ليالى فى بيت المحترم ✨
نوڤيلا تابعه لرواية (وللرجال فيما يعشقون مذاهب)
. '.'. '.'. '.'
أَمّا الفِراقُ فَإِنَّهُ ما أَعهَدُ
هُوَ تَوأَمي لَو أَنَّ بَينًا يولَدُ
وَلَقَد عَلِمنا أَنَّنا سَنُطيعُهُ
لَمّا عَلِمنا أَنَّنا لا نَخلِد (المتنبي)
. '.'. '.'. '.'. '
الفصل الثالث
الحُب يضرب بناا عرض الحائط ..
ذلك الخوف المرضي والارتباط العنيف ما قد يكون مُهلك لنا ... !!
يقف وليد امام طابعة الأوراق فى مكتبه هو وعمار الهندسي، وبعدها اخذ الاوراق وجلس إلى مكتبه يقوم بحساب حسابات هذا الشهر مصروفات وإيرادات فهو المسؤل عن هذا الجانب فى المكتب..
مابين ذهاب وإياب.. لاحظ شرود عمار على حاسوبه فترك مابيده وجلس امامه يلوح بيده ولكن من الواضح ان عمار بعالم آخر..
_هووووى يابوى، ايا يابوعمو سرحان ليه كدى
إنتبه عمار وإبتسم نصف إبتسامة وأردف له بنبرته الرصينه
_بشتغل يا وليد هكون بعمل ايا
_وه! شغال كيف وانا روحت وچيت وعملت جهوة مرة واتنين وجعدت عالمكتب ورتبت الملفات وانت زى م انت جولى مالك بس
رفع عمار بصره إلى وليد ليقول بحسره
_شويه مشاكل فالبيت بس
_وه وه وه! عتجول ايا يا عمار! مشاكل بينك وبين حبيبة!! حبيبة الل كنت هتجطع شرايينك لو مخدتهاش!
حبيبة الل سافرت واتغربت عشان تچيب تجلها دهب!
حبيبة الل يوم فرحك عليها جلبك كان هيوجف من الفرحه
تنهد عمار وامال برأسه مُردفاً
_ايوا حبيبة حبيبيتى ونورعينى، بس مش عارف مش عاوزة تنسي ليه؟ تاعبة جلبها وجلبي معاها
تعجب وليد ليمط شفتيه السفلى مع قوله
_تنسي ايا
_تنسي إلياس وهمّ إلياس ومرار إلياس والل عملوا فيها، متچوزين بجالنا سنتين مش عارفه تنسي بيهم ست سنين مع الحيوان دى
_انت عاوز الحج! كاتير الل شافته مع حمار الحنطور دي، كاتير والله وماحد يستحمله
على كلامك والل حكتهولى بركه انها مماتتش.. دا غير المُر الل سجاه ليها عمك درويش
اندفع عمار قائلاً
_دلوك هى مع مين! لا درويش ولا إلياس.. مع عمار حبيبها چوزها
دنى وليد منه اكثر رغم عدم وجود احد غيرهم بالمكتب وتحدث بصوت خفيض
_عايز الصراحه، هى جالتلك انها مش مستعده وانت الل صممت عالچواز بسرعه
_بسرعه كيف! سيبتها سنه عتتعالچ يا وليد وكنت متابعها
_سنه متمحيش أثر سنين من الحزون إسمع كلامى.. بالراحه عليها ومش انا الل هوصيك
تنهد عمار ونظر إلى النافذه فربت وليد على كتفه ونهض يكمل ما كان يقوم به...
. '.'. '.'. '
عيناكِ...اجمل طفلتين تقرران معاً، بإن هذا الخوف ماضٍ وانتهى، ف إسمعى قلبك يا صغيرتى ولو لمرة..
فى عودة حبيبة من المشفى، مرّت على حفصه كى تحضر صغيرتها التى تتركها صباحاً معها وتمر آخر اليوم تأخذها معها.
شعرت حفصه ب أن هناك شيئاً ما بداخل حبيبة، عيناها تتحدث ألماً، حفصه من ربتها فهى تحفظها عن ظهر قلب.
_اجعدى يا حبيبة
على عجاله من امرها اجابتها حبيبة
_مش هينفع اطوّل يا حفصه، لسه محضرتش الاكل لعمار وعاوزة أغير ل حبيبة الصغيرة
_اجعدى بلا عمار بلا محتار.. عاوزاكِ فكلمتين
جلست حبيبة ورفعت نقابها وقد نامت الصغيرة فى احضانها، نهضت حفصه صنعت مشروب الليموناده البارد وجلبته وأتت..
