الفصل 14
_هو مين ده الل قتلتيه ؟وازاي تقتليه؟ وليه أصلاً!
أردفت لي فريدة بمنتهى الثقة وكأنها فعلت شيئاً يستحق ابتسامة النصر التي على شفتيها
_ابدآ ظهرتله قدامه وهو سايق وحاولت اخليه مياخدش باله قدامه من السواقه وفعلاًانحرف عن الطريق
وبقوة معرفش جبتها منين زقيت العربية وانقلبت واتحرقت .. واتحرق هو جواها
سألتها مستنكراً لماذا فعلت هكذا ف أجابتني إجابة تفاجئت بها
_ لأني قررت اني اخد حقي من كل الل آذوني
تعجبت من قولها ف اردفت لها
_وواحد زي ده هيأذيكِ انتِ ف ايه ؟؟
قالت لي وهي ممسكة بمكان جرحها العميق، رأيته ينزف أمامي وكأنها طعنت للتو
اخبرتني ب ان عندما أتت والدتها لي البارحة وتحدثت أمامها تذكرت كل شئ، كل ماحدث ب آخر يوم بحياتها، ذاك اليوم المشؤم!
*عودة إلى الماضي*
دعاء جالسة امامها مردفة ب اندهاش
_مالك يافريدة ؟ هو انا جاية عشان تفضلي مبوزة فوشي كده ؟
اردفت فريدة من بين دموعها
_اول مرة امير يعمل معايا كدا ويخليني امشي من غير م حتى مايمسك فيا
بجد انا زعلانة منه اووى
أرادت دعاء وقتها تقنعها ب ان وجهة نظر امير سليمة كي يبني مستقبلهما معاً على ارض صلبة ويعيشان بمستوى أفضل من حالهم الآن، ولكن فريدة كانت لديها قناعات غريبة ب انه يريد أن يتركها ويتخلى عنها وإختلق هذا العذر كي لا يكتمل طريقهم معاً.
انهارت فريدة وأردفت تعزز موقفها ب ان الجميع يريد التخلي عنها ولا أحد يريد ان يتحمل مسؤليتها ويكون بجانبها للنهاية.
نظرت دعاء إليها مشدوهه، فقامت فريدة من مكانها إلى داخل غرفتها وعادت بحزمة أوراق قائلة
_انا بنضف فوق الدولاب لاقيت الورقة دي
_فيه ايه الورق ده
فتحت فريدة الورقة وبدأت تتلوها على مسامع دعاء
_لأنى عارف ان مراتي مش بتعرف تقرا ..اهى تدبيسة ابويا دبسهاني وخلاص
وانا مكنتش عايز اتجوزها من اساسه، ست فقرية ووشها نحس
ونحستنى بخلفه البنات جمبها، حتى البت الكبيرة طلعت شبهها ..نفس الشكل وواخدة طباعي الزبالة! العصبية وفنفس الوقت الطيبة، انا شايف نسخه مصغرة مني ومنها عشان كده بكرهها
وعمري م كان نفسى تيجي الدنيا .. اسمها هي الل اختارته عشان حست انها هتكون فريدة عن كل البنات
بس انا عمرى م حسيت بحنيه ناحيتها، رغم اني ابوها!بس كتير بحس انها مش بنتى من كتر كراهيتي ليها
كتير كنت بتمنى تطلع من البيت ومترجعش تانى .. واخلص من البيت كله
هى وامها واختها مرة واحدة
إزدردت فريدة ريقها بصعوبة ونبرة صوتها تتهدج وهي تخفي دموعها بعيناها
_انا كتبت الورقة دى لاني كنت لازم اشكي لحد حتى لو مع نفسي ،وعارف ان عمر م حد حيفهمه فالبيت ده!
اناقررت اسيبهم لانى بجد مبحبهمش، مراتي الل مخترتهاش
وبنات المفروض انهم من لحمي ودمي بس مش حاسس بأي حاجة ناحيتهم
لاني لو قعدت اكتر من كده اكيد يانهايتي هتبقى ع ايديهم
يانهايتهم هتبقى ع ايدي.
سمعت دعاء ما اخبرتها به فريدة وشعرت بالحزن كثيراً لأجلها، قامت بتهدئتها إنها مجرد كلمات مر عليها السنوات وعليها الآن نسيان كل هذا والنظر إلى المستقبل فقط.
ولكن فريدة اندفعت بها وهي تنهار مما قرأت وعلمت، ف وأردفت دعاء بنبرة يكسوها القسوة
_فريدة !! بلاش دور المظلومة بليز الى بتحبي تعيشي فيه طول الوقت ده !
