ليالى فى بيت المحترم ✨
نوڤيلا تابعه لرواية (وللرجال فيما يعشقون مذاهب)
. '.'. '.'. '.'
وقد كنتُ أرجو منكمُ خير ناصرٍ
على حينِ خذلان اليمينِ شمالها
فإن كنتمُ لا تحفظون مودتي ذماماً
فكونوا لا عليها ولا لها (ابن الرومى)
. '.'. '.'
الفصل الخامس
الزواج والقيد وجهان لعملة واحدة فكلا منهم يربط صاحبه فأحسن اختيار قيدك.
صوت وليد العالِ بدندنة لإحدى اغنيات ايهاب توفيق وهو يصنع لنفسه كوب قهوة ثقيل وينتوى أن يسهر وحيداً بمنزله على اعمال مكتبه الهندسي بالشراكه مع إبن عمه.
ورن الهاتف!
نظر إليه فوجد المتصل دعاء!! فى هذا الوقت المتأخر! لم يجيب وليد الاتصال ف أرسلت هى رسالة على الواتساب وكتبت فيها..
_أنا آسفه انى اتصلت فالوقت دا، بس اصل سهرانه على شغل مدام شهيرة ولازم أسلمه لها الصبح ضرورى، فوقفت معايا حاجه وهى قافله فونها ينفع تفهمهالى؟
قرأ وليد الرسالة وإبتسم ليهتف إلى نفسه
_وبعدييين طيب، عاوزة منى إيه يابت الحلال؟! طب دلوك انا جريت الرسالة وهى شافت انى جريت
يبجى من الذوج ارد عليها..
بدء وليد فى كتابه رساله لها، ف ارسل
_ماشى يا أستاذه دعاء، ابعتِ الچزء الل مش مفهوم
_انا اسفه لإزعاجك
_مفيش إزعاج ولاحاجه
ارسلت دعاء الجزئيه، فضحك هو لأنها جزئيه عاديه ومفهومه، هل بالفعل ماتقصده ام انها لعبه كعادتها؟!
على كل حال قام وليد بشرح الجزئيه لها ف ارسلت هى انها تريد سماع شرحه تليفونياً، وقد وقع وليد بشراكها!!
_ألو
_الو.. هو عادى اكلمك ولا المدام ممكن..
_لاهى المدام مش هنا، بس مش عادى الاتصال فوجت زى دا
تنحنحت دعاء وأردفت بخفوت
_انا آسفه لولا ان مدام مُشيرة مش بترد مكنتش اتصلت والله
حكّ وليد بذقنه وأردف لها مُبتسماً
_هو كان عندى سؤال كدا يا أستاذه دعاء
_اتفضل
_إيشمعنا انا الل بتسأليه، مع ان الزملاء كاتير
حاولت دعاء ان تتحدث بنعومه عبر الهاتف وقد تدللت أكثر
_هتصدقنى لو قولتلك مش حاسه ان حد منهم قريب زيك!
إنتفض شريان قلبه!! كلمات الحب والغزل تنهال عليه وهو الذى اعتاد الجمود، فماذا هو بفاعل؟
_جريب إزاى يعنى
-يعنى.. بحس ان محدش منهم بسيط فالتعامل وكويس وإبتسامته مُريحه ووشه بشوش زيك
شرد وليد مع كلماتها الأخيرة، أحقاً مايقال عنه؟ عاد إلى المكالمه ليهتف لها
_أستاذة دعاء انتِ عارفه انى متچوز ومخلف؟
شعرت دعاء بالإحراج لتردف له بعدما إعتدلت فى جلستها
_طب ودا إيه علاقته بكلامنا دلوقت؟
_مش عارف بس حاسس ان فيه حاچه غلط
_وهو أنا لما اقول لزميلى انه يستاهل الإهتمام، وانى بحب أشوفه
إتسعت حدقه عين وليد عندما سمع آخر كلماتها فعدلت هى مما قالت فأردفت دعاء
_قصدى بحب اشوف وشه المتفائل عشان بحس بتفاؤل وكدا يعنى
_كدا الل هو ايه
خجلت دعاء لتمتد المكالمه الهاتفية لساعات حتى بزوغ الفجر وسماعهم للآذان!
. '.'. '.'. '.
وكانت تسعى لأن يكون سكنها وسكينتها وعندما آتى البسها قيد من ذهب ففرحت به ولم تكن تعلم أنه قيد حتى وإن كان من ذهب...!