_مالك
تمعنت حبيبة فى عينا حفصه، هى لاتعرف الكذب وبالاخص عليها فمنذ نعومة اظافرها وهى تعتبر حفصه والدتها التى لم تنجبها.. بكت بحُرقه وقالت بصوت متهدج
_انا تاعبه عمار معايا، مش عارفه اسعده.. اتحمل كتير معايا واستحملنى، لسه بحلم ب إلياس لسه بخاف لما يقرب منى، لسه بتألم لما بكون فحضنه مع انه بيعاملنى وكأنى أميرة والله
انا عارفه ان انا الل فيا العيب، ياما قولتله بلاش جواز دلوقت وهو الل صمم
ربتت حفصه بحنان أم على ظهر حبيبة وأردفت لها بنبرة حنو
_طب مش كُنتِ عتروحى للداكتورة وخفيتِ وخلفتِ أحلى حبيبة والحياة بجت زينه، ايا الل حصل
خبت حبيبة وجهها بكلتا يداها وهى تبكِ وأردفت
_لو عمتى كلمتنى، أو بابا لمحلى بالل فات وانى اتجوزت وسيبته وحده يعانى بعجزه ومرضه
لو سمعت اسم إلياس حتى لو مريض عندى، برجع نقطه الصفر من تانى
بحس ان إلياس لسه عايش، لسه انا هناك فبيته، لسه بيعذبنى وبيسحلنى، مبقتش عارفه استمتع بحياتى مبقتش عارفه اعيش.. حتى بنتى مش عارفه اديها حنان انا مخدتوش
عمار يلاعبها ويبوسها ويحضنها وينزل لسنها، وانا يدوب بعمل الل اى حد ممكن يقدمهولها مش عطاء ام
انهارت فى البكاء، لتنهض حفصه وتقوم ب إحتضانها بقوة وهى تردف
_يابتى عتوچعى جلبك ليه؟ ماتعيشي حياتك زى الفل ربنا مديلك راچل چوهره سف تراب رچلك عشان يوصلك، وبجيتى داكتورة كابيرة ومعاكِ بت عسلايه، يبجى فُضك من مرار إلياس ربنا خده وإرتاحنا نار جهنم وبئس المصير، وبالنسبة لعمتى زاهيه انا هكلمها تبطل تتصل بيكِ تسم بدنك عشان مش ناكصاها
وعمى درويش يعنى هنجول إيه يموت الزمار وصوابعه عتلعب يعنى ف ضيقه ومرض وبردك مسمم بدنك
_انا تعبت اوى يا حفصه حتى لما ربنا كتبلى الراحه مش عارفه ارتاح
_أمانه ماتزعلى نفسك انا چنبك والله
ارادت حفصه تغيير مجرى الحديث، فأخبرتها انها كانت تظن ان مشكلتها مع زوجها وانها ستذهب كى تقذفه ب أقذع الشتائم كى يردع عن تصرفاته معها.
وتمت مهمتها بنجاح فقد ضحك ثغر حبيبة وإحتست الليموناده وشعرت بالإرتياح بعدما تحدثت إلى حفصه أمها الحنون وملجأها الدافئ.
. '.'. '.'. '
_عمار ممكن من وقتك دقيقه!
قالتها حسناء وهى تقترب بالقرب من مكتبه، ف اردف عمار وهو ينظر إلى الحاسوب ويصب كل نقطه تركيز على مايفعل
_لا مش ممكن
شعرت حسناء بالإحراج ولكنها لم تستلم فقالت له بتغنج كعهدها
_هو انت مش بتحب تساعد حد وللا ايه
نفخ عمار بنفاذ صبر وأردف لها بعدما خلع النظارة الطبيه عن عيناه
_يا مدام حسناء انا بشتغل ومركز فشغلى، فوجت فاضى ان شاء الله اساعدك ف الل عاوزاه
انزعجت حسناء من كلمه "مدام" لتردف بحنق
_انا مش مدام يا بشمهندس، انا اه كتبت كتاب واطلقت بس لسه بنوتة
_هو حضرتك هتحكيلى قصتك!! يا بشمهندسه احنا فشغل ولا فمدام ولا آنسه!
دبت بقدمها على الارض، وذهبت مسرعة إلى مكتبها وهى تشخص بصرها عليه لن تستسلم، اما عن عمار فهو لايعرف ماذا تريد تلك البلهاء؟
منذ ان تم نقلها من بلده مجاورة الى إدارتهم وهى تحاول لفت إنتباهه بشتى الطرق رغم علمها ب أنه متزوج ولديه طفله وهو يكره هذا النوع من النساء، ولكن بالنسبة إلى حسناء.. فهيهات!
. '.'. '.'. '.'
فى منزل الحاج عبداللاه كان وليد هناك، يجلس بصحبه والده ووالدته وإحدى شقيقاته واولادها، فهذه الأيام غابت عبله عن منزلها بسبب عُرس شقيقها ومنذ ذلك اليوم ووليد يذهب ليطمئن إلى حال والداه، شقيقاته فمنازلهن، وهكذا..
