الفصل التاسع
_ زي م قولتلك يا دكتور هي كانت غلبانة اوي، وبتحب امير بصراحة
بس مجنونة بالتمثيل واحنا مش من طبعنا الحجات دى، كانت كتير تتكلم عن موتة كليوباترا
أد إيه رومانسية لما إنتحرت عشان حبيبها
كان الطبيب أيمن بمنزل أمير بعدما استدعوه حينما سمعوا صراخ أمير من غرفته وفقدان وعيه، أتى واعطاه دواء مهدئ لتنتظم انفاسه وينام بصورة طبيعية.
وبالخارج جلس أيمن برفقة والدة أمير وأسماء، كان يريد أن يعرف أكثر عن شخصية فريدة دون إنحياز كعشق أمير لها.
_ تقصدي ممكن تكون قلدت كليوباترا؟ وانتحرت زيها عشان امير
_ أنا بصراحة ..الل أعرفه قولته، لكن هي قلدت ولا لاء الله اعلم
بس هى ماتت منتحرة، والشرطة اثبتت ده
وملاقوش اى بصمات فالبيت غير بصماتها، ده انا حتى سمعت ان مامتها سابت الشقه بتاعتهم وسابت كل حاجة زى ماهى ومشالتش قشايه من مكانها من يوم الحادثة
تمهل أيمن في التفكير وأردف متعجباً
_آنسة أسماء أنا لما دخلت أوضة أمير لاحظت كتاب شمس المعارف، مين الل جاب الكتاب دا هنا؟
_ انا معرفش يا دكتور والله..هو فيه ايه الكتاب ده
_ده كتاب خطير جدآ ومؤذى، والوزارة منعت نزوله، إزاي وصل لأمير
ممكن تدخلي تجيبيه؟
دلفت اسماء داخل غرفة امير واحضرت الكتاب، كانت الأم توضح للطبيب أيمن ان أمير على هذا الحال منذ زفاة فريدة، وأن اصدقاؤه شادي وحامد لم يتركوه لحظة سواء قبل الحادث أو بعده هما له كظله، وبالتأكيد يعرفان من أين أتى الكتاب ووصل إلى أمير.
طلب أيمن هاتف أمير فنهضت اسماء واحضرته، أخرج اسماؤهم من على الهاتف وقام بالإتصال بهم، شادي أعتذر عن الحضور الآن نظراً انه مازال بعمله لكن حامد لبى طلب الطبيب ومسافة الطريق كان بمنزل أمير.
_انا صاحب الكتاب وأميره إستعاره مني
إستنكر أيمن رده بهدوء ف أردف كاظماً عصبيته
_هو انت متعرفش ان ده كتاب بشع ، انتو ايه بتستهينو بالحاجة ببساطة كده
حامد محاولاً تبرير موقفه
_ انا يادكتور قولتله الآيات الل ممكن يحصن بيها نفسه ونصحته بس هو صمم
وكويس ان حضرتك بتعالجه لأننا بجد عايزين نعرف آخرة الل هو فيه ده إيه
فتح أيمن الكتاب ووصل إلى الباب الذي كان يقرأ فيه أمير وأشار إلى حامد ان أمير يقوم بعملية إنتحار بطيئة كي يصل إلى روح فريدة حبيبته والسبب قراءته في هذا الكتاب والإيمان بما فيه من تخاريف وأشياء لا يرضى عنها الله.
_يعنى ممكن فعلاً يكون حضرت .. روح فريدة اللهم احفظنا
قالها حامد مستنكراً ف أردف ايمن بنبرات يشوبها القلق
_وممكن روح فريدة تكون دخلت سكنت جسمه كمان، أنا معرفش فعلم الأرواح أوي ..بس هحاول أجمع المعلومات الكافيه لأن أمير دخلني فكذا دوامة لعلاجه بسبب عناده
طلب حامد من الطبيب أيمن ان لا يخبر أحداً من اهله بما توصلوا إليه كي لا يصيبهم القلق الزائد على ما يشعرون به، وأن يظل هذا السر بينهم حتى يفكر أيمن كيف سيخلص أمير من كل هذا.
أنهى ايمن جلسته ونهض برفقة حامد وترجلوا خارج غرفة أمير ومنها لخارج المنزل ف أوقفتهم أسماء
_انت هتسيبه كده يادكتور ؟
لم تنفرج شفتي الطبيب ليقوم حامد بإفهام أسماء انه سيعود في الوقت المناسب كي يقوم باللازم لعلاج أمير ووضح ان حالته تستوجب ان يظل هادئاً دون انفعالات.
