وكانت هيا ست الحسن والمحاسين والحسان
جمالها يقلق النعسان وصوتها بلوه علي الشباك
ابوها باشا من الاعيان وجدها كان وعمها كان
وهو فقير بياخد غربتو في حضنو وبيناموا
كانت سارقه احلامه ودايما جايه في كلامه (هشام الجخ)
. '.'. '.'
الفصل الثاني
دلف عمار وجد حبيبتاه نائمتان كالملائكه، حبيبة ابنته وحبيبة زوجته..
بدل ثيابه ودنى من حبيبة ابنته وطبع قبله على وجنتها، وخرج من غرفتها ليدلف إلى غرفته ويقترب من زوجته ويلامسها لمسة عاشق مع جذبه ل ملابسها وإنزالهم لأسفل حتى تستيقظ حبيبة مفزوعه ترى امامها زوجها السابق إلياس وتصرخ ب أعلى مافيها

_ابعد عنى!!!!
وقف عمار مكانه ثابتاً، مابها إذاً؟!
تنبهت حبيبه وجلست تنكس رأسها أسفل وقد انهمرت الدموع على وجنتيها، زفر عمار بحرارة وجلس بجانبها على الفراش محاولاً تهدئتها وهو يتحسس ذراعها العارى من اسفل ل أعلى بهدوء مع قوله

_مالك بس يا حبيبتي؟ انا عمار يا حبيبة.. عمار حبيبك
دفنت حبيبة وجهها فى صدرة وأجهشت فى البكاء المرير مع غمغمتها بصوت مفهوم بعض الشئ
_انا تعبانه أوى، انا كل م بحاول انسي دماغى بتفكرنى بيه فى كل دقيقه، وخصوصاً لما بتقرب منى
أنا آسفه ياعمار حقيقي آسفه..

مسح عمار على شعرها ورفع وجهها له ونظر إلى عيناها بعمق وتحدث بهيامه المعهود بها
_متتأسفيش ياروحى، من بكرة نرجع للدكتورة بتاعتك ونتابع العلاج.. ومتقلقيش عليا،انا راضى وبحبك ومستحمل
نظرت له حبيبه نظرة امتنان تختلجها الحب والشفقه عليه وعلى حاله، فهى برغم من مرور السنوات، ولكن مازال عالق بذاكرتها ذاك الذئب الماكر زوجها الأول إلياس بمعاملته وقسوته وأيامه وسنواته.
عقلها رافض فكره موته ورافض ان يستسلم انها الآن فى منزل حبيبها منذ الصغر، اصبحت الآن ب أمان تام بعيدة كل البُعد عن أى مصدر للقلق، حتى والدها الحاج درويش اصبح حاله يرثى له، وحيدا ً هناك من تهتم به بمقابل مادى وتهتم ايضاً ب أمور المنزل.
درويش أول من حطم ثقتها بنفسها.. أول من حطم احلامها، أول من وضع بيده خيوط الماريونيت ليجعلها عروس ماريونيت بين يداه حبالها لتحريكها كما أراد.. ومن بعده سلّم الراية إلى إلياس ذلك الوغد الذى جعل حياتها جحيماً على الأرض!
أظن ان حالها يرثى له ايضاً، ولولا حُب عمار لها وعشقه.. لكان هناك أمراً آخر بعلاقتهما..!
. '.'. '.'. '.'
_يبجى اتفجنا هنحط هنا الفعل المضارع يچلس est assis
ونكمل بجية الچملة..
دنت إحدى طالبات همام منه بعدما هبت واقفه من مكانها تحمل دفترها وهى تهتف كى تلفت انظاره لها
_مسيو همام، تركيب الچملة كديتى صح

نظر همام إلى الدفتر ف أشار إلى الأخطاء المكتوبه بقلمه الأحمر، لتتذمر الفتاة بدلع طفله ذات السبعه عشر عاماً
_لاه، متعمليش الخطوط الحمرا الكاتير دى، كديتى عتزعلنى يا مسيو

لم يلتفت همام ليقول بنبرة جاده
_الاحمر الكاتير دى عشان تصلحيه وبطلى فطفطه واجعدى مكانك
عبست الفتاة بوجهها وجلست فى مقعدها، فكتب همام القاعده الجديدة مع إنصات الفتيات له بالحصه.
دلفت حفصه تحمل كوب الشاى ووضعته وهى تزمجر ناظرة إلى الفتاة بعينها التى تدللت عليه منذ قليل، فمن الواضح أنها قد سمعت كل ماحدث وأدى ذلك إلى زمجرتها