فغر فاه فريدة وقالت مدافعة عن نفسها
_دور المظلومة !! ولما ابويا يقول عني كده ! وانه عمري م حبني مش كفاية اني ماليش اب واتحرمت من حنيته طول عمرى، كمان لما اعرف عنه حاجة.. اعرفها بصورة وحشة
وخطيبى الل قولت بدأت الدنيا تضحكلى تانى زى أى بنت، واتخطبت لحد بيحبنى وجدع وشهم
وطيب وغلبان، هو كمان عايز يخلص من الجوازه وعايز يتلكك بالمشروع عشان نأجل الجواز ..وشوية والمشروع يخسر والفرح كله يتفشكل مش كده !
عبست دعاء وقالت لها محاولة تبرير موقف امير
_انت اكيد اتجننت ! لا طبعآ مش كده.. بدليل انه من امبارح بيحاول يكلمك ويصالحك وانت مش بتردي عليه
سقطت دمعة من احدى عينين فريدة وقالت لها بصوت يكسوه الانكسار
_ حتى انت يادعاء!بتكرهيني طول عمرك وبتحقدي عليا .. وانا عارفه وحاسه ده
انا دايمآ بحس اني بحبك وعايزة اقرب منك كل وقت، واعملك اى حاجة انت عايزاها
وانت دايمآ حقودة وبتغيري مني بيحصل معايا وبشوف النظرات فعنيكي!
هبت دعاء واقفة ارادت تدافع عن نفسها ومما تتهمها به فريدة
_انا بحقد عليك يافريدة !! انا بكرهك يافريدة
ليه انت تبقي مين؟ انت ناسية نفسك؟ شايفة أنا عايشة فمستوى عامل ازاي وانت عايشة فمستوى عامل ازاي!!
ارتسمت ساخرة وقالت باستهزاء
_انت متعرفيش ان انت الل مفروض تحقدي عليا مش انا ياماما.. شوفي انا بلبس ايه وانت ايه
وانتى الل ياعيني يوم م جبت طقم عشان تعملي انترفيو واتقطعت جيبته كنت هتتجنني عشان هتضطري تروحي بطقم من دولابك الل مش بتتجدد حاجة فيه بالسنين
نسيت من واحنا صغيرين عنيك كانت بتبقى ع سندوتشاتي واقلامى وشنطني وحاجتي ازاي؟؟!
تحبى افكرك مين الل بدآ بالحقد!
وقتها قالت فريدة متحررة من دموعها ان سيكتشفها المنتج عزت حنفي وتصبح ممثلة مشهورة كما تحلم وحينئذ وقتها ستتهرب فريدة من معرفتها عندما تشير دعاء ب إنها ذات يوم كانت صديقتها.
سخرت دعاء منها وأردفت لها ب إنها لا تستحق ان تتزوج شخص ك أمير يحبها ويعشقها إلى حد ذاك الحد.
_ انا مش مستغربة ابدآ من كلامك ع امير .. انا لاحظت من يوم م حكتلك عنه وانت عينك هتطلع عليه
حتى فخطوبتنا كنت هتاكليه بعنيكي وهو لما قالي ع انه بيهزر انت تعرفي الناس النضيفه دى منين ؟
كأنه بيعايرنى بفقرى! انا بقا هودع حياتكم دى وهبقى مع عزت وهبقى نجمه وهعمل كل حاجة نفسي فيها
واشبعى انت بأمير لأني ساعتها هكون استاهل واحد يستاهلني، مش يعايرني طول الوقت بنظراته وطريقته
حتى فمراوحي البيت عندهم كأنه بيستعر مني ومن شكلي هريحكم كلكم!
صفقت دعاء مستهزءة بها برافو.. انا بصراحة مش عارفه ارد عليك بأيه، غير انك بني ادمه حيوانه فعلاً وتستاهلي انك تتكرهي مننا كلنا ويستحسن ي تفارقينا زى م قولت ؟!
او انك تموتي وتخلصينا منك ، انصرفت دعاء منزعجة وصفعت الباب خلفها، بكت فريدة كثيراً شعرت بتحطيم مشاعرها وبعدها دق جرس الباب واذ ب حازم لدى الباب وصارت القصة التي تم قصها من قبل.
بكت فريدة لأنها ضيعت امانة خطيبها ومن ثم وجدت هاتفها يرن بإسم المنتج عزت حنفي!
تعجبت فريدة لأن الوقت متأخراً لماذا يتصل بها الآن؟ ماذا جرى إذاً؟!
اجابت فريدة الإتصال، بعد السلامات والاطمئنان على الاحوال اخبرها ب انه تحت منزلها الآن!
ذهبت الشرفه فوجدته بالفعل واقفاً، ضحك هو وأردف انها ابتلعت الفخ وعلم منها دور شقتهم بالتحديد حينما وقفت بشرفتها، ودقائق معدودة كان يقف على باب منزلها يدق الجرس.