بيوم جمعة عطلة حبيبة عن المشفى، يعمل بها فى هذا اليوم من ينوب عنها وتجلس هى تهتم بشؤون منزلها وتذاكر الدكتوراه وتهتم ب أمور صغيرتها بعدما تتناول وجبة الفطور المكونة من الفلافل الساخنه والفول والخضرة كالجرجير والبصل الاخضر مع زوجها بعد عودته من تأدية صلاة الجمعة.
_أجبلك الشاى دلوقت؟
نظر لها عمار وأردف وهو يمضغ طعامه
_لاء، خليه بعد الأكل
_هو انت بجد روحت زورت زمزم فالسنوية بتاعتها؟!
توقف عمار عن الأكل وأردف لها بجديه
_اه، فيها مشكلة؟
_غريبه، انا مبروحش ازور إلياس ولابفتكره اصلاً
دون النظر لها أردف وهو يتناول طعامه فى هدوء
_وهو إلياس زى زمزم!
اندهشت حبيبة وتوقفت عن تناول الطعام لتردف بتساؤل
_ياسلام! كان جوزى وكانت مراتك
نظر عمار نظرة مطولة إليها ليردف بنفاذ صبر محاولاً كتم غيظه
_زمزم كانت ست طيبه وبتعرف الاصول، يشهد الله مشوفتش منها شئ وحش طول عشرتنا
انا اصلا غلطان انى لابتفكرها بصدقه ولا بترحم وسط مشاغلى
لكن المدعوج إلياس الل ربنا يجحمه فنار جهنم، كان أسوء مثال لزوج عرفته البشر
إلياس الل حتى بعد موته مخلى حياتى جحيم
إلياس الل مخليكِ بعيده عنى وشيفانى هو، إلياس الل واقف بينى وبينك وبين حُبي ليكِ يا حبيبة
كانت ستجيبه لكن صوت طرقات الباب قطعمها ليهم عمار بفتح الباب وإذ ب حفصه وهمام وإبنتيهما
رحب بهم وكأن شيئاً لم يكن، وولجا يجلسان معهما، دعوهم لتناول وجبه الإفطار ف اعتذرا، لتهم حبيبة بحمل الاطباق وساعدتها حفصه، وفى داخل المطبخ
_مال وشك يا حبيبة زى م تكونى رايحه تبكِ؟
همت حبيبة بمسح عَبرة كانت على وشك النزول، وأردفت محاولة الكتمان
_مفيش يا حفصه
_لاه دا فيه وفيه، تعالى على أوضتك ورانا حوارات كاااتير كنو
بالخارج عند همام وعمار فغرفه الصالون..
اردف همام إلى عمار بصوت خفيض كى لايسمعاه من بالخارج
_مالك ي عمار حاسك متضايج
_الل نبات فيه نصبحوا فيه ياهمام، إلياس وسيرة إلياس النكد
_معلش هى بردك غصب عنها
_وانا مين يرحمنى من الل انا فيه، انا چيت اتچوز البنت الل كانت روحى هتطلع عليها
لاجيتها بقايا انسان، حاچه كدا عايشه وبتتعايش ووشها زين وبس
اما بداخل غرفة نوم حبيبة وعمار كانت حفصه وحبيبة قد اختليا ببعضهم البعض بعدما أعدا اربع اكواب من الشاى قدما اثنان ل عمار وهمام واثنان لهما وتركا الفتيات تلعب مع الصغيرة بالخارج..
_جوليلى بجا يا حبيية اختك مالك
_عبلة من يومين بتكلمنى فالفون تطمن ان شقتها مفيش حاجه مفتوحه فيها وكلمه من هنا ع كلمه من هنا تقولى عمار طلع معانا سنوية زمزم وفرق صدقة على المقرئين والعيال فالقرافه وقعد لحد قرب غروب الشمس
يرضيكِ يا حفصه؟!