_الشاى يا مسيو
نظر همام إلى أعلى لتلتقِ عيناه بعين حفصه فيردف لها شاكراً
_ألف شكر يا أم شهد
وزعت حفصه نظراتها على الفتيات ككل، وشخصت نظراتها على الفتاة إياها مع قولها وهى تكز على أسنانها
_شِدوا حيلكم وربنا معاكم، ومش وكت دلع ويا مسيو ويا ميسوهش

نظرت الفتاة لها فقالت بدلال وهى تتلاعب ب أطراف وشاحها
_مين عيدلع! دا حتى المسيو عيخلى الحصه زى بتوع العسكرية

وضعت حفصه يد فوق الأخرى على صدرها وقالت ب إستنكار
_أومال عاوزة الحصه كيف يا عسليه
_يعنى تتبحبح شوى، مش كله چد چد كديتى
_يجوم يتحزم ويرجصلكم يعنى ولا عاوزة إيه انتِ

قالتها حفصه وقد اتسعت حدقتيها ممسكه بكوب الماء وقام همام باللحاق بها قبل أن تقذفه فى وجه الفتاة مع قوله لتهدئه الوضع
_يا أم شهد.. تعبناكِ إطلعِ شوفى البنات بس عشان وكت الحصه
دبت حفصه على المنضده وهمت بالرحيل، فتضاحكت الفتيات ذات بينهن ليخبط همام بيده على الطاولة عدة مرات كى ينتبهن لأمر الحصه ويعودوا للشرح.

.'.'.'.'.'.'.'.
بمنزل الحاج محسب، كانت هناك جلبه وحركة عشوائيه لساكنى المنزل والاطفال.
فقد تحدد عُرس أحد أشقاء عبلة وقد ذهبت هى مصطحبة أطفالها جميعهم كى تساعدهم فى أمور خبز مخبوزات العُرس وصُنع التجهيزات فى جو مملوء بالبهجه والفرحة.
فكما إعتادوا فى بلدتهم، فلكلور الصعيد بالأقصر.. تتغنى السيدات أغانى من التراث الصعيدى
القديم ودقهن على الطبول وتراقص الفتيات وضحك الاطفال وتعالى الزغاريد..

«يا بو اللبايش يا قصب .. الفرح عندنا اتنصب

جاب الفستان على قدها .. نزلت تفرّج عمها

شافها العريس وقال لها: تسلم عيون اللي خطب

جاب الكردان على صدرها .. نزلت تفرج عمها

شافها العريس وقال لها: تسلم عيون اللي خطب»
فى هذه الأثناء كان منزل وليد فارغاً من صراخ اطفاله وصراخ عبله وصوت بكاؤهم وجلبتهم وضوضائهم المحببه إليه، لأول مرة يعود من عمله يجد المنزل فارغاً فشعر بالسعادة
خلع سترته وقذف بها فى مكان، وقميصه فى مكان، وحذاؤه فى الردهة، ورابطه عنقه على مقعد طاولة الطعام، وحقيبة حاسوبه على أحد مقاعد الصالون
بدء يتغنى ويدندن أغنيه لمعشوقه إيهاب توفيق وهو يتراقص شبه عارياً يشعر بالحرية أخيراً حتى لو كانت حرية مؤقته
_سحرانى ليل ونهار اه مالهوى ومنها
آيد فى قلبى النار وعيونى عشقنها، سحرانى ليل ونهار اه مالهوى ومنها
آيد فى قلبى النار وعيونى عشقنها
دلف إلى المطبخ وكشف الأوانى ليجد الملفوف جاهز ومطبوخ وفتح إناء آخر ليجد اللحم المسلوق فى حساءه اللذيذ وكشف غطاء آخر الأوانى ليجد البازلاء المطبوخه مع الجزر!

تراقص وهو يتناول طعامه من أعلى الموقد ومازال يدندن كما هو
_دى حبيبتى بالدنيا مايكفيها ولا ثانية مقدرش اغيب عنها
وازاى يعدى يوم عليها من غير ماعينى تشوف عينيها
وازاى يعدى يوم عليها من غير ماعينى تشوف عينيها
وازاى يعدى يوم ازاى يعدى يوم.. عليهاااا

سمع صوت جرس هاتفه، لم يعطيه أى اكتراث فى بادئ الأمر ولكن صوت هاتفه لم ينفك، ظلت ترن اجراسه متواصله فتوقع هو إنها عبلة تريد شيئاً او تطلب شيئاً او قد نسيت أمراً وأرادت إخباره إياه.
ومع ذلك لم يكترث وليد، ظلّ يتناول الطعام بحاله هذا شبه عارى يتراقص ويملئ فمه بالطعام، والهاتف مازال يرن لينزعج هو منه ويغسل يداه ويذهب إليه ليجد المتصل زميلته دعاء!
إندهش فى بادئ الأمر وأتت فى خياله ملايين الأفكار تخص عمله بالبنك ولكنه أراد قطع الشك باليقين وان يقوم الرد على المكالمه
_ايوة يا أستاذة دعاء
_إزيك يا مستر وليد، معلش لو إتصلت كتير بس كان فى فلاشه انا نسيتها على مكتبك من شويه والعامل قفل مكتبك ف كنت عاوزة تيجى لو قدرت تفتح المكتب وتديهالى
_مينفعش الصبح الكلام دا يا أستاذه؟
_لا مينفعش، دا شغل هخلصه الليله فالبيت، وحضرتك عارف يا مستر وليد انا لسه متعينه جديد ومينفعش إتأخر فحاجه طلبها الدايركتور منى

إلتوت شفتى وليد، هل سيعود إلى البنك الآن؟ الم يمر عليه وقت إستراحه من كل هذه الضوضاء!
تمتم إلى نفسه
_قسماً بالله مرار، دا هوايل علينا وعلى الل خلفونا
وبالأخير، قرر ان يرتدى ملابسه ويعود لها كى يساعدها فى مأزقها.
على الفور وصل وليد بسيارته إليها، وليد ذو القامه الشامخه والبشرة السمراء والاسنان ناصعه البياض التى تظهر فى إبتسامته الصافية، هندامه مع طول قامته يعطيه هيبه، نظرت له دعاء نظرة غريبة بعدما مشطته من أسفله ل أعلاه بعيناها..

_آسفه انى رجعتك تانى
دلف وليد على عجل إلى الداخل بعدما جعل رجال الأمن يفتحان البنك، دلف مسرعاً دون الإلتفات لها وهو يردف دون النظر لها
_بس ايا خلاكِ تنسيها فمكتبي يا أستاذة
_أبداً الكمبيوتر عندى كان مهنج فقلت اجرب الكمبيوتر عندك، خصوصاً انك بتاخد اللاب بتاعك معاك
دلف وليد وفتح مكتبه وقام ب إعطاءها جهاز تسجيل البيانات الخاص بها مع قوله
_إبجى خدى بالك يا استاذه بعد كدا، لأن والله لولا ان ممكن يعملك مشكلة لو چيبتيلى مزمار بلدى م كنت هاچى من البيت فالوكت دى

قالت دعاء على إستحياء
_أنا متأسفه بجد
همّ وليد بالذهاب ف أوقفته هى لتردف
_بس انا ممكن اعبر عن أسفى ب إنى اعزمك فالكافيه الل قصادنا دا على أى حاجه ساقعه

إستدار وليد لها ينظر بتعجب ف اكملت هى
_أو قهوة، الل تحبه
_مش هينفع والله لازم أروح وخلاص مش لازم تتأسفى كاتير
_مستر وليد دا رجاء شخصى.. تشرب معايا أى حاجه بجد حاسه بالذنب
إحتار وليد فى أمرها، ماذا تريد هذه الفتاة؟ اثناء عمله يلاحظ تلميحاتها ب ان تأتى إلى مكتبه كل وقت وآخر، تحاول أن تقتحمه بالاسئله دوماً رغم أن هناك الكثير من الزملاء والزميلات..
هو ليس بغبي ولكنه لايحب ان يشغل باله بتفاهات، أجابها بالإعتذار وإستقل سيارته ورحل.
واثناء قيادته بالطريق كان يدندن اغنيه ايهاب توفيق مع قوله
_وازاى يعدى يوم عليها من غير ماعينى تشوف عينيها
وازاى يعدى يوم ازاى يعدى يوم.. عليها
هى مش ناكصاكِ.. اعزمك على لمون عشان عبله تطفحنى زتون أسود على دماغى انا والل خلفونى
هو انا جادر عليها هى ومزرعتها لما العب بديلى.. حِللى عنى الله يباركلك.
. '.'. '.'. '.'
الحب هو ذاك الشئ الموجود بين إفراط و تفريط
كالذي يحب ضوء الشموع فمن شدة عشقه لضيها يحيطها ويتغمدها بكفيه فينطفئ ويذهب ضوئها من بين يديه
او عاشقا للبالون من فرط حبه يتركها في الهواء ليعطيها حريتها حتي تختفي من ناظريه
الحب هو الخط الفاصل بينهما..!
بعيادة طبيبة الامراض النفسية والعصبيه كان عمار برفقه حبيبة ينتظر ميعاد فحصها حتى قامت المساعدة بمنادتها لتدلف إلى غرفه فحص الطبيبة.
كانت تخطو خطواتها ببطئ خائفه من شئ ما، لم تعد ثقتها بنفسها كالسابق من بعد هذا الحلم المخيف الذى رأته وتخيلت زوجها به!
جلست إلى المقعد وبعد الترحاب، بدات حبيبة بالحديث
_طبعاً من آخر مرة حضرتك مكنتيش عاوزة تشوفينا تانى

تبسمت الطبيبة وقالت فى هدوء
_بالعكس انا احب اشوفك دايما يا حبيبة، بس وانتِ كويسة مش وانتِ تعبانه
نظرت حبيبة ب انكسار إلى زوجها ف اردف عمار
_من يومين، فاقت على كابوس بمجرد م قربتلها صرخت وكأنها شيفانى هو
تناقلت نظرات الطبيبة مابين عمار إلى حبيبة لتردف حبيبة
_شوفته قصادى زى زمان، بيعرينى وبيضربنى فكل حته من جسمى بمعلقه سخنه وكل م اتعذب واعيط يضحك وتعلى ضحكاته كل ما أصرخ يستلذ ب ألمى، برفع وشى لاقيت وشه مبقاش هو وبقى... عمار!

إنتبه عمار! لأول مرة يسمع منها هذا الحلم، أحقاً تراه فى صورة ذلك الوغد؟!
تمزق جزء من شريان يمر بقلبه، يود ان يصرخ بها قائلاً انا حبيبك يا حبيبتى... انا زوجك وأمانك وامنك الوحيد..

دونت الطبيبه بعض الاشياء ورفعت بصرها لهما لتردف موجهه حديثها إلى حبيبة
_حبيبة، كان عدى وقت كبير وقدرنا نتخطى، حصل إيه
_مفيش جديد والله، بالعكس انا فشغلى كويسه ومع عمار هو بس...

إنتبه عمار وأردف لها برصانته المعهوده
_بس إيه؟!
_عمتى زاهيه كلمتنى من يومين وقالتلى كلام زى السم، انى نسيت ابنها وانى السبب فموته وانى بفرح بفلوسه وشقاه وعملت مستشفى وروحت اتجوزت وكأنى كنت مخططه ل دا كله

تنهد عمار بحزن ناظراً لأسفل، لتتحدث الطبيبه مُشيرة إلى حبيبة
_مجرد عقلك الباطن اشتغل بذكريات مؤلمه لمجرد اتصال عمتك بيكِ، انا عاوزة تشتغلى الفترة الجاية ع نفسك مع جوزك.. الشغل اكيد واخد كل وقتكم مش كدا

اردف عمار ساخراً
_مبقتش اشوفها تقريباً، مشغولة طول الوقت
نظرت له حبيبه ب اهتمام واردفت
_وانت كمان الشغل والمكتب كل وقتك ياعمار مش لوحدى

حاولت الطبيبة تهدئة الامر فقالت
_خلاص، ناخد نص يوم بريك.. تخرجوا سوا تتكلموا سوا وتجربوا تانى وتجيلى
هو عامة العلاقه بينكم موجوده ولا.. ع فترات

نظرا إلى بعضهم البعض ونكسا رأسهما ففهمت الطبيبه لتدون بعض اسماء العقاقير اللازمه لحالة حبيبة ومن بعدها اشارت لهما بميعاد زيارتها القادمه بعدما تنفيذهم لما حثتهم عليه.

. '.'. '.'. '.'
فى عودتهم، صف عمار سيارته إلى الكورنيش ودعاها لأكل الذرة المشوية معه وإحتساء مشروب الحمص الساخن..
جلسا وأخذ عمار يطعم حبيبة فى فمها خلف النقاب وهى تأكل من يداه مبتسمه، نظر لها نظرة طويله بحب ليردف لها بنبرة متألمه
_بقى انا حبيبك بتشوفينى هو يا حبيبة؟
شعرت حبيبة بالخزى لتقول وهى منكسه الرأس
_غصب عنى، انا عمرى م اشوفك إلياس بس هو منه لله بقا علّم فيّا وفحياتى وفذاكرتى بكل الوان السواد

قضم عمار جزء من الذرة المشوية ونظر الى النيل قائلاً
_انتِ كنتِ متچوزة جبلى، وانا كنت متچوز جبلك.. عمرى م حسستك ان فيه اصلا ست دخلت حياتى ولافحياتى غيرك يا حبيبة، انا حتى مبفتكرش زمزم اجرالها الفاتحه

نهضت حبيبة من مكانها مندفعه وقالت بنبرة غضب
_لا ابقى اقرالها عيب عليك يا راجل... انا عاوزة اروح

ترجلت إلى السيارة وركبتها، اما عنه فهز رأسه يميناً ويساراً وترك مابيده وذهب خلفها ليدير مفتاح السيارة وينطلق دون أن يتحدث بكلمه!
'.'. '.'. '
انتظروا الفصل القادم