_ فيه ايه يافريدة ..مش هتقوليلىي ادخل ولا ايه
_تدخل ايه انت عايز تفضحني، لو سمحت امشي قبل اي حد من الجيران يشوفك
دلف عزت بسرعة وخفة واغلق الباب خلفه وقال لها
_ هقولك كلمتين وامشي ع طول
_كان ممكن تقولهم فالتليفون
وزع نظراته على جسدها بالكامل وهي ترتدي منامتها وشعرها ينسدل على كتفيها واضعة وشحاها عليه بعدم اكتراث، خافت فريدة وعادت إلى الخلف مردفة
_عايز ايه يااستاذ عزت احنا مش اتفقنا اجيلك البلاتوه بعد الشغل
_مش قادر بصراحة ..وحشتينى
اقترب منها يلف ذراعية على خصرها عنوة، ففلتت منه وهي خائفة ف اردف هو
_هو انا مش هخليكى نجمه مشهورة انت هتديني اييه ؟؟
قالت غريدة بصوت مرتعب وهي تضغط على اسنانها خوفاً
_لو سمحت اخرج برة لا أصوت وألم الناس
يحاول تقبيلها عنوة
_صوتي انت الل هتتفضحي مش انا، بقى أنا هخليكِ اجمد نجمة فمصر
وانتِ مستخسرة فيا الحاجة الصغنونة دي
صاحت فريدة به واذ يدها ترتطم ب سكين الفاكهة الموضوع على الطاولة خلفها، امسكته وصوبته ناحية جسد عزت قائلة
_صغنونة ايه ؟؟ ده شرفي ياحيوان, ولو ممشتش دلوقت حالا هقتلك
قال لها عزت وهو يكظم غيظه
_عايزة تقتلينى يافريده؟
_ويكون فعلمك من بكرة هروح اقول لكل الناس الل تعرفك انك راجل حيوان وقذر
وافضحك فكل حتة ياعزت ياحنفي
استشاظ غضباً فقام بصفعها على وجهها عدة مرات، وقام هي بتسديد ضربات له ومن ثم وجهت السكين إلى صدره وأخذ هو يقوم ب إبعاد السكين عنه وامساك بيدها بقوة حتى تعرجت السكين واصبحت مقابلة لقلبها هي فغرسها هو وهي ممسكة بها وفر هارباً تاركاً إياها غارقة في دمائها.
قام امير بمسح عيناه بعدما قص ماقالته فريدة عن جريمة قتلها وكيف حدثت، ف تنهد أيمن وأردف
_عشان كده اتقفلت فالاول ع انها انتحار
اردف امير بصوت متعب وجسد واهن
_انا قرأت الل هى كاتباه عننا كلنا ..اد ايه باباها اذاها معنويآ ومش عارفه توصله عشان تنتقم لحقها
فقررت تخلي والدتها هى الل تاخد حقها برغم ان بردو والدتها لا حول لها ولا قوة لها
بس فريدة شافت يمكن اظهار الحق ده جزء من رجوع حقها ليها !!
هز ايمن رأسه بالايجاب لتقع عينه على دفتر أمير الخاص مدون ب إسم "شمس ديسمبر"
_ايه ده رواية شمس ديسمبر ؟!
ابتسم امير ابتسامة نصفها حزن وأردف
_انا كملتها كلها خلاص..
_ بس انا كان نفسى تقولي يعنى ايه شمس ديسمبر؟
قال امير متألماً ممسكاً ببطنه متحدث بصعوبة
_مش فاضل .. غير مشهد النهاية الى هتقفل عليه الرواية، بس للاسف مش قادر اكتبه
ومرضتش اكتبه غير لما يبقى بجد
شعر ايمن بالخوف عليه فقال متسائلاً بقلق
_انت عملت ايه ؟؟ ومال ايدك متلجه كده
يحاول امير كظم الآلامه كي يصل برسالته إلى الطبيب ايمن
_انا بطلب منك انك تكتبه انت وتروح تنشرها لان كل الناس لازم تعرف حكاية شمس ديسمبر
ولازم تحكي عنها، معلش يا دكتور ده اخر طلب منى ليك فالدنيا!
اتسعت حدقة عين ايمن قائلاً
_ اخر طلب!! امير اوعى يكون..
_هما عايزين يجيبولى شيخ انهاردة عشان يخلصنى من روح ولعنة فريدة للابد، بس انا قررت انى انا الى اروح لفريدة واكفر عن الل عملته معاها زمان والل مقصدتوش حتى لو كان معنى اذيتها ليا
انها تقولي اني انتحر واحصلها !!
اغمضت عينين امير شيئاً ف شيئاً حتى انسدل السوااد..