=-=-=-
دعاء، منذ ذاك الحلم وهي تعيش بكابوس يومي، التفكير قد أنهك عقلها.. ماذا تريد منها فريدة؟ ولماذا تحاول قتلها بمنامها؟
التوتر والقلق والتعب النفسي ظهر على دعاء والذي لاحظه جميع من بالأسرة ولكن عزاؤهم الوحيد هو حزنها على صديقتها ووفاتها بهذه الطريقة البشعة المفاجئة.
تحدثت معها والدتها قليلاً وحثتها على القيام بالاغتسال بماء دافئ كي تريح أعصابها قليلاً.
دلفت دعاء إلى الحمام، ونزلت بالمغطس بكامل جسدها يغطيها الماء، وشعرت بهدوء نسبي وفجأة!
رأت فريدة تقف قرب المغطس تحدق بها بغضب!
انتفض جسدها ونهضت مفزوعة، ف إختفت صورة فريدة.. تنفست دعاء الصعداء ومن ثم ظهرت فريدة ثانية عند رأس دعاء تقوم بدفس رأسها بالماء، تحاول دعاء النهوض ولكن بلا جدوى.
تحاول أن تنقذ نفسها، لا تستطيع التنفس تحت الماء، تقوم بالتخبيط بذراعيها وساقيها تحاول النهوض ولكن هناك قوة خفية تسحبها لأسفل.
بالكاد وصلت بيدها إلى سداد المغطس ف أزاحته لينصرف الماء كله وتنهض دعاء تحاول التنفس بصعوبة مع سعلها بشدة وهي تتلفت حولها خائفة، لقد إتضحت الرؤية، فريدة تريد قتلها ثأراً منها على شئ تعلمه دعاء وحدها، ودعاء أيضًا تعلم كيف ستخلص نفسها من هذا الشعور والمطاردات وعذاب الضمير.
=-=-=-=-
_حازم!!
دلف حازم إلى المنزل دون أن يصافح أسماء ويلق عليها السلام، تعجبت أسماء من منظره هكذا، ملابسه متسخة، يمشي مترنحاً كالسكارى.
سألته أين كان هو طوال هذه المدة، ولكنه لايجيب دلف يبحث بغرفة والدته وحينما نهضت الأم من النوم وجدته أمامها، شهقت من هول المفاجأة
_حازم !! دلوقت افتكرت ان ليك ام تسأل عليها ؟!
حكّ برأسه وأنفه وأردف لامبالي
_ امى !! فكك من حوارات ست الحبايب يا حنينة دى وشوفيلى فلوس
_انت كل م تشوف وشى تقول عايز فلوس، هو ده ال راجع عشانه ياخلفه الندامة
ارتفع صوت حازم عالياً وأردف بنبرة جافة قاسية تخلو من المشاعر
_بقولك ايه ..بوقين حمضانين بتوع كل مرة مش طالبة، هاتي فلوس عشان لو مرجعتش بفلوس هروح السجن
لوحت الأم في وجهه غير آبهة، ف اشتعل حازم غيظاً وظل يبحث بغرفتها عن مال هنا وهناك، قام ببعثرة الأثاث وللمفروشات وتصرخ أمه في وجهه فيقوم بإزاحته بيده بقوة كثور هائج
تدخلت اسماء تقوم ب إبعاده عن والدته صارخة في وجهه كي يكف عما يفعل، ف لمعت أساور اسماء الذهبية أمامه، قام بثني ذراع اسماء للخلف صارت تتأوه منه وتبكي حتى خلع الاساور من يديها وفر هارباً بعدما ألقى قبلة في الهواء إلى اسماء وأنصرف.
ظلت تبكي اسماء وتحتضنها خالتها وهي تقوم بفعل الحسبنة والدعاء عليه وإستعانة بقدرة الله لينصرهم عليه ذاك المدمن السارق.
=-=-=-=
نائمة السيدة زينب وبجانبها الاء إبنتها، رأت فريدة ترتدي منامتها وشعرها اشعث تقف باكية ناظرة إليها
_فريدة !! ازيك يابنتي وعاملة ايه، انتِ عايشة ؟ الحمدلله يارب
ربنا مرضيش يكوى قلبى اكتر من كده عليك
كانت فريدة صامته تنظر لها، ومدت يدها ممسكة بورقة تعطيها إياها
_ ايه ده يابنتي ؟ انت عارفه اني مبعرفش اقرا
قامت فريدة بالإمساك ب آلاء واعطتها الورقة، فبدأت تقرأ
_مكتوب خديلي حقي
_ اخد حقها ؟؟! من مين يابنتي
_ من .. من ابويا!!