إلتوت شفتى حفصه وتشدقت يميناً ويساراً كماتفعل النساء المتقدمات فالسن وقالت مستنكرة
_وفيها ايا يابوى، واحد وطلع صدقه وسمع ربعين على روح الل كانت مرته، حصل ايه
_وانا لو عملت كدا على إلياس هيخرب الدنيا هو
_وه! انتِ هتچيبِ البت الغلبانه زمزم لآكل لحوم البشر ديتى، تتصدقى ع مين دا لو چمعنا ميّة نار الدنيا ورشينا تربته مش حتطهر
_يعنى انتِ واقفه معاه يا حفصه؟
_انا واجفه مع الحج، إسمعينى
نهضت حفصه تغلق باب الغرفه وتوصده جيداً ومن ثم إقتربت من حبيية وقالت لها
_جبل سابج كلمتك متخربيش الدنيا بينك وبين عمار، الرچاله طاقه يابتى، إسمعينى ي تتعالچى وتريحيه ياهتلوف عليه غيرك وهيطير منك يابت عمى
اتسعت حدقه عين حبيية إندهاشاً
_إيه؟!
_زى م سمعتِ، فيه بت كلب بتحوم حوالين چوزك وهو عيصدها، ميبجاش هو متحمل عشانك ويشوف هناك الاحمر والاخضر والمهبب وييچى هنيتى يلاجى بوز الفقر فوشه
هبطت دمعه من عينا حبيبة مع قولها بخوف
_هو عمار بيخوننى ي حفصه؟
_عتفهمى منين انتِ؟ الراچل فحاله انا عجولك خدى بالك منه يابت عمى معاكِ چوهره
وسمعت كلام من خالتى تحية ان ابوه عاوز يچوزه.. فوجى يا حبيبة
تنهدت حبيبة وقالت ب نبرة أسى
_انا هعمل ايه بس ياربي، هعمل ايه انا تعبانه ومش قادره انسى
من اسبوع روحنا حفله وجينا مبسوطين بهيئ نفسي له ومعرفتش برضو والليلة قلبت غم
والله مابيدى اصلا، محدش فاهمنى
_إسمعى انتِ تغيرى الداكتورة بتاعتك دى ونشوفو حد بيفهم غيرها
شردت حبيبة فى حديث مدحت لتجيب
_شكلى هعمل كدا
لاحظت حفصه شرودها لتردف إليها
_مالك سرحتى ليا
_انا بقا الل عندى مصيبه ومش عارفه ايه الحل فيها
_طب جولى يا مكتر مصايبكم
_بس سر بينر وبينك ورحمه عنى منّاع
_حاضر يابت عمى.. بس جولى
. '.'. '.'. '.'. '.'
فى معاينه قاما بها المهندسان عمار عبدالرحمن وحسناء الخولى، فى عز شمس الظهيرة كان التعب قد اعتراهم، ف هم عمار بدعوة حسناء لإحتساء عصير بارد فى إحدى المقاهى قبل عودتهم إلى مقر العمل ثانية، وما أجملهاةمن دعوة ظلّت تنتظرها كثيراً حسناء..
وضع النادل كوبان من العصير المثلج وكوب ماء، تناول عمار بسرعه فقد انهشه العطش اما عنها فكانت تتأمله كعهدها فقالت له اثناء احتساءها
_ميرسي عالدعوة دى
_دا من الذوج كُنتِ معايا فمعاينه والشمس كلتنا، دى اجل حاچه
قامت حسناء بمداعبه _الشاليمو_ب إصبعها فوق كأس العصير وهى تبعد خصلات شعرها المنسدل بعيداً عن عيناها وهى تردف بتغنجها كعهدها معه
_هو انت ذوق كدا مع كل الناس؟ ولا مع ناس معينه
ابتسم عمار وفتح علبه سجائرة يهم ب اشعال واحده وهو يردف لها
_انا ذوج مع الذوج
_يعنى انا ذوج فنظرك؟
ضحك عمار ونظر بعيداً بعدما أشعل سيجارته، انتهت هى من احتساءها العصير وهو ايضاً وشرعا فالرحيل والعودة إلى مقر عملهم مرة اخرى.
وعندما عادا، اقتحمت حسناء فكرة شيطانيه فى مخيلتها اثناء العودة..
وما ان وصلا، اخبرته ب ان هناك ملفاً مهماً أعلى الخزانه تريده، ليصعد عمار فوق السلم الحديدى كى يجلبه لها لتقوم هى بخطف نظرة خارجاً ومن بعدها هللت بصوت عالِ وهى تصرخ
_ايه دا يا بشمهندس، احنا ف ادارة محترمه وانا زميلتك انا بتعمل ايييه؟!
انتظروا الفصل القادم