنك أضحك ياخوى

ضحكا الاثنين كثيراً وعلى فجأة شعر وليد بوخزة فى قلبه فوقف وعبس ب وجهه وأردف
_ايا فيه إيه، ربنا يچيب العواجب سليمه

إقترب عمار منه وأردف
_إيا مالك
_معرفش جلبي جفش علىّ مرة واحدة

تنهد عمار بقلق وأردف
_انا من ساعة م صحيت الصبح وانا مخنوج معرفش فيه ايه
طب كلمهم فالبيت شوف؟

هز وليد رأسه وأردف
_دلوك ربك يچيبها سليمه، هنخلص ونروح لهم ع طول
_
فى الوقت ذاته كان همام يرتدى ثيابه أمام المرآة وخلفه حفصه تحدثه حامله حبيية الصغيرة

_الدرس فالنچع الل چمبنا ؟
_آه، هيودينى زكريا أخوكِ بالموتوسيكل ..هخلص على طول هما حصتين
عاوزة حاچه اچيبهالك وأنا چاى ؟

كانت تهدهد حفصه على الصغيرة واردفت
_لاه ، ربنا يردك لىّ بالسلامه

_
بنفس الساعه..
بدأت تشعر عبلة ب آلالام المخاض إثر جلوسها بمنزل الحج عبداللاه برفقة ولاء وهند شقيقات وليد واولادهم وتحية والدة عمار وعظيمة والدة وليد ..

حاولت عبلة التغلب عما تشعر ولكن فاق الالم حدود إحتمالها فبدأت بالصراخ
_آآآه ، الحجينى يا مرت عمى ، الحجينى

نهض جميعهن حولها وانشغلوا بها قلقين ،فقالت عظيمه
_عتولدى يابت ولا إيه

قالت عبلة وهى تصغط على ساقيها تعتصرهم بيديها
_يامُرررررى، كلمولى وليد ي مرت عمى ، عولد ياناااااس

_
إثر ضرب إلياس ب حبيبة أمام درويش الذى لاحول له ولا قوة ، ولج من الباب المفتوح واحد من أبناء حجاج
ملثم وبيده السلاح النارى وكأنه بالاتفاق كان فى مواجهة إلياس وحبيبة ويصوب ناحيتهم السلاح
بمشهد متباطئ وكأنه مصور ،على الجهة الاخرى كان يترجل عمار ووليد خارج الهايبر ماركت حينما تلقى وليد مكالمه ب أن عبلة قد تلد الآن
وعلى الدراجة البخارية كان هناك أحد اولاد حجاج راكباً خلف الاخر وموجه سلاحه النارى فى وجه عمار ووليد وهم يمروا بالدراجة البخارية فى مواجهتم

بينما كان راكباً همام خلف زكريا شقيق حفصه الدراجه البخارية قاصداً مكان إعطاءالدرس الخاص
تفاجئوا ب أحد ابناء حجاج آتيا نحوهم من بين الزروعات التى يمينهم ويسارهم
وموجه ناحيتهم السلاح النارى أيضاً!

وكأن بينهم شئ ما ينظم حركة ضغطة الزيناد ، 1
2
3
ضغطة على كلاً من فى أماكن متفرقه ، إلياس عدة طلقات بالسلاح النارى الرشاش
فأصابه الكثير واصاب حبيبة معه التى كان ممسكا بها فسقطا الاثنين

طلقه تلو الاخرى موجهه على عمار ووليد حتى سقطا الاثنين بجانب سيارتهم الخاصه وفر أولاد حجاج على الدراجة البخاريه

عدة طلقات موجهه على همام وزكريا بشكل عشوائى حتى سقطوا الاثنين وسقطت فوقهم الدراجة البخارية وسط بركه من الدماء !

أما عن مناع والد حفصه وشقيق درويش ، كان فى طريقه خارجاً عن المسجد حينما ادى فرضه
ويرتدى خُفيه واذ ب واحد من أبناء حجاج فى مواجهته أمام الناس واطلق العيار النارى عليه وتأكد من إصابته إصابه بالغه وتركه وهرب دون أن يمسكه أحد من الملتهيين ب أمر مناع !

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333628
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189459
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181152
4الكاتبمدونة زينب حمدي169700
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130931
6الكاتبمدونة مني امين116761
7الكاتبمدونة سمير حماد 107624
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97802
9الكاتبمدونة مني العقدة94916
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91519

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

897 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع