ليالى فى بيت المحترم ✨
نوڤيلا تابعه لرواية (وللرجال فيما يعشقون مذاهب)
. '.'. '.'. '.'
وجئت إليك تحملني
رياح الشك.. للإيمان
فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك (فاروق جويدة)
فصل (١)
وتخلق من قلبي مدينة كاملة لَك..
بمشفى الهناء لعلاج امراض الاورام بالمجان بمدينة الاقصر ، كانت تتجول الطبيبة حبيبة تتفحص أمر المرضى وتتلقى التقارير الطبيه وتتحدث مع زملائها الاطباء وتناقشهم..
_طيب خلاص بعد جلسه الإشعاع لمدام لُبنى عاوزة تقرير كامل عن حالتها
ربتت السيدة على ذراع حبيبة وقالت لها ب إمتنان
_توشكرى يا دكتورة على كل الل معتعمليه ويانا، كتر خيرك
إبتسمت حبيبة وقالت بذوقها المعهود
_على إيه يا حجه لبنى، ربنا يقومك بالسلامة يارب
خرجت خارج غرفه المريضه، لتتقابل مع "مسعد" ذاك الطفل الذى يبلغ تسع سنوات يمر بالممر حاملاً المحلول وما أن رأى حبيبة ابتسم إبتسامة عريضه فتبسمت حبيبة وفتحت ذراعيها له تحتضنه
وهى تمسح على رأسه بحنان أم
_عامل إيه انهاردة يا مسعد؟
_بخير يا داكتورة حبيبة
_شد حيلك انت تقاريرك كلها كويسه، عشان تخرج لمامتك وباباك بالسلامة وتلعب مع اخواتك
_ ان شاء الله يا داكتورة
تركته وذهبت إلى مكتبها، دلفت واغلقت الباب خلفها.. طلبت من العامل احضار كوب من الشاى لها
وفتحت حاسوبها النقال لتجارى بعض امور المشفى والمرضى، فسمعت صوت طرقات الباب
هتفت بصوتها العذب
_ادخل
دلف زميلها الطبيب مدحت سليم والذى يعمل معها بالمشفى، وكان زميلا لها ب جامعة القاهره وكان من اكفء طلاب كلية الطب فى عهدهم.
تخصص مثلها فى امراض الاورام وعمل لديها بمشفاها، دلف يحمل بضع اوراق وملفات متهلله اساريره
فغطت حبيبة وجهها بنقابها ودعته للجلوس
_ازيك ي دكتورة
_الحمدالله يا دكتور مدحت، خير
_انا جايبلك تقارير بعض المرضى وقلت اتناقش معاكِ فيها
هزت حبيبة رأسها بالايجاب، فتح الملفات وبدأت مناقشتهم وما ان انتهوا حتى دلف العامل ومعه كوب الشاى
ليهتف مدحت قائلاً
_لو يا دكتور كُنتِ مفطرتيش، ف انا بعزم نفسي على الفطار وياكِ
تعجبت حبيبة من طلبه هذا حتى بدا على نظرة عيناها، وقالت فى حزم
_افندم ي دكتور!
شعر مدحت بالاِحراج وتنحنح قائلاً
_لا خلاص يا دكتور مفيش حاجه عن إذنك
تركها واخذ ملفاته ورحل خارجاً، تمايلت حبيبة برأسها يميناً ويساراً مندهشه وشكرت العامل وتنهدت تحتسى من كوب الشاى..
. '.'. '.'. '.'. '
كان عمار بعمله الصباحى فى طريقه إلى مكتب مدير الإدارة الهندسية ويبدو عليه الانزعاج، طرق الباب طرقتان ودلف
_بشمهندس ياسر، بعد اذنك ممكن افهم كيف وافجت على تراخيص المبانى دى وهى على اراضى زراعيه؟
رفع المدير رأسه إلى عمار بهدوء وتريث وتحدث بنفس هدوءه
_اقعد يا بشمهندس عمار وبلاش الحمقه دى، الشغل عاوز طولة بال
المعاينه طلعت وعاينت الأرض ومش زراعيه ولا حاجه، الطلب سليم وكل حاجه سليمه يبقى فين المشكلة!