وبعد مُضى وقت، عاد وليد إلى منزله، هم بفتح الباب ودلف ليجد الانوار مطفئه والمنزل مظلم، دلف إلى غرفه نومه كى يبدل ثيابه ويتأهب إلى النوم ليجدها أمامه! عبله بقميص نوم آخر ذو لون أزرق وكثيف الريش ايضا على الصدر والأكمام.
فُزع وليد عندما رآها فهو على علم انها فى منزل والدها ف اردف
_سلامٌ قولًا من رب رحيم
اقتربت عبله ناحيته وهى تلوح ب أكمامها ذات الريش وتتدلل على طريقتها الخاصه
_إيا شوفت عيفريت
_أوعر
_أوعر!! چرى إيه يا بو عمار بدل م تفرح من المفاچأة؟!
تأبطت عنقه ولفت ذراعيها عليه فحاول ان ينزع نفسه منها مع قوله
_انتِ مش جولتِ هتجعدى هناك للدخله؟!
_ماهو انا بصراحه، چيت اشوفك لو عاوز حاچه اعملهالك وسيبت العيال كلهم هناك مع أمى وچيت لك
ها.. ايا رأيك ف المفاچأة
_مفاچأة تودى السچن بصراحه
_ياخى جول كلمه زينه چاك الحنضل
_عاوزة إيه يا مرار بريشك شبه الفروچه الشمورت
عانقته واخذت تقبله وتطبع حمره شفاهها على ذقنه ووجنتيه بعشوائيه وهى تردف
_إتوحشتك چاك العذاب
نظر وليد إلى السماء وأردف وهى مازالت تفعل ما تفعله
_دى هوايل عليا وعلى الل خلفونى، حُب بالمرزبه
انقضت عبله عليه لتوقعه على الفراش ف اعتلته واخذت تقبله، فقام هو بتسديد عدة لكمات فى وجهها وبطنها المنفوخ كى تكف عما تفعل، وفى مشهد كوميدى رومانسي أخذت عبله ماكانت تشرع له بطريقه ما أُخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة، ورغم مايعانيه وليد بسببها ولكنه احب بيته بها وأولاده منها وحياته معها..
. '.'. '.'. '.'. '
فرقة الريس البنجاوى والمنشد ياسين التهامى يقيمان حفله ب الاقصر امام الدير البحرى، اثناء تواجد عمار بمعاينه أثناء عمله علم ب أمر الحفلة وتذكر حديث الطبيبة عن صُنع يوم مميز لحبيبة، صُنع يوم يبهجهم يقوم ب اخراجهم عن المألوف وعما تعيشه حبيبه الآن.
قام بحجز تذكرتان لهما، وذهب إلى المشفى مُسرعاً واخبرها ب أمر الحفله، فرحت حبيبة كثيراً وقد انهت يوم عملها قبل مواعيد عملها ككل يوم، لاحظ مدحت فرحتها وانصرافها مع زوجها الذى يبغضه، ف مدحت يذوب عشقاً بها منذ الدراسه وتوطدت مشاعره اكثر عندما عمل معها بالمشفى، وبسببها لم يتزوج حتى الآن.
كان يعلم انها متزوجه من إلياس، ومرة واحده رأى جمال وجهها الذى هو من صُنع الخالق، رآها دون ان تدرى حتى الآن انه رآها وهى ترفع نقابها.
يهيم بها وكلما صدته زاد تشبثه بها، تُرى علامَ سينتهى هذا الحب؟
نعود إلى العاشقان حبيبة وعمار، فى المنزل تهيأوا لحضور الحفل ومروا يتركوا صغيرتهم عند حفصه كعهدهم، وفى الطريق كان عمار يقوم بتشغيل اجمل اغانى الحب والإحساس، وينظر لها تاره ويقبل يدها تاره..
حتى وصلا، كان الحفل جميل ومبهج وبالفعل يوماً خارج المتوقع وخارج الروتين..
عادا بكامل نشاطهما وجد سارت دماء جديده فى حبهم الذى ليس له حدود، ذهبا لإحضار صغيرتهم وتعهد عمار ب انه سيقوم بتنويمها ولا تشغل بالها.
دلفت حبيبة واحضرت اجمل قميص نوم قد ابتاعه لها عمار ذات مرة، ارتدته ووضعت زخات من عطره المفضل
وانتظرته بالفراش.
دلف هو فوجد هذه اللوحه الفنيه إبتسم وإنشرح صدره أخيراً.. إقترب منها وعيناها مثبتان عليه، أخذ يشم عُنقها ولثمها برقة لتردف هى بنبرة رقيقه
_وحشتنى!
انتظروا الفصل القادم