عقد عمار حاجباه وأردف بنفس نبرة الإنزعاج
_انا طلعت معاينه للأرض دى ولاقتها غير صالحه للبُنى عليها يافندم
_بس انا متأكد انها صالحه ي بشمهندس، وأرجوك فيما بعد خليك فالجانب الل يخص شغلك وبس
واظن المبانى دى وتراخيصها مش من ضمن شغلك
زفر عمار بحرارة ونهض مترجلاً يرحل خارج المكتب متوجهاً إلى مكتبه، دلف يجلس إلى مقعد مكتبه وهو يسب وعفاريت العالم تتقافز امامه
_يخربيت المحسوبية عالكوسه الل هيضيعوا البلد!حاچه بجت تجرف
نهضت من مكانها المهندسة "حسناء" وترجلت ببطء تطرق الأرض بحذائها ذو الكعب العالِ نحو مكتب عمار إلى أن اقتربت منه ووقفت امامه تتحدث بمياعه ونعومة
_مالك بس ي بشمهندس، دمك متعكر ليه عالصبح؟
رفع عمار بصره لها، فهى المهندسة حسناء.. التى تم تعيينها بالوساطه ف اصبحت موظفة بالإدارة الهندسية بمجلس المدينه.
فتاة كل اهتمامها مظهرها، الملابس القصيرةالضيقه، الشعر المُصفف والمصبوغ، الاحذيه ذوات الكعب العالِ
كل تعاملاتها بميوعه وتغنج، تؤثر ان تفرض دلالها على من أمامها كلما تحدثت وتفترض ايضاً انها انثى من الصعب رفضها او عدم الاعجاب بها.
_نعم يابشمهندسه؟
_بقولك مالك، جاى متعفرت من مكتب المدير.. فيه حاجه حصلت هناك!
زمت عمار بشفتيه، فهو لا يحب تعاملها ولا طريقتها ولكنها زميلته فى كل الاحوال ويجب عليهما التعاون والتعامل ف اردف لها وهو ينظر إلى الحاسوب
_مفيش ي بشمهندسة حسناء سوء تفاهم وهيتحل بإذن الله
_قولى لو فيه حاجه وانا احلهالك ع طول، انت بس متضايقش
قالتها بعينان تتحدث إغواء له، وبصوت يتحدث دلالاً ف أردف عمار لها
_بشمهندسه، ينفع توجفى عدل وتتكلمى بصوت مسموع عشان احنا فشغل والمنظر مش مجبول بصراحه
رفعت حسناء حاجباً وقالت وهى تعقد ساعديها أمام صدرها منزعجه من اسلوبه معها
_وهو انا كنت واقفه برقص ي بشمهندس!
نظر عمار إلى حاسوبه واردف برد قاطع عليها
_عن اذنك عشان عندى شغل كاتير
تركته وترجلت إلى مكتبها تنظر له بحنق وهى تقضم شفتها السفلى وتتوعد له انها لن تتركه مهما كان الثمن..
. '.'. '.'. '
_ألو، صباح الخير يا وليد
وضع وليد الأيبودب أذنيه اثناء تأدية عمله وتحدث إلى زوجته عبله عبر الهاتف
_صبحنا ياجمره، خير لسه سايبك من ساعه عتتصلى ليه
_عتصل عشان نحبوا فبعض شوية، اصل الفلانطين جرب جولت اما احب فچوزى وأبو عيالى بسرعه
_وبسرعه ليه يا عجرب فيه مسابجه ولا خايفه يروح عليكِ السحب! إسمعى انا فالشغل كلمه كمان وهجفل ف وشك خلصى عاوزة ايا
إلتوت شفتى عبله وجلسه ببطنها المنفوخ إلى اقرب مقعد وقالت بوهن
_عاوزة نفكرك بالحچات الل عاوزينها جبل م تاچى، مش تاچى وتجولى نسيت زى المرة الل عدت
قام وليد ب توقيع أوراق وتسليمها إلى مواطن يقف أمام مكتبه وتبسم وبعدها تحدث إلى عبلة بعدما اخفض صوته محاولاً كظم غيظه
_انا لسه واصل الشغل يا فقر الازل، لما آچى طالع ابجى ابعتى
_لاه.. دلوك تعرف عاوزين ايا
_طب اتفضلى يا حنضل جولى
_٢كيلو رز بسمتى عشان حلا عتحبه هى وهلا، وزيت دابر املا ليا و كيسين كوكى العائلى الل جالك امبارح عليهم وليد ولدك، وعاوزين علبه كريم شعر ل خالد
وعمار ولدك كان وصّاك على حاچه مش فاكراها بس انت اكيد فاكرها
وو
قام وليد بقطع حديثها مع قوله لها متذمراً
_مبنيش عماره ليكم! مروحش ابيع القرنية عشان اكفى طلباتكم؟ فاضل إيه فالسوج مقولتيش عليه
مخلف فرجه كورة وامهم هيچيبولى چلطه!
مرّ احد الاطفال على قدم عبله دعسه فتأوهت لتخلع نعلها وتقذفه به وهى تتحدث إلى وليد
_أه وعاوزين كمانى مانچا، نفسي چايبه عليها.. مانچا وتچيب ملوحه
_مانچا وملوحه ييچو كيف ي حزنى المغلى
_وه! نفسي چت عليهم
_مش شهور الوحم فاتت ي مرار، ابوس يدك اعتجينى انا فالشغل
تأففت عبله وقالت له وهى تحك بشعرها
_خلاص خلاص اجفل ولما افتكر بجية الطلبات هكلمك، سلام
اغلقت هى الهاتف ليتحدث وليد إلى نفسه
_چاكِ العذاب هتجصفى ب أجلى انتِ وعيالك!
. '.'. '.'. '.'. '
بسيارته كان عمار يقف خارج المشفى ينتظر زوجته حبيبة، و ما ان رآها حتى تهللت أساريره
لتختفى الإبتسامة تدريجياً بعدما رأى الطبيب مدحت يقف بجانبها ويتحدث معها
_هو انا ينفع اكلمك على بليل كدا اخد رأيك ف أمر معين
عقدت حبيبة حاجبيها وأردفت إليه
_أمر ايه يا دكتور مدحت؟ أى حاجه تستدعى نتكلم فيها هتكون تخص الشغل وهنتكلم هنا فالمستشفى محدش مسموح له يكلمنى فالبيت إلا لو فيه حاجه لاقدر الله حصلت لحد من المرضى
وعن اذنك عشان جوزى مستنينى..
تركته وترجلت نحو سيارة عمار، صافحته ودلفت ودلف هو من الناحية الاخرى لينطلق بسرعه إلى وجهته..
لاحظت حبيبة شروده وصمته، فقامت بنزع نظارته الشمسيه من على عيناه وقالت برقة صوتها كعهدها
_حبيبي ساكت ليه
قام عمار ببل شفتيه وقال وهو ينظر أمامه إلى الطريق
_حبيبك متضايج
_من إيه بس
نظر عمار لها شذراً وعاد بنظره إلى الشارع وهو يردف
_معقول هقول انى متضايج وهو مفيش حاچه يا حبيبة؟
_مانا بقولك يا حبيبي فيه إيه
عاد بنظره لها وأردف بنبرة انزعاج
_مين الدكتور الساجع البارد التلم الل كان واجف چمبك وعيكلمك وطوّل ديتى؟
إبتسمت حبيبة وتلاعبت ب أصابعها تداعب شعيرات لحيته وهى تتغنج بالقول
_هو عمورى بيغير عليا؟
_عمورك ممكن يجرجش اى حد يجربلك، يبصلك بس
تبسمت حبيبة خلف نقابها ووضعت سبابتها قرب فمها مع قولها
_تقرقشه؟!
_أولع فيه حىّ
_وليه دا كله؟!
تنهد عمار وإبتسم مع قوله لها وهو يقود السياره
_مش بس عشان مرتى وام بتى، دا كلام كليشيه كديتى.. أنا أستجتلت عليكِ فاهمه يعنى ايه
يعنى يا جاتل يا مجتول، حبيتك من اول م عينى وجعت عليكِ
من اول م لمست صوابعك الصغننه دى، جولت حتبجى مرتى لو وصلت ابيع روحى
روحى الل عتتحرك جدامى انتِ يا حبيبة، تجوليلى ليه دا كله؟!
تأبطت حبيبة ذراعه ونامت ب رأسها إلى كتفه مع قولها له بحنان
_والله يا حبيبي م تقلق، مجرد زميلى واى حد بيفكر يتعدى حدوده بعرف ازاى اوقفه
متقلقش عليا
ضحك عمار نصف ضحكه مع قوله لها
_مجلجش! كيف.. دا انتِ بتى جبل م تكونى حبيبتى ومرتى.. انا عخاف عليكِ اكتر من حبيبة الصغيرة
بتنا
_ربنا يخليك لينا ياعمار وميحرمناش منك ابدا يارب يارب
_يارب ي جلب عمار
_بسم الله على قلبك يا حبيبى
_بسم الله على جلبك ي حبيبة عمار
. '.'. '.'. '.'. '
وفى المساء تجمع عمار ووليد وهمام ب الردهة امام منزل عمار ووليد الكبير، واضعين ارائك خشبية وجالسين عليها وامامهم صوانى الشاى والقراقيش الصعيدي.
_اين يذهب الانسان عندما يلاجى المكان زحمه
قالها وليد بصوت عالِ جعلت عمار وهمام يتضاحكان بشدة ليهتف همام
_مالك ي ابو عمو فيك إيه
نظر وليد إلى السماء وأردف
_فيه خمسه يابو عمو والسادس چاى فالطريج
احتسي عمار جزء من سيجارته وأردف له برصانته المعهوده
_المال والبنون زينه الحياة يا ولد عمى، ربنا يباركلك فيهم يارب
_مانا عارف يا عمار، عارف والله ومش معترض.. بس دلوك بجيت اتعب من الهووسة
لا من الواد الكبير ولا البتين التوأم ولا الصغيرين الل چم ورا بعض
ولا شكوتها هى من الحمل الفقرية الل ربنا ادهالى، دماغى تعبت وعاوزة تفصل
احتسى من الارجيلة قليلاً ونفخ دخانها فالهواء امامه ليردف همام
_اهو اديك بتتنفس شوية معانا، شوية فالشغل، لما تكون فالمكتب مع عمار
نظر وليد إليه نظره إمتعاض مضحكه ليقول
_وهى عتجانى!! هى سيبانى حتى لو فالحمام، انا متچوز مرا سرينتها مبتفصلش
ضحكا عمار وهمام بشدة، ظلوا ثلاثتهم على حالتهم هذه فالهواء الطلق بين الزروعات منهم من يتحدث واثنان يستمعاه ويشاركاه الحديث، يتسامرون ف امورهم وامور الدنيا حتى انتهت الليلة وصعد كل واحدٍ منهم إلى شقته.
دلف وليد ليجد الجميع يغط فى سبات عميق، ليدخل على اطراف أصابعه كى لايوقظهم ويعود إلى الضوضاء التى هرب منها ليجد عبله امامه ترتدى قميص نوم وردى اللون مملوء بالريش وتقف ببطنها المنفوخ تستعرض ليقوم وليد بزجّها امامه بعدما قام بسبها ولعنها ودلفا إلى الغرفه واغلق الباب.
. '.'. '.'. '
دلف عمار وجد حبيبتاه نائمتان كالملائكه، حبيبة ابنته وحبيبة زوجته..
بدل ثيابه ودنى من حبيبة ابنته وطبع قبله على وجنتها، وخرج من غرفتها ليدلف إلى غرفته ويقترب من زوجته ويلامسها لمسة عاشق مع جذبه ل ملابسها وإنزالهم لأسفل حتى تستيقظ حبيبة مفزوعه ترى امامها زوجها السابق إلياس وتصرخ ب أعلى مافيها
_ابعد عنى!!!!
. '.'. '.'. '
انتظروا الفصل القادم